القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال بعنوان التفكك الأسري للكاتبة آية فتحي حمام، تحت اشراف حملة واعي

مقال بعنوان التفكك الأسري للكاتبة آية فتحي حمام، تحت اشراف حملة واعي


التفكك الأسري


موضوع غاية فى الخطورة _من وجهة نظري والتي لابُد أن تكون هكذا بالنسبة لنا جميعًا _

تتعدد أسبابه ولكن حديثي اليوم عن سبب واحد منهم ألا وهو "العنف الأسري"

 

_فى البداية ما هو العنف الأسري؟ 

بدايةً تعريف كلمة عنف ما هي إلّا إيحاء بالقسوة والشدة وقد يكون إستخدام القوة بطريقة غير قانونية ويُقال عنه فى "علم الإجتماع" بأنه اللجوء للأذى من أجل تفكيك العلاقات

 إذًا فالعنف الأسري ما هو إلّا قسوة من أحد أفراد الأسرة للباقي لإلحاق الأذى بهم أو إشباعًا لرغبته لشعوره بالنقص أو عدم تحكّمه فى غضبه أو وجود إضطرابات نفسية له.

دوافع العنف

_تتعدد دوافع العنف الأسري ومنها: 

١:دافع نفسي، مثل وجود إضطرابات نفسية لدى الشخص المُعنّف، صعوبة فى التحكم فى الغضب، تعاطي مخدرات أو كحولات، تعرض الشخص لعنف أسري فى صِغره، تراكمات نفسية بداخله مثل " الإهمال، عدم الإحتواء _الشعور بالنقص _". 

٢:دافع إجتماعي، مثل العادات والتقاليد _المُتخلّفة _التي نرِثها عن القدماء في أن التربية السليمة لا تأتي إلا بالعنف وضرب وإهانة الأطفال

-العادات والتقاليد التي تعطي رب المنزل الأحقية الكاملة فى السيطرة على أفراد الأسرة فقد يظهر ذلك فى قسوة الزوج مع الزوجة أو مع ابنائه، أو قسوة الابن الأكبر مع اخوته الضعاف... بالتأكيد هناك العديد من الدوافع الأخرى؛ ولكني فضّلت التركيز على هذه النقطتين. 

أنواع العنف

_أنواع العنف: قد يكون...

١: جسدي: ضرب، ركل، صفع، إستخدام آلات حادة... 

٢:جنسي: الإعتداء الجنسي المادي _سواء على الزوجة أو الأطفال _

أو المعنوي _إستخدام ألفاظ خادشة _

٣:نفسي: إهانة، سب، التجاهل، الإهمال، جعله يشعر بالنقص وعدم الرغبة فيه. 

٤:إقتصادي: حرمان من مصروف، حرمان من تعليم، ترفيه، مشتريات...


_أرى أن الكثير من الآباء يعتقدون أن بعنفهم وأسلوبهم الفظ هم بذلك يربّون أولادهم تربية سليمة.. لا يجعلونهم يقعون فى الخطأ.. لا يعرفون أنه بذلك يُدمّرون نفسيتهم وجسدهم.. لا يعرفون أنه بذلك تُخلق فجوة كبيرة بينهم وبين أولادهم. 

-سأضرب مثال من الواقع الذي نعيشه الذي يثبت ما أقوله الآن...

_" _وفاة شاب داخل مسكنه أثر تعرضه لضرب بدني والتحريات تشير إلى تورط *الأب* في ارتكاب الواقعة_". 

-استيقظت صباحا ففتحت إحدى مواقع التواصل الاجتماعي ولاحظت أن هناك شيء ما وإذ بعد فترة قرأت تلك الجملة التي بالأعلى. 

حسنًا الآن تريدون معرفة السبب 

"السبب ألا وهو أن ذلك الأب وجد ابنه يُدخّن سيجار في شرفة منزلهم دون أن يعرف أحد"

خرجت من منزلي وإذ بي أسمع تفاصيل عن تلك الحادثة مازال عقلي لا يستوعب ذلك أبدًا ولكن ما سمعته كان أشد قسوة: "_هذا الرجل قاسي، يتعرض أولاده دائمًا لعنف أسري من قِبله... 

_قيل أنه مرة قام بسكب مياة مغلية على أحد أطفاله الصغار...

_زوجته تركت له المنزل فى الفترة الأخيرة بسبب معاملته تلك وقسوته مع أولاده"، تلك كانت بعض الجمل التي سمعتها من الآخرين حول الحادثة، الآن إذا كان ذاك الأب معاملته لأولاده بشكل يُرضي، لا يعرض أولاده لعنف أسري أعتقد أنه لما كان سيحدث كل هذا، أنت عندما تعرض أولادك لأي نوع من أنواع العنف الأسري هل تعتقد أنك بذلك تربيهم تربية سليمة كي لا يفعلوا الخطأ؟! 

 إطلاقا؛ فالعنف بأنواعه ما يفعل سوى *فجوة* وخوف وكره لك من قِبل أولادك. 

عندما يرتكب أولادك الخطأ ليس عليك أن تضربهم وتعنفهم وتقول لهم الكلام السيء أو النظرات المُرعبة بالعكس عليك أن تفهمهم خطأهم بكل هدوء. 

لا يوجد منا من لا يخطئ حتى أنت تخطئ فى بعض الأحيان كثيرًا فما بالك بهؤلاء الصغار؟!

 

تلك الحادثة التي عرضتها: إخفاء الشاب عن والده أمر التدخين _معكم أن التدخين مضر وفعل خاطيء _ولكن من السبب الرئيسي في هذا؟! 

إنه الأب وطريقته الجاحدة القاسية في التربية بالأساس هو لا يعرف شيئًا عن مصطلح التربية، لولا طريقته القاسية لكان حالة بيته أكثر هدوءًا واستقرارًا، لما عانى أولاده معه، لما تعرضوا لأمراض نفسية قبل جسدية، لما تعرضوا لـ *تفكك أسري*

لما قام ذاك الشاب بالتدخين خفية دون علم والديه، والأهم لما قتل ذاك المتوحش ولده... في النهاية، سيادتكم لا يوجد ما يسمى بـ"أنا بقسى عليهم عشان أربيهم صح وميقعوش فى الغلط".

خطأ هذا خطأ... هم لن يفعلوا الخطأ إلا إذا وُجد تقصير من أحد الوالدين مثل: " إهمال تربية، إنشغال عنهم، تعرضهم لأشخاص يتادولون الألفاظ البذيئة فيكررونها.. ".


عندما تبدأ تربيتك لهم من البداية بطريقة صحيحة وسليمة _تربية على نهج الإسلام _أعتقد أن أولادك سينعمون فى بيئة سليمة هادئة لا يقعون فى الخطأ _حتى وإن أخطئوا يومًا فستُصحح لهم خطأهم وترشدهم بأسلوب سلس _والأهم أنهم لا يتعرضون لأي إضطرابات نفسية. 


وختامًا، أُناشد أنا وأُطالب من الجهات المختصة بإتخاذ الإجراءات والقوانين القُسوى لمعاقبة كل أب/أم يُعرّض أبناءه للعنف بأشكاله حتى يتم الحد من تلك الجريمة البشعة.


_آية فتحي حمام. 

_تحت اشراف حملة واعي للتوعية المجتمعية.

تعليقات

التنقل السريع