القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عاد قلبي نابضا لصفا احمد بارت ٥


 *"عَـادَ قَلبِي نَابِضًـا "* البَـارت الخَامِـس..


- إنتَ فين؟

"كانت مسدج منِي بعتّهالُه في نُص اليوم بعد ما صَدعت من التفكِير فِيه.."

= في المزرعة، إنتِ اللِ فين؟

- في البِيت.

= صاحيّة من زمان؟

- يعني.

= أنا مش فاهِم إنتِ واخدة أجازة من العيادة ليه!

- حسيت إني تِعبت ومحتاجة بريك..بس.

"ثانية وبعتتلُه.."

- هو إنتَ فاضي ولا بتعمِل حاجة؟

= عايزة إيه؟

- قول الأول.

= ياستي أنا فاضيلِك طول الوقت.

"إبتسمت.."

- لأ بجد علشان هي مش حاجة مُهمة، فَ لو مشغُول قولي.

= إحنا مش إتفقنا إن التافِه عندِك مُمكن يبقىٰ مُهم بِـالنسبالي والعكس؟

"ضحكت وقولتلُه.."

- بتستَخدِم كلامِي ضدِي!

= عشان متطلعيش بِـ رَد مُحايد، وتقولي كُنتِ عايزة إيه!

- مش حاجة واللهِ..أنا بس كُنت زهقانة وعايزة أستغِل اليُوم وأخرُج، فَ لو فاضِي كُنت هَنزل، لو مش فاضي خلاص مش مُهِم.

= طَب قومي إلبسِي يلا لِحد ما أعدِي عليكِ.

- ده إنتَ ملحقتِش تفكر حتىٰ!

= مش محتاج، إنتِ عايزة تخرُجي وكلمتيني، فَ لو وَرايا الدُنيا كُلها هَأجلهَا وأجيلِك! 

"طَب إنتوا لَو مكاني هَتقولوا إيه؟ أنا مبعمِلش حاجة غير إني بَبتسِم، وأحِس إن قلبي هَيخرُج من مكانُه من قوة دقاتُه!"

"عايزين الصراحة؟ بقالي كذا يوم مشوفتهوش، وده السَبب الأقوي لِـ إختراعي فِكرة الخرُوجة دي.. والحِجة إني زهقانة."

------------------------------

"هوٰ بقىٰ بيوحَشنِي! بقيت بستنىٰ رسايلُه، لو اليوم عدىٰ من غير مُكالمِتُه مبحسبهُوش، هوٰ بقى مُهم عندي لِـدرجة إني بقيت بستناه هوٰ..وقبل ما أقابلُه أحِس بِـلهفة، ولما بشوفُه ببتسِم تلقائيًا وأحِس بِـسعادة ودَّقة قلب، وبعد ما أسيبُه أفكر فِيه وكلامُه يتعاد قدامي بِـنظراتُه وريأكشناتُه وحركاتُه."


"وبقيت بَخاف، بخاف عَليه أوي..لو نِزل مِتأخر بتوتر، ولو تِعب بَقلق، ولو مَكلمنيش وطمنِي بفضل خايفة!

لو إتضايق بزعل، ولو زعلان مُمكن أعيط علشانُه، لما بيبقىٰ نفسُه في حاجة بدعيلُه بيهَا..أنا أصلًا بدعيلُه علطُول.لو بِعد بستنَاه، لو عندُه مُشكلة مش برتاح غير لما أحِلهَا معاه."

| الحاجات دي جديدة عليا

واللِ أنا عايشَاه

حُب عمرُه ما عدىٰ عَليا

وكُنت مش عارفاه 

دي كُل كلمة حُب يقولهَا

عندي عُمر جديد

خُدني من الدُنيا دي بحالهَا

لِـدُنيا تانية بعيد |


"معرفش إمتىٰ كل الأغاني بقت بتلِيق عليه، كل كلمات الحُب بقت بتوصفُه، كل البوستات الرومانسية بتتكلِم عنُه، كل الفيديوهات الحِلوة بشوفُه فيهَا، معرفش إمتى إحتَل عقلي لِـدرجة إني بقيت بتخيلُه في كل مكان برُوحه، وأشاركُه في كل تفاصيلي التافهة قبل المُهمة..لو مخنُوقة بفكر فِيه، لو مبسوطة بدوّر عليه، لو مشغُولة بردو بيجي في بالي وببتسِم في وسط إنشغالي."


"بحِب أشُوفُه، بحِب صوتُه وبحِب أسمَعُه وهوٰ بيتكلِم، بحِب كلامُه والنِقاش مَعاه، تعبيراتُه..حركاتُه..ضِحكُه وهزارُه، بحِب طريقتُه وإسلُوبُه، بحِب سكوتُه، بحِب ثقتُه في نفسُه وشَخصيتُه، بحِب عيونُه عشان فيهَا دفىٰ، وضحكتُه علشان بحِب أشوفُه مبسُوط، وبحِب عرُوق إيدُه عشان بتدينِي إحساس بِـالقوة..معرفش ليه لمَا ببُصلهَا بطمِن، هو اسمُه لوحدُه يطمِن! 

بحِب النَّاس اللِ بتحبُه، وبحِب اللِ بيتكلمُوا ويحكُوا عنُّه كتير، وبحِب سيرتُه لما بتيجي في الكلام بِـالصُدفة، وبحِب الحاجات اللِ بيحبهَا، وبحِب وجودُه، وبحِب اسمُه، بس مَبحبُوش هوٰ. "

______________________

لمار: بس بقىٰ عشان ودنِي بتوجعنِي أوي بجد.

فارس: ماهو إنتِ تستاهلِي بصراحة، في واحدة عاقلة تخرُم ودنهَا 4 إخرام؟

- اسمُه بيرسينج..وتريند جدًا دلوقتِ وبنات كتير بتعملُه، وبعدين أنا عَملاه علشان فرح سارة قرب.

= وهي سارة حطِت شرُوط من ضمنها إن مفيش وَاحدة هَتدخُل القاعة لو عندهَا خُرم واحد بس في ودنهَا؟

"ضحكت وقولتلُه.."

- يا رخم!

= هَبلة واللهِ، راحت تدفع فلُوس في حاجة علشان تتعبهَا وتفضل تعيط بِـسَببهَا يومين.

- عايزة أقولَك إن لو الوَجع إستمر أكتر من كده لازم هَقفل الخُرم علشان مَيعملش صَديد.

= أحسن!

- أنا مشُوفتِش في رخامتَك بجد، بدل ما تقولي معلش ولا ألف سلامة ولا هَيخِف وتبقي كويسة!

= أيوة علشان مش عاجبنِي أصلًا.

- مش لازم يعجبَك أصلًا، كفاية إنُه عاجبنِي أنا.

= طَب يارب يتقفلُوا كلهُم.

- واللهِ حرام، لَو مش على الوجع اللِ حاسه بِيه دلوقتي يبقىٰ على وجعِي وعِياطِي وهيٰ بتخرُمهُم!

= علشان تحرّمِي.

- هي غلطتِي إني إتكلِمت معاك، أنا إيه اللِ موقفنِي هِنا لسه!

"ترن..ترن.."

"قبل ما يرُد فونُه رَن فَ قالي.."

= مكانِك..مَتتحركيش!

- رايح فين؟

= مُكالمة شُغل..5دقايق هَرُد وأرجعلِك.

"هَزيت راسي بِـمعنىٰ ماشي، ويدُوب هوٰ مشي وأنا لسه هَرُوح أقعد..لقيت حَد جه وقف جمبي وبيقول.."

: دكتورة لمار؟

"بصيتلُه وقولت.."

لمار: أيوه، مين حضرتَك؟

: أنا عِصام..ابن عَم سارة، إتقابلنا قبل كده لو فاكرة!

لمار: اهاا..يوم كتب الكِتاب لما إفتكرتَك أخُوها؟

"ضحك وقال.."

عصام: أيوة هو اليُوم ده.

"رَديت بِـإبتسامة.."

لمار: كان موقِف سخيف بحاوِل أنساه.

عصام: مَتديش لِلموضوع أكبر من حجمُه عادي بتحصَل.

"إكتفيت بِـإبتسامة مُجاملة ومَردِتش.."

عصام: بس إيه إنتِ بتعملي إيه هِنا؟

لمار: أنا جيت إشتغلت هِنا بَدل الدكتور القديم.

عصام: بجد! من إمتىٰ؟

لمار: لأ بقالي فترة، تقريبًا مـ...

فارس: عِصام!

"قاطِع كلامي فارس وهوٰ بيقول كده.."

عصام: إزيك يا فارس عامِل إيه؟

فارس: تمام الحمدللّٰه، إنتَ اللِ فين مَحدش بيشُوفَك.

عصام: كان عندِي سَفرية شُغل ولسه راجِع من يومين، وكُنت مِعدِي من هِنا بِـالصُدفة فَ جيت أشُوف عمي.

"وكمِل وهوٰ بيبُصلي.."

عصام: بس شُوفت دكتورة لمار فَ قُلت أسلِم عليها الأول.

فارس: إنتُوا تعرفُوا بعض؟

لمار: إتقابلنا مرة في كتب كتاب سارة، كُنت فاكراه إنتَ.

"قولتهَا وضحكت بِـهدُوء، فَ قال.."

فارس: كُنتِ فاكراه أنا إزاي مش فاهِم؟

لمار: سارة كانت بتشاوِرلي على مكانك علشان عايزاك، بس تقريبًا علشان الناس كانت كتير فَ أنا مركزتِش أوي وإتلخبطت بينك وبينُه.

عصام: وكانت لخبطة حِلوة علشان نتعرف علىٰ بعض.

"رَديت بِـإبتسامة مُجاملة.."

لمار: أه أكيد.

"كان هَيقُول حاجة بس فارس سَبقُه وقال.."

فارس: أنا ماشي، وراكِ حاجة لسه ولا أوصلِك معايا؟

"بصيتلُه بِـإستغراب وقُلت.."

لمار: لسه عندِي كام حاجة عايزة أشيك عليهُم بس مُمكـ...

فارس: طيب أنا هَمشي أنا، سلام يا عصام.

عصام: مع السلامة، إبقىٰ عدِي يا سيدي.

فارس: إن شاءاللّٰه.

"قال كده وإتحرك، فُوقت من إستغرابِي على صوت عصام وهوٰ بيقول.."

عصام: إحكيلي بقىٰ طبيعة شُغلِك هِنا إيه؟

"إتكلِمت وأنا لسه بتابِع خطوات فارس.."

لمار: ا..بتابِع الخِيل وبشرِف على تغذيتهُم و...معلش هرُوح أعمل حاجة مُهمة بس وأجي.

"قولتلُه كده لما لقيت فارس بيقرب من البوابة، مَبصتلُوش ولا إستنيت ردُه، ومشيت بسرعة تشبِه الجري وأنا بندّه عَليه.."

لمار: فَـ..فارس!

"وقف لما سمعنِي، كام ثانية ووَصلتلُه.."

لمار: في إيه؟

"رَد بِـإبتسامة.."

فارس: مَفيش.

"البتاع ده هَيجنني ليه؟ هو مش كان لسه متضايق جُوه وبيتكلِم بِـغضب ومش طايق نفسُه!"

- أومال إيه اللِ حصل، ليه مشيت فجأة وبِـالطريقة دي؟

= كلمُوني قالولي إن السيستم واقِع، أو مس عارف بِـالظبط هو إيه اللِ حصل، بس في حاجة لازم أرُوح أظبطهَا.

- امم..مَتقلقش هَتطلع حاجة بسيطة إن شاءاللّٰه.

= هي الحاجات اللِ لسه عايزة تعمليهَا دي هَتاخُد وقت طويل؟

- أنا أصلًا كُنت هَقولَك إنها مش ضرورية وعادي تتأجّل لِـبُكرة، بس إنتَ اللِ مَدتنيش فرصة ومشيت بسرعة!

= معلش حقِك عليا، أنا بس مشدُود شوية علشان المُشكلة اللِ في الشُغل دي.

"رَديت بِـإبتسامة.."

- أنا فاهمة، عادي محصلش حاجة.

"سكت ثانيتين وقال وهوٰ بيبُصلي.."

= إنتِ عارفة إن دي أول مرة تندّهيلِي بِـاسمي؟

- مَتهزرش! أكيد لأ.

= واللهِ ما بهزَر.

- معقولة؟

"قولتهَا وضحكت فَ قال.."

= قُوليه علطُول بقىٰ.

"إتكسفت وقولتلُه.."

- طيب يلا ولا إيه؟

= هَتمشي إنتِ كمان؟

- هَقعد من غيرك يعني!

"فَ ابتسم وأنا مش عارفة إيه اللِ أنا قولتُه ده، بس سكتت ومشيت معاه.."

- هو مش مُمكن يتضايق؟

"وقفت فجأة وقولتلُه كده لما إفتكرت.."

= هو مين؟

- عِصام ابن عمَك ده.

= وهَيتضايق ليه؟

- علشان كان بيتكلِم وأنا مشيت وسيبتُه عشان أشُوف مالَك.

= لأ هو جاي لِـبابا أصلًا مش ليكِ.

- مفيهَاش قِلة ذُوق يعني؟

= ما خلاص يا لمار!

"هو مِتعصب كده ليه، أنا أول مرة أشوفُه مِتضايق كده، يمكِن علشان الشُغل!"

… … … … … … … … 

رواية عاد قلبي نابضا لصفا احمد بارت خامس 

سارة: فارس، فارس..أنهي شكل أحلىٰ ده ولا ده بسرعة؟

"بَص على الطرحتين اللِ في إيدهَا وقال.."

فارس: سارة إقعدي في جمب عشان مش فايقلِك دلوقتي.

سارة: ليه في إيه؟

فارس: مفيش حاجة.

"قعدت قدامُه وقالت.."

سارة: أنا كُنت بكلِم لمار وقالتلي بِـالصُدفة إن عندك مُشكلة في الشُغل..علشان كانت فاكراني عارفة، عملت فيها إيه؟

فارس: حليتهَا الحمدللّٰه.

سارة: الحمدللّٰه، إبقىٰ كلمهَا بقىٰ.

فارس: طيب.

سارة: أومال مالك في إيه!

"قفل اللاب توب وبصِلهَا وهو بيقول.."

فارس: عصام كان في المزرعة النهاردة.

سارة: عصام ابن عمنَّا؟

فارس: أيوة.

سارة: طَب وفين الغريب في كده، ما أكيد كان رايح يشُوف بابا.

فارس: أنا وأنتِ عارفين إننا بنشُوف عمِك وولادُه في الأعياد والمُناسبات بِـالعافية، فَ من إمتى والوِد موصول بينُه وبين أبوكِ؟ أكيد كان لِيه غرض تاني.

سارة: يبقىٰ أكيد كان رايح علشان لمار!

فارس: إشمعنا يعني؟ وبعدين إيه اللِ عَرّفُه إنهَا بتشتغل هِناك؟

سارة: عِرف مِنِّي.

"رَد بِـإستغراب.."

فارس: يعني إيه منِك!

سارة: هَفهمَك..

فارس: فهمينِي.

سارة: من بعد كتب كتابِي فِضل يزِن عليا علشان يعرف هيٰ مين واسمهَا إيه ويجمّع معلُومات عنهَا، وقالي إنُه عايزني أظبطلهُم معاد مع بعض علشان يقابلهَا ويتعرّف عليهَا أكتر، وأنا بصراحة كُنت نسيت وإنشغلت وهوٰ كمان مَفتحش الموضُوع تاني فَ طنِشت.

"سكتِت فَ وقال بِـعصبية.."

فارس: كمِلي!

سارة: طيب بشرب..ألاه!

"كام ثانية وكمِلت.."

سارة: المُهم وأنا قاعدة في أمان اللّٰه إمبارح لقيتُه بيكلمنِي، قالي إنُه كان مسافِر باين أو حاجة زي كده مركزتِش أوي يعني..سألنِي عليهَا، وإنُه لو عايز يشوفهَا يلاقيهَا فين، وإن في حَد في حياتها ولا لأ لإنُه مُعجب بيهَا وبيفكر يتقدملهَا، بَس..فَ أنا قولتلُه إنها بتشتغل في المزرعة مع بابا، سألنِي بترُوح الساعة كام أو بتبقىٰ هِناك إمتى..فَ قولتلُه بردو.

"زَعق وقال.."

فارس: وأنتِ مالِك! هو إنتِ شغالة خَاطبّة، بتقوليلُه وتِديلُه معلُومات عنهَا لييييه؟ 

سارة: وإيه المُشكلة! ما يمكِن مُعجب بيهَا فعلًا.

فارس: ويُعجب بيهَا بِـأمارة إيه! يعرفهَا منين عشان يُعجَب بيها، وبعدين إنتِ كُنتِ سألتيهَا؟

سارة: هَسألهَا على إيه مش لما يبقىٰ في خطوة جَد الأول! وعِصام شخص كويس فعلًا..حتىٰ لو إنتَ وهوٰ مَبتتفقُوش على حاجة واحدة.

"نفخ وقال.."

فارس: إنتِ كلمتيهَا في الحوار ده؟

سارة: لسه..كُنت رايحة أقولهَا بعد ما أخرُج من عندَك.

فارس: طَب متقوليلهَاش بقىٰ ولا تجيبِلها سِيرة.

سارة: ليه؟

فارس: كده.

سارة: عِصام هَيزعل.

فارس: يولَع! اللِ عايز حاجة يتجرأ وياخُدهَا بِـنفسُه.

"سكتت دقيقة وبعدين بصِتلُه وقالت بِـشَك.."

سارة: طَب هو هَيزعل علشان مُعجب بيهَا، إنتَ متضايق ومتعصب ومتنرفِز ليه دلوقتي..تكُونش مُعجب بيهَا إنتَ كمان؟

فارس: لأ.

سارة: أومال..شاغِل نفسَك بيها ليه؟

فارس: عشان بحبهَا.

سارة: أيوة ما ده مش مُبـ..إيه! عشان إيه؟

فارس: إنتِ غبية أوي يا سارة على فكرة، إزاي مش واخدة بالِك كل ده؟

سارة: يابني أنا بعد ما إتخطبت إكتشفت إن حمزة كان بقالُه سَنتين بيلمحلّي إنُه بيحبنِي وأنا مفهمتِش غير لما لزقهالِي في وشِي.

فارس: ده زمان الراجِل طِلع عينُه وإنتِ بقرة قدامُه.

سارة: خلاص بقىٰ هو كده كده لبِسنِي، بس قولي..هي لمار عارفة؟

فارس: شوية أحسهَا فاهمة بس بتستهبِل، وشوية تانية أحِس إنها غبية زيك ومش حاسه بِـ أي حاجة..مَبقِتش عارف.

سارة: سيبنِي وأنا هَعرف بِـطريقتي.

فارس: لا والنبي خليك بعيد إنتِ، كفاية اللِ نيلتيه يوم السَبق!

سارة: وأنا كُنت أعرف منين إن في حاجة بينكُوا يعني! المُهم..قولي هَتعمِل إيه؟

فارس: أعمِل إيه في إيه!

سارة: مع لمار! هَتقولهَا إنك بتحبهَا ولا هَتتقدملهَا، ولا إنتَ ده أخرك يعني ولا هَتعمل إيه؟

فارس: أكيد هَقولهَا الأول.

سارة: ومِستني إيه؟ لما تطير منَك!

فارس: تطير!!

سارة: أيوة، ولو مش من عِصام هيبقىٰ من غيرُه.

فارس: سارة..هي قالتلِك حاجة؟

سارة: لأ متخافش أوي كده، الموضوع كلُه إن بيتقدملهَا عِرسان كتير وهي اللِ بترفُض تقعد معاهُم، بس مفيش حاجة مضمُونة..مش يمكِن توافِق في مرة ويعجبهَا حَد؟ والنصيب لو جَه محدش بيعرف يقولُه لأ.

فارس: سارة قومي إطلعِي برّا!

سارة: الحَق عليا إني بنبهَك..ألاه!

فارس: ياستي ولا تنبيهينِي ولا تنيمينِي، رُوحي وسيبينِي أشُوف هَجيبهالهَا إزاي.

سارة: أساعدَك؟

فارس: لأ..إنتِ لأ!

__________________________

"صحيت متأخر وملحقتِش أعدي على المزرعة الصُبح، فَ قُلت هَعدِي عليهَا وأنا راجعة من العيادة قبل ما أروّح.."

لمار: لأ أنا وصلت أهو، إنتَ فين؟

فارس: في الطريق، 10 دقايق بِـالكتير وهَتلاقينِي عندِك.

لمار: طيب سُوق براحة..أنا كده كده قاعدة مش مِستعجلة.

فارس: أنا اللِ مِستعجِل عشان أشوفِك.

"رَديت بِـإبتسامة.."

لمار: ليه؟

فارس: عشان في حاجة عايز أعترفلِك بيهَا.

"قلبي دَق فجأة.."

لمار: حاجة إيه؟

فارس: مش هَينفع في التليفون، لما أجيلِك.

"أخدت نفس طويل وخرجتُه بِـصعُوبة وأنا بقول.."

لمار: ماشي، مِستنيّاك.

"نزلت من العربية وقفلتهَا، ودخلت لِلمزرعة وأنا بفكّر يا ترىٰ إيه الحاجة اللِ عايز يعترفلِي بيهَا،وليه مِستعجل أوي كده وصُوتُه باين عَليه اللهفة والفَرحة، ولِـ..."

عصام: لمار!

"كُنت داخلة من البوابة وهوٰ خارِج، قبل ما أستوعِب لقيتُه في وشي بيقول كده.."

لمار: أستاذ عِصام..إزاي حضرتك؟ 

عصام: ليه التكاليف دي كُلها؟ خلي التعامُل أبسط من كده.

"إبتسمت ومَردِتش، فَ رَد على سُؤالي اللِ فوق.."

عصام: أنا بخير الحمدللّٰه، إنتِ أخبارك إيه؟

لمار: تمام الحمدللّٰه.

عصام: إنتِ لسه جايه ولا إيه!

لمار: أه.

عصام: ليه متأخر كده؟

"بني آدم فضُولي ومُتطفِل وبيسأل أسئلة كتيرة أوي! "

لمار: مفيش بس كُنت في العيادة وملحقتِش أجي الصُبح.

"قولتهَا وفِضلنا ساكتين، وأنا عايزة أدخُل أصلًا ومش عجبانِي الوَقفة دي بس حساهَا هتبقىٰ قلة ذُوق وإحترام لو سيبتُه ومشيت لِلمرة التانية.."

عصام: متعرفيش دكتُور قَلب كويس؟

لمار: لأ طبعًا عارفة، في دكتور شاطِر مُمكن أديلَك رقمُه.

"وفتحت الفون وأنا بدوّر على الرقم.."

عصام: طَب مش تسألي لِـمين الأول!

لمار: هي مش هَتفرِق، بس لِـمين؟

"قولتهَا وبصيت في الفون تاني فَ قال.."

عصام: لِيّـ...

فارس: إيه يا لمار إنتِ لسه مَدخلتِيش؟

"مش عارفة فارس بيطلع منين ويخُضنِي في كل مرة بكُون واقفة فيهَا مع عصام!"

لمار: لأ كُنت داخلة بس قابِلت أستاذ عصام فَ وقِف يسلِم عليا.

"فَ فارس بصِلُه وقال.."

فارس: أهلًا إزيك يا عصام؟

عصام: لسه فاكِر!

فارس: معلش مَخدتِش بالي، أصلي مش متعود أشوفَك هِنا كتير.

عصام: لأ ده أنا كنت ماشي.

فارس: ليه ما تقعد شوية.

عصام: أنا هِنا من بدري بس إنتَ اللِ إتأخرت.

فارس: كُنت مِستني لمار تيجي عشان مَتقعدش لوحدهَا بليل كده.

عصام: إيه ده إنتوا مِتفقين مع بعض؟

"بصِلي وهو بيقول كده، كان فارس قرب شوية فَ بقىٰ واقِف بينا وقال.."

فارس: أه.

عصام: طيب هَمشي أنا بقىٰ علشان عندِي معاد مُهم، عايزين حاجة؟

"كُنت هَقول شُكرًا بس فارس قالهَا، في الحقيقة أنا كُنت هَقول حاجات كتير بس فارس قالهَا، ومش عارفة ليه كُل ما بنتجمع إحنا التلاتة في مكان واحد بحِس إن فِي حاجة غريبة في تصرفاتُه وإسلُوبه، مش فهماه ولا فهماهَا!"

لمار: يلا ندخُل عشان الجو بَـ...

"قاطعنِي بِـحِدّة.."

فارس: إنتِ كُنتِ واقفة معاه ليه؟

لمار: أنا زي ما قولتلَك كُنت داخلة وقابلتُه وهوٰ خارج، وقف يسلِم عليا فَ وقفت معاه..عادي يعني.

"رَد بِـعصبية.."

= لأ مش عادي! وبعد كده مَتُقفيش معاه.

- لَو قابلتُه صُدفة ووقفنِي أمشي وأسيبُه يعني؟

= أه تمشي وتسِيبيه.

- ده اللِ هو إزاي؟

= زي الناس عادي.

"ربعت إيدي وقُلت.."

- معلش هو إنتَ بتزعقلي وبتكلمنِي كده ليه؟

= عشان بِـصِفتُه إيه تديلُه رقمِك؟

- أنا مَدتلُوش رقمي!

= هو اللِ إداكِ رقمُه يعني؟ بردو مفرقِتش.

- لا أنا أخدت رقمُه ولا هوٰ خَد رقمي، الموضوع كلُه إنُه كان بيسألنِي على دكتور قلب كويس فَ أنا كُنت بدوّرلُه على الرقم!

= وهو ملقاش غيرِك يسألهَا؟

- على فكرة سُؤالُه طبيعي وعادي جدًا، بِـإعتبار إن أنا دكتورة ده أولًا، وإني البُرج اللِ فِيه عيادتِي كلُه دكاترة وده ثانيًا! ثُم إني شايفة إن مفيش حاجة حصلِت تستدعِي اللِ إنتَ بتعملُه ده!

= لأ حصل، كلامِك معاه والضحك والهزار، وقفتِك معاه لوحدكُوا في حد ذاتهَا غلط!

"زعقت وقُلت.."

- أنا مكلمتوش غير 3 مرات في حياتي..مرتين منهُم هِنا في المزرعة وإنتَ كُنت موجُود، وبعدين أنا معملتِش حاجة غلط! إنتَ شايف إن ده غلط فَ دي مُشكلتَك إنتَ مش مُشكلتِي أنا.

= وطِي صُوتِك في ناس حوالينَا!

- يعني هُما الناس هَيسمعُوا صُوتي أنا، إنما الزعيق والعصبية وصُوتَك العالي اللِ من أول الحوار الناس مَبيسمعهُومش صَح؟

= عشان أنا ليا حق أتعصب!

- على فكرة إنتَ مش معاك حق في حاجة، وحتىٰ لو ليك فَ دي مش الطريقة ولا الإسلُوب الصَح اللِ مُمكن تعبر وتتكلِم عنُه بيهُم.

= أنا أتكلِم زي ما أنا عايز.

- وأنا كمان أعمِل اللِ أنا عايزاه.

"قولتهَا وإتحركت خطوة، فَ وقف قدامي وقال.."

= أنا لسه مخلصتِش كلامي.

- أنا خَلصت، وبعدين أنا مش مُجبرة ولا مُضطرة أتحمِل نقاش إسلوبُه مِضايقنِي ومش نافِع معايا.

"قولتهَا ومشيت، تقريبًا قال بعدهَا حاجة بس أنا مسمعتهَاش، كده كده لو كان قال إيه مكنش هَيفرق معايا ولا يوقفنِي، كفاية أوي الكلام اللِ قالُه واللِ حسيتُه بِـسَببُه!"


"عيطت، كُنت ماسكة نفسي بِـالعافية علشان معيّطش في الطريق، وأول لما روّحت عيطت، مسألنيش ومَتناقِش ومَفهمش الموضوع..هو أصلًا مفيش موضُوع!!"

"معرفتِش أنام، مش عارفة هو قالي كده إزاي ولا ليه إتكلِم معايا بِـالطريقة دي، إتخضيت..أول مرة أشوفُه كده، أول مرة أشُوف الجانِب ده، كان هيبقىٰ عادي بِـالنسبالي وكان مُمكن أتقبلُه لو كُنت لقيتلُه مُبرر، سَبب تافُه أو مُهم..المُهم كان يبقىٰ في عُذر أعذرلُه بِيه تصرُفُه."

= لمار.

"كانت مسدج مِنُه الساعة 4 الصُبح، شوفتهَا من برّا ومَردِتش.."

= طَب هَرن عليكِ ولو صاحية رُدِي.

"صاحية ومش هَرُد."

= طَب شُوفي الرسايل ومترُديش طيب!

"ولا هَفتحهَا ولا هَرُد."

= بس طمنيني إنك كويسة.

"فكرت أرُد أطمنُه وأقفل علطُول علشان مش عايزاه يفضل قلقان، بس بعدها بعت وقال.."

= لمار إنتِ تعبانة بجد؟

"هو عرف منين؟ سارة! أنا قولتلهَا متقولُوش! كانت بتكلمنِي وأنا بعيط وإتصلِت كتير أوي فَ إضطريت أرُد، مقولتلهَاش إيه اللِ حصل ولا إديتهَا تفاصيل، بس هي عارفة إني لما بعيط كتير بتعَب..نفسيًا وجسديًا، مكُنتش عايزاه يعرف عنِي حاجة!"


"إزاي وأنا كُنت داخله أطمنُه عليا؟ يعني ياربي يا يقلَق هوٰ يا إتضايق أنا! وبعدين يعني إيه أبقىٰ زعلانة مِنُه وبِـسَببُه وأبقىٰ بردو مُهتمية بِـراحتُه ومش عايزاه يتعَب؟ ده إيه اللِ أنا فِيه ده بس!!"

----------------------

 رواية عاد قلبي نابضًا للكاتبة صفا أحمد البارت الخامس

"تاني يوم رُوحت المزرعة علشان كان بقالي يومين مرُوحتِش ومينفعش..ده غير إني من فترة أخدت قرار إني لازم أفصل حياتي الشخصية عن حياتي العمليّة، بس رُوحت بليل علشان ميبقاش موجُود ومشوفهُوش، طول اليوم كان بيكلمنِي ومَبرُدِش، رسايل كتيرة بين الساعة والتانية، المُلفِت إنُه مع كم الرسايل والڤويس نوتس دي مَقالش آسف ولا مرة! مَعتذرش كإن كل اللِ هامُه يصالحنِي مش أكتر..وده معناه إنُه مش شايف نفسُه غلطان ولا عمل شيء غلط..وده في حد ذاتُه كارثة لو توقُعِي صَح!"

فارس: أنا آسف.

"خلاص عِرفت إني ظالمة ومُتسرعة!"

"دخلت المزرعة لقيتُه مِستنينِي في المكان اللِ بحُط أدواتِي فِيه وببدأ مِنُه، إتحركت وسيبتُه من غير ما أرُد، قطع طريقي ووقف قدامي وهوٰ بيقول.."

فارس: أنا منمتِش من إمبارح، ومن الساعة 10 الصُبح وأنا قاعد هِنا مستنيكِ، فَ على الأقل إسمعيني!

لمار:.....

= أنا غلطِت وحقِك عليا، بس إنتِ مش عارفة حاجة ولا فاهمة أنا إتصرفت كده ليه.

- كان مُمكن تعرفنِي وتفهمنِي وتشرحلِي كل اللِ إنتَ عايزُه، كُنت هَتقبَّل وإنتَ عارف! بس إتسرعت وحكمت عليا من غير ما تعرف اللِ حصل، ومع إني قولتلَك كل اللِ حصل بِـالظبط ومع ذلك مَفهمتِش ولا إستوعِبت..وهو أصلًا مفيش حاجة حصلِت!

"كُنت متضايقة منُه فَ إتكلِمت بِـنبرة غضب، رَد بِـهدُوء وقالي.."

= طَب عارفة أنا إتسرعت وقُلت كلام من غير تفكير وإتعصبت غصب عنِي ليه، عارفة أنا عملت كده ليه؟

"رَديت بِـإنفعال.."

- ليه!

= عشان كُنت غَيران عليكِ.

"تنحت، قالهَا بِـشَكل صريح أوي يخُض، بربِشت بِـعيني ومنطقتِش!"

= طَب عارفة أنا كُنت غيران ليه يا لمار؟

"بلعت ريقي بِـصعوبة وحاولت أخرج صُوتي اللِ مش عارفة أسمعُه من صُوت دقات قلبِي.."

- لـ..ليه؟

= عشان بحبِّـك.

______________________

- صَفـــا أحمَّـد |صُوفِــيّا.

#يُتبع...

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع