القائمة الرئيسية

الصفحات

حوار صحفي مع الكاتب كرم بدوي كتبت آيه نور

حوار صحفي مع الكاتب كرم بدوي كتبت آيه نور


حوار صحفي مع الكاتب كرم بدوي

  • س/ حدثنا عن سيرتك الذاتية؟

 كرم بدوي حاصل علي ليسانس أداب لغة قسم اللغة الإنجليزية، وعملت في مجال الترجمة لمدة تسع سنوات. ثم توجهت لمجال إدارة الموارد البشرية ولدي ماجستير في إدارة الأعمال تخصص موارد بشرية وخبير في مجال الموارد البشرية لأكثر من عشرون عاما.



  • س/متي اكتشفت قدرتك الإبداعية في الكتابة وكيف كان ذلك؟

كنت أكتب محاكاة للشعر منذ سن الثانية عشر وأستمر الأمر كهواية بشكل متقطع لسنوات، ثم بعض الأشعار باللغتين وخواطر وقصص قصيرة أثناء فترة الجامعة. وبدأت كتابة المقالات والبوستات علي مواقع التواصل الإجتماعي، ومنذ عامين حولت الهواية لمشروع تطويري لمهاراتي وقدراتي، وأنتهي بصدور كتابي الأول في مجال تخصصي الموارد البشرية أسميته "إدارة الموارد البشرية بين الواقع والخيال" صادر عن دار نشر كلمات لخدمات النشر والترجمة والتوزيع بالتعاون مع دار القاهرة اليوم عام ٢٠٢٢.

ثم أتبعته بروايتي الأولي "السادة العبيد" عن دار نشر إرتفاء للنشر الدولي والتوزيع عام ٢٠٢٢ أيضا.

وهناك مشاريع ٱخري في الطريق.


  • س/ حدثنا عن روايتك الاولي وماذا تعني لك؟

روايتي الأولي "السادة العبيد" هي رواية خيالية بمرجعية تاريخية عن عصر المماليك المتأخر، تتحدث عن أن التاريخ يعيد نفسه في مختلف الأزمان والعصور. وتناقش الرواية فكرة أن حكم الشعوب يجب أن يتسم بالحكمة والعدل والرحمة وألا يأمنن حاكم لغضبة شعب أيا كان إذا كثرت المظالم في عهده. كما تناقش الرواية  فكرة من هو الحاكم الأفضل للشعوب. هل هو الحاكم القوي ولكنه ظالم، أم الحاكم العادل ولكنه لين رحيم؟

والكثير من القضايا الكونية الأخري التي يعاد صياغتها عبر أزمنة التاريخ.


  • س/من هو الكاتب الذي تأثرت به ؟

الكثيرون بالطبع وفي مختلف مجالات الأدب والسياسة والفن، فقد تأثرت بنجيب محفوظ وأنيس منصور وعبد الرحمن الشرقاوي وصلاح عبد الصبور و وأمل دنقل والأبنودي وغيرهم كثيرون.


  • س/ ماذا تعني لك الكتابة ؟

الكتابة حالة من النشوي والإلهام والسعادة وتحقيق الذات ونشر الأفكار والمبادئ التي أؤمن بها علي الورق وبشكل منظم ... يعكس قناعاتي وما أريد أن أنقله للقارئ ... عله يتأثر بها وأكون قد زرعت بداخله فكرة أو مبدأ أو غرسة أمل. الكتابة بالنسبة لي هي ٱثر طيب أود أن أتركه لأهل الدنيا يذكرونني به ذكرا طيبا.


  • س/من الذي دعمك وشجعك لتصل الي ما انت عليه الآن؟

بالطبع أهلي خاصة أمي وأصدقائي، حينما كانوا يشعرونني انني اكتب شيئا ذا قيمة وأجد صدي طيب لديهم حينما يقرؤن لي، هذا ما شجعني علي الإستمرار في الكتابة والانتقال من مرحلة الكتابة كهاو لمرحلة الكتابة كمحترف.

كان الأمر أمنية دفينة منذ الصغر، تحولت لحلم وتحدي كبير، كنت دائما أسعي لتحقيقه كحلم وتخطيه كتحدي وقد تحقق الحلم وتغلبت علي التحدي بحمد الله وتوفيقه.


  • س/هل يحدث لك ما يطلقون عليه بلوك الكتابة وكيف تتخلص من هذا الشعور؟

تعني العجز احيانا عن الكتابة أو الزهد فيها، يحدث كثيرا، فالكاتب ليس ٱلة تعمل كل وقت بلا إنقطاع ... فهو بشر ملهم لا يجب أن يمسك القلم إلا حينما يكون لديه الرغبة والشغف والعاطفة الجياشة التي تمكنه من الكتابة بسهولة ويسر ومشاعر حقيقة وغير مصطنعة. 


  • س/ هل مواقع التواصل الاجتماعي أضافت لك؟

كثيرا فقد بدأت فعليا ما أنا فيه من خلال البوستات والمقالات القصيرة ثم الطويلة، وحبكتها بشكل متميز، ما أظهر لي ثناء الكثيرون، ومن هنا بدأت الرغبة في التعبير عن أفكاري ومشاعري في صورة اعمال منشورة بدأت بكتاب في مجال التخصص ثم الرواية.


  • س/ ما الدافع الذي يشجعك علي الكتابة ؟ وما الذي يلهم قلمك؟

تحقيق الذات والمتعة الكبيرة التي أشعر بها حينما أصيغ بوستا أو مقالا او قصة قصيرة أو رواية أو حتي كتاب في مجال التخصص. لحظة الإكتمال هي لحظة ميلاد جديد لي . نفس شعور الأب الذي رزقه الله بمولود حي ... شعور لا يوصف.


س/ أود أن أري بعضًا من كتاباتك ؟

مرفق مقتطفات من روايتي "السادة العبيد" 

  1.  أقتباس 1

حل الليل وأسدل أستاره المتلالئة علي جميع من بالميدان ، وكانوا جماعة من أهالي المحروسة من كل الأطياف والألوان، يقطنون أحياء مصر العتيقة وما جاورها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، جمعتهم المظالم والرغبة في التخلص من سطوة حكم المماليك. وكان المتجمهرين الذين تجمعوا بالصدفة، ما بين متظاهر يفترش الأرض ويلتحف السماء، ويشم نسمات هواء في ليلة من ليالي الربيع، ينتظر تجلي عدالة مالك الكون علي ميدان أحمد بن طولون ، وحلم الخلاص وقرب التحرر من ظلم وجبروت عتاة البشر، ورفع يد هذا الطاغية عن أعناق أهل هذا البلد المساكين، وما بين راغب في الإنتقام لذلة ذاقها علي مدي سنوات طوال تحت أقدام هؤلاء الجبناء، الذين هتكوا الأعراض، وسلبوا الأقوات وأذلوا من كان حيا ومن مات، فأمكن الله منهم، أو أوشك.

معظم المعتصمين من الشباب، من كل الأطياف والهيئات والأشكال، فمنهم المتعلم ومنهم الامي ومنهم الحرفي والموظف والمتفقه والذي تبدو عليه هيئة التجار الأثرياء ومن غلبت عليه إمارات الفقر، ومنهم الملتحي الذي يفترش أرض الميدان ويصلي الخمس فروض بوضوء واحد علي العشب الآخضر، والقبطي الذي هاله إقتحام  المماليك لساحة الدير وقسوة التعامل والتجاوز مع القساوسة والرهبان بل وحرق بعض الكنائس، ومنهم صاحب الرأي الحر الذي تراه يصلي وتسمعه يغني ويطرب بأهازيج النصر وأشعار الفرسان، يؤمن بحرية البشر في التفكير دون قيود، فلا حدود للعقل ولا رقيب يمنعه أن ينطلق لأفاق العلم بلا منتهي، وحق الإنسان في فعل ما يشاء متي شاء، دون رقيب أو حسيب، طالما لا يجور علي حق أحدهم ولا يتعدي علي حريته، فهو بهذا يصل لكمال الإنسانية من وجهة نظره.

ما الذي جمع كل هؤلاء في لحظة واحدة، وبقرار واحد وصيحة واحدة ترج أرجاء الكون. هم جماعة من قالوا "لا" في وجه الظلم والطغيان والقهر، هم أحفاد الأنبياء، والشعراء والثوار، وكل صاحب رسالة وساع للتغيير، وإرجاع الأرض لآصلها الطيب النقي، لإقامة العدل والحق والمساواة، هم الأحجار الصلدة أمام طوفان الظلم الذي طغي علي الأرض، وكأنهم يعيدون سيرة نوح مرة آخري، يتجمعون في سفينة الحق والعدل والرحمة والإخاء، وينجوا بها لآقامة عهد جديد، يكسرون فيه قيود العبودية والذلة التي ذاقوها من الذين كانوا يوما لهم عبيدا مماليك، فتسلطوا عليهم، وصاروا أسيادا.

  1. أقتباس 2 

رقطاي : نحن أسياد هذا البلد  شئت أم أبيت يا رشيد، وكنت أنت الدخيل، والآمر قد 

  عاد لآهله، فلك ما شئت، إما أن تقتلك دروشتك، أو يعتقك عقلك وتغليب 

    مصلحتك ومصلحة عائلتك. من هؤلاء الناس الذين تظن أنهم ينصفونك حيا أو 

  ميتا، يا لسذاجتك، ألم أقل لك، ما أنت إلا واعظ آبله، لا تعلم عن نفوسهم 

  وخباياها شيئا، الناس عبيدا لك متي كانت يدك ممدودة، فإذا أخفضتها 

  عضوها، وقالوا يد سحت أو يد شر أو يد بخل، ولو أستطاعوا لأكلوها.

  الناس تخشي القوي المتسلط وتهابه، وتقشعر جلودهم من رؤيته، ولا تتجرأ أن 

  تنظر في صحنه ولو كان مملوءا بالذهب والفضة، وتحقر الضعيف والطيب ولا 

  تتواني أن تشاركه في مطعمه ومآكله وملبسه، فهو بالنسبة لهم كما 

  الغنيمة أو الوليمة أو مائدة رحمن. 

  وأنت من هؤلاء، فما أن قلت مؤنتك وصدقتك إلا وذبحوك وسلقوك بألسنة حداد، 

  صدقوا أنك شيطان وقاتل ومجرم، وكنت معهم تحنو عليهم بالأمس القريب، 

  أتهموك بسرقة صناديق الزكاوات والصدقات، وكنت تضحي لهم بيدك من 

  خيرات الله، شنقوك في طيبتك، وأهالوا عليك التراب، حبسوك في بيتك وقد 

  كان دار ضيافتهم، قدمت المعروف فنكروك، أخلصت لهم وخانوك، زرعت 

  لهم بذور البر، فحصدت ثمار الغدر، أكلوا خيرك، ونفثوه في وجهك شرا وحقدا 

  وكرها وحقدا وتلويث سمعتك وشرفك. 

  هل تظن يا  رشيد أن مثل هؤلاء يستحقون رقبتك، مثالي أحمق، تعلم أننا 

  سنخفي قبرك عندما تشنق، حتي لا تصله يد الغوغاء، سينبشونه معتقدين أن 

  مالك مدفونا معك. هم لن يتورعوا عن أكل جثتك حيا وميتا، و بيع عظامك لو 

  كانت تساوي، تعقل يا رجل!.


س/كم من الوقت استغرقت روايتك الاولي في كتابتها؟

ربما ستة أشهر.


س/ هل تفضل الكتابة بالفصحى ام الكتابة بالعامية؟

بكل تأكيد الكتابة بالفصحي.


س/ ما المعوقات التي تواجهك اثناء الكتابة ؟

ربما نقص المراجع في بعض الأحيان، أو عدم إكتمال المعلومة عن موضوع ما، أو أن النقطة المطروحة نقطة خلافية بعنف، الهروب من رأيي الشخصي وعرض النص بشكل حيادي، من التحديات الكبيرة التي يواجهها الكاتب، ولكن بحمد الله تغلبت علي هذه النقط في أحيان كثيرة. لكن عموما الكاتب لا يجب أن يكون محايدا في مشاعره وأفكاره ولكن يجب أن يكون منصفا في عرضه للأمور، فكل وجهات النظر يجب أن تأخذ حقها في العرض، حتي تكون الشخصيات حية مكتملة غير ناقصة أو متناقضة، حتي لو لم تكن أراؤها تمثل الكاتب.


  • س/ ما هي معايير نجاح الكاتب بنظرك؟

الوصول لخفايا النفس البشرية وسبر أغوارها بشكل سلس يصل للقارئ، لعقله وقلبه، من أقصر الطرق .... يختار موضوعات جادة أو يعرضها بشكل جاد حتي لو كانت كوميديا خفيفة ساخرة أو سوداء ... المهم ان تترك أثر وتحرك الماء الراكد وتدعو الناس للتفكير والتأمل وتساعد في تغيرهم للأفضل وتعرض القيم الإنسانية والمعضلات البشرية والقضايا الفلسفية بشكل يؤدي في النهاية إلي زيادة وعي الناس وإستفزاز مشاعرهم وأحاسيسهم.


س/ هل هناك جوائز تم حصولك عليها من قبل؟

ليس بعد.


  • س/ لو احد متابعينك قام بتعليق سلبي علي عمل من أعمالك ماذا يكون رد فعلك؟

أهتم بمعرفة رأيه أكثر ممن يمدح، فمن يمدح يشبع الهوي بداخلي، أما من ينتقد، يساعدني علي تحسين أدواتي وإعادة النظر فيها، وبالتأكيد سيضيف لي الكثير.


  • س/ كونك كاتب ولديك جمهور كبير من القراء والمتابعين هل تزداد عليك الواجبات اتجاه المجتمع ؟

بالطبع، فدائما ما أفكر في القضايا الكبيرة التي تهم الناس، وكيف لي أن أطرحها في عمل أدبي أو حتي علمي متخصص يفيد الناس ويحرك فيهم الأمل والرغبة في التغيير إلي الأفضل.


  • س/ كيف يمكن أن يتوفر للكاتب التوازن بين العزلة المُلهمة وبين التفاعل والاحتكاك مع الطبيعة والحياة بشكل عام ومع الجمهور من جهة اخري من أجل الكتابة والخروج بعمل قوي؟

لا يجب علي الكاتب أن يعيش في عزلة عن الناس والمجتمع، فكيف له أن يعبر عن أناس لا يعيش بوسطهم ويستلهم قضاياهم ويستشعر همومهم وألالامهم. كما أنه يجب عليه أن يختلي بنفسه علي فترات حتي يستطيع أن يكتب في هدوء وسكينة، فيخرج عملا ملهما صافيا غير مشوش ... لا تنقطع خلالها أفكاره، وتسلسل أحداث العمل ... فيخرج مضطربا غير ناضج.


  • س/ من وجهة نظرك كيف يتحول الكاتب من كاتب موهوب بالفطرة لكاتب محترف؟

عشت بالفعل هذا الموقف، وأري ان البداية تكون بالرغبة الشديدة في تحقيق الذات، ومداومة القراءة والإضطلاع والكتابة والتحسين عليها. كذلك الدراسة وتعلم الكتابة الإحترافية سواء من خلال ورش عمل أو متابعة الكتاب المتميزين والتعلم منهم، وليس هناك مانع من تتبع خطاهم في الكتابة، إلي أن يكون له خط خاص به وأسلوب متميز في الكتابة.



  • س/ما رأيك في الفن والادب هذه الفترة بوجه عام ؟

أري زخم كبير وزيادة شديدة في عدد الكتاب والفنانين، وتسهيل وتيسير في بروز المواهب من خلال منصات المواقع الإجتماعية وبرامج التوك شو وبرامج عرض المواهب من خلال جهاز بسيط هو المحمول. ليس هناك عذرا لأحد في إبراز موهبته والحصول علي فرصة. نعم ظهر الكثيرون علي الساحة يحتلجون لصقل مواهبهم أكثر، كما نحتاج جميعا و يكفي شرف المحاولة للبعض. وفي كل الأحوال الموهبة الأدبية كالإنسان تولد وتتطور وتتفجر طاقاتها وإبداعاتها في مرحلة ما وربما تخبو.


  • س/ ما نوع الدعم الذي يحتاجه المبدع المثقف في الوقت الراهن؟

توافر منصات التعليم والتدريب ومبادرات محترفة لتبني المواهب ومساعدتها علي التطور والنمو وتسهيل نشر الأعمال الشابة علي نفقة الدولة أو رجال الأعمال كجزء من مبادرات المسئولية المجتمعية.


  • س/ هل تمتلك مواهب اخري؟

نعم، فأنا خبير في مجال الموارد البشرية والتغيير والتطوير المؤسسي وإعادة هيكلة الشركات، كذلك التدريب والكتابة في نفس المجالات.


  • س/ ما النصائح التي تريد توجيهها للكتاب المبتدئين؟

لا تيأس ولا تجعل أهل الإحباط ومحبي الفشل ينالوا من عزميتك ... حقق ذاتك وأصبر وثابر، فلقد قضيت أربعة عقود من عمري أحلم ... وفي عام واحد حققت حلمي مرتين.


تعليقات

التنقل السريع