_إيه اللي في جسمك ده.؟
لسه كتبين الكتاب من أسبوع، شادي قرر إنه يزورنا النهاردة أنا مكنتش مستعدة للمقابلة دي بأي شكل من الأشكال، إمبارح بليل لقيت جسمي مليان حبوب بشكل يخوف وروحت الصبح للدكتورة وقالتلي إن دي حساسية هتغيب معايا لفترة كبيرة، شكلي بقا بشع حرفيًا مفيش جزء في جسمي سليم..مكنتش عايزة شادي يجي النهاردة بس ماما قالتلي إنه لازم يكون جنبي ويساندني خاصة إن فاضل على فرحنا أسبوعين..كنت بحطله العصير شاف ايدي ولما سألني جايه بالنقاب ليه قولتله علشان مراد ابن عمي جه من السفر امبارح وممكن ينزل في أي وقت، فأنا نسيت نهائيًا ألبس الجوانتي.
_دي..دي حساسية
لقيته قام شال النقاب من على وشي
_علشان كدا مخبيه وشك.!!؟
_شادي..!! أنا مش مخبيه حاجة، حقيقي مراد ابن عمي جه إمبارح وممكن يدخل في أي لحظة.
مهتمش بكلامي وسألني
_سببها إيه وهتفضل كدا كتير..؟
أنا حزنت يمكن علشان كنت مستنية ألمس نبرة الحنية في صوته مش نبرة الجمود دي.
_الدكتورة قالتلي حساسية من النيكل، بتيجي من الاكسسوارات والتليفون والساعات وكل ده أو إني ألمس حاجة مش نضيفة، الفترة مش معروفة بس بأخد علاج
_يعني إيه الفترة مش معروفة..شهد إحنا فرحنا بين أسبوعين عارفه يعني إيه..؟ مستوعبة الموضوع
كان المفروض يطبطب عليا ويقولي كله هيعدي وإحنا سوا بس عمره ما عملها.
_وأنا ذنبي إيه مش فاهمة..هي دي حاجة في ايدي؟
_في ايدك إنك مهملة
_دا مش إهمال أي حد معرض إنه يصاب بكدا.
_وأنا مش عجبني الموضوع ده
_يعني إيه..؟
_يعني مش مستعد أكمل حياتي مع واحدة مشوهه
أنا من صدمتي من الكلمة مقدرتش أرد لقيت حد بيصرخ فيه
_وإحنا ميلزمناش شخص مشوه فكريًا زيك.
_مراد.!!
_ادخلي جوا يا شهد
شادي بعد عنه وقال
_استني يا شهد ماخلصتش كلامي.. أنتِ طالق.
للدرجة دي هونت، هونت علشان حاجة مليش علاقة بيها نهائيًا غير إنها مفروضة عليا غصب عني، أنا ذنبي إيه بس..دخلت أوضتي بسرعة مش قادرة أبطل عياط، وهو مشى بعد ما قال إنه هيخلص كل الإجراءات ويتحرر مني، كأني قيد كبير على قلبه، شويه وسمعت ماما بتزعق مع مراد وبتقوله الناس هتقول إيه على بنتي، بدل ما تهدي الأمور أطلع من تحت على صوت خناق، وقعدت تولول وتقول يادي الفضيحة يادي الفضيحة الناس هتقول علينا إيه..كانت الوحيدة اللي فضلالي وكنت واثقة إنها هتقف جنبي وتقول دا ميستاهلش بنتي، بس اتخذلت منها، قومت مسحت دموعي ونزلت النقاب وخرجتلها كنت لسه هتكلم سمعت جملته:
_أنا اللي هتجوزها.
_أنتوا ليييه محسسني إني عامله فضحية وعايزة اللي يستر عليا..اتكلمي يا ماما.
ابتسمت وكأنها خلاص لقت الحل وزي ما تكون مستنية تخلص مني
_معاك حق يا مراد ماينفعش حد يتجوزها غيرك.. أنت ابن عمها برده.
روحت وقفت قدامها وصرخت من الوجع اللي جوايا..وجع الخذلان من أقرب شخص ليك حاجة تقهر القلب
_يا مااااااامااااااا إيه اللي بتقوليه ده..؟
حطت أيدها على كتفي وقالت
_أنا عارفه يابنتي إن كل دا كتير عليكِ، وأنك عمرك ما تعملي حاجة غلط، بس لسان الناس محدش يقدر يمسكه، علشان سمعة أبوكِ يا شهد.
أبويا..ياريته كان موجود كان الوحيد اللي هيحس بيا ويطبطب عليا دلوقتي، بصيتله لقيته بيبصلي بحزن واضح على ملامحه ليه حق يزعل ويحزن كمان كفاية إنه هيتجوز واحدة غصب عنه تأدية واجب لروح عمه وخلاص.
عدا أسبوع وشادي خلص كل حاجة واتكتب كتابنا النهاردة، شقته كانت اللي وشنا علطول ماما وديتالي شنطتي وخرجت واحنا اتقفل علينا باب واحد..واحدة مكتئبة وثقتها في كل الناس مهزوزة حتى أمها، وواحد اضطر يوافق على وضع زي دا غصب عنه.
_تقدري تنامي في الأوضة دي يا شهد.
قالها وهو بيشاور على الأوضة الكبيرة، وراح هو الأوضة الصغيرة بتاعت الأطفال، خرج تاني وقف على باب الأوضة
_لو احتاجتي حاجة قوليلي
هزت رأسي بماشي ودخلت الأوضة وقفلت الباب..وضع غريب، جديد، مريب المفروض أتأقلم عليه..غيرت هدومي ولبست عباية واسعة من بتوعي بس قبل ما ألبسها دهنت جسمي كله بالمرهم اللي الدكتورة قالتلي عليه ودخلت نمت..نمت علطول ماسمحتش لعقلي إنه يشتغل في التفكير.
فتحت عيني الصبح على صوت كركبة حوليا، لقيته واقف قدام الدولاب اتخضيت
_مراد..!! أنت بتعمل إيه هنا
نبرة الخوف كانت واضحة في صوتي جدًا وهو قرأها واترجمت في عنيه، كمل اللي كان بيعمله ولف قالي
_أسف علشان دخلت وأنتِ نايمة بس أنا خبطت كتير وأنتِ مردتيش وأنا عايز لبس علشان أغير هدومي.
قومت علطول من مكاني سحبت طرحتي لبستها بسرعة، ابتسم بسخرية مش عارفه ليه.!
_هروح أحضرلك الفطار علشان تلحق تنزل.
_النهاردة أجازة خليكِ أنتِ أنا متعود أعمله لنفسي.
_لا معلش هغير هدومي وأجي أنا أعمله.
_اللي يريحك.
خرج وأنا أخدت الإسدال ودخلت أخدت دش علشان المرهم اللي على جسمي، لفيت شعري كويس ولبست الإسدال وخرجت شوفته واقف في بلكونة الصالة وبيشرب شاي أو قهوة مش عارفه، دخلت المطبخ وبدأت أحضر الفطار ولما ناديت عليه مردش روحتله بس مدخلتش البلكونة علشان مش لبسه نقابي
_مراد.!
_ياريتك ناديتِ عليا من زمان..مكنتش همشي
_إيه.؟
_واقفة هنا ليه ادخلي جوا.
_جايه أقولك الفطار جاهز
فطرنا سوا وكل واحد ساكت مفيش صوت في البيت نهائي..حاسه إني عالة عليه..إحساس صعب أوي إنك تحس إنك لوحدك رغم الدايرة الكبيرة اللي حواليك.. إحساس وحش بيخلي الجسم يقشعر..قومت دخلت أوضتي علطول وبسرعة لأني حسيت إن دموعي هتخوني في أي لحظة، دخلت وفضلت أعيط فعلًا، حاسه إني غريبة حتى عن نفسي..بعترف إني محبتش شادي لأني مكنتش بشوفه غير كل فين وفين، بابا كان مفهمه إن الزيارات تكون قليلة، بس أنا موجوعة وقلبي موجوع على الشخص اللي كنت هكمل معاه حتى، وعلى الشخص اللي برا ده واضطر يتجوزني..مخرجتش من الأوضة طول اليوم وهو مجاش يسألني مالي ولا مختفية فين، نمت مكاني وقومت الصبح بعيط من الوجع لأني نمت ونسيت أدهن المرهم، جسمي كله بقا نار وأحمر لدرجة تخوف، مكنتش طايقه الوجع، قعدت أهرش في جسمي جامد لحد ما جاب دم، باب الأوضة اتفتح فجأة ودخل وعلى وشه علامات الرعب، طلع يجري وقرب مني
_شهد..مالك يا شهد
مسك ايدي علشان عورت نفسي جامد وأنا دموعي من الوجع بتنزل على وشي تكويه، شالني مرة واحدة ودخل الحمام بسرعة خلع عني الإسدال وحطني في البانيو وفتح على المياه الساقعة وفضل يقرب الميه من وشي ودراعي علشان متعورين، ساعدني إني أقف وخرج جابلي عباية لبسهالي وشالني خرجني تاني على السرير.
_أنتِ كويسة دلوقتي..؟
هزيت رأسي بلأ وفضلت أعيط، مسح دموعي وقالي:
_إيه اللي خلا كل دا حصل.. أنتِ كنت كويسة وكل حاجة بدأت تخف.
مردتش قام خرج جابلي تلج وجه، وقعد يمشيه على وشي ورقبتي، ورفع ايدي وادني التلج
_شوفي لو لسه في حكة في دراعك ورجلك ومتقلقيش أنا مش هروح الشغل هستناكِ بره علشان لو عوزتي حاجة.
خرج فعلًا علشان أعرف أخد راحتي وأكمل على الباقي من جسمي شويه ولقيته بيخبط على الباب ودخل وفي أيده برطمان عسل نحل
_معلش إتاخرت بس سألت دكتور صاحبي وقالي على العسل ومفعوله السريع، فنزلت إشتريته وجيت.
_شكرًا..مكنش ليه لزوم
قرب مني وقعد على السرير وبص للتلج
_مكملتيش ليه؟
_عادي مش هيحصل تغير.
_أنتِ مجنونة..!!
فتح البرطمان وجاب قطنة وقعد يعملي وشي أنا مكنتش موافقة بس زعقلي، خلاني سندت رأسي لورا وشمر الكم لحد فوق وحطلي على دراعي، ونزل علشان يحطلي على رجلي سحبت رجلي بسرعة وقومت
_اقعدي بقولك
_كفاية يا مراد لو سمحت.
_لا مش كفاية يا شهد مش كفاية.. أنتِ مهملة ومش حاسه باللي بيحصلي وأنا شايفك موجوعة كدا.
مهملة..تاني الكلمة وجعتني..يعني هو كمان شايفني زيه..عيطت جامد فشدني ليه وحضني
_شششش أنا أسف مش قصدي اللي فهمتيه والله، حقك على قلبي ياستي...خلاص بقا يا شهد
_العسل طلع في هدومك.
_ليه حاضن النحلة المنتجة ولا إيه.
_مراد.!!
_اقعدي بس نكمل الأول وبعدين هنحكي
_مخضوض عليا ليه.؟
_مش وقته
_معلش عايزة أعرف.
_علشان أنتِ قلبي يا شهد..عمرك شوفتي حد قلبه موجوع ومرتاح أو مبسوط..يمكن هتستغربي بس أنا بحبك من زمان، وقررت أجي أتقدملك وفي اليوم اللي كنت جاي فيه لقيت عندكوا واحد بيقرأ فاتحتك..خرجت من غير ما أتكلم وسافرت ولسه راجع أهه زي ما أنتِ شايفه.
_غريبة الدنيا دي حتى مأخدتش فرصتي في إني أحب وأسمح إني أتحب
_كل واحد بيأخد نصيبه..وأهو ربنا مردنيش مكسور ولفيت ولفيت وبقيتي نصيبي برده.
_أنت هتفضل جنبي صح..مش هتسيب ايد شهد..مش هتخلي شهد تحس بالوحدة والوجع تاني يا مراد صح..قولي صح
رفع ايدي وباسها
_أنا مش هفضل جنبك لأنك محفورة جوايا منين ما أروح بتكوني مرفقاني.
_وجسمي.؟
_هيخف وترجعي أحسن من الأول إحنا سوا هنأخدها خطوة خطوة..أنا واثق إنه هيخف..بس عايز أقولك إنه لو مخفش عمري ما هفكر أسيبك علشان كدا..اللي جوايا ليكِ أكبر من كدا بكتير.
_أنت...
_أنا إيه..؟
_لطيف
_المفروض أنت وبعدها حاجة رومانسية مثلًا
_مراد..!!!!
_كفاية عندي أنتِ بالدنيا وما فيها
#آيـة_موسى اسكريب
تعليقات
إرسال تعليق