التفكك الأسري بقلم جنين غريب
أهلًا بك عزيزي القارئ، دعني أخبرك بقصة فيروز ومِن بعدِها نتحدث عن موضوعنا.
فيروز فتاة صاحبة خمس وعشرون عامًا، سجلت لها رسالة تحزن جميع من يستمع إليها.
"محتوى الرسالة"
تحدثت فيروز بنبرة مليئه بالحزن والبكاء الشديد : " أنا بس كان نفسي أكون مكانها، طب هي ليه باباها ومامتها بيحبوها أكتر من ما أهلي بيحبوني، تعرفوا مامتها بتعاملها زيها زي أخوها بنفس الحب!"
حل الصمت في المكان لحظات قليلة، ثم توالت الضحكات من فيروز بشكل مخيف : " بقول بتعاملها أنا قصدي كانت بتعاملها، عارفين بقول كانت ليه؟ عشان أنا موتها خلاص، فريدة خلاص مبقتش موجودة، يعني خلاص محدش هيتعامل أحسن مني تاني "
وأكملت كلامها :" مامتي كانت بتحب أخويا أكتر مني، بابا مكنش بيعلب معايا، أخويا كان بيضربني على طول، طب عارفين يوم ما كنت بروح لبابا عشان أشوفه مش بيكون فاضي يلعب معايا، وماما كمان مش فاضيه أو مشغولة، مكانتش مهتمة بيا "
أتملت عينها بالدموع وظهر على وجهها الغضب و انفعلت قائله : " أما بقا ست فريدة زي ما تكون كدا السفيرة عزيزة، زي أيه! بقولكم موُّتها يبقى المفروض أقول كانت!! "
وتوالت ضحكاتها من جديد، تحدث الشيخ الموجود : " طب اهدي يا بنتي، مش أي حد أهله مكانوش مهتمين به يصبح قاتل، اندفعت الدموع من عينها وكأنها شلال :" بس يا شيخ حرام!! في وقت الخوف ماليش أمان، حرام في وقت الجد ماليش حنان، الحرام يا شيخ أني فعلًا أقتل، بس والله أنا كان نفسي بس أكون مكانها، معرفش إزاي عملت كدا! ادعيلي ربنا يسامحني"
وضعت يديها على صدرها و زادت الدموع أكثر من زي قبل مفارقةً للحياة قبل تنفيذ حكم الإعدام عليها، جراء أزمةٍ قلبية مفاجئه.
وبعد الانتهاء من سماع رسالة فيروز جميعًا نعلم الآن ما هو موضوعنا اليوم.
إنه التفكك الأسرى يا سادة، يوجد الكثير من الأسباب؛ ليحدث ذلك التفكك مثل : ( الانفصال ، الطلاق، الاختيار الغير مناسب، نجاح أحد الوالدين، الهجرة، إلخ...)
و للأسف الشديد عندما يقع الانفصال يقع الوالدين في أخطاء كبيرة للغاية مثل التعويض المادي للأبناء، في ذلك الوقت يعتقد الوالدين أن المادة هي كل شيء، و هي التعويض الأنسب على الإطلاق؛ لغياب الطرف الآخر مثل إيجاد شخص يحل محل الطرف الآخر، ولكن ليست هذه بحلول، إنها جريمة في حق الأبناء دعني أخبرك بخطورة ذلك التفكك، أثبتت الأبحاث العالمية أن نسبة ٥٩% من مرتكبين الجرائم هم ضحايا التفكك الأسري، و ذلك لأنهم يكونون أكثر انفعالًا عن الأطفال الاخرين، يكونون أكثر حساسية مِن مَن هم حولهم، يكون لديهم ميول عدوانية بنسبة أعلى من الجميع.
إن التفكك لا يزول أثره إلا بالموت، هل تعرف ما هي نتيجة ذلك التفكك؟
دعني أخبرك بها : خروج مريض نفسي للمجتمع، خروج أشخاص الحقد و الكراهية لديهم اسلوب حياة، خروج آباء غير صالحين، خروج أمهات لا يعلمن ما هو الحنان، خروج ضحية جديدة لعالم الانتحار.
و مهما بلغ عمر الأبناء و المستوى الفكري لديهم لن تستطيع أن تراهم سوى ضحايا لتجربة فاشلة، و نتيجة عنها ذلك التفكك، و بالتأكيد لا أستطيع ان أمنع حدوث الطلاق، ولكن يمكن أن أحاول أن أمنع ما يسمى بالتفكك.
دعني أخبرك عزيزي القارئ بالطرق السليمه الواجب عليكم أتباعها بعد الانفصال في حالة وجود أطفال :
الاحترام، المودة، الرحمة، الدفئ الأسري، التعاون المشترك، التفاهم، الاتفاق، يوم عائلي طبيعي جدًا و خصوصًا في مرحلة الطفولة.
رسالة إليك عزيزي الضحية:
إن المتعارف عليه لجميع العالم أن فاقد الشيء لا يعطيه، ولكن أتكلم وأنا في داخلي ثقة العالم أن فاقد الشيء يعطيه وبكثره، لا تجعل ما مررت به يُنهي حياتك، أنت قوي كفاية لمواجهة العالم، قوي كفاية لتكون أبًا رائعًا أو تكونين أُمًا حنونة، و أقسم لك يوجد كثير من الأمل و الحب في هذه الحياة، لا تيأس في يومٍ ما من رحمة الله، و تأكد أن هناك من هم حولك يتمنون ابتسامه منك، ابحث جيدًا عن شريك للحياة اجعل لك عالم موازي، عالمك الخاص، و في يوم سوف تحصل على السلام الداخلي، و في يومٍ آخر سوف تحارب المجتمع معنا، و تنهي هذه التجربة تحت مسمى التفكك الأسري.
الي اللقاء قراء حملة واعي الأعزاء
چنين غريب/ ورد
تعليقات
إرسال تعليق