القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عاد قلبي نابضا لصفا احمد البارت السابع

رواية عاد قلبي نابضا لصفا احمد البارت السابع

 

*"عَـادَ قَلبِي نَابِضًـا "* البَـارت السَـابِـع..


لمار: فارِس!

"سُؤال عجز العُلماء عن إجابتُه..ليه قلبي يدُق وأحِس بِـرعشة وأبتسِم لما شاشة تليفوني تنوّر بِـاسم أحدهُم؟ ليه أتوتر وأتخض وبطني توجعنِي لما تجيلي رسالة بِـاسمُه؟ إيه الرابط الوثيق والعلاقة العِلمية بين سيكولوجية الجِسم واسماء الأشخاص!"

- ألو؟

= لمار..معلش إني بكلمِك في وقت متأخر زي ده، وآسف لو صَحيتِك.

- لأ لأ أنا صاحيّة، بس صُوتَك مالُه! في إيه؟

= مَتقلقيش مفيش حاجة.

- أومال! إنتَ فين؟

= في المزرعة..بس أصيل مش عارِف مالُه!

- مالُه إزاي؟

= مش كويس وبيطلع أصوات غريبة..مش عارف إيه اللِ حَصلُه.

- طيب..طيب مَتقلقش أنا جايه أهو، إبعتلِي بس الأعراض اللِ عندُه في ڤويس نوت لِـحد ما ألبِس وأجي.

"بتبُصولي كده ليه؟ أصيل تعبان..أسيبُهه تعبان يعني! أنا لولا إني عارفة أهمية وغلاوة أصيل عند فارس مكُنتش هَنزل في الوقت ده و...لا لا أنا مش نازلة علشانُه أكيد، ده واجبِي المِهني هو اللِ بيحتِم عليا كده، و..وأه القَسَم، نسيتُوا القَسم؟"

- علىٰ بُكرة الصُبح هيبقىٰ كويس إن شاءاللّٰه.

"قولتلُه كده بعد ما إديت لِـ أصيل حُقنة.."

= هو إيه اللِ حَصلُه أصلًا؟

- مَغص بسيط.

= من إيه!

"إبتسمت وقولتلُه.."

- مَتخافش ده عادي..اضطرابات الجهاز الهَضمي بتحصل لِـ أغلب الخيُول في الشِتا، نتيجة لِـتغيُّر الروتين والأجواء وكده.

= بس أنا كُنت عامِل حسابِي على ده، علشان كده بقيت بسيبُه يرتاح فترات أطول من العادة، حتى متدربتِش إمبارح والنهاردة.

- وده مش صَح، لازم تقلِل مُدة وأيام إستخادامُه والتدريب بِـالتدريج، علشان ميحصلُوش تشنُج في العضلات.

"حرك راسُه بِـتَفهُم وبعدين قال.."

= يعني هو كويس؟

- هوٰ كويس، بس أنا حاسه إن إنتَ اللِ مش كويس!

"ابتسم بِـإستهزَاء كده، وبَصِلي بِلا مُبالاة وهوٰ بيقول.."

= لأ أنا تمام، مَتشغليش بالِك.

"وقال قبل ما يمشي.."

= شُكرًا..عشان أصيل.

"فارس مَبيقوليش شُكرًا، حتىٰ لما كُنت بقولهالُه مَكنش بيرُد عَليا..ياربي بقىٰ!"


"لِحد ما دخلت الأدوات الطبيّة وعلبة الإسعافات مكانهُم، خرجت لقيتُه راكِب على فرسة وبيتمشىٰ بيهَا في الحُوش، هوٰ عارف الساعة كام؟"

- إنتَ ناوِي تبات هِنا ولا إيه!

"رَد من غير ما يبُصلي.."

= مش عارِف.

"فِضلت أراقبُه كام دقيقة وأبصلُه، يَا جماعة هو مش كويس بجد، مش عارفة مالُه بس في حاجة غَلط.."

- هي الدُنيا لما كانت بتشتِي من كام ساعة..إنتَ كُنت فين؟

"رَد دون أن يُعيرني ذرة إهتمام بردو.."

= هِنا.

- هِنا جُوه عند الخِيل والعنابِر، ولا هِنا هِنا؟

"بَصِلي وهوٰ بيقول بِـرَخامة.."

= هِنا يا دكتورة!

"دكتورة في عينَك بقىٰ! يا أخي كرهتنِي في اللقب اللِ طلع عيني 6 سنين عشان أخدُه!!"

- عايز تقولي إنك حضرت الشلالات دي ولسه موجُود ومَروّحتِش؟

= أنا مش عايز أقولِك حاجة إنتِ اللِ بتسألي.

"تجاهلت برودُه ده وقُلت.."

- إنتَ المفرُوض تبقىٰ في سريرِك من ساعتين وبتشرَب حاجة دافية وتاخُد مُضاد حيوي!

=....

- طَب إنتَ مُدرِك إن إحنا الساعة 1 الصُبح!

= يااه إتأخرتِ أوي، روّحي علشان تلحقِي تنامِي بقىٰ.

"وكمِل جولتُه بِـالخيل عادي جدًا..بل وزوِّد سُرعة الفرسة! واللهِ هوٰ حُر بقىٰ أنا مش هَخاف عليه أكتر من نفسُه، أنا أصلًا مش خايفة عليه..ولا كُنت بفكر أكلِم طنط وأشتكيلهَا من ابنهَا؛ بس حسيت إنها حركة طفُوليّة أوي ولعب عيال، المُهم.. أنا هَمشي وهوٰ مع نفسُه بقىٰ.."

"ويدُوب لفيت ضَهري وإتحركت خطوتين..سمعت زي صُوت حاجة وقعت، الصُوت كان يخُض فَ بصيت لقيتُه فَـ...."

- فارس!!!

"قولتهَا بِـخَضة وجريت عليه بسُرعة.."

- إنتَ كويس..إيه اللِ حصل، في حاجة بتوجعَك..حاسِس بِـ إيه طيب؟

"كُنت بقول كده وأنا بساعدُه يقوم، بس قعد فَ قعدت جمبُه وأنا صُوت نَفسي عالي وبتنفس بِـسُرعة رهيبة.."

= مفيش حاجة.. أنا كويس.

- لأ إنتَ مش كويس، وقولتلَك إنك تعبان وباين عليك، كُنت عارفة إنك هَتبقىٰ مِصدَع ودايخ ومينفعش تركب خِيل في حالتَك دي و...

"شهقت لما لقيتُه بيشيل إيدُه من على راسُه وكانت مليانة.."

- دَم!! ده دَم..إنتَ إتعوّرت؟

= إهدِي يا لمـ...

- إسكُت..إسكُت وإوعىٰ كده ورينِي.

"مَدتلُوش فُرصة وجِبت راسُه نِحية الضُوء علشان أشُوف الجَرح.."

- ياني إنتَ بتنزِف كتير أوي..أعمل إيه، أعمل إيه!

= هَتوقفِي الدَم هَتعملي إيه يعني!

"زَعقت وقُلت.."

- إنتَ بارد كده ليه!!

= علشان إنتِ مِتعصبة ومتوترة وإيدِك بترعِش فَ مينفعش يبقىٰ أنا وإنتِ.

- صَح..صَح، طيب أنا عايزة أعمِل إيه دلوقتي؟ أوقف الدَم..أوقَفُه بِـ إيه أوقفُه بِـ إيه؟

"كُنت بَبُص حواليا وأنا بقول كده، وبعدين إفتكرت حاجة وقُلت.."

- بُن! بُن..أنا معايا بُن في شَنطتِي، فين شَنطتِي؟

"كانت بعيدة عنِي كام سَم، جِبتهَا بِـإيدي الشمال وأنا حاطه إيدي اليمين على الجرح، فَضيت كل اللِ فيها على الأرض وطلعت علبة البُن الصُغيرة وأنا بقول.."

- إفتحهَا بسرعة..

رواية عاد قلبي نابضا لصفا احمد بارت ٧

"حطيت شوية في إيدي اللِ بتترعش وحطيتهُم على الجرح.."

- فارس! الدَم مَبيُقفش..مِحتاجة تتخيّط، ياااربي!

"قولتهَا وعيُوني دمعِت بجد، ونبرة صُوتِي بان عَليهَا إني هَعيّط."

= لمار..لمار، خُدي نَفس وإهدي.

- يا فارس مفيش وَقت! الدَم بينـ...

= لمار إسمعينِي بس وخُدي نفس طويل وخَرجِيه بِراحة.

"بلعت ريقي بِـصعُوبة وعملت زي ما قالي وأنا دمُوعي هَتنزِل خلاص.."

= علشان الجرح يتخيّط محتاجة إيه؟

- إبرة وخيط و..ومُطهِر وقُطن علشان الجرح يتنضَف الأول.

= ودُول موجُودين جُوه؟

- أيوة.. بس مين اللِ هَيستخدمهُم ويخيط الجرح.

= إنتِ.

"رَديت بِـصَدمة.."

- أنا؟ أنا إيه! أنا مبعرفش.

= إنتِ مش دكتورة!

- أنا دكتورة بيطريّة مش بشرية!

"عايزة أقولكُوا إن الحوار ده كلُه تَم في 10 ثواني مثلًا من السُرعة اللِ كُنا بنتكلِم بيها.."

= مش مُهم..هَتعرفي بردو.

- لأ طبعًا، مُستحيل..أنا..أنا هَندّه على كرم، كرم..يا كرم!

"فِضلت أندّه كام دقيقة بس مفيش حَد بيرُد.."

= لمَار..

- طَب..أه هَكلِم عمُو ماجد أو الإسعاف، التليفون..فين التليفون؟

"كان جمب الشنطة جيبتُه بسرعة وأنا مش عارفة أخُد نفسي من الخُوف والتوتُر.."

- لأ لأ..مينفعش يفصِل دلوقتي بقىٰ، ياااربي أعمل إيه!!

= لمار إنتِ دكتورة وعارفة إن الدَم اللِ بينزل ده غلط، بسرعة مفيش قُدامنا وقت.

"قُلت وأنا بعيّط..

- يا فارس بس...

= يلا!!

-....

"زعق وقال.."

= لمار!

"بصيتلُه وقُلت بعد ما خَضنِي.."

- طيب الـ.الحاجة جُوه، أعمِل إيه!

= هَاتيهَا.

- مش هَسيبَك لوحدَك.

= يا لمار يلا بسرعة.

"عيطت وأنا بقولُه بِـعصبية.."

- مش هَسيبَك وأقوم!

"إتنهِد ولقيتُه بيحاوِل يُقف، وقفت بسرعة وساعدتُه وحطيت إيدُه على كتفِي، عارفة إنُه دايخ وجسمُه ضعيف دلوقتي..الدَم اللِ نزل مِنُه مش قُليل!"

- بُص إقعد..إقعد وحُط إيدَك على مكان الجرح كده لِحد ما أجيب القُطن.

"جِبت القُطن والمُطهِر والإبرة والخيط، ومش مُهم أبدًا إيه الرفُوف والأدوية اللِ وقعت وأنا بجيب الأشياء من تَوتُري ولَخبطتِي.."

- أعمل إيه بقىٰ!

"حطيت الحاجة جمبي وقعدت وَراه وأنا بقول كده.."

= لمار..فُوقي! نَضفِي الجرح يلا.

"كان هادي لكن بيزعق في نفس الوقت علشان يفوقنِي لإن أنا وعقلي قاعدين نسرح.."

- نَضفتُه..أعمل إيه تاني؟

= تبَطلِي عياط.

- يا فارس مش عارفة، إنتَ متعوّر والدَم بينزل ومفيش دكتُور وأنا مش هَعرف أعمِل حاجة..أنا خايفة!

"شَد إيدي مِسكهَا وقال.."

= إنتِ دكتورة وشاطرة وهَتخيّطِ الجرح دلوقتي.

- أنا...

"ضغط على إيد وقال.."

= أنا واثِق فيكِ، يلا شُوفِي شُغلِك.

"بَصيت لِـفُوق..يا أكسر خُوفِي يا أخسر فارِس، مَعنديش اختيارات ولا رفاهية الوقت، مش محتاجة تفكير..هَعمل أي حاجة مُقابِل إن الإحتمال التاني مَيتحققش!"

"حسيت إن إيدُه اللِ ماسكة إيدي بدأت ترخِي.."

- فارس..فارس خليكِ معايا، مَتغمضش عينَك.

"مفيش وقت كام دقيقة وهَيفقِد الوَعي، أنا مش ضامنة ولا عايزة أفكر في اللِ هَيحصل نتيجة لِـدَه، مسحت دموعي بسرعة..بصيت جمبي وقُلت.."

- فارس! مفيش بينج!!

"سكت كام ثانية وقال.."

= خَيطِي.

- صَعب..مش هَتستحمِل، أنا مش هَقدر، مش هَعرف أشوفَك بتتوجِع كده!

= بس هَتعرفي تشُوفينِي بَمُوت!!

"كإن الجُملة دي كانت بِـمثابة مشرُوب الطاقة لِيا ولِـعَقلِي، الكلام اللِ كان بيدُور في دماغي لما سمعتُه بِـودانِي..إترَعبت، فارس مش هَيحصلُه حاجة، أنا لازم أتصرَف!"

"وفي ثانية كُنت ماسكة الإبرة والخيط وبدأت، كان بيتوجِع.. أنا كُنت حاسه بِيه وبَرسم تعابير الآلم على وشي أكتر مِنُه، كُنت هَعيط واللهِ..بس مَينفعش، مش ده الوقت ولا الوَضع اللِ مُمكن أبقىٰ فِيه emotionally! "

"حسيت بِـشعُور مُعين، بصيت لقيت عينُه بتغمَض فعلًا.."

- فارس فارس..مين كسب في أخر ماتش بين الأهلي والزمالِك؟

"ثانيتين وقال.."

= مَحدش كِسب..إتعادلُوا.

- إنتَ زملكاوي صَح؟

"كُنت بحاوِل أشِد تركيزُه بِـ أي طريقة وأشتِت عقلُه.."

= لأ.

"السُؤال ده بقىٰ الأنثىٰ اللِ جوايا طغت عليا وسألتهولُه.."

- فارس..إنتَ وإنچي صُحاب ولا بتحبُوا بعض؟

= لأ..أنا بحبِّك إنتِ.

"كانت جُملة مُحمسة وكفيلة جدًا علشان تخلينِي أنهار مش أعيّط بس، لكن أخدت نفس قبل ما أدُوخ أنا وقُلت.."

- شَاش..مفيش شاش!

"جِبت المَقص وقطعت جُزء من الدريس بتاعِي، لفيتُه على راسُه بِـ اخر خلية قُوة عندِي."

"أول لما خلصت حَط راسُه على رجلي وهوٰ بيبُصلي، وأخيرًا جت اللحظة المُناسبة إني أرجع راسي لِـورا وأنا ساندة على الحيطة، وأتنهِد بِـضمير وأنا بطلِق لِـدمُوعِي الحُريّة.."

= لمار..

-....

"مِسك إيدي وهوٰ بيقول بِـهدُوء.."

= لمَـار.

"بصيتلُه وقُلت بِـعصبية وأنا بعيط.."

- أنا بكرهَك! إنتَ مُتهوِّر ومُستهتِر ومَبتاخُدش بالَك من نفسَك، بتسُوق بسرعة، بتركب الخيل من غير خُوذة، مَبتهتمِش بِـنفسَك..بتنسىٰ تاكُل وتنسىٰ تنام وتنسىٰ تلبِس تقيل، بتغامِر وتاخُد الخطوة من غير تفكير، إنتَ...

"سكتت ثانية لما شَدّ على إيدي بِـحنيّة وهوٰ بيحضُنِي بِـعينيه.."

- حرام عليك، بجد حرام عليك اللِ بتعملُه فِيّا ده، لسه من كام شَهر إيدك إتكسرِت وإتجبسِت، ودلوقتِ وقعت وإتعوّرت ودماغَك إتفتحِت..كفاية بقىٰ! لَو مش خايف على نفسَك خَاف عليا، أنا هَعمِل إيه من غيرِك..هَكمِل إزاي لو حَصلَك حاجة؟ رُد عَليا!

"قولتلُه كده وعيطت تاني، مِسك إيدي بِـإيديه الإتنين وقال.."

= أنا آسف، واللهِ آسف وحقِك علىٰ قلبي، آسف بجد.

"وقرب كَف إيدي مِنُه وطَبع بُوسه جُواه.."

"غمضت عيني وأنا ساندة جبيني على جبينُه ودمُوعي لسه بتنزِل.."

- بكرهَك، بكرهَك أوي بجد، بكرهَك ومَقدرش أعيش من غيرَك.

"همس بِـصُوت مليان حُب وقال.."

= وأنا بحبِك.


"بعد شوية وقت، سِمعنا صُوت فَ قال.."

فارس: لمار..في حَد برّا.

"قال كده وأنا ببصلُه وإيدي اليمين ماسكة إيدُه، وإيدي الشمال على شَعرُه.."

فارس: يا لمار!

لمار: أعمل إيه يعني؟

فارس: شُوفِي مين.

لمار: لا أنا هَقُوم وأسيبَك ولا إنتَ هَتتحرَك من مكانك، تمام؟ تمام.

"فَ إبتسَملي وأنا فِضلت أبصلُه بِـحُب هوٰ وإبتسامتُه الحِلوة، طَب والنبي حَد يقولي كُنت هَلاقي القمر ده فين تاني!"

كرم: بَـ..بشمُهندِس فارِس! إيه اللِ حصل؟

"قال كده بِـإستغراب وصَدمة وهوٰ معدي بِـالصُدفة، كإننا مش بقالنا 300 سَنة بنندّه عليه ونزعق وأصوّت!"

لمار: في خِلال خمس دقايق..تكُون كلِمت عمو ماجد، ورُوحت تجيبلُه عَصير.

فارس: بِـالتُفاح.

"مش هَرُد..وحياة ربنا ما هَرُد!"


"لِحد ما عمو يخلص تهزيق في كرم علشان سَاب المزرعة ومشي، وقفت وقولتلُه قبل ما يركَب العربية.."

- الفُستان كان أبيض! شُكرًا يا أستاذ فارس على دَم حضرتَك.

"فَ بَص عَليه وقال.."

= الفُستان كان لونُه إيه؟

- أبيض.

= عُقبال فُستان فَرحنا يا قمر!

"و..وغَمزلي!!"

- مش طَبيعي.. واللهِ ما طبيعي!

"ومشيت وسيبتُه وأنا بضحك."

_____________________

لمار: إنتَ عبيط؟

فارس: الناس الطبيعية بتتصل تقول صَباح الخِير، عامل إيه، وفي حالتِي دي بيقولُوا حمداللّٰه على سلامتَك..ألف سلامة ولا أي نيلة، مش اللِ بتقولِيه ده!

- دي الناس الطبيعية لما بيكلمُوا بني آدمين طبيعيين عاقلين، إنما بِـالنسبالِك فَ أنا هَتعامِل معاك زي ما بتعامِل مع الأطفال.

= إيه ده في إيه! إنتِ مالِك كده على الصُبح؟

- أنا اللِ مالي! أنا اللِ مَخدتِش العلاج علشان مَفطرتِش، وأنا بردو اللِ بلبِس علشان نازلة وقال إيه عندِي مشوار مُهم؟

"بَص حواليه وقال.."

= لمار..إنتِ حاطه الكاميرا فين؟

- أنا مَبهزرش!

= ولا أنا بهزر، إنتِ عرفتِ إزاي؟

- مصادرِي الخاصة، وإتفضل يلا زي الإنسان المُحترم الشاطر كده غيّر هدُومَك تاني وإقعد في سريرك إرتاح وخُد أدويتَك، مش هَتبقىٰ غلطان وتاعِبنا معاك كمان!

= لأ أنا نازِل عندِي مشوار مُهم.

"حطيت إيدي على وشي وأنا بحاول أسيطر على أعصابي علشان بيرجع يقولي إنتِ عصبية.."

- طيب يا فارس.. خليني معاك لِلآخر، إيه المشوار اللِ في غاية الأهمية ده علشان تنزل ترُوحُه وإنتَ تعبان؟

= إنتِ.

- يبـ..اا...أنا إزاي يعني!

= جاي أشوفِك.

- لأ ده إنتَ مجنون بجد مش هزار، أنا مش كُنت لسه معاك أول إمبارح يابني!

= أيوة ماهو كتير وإنتِ وَحشتيني.

"فِضلت مِتنحة وفاتحة بُؤقي كده.."

- إيه السلاسة والبساطة اللِ إنتَ بتقولهَا بيها دي!!

= عشان هي سَهلة فعلًا، وحشتيني وعايز أشوفِك فَ هَاجي أشوفِك..بس.

"حركت راسي بِـإستياء وأنا بحُط إيدي على وشي..بس المرة دي من الكسُوف والهبل مش من العصبية.."

= يلا إقفلِي عشان نازل ومفيش شَبكة تحت.

- فارس بس بقىٰ بجد! إنتَ لسه تعبان وأنا قولتلَك إنك لازم تاخُد بالَك من نفسَك.

= هَاجي أقابلِك وبعدين أروّح علطُول.

"لِعبت في الخاتِم اللِ في إيدي وأنا في إبتسامة طويلة عريضة مرسُومة على وشي.."

= إنتِ في العيادة ولا المزرعة؟

- لا ده ولا ده.

= في البيت؟ ماشي ساعة وإنزليلي.

- يابني بقىٰ!

= إيه!

"مش هَيقتنع، لو إتكلِمت من هِنا للصُبح بردو هَيعمل اللِ في دماغُه!"

- طيب خليك، أنا أصلًا كُنت هَعدي على سارة علشان نازلين مع بعض نجيب حاجات محتاجاهَا.

= ماشي يلا وهَاجي معاكُوا.

"نفخت وقُلت.."

- يا فارس بقىٰ! أنا تعبت بجد.

"فَ سكت كام ثانية وقال.."

= يعني أنا هَشوفِك دلوقتي ولا لأ؟

- قولتلَك هَعدي على سارة.

= طَب ما تقولي هاجي أشوفَك أنا وخلاص! إنتَ مبتعرفيش تطلعِي الكلام صَريح وواضِح أبدًا؟

"حطيت إيدي على بؤقي علشان مَيسمعش صُوت ضحكتِي، عارفة إنُه بقىٰ بيتضايق من الحوار ده مُؤخرًا، بيستَفِزُه بس مكنش بيقول.."

- طَب باي علشان أرُوح ألبِس.

= مفيش فايدة كُل ما تتزنَق تهرَب.

- بااااي.


لمار: إنتِ لسه مَلبستيش يا سارة!

سارة: عِدي من واحد لِـخمسة وهَتلاقيني خلصت وقدامِك.

لمار: ده إنتِ مَتلحقيش تختاري الإكساسوريز اللِ هَتلبسيهَا على الأوت فيت اللِ إنتِ لسه مخترتيهُوش!

سارة: أنا؟ لأ خالِص.

لمار: عارفة لولا طنط القمر اللِ داخلة علينا دي، كُنت قَتلتِك!

"قولتهَا وسَلِمت على طنط اللِ كانت جايه عليا بِـإبتسامة وهيٰ بتحضُنِي.."

كوثر: عاملة إيه يا حبيبتي؟

"رَديت بِـإبتسامة.."

لمار: الحمدللّٰه يا طنط واللهِ.

كوثر: بس إيه الحلاوة دي كُلهَا يا لمار!

"ضحكت وقولتلهَا.."

لمار: بعض ما عِندكُم.

"طنط دي سُكر..سُكر!"

كوثر: والعيادة بقىٰ شغالة فيهَا كويس وكده ولا المزرعة معطلاكِ؟

لمار: أه تمام، بحاوِل أنسَق بين الإتنين وأدي لِـكُـ...

"قاطِع كلامي دخُول سارة.."

لمار: إنتِ إيه اللِ رجعِك تاني، ومَلبستيش لسه ليه يا سارة؟ يا بنتي هَنتأخر!

سارة: ما أنا كُنت داخلة أهو..بس إفتكرت إن فارس عايزِك تغيريلُه علىٰ الجرح.

"بقيت مُجرد ما بسمع اسمُه قلبي يدُق، رَديت بِـتردُد.."

لمار: طـ..طيب هوٰ فين؟

سارة: مِستَنيكِ في الجنينة برّا.

كوثر: طَب ما تندهيلُه يجي هِنا!

"حطِت إيدهَا على شعرهَا وقالت.."

سارة: ها!

كوثر: قوليلُه إن لمار قاعدة جُوه خليه يدخُل.

سارة: لأ ماهو..ماهو الجو برّا حِلو، وبعدين لمار بتحِب الجناين، صَح؟

لمار: أيوة بس مـ...

سارة: شُوفتِ! أهي بتحبهَا أهي.

"مَدتنيش فُرصة أنطق وشَدتنِي من إيدي معاهَا لِلجنينة.."

لمار: براحة يا سارة، وبعدين إيه إصرارِك إني أجي هِـ...

فارس: ساعة عشان تيجُوا! ده أنا كان ناقص أنَبِت زي الزَرع ده.

"إتخضيت أول لما سمعت صُوتُه، لفيت لقيتُه واقِف ورايا فَ إتخضيت أكتر.."

سارة: إنتَ كمان مش عاجبَك! 

"وبصيتلنَا وقالت بِـقَرف.."

سارة: هَتدخلُونِي النار بِـسَببكُوا.

فارس: بتتكلِم كإنهَا كانت ضامنة أوي إنها داخلة الجنة يعني!

"وكمِل وقال.."

فارس: معلش هَبقىٰ أطلعِك حِج، يلا من هِنا بقىٰ.

سارة: طَب مش ماشية، أنا عايزة أقعد في الجنينة.

فارس: حبكِت دلوقتِ يعني؟

سارة: أه..مَزاجي بقىٰ.

فارس: طَب رُوحِي وأنا هَظبطِك بليل.

سارة: هَتجيبلي شوكولاتة؟

فارس: هَجيبلِك شوكولاتة.

سارة: اشطا، لو إحتاجتُوا حاجة إدُونِي رَنة.

فارس: مَاديّة حقيرة.

سارة: حبيبي تسلَم.

"قالت كده ومشيت فَ بصيتلُه وقُلت.."

لمار: أنا مش فاهمة حاجة، هو في إيه!

فارس: إيه القمر ده!

لمار: احم..هي..هي الـ..، اسمها إيه!

"رَد بِـإبتسامة وهوٰ لسه بيبصُلي.."

فارس: هي إيه؟

لمار: الـ..ا.العلبة.

"ركز في عيُوني أكتر وهوٰ بيقول.."

فارس: علبة إيه؟

"بِعدت عيني عن عينُه وقُلت.."

لمار: الإسعافات..أه علبة الإسعافات فين؟

فارس: هِناك أهي.

"وشاوِر عليها وهوٰ لسه بيبتسِم، فَ مشيت من قدامُه وجريت عليهَا، يخربيت عيُونُّه..بتعملي تَنويم مغناطِيسي."

- محتَاج عزُومة يعني؟ ما تتفضَل!

"كُنت بطلع الحاجة بِـتَوتُر، بصيتلُه لقيتُه واقِف يبُصلي فَ إتوترت أكتر، هوووف ياربي على اللِ أنا فِيه!"

"قعد قُدامي بِـالظبط فَ قولتلُه.."

- هو الجرح في وشَك ولا في راسَك؟

= إنتِ عايزاه فين!

"أنا عايزة أمشي.."

- ع.على فكرة سَارة هَتنزل وهَنمشِي علطُول.

= يعني أعمل إيه بردو؟

- لِف وإديني ضَهرك علشان نِخلَص!

= لازم؟

- لَو مش هَيضايقك.

= طَب ولو هَيضايقنِي؟

- يبقىٰ أحسن.

"ما إنتَ مَتتوقعش إني هَعرف أرُد ردُود كويسة بعد اللخبطة اللِ أنا فيهَا دي!"

= لما رُوحت المُستشفىٰ الدكتُور بيقولي هو اللِ عامِلَك الغُرز دي خَياط؟ فَ قولتلُه لِيه، قالي أصل عُودُه مِتفصَل تفصِيل.

"كان بيتكلِم وأنا بشيل الشَاش وبنضف الجرح، فَ ضحكت جامد وقولتلُه.."

- دي الغُرز؟

= ده إنتِ.

- هي الواقعة أثرِت عليك، في إيه يا فارس ما إنتَ كُنت مُؤدب! أنا ربيتَك على كده؟

= إمتىٰ ده، أنا مَتربِتش أصلًا.

- أصلًا! طَب إمسك ده.

"إديتلُه إزازة المُطهِر يمسكها راح ماسِك إيدي.."

- أيوة وبعدين يعني؟

=....

- إيدي لو لازماك في حاجة قولي.

= هي إيدِك بس!

"ضربتُه في ضَهرُه وقُلت.."

- في إيه بجد! واللهِ إنتَ فيك حاجة غلط.

"قعد يضحك وأنا كمِلت اللِ بعملُه وأنا هَتجنن بجد مش فاهمة شارِب إيه ده!!"

- يارب تكُون مبسُوط.

"قفلت علبة الإسعافات بعد ما خلصت وأنا بقولُه كده، فَ بصِلي وقال.."

= جدًا.

- واللهِ! الواقعة ودماغَك المفتُوحة عجبُوك يعني؟

= أيوة، ومُستعِد أقع كل يوم وأتعوّر لو ده السبب اللِ هَيخليكِ تعترفِي إنك بتحبينِي وتتخلي عن مُكابرتِك وعندِك.

- أنا إمتىٰ قولتلَك إني..إني بحبَك؟

= مقولتيهاش صريحة، بس عملتِ كل حاجة تدُل عليهَا.

- أنا معملتِش حاجة، وبعدين أصلًا أنا قُلت إنـ...

= لمار، أي كلام هَتقولِيه هيبقىٰ رغي في الفاضي ومَلُوش لازمة، وكل المُبررات والأعذار هَتبان حِجج فارغة..الموضُوع بقىٰ واضِح ومكشُوف، سواء إعترفتِ بِـدَه قدام نفسِك ولا معترفتيش فَ أنا كده كده عارِف وشَايف وحاسِس.

"لِلحظة حسيت إني شفافة قدامُه..إني مرئية وكل اللِ جُوايا ظاهرلُه، هو أنا مفقُوسَه أوي كده؟"

- أخبار إنچي إيه؟

"ما أنا كان لازم أغيّر الموضُوع.."

"فَ قعد يضحك ومَردِش عليا، هو اسمهَا بقىٰ نُكتَة؟"

- طَب مَي مش هَتيجِي تزُورَك طيب، ولا إنتَ مقولتلهَاش علشان خُوفهَا وقلقهَا ولهفتهَا عليك؟

= لأ ماهو كان في حد تاني بيعيط، وخايف وقلقان عليا، فَ مكنش ليها دُور المرة دي.

"هي الدُنيا بقت حَر كده ليه؟"

= قولتلِك مَتحاوليش، أي تصرُف هَتتصرفِيه تحت تأثير المُكابرة هيديكِ نتيجة عكسيّة وهَيكشفِك قدام نفسِك أكتر.

- سارة بترنّ، أنا..أنا ماشيّة.

"أخدِت تليفوني وشَنطتِي، وقبل ما أكمِل الخطوة التانية..أنا وقلبي وقفنا من لمستُه لِـ إيدي، بصيتلُه فَ قال.."

= إحنا لينا قاعدة مع بعض، هَنتكلِم فيها زي إتنين كُبار عاقلين وفاهمين، مش هَتكابرِي ومش هَتعندِي ومش هَتهربي..إحنا وصلنا لِلنُقطَة اللِ مينفعش فيها غير الصراحة والوضُوح، حتىٰ التلميح هيبقىٰ باهِت ومُمِل وقتهَا.

"إتنهِدت وقولتلُه.."

- أول لما أحِس إني جاهزة..هَكلمَك وأقولَك.

= هَستناكِ.

"لفيت وشِي عشان أمشي لقيتُه بيندّه تاني، بصيتلُه بِـإستفهَام فَ قالي.."

= مش هستنىٰ كتير على فكرة، أنا بقولِك أهو.

"إبتسمت وهَزيت راسي بِـالإيجاب، مشيت وقبل ما أوصل لِلباب لقيتُه بيندّه لِلمرة التالتة.."

- ده إنتَ فاضِي بقىٰ!

= لمار.

"رَديت بِـزَهق وقلة حيلة نتيجة للِ بيعملُه فِيا كُل ما بيقول اسمِي.."

- نعم.

= بَحبِك.

"هو أنا قولتلكُوا إني مش هَحِب أوي يعني؟"


"أصلُه مش بِـمزاجنا بجد يَا جماعة..دي حقيقة، مش هَقول أكتر من اللِ قالُه يوم ما إعترفلِي بِـحبُّه ليا، بس إحنا فعلًا ملناش سُلطان على قلُوبنا، القبُول والحُب دُول في إيد ربنا مش بتُوعنَا، عُمر ما كان جمال وحلاوة ولطافِة الأشخاص واللِ بيملكُوه من إمكانيات مادية ومُواصفات خيالية..سَبب لِـحبهُم وقبُولهُم، ولا حتىٰ مُتوسِط نسبة وسَامتهُم ولذاذِتهُم وإمكانياتهُم..سَبب لِـكُرههم ورَفضهُم، مش بِـالشَكل ولا بِـالفلُوس ولا بِـالعربيات، دقات القلُوب محدش بيفهمهَا، محدش يقدر يسيطر عليها ولا يوجههَا ولا يتحكِم فيها!


مُمكن يبقىٰ قدامي شَخص مواصفاتُه مش أفضل حاجة، إهتمامُه بِيا وحُبُه ليا مش واو ولا أعظم حاجة، إمكانياتُه ومُستواه مش أعلى حاجة..وبِـالرغم من كل ده مُمكن أحِبُه ومَشُوفِش غيرُه! ومُمكن يبقىٰ قدامي شخص تاني مواصفاتُه قمر وأي حد يتمناهَا، إمكانياتُه مُناسبة ومَنصِبُه حِلو وراقي، حبُه ليا واصِل لِـحدُود السما..بيهتَم ويسأل وعندُه إستعداد يتشقلِب علشاني..بس مُمكن مَحِبهُوش ومَشوفهُوش أصلًا، مش علشان أنا مُهزأة لكن علشان هو ده القلب والحُب..مش بِـإيدينا ومش بِـإختيارنا ومش بِـالمَنطِق ولا بِـالعَقل! "

_____________________

فارس: يا بنتي دي كانت لعبة.

"رَديت بِـإستغراب شَديد.."

لمار: يعني إيه؟

_______________________

- صَفـــا أحمَّـد |صُوفِــيّا.

#يُتبع...

  1. الفصل الثامن 

تعليقات

التنقل السريع