*"عَـادَ قَلبِي نَابِضًـا "* البَـارت الثَـالِـث..
"إيدي اليمين فيها سُكر، والشمال فيها شوكولاتة، وهو واقِف قدامي بيبُصلي، أعتقِد إن أصيل ليه دُور كبير ومُهم معانا في الرواية.. تقريبًا مفيش مشهد يخلُو مِنُه كإنُه مِحرم مثلًا! من حقوقُه عليا إن أفرحُه زي ما فرحت باقي الأشخاص، وبما إنُه مش هَينفع ياكُل شوكولاتة..لازم أتجرأ وأأكلُه سُكر.."
"قربت لِحد ما المسافة بينّا بقت خَطوة، مَديت إيدي المهزُوزة نحيتُه..ولما حسيت بِـنَفسُه غمضت عيني بسرعة وخُوفت وكُنت هَرجع قبل ما.."
فارس: مَتخافيش.
"قبل ما يحُط إيدُه تحت إيدي ويثبتهَا وهوٰ بيقول كده، بَصيت لِـ أصيل اللِ بياكُل السُكر منِي، ورجعت أبصلُه هوٰ تاني.."
"المشهَد ده فكرني بِـمُصطفىٰ شعبان ومُنىٰ ذكي في فيلم أحلام عُمرِنا! "
"مأخدتش بالي إن أصيل خَلص السُكر ولَف وشُه من زمان، وإننا بقالنا ساعة بنبُص لِـبعض..غير لما عِلبة الشوكولاتة اللِ في إيدي التانية وقعت وأصدرِت صُوت.."
- احم، أنا..أنا أكلتُه!!
"شال عِلبة الشوكولاتة من على الأرض وقال وهوٰ بيدهَانِي.."
= واضِح إنك بدأتِ تتغلبِ علىٰ مخاوفِك واحدة واحدة، الأول النَّاس والإختلاط بيهُم، ودلوقتي الخِيل إتشجعتِ وأكلتيهُم.
"رَديت بِـإبتسامة وأنا لسه مِتوترة أصلًا.."
- تقريبًا كده.
"وإديتلُه شوكولاتة، وقبل ما أمشي قال كإنُه إفتكر.."
= بِـمُناسبة الشجاعة والتغيير، عارفة المُكالمة دي كانت من مين!
- لأ..وأنا هَعرف منين؟
= ده سِمسار عقارات بيقولي إن في شقة حِلوة في مكان مُناسِب وإيجارهَا مش عالي أوي، في بُرج كلُه دكاترة..وهيٰ الشقة الوحيدة الفاضية فِيه.
- مش فاهمة!
= دي علشان تجهزيهَا لِـعيادتِك الجديدة.
- إإ..إيه! عِيادة إيه؟ وبعدين مين اللِ طلب من السمسار أصلًا؟
= أنا.
- وليه عَملت كده من غير ما تقولي..ييييه قصدي ليه يعني؟
= ما أنا لسه قايلِّك فوق علشان عيادتِك الجديدة.
- بس أنا حاسه إني مش جاهزة لِلخطوة دي دلوقتِ.
= إنتِ فاكرة إنك مكُنتيش عارفة تتخطي وتعدِي الفترة الصعبة علشان مكنش في حد جمبِك، لكن الحقيقة إن اللِ شَدّك أكتر جُوه دوامة حُزنِك..إنك وقفتِ شُغلك وسيبتِ العيادة، الشُغل هيساعدِك وأحسن ليكِ..إسمعي منِي.
- طيب ما أنا بشتغَل أهو!
= إنتِ بتشتغلي نفسِك! لمار إنتِ بتيجي 3 مرات في الإسبُوع بِـالعافية..ومُعظم الوقت بتيجي ساعتين وتمشي.
- أيوة علشان أنا دكتورة..دُوري إني أفحص الخِيل وأتاكِد من نظام التغذية، وأشُوف لو في حَد منهُم تعبان أو بيعاني من مُشكلةٍ ما!
= طيب.
- طيب إيه؟ ما أنا كده بشتغل!
= هو إنتِ مَاضيّه عقد بينُص على إنك مينفعش تمارسِي عملِك في مَكانين مُختلفين، ولا إحنا نادي كورة وواخدين عليكِ عَقد إحتكار يعني ولا إيه!
"ضحكت فَ كمِّل وقال.."
= إشتغلي في العيادة وخليكِ مِكملة شُغل هِنا.
- وكده مش هيبقىٰ تعب عليا ولا ضَغط؟ وبعدين أنا خايفة أنشغِل هِناك فَ إهتمامِي يقِل بِـالخيل هِنا!
= لأ إنتِ قدهَا ومش هَتقصري في النحيتين، إبقي عدّي على المزرعة ساعتين قبل ما ترُوحي العيادة، أو حتىٰ بعد ما تخلصِي شُغلِك في العيادة إبقي عدّي هِنا قبل ما تروّحي، وكده كده لو الشَقة دي عجبتِك وأخدتيهَا..المزرعة هتبقىٰ في طريقِك لإنها قُريبة منهَا.
- مش عارفة بس يَـ...
= مفيش بس، مَتفكريش عشان متهَوليش الدُنيا وتخوِّفِي نفسِك.
"سكتت كام دقيقة وأنا بقلِب الموضوع في دماغي بعد ما فاجئني بِـالشَكل ده، وبعدين قولتلُه.."
- طيب مش الشقة دي لسه عايزة تتجهِز وتتظبط، ومحتاجة أجيب مكتب وكراسي وترابيزات وأدوات وحاجات كتير أوي تانية! الموضوع كبير وأنا هَعمل كل ده إزاي؟
= أنا معاكِ.
"بصيتلُه كده فَ عدل كلامُه وقال.."
= اا..قصدي أنا وسارة وكُلنا معاكِ يعني، أكيد مش هَنسيبِك لوحدِك.
- مش واثقة إني هَقدر أعمل كده!
= سيبِي كل حاجة لِـوَقتهَا بس، المُهم كلمِي سارة وإتفقُوا على معاد في خِلال يومين علشان نرُوح نشُوف الشَقة.
- أنا مش عارفة أقولَك إيه! بجد شُكرًا.
= طعمهَا حِلو الشوكولاتة دي، دي بِـالبندُق؟
___________________
سارة: أنا شايفة إنها حِلوة، محتاجة تتنضَف بس.
"مكانِتش كبيرة ولا صُغيرة أوي، أوضتين وصالة واسعة ومطبخ صُغير وتُويلت، كمان كانت في الدُور التاني وده شيء إدالهَا مِيزة، علشان الناس لما يجُوا يكشفُوا على الحيوانات بتاعتهُم ميطلعُوش كتير.."
لمار: أنا هَقعد في الأوضة دي، والمرضىٰ هيقعدُوا برّا يستنُوا دورهُم.
سارة: والسكرتير اللِ هَيقطع تذاكِر الكشف هَيقعد في الأوضة التانية و...
فارس: سِكرتيرة.
"قالهَا وبَص في فونُه تاني كإنُه مَقالش حاجة.."
سارة: أيًا كان، ولَو حبيتِ مُمكن ندهِنهَا كمان، كده ناقِص إيه؟
لمار: الأثاث بقىٰ والشاذلُونج وستاير، والأدوات اللِ هَستخدمهَا.
سارة: سَهلة..هَوديكِ لِلمكان اللِ هَجيب مِنُه العَفش بتاعي.
لمار: ماشي بس الأول عايزة أعرف الأسعار علشان أشُوف الفلُوس اللِ معايا هَتكفي ولا لأ.
فارس: مَلكيش دعوة بِـالفلُوس.
لمار: إزاي يعني؟
فارس: يعني هاتِ اللِ إنتِ عايزاه وملكيش دعوة بِـحاجة.
"هوٰ يفضل ساكِت ساكِت وفجأة يرمي كلام غريب يسكِتنا كُلنا، وبعدين يرجع يسكُت تاني.."
"كُنت هَرُد عليه بس سارة قالت.."
سارة: عارفين إيه الأهم من ده كلُّه؟
لمار: إيه!
سارة: الدِعايّة، الناس هَتعرف منين إن في هِنا دكتورة بيطرية؟
لمار: من اليافطة اللِ هَنعلقهَا.
فارس: مش كفاية.
سارة: أومال هَنعمِل إيه؟
فارس: إعلانات بقىٰ على السوشيال ميديا وتقولُوا لِـ إصحابكُوا يساعدُوكوا في الشير ويقولُوا لِـمعارفهُم اللِ عندهُم حيوانات، وأنا كمان هَعمل كده.
سارة: أه وتعملِي خصم يا لمار أول شَهر علشان يبقىٰ دافِع أكبر لِلناس إنهُم يجُوا.
فارس: وواحدة واحدة لما العيادة تشتغل ويبقىٰ في حيوانات طالعة ونازلة، الناس هَتعرف لوحدهَا.
لمار: واللطيف في الموضُوع إن البُرج كلُه دكاترة في تخصُصات مُختلفة، وده كمان هَيساعِد إن الناس يعرفُوني بِـشَكل أسرع وأوسع.
سارة: صَح.
فارس: طيب..يبقىٰ تفضُوا نفسكُوا بُـكرة علشان ننزل نجيب الحاجات الناقصة.
لمار: بسرعة كده؟
سارة: وهَنستنىٰ ليه يا لمار؟
فارس: مَتاخديش رأيهَا في حاجة، دي تحُطيهَا قدام الأمر الواقِع علطُول.
لمار: يا سلام!
سارة: طَب واللهِ عندُه حَق!
لمار: طبليلُه..طَبليلُه.
سارة: أيوة طبعًا مش أخويا!
لمار: بعتينِي في ثانية كالعادة.
سارة: لأ واللهِ أنا مش كده، وأنتِ أخر واحدة مُمكن أبيعهَا أصلًا وأنتِ عارفة، بس فارس يستاهِل إني أبقىٰ بيّاعة علشانُه.
فارس: ياه لو كان حمزة هِنا وسِمع الجُملتين دُول، ماهو مش بيتغاظ من قليل!
سارة: ولا يقدر يعمِل حاجة، وبعدين براحتِي.
فارس: شُوفي بِـالرغم من إنك أوقات بتكُونِي رِزلة وأنا ببقىٰ مش طايقِك، بس واللهِ البيت هيبقىٰ وحش من غيرك وهَتوحشينِي.
سارة: هَاجِي أصدعَك كل يُوم أصلًا!
فارس: وبِـالنسبة لِلأخ حمزة اللِ إنتِ مِتجوزاه؟
سارة: حمزة مين! معرفش حَد بِـالاسم ده.
"ترن..ترن.."
سارة: احم..طيب عن إذنكُوا بقىٰ علشان اللِ طلعت معرفُوش بيتصِل.
"وراحت جري لِلبلكونة وهي بتبتسم إبتسامتهَا المعهُودة أول لما تشُوف اسمُه على تليفونهَا."
------------------------------------
لمار: طيب بقولِك إيه سارة؟
سارة: إيه يا حبيبتي!
لمار: هو..احم..يعني فارس عندِك؟
سارة: أنا مش في البيت يا لمار، ما أنا قايلالِك إني خارجة النهاردة مع حَمزة.
لمار: يييييه عليا..نسيت بجد!
سارة: هو في حاجة ولا إيه؟
لمار: أه أصل أنا في العيادة وفي ناس جَت علشان تطلّع المكتب وباقي الحاجة..وأنا لوحدِي في الشقة معاهُم يعني وكده.
سارة: طيب إقفلي وأنا هَكلِم فارس بسرعة.
لمار: لو مش فاضي أو عندُه حاجة مش مُهـ...
"قاطعتنِي وقالت.."
سارة: يا بنتي إمشي بقىٰ مَتعصبينيش وأنا عاملة فيهَا مُؤدبة وهادية قدامُه!
"ضحكت وقولتلهَا.."
لمار: طَب رُوحي يا مُخادعة، وبعدين ماهو كده كده هَيكتشِف لما تتجوزُوا.
سارة: هيبقىٰ لِبس خلاص بقىٰ!
لمار: لَوسمحت مُمكن تدخَل ده وده في الأوضة اللِ علىٰ اليمين دي؟
: هَنطلع الحاجة كُلها الأول وبعدين نِدخَل اللِ إنتِ عايزاه يا بسكُوتة.
"بسكُوتة!! إيه البني آدم المُهزأ ده؟"
لمار: نعــم!
"كُنت عايزة أقولُه أنا بسكوتاية بس مُمكن تعوّرك، بس فارس دَخل وقال.."
فارس: في إيه؟
لمار: إنتِ جيت بسرعة كده إزاي؟ ده أنا لسه مِكلمة سَارة من أقل من نُص ساعة!
"قال وهوٰ بيبُص لِلكائن اللِ قدامي بِـنظرة غريبة.."
فارس: كُنت في المزرعة.
لمار: يعني كُنت بتتدرب؟ طَيب جيت ليـ...
"قاطعنِي هوٰ كمان..هي العيلة دي كُلها كده؟"
فارس: ينفع تهدِي شوية وتخُشي جُوه؟
لمار: جُوه فين؟
فارس: جُوه في أي حتة لِحد ما يخلصُوا.
لمار: ومين اللِ هَيُقف معاهُم؟
فارس: هو أنا شفاف ولا مش عاجبِك!
لمار: مش قصدي بس...
فارس: بطلي جدال بقىٰ وإدخُلي.
"بصيتلُه بِـغضب ودخلت الأوضة اللِ فيها بلكونة، على فكرة أنا كُنت هَقولُه إني لازم أقف علشان أقولهُم يحطُوا الحاجة فين، وبعدين هو بيزعقلي ليه؟ أو هوٰ مَزعقش يعني بس نَبرتُه كانت حادة، وأجبرني أدخُل وأنا مكُنتش عايزة أدخُل و...ثواني كده، هو أنا سِمعت كلامُه ليه!!"
لمار: أهُم مِشيُّوا..تقدر تقولي هَندخَل الحاجة إزاي دلوقتِ؟
"قولتهَا بِـعصبية وأنا واقفة قدامُه وحاطه إيدي في وسطِي.."
فارس: إهدِي بس كده الأول، وخُدي نفس طويل وخَرجيه برّاحة.
- إنتَ كُل ما تشُوفنِي مِتعصبة تقولي كده!
= يابنتي إسمعي الكلام بقىٰ وبطلي فَرهدة، إنتِ في إيه النهاردة!
"معرفش ليه إبتسمت علىٰ طريقتُه وهوٰ بيقولهَا، وبعدين عملت زي ما قالي.."
- هَا وبعدين؟
= عايزة تدخلي إيه فين؟
- المكتَب ده في الأوضة دي..
= طيب ما سَهلة، فين مُشكلتِك؟
- سهلة إزاي؟ والباب!
= كبير، المكتب أصغر مِنُه هَيدخُل عادي.
- مش هَيدخُل.
= نشُوف؟
"رفعت كتفي وأنا بقول.."
- ماشي.
"نصُه دخل والنُص التاني لأ، فَ قالي.."
= أنا هَنُط أدخُل وإنتِ زُوقِيه عليا وهَشِدهُ من جُوه.
- بس خلي بالَك وإنتَ بتعدي.
= أخلي بالي وأنا بعدِي من فُوق المكتب؟ ما إنتِ مشُوفتنيش وأنا بطير من على الحواجِز!
- حواجِز إيه؟
= زُقي يا لمار..زُقي.
- أنا نفسِي في فنجَان قهوة أوي.
= معاكِ البُن بتاعِك كالعادة.
- ده أكيد، بس المُشكلة إن مفيش بوتاجاز نعمِل عليه ولا حتى أمبُوبة أو غاز!
= نخلص ووإحنا نازلين هَجيبلِك.
"بصيتلُه كده وقُلت.."
- تجيبلي إيه؟
= أكيد قهوَة! دي عِيادة مش شَقة عرُوسة وبنجهِزهَا.
"ضحكت وقولتلُه.."
- أنا حقيقي مُهتمية بيهَا وبِـتفاصيلهَا كإنها شَقتي مش عِيادة!
- هو بجد كده كل حاجة دخلِت؟
"قولتهَا بعد شوية وقت وأنا بَبُص حواليا.."
= مش هَيدخُل..مش هَيدخُل!
"قالهَا بِـتريقة فَ ضحكت.."
= مش فاهِم إنتِ كُنتِ مِتعصبة على إيه!
- مش علىٰ حاجة..أنا بتعصب لو المَيه وقعت، لو القهوة فَارت، لو الشاي ناقِص سُكر، لو الفون فَصل، لو الكوباية إتكسرِت، أنا بتعصَب علىٰ أي حاجة بجد مهما كانت تافهة!
= وإنتِ فخُورة بِـنفسِك يعني؟
- على فكرة الموضُوع بقىٰ بيضايقنِي جدًا في الفترة الأخيرة ومِخليني مُتقلبة المزَاج أكتر ما أنا، بس واللهِ مش عارفة أبطلُه.
= هَتبطليه..هَتبطليه.
- إزاي؟
"تجاهُل سُؤالي وقال وهوٰ بيبُص قدامُه.."
= مش هَتشيلي الورق المِتغلِف على الحاجة ده ولا ناوية تسيبيهَا كده؟
- لأ أكيد هَشيلُه، بس بُـكرة بقىٰ وأنا بحُط الأنتيكات اللِ جِبتهَا، وبعلق البورتيرهات والبراويز.
= طيب يلا؟
- أه..هَجيب شنطتِي من الأوضة وأجي.
"وقبل ما أدخُل سألتُه.."
- إنتَ هترُوح المزرعة تاني؟
= أه، لسه مكملتِش تدريب.
- أنا قُلت لِـسارة لو مَشغُول متخليهُوش يجي!
= إنتِ أصلًا مقولتليش ليه؟
- أنا مكُنتش أعرف إنهُم جايين النهاردة.
= أومال مين اللِ قالِك؟
- كُنت برّا لما إتصلُوا بِيا وقالولي إنهُم في الطريق لِـهِنا، ما أنا كُنت سايبة رقمي هِناك.
= امم..طَب ومَكلمتنيش ليه من الأول بدل ما تتصلي بِـسارة؟
"إتكسفت وقولتلُه.."
- ما أنا مش مَعايا رقمَك!
= هاتِ القلم اللِ في إيدِك ده كده.
"إديتهولُه فَ شَدّ كفّ إيدي التانية وكتب جُواه رقم وقال.."
= سجّليه..وأي حاجة تحصل تكلمينِي علطُول.
- ماشي.
"قولتلهَا بِـهدُوء كده وصُوت واطِي لإني كُنت لسه مكسُوفة، ودخلت أجيب شَنطتِي.."
= تعالي إنتِ رايحة فين؟
- العربية أهي..إنتَ اللِ رايح فين؟
= مش هَنجيب القهوة!
- إيه ده إنتَ كُنت بتتكلِم بجد؟
= أيوة.
"أنا إفتكرتُه بيهزَر فعلًا.."
- لأ مش مِستاهلة، أنا كده كده مروّحة وهَشرب في البيت.
= تعالي بس في مكان قُريب بيعمِل قهوة جامدة.
- واللهِ! لأ ده أنا مُمكن أجي علشان تعرفنِي عليه، لإني واثقة إني هَبقىٰ زبُونة دايمة عندُه.
"لما وصلنا قدام المحل قال.."
= أجيبلِك إسبريسُو؟
- مُستحيل، لا يُمكِن أعمِلهَا تاني.
= إيه جربتيهَا قبل كده ومَعجبتكيش؟
- هي مَعجبتنيش بس! ده كانت تجرُبة مِنيّلة، إستنىٰ هَحكيلِك.
= إحكيلِي.
- دخلت كافيه الريڤيو بتاعُه تُحفة وكل صحابي اللِ دخلُوه عَجبهُم..بس أنا كُنت أول مرة أدخُلُه، المُهم..المكان كان حِلو جدًا، والمنيو شِيك ومُنظم وأغاني لطيفة مع ديكُور هَادي ومُميز وحاجة في قِمة الرُقي.
= حِلو، وبعدين؟
- قعدت وطلبت إسبريسو، فَ الويتر سألني سينجل ولا دبل؟ قولتلُه سينجل..ده بِما إني مجربتهَاش قبل كده وفي إحتمال من ضِمن الإحتمالات إنها مَتعجبنيش، صَح؟
= صَح.
- المُهم..الريڤيو والكلام اللِ إتقال عنهُم مكنش كِذب وفعلًا جاب الأوردر بسرعة من غير أي تأخير، المُفاجأة كانت فين بقىٰ؟
= فين؟
- في القهوة ذات نفسهَا، كُباية قد كده شَبه الأنتيكات اللِ بيتحط فيها الشمع المُعطِر ده ومليانة لِـنُصهَا، لِـدرجة إني إفتكرتهَا عَيّنة هدُوقهَا عشان لو عَجبانِي يجبُولي القهوة بقىٰ وكده، الصدمة لما سألت وعرفت إن العينة دي هي هي القهوة اللِ أنا طلباهَا!
روايه عاد قلبي نابضا لصفا احمد
"ضحك فَ قولتلُه.."
- إنتَ بتضحك وأنا كُنت هَتشل بجد!
= طِلع طعمهَا حِلو طيب؟
- زي الزفت، حطيت السُكر كلُّه وولا كإني عملت حاجة، ده أنا علشان أدُوق السُكر بقىٰ مظبُوط ولا لأ كان نُص الكوباية خِلص، واللهِ مكسُوفة أقول عليهَا كُباية!
= ماهي الإسبريسُو كده.
- ربنا يسهللّهَا بقىٰ ويعين اللِ بيشربُوهَا على دماغهُم.
= يعني إنتِ الصُغيرة ومَعندكيش إخوات ولاد؟
"شربت بُؤق من القهوة، وقولتلُه وإحنا بنتمشىٰ لِحد العربية.."
- لأ، مفيش غِيري أنا ولميس أختي الكبيرة، الفرق بينّا مش كبير..هيٰ أكبر منِي بِـ أربع سنين، بس دلوقتي إتجوزت فَ مبقِتش قاعدة معايا وكده.
= وباباكِ؟
- مش موجُود.
= آسف.
"بصيتلُه وقُلت.."
- لأ..أنا قصدي إنُه مش موجُود هِنا، مِسافِر.
= اها..ومَبينزلش خالص؟
- مشوفتهُوش من زمان بس بنتكلِم أوقات، هو وماما مُنفصلين..كان في مشاكِل كتير بينهُم بس أجِلُوا قرار الطلاق لِـحد ما أنا ولميس نكبر، ومن وقتهَا وأنا وماما ولميس عايشين مع بعض وبابا سافِر.
"ظهرِت تعابير تمثيلية حزينة على وشُه وهوٰ بيقول.."
= قِصة مُؤثرة فعلًا.
"ضحكت وبعدين بصيتلُه وقُلت.."
- إنتَ عمَّال تستدرجنِي وتعرف عنِّي معلُومات وتكتشِف دهاليز حياتي لِـحد ما كوِّنت بحث كامِل عنِي، كل ده وأنا معرفش عنَك حاجة!
"رَد بِـإبتسامة.."
= عايزة تعرفي إيه ياستي؟
- لأ هو مش تحقيق..عادي، يعني مثلًا بتعمِل إيه في يومَك غير إنك بترُوح الإسطبل الصُبح وتشتغل بليل؟
= لأ بعمِل حاجات تانية..بس يمكِن الرُوتين ده يتغيّر قُريب.
- إشمعنا؟
= قُدامي فُرصة شُغل كويسة بِـجانب الشُغل اللِ بشتغلُه حاليًا، بس دي ليها مواعيد حضُور وإلتزام بقىٰ وبتاع وأنا مش متعوِد.
- لو حِلوة وهَتضيفلَك زي ما بتقول..يبقىٰ حرام تضيعهَا علشان صحيّان بدري وإلتزام!
= ما أنا مرفضتِش..لسه بفكر في الموضوع.
- وعمو رأيُه إيه؟
= مقولتلُوش، لسه مفيش حَد يعرف أصلًا..إنتِ الوحيدة اللِ قولتلهَا.
- هو في العادي إنتَ بتشارِك قراراتَك مع حَد وبتاخُد بِـرأيهُم، ولا بتتصرف من دماغَك؟
"شِرب رَشفة من القهوة وقال.."
= باخُد رأيهُم وبستشيرهُم..بس بعمِل اللِ في دماغي في الأخر.
"ضحكت وقولتلُه.."
- وولا مرة طِلع رأيك غلط؟
= هو علطول بيطلع غَلط أصلًا.
- بجد!
"قولتلُه كده بِـضحك فَ ابتسم وقال.."
= لا لا بهزر..بس أوقات بتفلِت منِي يعني.
- ومَبتحرمش؟
= لأ، بتعلِم.
"إكتفيت بِـإبتسامة، كام دقيقة وسألتُه.."
- المفرُوض إنك لَو هَتوافِق على الشُغل ده هَتبتدِي من إمتى؟
= بعد السَبق.
- سَبق! سبق إيه؟
= سبق الخِيل.
- اللّٰه! أنا عُمري ما حَضرت سَبق..هو بيتعمل في مَصر عادي؟
= أيوة، بس في الوادِي مِن نِحية سيناء.
- وإنتَ هَتشارِك؟
= قدِمت من زمان.
- هو ده أول سبق تدخُل فِيه؟
= لأ طبعًا، يا بنتي أنا بشارِك في سِباقات من وقت ما دخلت الجامعة..أو بِـالأصح من بعد ما جِبت السِن القانُونِي.
- وبيبقىٰ في مُشجعين وجمهُور وكده؟
= أيوة.
- اممم.
"بَصِلي وقال.."
= هَتيجِي؟
- أه..قصدي لأ..مش عارفة، هو هيبقىٰ إمتى؟
"معرفش إبتسَم ليه وقالي.."
= لما اليُوم يتحدِد بِـالظبط هَقولِك.
"مع أخر كلمة قالهَا كُنا وصلنا قُدام عربياتنا.."
= ما تيجي أوصلِك؟
- ما أنا معايا عربيتِي!
= طَب ما تسيبيهَا هِنا، ما إنتِ كده كده جايه بُـكرة.
- امم..وهَاجي إزاي بُـكرة لَو سيبتهَا هِنا.
= مُمكن أعدِي أخدِك.
- ده إنتَ فاضي بقىٰ!
"قولتها وركبت عربيتِي، كان لسه واقِف جمبي فَ قبل ما أتحرك قولتلُه بِـإبتسامة.."
- شُكرًا علىٰ القهوة.
= هَترُوحي المزرعة بُـكرة؟
- مش عارفة.
"ثانيتين وسألت.."
- إنتَ هَترُوح؟
"حَط إيدُه في جيبُه وقال.."
= لَو هَترُوحي.
"إبتسامة واسعة إترسمِت علىٰ وشي قبل ما أمشي وأنا بقولُه.."
- يبقىٰ هَرُوح.
______________________
رواية عاد قلبي نابضا لصفا احمد بارت ٣
لمار: مُؤمنة إن كُل شخص لِيه نصيب من اسمُه، بس مش لِلدرجة دي! ده إنتَ أخدت الاسم كلُه حرفيًا.
فارس: شُوف مين اللِ جايه تتكلِم على الأسماء، دكتورة عَصير!
"إتنهِدت بِـملل وقولتلُه.."
- لمار يعني ماء الدَهب يا جاهِل!
= يعني إنتِ سيبتِ الدَهب ومسكتِ في المَيه بتاعتُه؟ وبعدين ما المَيه قريبة من العصير أهو مَختلفنَاش!
"حطيت إيدي على وشِي وأنا بضحك وبقول.."
- ياربي!
"فَ إبتسَم ورَد على كلامِي اللِ فُوق.."
فارس: ماما أصلًا مكنِتش عايزة تسَمينِي فارس، بس الحاج ماجد هو اللِ أصر مِن حُبُّه في الخِيل.
"قال كده ونزل من على أصيل علشان يتمشىٰ جمبي.."
= المزرعة دي بدأت بِـفَرس واحد، إتفاجئنا في يوم إن بابا قدِم إستقالتُه وقَرر يأسس إسطبل خيل ويتفرَغلُه.
- ياني وإنتُوا عملتُوا إيه لما قالكُوا كده؟
= الموضوع بِـالنسبالنا كان شيء من العبثية، اللِ هو إيه اللِ بتقولُه ده يا حاج! إحنا عُمرنا ما كان عندنا خِيل ولا نعرف حاجة عنهُم وعن طريقة التعامُل معاهُم وتربيتهُم، ولا حتىٰ شوفناهُم غير في الأماكِن السياحِية.
- يعني مفيش حَد مِنكُوا كان بيدعمُه ويأيد إختيارُه وقتهَا؟
= أنا وسارة كُنا صغيرين..مش أوي يعني بس بردو مش كُبار، والعيلة كُلها بلا إستثناء كانت رافضة الموضُوع، إلا مدام كوثر..جَت وقالت أنا هَقف جمب جُوزي، وأنا مَعاه وهَدعمُه، وهوٰ صَح وإنتُوا مش فاهمين حاجة..والحوارات اللِ إنتِ فهماهَا دي بقىٰ.
"فِضلت أضحك علىٰ طريقتُه وهو بيحكِي وبيحاوِل يقلِد مامتُه.."
- بُص هي خطوة جريئة منهَا..بس تُحسبلهَا أكيد، خصوصًا بعد ما المزرعة فعلًا كبرت ماشاءاللّٰه وعمُو نِجح في قرارُه وكان عندُه حَق..حتىٰ إنتَ كمان حبيت الفكرة والموضوع، والدليل إنك يوميًا بتيجِي المزرعة وتتدرب لِحد ما بنيت عِلاقة قوية بينك وبينهُم.
= أنا مكُنتش مُعترض من الأول ولا رافِض الفِكرة، أنا بس مكُنتش فاهم ولا عارف يعني إيه، عارفة؟ لما كبرت شوية خِناقاتِي ومشاكلي كُلها مع بابا بقت بِـسَبب المزرعة.
- ليه؟
= عشان كُنت عايز أاكَل الخيل وأحمِيه وأهتم بِيه، وكمان كُنت بدأت أفهم لُغتهُم وأتعلِم إزاي أركبهُم، فَ كُنت مِضيّع يُومي كُله هِنا ومكُنتش عايز أرُوح مدرسة ولا درُوس ولا كُنت بفتح كِتاب أصلًا، وهوٰ كان عندُه التعليم أهم من الفرُوسية، كان بيقولي خلص تعليم وإشتغل وبعدين إعمِل اللِ إنتَ عايزُه.
- وسمعت كلامُه وقتهَا؟
= أه..ولما كُنت بجيب درجات كويسة كان بيكافئنِي ويجيبنِي هِنا، وفِضلت كده فترة لِـحد ما دخلت الجامعة..بس بينِي وبينِك..
- امم؟
"مال على ودنِي وقال.."
= كُنت بهرب من الدرُوس والمدرسة أوقات وأجي هِنا من غير ما يعرفُوا، كُنت بدخُل من الباب اللِ ورا علشان محدش يشُوفنِي وأقعد مع الخيل براحتي وبعدين أخرُج مِنُه تاني..ولِـحد النهاردة مكتشفُوش الحوار ده ولا عِرفُوا.
"ضحكت وقولتلُه.."
- ياربي بجد! نصيحة منِي لما تتجوز وتبقىٰ أب وتعقَل كده إن شاءاللّٰه..بليز مَتحكيش لِـولادِك عن المُغامرات دي، بِـإعتبار إنهُم هَيشُوفوك قُدوة وكده.
"فَ ضحك وفِضلنا ساكتين وإحنا بنتمشىٰ، لِحد ما صوتُه إخترَق الهدُوء وقال.."
= ركبتِ خيل قبل كده؟
- أنا؟ لأ طبعًا.
= ليه!
- يابني أنا من كام شَهر كُنت بخاف أأكلهُم..وإنتَ جاي تسألنِي ركبتهُم ولا لأ! أكيد بتهزَر.
= مش صَعب على فِكرة.
- ده أنا بشُوفهَا من أخطر الرياضات اللِ مُمكن حَد يمارسهَا، بَبُص لِلفُرسان دُول على إنهُم أبطال بجد أو خارقين لِلطبيعة.
= ليه كل ده؟
- إنتَ فاهِم إنك بتتعامِل مع حيوان! يعني حركاتُه مش مضمُونة..تصرفاتُه مش مُتوقعة ولا مفهُومة، يعني مُمكن فِعل بسيط منَك يعصّبُه أو يخوفُه أو يستفزُه لإنُه إتسَببلُه في شعورٍ ما حسب لُغتُه.
= لو إتعاملتِ معاهُم على إنهُم مش حيوانات وبيفهمُوا زيي زيك مش هَتشُوفيهُم كده، ولا هَتقولي إنها رياضة خطيرة وصَعبة.
- مش عارفة..يمكِن بتقول كده لإنك بتعرف تتعامِل معاهُم ومُتعوِد عليهُم من زمان، وكمان جربت تركبهُم ودخلت بيهُم سِباقات.
= طَب ما تجربِ إنتِ كمان!
- أجرب إيه! مُستحيييل.
= صَدقيني هَتغيّري رأيك.
- مش عايزة أغيرُه هو عاجبنِي كده.
= تعالي بس وهَعلمِك.
- بُص إنسىٰ..متحاوِلش!
= دي فُرصة مش هَتتكرر.
- أنا ماشيّة بجد..أرُوح أعمل حاجة مُفيدة أحسن.
"قولتهَا وإتحركت.."
= هَتندمِي..خليكِ فاكرة.
"رَديت وأنا بمشي من غير ما أبصلُه.."
- بردو لأاااا.
"بقيت عارفة عنُه كتير، هوٰ بقىٰ بيتكلِم معايا في حاجات كتير ومُعظم الوقت اللِ بكُون موجودة في المزرعة بقىٰ بيقضِيه معايا، أنا أصلًا مبقِتش برُوح غير وهوٰ هِناك، هو شَخص لطيف..وصَديق مُريح، يمكِن أنا فعلًا كُنت مِحتاجة صديق، أشاركُه يُومِي..أخُد رأيُه في مواضيع مش مُهمة، أتكلِم معاه ويحكيلي، مُجرد دردشة عادية وكلام عابِر لكنُه لِيه تأثير ملحُوظ علىٰ مدىٰ اليُوم، مبنقعُدش وقت طويل مع بعض، هُما ساعتين تلاتة ومش كل يُوم يعني، بس مقدرش أنكِر السعادة والراحة اللِ ببقىٰ فيها وأنا مروّحة بعد الساعتين دُول."
______________________
"تعرفُوا؟ أنا إكتشفت إني مُمكن أحِب من غير ما أحِب، قصدي إني مش لازم أبقىٰ فيRelationship أطرافهَا ولد وبِنت علشان أقول إني بحِب!
حُبي لِـربنا..ده حُب، حُبِي لِـشُغلي..ده حُب، حُبِي لِـفنجان القهوة، لِلورد، ولِلشوكولاتة..ده حُب، حُبي لِـ أهلي، لِـ أصحابِي..ده حُب، حُبي لِلبحر والسما..ده حُب، حُبي لِلكتُب والمُوسيقىٰ..ده حُب، حُبِي لِـنَفسي ده أعظم حُبّ! الحُب مش مُقتصر على الحُب العاطفي بس، لكِن للأسف إحنا والمُجتمع اللِ بقينا بنختزلُه في نوع وشَكل واحد مُتجاهلين صُوّرُه الكتيرة المُختلفة.
حِبُّوا نفسكُوا، حِبُوا تفاصيلكُوا، حِبوا يومكُوا البسيط الخالي من أشياء مُثيرة وإستمتعُوا بِيه، حِبُوا إنجازاتكُوا حتىٰ لو مش ناجحة وعظيمة في عيُون البعض، حِبُوا دراستكُوا أو شُغلكُوا حتىٰ لو مُجبرين عليهُم ومخترتهُومش، حِبُوا عُيوبكُوا وتقبلُوهَا علشان تعرفُوا تصلحُوهَا وتغيرُوا مِنها، حِبُوا النَّاس اللِ في حياتكُوا..بَل حِبُّوا حياتكُوا.! "
"كمان فِهمت مُؤخرًا إن طول ما إنتُوا مُشَبَّعين داخليًا مش هَتحتاجُوا لِـحَد، يعني طول ما أنا جُوايا حُب مش هَحتاج أدوّر عليه برّا، طول ما أنا قلبي مليان ومش مُفتقر لِلحُب ولا عندُه فَقر عاطفِي..هَيبقىٰ من الصعب إني أنخدِع وأتعلق بِـ أي كلمتين لُطاف حِلوين قالهُم عابِر سَبيل، هَبقىٰ عارفة إن أي زيادة هَتيجي من برّا فَ هيٰ إضافة مش أساس ولا تكمِلة لِـمشاعري وإحتياجي..وجودُه هَيفرحنِي بس غيابُه أو نقصانُه مش هَيمُوتنِي ولا هَيأثر عليّا بِـشَكل مُبالغ فِيه، وبِـالتالي مش هَكُون مغناطيس للعِلاقات السامة، ولا هَجذِب أصحاب الفَراغ والوَقت الفاضِي اللِ غَرضهُم التسليّة فقط لا غِير. "
______________________
"خطواتِي كانت عارفة طريقهَا لِـعنبر أصيل علشان أشُوف صاحبُه، أنا أصلًا كُنت لِسه هِنا إمبارح، ومعرفش إيه اللِ جابنِي النهاردة دُون أي سَبب يستدعِي وجُودِي لِـيُومين ورّا بعض..بَس جِيت! "
"المُهم إني وأنا في طريقي لِيه، لمحتُه بيتمشىٰ برّا من غير أصيل _ لِـ أول مرة _ كُنت هَرُوحلُه أو هَندّه عَليه..بس ده لَو مكنش بيتمشىٰ معاهَا، هيٰ مين؟ معرفش، شوفتهَا قبل كده؟ ولا عن طريق الصُدفة حتىٰ، هَسألُه عَليهَا؟ لأ طبعًا ولا كإني شُوفتُه..شوفتهَا..شوفتهُم أقصُد؛ عادي يعني، ثُمَ أنا مَالي أصلًا؟"
فارس: مش حِلوة أصلًا!
"قالهَا وهوٰ بينزِل التليفون من إيدي وأنا بتصوّر، بصيتلُه فَ قعد علىٰ الكُرسي اللِ قدامي في الكافيتريا اللِ أنا قاعدة فيهَا _ المفرُوض إنهَا مكان مُخصص لِـوقت الغدا علشان الناس اللِ شغالين هِنا، بس ده مش معاد البريك فَ أقعد براحتي اشطا.."
لمار: هاي..إزيك؟
"قولتهَا بِـإبتسامة فَ بصلي بِـإستغراب وقال.."
= إنتِ كويسة؟
"معرُوف عنِي إني مش بسأل أي حد قُريب منِي أسئلة من نوع ' إزيك '، 'عامِل إيه ' أو 'أخبارك إيه' وكُل المُقدمات والمُتصنعات دي، مع الأشخاص القُريبين لِـقلبي بتكلِم بِـتلقائية بَحتة وأدخُل في مواضيعنا بِـعفوية دُون ذرة تجمُل أو تصنُع.."
- أه أنا تمام، إنتَ عامِل إيه؟
"رَد وهوٰ مش متطمِنلِّي.."
= كويس الحمدللّٰه، شُوفتِك وأنتِ مِعدّية على فكرة.
- بجد؟
= أيوه، ليه دخلتِ علطُول ومَجتيش؟
"كُنت هَرُد وأقولُه سوري مَخدتش بالي، بس حسيت إني هَبان كذابة فَ قُلت.."
- لقيت معاك حَد فَ محبِتش أزعجكُوا وأتطفل عليكُوا وكده.
"قولتهَا وضحكت وأنا مش عايزة، بس علشان لو تعابير وشِي وملامحِي خانتنِي..أفعالي وتصرُفاتِ تفي بِـالغرَض.."
= لأ كُنتِ تعالي عادي..دي مَي.
"وطبعًا أنا وإنتُوا كده عِرفناهَا بِما إنها غَنيّة عن التعريف كإنهَا مَي عِز الدِين مثلًا!"
- اممم.
"وكمِلت تصوير عادي بردو دون أن أُبدي أي إهتمَام، هو فاكِرني هَسألُه ولا إيه!"
= كانت جايّه علشان تسلِّم عليا قبل ما أسافِر.
"وهِنا بقىٰ أنا اللِ نزلت التليفُون وسيبتُه من إيدي بسرعة، ومعرفتِش أخفِي لَخبطتِّي ولا صدمتِي وأنا بقول.."
- فين..قصدي ليه، يييييه إمتىٰ يعني؟
= السَبق، بُـكرة.
- إنتَ مش قولتلي إنُه يُوم 17؟
= أه.
- طيب والنهاردة 10..يبقىٰ لسه إسبُوع!
= ما إحنا لازم بنرُوح من قبلهَا علشان الخِيل يتعودُوا علىٰ المكان، وكمان عشان إحنا كَـ خيّالين ندرِس تضاريس موقِع السَبق والتُربة اللِ هَيتعمل عليهَا ونلحَق نتدرب وناخُد وقتنَا.
- امم..فِهمت.
= هَتيجِي؟
"بصيتلُه وقُلت.."
- أجي؟
= براحتِك..أنا بسأل.
"وعلى فِكرة أنا كمان كُنت بسأل!"
- هيٰ سارة هَترُوح؟
= أكيد، كلهُم رايحين.
-...
= هَتيجي معاهُم.
"سكتت كام ثانية وقولتلُه.."
- مش عارفة..بس إحتمال كبير لأ.
"وقفت وأنا بكمِل قبل ما أمشي.."
- عارفة إنك هَتكسَب إن شاءاللّٰه، ربنا معاك.
= إنتِ ماشية دلوقتِ؟
- أه.
= ليه!
- الخِيل مش محتاجنِي، فَ وجُودي ملوش لازمة.
"وقف قدامي وقال.."
= وإنتِ بتيجي لِلخيل بس يعني؟
"رجعت شَعري وَرا ودنِي وقولت.."
- المفرُوض..ولا إنتَ شَايف إيه!
= أنا شَايف إنك مَتمشيش دلوقتِ.
- الدُنيا حَر وأنا من الصُبح في العيادة فَ تعبت وبعدين جيت هِنا كمان، ولسه عندِي حاجات كتير، ولسه هَروّح والطريق و...
"قاطعنِي وهوٰ بيبُصلي ويقول.."
= لمَار..خليكِ شوية بجد.
"سكتت كام ثانية، إتنهِدت وقولتلُه.."
- هَتجيبلي نسكافيه طيب؟
= غريبة! مش قهوة؟
- تؤ تؤ..نِسكافِيه.
"رَد بِـإبتسامة.."
= عيُونِي.
"مالُه ده!!"
"معرفش ليه مأصرِتش على رأيي، معرفش ليه مقولتلُوش لأ مع إني كُنت متضايقة وعايزة أمشي فعلًا، يمكِن السبب الأولىٰ أعرفُه هو إني ليه إتضايقت من الأساس؟ أنا مكُنتش تعبانة ولا مشغُولة وكل دي حِجج إخترعتهَا علشان أعدِي الموقِف، أنا إتقفَلت من ساعة ما شُوفتهَا..بِـالأدق من ساعة ما شوفتهُم مع بعض.!"
"مَغييـرتِش يَـجماعة لأ متخلُوش خيالكُوا يرُوح لِـبعيد، وبعدين هَغييـر ليه؟ أنا بس إتضايقت إنهَا خَدِت مكاني..خَدِت وقتِي أقصُد، كل مرة كُنت بَحسُه مِستَنينِي، ولما كُنت باجِي كان بيسيب اللِ في إيدُه ويقعد معايا..نتمشىٰ أو نتكلِم!
خليني أقول إنُه مَكنش يعرف إني جايّه، وإني مَقولتلهُوش ولا ده اليُوم والمعاد اللِ متعودة أرُوح فِيه، لكن مش مُبرر!
هو مش مُبرر حقيقي لِلهَبل اللِ بقولُه ده، إيه الأڤورة اللِ أنا فيهَا دي أصلًا؟ ماهو جَه وقعد وإتكلِم ومَسابنيش أمشي كمان، وبعدين...هوووف أقولكُوا علىٰ حاجة؟ فُككُّوا مِنِّي!"
-----------------------------------
"مِشي، سافِر..نفس المعنىٰ بس أنا اللِ بأكِد لِـنفسي، كان عندِي فِكرة إني هَدخُل وملاقيهُوش..شيء معرُوف ومُتوقع، لكن كان جُوايا إحساس بيكذِبنِي، وأنا داخلة كان بيقولي إني مُوجود وجُوه، يمكِن جُزء فِيا مكنش عايزُه يمشي ولا عايز يتقبَل ده، بس في الأخر غصب عنِي وعن إحساسي لما دخلت مَكنش موجُود."
------------------------
"تاني يوم رُوحت نُص ساعة ومشيت، مش عارفة أكُون في المكان وهوٰ مش فِيه، كان بين الوقت والتاني يدخُل ينكُشنِي..يعملِي دَوشة وضوضاء، هوٰ شَخص مُشاغِب، وزي ما مُشاغبِتُه دي كانت بتعصبنِي وتستفزنِي مُعظم الوَقت، لكن كمان أوقات كتير كانت السَبب في التخفِيف عنِي وتغيير أي مُود ضِيق أو خَنقة، وبعدين..هوٰ بيضحكنِي! والإنسان مش كُل يُوم بيلاقي شَخص يضحَكُه."
----------------------
أقولكُوا سِر؟ أنا مُفتقِدة وجودُه، وياريت نِفرق يا شَباب بين مُفتقِدة وجودُه ومُفتقِداه هوٰ..تِفرق معلش! مُفتقدِه وجودُه دي تدُل على إن وجودُه لَطيف ومُريح..وأي وجُود تاني بيدينِي نفس الإحساس مُمكن يُغني عنُّه ويسِد فراغ الشعُور ده، أمّا مُفتقِداه دي معناهَا إنِي مُفتقداه هوٰ كَـ شَخص وأنا مش مُفتقِداه ولا حاجة، ولا مُفتقِداه؟ واللِ بقولُه ده أي هَبد!
"طَب على فِكرة عادي، أنا وهوٰ وكُل الناس مُمكن نحِس الشعُور ده..حتىٰ إنتُوا !
يعني شَخص بنتقابِل أنا وهوٰ علىٰ مدار الأيام، بيحكِيلي وبتكلِم معاه، بيهتَم بِـتفاصِيلي وبسأل عَليه، بيشَاركنِي مشاكلي واحزانِي وبَقرفُه مَعايا، كل ده بِـالإضافة إن وجودُه حِلو كده وجميل، فَ طبيعي جدًا إن غِيابُه هَيأثر..وهَيلفِت، وهَيسيب فراغ ومَلل وتقلُبات مزاجيّة، ده غير إن إحنا كَـ بنات بنتعلَق بسُرعة، وبِـطبيعتنا روتينيين بنفضّل وجُود الأشخاص المُقربين لينا جمبنا وقُدامنا وحوالينا. "
لمار: المُحيّر في الموضُوع إني بقالي 5 أيام معرفش عنُّه حاجة، طبعًا مشوفتهُوش علشان لسه مَرجِعش، ومسألتِش سارة عَليه علشان إتكسَفت، ومَكلمتهُوش علشان...علشان إيه؟ علشان مينفعش أكيد، إيه اللِ مَنفعهُوش يعني؟ مَعرفش، بس هو مينفعش وخلاص.
"كُنت واقفة قُدام المرايه وأنا بسرّح شَعري وبكلِم نفسي قَمر لِـقَمر.."
لمار: طيب علشان تبقي واخدة بالِك دي اسمهَا قِلة ذُوق وندّالة وعيب، وحقُه جدًا يقول عليكِ بتاعة مصلحتِك، ليه بقىٰ؟ علشان الراجِل وقِف معاكِ كتير، وساعدِك أكتر، ولما كُنتِ بتحتاجِيه كُنتِ بتلاقِيه، ده بعيدًا عن إنُه راجِل وجَدع ومواقفُه قبل كلامُه يشهَدُوا بِـدَه، وفي ظِل ما كان بيبقىٰ مشغُول كان بيفضي نفسُه ويقعد معاكِ ويسأل عليكِ، وأبسط حاجة مُمكن تعمليهَا مُكالمة تِليفون أو مسدج يا عديمة الدَم تسألي عَليه فيهَا، يا شيخة إعملِي حِساب لِلنسكافِيه والقهوة اللِ ما بينكُوا حتىٰ!
"حطيت على شعري سورتيت لونُه زَهري، وتِنت بِـنَفس اللُون وأنا بقول.."
لمار: طَب وأنا هَكلمُه إزاي دلوقتي؟ هو مش معاه رقمي فَ مبعتليش أي مسدج ولو بِـالصُدفة قبل كده، وأنا كمان مش معايا رقمـ...رقمُه! أنا فاكرة إنُه كان إدَهُونِي؛ صَح؟
"جريت عند الفِيشة اللِ فيها شاحِن التليفون اللِ بيشحِن ودوّرت على الرقم بسرعة، هو أنا كُنت مِسجّلاه إيه! "
"بعد لَف طويل وطلُوع ونزُول في قائمة الـ contacts، إكتشَفت إن رقمُه مش موجُود عندِي.."
لمار: هو أنا نسيت أسجِّلُه؟ هو إدهُونِي إمتىٰ أصلًا؟ إفتكرت..لما كتبُه على إيدي يوم ما كُنَّا بنجهِز العِيادة و..يييييه عليا وعلى غبائي! يوميهَا روّحت وغسلت إيدي علطُول من غير ما أسجّل الرقم، سَقفة كبيرة لِيّا..هَعمل إيه دلوقتِ بقىٰ؟
________________________
- صَفـــا أحمَّـد |صُوفِــيّا.
#يُتبع...
بجد تاخدى بوساااات كتيييير❤️
ردحذف