القائمة الرئيسية

الصفحات

التنمر، مقال للكاتبة صفا أحمد، تحت اشراف حملة واعي

التنمر، مقال للكاتبة صفا أحمد، تحت اشراف حملة واعي


التنمر

مقال للكاتبة صفا أحمد تحت اشراف حملة واعي للتوعية المجتمعية

 _إنتَ طخين كده ليه؟

_ سنانِك زي سنان الأرنب.

_دي طويلة زرافة.

_ده شبه الأقزام.

_ابعد عنُه علشان بياكُل بني أدمين ده.

_عندها أربع عيون.


المُجتمع بشكل عام أصبح يكتظ بالعادات السيئة والسلوكيات المُدمرة، ومن أشهر الظواهر دي ظاهرة التنمُر. خلينا الأول نقول إيه هوٰ التنمُر؟


التنمُر هو السلوك العدواني الذي يحدث بشكل مُتعمد ومتكرر، وهو أحد أشكال العُنف الذي يمارسه طفل أو مجموعة من الأطفال ضد طفل أخر.


التنمُر لا يقتصر على مفهوم أو شكل واحد، بل ليه أنواع كتيرة وكل نوع يمتلك تعريفُه الخاص، بس إيه هي أنواع التنمُر؟

انواع التنمر

1- تنمُر بدني(جسدي).

2- تنمُر لفظي.

4- تنمُر اجتماعي.

3- تنمُر الكتروني.

5- تنمُر نفسي.


إحنا مش بنقول إن في نوع أقل ضررًا من نوع، لكن في أشكال للتنمُر هي الأكثر شيوعًا والمُتعارف عليها في المُجتمع، زي التنمُر اللفظي.

وهو عبارة عن استخدام ألفاظ سيئة أو ألقاب يُطلقها المُتنمر على الضحية ويشبهها بِـالنِكات.


والنوع التاني وده بنشوفُه كتير أوي، ألا وهو التنمُر البدني.

وهِنا المُتنمر بيستخدم قواه الجسدية علشان ياخُد اللِ هوٰ عايزُه من الضحية.


أنا دلوقتي عرفت إيه هو التنمُر وأنواعُه، إزاي أعرف إن ابني أو بنتي بيتعرضوا للتنمُر؟


في علامات وإشارات واضحة وصريحة بتظهر على الطفل اللِ تعرض للتنمُر، وغالبًا اللِ بيلاحِظ العلامات دي هُما الأهل، المُدرسين، أو من تربطهُم صِلة قوية بالضحية، يعني مثلًا الطفل بيتحول لشخص عدواني وانطوائي بيحب الوحدة، تراجع مستواه العلمي بشكل كبير، التغيُر في تسلسُل النوم والأكل وسَد الشهية مُعظم الوقت، وجود كدمات وخدوش غير مُبررة في مناطق من الجسم، ومن الحالات الشائعة جدًا فقدان الأدوات الشخصية أو إتلافها، الترُدد المُستمر في استخدام الأجهزة الإلكترونية والتفاعُل على منصات التواصل الاجتماعي (وده في حالة التعرُض للتنمُر الالكتروني.)


طيب هو في فئة مُعينة هي الأكثر عُرضة للتنمُر؟


المُتنمر بيختار ضحيتُه بشكل دقيق، لكن التجارُب أظهرت إن الأطفال المُختلفين وذوي الاحتياجات الخاصة والمتفوقين والمُنطويين والمُسالمين والخجوليين والموهوبين بشكل استثنائي، هُم الأكثر تعرُضًا للتنمُر.


كُلنا متفقين إن التنمُر من أبشع السلوكيات اللِ ممكن أي شخص يمارسها، وإنه ليه آثر سلبي بالغ على نفسية الضحية، وإن أضرارُه مُخيفة بشكل يدعو إلى الفزع، وإنه شكل من أشكال القسوة والعُنف مفيش إنسان يتقبلُه، بس ليه المُجتمع مش بيتدخل؟ ليه الدايرة المُحيطة بالمُتنمر والضحية ساكتين؟ ليه الأطفال اللِ شايفين الواقعة مش بيساندوا الضحية؟ ليه مبيتدخلوش ويوقفوا التنمُر ده، والأهم..هل مُمكن يتأثروا والمشهد ده يسيب آثر سيء عليهُم؟!


جميع الدراسات أثبتت إن أفضل تدخُل لوَقف التنمُر يكون من الأطفال وليس المسؤولين، لكن بنسبة مش بسيطة من حالات التنمُر الأطفال مش بيتدخلوا وده بسبب اعتقادهُم..

1- إن طفل آخر هيتدخل، أو هيظهر مسؤول ويعاقب المُتنمر.

2- خوفهُم من التعرُض للأذى أو إنهم يصبحوا من الفئة المنبوذة الغير محبوبة.

والسبب التالت إنهم يكونوا من أصدقاء المُتنمر، أو عدم وجود علاقة تربط بينهم وبين الضحية.


عدد كبير من الأطفال دول بيضطروا يواجهوا مشاعر مضطربة متلخبطة مختلطة بعد مشاهدتهُم للحادث اللِ ترك عليهُم آثار مُختلفة، يعني في فئة منهُم بتحس بالذنب لعدم مُساعدتهُا للضحية، وفئة تانية بتواجه إحساس بالعجز لعدم قدرتهُا على فعل شيء (ودي بتبقى من أصعب وأقسى الحالات اللِ ممكن تسيب صدمة للطفل)، والنوع التالت بقى اللِ بيحس بالقلق والخوف من إن الدور يجي عليه في يوم من الأيام ويبقى مكان الضحية (وممكن يتغيب من المدرسة، أو يتجنب أي مكان بيتواجد فيه المُتنمر.)

المُتنمر

طيب الكُل حكم على المُتنمر وأعلن غضبُه عليه وعلى فعلُه، الكُل طالب بأشد العُقوبات تجاهُه، الكُل شاف المُتنمر من برّه، طيب محدش فكر يشوفُه من جُوه؟ محدش سأل هو بيعمل كده ليه؟ إيه الدافع اللِ وصلُه للمرحلة دي وإنه يبقى شخص مؤذي بالشكل ده؟ ليه المُتنمر بقى مُتنمر؟!


خلينا متفقين إن مفيش شخص بيتولد مُتنمر، ده سلوك إتعلمُه ومارسُه في ظروف معينة، ومن الممكن جدًا إنه يكون إتمارس عليه في فترة من فترات حياتُه، المُتنمر في النهاية هوٰ شخص عندُه اضطراب في قضية مُعينة أو نقص في صفات بيتمناها وبيحاول يعوضها، ومعلومة كمان..المُتنمر شخص ضعيف ومش قوي، أبدًا، الطفل اللِ بيستخدم قوتُه الجسدية علشان يوصل للِ هوٰ عايزُه ده دليل على خلل واضح في طاقتُه، المُتنمر اللِ بيحاول يجذب الإنتباه ويسلط الضوء عليه بأي وسيلة من الوسائل، ده دليل إنه شخص بيعاني من التجاهُل والإهمال وعدم التقدير، وسبق وقولت إن دافع المُتنمر للتنمُر هوٰ تعرضُه للتنمر من قَبل، فَ بقى مُعتقد إن التنمر طريق لتحقيق الرغبات، وممكن يكون الطفل المُتنمر مُفتقر لشعور الأمان النفسي والعاطفي، فَ بيظهر قسوة وعُنف علشان يخفي ضعفُه واحتياجُه.


المُتنمر هو ضحية قبل أن يكون مُعتدي، ضحية مُجتمع، ضحية تربية غير سليمة من أسرة مُفككة، أو حتى ضحية لجريمة تنمُر.


التنمُر كارثة بكُل ما تعنيه الكلمة، التنمُر أصبح مشكلة عالمية ودولية وليست مُجتمعية فقط، التنمُر يؤدي للانتحار والإكتئاب، مُتنمر واحد كفيل إنه يدمر أجيال كاملة في المُستقبل، لازم نوقف الظاهرة دي ويبقى في حل، لازم الدولة والمُنظمات العالمية تتدخل بشكل أو بآخر للقضاء على التنمُر قبل أن يقضي علينا.


ــ صَفـــا أحمَّـد |صُوفِــيّا

 حملة واعي للتوعية المجتمعية_


تعليقات

التنقل السريع