خرافة بقلم الكاتب وليد حسن
كتب : وليد حسن
منذ صغرنا ونحن نسمع حكايات لا يقبلها عقل ولا يرضى لها منطق، فعلى هذه "المسطبة" أتذكر جدي وقصصه الخوزعبلية التي لطالما سرقة منا الإحساس بالإمان وأبدلت وجوهنا بوشاح الخوف ونحن نجلس نتحسس أماكننا وخيالنا الطفولي يرسم لنا أمنا الغولة وهي تترقب غفلتنا لتهاجم مجلسنا وتلتهم قوينا وضعيفنا دون رحمة أو شفقة.
أتذكر ملامح وجه جدي وقد علته جدية كما وكأنه يصف مشهد تراه عيناه أمامه، صوته ذو النبرة الهادئة الذي يزيد المشهد رعباً ورهبة، حركات يده التي ترسم المشهد كما وكأنه رسام اعتادت يده الرسم، ربما لو وصفت لك أكثر من ذلك لقلت أنني أبالغ قليلا لكن صدقني أنا لا أصف إلا واقعاً...
خرافة بقلم الكاتب وليد حسن
خرافات القصص كانت ومازالت محور الجلسات وخاصة في فصل الشتاء والعجيب في المشهد حين تجلس تجد أن الأكبر سناً يعلم من القصص والحكايات أكثر كما وكأنه عاصر كل هذا ويحكي لنا خلاصة سيرته وأحداث عمره..
الخرافات القتالية وإظهار دور البطولة تكاد تكون حكراً على الريف وأهله فهم يعشقون تلك المشاهد، يفضلون مشاهد قتالية البطل قائدها وغالباً ما تنتهي بنهايات سعيدة لصالح البطل وأهل الخير.
أهل الأرياف يفضلون البساطة في كل شئ فطرتهم الطيبة هي من تقود عقولهم الأمر الذي جعل مثل هذه الخرافات تجد لنفسها موطناً يضمن لها البقاء لأجيالٍ طويلة وسنين مديدة.
خرافة بقلم الكاتب وليد حسن
رغم أن تلك القصص لا يمكن لعاقل تصديق مضمونها إلا أن القرويون أو لنكن منصفين بعضهم يؤمنون بها فرغم أننا كنا نؤمن بها ونحن أصحاب سبعٍ وعشر إلا أنهم وبعد أن بلغ الواحد منهم شيخوخته مازالت تلك الخرافات محل إهتمامه وتصديقه الذي لن يتغير..
إننا هنا أمام مشكلة حتمية ولابد أن نستخدم فيها عقولنا قبل الألسن فهؤلاء رغم أهميتهم كمعدين لأجيال مستقبلنا إلا أنهم نسوا أنهم بهذا الأسلوب يزرعون في نفوس الأطفال الأخضر واليابس، نسوا أنهم رغم تنميتهم لحاسة الخيال لدى النشء إلا أنهم زرعوا معها الخوف المرضي من شئ مجهول سيسطر على تفكيرهم لمراحل...
تعليقات
إرسال تعليق