![]() |
رواية عاد قلبي نابضًا بقلم الكتابة صفا أحمد البارت الثاني
لمار: مش مَعقُول! إنتَ جايب أصيل معاك في شَرم كمان؟
"حسيتُه إتفاجيء أول لما شافنِي، بس تعابِير وشُه خدِت وَضع التنمُر كالعادة وقال.."
فارس: دكتورة عَصير بِـنفسهَا هِنا؟
"مش هَتعصب..مش هَتنرفز! قعدت على مكان قُريب مِنهُم وقُلت.."
لمار: بصراحة مش عارفة إيه الأغرب..وجُود فَرس علىٰ الشَط، ولا وجُودِي؟
"إبتسَم وقال وهوٰ بيشاوِر حواليه.."
فارس: زي ما إنتِ شايفة..الشَط ده مَبيزُورهُوش ناس أو سُيّاح؛ خصوصًا في الوقت ده، ولَو قصدِك علىٰ أصيل..فَ الخيُول كانت بتُستخدَم زمان في الزراعة، يعني بيتعرضُوا لِلمَيه والرَمل والتُربة عادي.
"سكتت فَ هوٰ سِكت! لكِن معدَاش غير وقت بسيط لما لقيتُه بيسألنِي كإنُه إفتكّر.."
فارس: بس إنتِ مش قولتِ إنك مش جايّه؟
لمار: مِضايقاك! أقوم أمشي يعني؟
فارس: وأنا قولتلِك حاجة! أنا بسأل.
"بَصيت لِلسما والسحاب وبعدين بصيتلُه وقُلت.."
لمار: ماما كانت عايزاني معاهَا عند قرايبنَا..وأنا مكُنتش عايزة أرُوح، فَ ملقِتش مَفر تاني أهرَب لِيه غير الحِجة دي وإني أجِي هِنا.
فارس: وإنتِ مكُنتيش عايزة ترُوحِي ليه؟
لمار: علشان...إيه ده وإنتَ مالَك أصلًا؟
"بَصِلي وقال.."
فارس: صَدقتينِي لما قولتلِك إن عندِك إنفصام في الشَخصية!
"بصيت النِحية التانية ومَردِتش عليه.."
"لما مَتكلِمش..بصيتلُه بِـطَرف عيني لقيتُه بيعمِل نفس الحاجة اللِ بيعملهَا من وقت ما جيت واللِ مش فاهمة هي إيه! فَ سألتُه بِـتلقائية.."
لمار: هو إنتَ بتعمِل إيه؟
فارس: أنا بَقُـ...إنتِ مالِك!
لمار: ا..إنتَ بتقلدنِي ليه؟
"وعلشان إتضايقت أوي مكُنتش هَستنىٰ ردُه وهَقوم أمشي، قبل ما يقول.."
فارس: دي مش حاجة حِلوة علشان أقلدِك فيهَا، أنا بس كُنت بَخليكِ تجربِ الإحساس اللِ بتحَسسِيه لِـ أي حَد بيحاوِل يكلمِك وإنتِ بتقفلِيه منِك بِـردُودِك الدَبش المُستفزة.
"إتصدمت وقولتلُه.."
لمار: أنا ردُودِي دَبش ومُستفزة؟
فارس: أيوة، ومُتسرعة وعَصبيّة.
لمار: طَب علىٰ فِكرة بقىٰ إنتَ الـ...
"سكتت لما أخدت بالي إني مِتعصبة فعلًا، ومادام مِتعصبة يبقىٰ هرُد من غير ما أفكر، ومادام ردُود من غِير تفكير يبقىٰ ردُود غَبية ودَبش، ولَو عملت كُل اللِ فات ده يبقىٰ بأكِد علىٰ كلامُه وبَطلعُه صَح ومعاه حَق! "
"فِضلت ساكتَة خمس دقايق وهوٰ كمان مَتكلِمش، لِـحَد ما نطقت أنا _ معرفش ليه _ وجاوبتُه علىٰ السُؤال اللِ سألهُولي فوق.."
لمار: مرُوحتِش علشان مبنعرفش نفهَم بعض..مفيش بينّا لُغة حوار ولا وِجهات نَظر مُتشابهة في مواضِيع مُشتركة نقدر نتناقِش فيها، كمان أنا مش ببقىٰ مِرتاحة هِناك ولا بعرف أقعد مع نفسي ولوحدِي كتير، ولازم أقضي معاهُم وَقت طويل ومُمِل أوي.. وأنا مش بحِب الناس والتجمُعات!
"كان بيسمَعنِي..كان باين عليه الإهتمام، بس لما مَظهرش مِنُه أي علامَات إستفهَام قولتلُه.."
لمار: إنتَ مسألتنيش عَن السَبب ليه؟
فارس: علشان هَترُدي وتقوليلي إنتَ مالَك أو مَلكش دعوة، أو أي حاجة من الرُدود والأفعال الغريبة اللِ بتهِب عليكِ فجأة.
"هوٰ ليه شَايفنِي كده بجد؟ قررت إني مش هَسألُه تاني ولا هَكلمُه في الحوار ده..فَ غيّرت الموضوع وقُلت.."
لمار: هي سارة لِسه مَجتش ليه؟ قالتلِي رُوحِي وأنا هَاجِي وراكِ..كان المفرُوض تكُون هِنا من زمان!
"رَد من غير ما يبُصلي.."
فارس: زمانهَا جايّه.
"فِضل يلعَب في حوافِر أصيل ويكمِل الحاجة اللِ مَرضاش يقولي عليهَا، وأنا كُنت براقِب المُوج والسما..بس زهقت! معرفش ليه؟ أنا مش من طبيعتِي أزهَق من الأجواء الهَادية دي، بس في حاجة في دماغي مش عايزة تهدَىٰ!"
لمار: طَب..طيب إسأل ومش هَرُد عليك ردُود مُستفزة أو باردة.
"أنا عيّلة وبَرجع في قراراتِي عادي."
فارس: مش ضَامنِك.
لمار: لأ واللهِ مش هَقولَك كده!
"فَ بصِلي بِـنُص عِين كده وقال.."
فارس: لأ بردو.
لمار: أنا حِلفت بجد!
"كام ثانية وسَاب الأدوات اللِ في إيدُه، وبَصِلي وهوٰ بيقول.."
فارس: طيب..ليه مش بتحِبِ الناس وبتبعدِي عنهُم؟
"معرفش ليه حَسيت إني هَعيط، فَ إتنهِدت وقولتلُه بِـتردُد.."
لمار: علشان..علشان النَّاس مُؤذيّة.
فارس: زي الخِيل؟
"في مَرة قولتلُه إني بخَاف من الخِيل ومش بحبهُم علشان بيئذُوا.."
لمار: زي الخِيل.
فارس: إتأذيتِ منهُم قبل كده؟
"هَزيت راسي بِـمعنىٰ أه، وقُلت.."
لمار: زمان..وأنا في رحلة لِلأهرامات كان في حُصان هِناك ودي كانت أول مرة أشوفُه على الطبيعة ومن قُريب، فَ قربت مِنُه وحبيت أأكلُه زي صَاحبُه، بس قبل ما ألحق أعمِلُه أي حاجة كان هَيعوّرني واللِ حواليا هُما اللِ لحقُوني وشَدُونِي.
فارس: عشان كده كُنتِ مِتوترة وخايفة مِنهُم!
"هَزيت راسي بِـمعنىٰ أه لِلمرة التانية، وقبل ما ينطَق سبقتُه وإتكلِمت.."
لمار: وإوعىٰ تعمِل زيهُم وتقولي إن مش كُل الناس زي بعضهَا، علشان هرُد عليك بِـنمطقَك وأقولَك إن كل الخيُول زي بعضهَا، زيها زي الناس بِـالظبط..مُؤذيين.
فارس: مش هَدخُل معاكِ جدال في جُزئية كل الخيول زي بعضهَا دي..علشان مش موضُوعنا، بس أول لما تكتشفِي إن الخيُول مش مُؤذية هَتعرفي إن مش كل الناس زي بعضهَا، وإنُه مينفعش ومَفيش قاعدة واحدة تتعَمِم على البشر كلهُم.
"وبَص لِـ أصيل وهو بيقولي.."
فارس: جربتِ تأكلي خِيل تاني؟
لمار: لأ، وعُمري ما هَعملها.
فارس: علشان خايفة.
لمار: مش كده..علشان الغبي هو اللِ يتئذِي من حاجة ويكرر يعمِل نفس الحاجة فَ يرُوحلهَا بِـرجليه تاني.
فارس: والشُجاع والقوي هو اللِ مَبيخليش مخاوفُه تهزمُه وتتغلِب عَليه.
"مَردتش..مكنش عَندي رَد! "
فارس: تعالي جَربِ.
"مَدلي إيدُه بِـجَزرة وهوٰ واقف قدام أصيل وبيقول كده.."
"معرفش جِبت الشجاعة دي منين وقومت وقفت وأنا بتحرك تجاههُم بِـخطوات بطيئة، ولما بقىٰ بيني وبينُه 3 خطوَات بس..وقفت مكانِي لا أحرك ساكِنًا."
فارس: تعالي مَتخافيش..أنا مَعاكِ.
"بصيتلُه..إتطمنت وكُنت هَرُوح، قبل ما عيني تُقع على أصيل وأفتكر شَكل الحُصان زمان وضربات قلبِي تزيد وأتوتر."
"رجعت كام خَطوة لِـوَرا ورَديت بِـتوتُر.."
لمار: أنا..أنا هَرُوح أشُوف سارة إتأخرت ليه!
"قُلتهَا وجريت حرفيًا، مش جبانة بس..بس..أنا بعيّط ليه؟"
_____________________
رواية عاد قلبي نابضًا للكاتبة صفا أحمد بارت ٢
"بعد ما روّحنا فِضلت قاعدة كام يوم في أوضتي مبخرُجش منهَا، مش فهمانِي بس حاسة إني فِيا شيء غريب!
الكُتب كانت وَنيس عُزلتِي، قرأت كتير أوي، لما ببقىٰ مش عارفة بقرأ، ولما ببقىٰ مش فاهمة بقرأ، ولما ببقىٰ تايهة في موضوع ما بقرأ، القراءة بِـالنسبالي زي المنارة لِإرشاد السُفن في البحر..لكن الإختلاف إنها بترشِد العقُول، وتبدد ظلام الجَهل بِـنُور المعرفة.
"قرأت عَن الخُوف من الماضي، والـ insecuritie أو حالة عدم الأمان عامةً، قرأت عَن أسبابُه وأشكالُه وصُوّرُه، وقد إيه بيأثر بِـشَكل كبير جدًا في حاضِرنا ومُستقبلنا..وبِـالتالي بيأثر علىٰ قراراتنا وإختياراتنا لو مِقدرناش نتخطاه ونتعالِج مِنُه.!"
لكِن مَكملتِش..إعتبرُوني زهقت أو مَفهمتش الكلام العلمِي ده! أو خَليني صريحة وواضحة معاكُوا وأعترِف إني مَقدرتِش ومَستحملتِش، مَستحملتِش إيه؟ المُواجهة والكشف، عارفين لما تحسُوا إنكُوا واقفين قدام مرايه؟ ده كان نفس شعُوري وأنا بقرأ الكلام وبسمع الفيديوهات، بِـالظبط كإن شخص دخل جُوه أعمق نُقطة جُواك _ اللِ مفيش حد قدر يوصلها، حتىٰ إنتَ _ وبدأ يكشفلَك كُل الأسرار والحقايق المدفُونة اللِ بتهرب مِنهَا كل شوية وخايف تواجِه نفسَك بيهَا، فَ بقيت حاسِس إنك مكشُوف وواضِح، وشَفاف أوي زي المَيه.
"كُلنا بنخَاف _ مش شَرط من الماضي أو المُستقبل، أو حتى مِن أشياء مادية وأشخاص _ كُلنا جُوانا حاجات بنهرَب مِنهَا، كُلنا عندنا عُقدة أو على الأقل عدم تقبُل لِـشيء مَرينا بِيه، مفيش حَد مُتوازن وسَليم وسَوي بِـنسبة 100%، وفي النهاية جميع البشَر مرضىٰ نفسيين بِـدرجات مُتفاوتة."
____________________
فارس: بتدوّري علىٰ مين؟
"صَوتت وحَطيت إيدي علىٰ قلبي، ولفيتلُه وأنا بقول.."
لمار: حَد يخُض حَد كده!!
"كان راكِب أصيل وواقِف ورايا، واللهِ أنا بشفِق علىٰ أصيل ده!"
فارس: ما إنتِ اللِ داخلة بتتسَحبِ.
لمار: وأنا هَتسحَب وأنا داخلة العنبر ليه؟
فارس: معرفش! يمكِن تكُوني طمعتِ في حاجة من عند أصيل.
لمار: لأ وهي حاجات أصيل فيهَا الطمع فعلًا..معاك حق، تحِس كده إن بالات القَش مُميزة ولُونهَا مُغري.
"وكمِلت بِـجدية.."
لمار: فاضِي شوية؟
فارس: نشرب قهوة!
لمار: ده إنتَ شكلَك دمَك خفيف النهاردة.
فارس: طَب ما إنتِ شَكلِك رخمة زي كل يُوم..عادي.
لمار: بعض ما عِندكُم.
"وإبتسمت بِـسماجة ومشيت.."
فارس: طَب إستني طيب كُنتِ عايزة إيه؟
"لفيتلُه وأنا واقفة مكاني وقُلت.."
لمار: كرم مش موجُود..مش عارفة هوٰ فين!
فارس: وأنتِ جايه علشان أدورلِك عَليه يعني؟
لمار: لأ..بس في فَرسة تعبانة.
فارس: ما ترُوحي تكشفِي عليهَا.
لمار: بجد! وجيبتها لوحدَك دي ولا حَد ساعدَك فيها؟
"وكمِلت بِـعصبية بسيطة.."
لمار: أكيد مش جايه أخُد إذنَك ولا مِستنيّاك تقولي يعني!
فارس: أومال واقفة ليه؟ فين المُشكلة!
"رَديت وأنا بفرُك في إيدي.."
لمار: ماهو كرم هوٰ اللِ بيهديهَا..وهوٰ مش موجُود دلوقتي، فَ أنا مش عارفة أتعامِل معاها ولا أقرب منها حتىٰ.
فارس: اهاا..قولي كده.
"بَصيت لِلسقف ومَردِتش.."
فارس: وأنا مطلُوب منِي دلوقتي إني أجي أساعدِك علشان بتخَافي منهُم.
"رَديت بِـهَمس.."
لمار: لِلأسف الشَديد، مفيش قدامي أوبشن تاني!
فارس: قولتِ حاجة؟
لمار: أه..أه بقول ده لَو مَيضايقكش طبعًا.
فارس: ده إيه الذُوق واللطافة اللِ ظهرُوا فجأة دُول؟
لمار: قصدَك إن أنا بِجحة يعني!
فارس: أنا مَقولتِش حاجة.
"بصيتلُه وقُلت كإني لسه واخدة بالي.."
لمار: إنتَ مش لابِس خُوذة ليه؟
فارس: مش محتاجهَا عادي.
لمار: ده غَلط وخَطر جدًا.
فارس: بردو عادي.
لمار: إنتَ حُر..بس لما تُقع ودماغَك تتفتح مَتبقاش تزعَل.
فارس: يابنتي إتكلمِي عِدل بقىٰ!
لمار: أنا قُلت حاجة!
فارس: وفي الأخر تقول أنا اللِ بقلدهَا.
"قال كده ونزل من على أصيل يدخَلُه الإسطبل، وأنا سَبقتُه على عنبر الفرسة المريضة.."
"بعد ما فَحصتهَا، بصيتلُه وأنا بقول بِـإبتسامة.."
لمار: دي حامِل!
"فَ ضحك كده كإنها مراتُه مثلًا وأنا بطمِنُه عليها، وقال بِـصُوت عالي وهو بيبُص على عنبر أصيل.."
فارس: مبروك يا عَم..هَتبقىٰ أب!
"قلعت الجلافز وخَرجتلُه أسألُه.."
لمار: هو مش أنا سألتَك قبل كده..وإنتَ قولتلي إن أصيل مِتجوز الفرسة اللِ في عنبر 13؟
فارس: أيوة.
لمار: أيوه!! وإنتَ سايبُه يخُونهَا مع وَاحدة تانية؟
"ضحك جامد وقال.."
فارس: واحدة!! إنتِ دكتورة إزاي يا بنتي؟
لمار: بطَل تنمُر بقىٰ ورُد! مش كفاية معرفتِش ترَبِي.
فارس: إنتَ بتتكلمِي بجد؟
لمار: فين الهِزار في اللِ أنا قولتُه؟
فارس: فين العِلم في اللِ إنتِ قولتيه؟
لمار: يعني إيه!
فارس: يعني الفرس وهوٰ عندُه سَنة واحدة بس يقدر يتجوز 10.
"شهقت ومَنطقتِش، فَ حبّ يصدمنِي أكتر.."
فارس: ولَو عدىٰ الـ3 سنين..زي أصيل كده، يقدر يتجوز فوق الـ30 فَرسة.
"كُنت هَقُول كلمة عِيب بس مسكت نفسي.."
لمار: هو في إيييه!!
فارس: ده عادي.
لمار: إيه ده اللِ عادي؟ هو علشان عندُه 5 قلُوب يعمِل في بنات النَـ...قصدي يعمِل في الفرسات كده!
"قُلتهَا ورُوحت قعدت على بداية سِلم الإسطبل بِـعصبية.."
فارس: الحمدللّٰه سمعت منِك معلومة تثبِت إنك درستِ طِب قبل ما أمُوت.
"قال كده وهو بيقعد جمبي، بصيتلُه وأنا لسه مِتعصبة من أثر اللِ سمعتُه.."
لمار: وأنا هَلُوم الحيوان ليه؟ إذا كان الإنسان اللِ عندُه قلب واحِد بَنات الكُرة الأرضية مش مِكفيّاه!
"ضحك وقال.."
فارس: مش كلهُم ياستي.
لمار: بس بقىٰ بلاش قرف! ده حتىٰ الحيوان اللِ بيتقال عليه رمز الوَفاء..طِلع خاين!
فارس: إنتِ مِتعصبة كده ليه؟
"رَديت بِـنبرة صُوت عالية.."
لمار: علشان الموضوع يعصَب، 30!! تخيّل إن في واحدة جُوزهَا بيخُونهَا مع 30 وَاحدة؟ اللِ هو يا نهَار أبيض بجد! هَتغييـر من مين ولا مين؟ ولا تغييـر ليه أصلًا..ده ميستحقِش تحرق نفسهَا وتغييـر عَليه!
"هو قاعد يضحك بس..طَب واللهِ مُستفِز هوٰ كمان!!"
لمار: لأ وقال إيه عايزينِّي أتجوز! لما الحيوانات الوَفيّة بتخُون..أومال البني آدمين هَيعملُوا إيه؟
= وإنتِ مش عايزة تتجوزِي علشان كده؟
- لأ علشان أنا إسترونج أندبندد وومن.
= بلا إسترونج بلا نيلة إقعدي ساكتة!
"بصيتلُه وقُلت.."
- مالَك!
= أه واللهِ..إنتِ عاملة فيها قوية وجامدة وبتاع وأنتِ من جُوه هَشّه أصلًا.
- إيه هَشّة دي، إنتَ شَايفنِي كيكة قُدامَك؟
= دي الحقيقة.
- وعرفت منين، دخلت جُوايا؟
= مش مِحتاج..أبسط حاجة تدُل علىٰ القوي إنُه بيتغلِب على مخاوفُه، وأنتِ بتخَافي تأكلي الخِيل لِحد النهاردة، وحتىٰ مش عايزة تجربِ.
"بصيتلُه وقُلت وأنا باخدُه على قد عَقلُه.."
- إنتَ صَح.
= أهو شُوفتِ..وسَلبيّة كمان.
- دي مش سلبية، بس أنا بقيت بتجنب أي نقاش أو جِدال مش هَيفيدنِي في سبيل راحة بالي وسلامي النفسِي.
= وطلعتِ أنانية كمان!
"قولتلُه بِـعصبية.."
- مَسمهَاش أنانية! وحتىٰ لو أنانية..عادي، معنديش مُشكلة إني أبقىٰ أنانية في حُب نفسِي.
= مفيش حَد بيحِب نفسُه بيكرّه الناس واللِ حوالِيه.
- أنا مَبكرهش غير اللِ بيئذينِي!
= مش مُبرر..الحُب والكُره مبيجتمعُوش في قلب واحد.
"سكتت 3 ثواني وبصيت قدامي وأنا بقول.."
- إنتَ متعرفش أنا مَريت بِـ إيه ولا شُوفت إيه! بطل تحكُم وإنتَ بتتفرج مِن بعيد.
= أنا مَبحكُمش علىٰ حَد!
"رَديت بِـعصبية مش هوٰ سَببهَا.."
- إنتَ مَبتعملش حاجة غير إنك بتحكُم على اللِ حواليك.
= وإنتِ مَبتعمليش حاجة غير إنِك علطُول مِتعصبة وببتعصَّبِ علىٰ حاجات تافهة.
- مش يمكِن إنتَ اللِ بَارد!
= طَب تمام..إعتبرنا إن أنا بارد وأنتِ عصبية، مين المَضرُور فِينا؟
"عارفة إن العصبية غلط وخَطر ومش حاجة حِلوة، وعارفة إني بقيت عصبية أوڤر وبتعصّب على أي حاجة وكل حاجة، بس صدقُوني مش بِـإيدي!"
- أنا مكُنتش كده..إنتَ مشُوفتنيش زمان، وتاني هَقولَك إنتَ مَتعرفش أنا مَريت بِـ إيه!
= مَريتِ بِـاللِ مَريتِ بِيه وإيه يعني!
"بَصيتلُه بِـإستغراب أو صَدمة مش عارفة، فَ كمِل.."
= حاجة حَصلِت في الماضي وإنتهت، ليه مِعلقة أي تصرُف بيخرُج منِك دلوقتِ على شماعة زمان؟ الكُل بيمُّر بِـفترات وحشة، الكُل بيمُّر بِـتجارب سيئة ويقابِل ناس مُؤذيّة، الكُل بيضعف وبيبهَت وبيُقع..بس بيقوم تاني، مَبيفضلش حابِس نفسُه في خَانة الذِكريات والوَجع!
- علشان مش كُل الناس عندها نفس القُدرة على التخطي، ولا كل الناس إتوَجعُوا نفس الوَجع!
= وكل حاجة بتاخُد وقتهَا وترُوح، الوجع بياخُد وَقتُه ويقِل، الحُزن بياخُد وَقتُه ويعدِي، لكن طول ما إنتِ مُتمسِكة بِيه وبِتحسِني ضيافتُه..هَيمشي ليه؟
- مفيش حَد بيتمسِك بِـالوجع، مفيش حَد بيحِب يعيش في الضَلمة والحُزن.
= إنتِ بتعملي كده!
"رَديت بِـصُوت عالي وأنا حاسه إني هَعيط.."
- إنتَ بردو بتصدِر أحكام! بردو بتحكُم من غير ما تشُوف الصُورة كاملة، ومن غير ما تعرف حجم الوجع والخُذلان والسَبب الرئيسي في الحُزن ده.
= ناس كتير إتوجعُوا وإتخَذلُوا وإتخانُوا وكمِلوا، علشان هُما إختاروا يكمِلُّوا وميوقفُوش حياتهُم، علشان عايزين يكمِلُّوا.
- ده كلام تنميّة بشرية وعلى ورق..مش واقعِي.
= عايزة من الواقع، عايزة من الدايرة اللِ حواليكِ ومن أقرب الناس المُحيطة بيكِ كمان؟ أجيبلِك..عندِك مثلًا سارة أختِي، مش صاحبتِك من زمان باين؟
"بَصيتلُه من غير ما أرُد وأنا مش متوقعة أبدًا إنُه يكُون قَصدُه على الموضوع اللِ جه في دماغِي.."
= إتخانِت وإتغدَر بيها من أكتر إتنين كانُّوا قُريبين ليها وكانت بتحبهُم أكتر من نفسهَا، دخلِت في إكتئاب وراحت لِـدكتور نفسي وسابِتلهُم البلد كُلها وسافِرت، كانت فاقدة الأمل في الحياة وبتفكر تنتحِر.. وأعتقد إنك شَاهدة على ده بِـنفسِك.
"هزيت راسي بِـالإيجاب وأنا شريط الذكريات بيتعرض قدامي مع صوتُه.."
= بعدِت عن كل حاجة وإتغيرت وقفلت على نفسهَا بردو، بس وبعدين؟ مين اللِ بتحِب وإتجوزت وفرحهَا كمان كام شهر دي، مين هَتبنِي بيت وعيلة وتخلِف أطفال تديهُم حُب وإهتمام وتنوّر حياتهُم؟ مش هيٰ نفسهَا اللِ كانت بتقفل كل الأنوار والشبابيك علشان مش عايزة تشُوف حَد!
"كلامُه فكرنِي بِـحاجات كُنت فاكرة إني نسيتهَا من زمان..أنا وسارة وبِنت كمان كُنا شِلة مَبنسيبش بعض وبنعمِل كل حاجة سوا، مكنش في بينّا أسرار ولا تفصيلة واحدة متعرفهَاش عن التانية، وسارة أيام ثانوي كده كانت بتحِب وَلد ومِتفقين إنُه يتقدِملهَا بعد 3 ثانوي والحوارات اللِ إنتوا عارفينهَا دي، وفعلًا الولد طِلع راجل وكان قد كلامُه ووفىٰ بِـوعدُه وإتقدم بعد نتيجة تالتة ثانوي..بس لِـصاحبتنا مش لِـسَارة !!
متسألُونيش إزاي..إحنا لِـحَد النهاردة منعرفش إيه اللِ حصل بجد، ولا مين اللِ ضحك على التاني، ولا مين اللِ باع سارة الأول؟ في الأخر الإتنين خاينين والطيُور علىٰ أشكالهَا تقع، وربنا يوفقهُم بقىٰ في اللِ هَيلبسُوا فِيه..المُهم إن سارة تعبت جدًا بِـسبب الموضوع ده، وده كان سبب من أحد الأسباب إنها تبعِد وتسافِر روسيا وتكمِل دراسِتهَا هِناك."
= إنتِ سمعانِي؟
"فوقت وهو بيحرك صوابعُه قدام وشِي.."
- ها؟
= ها إيه! إنتِ رُوحتِ فين؟
- إنتَ عرفت الموضوع ده منين؟
= سارة هيٰ اللِ قالتلِي.
- إزاي!
= مش مُهم دلوقتي..خلينا في اللِ كُنا بنقولُه.
- أه..هو إحنا كُنا بنقول إيه؟
= أصلًا!
"إتنهِد وقال.."
= تفتكرِي هيٰ وصلِت للِ هيٰ فِيه النهاردة ليه؟ علشان مفيش حاجة بتفضل على حالهَا، لا الحُزن بيدُوم، ولا السعادة بتدُوم، ولا الوجع والألم بيدُوم.
- بس الخُوف بيدُوم!
= للِ مَبيحاربُوش، للِ مَبيخرُجش مِنُه.
"رَديت بِـتنهيدة.."
- جايز يرُوح لما نتخطىٰ العِلاقة اللِ نتج عنهَا، أو على الأقل أطرافهَا.
= وإنتِ هَتفضلي تتخطي طُول العُمر؟
"رَديت بِـغضب.."
- المُهم إني بتخطىٰ!
= المُصيبة إنك مَبتتخطيش..إنك مَبتعمليش حاجة، واقفة عند اليُوم اللِ إتجرحتِ فِيه ومش عايزة تتحركِ!
- مش يمكِن كُنت مِستنيّه حَد يجي يشدِنِي وياخُدني، يساعدنِي؟
= يبقىٰ هَتفضلي هِناك لِـباقي حياتِك، وخليكِ واقفة لِحد ما رجلِك توجعِك وتُقعي..وبردو هَتبقي مِستنيه نفس الحَد يجي يشدِّك ويساعدِك، خليكِ مِستنيّه بقىٰ.
- أنا ماشيّة!
"قولتها ووقفت وأنا بتحرك بسرعة، سمعتُه وهوٰ بيقول بِـصُوت عالي.."
= كالعادة بِتهرَبِ، إهربِ وإحبسي نفسِك في أوضتِك شَهر.
"قولتلُه وأنا مكمِلة طريقي من غير ما أبصلُه.."
- أيوة..ومش جاية هِنا تاني أصلًا.
= ده المتوقَع..علشان بتخَافِي.
- أنا مش خايفة!
= لأ خايفة، خايفة وضَعيفة.
"مَردتش عليه، كل اللِ في دماغي إني أبعِد وأمشي من هِنا بِـأي طريقة.."
"كمِل وقال قبل ما أختفي تمامًا من قدامُه.."
= حاولِي تواجهِي نفسِك ولَو مَرة، حاولي تعترفي إنك مش قوية..وانك إتوجعتِ وإتكسرتِ عادي، علشان تعرفي تبقي أحسن بعد كده!
---------------------------
روايه عاد قلبي نابضا لصفا احمد بارت ٢
"معرفش ليه كلامُه أثر فِيّا وحرك شيء جُوايا، معرفش إشمعنا هوٰ بِـالذات؟ بس بَصدق في إن ربنا بيحُط ناس في طريقنا لِـ أسباب مُعينة..مُمكن نعرفهَا ومُمكن لأ! "
"فِضلت إسبوع في البيت، بس واللهِ مكنش قصدي أختفي أو أهرب زي كُل مرة، المرة دي مُختلفة! العُزلة كانت غِير، حطيت كلامُه وإستنتاجاتُه عنِّي قدام عينيا، حاولت أكذِبهَا وأطلعُه مش فاهم حاجة وغلطان في حُكمُه وتخميناتُه، بس لقيتنِي بكذِب نفسي وبَصدقُه، مش مُتفقة معاه هوٰ كَـ شخص..لكن مُقتنعة بِـتحليلاتُه وكلامُه اللِ أخدت بالي مُؤخرًا إنُه حقيقي وصَح.!"
"هو أنا فعلًا اللِ كُنت مُتمسِكة بِـالحُزن؟ أنا اللِ كُنت بقدِس الدمُوع الوَجع، اللِ أنا إخترت أعيش في الضَلمة وأطرُد أي بصيص أمل؟ يمكِن أه..ويمكِن أنا بس مكُنتش شايفة ده وكان لازم حَد يفوقنِي."
"المُهم إني بعد ما واجِهت نفسي، وخلصت فقرات جلد الذَات والعِياط..وأخدت شوية قرارات مع نفسي، فتحت البلاي ليست على تليفوني وإذا بِي أصمُت من هَول الصَدمة..
قائمة مليئة ومَملُوءة بِـأسماء أغاني من نوعية: فجأة إفترقنا، حاول تنساني، بيني وبينِك، ساعة الفُراق، خانة الذِكريات، وجع الهوىٰ، حياتي مش تمام، كرهتنِي في الحُب، مَكملناش، بعد غيابُه، على عيني، أكتُبلَك تعهُد، ولا ليلة من لياليك، عُمرنا ما هَنرجع، وإتنسيت و...هو في إيه بجد؟ إيه الكآبة والتعاسة العذاب اللِ أنا عايشة فيهُم دُول..أنا بعمل في نفسي كده ليه واللهِ!! "
"وقومت عاملة delete لِـكُل الأغاني اللِ عندِي وكل الاسكرينات والبُوستات السودوية اللِ بتبقىٰ عايز تقرأهَا وترُوح تدفِن نفسَك علطول، وغيّرت الويل بيبر حالكة الظلام بِـصوّر مُبهجة وألوان زاهية، وفتحت الشبابيك والبلكُونات وقررت أدهِن أوضتي لافندر كمان! وإبتديت أرسم مُخططاتِي علىٰ لحن كلمَات..
| ومِن النهاردة هَدلعنِي
هَخرُج مَعايا وأمتَعنِي
وإن طَلبِت إني أتكلِم
هَتكلِم وأنا هَسمعنِي |
____________________
لمار: مَعيطتِش يوم ما سيبنا بعض، يمكِن مَكنش يستاهِل أعيط عشانُه!
"كان ضَهرُه ليا، إتخض لما سِمع صُوتي وأنا بقول كده من غير أي مُقدمات ولا حمحمة، وبصراحة حقُه.. خصوصًا إن مطلِعش في حَد في المزرعة غِيرُه هو وأصيل اللِ بيأكلُه."
"قعدت على بالات القَش اللِ جمب بعضهَا، وهوٰ ساب اللِ في إيدُه وقعد على اللِ شَبهها قدامي من غير ما يقول حرف.."
لمار: كُنت بحبُّه؟ مش عارفة، كان بيحبنِي؟ لأ، أصل اللِ بيحِب بيهتَم، بيسأل، بيخَاف ويطّمِن، وهوٰ مكنش بيسأل! مكنش بياخُد بالُه منِي ومن تفاصِيلي، مكنش بيعرف حاجة عنّي غير لو قُلتهالُه، في الحقيقة..هو مكنش مُهتم يعرفنِي، ويمكِن الحقيقة الأكبر إنُه مكنش مُهتم بيا ولا بِـوجُودِي في حياتُه أصلًا!
فارس:....
- هو إنتَ ساكِت ليه؟
= مستنيكِ تكملي.
- وليه مَسألتنيش إحنا سِيبنا بعض ليه؟
= يمكِن مش حابة تقولي!
- ويمكِن مش عارفة!
= مش عارفة تقولي؟
- مش عارفة السَبب.
= حسيتِ إنك مش مبسُوطة أو مش مِتقدّرة مثلًا!
- لا..أنا كده كده مكُنتش مرتاحة من أول يُوم.
= وكُنتِ مِكمِلة ليه؟
- اممم..هُما قالُولي عادي.
= هو إيه ده اللِ عادي؟
- عادي إنُه يكلِم بنات مادام مبيعملش حاجة غَلط!
= وإنُه يكلِم بنات دي مش حاجة غلط؟
- ما هُما قالولي بردو إن كُل الرجالة بصباصين.
= هُما مين دول اللِ قالولِك؟ وبعدين مش كلهُم.
- لأ كلهُم عادي..في كام راجِل مُرتبط بِـملكة جمال وبردو عِينُه زايغة وبيبُص برّا؟
= عينُه زايغة طول ماهي مش مليانة بِـالبنت اللِ معاه، لكن لو مَاليه عينُه مش هَيبُص برّا.
- أه..قصدك إن هيٰ اللِ غلطانة؟
= بِـالعَكس، أنا بقول إنها لو شايفة إنها مش مالية عينُه تبقىٰ تريح نفسهَا وتمشي من بدري، علشان مترجعش تحدِف تُهم بعد كده وتقول كُل الرجالة بصباصين!
- وهو في راجل بيملىٰ عينُه بِنت واحدة بس؟
= لَو بيحبهَا هَتملي عينُه وحياتُه كلها ومش هَيشُوف غِيرهَا.
- وإفرض إنُه ماشي بِـمبدأ إمرأة واحدة لا تكفِي!
= لأ ده أهلُه مكنُوش فاضيين يرَبُوه فَ مش موضُوعنا، بس على فكرة اللِ متكفيهُوش واحدة مَتكفيهُوش مِيه، ولو فَتح الباب ده عمرُه ما هَيعرف يقفلُه.
- كلامَك غريب وجايز متلاقيلُوش مُؤيدين، بس عارف إيه الأغرب!
= إيه؟
- إن اللِ بيقول كده علىٰ الرجالة..راجل زيهُم عادي، وده شيء مَصادفنيش ولا مرة ولا كان يخطُر ببالي إنُه موجود.
= وهو اللِ يكسَر قلب بِنت يبقىٰ راجل!
"سكتت شوية وبعدين إتنهِدت وقولتلُه.."
- مُشكلتهُم إنهُم فاكرين إن الخِيانة خِيانة جسدية بس، مُتجاهلين إنُه مُجرد تفكيرُه في بنت تانية خِيانة، وإن الكلام معاهَا حتى لو شَات..حتى لو مشافُوش بعض ومَقابلهَاش ولا مرة، فَ دي اسمهَا خيانة!
"رَد بِـعصبية طفيفة.."
= نفسي أفهم إنتِ مالِك بيهُم؟ يقولُوا، يفتكرُوا، يعتقدُوا..دي مُشكلتهُم! شايفاه خاين وإنتِ مَبتقبليش الخيانة يبقىٰ مَتكمليش!
"بصيتلُه وأنا الدمُوع بتتجمع في عيني.."
- وليه أصلًا بيخُونُّوا لما مُمكن يمشُّوا؟
"قولتهَا وعيطت..مكُنتش عاملة حسابِي إني هَعيط، أنا مبعرفش أعيط قدام حَد، مبعرفش ومَبحبِش..بس عيطت! "
- بُعدُه مكنش هَيفرقلِي، كده كده حضورُه كان زي غِيابُه، بس ليه يهدِني ويهِد ثقتِي في نفسي قبل ما يمشي، ليه يجرح طَرف عمرُه ما أذاه بِـكلمة، وليه مفارِقش من زمان لَو مش عايز؟ أنا مكُنتش هَمسِك فِيه، ده أنا حتىٰ مكُنتش هَلومُه أو أعاتبُه لو جَه وإعترفلي..بِـالعكس أنا كُنت هَحترمُه وأقدر شجاعتُه، هو لو كان يعرف إنُه هيبقىٰ في نظري بِـالشكل ده النهاردة كان مُمكن ميعملش كده؟ أو..أو كان حتىٰ مُمكن يصارحنِي؟
=....
- محدش فاهِم حاجة، مُعتقدين إني سِبت شُغلي وبِعدت عن الناس وحبست نفسي في أوضتي علشانُه..علشان سيبنا بعض! مَيعرفُوش إني إتدمرت من جُوه، وإني كرهت كُل الناس بسببُه، وإعتزلت عِلاقاتِي بسببُه بردو، بسبب إن أول عِلاقة وقصة أدخُلهَا في حياتي أخرُج مِنها مِتخانة ومَكسُورة!
"قُلت أخر كلمة وعيطت تاني بعد ما دمُوعي كانت وقفِت، مَكنش بيتكلِم، مَدلي إيدُه بِـمَنديل وبس.."
= أحسن؟
"سألني لما هِديت وخلصت عِياط وبدأت أرجع لِـطبيعتِي.."
- اممم.
"وهَزيت راسي بِـمعنىٰ أه، وبصيتلُه وأنا بقول.."
- آسفة..صَدعتَك بِـقصة حياتي وجيت أعيطلَك وكده.
= أه بصراحة قَرفتينِي.
"بصيتلُه كده فَ قال.."
= ياستي بهزَر، إمسحي بس مُثلث برمودا اللِ شبة أفلام الرُعب ده وكلُه هَيبقىٰ تمام.
- أفلام رُعب إيـ...أهاا قصدَك علىٰ الكُحل!
= مش ده اللِ بيحطُوه لما يجُوا يخوفُوا الناس؟
"فتحت كاميرا فوني وأنا بنضف مكانُه وبقول.."
- أنا بس نسيت إني حاطه أيلاينر وميكب فَ بهدِلت وشي وأنا بعيط.
= وبتحُطيه ليه مادام هَتعيطي؟
"بصيتلُه بِـعصبية.."
- هو أنا كُنت أعرف إني هَعيط يعني؟ ثُم إني مكُنتش أعرف إني هَاجي هِنا كمان! أنا أصلًا كُنت واخدة قرار إني مش هَاجي هِنا تاني.
= أيوه وأنتِ قد قراراتِك ومُستحيل ترجعي فيهَا أنا عارف، بِـأمارة شَرم!
- لأ أنا بجد واللهِ مكُنتش ناوية أجي زي ما قولتلَك أخر مرة، والدليل الأكبر علىٰ كده لِبسي وشَكلي!
= إنتِ كُنتِ في فَرح ولا إيه؟
- أه.
= طَب وإيه اللِ حصل؟
- معرفش..إتخنقت فجأة فَ مشيت، ومعرفش كمان إيه اللِ جابنِي هِنا في وقت زي ده وأنا مكُنتش ضامنة إنك تبقىٰ موجُود، ومعرفش أصلًا أنا جيتلَك ليه ولا حكيتلَك كل ده ليه، ومعرفش أنا ببررلَك بردو ليه دلوقتي؟
= كَم "معرفش" غير طبيعي في الجُملة، إنتِ متعرفيش غيرهَا؟
- أنا مبقِتش عارفة حاجة أساسًا، حتىٰ أنا مبقِتش عرفانِي.
= بِـالعكس، إنتِ إبتديتِ تعرفي نفسِك، واجهتيهَا بِـالحقيقة حتى لو كانت بتوجع، مَهربتيش زي ما كُنتِ بتعملي فَ بقيتِ قادرة تحددِي الأضرار اللِ نتجت عن التجرُبة وعواقبهَا عليكِ، بقيتِ شايفة اللِ فات بِـوضُوح وراسمة للِ جاي وعارفة إنتِ واقفة فين، إنتِ بدأتِ ترجعي لِـنفسِك وتبقي كويسة بجد.
"أخدت نفس وقولتلُه.."
- عارف؟ أعتقد إني مكُنتش هَاخُد كل الوقت ده علشان أعرف وأعدي..لو كان في حَد جمبي، لو كان في support، وصُوت تاني غير صُوتي، أو علىٰ الأقل لو كان في حَد فاهِم..فاهِم اللِ بَمُر بِيه وفاهمنِي، لكن سارة مكانِتش موجُودة، وأختي كانت مشغُولة بتحضر لِـفرحهَا، وباقي اللِ حواليا لِحد النهاردة ميعرفُوش القِصة كاملة.
= من المُهم والضروري وجُود جمبنا ناس بتحِبنا، يدعمُوا ويطبطبُّوا ويحِنُّوا ويشجعُوا، وجودهُم بيقوينا ويسهِل علينا نعدِي أي فترة صعبة مهما كان نوعهَا.
"هَزيت راسي بِـتفهُم، بصيت علىٰ الساعة وقُلت وأنا بقوم.."
- أنا لازم أمشي بقىٰ علشان الوقت إتأخر.
= عربيتِك معاكِ؟
- أه.
= طيب هَتعرفي تسُوقي؟
- أيوه.
= أنا مُمكن أجي أوصلِك عادي.
- لأ أنا تمام.
= مُتأكدة؟
"رَديت بِـإبتسامة.."
- مَتقلقش.
"لفيت وشِي وقبل ما أتحرك قال.."
= لمار..أنا مبسُوط إنك إختارتِ تيجي وتحكيلي أنا.
"لفيتلُه وأنا بقول بِـتهكُم.."
- سُبحان اللّٰه..يعني طلِعت بتعرف تقول لمار أهو!
= طَب بِـذمتِك مش دكتورة عَصير أحلىٰ!
"حركت راسي بِـإستياء ومَردتش، وقبل ما أمشي قُلت.."
- شُكرًا.
= علىٰ إيه؟
- على إنك كُنت مُستمِع جيد، وإستحملتنِي أنا وعياطي ودَوشتِي.
= أنا موجُود دايمًا.
"ولسه هَبتسِم راح قايل.."
= بس والنبي يا شيخة المرة الجاية اللِ هَتعيطي فيهَا مَتبقيش تحُطي حاجة على وشِك، عشان أنا دقيقتين زيادة وكُنت هَقطع الخلَف.
"ميبقاش فارس لَو مَفصلنيش."
- مفيش فَايدة بجد!
"ومشيت وأنا لسه ببتسِم.."
___________________
لمار: صَباح الخِير.
"قولتهَا بِـإبتسامة وإديتلهَا شوكولاتة من العِلبة اللِ في إيدي، ومشيت.."
لمار: إزيك، صَباح الخِير.
"كررت نفس الفِعل مع كل اللِ بقابلهُم.."
لمار: صَباح الخِير، إتفضلي شوكولاتة.
"رَدِت بِـإبتسامة إستغراب.."
: صَباح النُور، بس دي علشان إيه..عندِك مُناسبة أو حاجة أقصُد؟
لمار: اممم..بِـمُناسبة إن الجو حِلو أوي النهاردة!
"قُلتهَا ورُوحت أوزع باقي الشوكولاتة بِـسعادة على كُل الناس اللِ في الإسطبل، سواء إتعاملنا مع بعض قبل كده ولا لأ."
لمار: احم احم...
"بَصِلي وقال.."
فارس: وأنا بقول المزرعة نوّرت كده ليه! أكيد علشان دكتورة عَصير وصلِت.
"تجاهلت تنمرُه المُعتاد وقُلت.."
لمار: هو إنتَ علطُول هِنا؟ ده ناقِص يحطُولَك سرير جمب أصيل في العنبر!
فارس: أعملِك إيه ما إنتِ اللِ كل مرة تيجي في معاد تدريبِي!
- تدريب إيه؟
= كل يوم ليا ساعتين بتدرب فيهُم أنا وأصيل، مُمكن ألغِي أي مواعيد مهما كانت أهميتهَا بس مَفوِتش وقت التدريب.
- يااه لِلدرجة دي؟
= يابنتي أنا واحد إتأخر على كتب كِتاب أختُه عشان كان بيتدرب.
"إتصدمت وقولتلُه.."
- لأ مش طبيعي بجد!
= وإنتِ كمان.
- أنا كمان إيه؟
= مش طبيعية النهاردة..فيكِ حاجة مِتغيّرة كده، وإيه الشوكولاتة اللِ في إيدِك دي؟
- مَفيش..قومت حسيت نفسي مبسُوطة ورايقة ودُول إحساسيين محستش بيهُم من زمان، فَ قررت أحتفِل بِـالمشاعر دي وعديت على محل شوكولاتة قبل ما أجي علشان أفرح الناس مَعايا، والمُبرر..إن الجو حِلو النهاردة!
= اهاا..إنتِ سَبب البهجة اللِ إنتشرت في المكان دي؟
- بِـكل فَخر نعم، وجيت علشان أنقِلهَا ليك كمان.
"ولسه هَمِد إيدي بِـعلبة الشوكولاتة..فونُه رنّ.."
= دقيقتين بس..مُكالمة مُهمة.
"قال كده وقبل ما يمشي حَط في إيدي السُكر المُكعبات اللِ كان بيأكلُه لِـ أصيل.."
"إيدي اليمين فيها سُكر، والشمال فيها شوكولاتة، وهو واقِف قدامي بيبُصلي، أعتقِد إن أصيل ليه دُور كبير ومُهم معانا في الرواية.. تقريبًا مفيش مشهد يخلُو مِنُه كإنُه مِحرم مثلًا! من حقوقُه عليا إن أفرحُه زي ما فرحت باقي الأشخاص، وبما إنُه مش هَينفع ياكُل شوكولاتة..لازم أتجرأ وأأكلُه سُكر.."
"قربت لِحد ما المسافة بينّا بقت خَطوة، مَديت إيدي المهزُوزة نحيتُه..ولما حسيت بِـنَفسُه غمضت عيني بسرعة وخُوفت وكُنت هَرجع قبل ما.."
__________________________
- صَفـــا أحمَّـد |صُوفِــيّا.
#يُتبع...
جمال ودلال والله
ردحذفأكاد من فرط الجمال أذوب❤️❤️❤️
ردحذفالإنسان بيدخل جوا الروايه دى مش بيعرف يخرج
ردحذففيها كميه لطافه وحاجه فى قمه ال🥰🥰🥰
ردحذفجماااال
ردحذفبارت ياخد 10 من 10 ونجمه
ردحذفيخربيت جمااال البارت
ردحذفبوسه بقي ع البارت السكر د
ردحذف💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛
ردحذف💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛
ردحذفقمررر
ردحذفجمااال ودلااال
ردحذفكمليييي
ردحذف💛💛💛💛💛💛
ردحذفروعة بجد
ردحذف