حوار صحفي مع الكاتبة والشاعرة هانم عبدالرحيم
كتبت آيه نور
س/ حدثينا عن سيرتك الذاتية؟
الشاعرة والكاتبة / هــانـم عبـد الرحـيم الزهـراويـة
البالغة من العمر أربعة وثلاثون عاما، والمقيمة في محافظة القاهرة حي البساتين ،
صاحبة ديوان( لوحة اللقاء).
س/متي اكتشفتي قدرتك الإبداعية في الكتابة وكيف كان ذلك؟
كان لعشق اللغة العربية جانباً كبير في شخصيتى منذ الصغر ، وبدأت في المرحلة
الإعدادية بالاشتراك بمسابقات إلقاء الشعر وأخذت المركز الاول حينها، ثم اتجهت فى
المرحلة الثانوية إلي كتابة الشعر المرسل .
كانت البداية حينما تأثرت كثيرا بالقضية الفلسطينية وكتبت بعض القصائد وقصة قصيرة
كلها مستوحاة منها، وقد كانت جيدة فى رأي كل من قرأها لغة ومضموناً ،وكان لدراستى
للغة العربية وآدابها والعلوم الإسلامية في كلية دار العلوم نصيب الأسد في نضجى
الفكري والتعبيري
- س/ حدثينا عن ديوانك الأول وماذا يعني لك؟
ديوانى باسم (لوحة اللقاء) وهي إحدى القصائد الرومانسية بالكتاب ،وأضم به مجموعة
من القصائد ذات الطابع القصصي و الرومانسي والاجتماعي والدينى وبعض الخواطر، ولم
أنسَ شهداء الانتفاضة في البلاد العربية .
يضم هذا الديوان أيضا منوعات بين الشعر باللغة العربية الفصحى وشعر الغنائى
بالعامية المصرية، وجزء منه مستوحى من حياة البادية في الصحراء ويقرأ باللهجة
البدوية الجميلة.
- س/من هو الشاعر أو الكاتب الذي تأثرتي به ؟
تأثرت بالعديد من الشعراء مثل: فاروق جويده ،صلاح جاهين، وعبد الرحمن الابنودي.
ومن الكتاب :طه حسين ،نجيب محفوظ ، وأحمد خالد توفيق.
س/ ماذا تعني لك الكتابة ؟
الكتابة تعني لي الكثير والكثير ،مثل احتياج الغريق لطوق النجاة، ،مثل ضوء القمر
الذي يضيء لنا ليالينا المظلمة، الكتابة بالنسبة إليّ هى الطبيب النفسي الذي يخرج
ما بي من طاقات سلبية أو إيجابية لأعود وأكمل مسئولياتي كأم .وزوجة
س/من الذي دعمك وشجعك لتصل الي ما انت عليه الآن؟
يعود الفضل بعد الله سبحانه وتعالى إلى عائلتي وأصدقائى .
س/هل يحدث لك ما يطلقون عليه بلوك الكتابة وكيف تتخلص من هذا الشعور؟
حدث لي بالفعل وتخلت عني كتابـتي بسبب وعكة صحية تسببت لي بضعف التركيز وعدم
التعمق في الخيال وعدم القدرة على كتابة أقل الكلمات ،وكان هذا مؤلم جداً لي ولكن
بفضل الله وكرمه وقراءة القرآن عادت لي مخيلتي وكلماتي كشاعرة وكاتبة.
س/ هل مواقع التواصل الاجتماعي أضافت لك؟
بالفعل أضاف لي الكثير من الخبرات وكان دعم اصدقائي لى على مواقع التواصل
الاجتماعي أثرا بالغا في تشجيعي على إصدار أول ديوان لي.
س/ ما الدافع الذي يشجعك علي الكتابة ؟ وما الذي يلهم قلمك؟
الدافع الذي يشجعنى على الكتابة تخليد ذكرى والدي بذكر اسمي بجانب اسمه على كل
كتاب لي ،وان تكون كتبي ميراث لأبنائي من بعدى ليكملوا المسيرة .
ويأتينى الإلهام عندما يشتد تأثرى بحدث ما في حياتى أو أويطلب منى شخص عزيز
الكتابة عن موقف مؤثر لديه،أو أرى مشهداً دراميا يحرك قلمي رغمًا عنى .
س/ أود أن أري بعضًا من كتاباتك ؟
تضامناً مع حادث الزلزال المرير واهداءً إلى أرواح ضحاياه أقول قصيدة بعنوان...
*أغيــثونــا*
ْأغـيثوا مَن تحتَ أنـقاضِ المنازل
ْقضت مشيئةُ اللهِ تعصُرنا الزلازل
ِأخرجوا من ينامُ الليلَ أسفلَ داره
ْمن العدوانِ باتَ بأرضهِ مـتخاذل
*أغيــثونـا*
ِأغيــثـوا طـفـلًا نائـمًا فـي مـهـدِه
أغيــثـوا شـيـخًـا يـقـرأُ فـي وردِه
أغيــثـوا أُمًـا في انتـظارِ رضيـعها
ِتـتمــناهُ.. تسـتـقبلُ الخـيَر بعـهده
*أغيــثونــا*
أيـَا كــل حكــامِ الامـصــارِ حـولَنـا
رفـقًـا بمـن انقـلبـت علـيهمُ أرضَـنا
ًقـد تخـبءُ دنـيـانا اقـدارًا مـريرة
وربُ الـكـونِ قـد كـتـبَ مـصيـرَنـا
*أغيــثونـا*
ْربِّ ارحـم من مـاتَ تحـتَ الركام
ْوألـطف ياالـلهِ بمـن خلف الظـلام
ُلم يـدرِ أحـدًا مـنا مـا قـد يحـدث
ْفـابعثْ لنـا طـوقَ النـجاةِ ياعـلام
ومن الخواطر التى دونتها في ديوانى خاطرة بعنوان..
(الدنيا أكذوبة)
بها أمل لكنه لا يدوم ،بها ابتسام وما أكثر الدموع، بها نور لكن الهواء يطفئ
الشموع ، وتعطيك الحبيب و فجأة ... تجعلك وحيــدًا دونه مع النداء مفتقدًا للوفاء .
تعطيك الابتسام لأيام وتجعل الباقي من عمرك أحزان وآلام ، تفقدك كل شىء جميل
فتشعر بالندم على الاحلام ، تخدعك بالايام الجميلة ولا تذكرك بالحزينة ، وفي
النهاية تجلس أنت وقلبك لتحصي ابتسامك من جراحك فيأتى الابتسام في مقام الأنملة
بجانب الآلام، وتنتهى دنياك بالدموع.
أهذه هي الـدنـيـا على حقيقتها؟
أم الذي يدنسها القلوب التي لا تستحق أن تعيش فيها؟
أم القدر والزمان هما المتهمان بالجناية عليها؟
أم هذه سنة الحياة؟
" الكثير من الجراح.. القليل من الأفراح "
وها هى المعـادلـة........
س/كم من الوقت استغرق ديوانك الاول في كتابته؟
كنت أسجل قصائدى التى كتبتها في سنوات متتالية تصل إلى عشر سنوات في مجموعه من
الدفاتر لاحفظها من الضياع وعندما سنحت لي الفرصة لإصدار ديواني فعلت على الفور.
س/ هل تفضلي الكتابةبالفصحى ام الكتابة بالعامية؟
افضل الكتاب بالفصحي ولكن في هذه الأيام يفضل الجمهور انا يقرأ دواوين الشعر
بالعامية لذا نوعت في قصائدى بين الفصحى والعامية
س/ ما المعوقات التي تواجهك اثناء الكتابة ؟
يواجه الكاتب العديد من المعوقات أثناء كتابته مثل عمله على أرض الواقع
والمسئوليات التى على عاتقه تجاه أسرته، والمشكلات التي تواجهه في حياته اليومية
التي تقطع خيط أفكاره ويذهب مجبراً إليها لحلها،ويعود ويسلك طريقا آخر إلى كتاباته.
س/ ما هي معايير نجاح الكاتب والشاعر بنظرك؟
لغته السليمه أيا كان يكتب بالفصحى أو بالعامية،بعيدا عن الألفاظ المسيئة للذوق
العام ،تشبيهاته التي تجعل القاريء يسبح معه في عالم الخيال، موضوعاته المتجددة
التي تلمس قلب القارئ وعقله.
س/ هل هناك جوائز حصلتي عليها من قبل ؟
حصلت على بعض الجوائز في المسابقات المدرسية من قبل ولاني لم ألتفت إلى أعمالي
ككاتبة لم يرد على بالى اصدار كتاب لي إلا حديثاً،لم أنل أية جوائز جديدة حتى
الآن، وانا في انتظار تقييم جمهورى الصغير إلى ديواني الاول ( لوحة اللقاء) ، وما
أقدمه من قصائد جديده لهم على مواقع التواصل الاجتماعي ،واعد لهم روايتي القادمة
التى اخفي فيها الكثير والكثير.
س/ لو احد متابعينك قام بتعليق سلبي علي عمل من أعمالك ماذا يكون رد فعلك؟
بالفعل أقبل النقد البناء الذي يضيف إلى كتابتي شيئاً جديداً لها ،ولاأستمع لمن
يريد أن يقلل من عزيمتى ككاتبة وشاعرة.
س/ كونك كاتبة وشاعرة ولديك جمهور كبير من القراء والمتابعين هل تزداد عليك الواجبات
اتجاه المجتمع ؟
نعم بالفعل ،دائما تكون هنا ثغرات في نفوس القراء والمتابعين لابد للكاتب أن يضع
يده عليها ومشكلات يحاول التعبير عنها وطرح بعض الحلول لها في كتاباته، الشيء الذي
يجعل القاريء ينتقي كتابه هو دون غيره من الكتاب.
س/ كيف يمكن أن يتوفر للكاتب التوازن بين العزلة المُلهمة وبين التفاعل والاحتكاك
مع الطبيعة والحياة بشكل عام ومع الجمهور من جهة اخري من أجل الكتابة والخروج بعمل
قوي؟
يتوجب على الكاتب أن يوفر لنفسه وقتًا وينحي أعبائه جانبًا حينما تجتمع الكلمات
في ذهنه لابد من تسجيلها في ذلك الحين وهذا ما يسمى بالعزلة الملهمة، ويضع في
حسبانه ما يناسب جمهوره من أسلوب وموضوعات يكون معاصرًا لهم من ناحية التفاعل
والاحتكاك مع الحياة بشكل عام ،فعندما تكون هناك ثورة ف البلاد فكل الأعمال
الأدبية حينها تتجه ناحيتها ،وعندما تكون هناك موجه من الغلاء فنجد زحامًا في هذا
الجانب وهكذا .
س/ من وجهة نظرك كيف يتحول الكاتب من كاتب موهوب بالفطرة لكاتب محترف؟
يتحول الكاتب من موهوب إلى محترف بعدة عوامل أولها أن يقرأ كثيرا لغيره من الكتاب
في المجالات المختلفة ليتسع خياله وتزيد مداركه،
ويقرأ أيضا في النقد الأدبي ليحسن من أسلوبه العام بالتدريج
س/ما رأيك في الفن والادب هذه الفترة بوجه عام ؟
رأيي في الفن والأدب هذه الفترة أن القليل منه يكون هادفا يحمل رسالة نافعة
للجمهور والباقي كله مضيعة للوقت
،وإلهاء المجتمع عن أعباء الحياة ومشكلاتها.
س/ ما نوع الدعم الذي يحتاجه المبدع المثقف في الوقت الراهن؟
يحتاج المبدع المثقف إلى الجمهور المتلهف دائما لما يقدمه من أعمال ،ويحتاج أيضاً
للنقد البناء الذي يزيد موهبته وينميها وليس ما يثبط عزيمته ويهدمها.
س/ هل تمتلك مواهب اخري؟
بالإضافة إلى كتابة وإلقاء الشعر أفضل الانشاد الديني والرسم في بعض الأحيان ونسج
الخيوط على طريقة الكروشيه.
س/ ما النصائح التي تريد توجيهها للكتاب والشعراء المبتدئين؟
تمهلوا جيدا ..أتقنوا اللغة ،السرد وقواعد الكتابة.
ثبتوا قاعدة جماهيرية قوية.... ثم انشروا اعمالكم.
ياليتني وجدت من يقول لى هذا ،تالله ليس تعاليًا وانما مجرد نصيحه للآخرين.
واقدم كل التحايا إليك ولهذا الحوار الرائع ذو الأسئلة المختلفة والجميلة ،
يكفينى شرفا محاورتك لي ، شكرا لك وللمكان.
تعليقات
إرسال تعليق