القائمة الرئيسية

الصفحات

اسكريبت عزه العمروسي علي دار المجد للقصص والروايات

 دار المجد للقصص والروايات

اسكريبت عزه العمروسي


 اسكربت عزة العمروسي 

_ كيلو الطماطم بكام ياعمو ..! 

بخمسة جينه يابنتي 

_ ليه دي عند عمتو اللي هناك دي الإتنين كيلو بخمسة ..! 

خلاص روحي هاتي من عندها 

_ ما أنا هروحلها فعلاً 

" نازل من سلم العمارة فسمعت الحوار ده بين بنت وبياع الخضار ، بنت عشرينية كانت لابسة عباية سودة وطرحة فضي وخدودها مايلة للون الورد ملامحها مُرهقة بس لطيفة ومميزة ، جالي مُكالمة من الموقع رديت وبعد ما خلصت فضلت واقف اراقب الموقف شوية ولاقيتها جاية من بعيد وعلامات التذمر الطفولي باينة عليها ووشها بقىٰ أحمر جداً وقفت قدام البياع اللي اتخانقت معاه من شوية وشبكت ايديها في بعضها بندم وبصتله بخجل مُصتنع وقالت " هات إتنين كيلو طماطم " 

رد وقالها " ما قولتلك الكيلو بخمسة يابنتي "

_ هات إتنين بعشرة ياعمو .. بصلها بفخر وانتصار وقالها " ما كان من الأول " 

اشترت وخلصت ولاقيتها جاية ناحيتي بخيبة أمل وحزن كبير علىٰ ملامحها مخدتش بالها مني وقفت جنبي وبصت علىٰ العمارة من فوق لتحت بنظرات غضب ونفور علىٰ خوف وقعدت علىٰ السلم شوية بإرهاق وحطت ايديها على وشها وكأنها بتفتكر واقع أليم أو ماضي مؤذي ، بس معقولة تكون جارتي ..! " 

فضلت واقف وكأني عاوز أحل لُغز أو يمكن نفسي أعرف مالها ..! 

بنت غريبة وغامضة ومتغيرة بتتخانق تارة وتبقىٰ بجحة مع البياع تارة وشوية تخجل وخدودها تحمر والعجيب إنها بتمشي بإستحياء ، هدوء مشيتها ميدلش أبداً إنها شوارعية ، قامت من علىٰ السلم مسكت الأكياس بتعب وطلعت بتردد وقلق وكل ده وأنا واقف حتىٰ معرضتش عليها المساعدة برغم الطلبات الكتيرة اللي شايلاها "

مشيت روحت شغلي وحاولت مهتمش للأمر لكن القلب غالباً بيبقىٰ لغوب للحد المُرهق في وقت مينفعش يكون فيه شغال ولا بينزف لينا عاطفة مُفرطة تجاه كل الأشياء المهمة والغير مهمة لكن أنا اتعودت دايماً أبص لنص الكوباية المليان ودايماً بفسر كل المواقف من الناحية الإيجابية " أنا عارف إن القلب مينفعش يطغىٰ علىٰ شغلنا بالتفكير في مواقف سطحية عابرة بيتعرض ليها كل الناس لكن الشخص الحساس دايماً بيركز في التفاصيل بشكل مؤذي لقلبه أقرب مثال إنه يشغل باله بكل حاجة حواليه ويحزن عليها حتىٰ لو مكنتش تخصه زي مثلاً  " ملامح فلانة الحزينة ، الطير البردان اللي واقف علىٰ السلوك الكهربائية في عز الشتاء ، الست اللي بتبيع خضار برغم عجزها وضعفها ، الطفلة المشردة اللي بتبيع مناديل في إشارات المرور " لكن برضو النبي كان شخص عاطفي إحساسه مُرهف بيشعر بكل حاجة حواليه حتىٰ الطيور والحيوانات كان بيحس بوجعها ويسمع شكوتها لكن الحكمة لازم تطغىٰ علىٰ العاطفة في أوقات معينة ، النبي كان حكيم وكان وقت الحروب والشغل كان بيفصل عاطفته عن خططه ويفكر بعقله وده اللي أنا عملته حاولت أركن مواجدي الضغينة علىٰ جنب وأركز في شغلي اللي مليش غيره في حياتي "

اليوم كان مُتعب جداً في الموقع مشيت والدنيا بتلف بيا ومتبهدل وبلبس الشغل حتىٰ مستنتش أغير هدومي في الشغل وروحت علىٰ طول من الإرهاق طلبت أوردر بيتزا ودخلت أخد شاور حاولت أنام معرفتش حاسس إن الصداع عامل حفلة ألم في دماغي فلبست ونزلت أتمشىٰ في البلد اللي معرفش فيها حاجة غير إسمها ومكان شغلي ، نازل من السلم لاقيتها طالعة وقفت قدامها لا إرادياً وبادرت بالكلام وقولتلها " مساء الخير " هزت كتفها بحالة لا مبالاه ومرفعتش نظرها فيا حتىٰ وقالت " مساء النور " وطلعت بثقل وتعب وبرضو لاقيت في إيديها طلبات كتير ، طلبات أتقل من وزنها تقريباً بس المرة دي جريت وعرضت عليها  المساعدة بصتلي بخوف وإرتباك وقالت " لا لا الله يخليك أبعد مش عاوزة مساعدة وحاولت تتماسك وجرت من قدامي بسرعة .." وده تاني لُغز فيها أول مرة تصرفاتها كانت غريبة ومتناقضة خجل وصراحة وصوت عالي في السوق ومرة تانية خوف من طلب بسيط جداً طلبته منها والغريب إن كل شوية تنزل تجيب طلبات كتير مش معقولة معندهاش أخ ولد وبعدين لو حتىٰ عندها إيه الطلبات دي كلها ..!

_ نزلت السلم لكن قررت أبقىٰ موجود عليه كتير عشان أشوفها مش معقولة تكون طبيعية أبداً إتمشيت شوية في شارع المُعز ورجعت تاني دخلت السوبر ماركت لاقيتها فيه فرجعت خطوتين عشان متشوفنيش سمعت صوتها الضعيف بتقول " هات 2 شيبسي ياعمو " 

وبعدين خدتهم وطلعت دخلت وأنا كُلي فضول وقولتله بلهفة وتعجب " هي مين دي ..! "

_ دي خديجة .. 

هي ساكنة هنا ..! 

_ أنت مين الأول وبتسأل عليها ليه ..! 

أنا ساكن جديد في العمارة بس بشوفها علىٰ طول كل شوية بتنزل وتطلع وفي إيديها طلبات هي بنت البواب طيب ..! 

_ لا يابني دي بنت غلبانة أمها ماتت وهي صغيرة وبعدين أبوها إتجوز الشهادة لله مرات أبوها كانت بتحبها وهي صغيرة لكن من يوم ما خلفت وهما عاملين فيها كدا .. 

وهي من ضعفها بتكتم جواها قعدتها من الدراسة بعد الثانوية مع إن بناتها في الكلية حكايتها يابني زي ألف ليلة وليلة أو تقدر تقول خديجة هي " سندريلا " اللي مرات أبوها وبناتها معتبرينها خدامة أوقات كتير لما بشوفها مُنهكة ومظلومة بقعد أدعي يجيلها الأمير بتاعها ياخدها من هنا بس  الأمير هيجي لبنت غلبانة زي دي منين ..! 

_ لكن برجع وأقول ربك كبير وهي تستاهل بجد ياباش مهندس بنت زي البسكوتة " جمال ، دين ، أدب ، أخلاق ، شطارة " هي أحياناً بتحب تشاكل البياعين هنا وأطفال الشارع بس طيبة جداً وبتعمل كدا عشان مكبوتة ومبتهزرش مع حد فوق .. 

هي بتجيلك كتير هنا ..!

_ هي بتيجي كتير بس مبتقعدش معايا غير لما تكون مرات أبوها في الشغل والبنات في الكلية وده نارداً لما بيحصل ولو قعدت بتبقى قاعدة خايفة ..

ومرات باباها بتروح الشغل إمتىٰ ..! 

_ من الصبح وبتيجي بعد العصر هي وبناتها ، خديجة بتخلص شغل البيت الصبح وبتبطخ الضهر وتنزل تقعد معايا وتطلع قبل العصر بشوية .. 

ماشي ياعم ....

_ حامد يابني ..

ربنا يجعلنا كلنا حامدين لذكره وراضيين بقضائه ياعم حامد أشوفك بكره بقىٰ ...

_ مقولتش عاوز تشتري إيه يا باش مهندس ..!

أنا .. كنت .. عاوز .. أنا أنا نسيت  والله ..

إبتسملي ابتسامة تقريباً فهمتها كانت كلها رضا وكأنه بيقولي " وأنا عارف إنت كنت عاوز إيه .."

طلعت السلم في خطوتين ولأول مرة أحس إن مُصحفي واحشني كدا قعدت أرتل زي ما كنت متعود أتغنّىٰ بالقرآن في القيام كل ليلة قرأت سورة " يوسف ، مريم ، الأنبياء ، صٓ ، الصافات " أقرب السور لقلبي وبعدين قفلت المصحف وبصيت للسماء وقولت بتحدي  " أنا أستطيع "...

صحيت نزلت شغلي وحاولت أجي بدري عشانها خلصت كام رسمة ووصيت صاحبي يقف مع العمال مكاني النهاردة .. مشيت بسرعة البرق وركبت تاكسي وطول الطريق بدعي أشوفها نزلت عديت علىٰ عمي حامد وعملت إني بشتري عشان ميقولش جاي عشانها وخدت منه علبة مناديل وشيبسي زي ما هي طلبت آخر مرة ووقفت اتكلم معاه شوية واحكيله عني بحجة إني مستنيها ولما خلصنا كلام بصيتله وعلىٰ وشي علامات تعجب رد وقالي " مستنيها ...!  "

هي مين دي ..! 

_ خديجة 

.......... 

_ هي بصراحة منزلتش النهاردة غير الصبح بدري وطلعت بسرعة أقعد شوية ممكن تنزل .. 

معلش ياعم حامد أنا هطلع أغير هدومي وارتاح شوية لسه هكمل كلام لاقيتها في وشي " خلاص ياعم حامد شوف الزبونة دي وأنا هقعد معاك شوية " 

لاقيت صوت ضحكاته ارتفعت وبصلي بسعادة وقال " دي مش زبونة دي خديجة هتقعد معايا شوية " 

بصتلي بنظرة خجل بعيونها اللي بلون الزيتون وقالت " خلاص ياعمو هجيلك في وقت تاني " 

_ لا يابنتي أقعدي عاوزك .. ده باش مهندس خالد جارك في العمارة لسه جاي جديد ودي خديجة ياباش مهندس جارتك برضو .. 

إزيك ياخديجة ..! 

_ الحمد لله بخير ...

عم حامد قعد يحكيلها عني وجه يحكي عنها بصتله برجاء فعملت نفسي مش واخد بالي وقولتله " إنت حكيت عني بس معرفش حاجة عن خديجة ياعم حامد "

_ متزعليش مني ياخديجة الباش مهندس عارف عنك كل حاجة وعلىٰ فكرة ياخالد يابني خديجة بتكتب خواطر حلوة جداً وكمان شعر ورايات بس مش بتحب حد يشوفها قد كدا .. 

ولما سألتها ليه قعدت تفرك في إيديها بضعف وخجل رد عم حامد بالنيابة عنها وقال " بنت صاحبتها الله يسامحها سرقت نوت الذكريات بتاعتها وسرقت منه الرواية ونشرتها بإسمها ومن يومها وهي بتكتب لنفسها ولأيامها "... 

علىٰ فكرة ياخديجة ممكن ترجعيه منها وتفضحيها وتتهميها بالسرقة وحقوق النشر تقدر ترجعلك حقك  ... 

_ لا مينفعش أعمل كدا ... 

ليه بقىٰ حرام تاخدي حقك ..!

_ لا مش حرام بس أنا عارفة إن ربنا هيجيبلي حقي من غير ما أعمل شئ ده غير إنها نشرتها بمجهود غيرها يعني ربنا مش هيساندها في نجاحها وحتىٰ لو نجحت هيجي يوم وتفشل عارف ليه ..! 

ليه ..! 

_ عشان الناجح بيبقىٰ واضح عليه دلائل النجاح وبيتعرف من لباقته وكلامه وخبرته وذكائه لكن مُتصنع النجاح بيجي عليه وقت مبيلاقيش أفكار جديدة ينجح بيها ولما الناس تسأله عن نجاحه هتلاقيه بقىٰ مُجرد وعريان من كل أساليب الرد واللباقة ولو إتكلم هيبقىٰ كلامه مش مفهوم .. كان فيه جملة عظيمة قريتها في علم النفس بتقول " ليس النصر أن تكسب النصر في غير معركتك ، فتلك فرصة أتتك بها الظروف ، ولكن النجاح أن تكسب النصر في معركة لم يكن يبدو للمراقبين لها شئ من تباشير النجاح "

عندك صفحة ياخديجة ..! 

_ ايوه بنزل عليها كتاباتي وبعض خواطري .. 

ممكن أتابعك عليها وأوعدك قدام عم حامد مش هكلمك أبداً ..! 

_ تمام الصفحة اسمها " Khadiga Naser " وإن شاء الله كتابتي تعجبك .. أنا لازم أمشي بقىٰ ياعم حامد هتأخر .. 

_ ماشي يابنتي خلي بالك من نفسك .. 

مشت حاولت أغض بصرعنها لكن معرفتش خطفت نظرة سريعة عليها ونزلت راسي للأرض بفرحة .. 

_ إيه رأيك ياخالد يابني حلوة صح ..! 

جداً ياعم حامد والله .. 

_ بس علىٰ فكرة هي مش ملتزمة قوي شبهك كدا هي علىٰ قدها .. 

بس في مشكلة .. 

_ إيه هي ..! 

أنا شغلي هنا مش دايم كلها أربع شهور وأروح مكان تاني .. 

_ هو أنت مينفعش تتقدملها قبل أربع شهور ... 

ياعم حامد أنا مليش حد خالص ولا أهل ولا بيت ولا أي حاجة أنا باخد شقة إيجار تبع شغلي حتىٰ ورثي عمامي خدوه مني .. 

_ عموماً خديجة جدعة لو عرفت تكسب قلبها مش هتبص لعيلتك ولا فلوسك برغم ذُلها لكنها راضية تمام الرضا..

 إن شاء الله خير ياعم حامد أنا هطلع أريح بقىٰ .. 

_ ماشي ياغالي .. 

طلعت غيرت بسرعة وصليت العصر وفتحت صفحتها بلهفة وشوق لاقيتها لسه منزلة بوست بتقول فيه " القرآن رئتك الثالثة حين تختنق من دخان الحياة فهو :  يشفع ، يرفع ، ينفع. 

قعدت علىٰ صفحتها لحد آذان المغرب قريتها من أول منشور لحد آخر منشور حروفها مُميزة وسردها فوق الممتاز وكأنها مُحترفة مش مُبتدئة ..

الأيام كانت بتمر بسرعة وعلاقتي بيها كانت بتبقىٰ عميقة ومتينة أكتر حتىٰ لو مشوفتهاش صورتها بتفضل في بالي كل تفصيلة فيها نقشت جوايا كلامها ، خواطرها ، رضاها ، فصاحتها ، مجاهدتها ضد ذنوبها ومعافرتها عشان تكون أحسن  ..

جيت في يوم عديت علىٰ عم حامد وخدته معايا مشوار .. 

فتحت فيس في الطريق لاقيتها منزلة أكتر من بوست أول واحد كان مضمونه " لا تطمح أن تكون أفضل من الأخرين ؛ ولكن إطمح أن تكن أفضل من نفسك سابقاً "

والتاني كان بيقول " حين تصمت النسور تبدأ الببغاوات بالثرثرة "

وتالت واحد والأخير كان بيحوي " إن لم تكن تعلم إلىٰ أي مكان تتوجه فسوف ينتهي بك المطاف علىٰ الأرجح في مكان غير الذي تريده فحدد هدفك وعافر لأجله "

_ مش هتقولي يابني رايحين فين .. 

رايحين نجيب البدلة اللي هتقدم بيها لخديجة .. 

_ ب تت كك لل لم ب بب ب ج ددد ياباش مهندس .. 

خالد وبس ياعم حامد بلاش تكاليف بينا ومسكت ايده بوستها مانع في الأول وحاول يشدها لكني صممت .. ايوه بتكلم بجد ورفضت أقولك عشان عارفك هتقولها وأنا عاوزها تبقىٰ مفاجأة..

_ ربنا يوفق بينكم ويجمعكم علىٰ خير مش متخيل فرحتي بيكم قد إيه وخصوصاً فرحتي ليها إنها هتطلع من العذاب اللي هي عايشة فيه ده ... 

مش هي لوحدها ياعم حامد وجودها جنبي هيزيل عني عذاب عايش فيه من خمس سنين فقر ،  وحدة ، خذلان ، فراق أهلي ، عدم وجود مأوىٰ ليا بس أنا متأكد إن ربنا هيرزقني بيها وهيرزقني عشانها ... 

صدقني يابني ربنا بيعوض وبيراضي وأنت وهي أطيب من بعض واللي اتعاشيتوا معاه مش شوية ولعل اللي فات ده هو الجزء المظلم اللي في حياتكم واللي جاي سعادة ورضا ولا إيه ..! 

طبعاً ، صدقني واثق في ربنا لأبعد حد .. 

_ كل دي تراتيب وصُدف ياخالد أنت مكنتش مرتب تيجي شغل هنا بالعكس حكم وظروف شغلك اللي جابتك حكمة ربنا وتراتيبه الطف وأجمل من تفكيرنا وترتيبنا لنفسنا لقائك بيها كان صدفة ويمكن الصدفة دي تبقىٰ أجمل من كل المواعيد ♡

كلامك بيريح جداً ياعم حامد والله .. 

_ الكلام الحلو بيطلع للي زيه ياغالي

إحنا وصلنا ياعم حامد تعالىٰ أقعد استناني هنا لحد ما أقيس البدل وأنت تختارلي المناسبة اللي تليق بيا .. 

دخلت لبست بدلة سودة تحتها قميص أبيض بكرفتة ملونة بصلي بعدم رضا وقالي " حلوة عليك بس مش هتعجب العروسة " 

دخلت لبست بدلة لونها بُنّي غامق وقميص أبيض وكرفتة بُنّي فاتح بصلي بتعجب وبرضو كرر كلامه " حلوة بس مش هتعجب العروسة " 

قربت منه خطوتين وقولتله ليه ..! 

قالي " عشان هي بتحب اللون الزهري " 

ومقولتش من الأول ليه ..! 

_ بكره هتعرف ليه .. 

ابتسمتله ودخلت لبست بدلة زهري وقميص أبيض وكرفتة لونها أفتح درجتين من لون البدلة وقولتله " هي مش لايقة بس هتعجب العروسة صح ..! "

قام وقف وخدني في حضنه وقال " لايقة وهتعجب العروسة "

الترزي حطلي البدلة في تلبيسة شيك جداً وكان مبسوط مش عارف بصراحة مبسوط عشان عروستي وبختي حلوين ولا عشان عريس ومبسوط عشاني عموماً مش هتفرق كتير يمكن أنا اللي ببالغ وشايف كل حاجة بتضحك حواليا حتىٰ البدلة حاسسها بتتنفس فرحة نزلنا في نص الطريق علىٰ مطعم وإديت عمي حامد المنيو يختار أكلة حلوة علىٰ مزاجه بصلي وضحك ففهمت إنه مبيعرفش يقرأ مسكت المنيو وقريتهاله وحلفته يختار أكلة بيحبها ونفسه ياكلها فطلب " حمام " فطلبت زيه عشان أنا كمان بحبه خلصنا أكل وجه الويتر حاولت أفهمه بإشارات وشي إنه ميقولش الحساب كام بصوت عالي لكنه مفهمش وقالي " الحساب 500 جينة يافندم "

_ ليييه 500 هو إسراف وخلاص لا ياخالد متدفعش كل ده .. 

فبصيت للويتر بضيق وبصيت لعم حامد بضحكة وقولتله " مش إحنا ياعم حامد ده شكله إتلغبط في المنيو ولا حاجة "

_ آه إذا كان كدا ماشي .. 

طبقت الفلوس وحطيتها في إيد الويتر ومشينا نزلنا نتمشىٰ شوية لاقيت نفسي بقوله " إحنا نسينا نحلي " 

_ لا ياخالد يابني إحنا نحلي في البيت ، بصلي بحنية وقال " أنا عارف إن الفاتورة كانت ب 500 جينة بس عملت نفسي عبيط عشان مزعلكش بس ده ميمنعش إني زعلت من نفسي وزعلت منك عشان دخلتنا مطعم غالي كان ممكن ندخل مطعم شعبي وكنا هناكل برضو " 

ياراجل ياطيب هو أنا لو مدفعتش في المناسبة الحلوة دي هدفع إمتىٰ ..! 

_ بس كدا كتير يابني وأنت من هنا ورايح لازم توفر من مُرتبك عشان جوازك والدهب ... 

هتفرج والله أنا داخل جمعية وهقبضها الشهر الجاي وهيبقىٰ كدا الدهب عدىٰ .. تعالىٰ بقىٰ كدا وقول هتشرب إيه ..! 

_ مش شارب حاجة ياخالد قولتلك نحلي في بيتنا ولا مش عاوز تحلي عندي ..! 

إتنين عصير مانجا لو سمحت .. 

_ طيب بلاش مانجا خليها قصب.. 

حاضر اللي يحبه عم حامد يتنفذ .. 

وصلته بيته وروحت شقتي وقعدت رتبت أموري ورسمت بيت أحلامي معاها جريت فتحت صفحتها لاقيتها نشرت بوست بتقول فيه " اللهم .. ثَبِّت نظري على الآخرة ، واشدُد أزرَ قلبي لها ، وأبعّد عنِّي توافهِ الأمور وسفاسف الغايات ، ولا تجلعني فارغاً يتتَبَّع بل غارساً يتشَبَّع ،ولا تكلنِي إلَيّ ولا تفتِنّي بي ، ولا تجعل بقلبي غلاً على أحد ، ولا لعيني نظرة حسد ، واجلعني شديداً بك قوياً فيك ، رحيماً على من تحب ، مدركاً فقه الواقع ، عارفاً مهمتي ، مُلازماً ثغري ، مُخفّفاً كلامي ، مُكثراً عملي ، مُحباً لك بكل ما أوتيت من قلب ، وامنن علي بهدأة الأنفاس ، وراحة القلب ، واستفاقة الضمير ، وآتني شَغَفَ المُحبِّ ، وهمّة الفاروق ، وبصيرةَ الفؤاد ، واهدِ قلبي واسقني الرِّضا ، وتُب عليَّ حتى أتوب "

فضلت أقول آمين آمين من جمال الدعاء وبالغلط حطيت لاف للبوست بس محذفتهوش ، صحيت تاني يوم قعدت قريت الكهف وصليت الضحىٰ واستنيت خطبة الجمعة وأول ما طلعت للمسجد روحت حلقت شعري وخففت دقني شوية وخليت عم حامد يقفل السوبر ماركت ويطلع يلبسني البدلة بنفسه روحتلها وأنا كُلي أمل وحاسس برضا وراحة غريبة وكأنها وطن لقلبي المتشرد قعدت معاها لوحدنا ولاحظت كَمْ الغباء اللي علىٰ وجه مرات أبوها وبناتها وخوفها اللا مُتناهي بصيتلها بعطف وقولتلها " ممكن متخافيش أنا عمري ما هسيبك ياخديجة " 

بصتلي بضعف وقالت " متأكد ..! " 

متأكد زي ما عيوني شايفاكي قدامها .. 

_ بس أنا خايفة ... 

مني ..! 

_ لا من الظروف والنصيب .. 

اللُقا بينا كان نصيب بس إننا نكمل مع بعض إختيار ومُعافرة ...

_ على فكرة أنا مش ملتزمة زيك ...

عارف كل ده ...

_ بس بجاهد ..

الملتزم نفسه مُجاهد ضد ذنوبه .. 

_ هتسيبني ..! 

 مستحيل .. 

_ بس أنا عرفت من عم حامد إنك خاتم القرآن .. 

حابة تحفظيه ..!

_ أمنية حياتي ...

أنا جيت أتونس بيكِ وأحققلك أمانيكِ ياخديجة ...

ابتسمت وقلبي داب في ابتسامتها فقولتلها " هنتظر تصلي وهنتظر موافقتك أو موافقتك برضو ما هو لا مفر لكِ مني وإن حاولتِ " 

_ حاضر ياخالد ...

هو اسمي حلو كدا ...!

_ ده على حسب حُبك للمنادي ..

طيب أنا همشي عشان دقيقة كمان هنا وهقولك " تتجوزيني " بأعلىٰ صوت وهفضحك في المنطقة ...

مشينا وأنا طاير حاسس قلبي بيتغنى بإسمها في كل خلية من جسمي مبفكرش في بكره كل اللي بفكر فيه هي وإزاي تكون شبهي وأنا شبهها إزاي نكمل بعض برغم إختلافنا البسيط ده ... 

_ علىٰ فكرة ياخالد يابني أبوها قالي " إنك هتشيل كل حاجة في الجهاز لو حصل نصيب " 

ايوه بس دي بنته ولازم يجهزها وبعدين أنا لو حالتي المادية كويسة مش هتأخر عنها في شئ هو كدا بيظلمها وبيظلمني ياعم حامد وكمان بيرخصها ...

_ سيب كل حاجة على ربنا وادعي يابني 

روحت تاني يوم الشغل وأنا مخنوق وبستغفر بنية الإستجابة جالي تليفون قاتل من والدها بيقولي " مفيش نصيب " الكلمة إخترقت قلبي بخنجر بارد خلصت اليوم بصعوبة ورجعت ومن كتر التوهان مدخلتش السوبر ماركت بتاع عم حامد ولا حتىٰ بلغته الخبر ببص للسماء بالصدفة لاقيتها واقفة في البلكونة بصيتلها بحزن وعتاب وطلعت كنت حاسس إن فيه حاجة غلط بس من كتر التوتر والصدمة مش عارف أفكر طلعت السلم بصعوبة مش قادر أتنفس غيرت هدومي بالعافية وصليت وفتحت الموبايل كالعادة على صفحتها اللي بنام وأصحى عليها لاقيتها ناشرة بتقول " سيدنا موسى وهو رضيع وضعيف مغرقش ، وفرعون وهو مَلَك وقوي مات غريق ، ربنا لما حب ينجي سيدنا موسى من فرعون عشان ميدبحهوش منزلش صاعقة من السماء ولا أهلك القرية لا بل جعله لا يستسيغ لبن المُرضعات ودل أخته على الحل ، سيدنا يوسف واخواته أتفقوا يقتلوه ربنا معملش معجزة عشان يعميهم عنه لا بل زرع في قلب أحدهم حل آخر وقال " لا تقتلوا يوسف "

وختمت في الآخر بالجملة دي " ولو اتجمعوا علىٰ أن يضروك بشئ لن يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك رُفعت الأقلام وجفت الصُحف " متقلقش ربنا هينجيك ♡

وبوست تاني بيسرد رسالة ليا غير مُباشرة " وبعض العلاقات رُغم متانتها مُرهقة وكأنّ القلب يمسك عصاة مشاعرنا من المُنتصف يأرجحها كيفما شاء ما بين حب واشتياق وفراق وبكاء وسعادة غير كاملة دون الراحلين ،   وحين يتدخل العقل لينقذ ما أفسده ذاك العضو المُتعَب قبل أن تهنف العين بالقطرات المالحة التي تذيب الصدور يقطعُ هو أفانين شجرة التفكير ليستمر في مداعبةٍ ساذجة تتطاحنُ فيها أيامنا بالاضطرابِ النفسي والجسدي وبين أحاسيس القلب وقرارات العقل تصبح أنت غير سوي نفسياً .. "

جيت أسجل خروج جالي إشعار إنها نشرت بوست جديد دخلت عليه وكان عبارة عن  " الحق .. مثل الشمس .. تشرق كل يوم .. ولو غطاها السحاب تقشعه .. وتظهر ولو بعد حين فقط اصبر وانتظر رحمة الله  "

حسيت كلامها إشارة ليا بس المخزىٰ منه إيه مش عارف لكن أكيد الرفض مكنش منها واثق من كدا ما هو ربنا مش معقولة يعلقني بيها ويزرع في قلبي الحب الصافي ده كله جوايا وفي الآخر هي تصلي ومترتحش أكيد في حاجة غلط نزلت اشتري شاي من عم حامد وانا مبهدل وحزين بصلي بحنية وقال " أنت مصدق إنها سابتك ..! "

ده اللي باين قدامي ... 

_ إسمحلي ياباش مهندس أقولك إن تفكيرك ضئيل ومش زكي .. 

طيب دُلني أنت ياعم حامد ... 

_ كان لازم تكون فاهم الناس اللي حواليك كويس وتفكيرهم بس عشان أنت طيب متعرفش إن فيه ناس بتفكر بخبث وللأسف خبثهم ممكن يوقعكم ضحايا للظروف لكن أنت بتحبها وهي بتحبك والظروف عمرها ما تكون عائق بين مُتحابين عشان النبي قال " لا أرىٰ للمُتحابين إلا الزواج "  

_ كان لازم تفهم يابني إن واحدة زي مرات أبوها وبناتها من السهل جداً يغيروا منها وأكيد لما عرفوا إنك لا حيلة لك وعايش في شقة إيجار قالوا يبقىٰ الجهاز كله هيبقىٰ علينا وعشان كدا رفضوك لكن لو جالها واحد غني من الصبح حتىٰ لو جاهل ومبتحبهوش هيوافقوا وأنت مش هتسيبها لغيرك ودي ثقتي فيك عشان لا أنا ولا أمها هنطمن عليها غير وهي معاك أنت  مش حد تاني وأنت عمرك مع هترتاح مع غيرها لأنها عمرها ما هتتكرر ولو ارتحت مع واحدة تانية يبقىٰ مش هتبقىٰ بنفس مقدار راحتك اللي كانت هي هتوفرهالك...

_ فاكر ياخالد لما سيبتك تقيس أكتر من بدلة وفي الآخر خالص قولتلك على اللون اللي هي بتحبه ولما قولتلي " مقولتليش ليه من الأول " رديت وقولتلك " هتعرف بعدين " ..! 

ايوه فاكر طبعاً ... 

_ كنت عاوز أعلمك تحاول مرة وإتنين وتلاتة بس لإن كل محاولاتك في النهاية هتوصلك للي هي بتحبه وده اللي خلاني أسكت اليومين دول عشان تشَغل دماغك وتعرف إنها بتحبك والرفض مش منها وأنك لازم تحاول عشانها .. محاولتك ممكن تكون صعبة شوية عليك بس هي هتفضل طول عمرها شايلاك فوق راسها وفاكرالك كل مواقفك ومعافرتك ومش بعيد تحكيها لعيالك وأحفادك كمان.. 

شديته لحضني وعرفت قد إيه ربنا رحيم بيا إنه بعتلي الشخص ده في طريقي.. 

طيب والعمل ياعم حامد ..!

_ عندي حل بس ممكن يظلمك شوية.. 

مش مهم المهم هي متضيعش مني.. 

_ تعمل قرض وتشتري شقة مِلك حتىٰ لو بالقسط .. 

ومين هيضمنِّي ..! 

_ أضمنك برقبتي .. 

خلاص نتوكل على الله 

_ عملت قرض زي ما قالي ودفعت أول قسط في شقة في اسكندرية..

_ روحت اتقدمت تاني بس المرة دي صممت إني مش هسيبها غير لما أعرف السبب أول ما دخلنا أنا وعم حامد ملقيتش ترحيب وحسيت نفسي قليل ومش قد المقام بس في نفس الوقت حاولت استحمل عشانها شوية ورد باباها بعنف وقال " أفندم ...! " 

عاوز أشوف خديجة لو سمحت .. 

_ قولنا مفيش نصيب

عاوز اسمعها من خديجة ياعمي .. 

الخناق اشتد بين باباها وعم حامد فخرجت من أوضتها حزينة ملامحها مُرهقة دموعها في عيونها لكنها بتكابر عشان متعودتش تكون ضعيفة فجريت عليها وقولتلها بهدوء  " موافقة ولا رافضة ياخديجة ..! " 

_ بصتلي برضا وبعدين بصت لباباهت وقالت " مع احترامي ليك يابابا أنا من يوم ما اتولدت وحياتي ماشية زي ما حضراتكم عاوزين بس أمر زواجي ده أنا اللي هتخذه عشان أنا اللي هعيش معاه وأنا اللي هكون جنبه طول العمر ومن الآخر أنا موافقة علىٰ خالد .. 

_ خالد مين اللي تاخديه ده الجهاز كله هيبقىٰ علينا وبعدين حيلته إيه عشان تحبيه ..!

أنا مش عاوز منها جهاز ..  أنا عاوزها هي 

_ خلاص يبقىٰ تبقى قد كلامك واتفضل في الصالون عشان نتفق علىٰ الدهب .. 

اتفقنا علىٰ تلاتين ألف دهب مكنتش عارف هجيبهم منين وخصوصاً إن الجمعية اللي كنت عاملها ب ١٥ ألف بس حسيت الدنيا كلها بتضيق وكأنها بتعاند فيا وبتختبر مدىٰ تمسكي بخديجة لأول مرة أحس بالعجز الرهيب ده بس كنت بستحمل عشانها وكمان لإني بثق في ربنا وتدابيره للأمور وزي ما رتبلي كراكيبي بقُربها ودفاني بلُطف عيونها هيرزقني ويرتبلي أموري ويسد حاجتي بس كل اللي علينا نسعىٰ وهو هيوفقنا ،  روحت عملت بربع المُرتب اللي فاضل سُلفة وروحنا نجيب الدهب كانت لابسة دريس أوف وايت رقيق  مكنش غالي لكنها كانت قادرة تخطف القلوب وتشبع عيني بيها هي أصلاً بتحلي المُر إزاي مش هتحلي فساتينها ، دخلنا المحل مرات أبوها لسه هتختارلها الدهب ردت بجدية وقالت " لو سمحتي أنا اللي هختاره " 

المفاجأة إنها بصتلي وقالتلي " تعالى ياخالد دقيقة بعد إذنك " 

قربت خطوتين وقولتلها " نعم ..!  " 

بصتلي بحنان وشدت دبلة رقيقة جداً ولبستها وحطت ايديها علىٰ البنش وقالت برقة " حلوة ..! " 

جميلة ياخديجة كملي إختيار .. 

_ لا أنا كدا خلصت .. 

خديجة أنا معايا الفلوس .. 

_ ده دهبي ودي قايمتي وجوازي وحياتي وأنا اللي اختار ياخالد  .. 

باباها شدها من ايديها بعنف وقالها " ده حقك ياغبية " 

بصتله بسخرية وقالتله " متعودة علىٰ ضياع حقي وإني اتنازل وأكون الجزء المُضحي دايماً بس عارف يابابا لأول مرة حاسة إني مش هخسر وبعدين بصتلي بطفولة وقالت أصلاً أنا محتاجة الفلوس في حاجة تانية " 

" بعد هياج المواقف وغضب ابوها والخناق في المحل الوضع هدأ وكل حاجة رجعت طبيعية " 

_ خالد أنا عاوزة أروح مشوار أنا وأنت وعمو حامد ممكن ..! 

بصوا ليها بغضب وركبوا العربيات ومشوا .. 

ليه عملتي كدا ياخديجة أنا معايا فلوس ..

_ أنت ضحيت عشاني وظلمت نفسك واشتريتلي شقة مِلك وجه دوري أرد ليك حاجة وأقف جنبك ياخالد .. 

بصيت لعم حامد بعتاب فربط علىٰ كتفي وقال " أنت وخديجة يابني مبقاش في بينكم فرق ولا رسميات وزي ما بتضحي هي لازم تضحي ولازم تكون حقيقة تضحيتكم واضحة عشان كل واحد يعرف يصون التاني كويس ويشيله فوق راسه " 

_ بالظبط ياعم حامد أنا وأنت ياخالد مفيش بينا فرق ويلا بقى عشان هنتأخر .. 

علىٰ إيه ..!

_ هنحجز العفش ونحط أول قسط من فلوس دهبي .. 

خديجة الفلوس دي حقك ومينفعش تتصرف .. 

_ دي فلوسنا وده عفشنا وأنا أمنتك على نفسي معقولة أبص للفلوس ..! 

كان نفسي أقرب في الوقت ده أضمها لصدري وأطبع ضلوعي على ضلوعها وأخلي قلبي يتشبَع من كرم وجمال قلبها شوية ويستمد منه بعض من اللطف اللي جواه بس الوقت مكنش يسمح .. 

حجزنا العفش وهي جابت جهاز بسيط جداً جداً لكني مهتمتش غير ليها .. كتبنا كتب الكتاب فجرت لحضني وقالت " أخيراً ..! "

قربت منها بدلع وقولتلها " إني رُزقت حبك "

راحت مطلعة موبايلها وفتحته على المُذكرة وقالت أنا كتبتلك دي إمبارح قبل ما أنام وكانت بتقول فيها  " وأمّا عن خالد فهو نقي ، نقي للحد الذي جعله كاللؤلؤ يتغللُ أنوراه في أعين أحبته شوائبه قليلة جداً وهذا ما يُميزه كالقمر تماماً يتخلله جوانبُ سوداء لتزيد من روعتهِ وأما عنه فإنه لن يتكرر فلكل كوكب قمره وأنتَ ياخالد قمر عالمي "

عيوني دمعت ومحستش بالناس ولا بالمباركة وغوصت في حضنها استكين فيه من تعب سنين ، تعب نسيته في حضنها وبس وكأن قلبي عمره ما قابل صدمات أبداً ..

بعد أول شهر من جوازنا جالي عقد شغل في السعودية سافرت سنة ورجعت في السنة دي سديت باقي الأقساط وجبت جهاز كامل للشقة كلها وقدمت لخديجة في دار نشر عشان تطبع أول مجموعة قصصية ليها واللي طبعاً حققت أكبر عدد من المبيعات لأنها مكتوبة بكل لُطف من قلب مُحب مش غرضه شهرة ولا فلوس كل هدفها إنها توصل رسالتها لكل اللي حواليها وبس ، كوّنت صداقات كتير وكانت بتخرج مع صحابها كل فترة ، في مرة صحيت من النوم ملقيتهاش جريت زي الطفل على الموبايل ورنيت لاقيتها بتفتح باب الشقة وبتقرب مني بخطوات بطيئة جريت عليها وقولتلها " أنتِ كويسة ..! "

هزت راسها بلطف ورفعت نظرها في عيوني بطفولة وقربت من وداني وقالت خالد ..

عيون خالد ..!

_ " أنا حامل " 

فضلت أتنطط في كل مكان وكأني بقول للعالم " قد جُبرت ورب محمد قد جُبرت " 

بصتلي بحنان وقالت " بتحبني أنا أكتر ولا البيبي ..! "

أنا بحب اليوم اللي شوفتك فيه والصدفة اللي جمعتنا وبحب الطماطم وبحب خدودك وبحب عم حامد وبحب تفاصيلك خديجة " أنا بحبك " 

_ وأنا بحبك ♡

" قد تَكن في عينِ الجميع نكرة وفي قلبِ أحدهم كل المعارف " 

..! 💜

لو الاسكريبت عجبكم أتمنى تتابعوني على صفحتي الشخصية وتشوفوا باقي اسكريبتاتي 💙🙈

#عزة_العمروسي

تعليقات

التنقل السريع