رواية القبلة المحرمة الفصل الثالث
دار المجد للقصص والروايات
رواية قبله محرمة
لقد مرَّ بالفعل شهرٌ على قدومي أنا و جدتي لهولندَا .
لكن لا زلتُ أشعر بنفسي غريبةً عن المكان .
كل شيء متطور بطريقة هائلة .
مع الأيام أصبحتُ أنا لوس سنيثيا الفتاة التي تعشق المرح و التسلية إنطوائية أكثر .
بسبب التنمر الذي حصل لي في هذه المدينة كوني فتاة بِدائية .
على أي حالْ هذا لا يهم الأن .
جدَّتي بدأت بتلقي العلاج الكيميائي في المستشفى و أصبحت فترة قدومها للمنزل قليلة .
شعرها بدأ يتساقط .
لا بّد أن ذلك صعبٌ للغاية .
مرض السرطان كالثعبان .
كالكوبرا .
لا عليّ إلا أن أصبر .
إشتريتُ هاتف جديد قبل أيام .
بمناسبة أن غدًا هو أول يوم في ثانوية مدينة هولندا الكبيرة.
لقد أعطتنِي الجدّة المال لذلكْ ...
***
خرجتْ لتوهَا من الحمام، لا ريب أنها تتجهز للغد .
هو يومٌ حافل بالأحداث .
كانت تلفُ المنشفة حول جسدِها الأبيض .
و أخرى في شعرها .
بينما تتمتم كلماتْ أحد الأغاني .
و في وسط شرودها دلفتْ الجدّة فجأة لغرفة الصغيرة .
" سنيثيا- " قالت بينما تحدِق فيما تمسكهُ بيدها .
لكن قاطعتها الصغيرة بصدمة
" جدّتي، لقد أخفتيني! " قالت بصوت مستمعض .
" هل أنا وحش؟! ها أنتِ الوحش لا أنا أيتها البيضاء الشاحبة! " تكلمت الجدّة بصوت مضحك لا غاضب كأنها تصطنع الأمر
لتثير غضب الصغيرة
" أنا وحشْ، صحيح أنني لست جميلة لكن أنا لستُ وحشًا " قالت بينما تحدق في نفسها في مرآة الغرفة و تضع يدها في وجهها بإعجاب .
" ليتَ القبحْ كان بهذا الجمال حقا؟! " قالت الجدة بينما تنظر لإنعكاس الصغيرة في المرآة .
" جدّتي هل مدحتيني لتوكْ؟! " قالت بعدم تصديق بينما تحرك وجهها بطريقة مضحكة .
" توقفي عن التخيلْ و تفضلي هذا، ربما يعيد الجمال لوجهكِ القبيح قليلًا، إنكِ تبدين كالمومياء! " قالت الجدة لترمي ذلك الشيء على سرير الصغيرة
و تقول بمرح بينما هي خارجة " مسلسلي الجميل أنا قادمةً! "
خرجت و أقفلت خلفها الباب .
إرتدت سنيثيا ملابس النومْ خاصتها .
شورتْ قصير و قميص بدون أكمام .
رشتْ القليل من عطرها .
سرحتْ شعرَها .
ثم نظرت للذي ألقته الجدّة على السرير .
" ما هذا؟! قناع وجه؟! " قالت لتفتح الكيس .
لتضحك بمرحْ و تقول " إن الجدّة تعرفُ تمامًا ما أريد! "
وضعتهُ على وجهها .
لتذهب لتجهيز أدوات المدرسة للغد و ما سترتديه غدًا .
لا تزال الملابس المدرسية لم تصلهَا بعد .
بحثت بين بناطيلها .
لتسقط ورقة من أحدهما .
إنها ليستْ ورقة في الحقيقة .
تشبه الورقة لكنها ليست كذلك .
كان مطبوع عليها رقمٌ ما .
لتعود بها الذاكرة لمَ حصلَ قبل شهر واحد من الأن .
" أوه الرجل الغريب! " قالت لتنتفض من مكانها .
بحثت عن هاتفها لتجده .
كتبتْ ذلك الرقم لكنها فكرت مليًا قبل أن تتصل .
" أليس الوقت متأخر؟! أيعقل أن يكون نائم؟! سأتصل به غدًا أفضل! " فكرت و تمتمت بصوتٍ عالي .
" لستُ نائمْ! " سمعتْ صوت رجولي و عميق من سماعة الهاتف .
لتجد أنها قد أخطأت و نقرت على زر الإتصال .
لا يعقل هذا .
لا تزال غبية فيما يخص الهواتف .
لم تعتد أبدا على إستعمال هذه النوعية من الهواتف .
ضربت جبينها بطلف، تشعر كأنها حمقاء .
" مرحبًا سيدي! " قالت بتوتر و تأتأة
" تكلمِي ببطأ أنا لا أأكُل لحوم البشر " قال بصوتٍ هادئ
" أنا سنيثيا أقصد الفتاة التي دفعتَ لها منذ فترة في المطعم- " قالت بتوتر لكنه قاطعها
قال بنفس الهدوء " لقد عرفتُك، فلنعقدْ موعد إذن "
" لا، أقصد أجل فلنعقد واحد! " قالت بنفس الصوت المرتبك .
كانت فقط هالة صوته تشعرها بالإرتباك .
" غدا على الساعة الثامنة مسائا في مقهى سانباولو! " قال بصوت رجولي بارد
" أسفة، لكن أنا لا أعرف الأماكن جيدًا أنا جديدة على المنطقة! " قالت بصوت باسمْ
" إذن هل أتي لمنزلك أم تأتين لمنزلي؟! " قال مازح لا يعني أبدًا ما قاله
لكن فتاة في الثامنة عشر و كانت تعيش بين أحظان الطبيعة لا يهم هذا الأمر كثيرًا لديها .
" حسنًا سأتي أنا، أظن أنه من غير اللائق أن تأتي أنتْ لتأخذ أموالكْ! " قالت ببراءة
لم يكن يصدق الأمر بتاتًا .
صدقًا أنها فتاة ريفية .
" و الأن إلى اللقاء سيدي " أكملت لتقفل الخط مسرعة دون سماع إجابته
ضحك على تصرفها .
" يا إلهي هذا لا يصدق، كادَ قلبي أن يخرج من مكانه بسبب الخوف . " قالت لتسقط نفسها على السرير.
بعد لحظات من لوم النفس قررت أن تنهض .
جهزت ملابسهَا و محفظتها المدرسية و نزعت القناع و قررت النوم .
لكن وصول رسالة أيقضها .
لقد أرسل لها موقع بيته .
بما أنها كانت تعبةَ للغاية لم تعِر للأمر ذلك الإهتمام و نامتْ ....
في صباح اليوم التالي أشرقتْ الشمسُ على صاحبة العيونْ البحرية .
فإستيقظتْ تلك الصغيرة بسرعة و نشاط .
لم تعتدْ النوم كثيرا و النوم ليس عملها المفضل .
كانت دائما تنهض باكرًا .
غسلتْ وجهها و أسنانها، جهزتْ نفسها بكل بساطة .
و أرتدتْ ملابسها .
لتنزل للإفطار، أفطَرت مع جدّتها
لتنزل للإفطار، أفطَرت مع جدّتها .
لقدْ دار حديثٌ صغيرٌ بينهم و لكن سرعان ما إنتهى .
خرجتْ من البيت بكل نشاط و هي حاملةً لحقيبتها .
تمشي بكل بساطة و تبتسمْ بلطفْ
حاولت اليوم أن تظهر إبتسامتها .
لكنْ نظرات الناس لم تسعِف و لم تساعدْ .
وصلتْ لباب تلك الثانوية .
تنفست الصعداء ثم زفرتْ الهواء .
رسمتْ إبتسامة على وجهها و تحركت للداخل .
كان جميع الطلبة يدخلون لتلك الثانوية بملابسهم المدرسية الجميلة .
فورَ أن بدأت المشي للداخل توارتْ الأنظار حولهَا .
كأنها إرتكبت إثمً لا تعلم عنه شيئا .
كانوا الشباب ينظرون لها نظرات تفيض حبً و رغبة .
لجمالهَا الحاد .
لكن مع ذلك لم تسلَك من غيرة الإناث .
و بعد أن مشت خطوة واحدة داخل تلك الثانوية .
لم تكنْ تعلم أنها بداية لتنمرْ لن ينتهي .
ذهبت لمدير الثانوية ليخبرها عن مكان قسمهَا .
رنَّ الجرسْ الذي يعلنْ عن بداية الدرس الأول في الأقسام .
بعد دقائق فقط كانت تتبع ذلك الأستاذ الذي يبدو أنه المسؤول عن قسمها .
لم يكُن هو أفضل حالٍ من الطلاب التي تفيض من عيونهم نظرات حبْ .
كانت جميلة للغاية .
تجعل الكبير و الصغير يقعُ لها .
دخلَ هو الأول ليتكلم ببعض الكلام .
كانت الصغيرة تشعر بتوتر و خجل عظيم .
خصيصا عندما ندهَ عليها بأن تدخل .
إزدادت وتيرة تنفسها .
لتدخل بعدها محدثة صوتً بحذائها .
حدقتْ للطلبة الذين يقابلوا وجهها .
فأرادت أن تنشق الأرض و تبلعها فقط .
" عرفي عن نفسكِ أيتها الجميلة! " قال أحد الطلبة من بعيد . إنه أوسم و أغنى الفتيان في هذه الثانوية
البنات كانوا يشعرون بحسدٍ و غيرة للصغيرة .
من جمالها المبهر .
" مرحبًا، إسمي لوس سنيثيا أتيتُ من الريف بسبب- " كانت تتكلم بصوتٍ خجول و وجهها مطأطأ للأسفل
لكن أحدهم قاطعها .
" الريف؟! هل كنتِ تعيشين في الريف؟! مضحكْ، هل تملكين هاتفً نقال أم أنكِ لا تعلمي كيف تستخدمينهُ " قال نفس الفتى الذي أطرا عليها في البداية
شرعَ البقية في الضحك و زال الحسدْ عن عيون الفتيات .
راقبتْ الأمر بهدوء لم يكنْ عليها أبدا أن تأتي لهنا .
أبدًا .
عيناها أصبحت كريستالية و ذلك للدموع التي تجمعتْ في حدقتها .
" أشش! صمتًا! إذهبي لمكانكِ أنسة لوسْ " قال ذلك الأستاذ
لتذهب بهدوء لمقعدها مطأطأة رأسها .
لكن لم تشعرْ إلا و هي واقعةً أرضًا على وجهها .
" أوبس، أسفة أيتها الريفية يبدو أنك لا ترينَ جيدًا! " قالت واحدة من البنات
ليضحك البقية كان هذا بعد أن خرج ذلك الأستاذ .
تجاهلتُ الأمر و ذهبتُ لمكاني .
كان هناك فتاة نائمة تجلسْ بجانبِ .
لم أكن أريد إيقاضها .
كانت تشخر بصوت مسموع يبدو أنها نائمة بعمق .
كانت ملابسها مبهرجة قليلًا كفتاة الليل .
لم أعطي لذلكَ إهتمامً كبيرا و فقط أخرجتُ كراسً أيضا كان غريب تمامًا .
سمعتُ صوت الفتاة التي بجانبي تقول " بابيروفوبيا، فوبيا من الورق؟! "
" كيف عرفتِي؟! " سألت بصوتٍ هامسْ .
" لأنني مثلكْ " قالت .
ثم صمتَّ الكلْ بطريقة غريبة .
لتقول التي بجانبي قبل أن ألقي نظرات على الباب
" ها قدْ أتى السيد الباردْ! " قالت
رفعت نظري أمامي .
إنه هو بعينهْ!
البَابيرُفوبيا
أو كمَا تسمى أيضا فوبيا من الورقْ
نسبة المصابين بها شبه منعدمَة
نادرة و غريبة أيضًا
حقيقة أنكِ لن تتمكني من لمس الورق أبدًا أو قراءة الكتب التي يستمتع الأغلبية بقراءتها جد صعبة .
لا أعلم لماذَا حُتِم الأمر أن تكون أنا من بين ١% من المصابين بها .
لكن توقفت عن التفكير بأمرها مذ خمس سنوات أو أكثر .
و أصبحت أتقبل أمرها كشيئا مميز بي .
في بعض الأحيان يجب أن نحب سلبياتنا كما هي! فهي شيئ مميز .
لكن لا يشمل هذا الغرور و الحسد إنها صفات شينَة للغاية .
****
و ها هي الصدمَة الأولى تلقى على كاهلي .
كيف من المعقول أن يكون ذلك صاحب البذلة السوداء أستاذً .
أستاذ في الرياضيات .
حسنًا إنها تشبهه على أي حال .
معقدة للغاية .
" إذن، سأسجل الحضور " تكلم ذلك الأستاذ بهدوء و برود ممل .
" هل هو هكذا دائما؟! " سألت الصغيرة التي بجانبها .
و التي أجابتها بهدوء " أجل، إنه الأستاذ الذي يملكُ الموهبة في جعلي أنام بسرعة و عمق "
" لا كلام جانبي! يا أنسة! " قال بنفس النبرة .
أرجعتُ بيدي شعري لِما خلف أذني بإحراج .
و وجهي الذي أشكُ أنه تلونّ بالأحمرِ القَان .
الكُل كان يحدق بي!
" أين ردُك؟! " أضاف ببرود بينما يحدقُ بذات الشعر الأشقر بحدةً
" أسفة، لن أعيدُها " قالت بصدمة لما فعلهُ لتوهِ .
كأنه تظاهر بأنه لا يعرفها أبدًا .
إنه عملُه في الأخير
لقراءه وتحميل الرواية كامله هنا 👇👇
للتواصل 👇👇👇😘
تعليقات
إرسال تعليق