أيهم قلبي
"دائمًا تحيط بينا هالة من الحزن، دائمًا نشعر بالانكسار، بالتعاسة اللامتناهية، دائمًا ما نتعلق بأناس ليسوا من حقنا، نتوهم بالحب، لنرتفع لاعالي السماء، ثم وفجأة نرى أنفسنا نهوى للأرض في سرعة، أصبح الحب لعبة في يد قساة القلب، والآن كلمة للإيقاع بالفتيات الرقيقات، الآن لا وجود للحب."
"كنت انتهي من كتابة تلك الكلمات عندما سمعت صوت أمي تنادي."
أمي: هيا يا فتاة قومي لتساعديني لننجز اعمال المنزل في سرعة.
الفتاة: أمي لقد سئمت أريد أن أذهب للشاطئ.
أمي: منة أيتها الكسولة قومي هيا.
منة: أمي حقا أريد الذهاب للشاطئ أرجوك.
أمي: أيتها الكسولة هياااا.
منة بضجر: أمي لا تنعتيني بالكسولة فقد أود وبشدة أن أجلس بجانب البحر.
أمي: حسنا يا ابنتي ولكن لا تتاخري فالغيوم متراصة بشكل غريب ويبدو أنها ستمطر بغزارة اليوم، وارتدي المعطف الجلدي حتي لا تصابي بالبرد.
منة بشرود: حسنا أمي ولكن هذه الأجواء دواء لقلبي المتهالك لن تصابني ابدا.
الام بحزن لحال صغيرتها: هيا يا صغيرتي اخرجى ما بداخلك فلقد مضي الكثير علي ذاك الوقت.
منة بحزن: ولكنه ترك لي بصمة من الخذلان والوجع أمي، سوف أذهب الان.
الام: حسنا بنيتي في رعاية الله وحفظه.
"حسنا أعرفكم بنفسي اسمي منة، متوسطة الطول، بشرتي سمراء جميلة، ملامحي هادئة، عادية كأي فتاة، ولكن ما يميزني هي تلك الابتسامة بغمزاتي التي بجانب شفاهي، وتلك الروح الجميلة التي تزهر في قلوب باقي البشر."
"ذهبت الي الشاطئ وكان الطريق لا يوجد به الكثير من البشر، فنحن في ليالي الشتاء الباردة، وهذا ما احبه فأنا رغم حبي للبشر الا أني أميل للهدوء بطبعي،احب الطبيعة والتأمل فيها، سبحان من أبدعها."
"ذهبت لذاك المكان الذي لا يوجد به أحد، وجلست على تلك الصخرة التي أشعر وكأنه يدب فيها الحياه بمجرد جلوسي عليها، فهي والبحر أمامي يشهدون علي كل لحظات الحزن والفرح في حياتي."
"جلست عليها، وهاج البحر ليرسل ماؤه الي أنامل قدمي، وكأنه يرحب بعودتي، تبسمت له، وكأنه شخص يراني ويسمعني، أخذت شهيق وزفير، وكأنني أخرج نفس يكتم علي صدري لإبدله بآخر، يتنفس بها قلبي."
"جلست أنظر الي البحر تارة والي السماء مرة اخري، كانت أمي محقة يبدو أنها ستمطر بغزارة اليوم، فلقد سمعت أمس في التلفاز، بأن هناك عاصفة قوية قادمة، أعشق هذه الأجواء، فأنا من عشاق الشتاء، الغيوم، المطر، أشعر بأني حية بهذا الفصل، وميتة بباقي فصول السنة، أحب الشتاء بمطره، لا احب زحمة الصيف، وتكدس الناس به، شعرت برذاذ من الماء علي وجهي، كان البحر يرسل ماؤه لاستجيب له، وليسمع قصة جديدة من قصص حياتي اللامتناهية."
"بدأت في سرد خذلاني الجديد، بسبب تعلقي بشخص آخر، ومع كل كلمة تخرج مني، يزداد بكائي، ويهيج البحر، وكأنه يثور علي ذاك الشخص لانه السبب في ذاك الوجع الذي يسكن قلبي، والمطر يزداد ليختلط بدموعي ليصبحوا شئ واحد، وكأن البحر والمطر يقوموا بمواساتي، وبدأت بسرد القصة الجديدة.""
"منة: هناك عيب بي وهو تعلقي بالأشخاص سريعا، أحبهم وكأنهم من دمي، أرعاهم وكأنهم أولادي، أفرح لسعادتهم، وأحزن لاوجاعهم، ولكن بعد كل ذلك يتركون لي بصمة خذلان ووجع جديدة، كل ما أريده هو شخص حنون، تقي، لا أهون عليه، لكن هؤلاء الأشخاص يصيبون قلبي بالوجع فقط، وكأنهم يضمنون وجودي، فيبتعدون ويقتربون برغبتهم، وكأني لا يوجد لدي مشاعر أشعر بها."
أيهم قلبي بقلم منة محمد
"أخرجت ما بداخلي لذاك البحر الهائج، وكلما زادت دموعي، زاد المطر بغزارة، وفور انتهائي من حديثي عن تجربة أخري فاشلة، رفعت رأسي للسماء بدموع باهتت ليها عيني، وأصبحت أتحدث مع الله، أطلب منه الثبات علي اليقين، زاد المطر، وكأن الله يبعث لي برسالة خفية بأنه سيجبر ذاك الفؤاد المجروح والمخذول قريبا، ففؤادي كان يتقطع من كثرة الوجع."
"في ذاك الوقت سمعت نداء الصلاة، فكان مني ابتسامة جميلة، أظهرت غمزاتي، ووقفت مسرعة لتلبية النداء، ووقفت أمام البحر، وتنفست بعمق، ونظرت للسماء وابتسمت، والتفتت لأذهب للمسجد."
"عندما التفتت انصدمت من ذاك الشاب الذي كان يجلس خلفي ويتنصت لحواري، نظر لي نظرة غريبة، فسار بجسدي رعشة خوف، وبتلقائية مني عودت للوراء، فانزلقت قدمي وكدت أسقط في ماء البحر، لولا ذاك الشاب الذي جذبني اليه، فرفعني حتي اعيد توزاني من جديد، وابتعدنا قليلا، فنظر إلي عيني مباشرة، شعرت بقشعريرة تسري بجسدي، ثم تحدث."
الشاب: لا تقلقي لن أؤذيكِ، لقد كنت امر من هنا وجئت لأجلس فوجدتك، لم استطع منعك من حديثك وتشتيت ذهنك، حتي تخرجي ما بداخلك فهذا شئ مريح أفعله يوميا.
نظرت لها ببلاهة وكدت اذهب من أمامه ولكنه وقف امامي.
الشاب: أريد فقط أن تتيقني بالله فهو عليم بما يدور في صدورنا، لا تتمسكي ببشر فاني، ولكن تمسكي بيد الله التي لا تفني ابدا، وستذهلين بكرمه وجبره في الأيام القادمة، والان هيا الي الصلاة.
نظرت له باستغراب وفجأة ذهب من أمامي، ذهبت الي المسجد وقد تيقنت بأنه بالتأكيد شئ من خيالي.
"دخلت الي المسجد وتوضأت ثم أديت فرض المغرب وذهبت مباشرة الي المنزل."
"ظل ذاك الشاب بخاطري تجول كلماته وتقع في نفسي بشئ مريح."
"وفي الأيام التالية التزمت المنزل كنت اذهب الي عملي فقط أو الي جامعتي، وكنت أعود لاظل داخل غرفتي."
"جاء يوم وذهبت من عملي مباشرة الي الشاطئ، نظرت في الإرجاء لعلني أجده، لا اعلم ولكن صورته لا تذهب من خاطري ابدا، وكأنه يأبي النسيان."
الشاب: هل تبحثين عني.
التفتت تجاه الصوت بخضة فلقد أفزعني.
منة: لا جئت لأجلس هنا في مكاني.
الشاب: لكنك كنتي تتلفتين حولك كثيرا كانكي تبحثين عن شي او شخص.
منة بتوتر: لا هذا غير صحيح والان ابتعد عن طريقي.
الشاب: ولكني لا اقف في طريقك.
منة وهي تذهب من أمامه..
الشاب: انا لا أترصدك ولكن جمعنا الله بطريقة ما.
التفتت اليه منة: ماذا.
الشاب: نعم فلقد كنتي تأتين الي أحلامي من فترة كبيرة وعندما رأيتك لم اصدق عيناي.
منة: ماهذا الهراء.
وذهبت من أمامه لتعود للمنزل فيكفي اليوم.
الشاب بصوت عالي لتسمعه: اهربي جيدا ولكن لن نهرب من قدر جمعنا الله به ي قدر الله لي.
التفتت اليه وطالعته بنظرة نارية وذهبت للمنزل.
"أحيانا يجمعنا الله بأشخاص لا نعلم هوايتهم ولا نعلم لماذا وفدوا الي حياتنا ولكن يقينا بأنهم لهم دور مهم لنكمل تلك الحياه يجعلنا نأمن بالله خيرا."
وبعد عدة أشهر ذهبت لابتاع الجزء الاخير من رواية مملكة البلاغة فأنا عاشقة لها ولكتابتها،ولكن الغريب بأني رأيته هناك، وكأنه يعلم بوصولي، ذهلت عندما اقترب مني.
الشاب: السلام عليكم لقد تأخرتي كان من المفترض أن تصلي منذ ربع ساعة مضت.
فغرت منه فاه من الصدمة كيف يعلم بأنني أتية لهنا وكيف يعلم موعد وصولي وكيف....
قاطعها الشاب: هيا فالكتاب ينتظرك.
منة: اي كتاب.
الشاب: سقطري فانتي هنا لتشتريه.
منة بتوتر وعصبية من ذاك الغريب الأطوار: كيف عرفت كل هذا وكيف تلاحقني كالظل هكذا فأنا رأيتك كل يوم تقف تحت منزلي ولا تذهب الا عندما أطفئ الانوار، وتعود في الصباح وتتبعني لعملي وتظل حتي ينتهي دوامي واذهب للمنزل، وعندنا اذهب لجامعتي أراك تذهب ورائي، وبصوت عالي لفت انتباه المارة: من أنننننت ولما تلاحقني هكذا.
الشاب بتنهيدة: حسنا سأروي لكي كل شئ ولكن عديني بأن تصدقين كل ما سأقوله لكي.
منة بشئ من الخوف: حسنا.
الشاب: لنجلس في مكانك المعتاد.
منة: لماذا لنحلس في اي مقهي.
الشاب: لا سيسمونك بالمجنونة.
منة بصراخ: مااااااذا.
وفي هذه اللحظة جاءت امرأة وسألته: ما بك ي بنيتي.
منة: هذا الرجل سيصابوني بالجنون حقا.
المرأة: رجل من.
منة: هذا الذي يقف هناك.
المرأة: ولكن ي ابنتي لا يوجد أحد هنا.
منة بصدمة: ماذا تقولين ي خالة، وأشارت علي مكان الشاب وقالت: ها هو يا خالة.
المرأة: صدقا ي ابنتي لا يوجد أحد.
الشاب: قولت لكي لنذهب لا احد يراني أو يشعر بي ويسمعني غيرك.
منة من هول الصدمة وقعت مغشيا عليها...
ك/منة الله محمد السيد ✍️♥️
♥️♥️♥️♥️♥️
ردحذف