رواية ملك عمري
الفصل الخامس والسادس
الكتابة ساره علي
الجزء الخامس
انتهت ملك اخيرا من قراءة روايتها الجديدة والتي كانت رومانسية كالعادة ..
اغلقت الكتاب وهي تبتسم بحالمية .. كم تعشق الروايات العاطفية وقصص الحب فيها وكم تتمنى ان تعيش قصة حب مشابهة ..
تذكرت تفاصيل الرواية وحب البطل العميق للبطلة وتضحيته لأجلها والنهاية التي جمعتهما سويا وأثمرت عن فتاة صغيرة تشبه والدتها ..
تنهدت بصوت مسموع وهي تدعو ربها ان تعيش تلك المشاعر وتنجب الكثير من الاطفال من الرجل الذي تحبه فهي تعشق الاطفال عموما ..
افاقت من افكارها على صوت الباب يفتح فتنهدت بضيق وهي تفكر ان جاسر قد جاء وسوف يتعكر مزاجها ..
دلف جاسر الى الداخل بعدما اغلق الباب ورماها بنظرة باردة قبل ان يخلع سترته ويرميها على السرير ويبدأ بفك ازرار قميصه ليتفاجئ بها تصيح به :
" انت بتعمل ايه ..؟!"
التفت لها وقال :
" بغير هدومي .."
نهضت من مكانها واقتربت منه وهي تقول بغيظ :
"هنا .. ؟! مش تراعي انوا فيه بنت معاك فالإوضة .."
رد جاسر قاصدا استفزازها :
" بنت ..؟! هي فين دي ..؟! اذا كنتي بتتكلمي عن نفسك فأنا شاكك انك بنت اصلا .."
نظرت له بضيق وقالت :
" لو فاكر انوا كلامك هيجرحني تبقى غلطان .. انا واثقة بنفسي وميهمنيش كلام حد خاصة واحد زيك .."
رمقها بنظرات مستخفة وقال :
" بجد ..؟!"
أومأت برأسها وأكملت :
" ايوه .. وياريت تتفضل تغير هدومك فالحمام .."
قال ببساطة :
" مانتِ قبل شوية خرجتي شبه عريانه وغيرتي هنا .. وانا سبتك عادي عشان عارف اني مش هتأثر بيكي .. انتِ مش عايزاني اغير هنا ليه ..؟!"
صمت قليلا واكمل بخبث :
" خايفة تتأثري وتنجذبي ليا ..؟!"
احمرت وجنتاها خجلا من وقاحته وقالت :
" الزم حدودك .. انجذب لمين ..؟! انت كلك على بعضك مش هاممني .. ولو كنت اخر راجل مش هنجذب ليك .. كل الحكاية اني بنت وبتكسف اشوفك بتقلع قدامي كده .. وده كسوف عام من اي راجل مش منك تحديدا .."
قاطعها بملل :
" خلاص خلاص .. انتِ هترغي كتير ولا ايه ..؟! هروح اغير جوه وأمري لله .. يعني الواحد قاعد فإوضته ومش واخد راحته .."
قالت بسرعة :
" سيبلي الاوضة .. اقولك فيه مليون اوضه تقدر تقعد فيها الفترة دي .. ولو عاوز انا اروح اوضة تانيه .."
رد بضيق :
" لا طبعا .. عايزة الناس هنا يقولوا عليا ايه لما يشوفوا مراتي بتبات فإوضة تانية ..؟!"
قالت بسخرية :
" الناس .. الناس .. هو ده كل اللي هامك ..؟!"
رد ببرود :
" اه طبعا .. امال انتِ اللي هتهميني ..؟!"
ثم اتجه نحو الخزانة وسحب بيجامته واتجه نحو الحمام ليرتديها بينما اتجهت هي نحو السرير وتمددت عليه وتدثرت جيدا بالغطاء .. اغمضت عينيها بنية النوم لتتفاجئ بعد لحظات به ينام بجوارها فإنتفضت من مكانها وهي تهتف بجزع :
" انت بتعمل ايه ..؟!"
اعتدل في جلسته وقال :
" مالك ..؟! هكون بعمل ايه ..؟! هنام طبعا .."
صاحت به :
" هنا ..؟! جمبي ..؟!"
رد ببرود :
" اه هنا .. عند حضرتك مانع ..؟!"
قالت معترضة :
" اه عندي .. انت تتفضل تنام عالكنبة .."
قال بهدوء :
" لا يا قلبي .. لو عاوزة انتِ تنامي عالكنبة نامي إننا انا مستحيل انام غير على السرير .."
نظرت الى الكنبة بضيق وعادت ببصرها نحوه وهي تقول بوداعة :
" هو يصح كده يا استاذ جاسر .. يعني تسيبني انا بنت انام على الكنبة وحضرتك تاخذ السرير لوحدك .."
تطلع جاسر اليها بدهشة قبل ان ينفجر ضاحكا بشدة .. توقف عن ضحكاته وهو يلاحظ وجهها الذي يكاد ينفجر من الغيظ ليقول :
" استاذ جاسر .. من امتى الادب ده ..؟! ثانيا انتِ اللي مش عايزة تنامي جمبي يبقى تتنيلي وتنامي عالكنبة .."
ردت بتلعثم :
" مهو ميصحش ننام جمب بعض .. انت ناسي انوا جوازنا كده وكده .."
رد جاسر بنفاذ صبر :
" بصي يا حلوة انا عايز انام لانوا بكره ورايا شغل كتير .. فاتنيلي ونامي وخلصيني .. انا مش فايق لشغل العيال بتاعك .."
صرخت به بغضب :
" انت بتتكلم كده ليه ..؟! متتكلم بإسلوب احسن من كده .."
اغمض جاسر عينيه للحظات محاولا ضبط انفاسه كي لا ينفجر في وجهها في هذا الوقت المتأخر من الليل ثم فتحها وقال :
" يا بنت الناس اقصري الشر واتخمدي .. متخلينيش اتغابى عليكِ .."
" مش هنام .. "
قالتها بعناد لتجده يجذبها من رأسه ويضعه على المخده ويدثرها بالغطاء وهو يهتف بها بصوت قوي :
" نامي بقى .. كان يوم اسود يوم ما فكرت اتجوزت .. ادي اخرة اللي يتجوز عيلة .."
دفعت يده بعيدا عنها ونهضت من مكانها ووقفت على السرير ليظهر طولها كاملا امامه ثم قالت :
" احترم نفسك لو سمحت .. انا مش عيلة .. انا عندي 19 سنة وقريب هبقى عشرين .. مش ذنبي اني اتجوزت واحد قد ابويا .."
قال جاسر بسخرية :
" طب كويس معترفة انك طفلة وقد بنتي .."
" لا يا حبيبي مش انا اللي طفلة .. حضرتك اللي عجوز .. يا ترى انت عندك كام سنة ..؟! اممم اظن انك فنهاية الاربعينات يعني قربت عالخمسين صح ..."
جذبها من قدمها فوقعت في حضنه لتبتلع ريقها وهي تراه يرمقها بنظرات باردة لا توحي بشيء .. ظل يتأملها بنظراته الفارغة قليلا حتى قال بهدوء :
" اظن استحملتك كتير واستحملت تفاهتك اكتر .. لحد كدة كفاية .. نامي بدا ما اوريكي العجوز ده هيعمل فيكي ايه .."
" طب ابعد عني .."
قالتها بذعر ليدفعها بعيدا عنه ويصرخ بها :
" اتخمدي .."
فجذبت الغطاء نحوها حتى رأسها بينما ابتسم هو ونام بجوارها ليجدها غفت بعد لحظات قليلا فإبعد الغطاء عن وجهها وأخذ يتأملها لفترة طويلة دون أن يشعر بالملل حتى اخذه النوم هو الاخر ..
.......................................................................
مر يومين لم يحدث بهما شيئا هاما فجاسر كان معظم وقته في العمل وملك تقضي وقتها ما بين زيارة اخوانها في منزلها صباحا والاعتناء بهما بعدما سمح جاسر لها بهذا ثم العودة مساء وقضاء باقي الوقت في غرفتها حتى يعود جاسر فتدعي النوم ليتمدد هو بجوارها ويغط في النوم هو الاخر بعد أن يتأملها طويلا ..
في اليوم الثالث كانت ملك تستعد للخروج والذهاب الى منزل والدها لتتفاجئ بزينة ورزان يقتحمان الغرفة عليها بينما الاخيرة تهتف :
" كويس انك جاهزة ولابسه لبس خروج .. يلا بينا عشان هنتأخر .."
سألتهما ملك بعدم فهم :
" نتأخر على ايه ..؟! "
ردت زينة :
" نجهز عشان حفلة بالليل .."
قالت ملك بسرعة :
" لا طبعا .. انا مش هحضر الحفلة .."
قالت زينة بجدية :
" انتِ عايزة جاسر يتعصب عليكِ .. ده منبه علينا بالحرف الواحد اننا نجهزك للحفلة .. اتقي شره وتعالي معانا .."
" يا جماعة انا مليش فجو الحفلات والله .،"
قالتها ملك بصدق لترد رزان :
" انتي مش قادرة تستوعبي كلامنا ليه .. ؟! جاسر قال لو مروحتيش الحفلة وانتِ بأبهى حلة هيعقلك ويضربك .."
ارتجف جسد ملك بينما نظرت زينة بتردد الى ملك فهما يفعلان كل هذا من وراء جاسر الذي لا يعلم اي شيء عما يفعلانه ..
تطلعت ملك اليهما بحيرة قبل ان تجذبها رزان من يدها وتدفعها أمامها حيث سوف يتجهان الى اهم دور الازياء في البلاد ..
بعد ثلث ساعة كانت ملك تقف بين زينة ورزان اللتان اخذتا يبحثان لها عن فستان مناسب ..
حتى وقع اختيارهما على فستان احمر سواريه طويل يصل حتى كاحلها لكنه عاري الظهر ..
" يلا .."
قالتها زينة لملك وهي تشير الى غرفة القياس لتسألها ملك بغباء :
" يلا ايه ..؟!"
ردت رزان بنفاذ صبر :
" يلا قيسيه .."
" بس انا مش هلبس ده .. ده مفتوح اوي .."
قالتها ملك بسرعة فردت زينة :
" يا بنتي عادي .. كلنا هنلبس كده .. متبقيش قفل .."
تطلعت ملك اليهما بتردد فلاحظت الاصرار واضح على وجهيهما فأخذت الفستان وارتدته ليظهر رائعا على جسدها النحيل ..
خرجت اماميهما وهي تشعر بالخجل لتصفر رزان بينما تهتف زينة بإعجاب :
" هايل .. بجد هايل .."
بينما قالت رزان :
" احنا كمان هنختار فساتين لينا ونروح بعدها الكوافير .."
أومأت ملك رأسها بضيق فإنتقت كلا من زينة ورزان فستانين رائعين ثم اتجهن الثلاث فتيات الى الكوافير ..
قالت زينة لصاحبة الكوافير :
" بصي يا زيزي .. احنه لسه عندنا وقت طويل قبل الحفلة .. عاوزة مرات اخويا تطلع تجنن .. اعمليلها كل حاجة .. متسيبيش حاجة ناقصة .. حتى لو رفضت ملكيش دعوة بيها .. اعتبريها هوا .. نفذي كلامي وبس .."
ثم اشارت الى ملك الواقفة تتحدث مع رزان وتنظر حولها بتوتر فهي لم تدخل الى صالون تجميل منذ عدة سنوات :
" يلا يا ملوكة .. روحي مع زيزي عشان تجهزك .."
نظرت زيزي الى ملك :
" اديني كام ساعة وهخليها شبه الممثلات .. "
قالت زينة بثقة :
" انتِ هتقوليلي .. منا عارفيكي .."
سحبت زيزي ملك الخائفة من يديها وأخذتها الى الطابق العلوي بينما قالت رزان :
"يارب تطلع حلوة وتعجب جاسر .."
قالت زينة بثقة :
" يا بنتي دي زيزي .. دي تعمل من القرد نعامة .."
ضحكت رزان وقالت :
" ياربي عالتشبية .."
قالت زينة بجدية :
" انا مش قصدي ملك .. اساسا ملك مش وحشة .. دي جميلة وملامحها ناعمة .."
قالت رزان :
" طب واحنا هنعمل ايه ..؟!"
سألتها زينة بضيق :
" انتي لسه مصرة تحضري الحفلة ..؟!"
ردت رزان :
" اكيد ..."
قالت زينة بهدوء :
" بس جاسر هيدايق عشان انتي لسه صغيرة .."
قالت رزان بسخرية :
" جاسر مش هيبقى معانا اصلا .. جاسر هيركز مع عروسته .."
ثم اكملت بحماس :
" يلا بقى احنه كمان نجهز للحفلة .."
.......................................................................
مساءا ..
كان كلا من الفتيات يجلسن في السيارة بينما السائق يتجه بهن الى الحفلة ..
كان ملك يزداد توترها كلما اقتربا من مكان قاعة الحفل ..
شعرت زينة بتوترها فقالت محاولة تهدئتها :
" يا بنتي اهدي شوية .. دي كلها كام ساعة ونرجع .."
ردت ملك بصوت باكي :
" انا خايفة .. انا مش بحب الحفلات دي .. "
" ليه ..؟! دي مسلية ..؟!"
قالتها رزان بتشجيع لتهتف ملك بجدية :
" انا كده .. متعودتش اروح حفلات .."
" امال كنتي بتروحي فين ..؟!"
سألتها زينة بتعجب :
" اروح فين يعني ..؟! انا معظم وقتي يا فالجامعة يا فالبيت .. انما الحفلات والتجمعات دي انا بكرهها .. ريم هي اللي بتحبها وبتروحلها دائما .."
صمتت ملك حينما اوقف السائق السيارة امام القاعة لتهبط رزان من السيارة وتجذب ملك بالقوة من يدها وتخرجها من السيارة فتتبعهما زينة ..
" يلا يا ملك .."
قالتها زينة بحماس لتبتلع ملك ريقها وهي تنظر الى شكلها وملابسها بذعر حقيقي قبل ان تضطر للسير معهما الى داخل الحفل ..
اما داخل الحفل فكان جاسر يقف بجانب كمال ابن عمه ويتحدثان مع مجموعة من رجال الاعمال حينما لمح كمال زينة ورزان يتقدمان بثقة الى الداخل وخلفيهما ملك ..
همس كمال لجاسر الواقف بجانبه :
" جاسر بص وراك .."
رمقه جاسر بنظرات متعجبة دون ان يلتفت وقال :
" فيه ايه يا كمال ..؟! مالك ..؟!"
رد كمال بسرعة :
" بص يابني وانبهر زيي .."
التفت جاسر الى الخلف لتجحظ عيناه مما يراه .. لم يصدق ما رأته عيناه .. هل هذه ملك زوجته ..؟! وما هذا الذي ترتديه ..؟!
" نهار ابوكي اسود .."
قالها جاسر بصوت مسموع ليتطلع كمال اليه بدهشة بينما وجد سيلين تقترب منه وتهتف بسخرية:
" اوه مش مصدقة .. يا ترى كم عملية تجميل عملت عشان تبقى كده .."
رماها جاسر بنظرات جعلتها تبتلع ريقها بتوجس وتخرس نهائيا بينما سار هو بخطوات سريعة نحو زوجته المحاطة بأختيه ..
وقف امامهن وانظاره تتجه نحو ملك التي تطالع المكان حولها بتوتر فقال ببرود :
" واخيرا شرفتوا .."
ردت رزان :
" كنا بنجهز يا ابيه .."
بينما اكملت زينة وهي تنظر الى ملك التي نظرت الى جاسر اخيرا :
" بس ايه رأيك يا ابيه ..؟! اللوك الجديد هايل مش كده ..؟!"
سألهما جاسر بتوعد خفي :
" انتوا اللي عملتوا كل ده صح ..؟!"
أومأت الاختان رأسيهما بفخر شديد ليبتسم جاسر بتصنع وهو يقول بغضب مكتوم :
" لا حقيقي برافو .. انتوا تستاهلوا هدية على عملتكم دي .."
سألته رزان بلهفة :
" بجد يا ابيه ...؟! هدية ايه بقى ها ..؟!"
رد جاسر وعينيه لا تنزل من على ملك :
" متستعجليش على رزقك يا روزي .."
ثم مسك ملك المرتجفة من يدها وسحبها ورائه غير العافية بتعثرها بكعب حذائها عدة مرات ..
اوقفها امام احدى الطاولات المعزولة ووقف بجانبها وهو يزفر انفاسه بضيق ..
يشعر بنفسه يكاد يشتعل من شدة الغيظ ..
كيف لها أن ترتدي شيء كهذا ؟!
تأملها مليا منبهرا للحظات بجمالها الناعم البريء قبل ان يتذكر أن هذا الجمال ظاهر للجميع فيزداد غضبه اضعافا .. إنها المرة الاولى التي يشعر بها بشعور كهذا .. يشعر بأنه يود تحطيم وجه كل من ينظر اليها .. يشعر بأنه يريد أن يجذبها ويعيدها الى غرفتهما ويغلق الباب عليها لتبقى فيها الى الابد .. لا يفهم لما يشعر هكذا ..؟! منذ متى وهو يهتم بما ترتديه إمرأته ..؟! لقد خرج مع الكثير من النساء واخرهن ريم لكنه لم يهتم يوما بما يرتدينه ولم يفكر بشيء كهذا ..
لماذا يشعر الأن بقلبه يكاد ينفجر من شدة الضيق والقهر ..؟!
حاول التماسك قليلا حتى لا يفتضح امره وأخذ يعد الساعات كي تنتهي هذه الحفلة ...
اقترب منهما كمال المبتسم وقال مرحبا بملك :
" اهلا مدام ملك .. ماشاءالله طالعة زي الق..."
ثم قطع اخر حروف كلماته وهو يلاحظ نظرات جاسر المشتعلة ليقول بتردد :
" منورة يا مدام .."
لترد ملك برقة :
" ميرسي يا ..."
قاطعها مذكرا اياها به :
" كمال .. ابن عم جاسر.."
" اهلا بيك .. "
ابتسم كمال وهو ينسحب ملاحظا تشنج جاسر والذي ازداد اضعافا بتقدم عمار منه وهو احد رجال الاعمال المهمين في البلاد والذي يكبره قليلا حيث حياه اولا ثم اشار الى ملك قائلا :
" مش تعرفنا يا جاسر بيه .."
تنحنح جاسر قائلا :
" ملك .. مراتي .."
مد عمار يده نحو ملك التي مدت يده وحيته بإبتسامة رقيقة ليقول عمار بترحيب :
" منورة يا هانم .."
ثم اشار لجاسر :
" بس المدام شكلها صغير اوي .."
ابتسم جاسر بتصنع ورد بغيظ :
" لا مش صغيرة .. بس هي كده ..بيبي فيس .."
اومأ عمار رأسه بتفهم ثم انسحب ليتنفس جاسر الصعداء قليلا وهو يتمنى ألا يتقدم احد اخر منهما ..
بعد لحظات وجد ملك تتحرك ليقبض على يدها وهو يهتف بها :
" على فين ..؟!"
ردت بجدية :
" عاوزة اخرج بره .. اشم شوية هوا .."
رد بحدة :
" مفيش خروج .. انتِ هتفضلي واقفة جمبي لحد ما الحفلة دي اخلص .."
همت بالرد عليه ليقاطعها بصوت خافت حاد :
" كلامي واضح .. خلي ليلتك تعدي على خير .."
نظرت ملك اليه بكره بينما اخذ جاسر يلعن اختيه ويلعن نفسه اكثر بانه طلب منها الحضور ..
ثم شرد بعدها بشعوره الغريب هذا محاولا تفسيره ..
فلماذا ملك وحدها من أثارت به كل هذا المشاعر القوية ..؟!
نظر اليها قليلا فوجد قلبه ينبض بعنف بشكل فاجأه .. ابتلع ريقه وهو يشعر بالخوف لأول مرة .. الخوف من شيء يهاب الاعتراف به .. الحب والغيرة ..
عندما توصلت افكاره الى هذا الحد سحبها من يدها وهو يهتف بها :
" يلا نمشي .."
ثم اشار الى اختيه ان يتبعانه ..
جلست ملك بجانبه في السيارة وجلست الاختين في الخلف متعجبتان من خروجه مبكرا للغاية من الحفلة ..
وصلوا اخيرا الى القصر ليهبط جاسر ويسير امامهن ..
دلفن الى الداخل ليغلق الباب ويطلب منهم الوقوف امامه ..
وقفن الثلاث فتيات امامه كالمذنبات حينما صرخ هو بهن :
" مين اللي اختار الفستان ده ..؟!"
نظرت ملك اليهما لتجدهما صامتتين قبل ان تقول هي بشجاعة :
" انا .. ماله مش حلو ..؟!"
رمقها بعدم اقتناع :
" مستحيل تكوني انتي اللي اخترتيه .. انا عارف زوقك اصلا .. انطقوا مين ..؟! انتي يا زينة ..؟!"
قالت زينة بسرعة :
" والمصحف رزان .."
رمقتها رزان وهي تهتف بغيظ :
" واطية .. ايوه انا يا ابيه .. ايه مش حلو ..؟!"
قال بصوت عالي غاضب :
" زفت .. زفت يا رزان .. انتِ بأي حق تلبسي مراتي كده ..؟! جايباهالي بفستان ملط .."
شهقت زينة بينما قالت رزان بضيق :
" انت بتهزر يا ابيه .. ما الفستان حلو اهو .. وكل اللي بالحفله لابسين فساتين شبهه .."
صرخ بقوة اكبر :
" انا مليش دعوة بجد .. انا عليا بيهه .."
قالت رزان بسرعة :
" ايه ده ..؟! انت بتغير يا ابيه ..؟!"
شهقت ملك بينما صاح بها جاسر :
" قلت اخرسي خالص .."
ضربتها زينة على ذراعها وقالت :
" لسانك ده لميه .."
ثم اردفت بتوسل :
" والله يا ابيه احنه كل اللي كنا عاوزينه اننا نشرفك قدام الناس ونخليهم يتكلموا علي مراتك .. "
" ايه ..؟!"
صححت رزان بثقة :
" قصدي يعجبوا بجمال مراتك .."
جذب جاسر ملك من ذراعها وقال :
" كده ..؟! بالفستان ده ..؟! ورافعين شعرها ليه ..؟! كنتوا سبتوا مفتوح عشان يغطي ظهرها بدل مهو عريان .."
ردت رزان :
" دي تسريحة ستايل جدا يا ابيه .."
بينما قالت زينة برعونة :
" مانت لما كنت خاطب ريم كانت بتلبس انقح من كده وكنت بتخرج معاها عادي .."
" متجيبيش سيرة زفت .. انا مليش دعوة بجد غيرها .."
هنا لم تتحمل ملك فإنفجرت به قائلة :
" كفاية بقى .. انت فاكرنا ايه ..؟! عبيد عندك وقاعد تحاسبنا ..؟! مش كفاية اني وافقت واستحملت حفلتك السخيفة .. جاي كمان تحاسبني على لبسي .. ثانيا انت مالك اصلا ..؟! انت صدقت اننا متجوزين ..؟! عاملي فيها سي السيد .. بدل ما جاي تحاسبني روح حاسب نفسك يا بتاع الستات .."
شهقت رزان وزينة برعب بينما نظرات جاسر المخيفة جعلتها تقفز هربا من امامه ليلحق هو بها ركضا وهو ينادي عليها بغل ..
صعدت ملك الى الطابق العلوي مسرعة وهي تتعثر بكعب حذائها عدة مرات ثم دلفت مسرعة الى غرفتها واتجهت مباشرة الى الحمام واغلقت الباب عليها بالمفتاح لتجد جاسر يضرب الباب بقوة وهو يصيح بها :
" افتحي يا ملك .. افتحي يا هانم .."
ردت ملك بذعر :
" مش هفتح .. "
" افتحي بدل ما اكسر الباب فوق دماغك .."
ارتجف جسدها وهي تقول :
" لو فتحت هتضربني .."
صاح بقوة :
" افتحي ومش هضربك .."
قالت معترضة :
" لا هتضربني .."
" قلت مش هضربك .."
" طب احلف ..."
" والله العظيم مش هضربك .."
تطلعت ملك الى الباب بتردد ثم قالت :
" احلف بشرفك .."
" اخرجي بقى .."
قالها جاسر بنفاذ صبر لترد بعناد :
" احلف بشرفك وانا هخرج .."
" وشرفي ما هضربك .."
اتجهت ملك نحو الباب وفتحته وتقدمت خارج الحمام لتتعثر بقدمها وهي تتقدم نحو جاسر فتلتوي قدمها بقوة وتسقط ارضا صارخة بألم شديد ..
شعر جاسر بقلبه يهوي اسفل قدميه من شدة رعبه عليها فركض نحوها وانحنى بجانبها يسألها بقلق شديد :
" مالك ..؟! انتِ كويسة ..؟!"
هطلت دموعها بغزارة وهي ترد عليه بوجع :
" مش كويسة .. "
لمس قدمها فتأوهت بألم .. خلع حذائها ثم حملها وسط اعتراضها حيث صرخت به :
" ابعد عني بقى .. انت السبب فكل اللي بيحصلي .. كان يوم اسود يوم ما اتجوزتك .."
وضعها جاسر على السرير غير مبالي بما تقوله ثم فحص قدمها برقة لينظر الى وجهها المليء بالدموع فينقبض قلبه بشدة ويشعر بضياع شديد بسبب دموعها وألمها اللذان يمزقان قلبه ..
اخرج هاتفه مسرعا من جيب بدلته واجرى اتصالا بأحد الاطباء ليطلب منه المجي ..
انتهى الاتصال وقال محاولا تهدئتها :
" اهدي .. دلوقتي الدكتور هيجي وهتبقي تمام .."
ردت ملك بصوتها الباكي :
" بتوجعني اوي .."
نهض جاسر من مكانه واتجه نحو الحمام ليخرج روب الحمام ويطلب منها ان تلبسه كي لا يراها الطبيب بهذا الفستان ..
" هو ده وقته .."
صرخت به بضيق ليرد بقوة :
" البسيه يا ملك .."
ارتدته على مضض ثم ظلت تبكي بصمت وهو يشعر بقلبه يتمزق اشلاءا حتى اتصل به الطبيب يخبره انه وصل فهبط الى الطابق السفلي واستقبله وسط اندهاش والدته واختيه وسيلين اللواتي لحقن به ووقفن خارج الغرفة ..
فحص الطبيب قدمها ثم وضع لها القليل من المرهم وربطها جيدا ..
تطلع الى جاسر القلق بشدة مبتسما وقال :
" متقلقش .. التواء بسيط فالكاحل .."
ثم كتب لها مجموعة ادوية تخفف عنها الالم وطلب منها ألا تتحرك كثيرا الايام القادمة حتى تشفى قدمها بسرعة ..
خرج جاسر مع الطبيب كي يشكره ويحاسبه بينما دخلن النسوة الى ملك ..
حيث قالت جلنار ببرود :
" حمد لله على السلامة .. ايه اللي حصل ..؟!"
ردت ملك بصوتها المبحوح :
" رجلي اتلوت .."
جلسن زينة ورزان بجانبها واخذتا تتحدثان معها بمواساة بينما سيلين تراقبها بسعادة قبل ان تنطق اخيرا :
" انتِ مكسوفة تقولي انوا جاسر ضربك .. بس ملوش حق يضرب عروسته من اول يومين .."
صاحت بها ملك بحدة :
" مين ده اللي يضربني ..؟! انا محدش يقدر يمد ايده عليا .."
دلف جاسر الى الداخل وهو يسأل بإستغراب :
" فيه ايه ..؟!"
ردت ملك بسرعة :
" بنت خالتك .. فاكرة انك ضربتني .."
نظر جاسر الى سيلين وقال بقوة :
" وانا من امتى بمد ايدي على ست يا سيلين .. ده انا معملتهاش مع وحدة تستاهل بدل الضرب الحرق هقوم اعملها مع ملك .."
ابتلعت سيلين ريقها وهي تشعر بكلماته كالخناجر المسمومة تطعنها بلا رحمة فإنسحبت خارجة تتبعها جلنار التي لم تعجبها كلمات جاسر ..
نظر جاسر الى اختيه وقال :
" ايه ناويين تباتوا هنا ..؟!"
نهضت الفتاتين وودعتا ملك وانسحبتا من المكان بهدوء ..
بينما نظر جاسر الى ملك وسألها بهدوء :
" بقيتي احسن ..؟!"
أومأت برأسها ليسمعا طرقات على باب الغرفة فيتجه جاسر ويفتح الباب ليجد البواب يعطيه الادوية التي اوصى الطبيب بها ..
اخذ الادوية منه وشكره ثم اتجه نحو ملك ووضع الادوية بجانبها قائلا :
"لازم تلتزمي بالادوية دي عشان رجلك تخف بسرعة .."
أومأت برأسها وقالت :
" انا لازم اغير هدومي .."
" يكون احسن بردوا .."
ثم قال :
" هطلعلك بيجامة من شنطتك ..."
واتجه نحو الحقيبة وسحب احدى بيجاماتها وهو يقول :
" ابقي علقي هدومك فالخزانة بدل مانتي سايباها فالشنطة كده .."
ثم اعطاها البيجامة ليجدها تستند عليه وهي تنهض من فوق السرير وتسير نحو الحمام ..
دلفت الى الداخل وغيرت ملابسها بتأني ثم خرجت وهي تعرج على قدمها المصابة لتتجه نحو طاولة التجميل وتجلس أمامها ثم تبدأ بفك تسريحة شعرها تحت انظار جاسر المستمع بما يشاهده .. انسدل شعرها الحريري على ظهرها ثم بدأت تخلع العدسات الطبية وترتدي بدلها النظارة قبل ان تتجه بخطوات بطيئة نحو السرير وتتمدد عليه ..
حمل جاسر بيجامته واتجه نحو الحمام .. غير ملابسه وعاد متمددا بجانبها ..
ظل صامتا للحظات قبل أن يسألها :
" نمتي ..؟!"
اجابته بخفوت :
" لسه ..؟!"
التفت نحوها وظل ينظر اليها قليلا ثم قال بعدما التفتت هي الاخرى نحوه وظلت تنظر اليه :
" جبتي منين حكاية الستات دي ..؟!"
رمشت بعينيها قليلا قبل ان تسيطر على ارتباكها وتقول :
" هتنكر انك كده ..؟!"
تطلع اليها بصمت قليلا قبل ان يعاود سؤالها :
" جاوبي على سؤالي يا ملك .."
ردت ملك بجدية :
" انا مكدبتش يا جاسر .. انت فعلا كده .."
" عرفتي منين ..؟!"
ردت بخفوت كاذبة :
" شفتك مرة بالصدفة مع وحدة ست قاعدين فكافيه .."
قال بسرعة :
" هنكدب من اولها .. انا عمري مقعدت مع وحدة من صحباتي فكافيه .."
رفعت حاجبها وهي تقول :
" يعني بتعترف انوا عندك صحبات ..؟!"
رد بضيق :
" مجاوبتيش على سؤالي .."
" لا جاوبتك .."
" منا قلتلك عمري مقعدت مع ست اعرفها فكافيه ..."
زفرت انفاسها وقالت :
" جايز كان مطعم ومخدتش بالي .."
" ولا مطعم حتى .."
نظرت اليه بغيظ ليسألها :
" ايه ..؟! القطة اكلت لسانك ..."
نظرت اليه بتردد وقالت :
" انا شفتك .."
عقب حاجبيه متسائلا :
" شفتي ايه ..؟!"
ردت بخفوت :
" شفتك فالصور مع كذا بنت فوضعيات مش حلوة .."
جحظت عينا جاسر وهو يسألها :
" شفتيني امتى وازاي .؟!"
اغمضت عينيها قليلا قبل ان تجيبه :
"الكلام ده قبل جوازك من ريم بيوم ... وهو ده السبب اللي خلاها تهرب .. وانا لما شفت الصور ساعدتها عشان تهرب يوم الفرح .."
يتبع
تفاعلوا حلو بقى عشان اللي جاي نار 😃
# ملك_عمري
# سارة_علي
يتبع
تكمله بعد التفاعل
اذا اتممت القراءة علق ب 20ملصق وتفاعل حتي يصلك اشعار عند نشر الجزء التالي ملحوظه لن يصل الجزء الا للمتابعين والمتفاعلين
الجزء السادس
ظلت تنظر له بريبة تنتظر رد فعله على ما قالته .. لا تعرف كيف استطاعت ان تبوح له بكل شيء .. لكن هناك شيء في داخلها اخبرها أن تتحدث وتخبره بما فعلته هي وشقيقتها .. وجدته ينظر لها بتمعن وكأنه يراها لأول مرة .. لم ينطق بحرف واحد فقط يتأملها دون حديث..
سألته بصوت خافت مرتجف :
" مش هتقول حاجة ..؟!"
اجابها اخيرا بعد صمت استمر لدقيقتين :
" اقول ايه ..؟! "
قالت بتعجب :
" قول اي حاجة .. اصرخ علي .. او حاسبني .."
" ليه هربت ..؟! ليه مواجهتنيش ورفضت تكمل الجوازة ..؟!"
سألها بهدوء غريب لترد بجدية :
" مكنتش هتوافق تلغي الفرح ولا بابا كان هيوافق فمكانش قدامها حل غير الهرب .. "
عاد الصمت حليفه حتى قطعته بملل :
" انت هتفضل ساكت كده كتير ..؟! سكوتك ده مخوفني .."
رد بصراحة :
" مش عارف اقول ايه .. من جهة مدايق جدا لاني اتحطيت فموقف غبي زي ده .. خصوصا اني معرفش حاجة عن الصور دي ومن جهة فرحان انوا هروب ريم خلاني اعيش حاجة مختلفة مكانتش فبالي ولا فحساباتي .."
رمقته بتعجب وهي تسأله :
" حاجة مختلفة ..؟! انت بتتكلم عن ايه ..؟!"
رد بخفوت وعيناه تلمعان بشكل غريب :
" انا اكتشفت انوا ارتباطي من ريم كان غلطة .. ريم مكانتش هي الانسانة المناسبة ليا .. ولا كنت هرتاح معاها .. غير اني اكتشفت اني عمري محبيتها وانوا مشاعري ناحيتها متعدتش الاعجاب .. عشان كده انا بحمد ربنا انوا الجوازة دي متمتش ومتورطتش معاها .."
رفعت حاجبها بدهشة وقالت بعفوية :
" انت مجنون يابني ..؟! انت متأكد انوا عندك ستة وثلاثين سنة ..؟!"
ضحك وهو يسألها بخبث :
" طب مانتي عارفة سني اهو .. امال جبتيها منين اواخر الاربعينات .."
احمرت وجنتاها وهي تقول :
" شكلك بيدي كده .. اعملك ايه ..؟!"
رد بمكر :
" على اساس انوا شعري ابيض من كتر الشيب ووشي عجز من التجاعيد .."
ضحكت بقوة قبل ان ترد :
" متقلقش .. كلها خمس ست سنين وشعرك هيتقلب ابيض ووشك هيعجز .."
ثم اكملت بمكر :
" نصيحة ليك الحق اتجوز وخلف بسرعة عشان متبنش قدام الناس جد لولادك .."
قال بخبث :
" منا متجوز فعلا .. "
ابتلعت ريقها وقالت وهي تبعد عينيها عنه :
" انا اقصد حاجة تانية .."
رد بجدية :
" وانا اقصد اللي فهمتيه .."
تطلعت اليه بصدمة قبل ان تقول بسرعة :
" لا انسى .. اللي بتفكر فيه لا يمكن يحصل .."
" ايه اللي بفكر فيه ..؟!"
سألها بمرواغة لترد وهي تكاد تبكي من فرط الخجل :
" انت سخيف على فكرة وبتستغل صغر سني .."
ضحك عاليا وقال :
" دي تاني مرة تعترفي فيها انك طفلة .."
تأملته متمعنة النظر بضحكته لتجد نفسها معجبة بها للغاية .. كان يبدو وسيما للغاية وهو يضحك من اعماق قلبه ..
انتبه لتأملها وشرودها فيه فابتسم بمكر قبل ان يجذبها نحوه ويطبع قبلة خفيفة على شفتيها ..
تصنمت في مكانها وهي تشعر بشفته تلتصق بشفتيها قبل ان تتعمق قبلته اكثر بينما هي مستسلمة له تماما لا تشعر بشيء سوى بقلبها الذي ينبض بعنف وجسدها الذي يرتجف من فرط المشاعر القوية التي اهلكتها ..
ابتعد عنها جاسر اخيرا يتأمل وجهها الذي اصبح بمئة لون وملامحها المضطربة ..
كان يشعر بنبضات قلبه تصل ذروتها .. لم يستوعب بعد مدى روعة التجربة .. ود لو يعاود تقبيلها مرارا دون ان يكل او يمل ..
تأمل ملامحها الساكنة قليلا قبل ان تنفجر في البكاء ..
اضطرب كليا وهو يحاول احتضانها وتهدئتها لكنه دفعته وقالت من بين بكائها :
" انت ازاي تعمل كده ..؟! ازاي ..؟!"
" اهدي يا ملك .. انا معملتش حاجة .. انا جوزك .."
صرخت بقوة :
" انت استغلتني .. "
رد بقوة وهو يحاول احتوائها :
" دي مجرد بوسة على فكرة .. مفيش داعي تقلبي الدنيا بالشكل ده .."
قالت ببراءة وهي تنهار من شدة البكاء :
" دي اول بوسة ليا .. انت بأي حق تعمل كده ..؟! بأي حق تسرق اول بوسه ليا بالشكل ده ..؟!"
زفر انفاسه بقوة وقد فهم الان سبب بكائها ليرد بجدية :
" انا جوزك يا ملك .. واللي عملته ده شيء طبيعي .. "
ردت معترضة :
" لا مش طبيعي .. احنه جوازنا مش طبيعي اصلا .."
" طب ممكن تهدي .."
قالها برقة لتمسح دموعها وهي تنظر له بغيظ ليجد نفسه يعتذر لها :
" انا اسف .. "
شعرت بالحرج وهي تتذكر استسلامها المخزي له والأسوء تلك المشاعر الغريبة التي انتابتها .. لم تشعر بالنفور والازدراء بالعكس تماما كان ما شعرت به هو السعادة .. لعنت نفسها وشعور الغدر والخيانة تمكن منها .. لقد خانت خالد ووعدها له .. غدرت به ..
لاحظ جاسر اضطراب مشاعرها الذي ظهر بوضوح على ملامحها فقال بجدية :
" اهدي يا ملك وانا اوعدك اني مش هقرب تاني منك .."
رمشت بعينيها وهي تقول :
" انا وحدة متخلفة .. وغبية .. انا عارفة نفسي غبية .. "
ثم اكملت بصدق :
" الغلط مش منك . الغلط مني .. انا كان لازم امنعك ومستسلمش .."
رد على مضض :
" خلاص انسي الموضوع واعتبري مفيش حاجة حصلت .. ونامي وارتاحي لآنك تعبتي النهاردة .."
أومأت برأسها وهي تتدثر تحت الغطاء وتحاول ان تنسى تلك القبلة واستسلامها المخزي له وفعل جاسر المثل ..
اغمضت عينيها لتتفاجئ به يسألها :
" هي فعلا كانت اول بوسة ..؟!"
التفتت نحوه وقالت بعدم تصديق :
" هو انت فاكر اني بكدب ..؟!"
قال بسرعة مصححا :
" اكيد لا .. بس انتي قلتي انك مرتبطة بخالد .. يعني معقول مرتبطين ومحصلش بينكم حاجة زي كده .."
ردت بسرعة وعفوية :
" خالد عمره مقرب مني ولا لمسني .. احنه علاقتنا كانت بريئة جدا .. هو كان بيخاف عليا ويحافظ عليا حتى من نفسه .. وحتى لو هو كان عايز حاجة زي كده انا مكنتش هسمحله"
تنهد براحة عندما سمع ما قالته بالرغم من ضيقه لمدحها لذلك المدعو خالد ..
قال اخيرا بعدما سيطر على مشاعره المتضاربة :
" انتِ جميلة اوي يا ملك .. اجمل بنت شفتيها فحياتي .."
لمعت عيناها بقوة لتجد نفسه تقول بلا وعي :
" انت كمان جميل .."
ثم قضمت لسانها وهي تلعن نفسها على ما تفوهت به قبل ان تستدير للجهة الاخرى وتغمض عينيها بقوة ..
....................................................................
مر شهرين بعد تلك الليلة ..
جاسر نفذ وعده لملك ولم يقترب منها اطلاقها رغم رغبته الشديدة بذلك ..
العلاقة بين جاسر وملك اصبحت جيدة جدا ..
في الصباح جاسر يذهب الى عمله وهي تذهب الى منزل والدها لمراعاة اخويها ..
وفي المساء يلتقيان على العشاء حيث يصعدان بعدها الى غرفتهما ويتحدثان في الكثير من الامور المختلفة حتى تغفو ملك دون وعي اثناء حديثهما ويظل جاسر يتأملها بعشق بات يسيطر على كيانه بأكمله قبل ان ينام بجانبها وهو يشعر بالسعادة والاطمئنان ..
جلنار ابتعدت عن طريقهما ولم تتدخل نهائيا بهما بالرغم من عدم رضاها عن ذهاب ملك الى منزل عائلتها يوميا وضيقها من مظهرها البشع بالنسبة لها ..
سيلين سافرت ايضا الى عائلتها وقد ارتبطت ملك بعلاقة قوية مع زينة ورزان اما ريم فظلت مختفية ووالدها ما زال يبحث عنها ..
في مساء احد الايام ...
كانت ملك تجلس وتتحدث مع زينة ورزان وتضحكان سويا حينما تقدمت جلنار منهما وهي تهتف بقلق :
" هو جاسر أتأخر ولا انا بيتهيألي ..؟!"
تطلعت الفتيات اليها لتقول زينة :
" جايز عنده شغل ولا حاجة .."
قاطع حديثها رنين هاتف ملك برقم غريب فإجابت بسرعة لتجد المتصل يسألها :
" حضرتك مدام جاسر الحسيني ..؟!"
" ايوه انا .. خير ..؟!"
سألته بقلق ليرد :
" استاذ جاسر عمل حادثه وهو دلوقتي فالمستشفى .."
سقط الهاتف من يدها وكادت ان تسقط ارضا لولا زينة التي لحقت بها وسندتها لتسألها جلنار بقلق :
" فيه ايه ..؟! مالك ..؟!"
ردت بصوت مذعور :
" جاسر عمل حادثة وهو دلوقتي بالمستشفى .."
ثم ركضت مسرعة وهي تقول بلهفة :
" انا لازم اروحله .."
لحقت بها زينة ورزان وكذلك جلنار التي اتصلت اثناء الطريق بكمال ابن عمه ..
كانت ملك تبكي طوال الطريق بشكل هيستيري وهي تدعو الله ان يكون بخير ..
دلفت الى المستشفى ليجدن كمال قد سبقهن فقام باستقبالهن واخبرهن انه ما زال داخل غرفة العمليات ..
انهارت ملك بين احضان زينة التي اخذت تواسيها ..
مر الوقت بطيئا حتى وجدت ملك والدها يتقدم نحوهم ومعه خالد الذي كان بجانب حامد وقت معرفته بحادثة جاسر ..
ما ان رأت ملك والدها حتى ركضت نحوه واحتضنته بقوة وهي تبكي بعنف وسط صدمة خالد الذي لم يستوعب انهيارها بهذا الشكل لأجل جاسر ..
حاول والدها تهدئتها مستغربا هو الاخر من انهيارها هذا فوجدها تقول وسط بكائها :
" انا خايفة عليه اوي .. مش عايزاه يموت .. متخليهوش يموت يا بابا .."
ادمعت عينا الاب وهو يحاول تهدئتها حينما خرج الطبيب واخبرهم انه بخير وان الحادثه لم تكن قوية كما انه سيتم نقله الى غرفة عادية وسيبقى في المستشفى عدة ايام حتى يشفى تماما ..
تنهد الجميع براحة بينما اخذ خالد ينظر الى ملك التي عادت الحياة لوجهها واحتضنت والدها مخبأة وجهها داخل احضانه بينما اخذ والدها يفكر في شيء اخر ..
هل احبت ملك جاسر ..؟! تصرفاتها وخوفها عليه بهذا الشكل يشيران الى ذلك ولكن هل احبها جاسر ايضا ..؟!
نظر الى ابنته بشفقة فهو اكثر من يعرف جاسر وذوقه في النساء .. وبحكم معرفته به فمن المستحيل ان يحب جاسر ملك .. لعن نفسه حينما وافق على ارتباط ابنته بجاسر فالمسكينة وقعت في حبه دون ان تدرك مدى سوء ذلك ..
بحث بعينيه عن خالد فوجده قد غادر ليجلس ابنته على الكرسي ويجلس بجانبها محاولا تهدئتها ليجدها تقفز بسرعة :
" خلينا نروح نشوفه .. زمانهم نقلوه الاوضة .."
وبالفعل ذهبوا الى هناك ليجدونه نائما غير واعيا بأي شيء ..
اقتربت ملك منه وأخذت تتأمله والدموع تهطل من عينيها بغزارة ..
تحدث الطبيب بجدية :
" الوقت متأخر ومينفعش كلكم تفضلوا هنا .. لازم شخص واحد يفضل معاه .."
" انا .. انا مراته وهفضل معاه .."
قالتها ملك بسرعة ليبتسم لها الطبيب ويقول :
" حقك طبعا .. الباقي تقدروا تتفضلوا وتزوروه بكره .. هو بخير .. اطمنوا .."
خرج الجميع بعد قليل تاركين ملك لوحدها مع جاسر والتي اخذت تنظر له بحزن يمزق قلبها ..
جلست بجانبه وأمسكت يده وهي تقول بخفوت :
" قوم من فضلك .. بلاش تموت وتسيبني .. انا مش عايزة اي حاجة مش كويسة تحصلك .."
ثم وجدت نفسها تنحني نحو يده وتقبلها برقة قبل ان تلمس خصلات شعره السوداء ..
ظلت جالسة على الكرسي حتى غفت عليه ..
حل الصباح ليفتح جاسر عينيه اخيرا وهو يشعر بألم شديد في انحاء جسده ..
التفت نحو اليسار ليتفاجئ بملك نائمة وهي جالسة على الكرسي ..
نبض قلبه بعنف وهو يمد يده ويلمس يدها قبل ان يهمس بحب :
" ملك .."
جفلت من نومتها واخذت تتلفت يمينا ويسارا قبل ان تسأله برعب :
" انت كويس ..؟! فيه حاجة بتوجعك ..؟!"
قال بسرعة محاولا تهدئتها :
" اهدي .. انا بخير الحمد لله .."
تنهدت براحة واخذت الدموع تتساقط من عينيها ليسألها بقلق :
" بتعيطي ايه ..؟!"
ردت بوجع :
" خفت يحصلك حاجة وحشة .."
ابتسم وهو يقول :
" انا كويس .. متقلقيش .."
مسحت دموعها وهي تلمس كف يده وتضغط عليه بدعم ..
جاء الطبيب بعدها وفحصه وطمأنها عليه ..
جاءت بعدها جلنار مع ابنتيها وكمال واطمئنا عليه وبقيا معه لوقت طويل ..
ثم جاء بعدها حامد تبعه العديد من اصدقاء جاسر واقاربه ..
لم يكن هناك وقت لهما كي ينفردا سويا فجاسر لديه العديد من الاصدقاء والاقارب الذين سارعوا لزيارته ..
حل المساء ورحل الجميع لينظر جاسر الى ملك الذي ظهر الاجهاد عليها بوضوح فسألها :
" ليه مروحتيش مع كمال يا ملك ..؟!"
ردت بسرعة :
" لا انا هفضل جمبك .. مش هسيبك لحد ما تخرج .."
قال بجدية :
" بس انتِ تعبتي خالص .."
ابتسمت له وقالت :
" انا كويسة ومتقلقش .."
رن هاتفها فوجدت خالد يتصل بها .. ارتبكت قليلا واجابته :
" مساء الخير .. اه الحمد لله بقى كويس .. ايه ..؟! "
نظرت الى جاسر وقالت :
" لا مينفعش .. "
تطلع جاسر اليها بشك بينما اكملت هي بتلعثم :
" قلتلك مينفعش .. تصبح على خير .."
ثم اغلقت الهاتف في وجهه ليسألها جاسر بجمود :
" مين ..؟!"
ردت بصدق :
" خالد .."
" عاوز ايه ..؟!"
اجابته بتوتر :
" كان عايز يشوفني ويتكلم معايا فحاجة مهمة .."
اغمض جاسر عينيه بإرهاق ثم فتحها وقال :
" اتمنى انوا متتكلميش معاه تاني ابدا يا ملك احتراما ليا على الاقل .."
قالت بسرعة :
" انا فعلا مش بتكلم معاه ولا بشوفه .. واظن انوا اما اتصل بيا دلوقتي رديت عليه قدامك .."
اومأ برأسه متفهما وقال :
" عارف .. انا بثق فيكي اصلا وبثق فأخلاقك .."
ابتسمت بإضطراب قبل ان تقول بجدية :
" نام وارتاح بقى .. الدكتور قال مش لازم تجهد نفسك بالكلام .."
...........................................................................
كانت تقلب في مواقع التواصل الاجتماعي بملل حينما رأت خبر اصابته بحادث سيارة فقفزت من مكانه بهلع لتسألها صديقتها :
" مالك يا ريم ..؟! "
اجابتها ريم بصوت متحشرج :
" جاسر يا نور .. جاسر عمل حادثه .."
اقتربت نور منها محاولة تهدئتها :
" طب اهدي يا حبيبتي .. اهدي .."
قالت ريم بذعر :
" اهدى ازاي .. انا خايفة تكون حالته خطيرة .. انا لازم اروحله .."
قالت نور بسرعة :
" تروحيله فين ..؟! انتِ اتجننتي ..؟! "
ردت ريم بقوة :
" مش مهم اي حاجة .. المهم اطمن عليه .."
عارضتها نور :
" ريم بلاش جنان .. لو ظهرتي دلوقتي محدش هيرحمك .. ومتنسيش كمان انوا اتجوز اختك .،"
قالت ريم بضيق :
" ميهمنيش اي حاجة .. المهم اني اطمن عليه .. واني اشوفه وهو كويس .. وانا هعتذرله وابوس ايديه عشان يسامحني .. انا ممكن اموت لو حصله حاجة .."
حاولت نور تهدئتها فقالت :
" طب اهدي دلوقتي .. اهدي وكل حاجة هتبقى تمام .."
.......................................................................
مرت العديد من الايام وخرج جاسر من المستشفى وبدأت الحياة تعود لطبيعتها ..
ظل جاسر مقيما في المنزل بأوامر الطبيب حتى يستعيد عافيته تماما وكانت ملك المسؤولة عن رعايته ..
في احدى الليالي كانت ملك تؤدي فريضتها بينما جاسر يقف بعيدا يتأملها بدهشة فهذه المرة الاولى التي تصلي بها امامه.. انتهت ملك من صلاتها لتتفاجئ به ينظر اليها بطريقة غريبة..
" بتبصلي كده ليه ..؟!"
سألته متعجبة من نظراته تلك فأجابها بجدية :
" مكنتش اعرف انك بتصلي .."
ردت بإستخفاف :
" حد قالك اني ملحدة قبل كده .."
وجدته يقول بصدق :
" اصل دي اول مرة اشوف فيها حد بيصلي .."
صاحت بعدم تصديق :
" نعم ..؟!"
ثم سألته بدهشة :
" عمرك مشفت حد بيصلي ..؟! مامتك او باباك او وحدة من اخواتك ..؟!"
هز رأسه نفيا وهو يجيب :
" لا .. مظنش انوا امي او اخواتي بيصلوا اصلا .."
قالت بتعجب :
" غريبة .. "
" ايه اللي غريب فكلامي ..؟!"
اجابته بصدق :
" المفروض انكوا تصلوا طالما مسلمين .. طب انت معروف ليه مش بتصلي .. بس مامتك واخواتك ليه .."
حاول تغيير الموضوع فسألها :
" انتِ بتصلي من زمان ..؟!"
أومأت برأسها وهي تجيبه :
" من اكتر من عشر سنين .. انا وعدت ماما اني التزم فصلاتي دائما .. وبابا كمان وعدها والتزم .."
ثم اردفت بأسف :
" ريم الوحيدة اللي مبتصليش .. مع انوا ماما حاولت معاها كتير وانا حاولت .."
اكملت وهي تبتسم بحب :
" اصل الصلاة دي مريحة اوي يا جاسر .. بتخليك تحس انك انسان جميل وتخليك تحب نفسك .."
صمت ولم يرد عليها ليتفاجئ بها تخبره :
" جاسر ممكن اطلب منك طلب ..؟!"
اومأ برأسه وهو يجيبها :
" اكيد ..اطلبي اللي انتي عايزاه وانا هنفذهولك .."
قالت وهي ترسم على شفتيها ابتسامة بريئة سحرته :
" ممكن تبطل شرب وعلاقات حرام .. حرام تضيع نفسك بسبب حاجات متستاهلش إنك تضيع نفسك عشانها .. "
وعندما لم تجد ردا منه اكملت بطفولة :
" النار بتحرق اووي يا جاسر .."
وجدته يبتسم رغما عنه لتعقد حاجبيها وهي تسأله بضيق :
" انت بتستهزء فكلامي .. بكره ربنا يعاقبك وتفتكرني .."
رد بسرعة وقد اختفت ابتسامته :
" مين قال اني بستهزء ..؟! عالعموم طلبك على عيني وعلى راسي .. وفعلا انتِ معاكي حق .. مفيش حاجة تستاهل اضيع نفسي عشانها .."
تنهدت براحة وهي تتجه نحو الفراش لتنام لتتفاجئ به يخبرها :
" ملك .. انا ملمستش ست من بعد اول ليلة ففرحنا .. دي كانت اخر مره المس فيها ست .. بعدها مقدرتش اقرب من اي ست .. حاولت ومعرفتش .. "
ابتلعت ملك ريقها وهي تشعر بشيء خفي وراء اعترافه هذا ..
......................................................................
استيقظت ملك صباحا لتجد جاسر يقف امام المرأة مرتديا ملابس الخروج ويسرح شعره لتسأله بجدية :
" هتروح الشركة ..؟!"
اجابها وهو يبتسم لها :
" ايوه خلاص .. فترة النقاهة انتهت .."
ابتسمت له وقالت :
" يبقى انا كمان هروح بيتنا .. اصلي بقالي كتير مزرتش اخواتي .."
" طب غيري هدومك بسرعة وانا هوصلك .."
قفزت من فوق السرير واتجهت مسرعة لتغير ملابسها ..
ارتدت ملابس الخروج وسارت مع جاسر حيث هبطا الى الطابق السفلي ليجدا رزان تنظر لهما بتوتر فسألها جاسر :
" مالك يا رزان ..؟! فيكي ايه ..؟!"
ردت رزان بتلعثم :
" فيه ضيفه جوه ..؟!"
سألها جاسر بحيرة :
" ضيفة مين ..؟!"
لينصدم من ريم التي تقدمت نحويهم وهي تهتف بخجل :
" انا يا جاسر .."
يتبع
ابغى اقول انوا فاضل مبدئيا اربع مشاهد طوال فاستعدوا بقى وقولولي رأيكم بالاحداث بصراحة وانا هتقبل اي نقد سلبي والاهم هل شايفين الاحداث سريعة..؟!
# ملك_عمري
# سارة علي
يتبع
تكمله بعد التفاعل
اذا اتممت القراءة علق ب 20ملصق وتفاعل حتي يصلك اشعار عند نشر الجزء التالي ملحوظه لن يصل الجزء الا للمتابعين والمتفاعلين
تعليقات
إرسال تعليق