قصة اسير الحب بقلم خلود جابر ابو كليلة
أسير الحب 3 الاخير
مرت الايام والشهور وبدأت كارما بالتعافى من ذكرياتها المؤلمه ولكن مهما جرى لن تنسى حبها الاول
واصبحت كارما كاتبه روائيه تكتب الروايات ولديها معجبين فقد كان هذا حلمها منذ الطفوله
وفي يومٍ ما وعندما كانت كارما تكتب روايه من احدى رواياتها داخل احدى المقاهى وجدت شخصُ عابس الوجه والملامح انه شاب ولكن ملامحه تعجز عن وصف سنه فقد كان شكله ملفت جدا لنظر كارما فهو يرتدي ثياباً رسميه
فا لقد كانت كارما تحاول ان تمنع نفسها من النظر الى هذا الشاب والتساؤل في مخيلتها عن لماذا هذا الشاب في غايه الحزن هكذا فا طاولته مليئه بكؤوس من القهوه
ولكن فضولها اجبرها ان تذهب اليه
وذهبت كارما اليه وجلست في المقعد الامامي لهذا الشاب
كارما : هل يمكنني ان اعرف ماذا بك !!
الشاب بنظره استغراب شديده : هل دفعك الفضول لتأتيني
كارما : لا فقط اود ان اعرف ماذا بك فا يبدو عليك الحزن ومن الممكن ان اساعدك
الشاب : لا اريد المساعده
كارما :ولكن اناا !!
الشاب مقاطعاً لكلمات كارما : قلت لك لا اريد المساعده خصوصا منك
ذهلت كارما من هذه البجاحه فا لم يحادثها شاب بهذه الطريقه من قبل فا تركته وذهبت قائله له
لن ادعك وشأنك ابداً
ولا تدري كيف خرجت هذه الكلمات من فمها
ذهبت كارما وهي مشردة الذهن
قصة اسير الحب بقلم خلود جابر ابو كليلة
وصلت الى منزلها وجلست على سريرها بدأت تحدث نفسها ولأول مره وتتسائل لماذا قدمت له المساعده ثم ايقنت انها كانت ترى يونس في وجهه ، وجه يونس لا يغيب عن نظرها فهي تراه في كل مكان وفي اي وقت فكل هذه الفتره وهي عائمه في ذكرياتها معه حتى انها تشعر بالسعاده عندما تتذكر يديها وهي في يديه ولكن عند تذكرها لحقيقة يونس تغرق عيناها فالبكاء فقد كان التعافى خارجياً ولكن بداخلها نار اوقدها الشوق
ذهبت عيناها فالنوم ولكن لم يكن النوم كافياً للهروب من واقعها المؤلم ثم ان عيناي يونس ترافقها حتى في منامها
استيقظت كارما من نومها بعد حلم محال
وقد كانت السعاده تغمرهاا حتى وهي مدركه حقيقه واقعها الذي يستحيل لهاا تحقيق هذا الحلم
ثم بدأ يومها بكوبٍ من القهوه مع مزيج من المشاعر الطائفه حولها
وذهبت كارما لجامعتها فهي تدرس في جامعه حقوق
لقد كان حلمها منذ الصغر ان تصبح محاميه لتدافع عن كل ماهو مؤذي وغير سوي وها قد حان وقتهاا فليس باقي الا شهور لتتخرج كارما وتحقق حلم طفولتها
فهل سيصادف حلمها بقصه حبهاا !؟
بينما يونس في سجنه يفكر فيما يحدث بالخارج حيث ان ملامح كارما لا تغيب عنه ابداً فهو يراهاا امامه وفي سجنه فقد مر ٣ سنوات وهو في حاله لا يرثى لها فقد اوكلت له والدته محامياً مرتشياً
قصة اسير الحب بقلم خلود جابر ابو كليلة
وفي هذا الوقت الذي مر بكل ذكرياتها وبكل حبها الذي كان ملهماً لها في كل شيء
فقد اصبحت كارما محاميه واصبحت عائلتها فخورة بها
وبكل انجازاتها فقد اصبحت محاميه لا تخسر قضاياها ابداً فهي بارعاً في مجالها
وفي يومً ما اتت سيده عجوزه تحمل بيدها عصا وكانت تريد مقابله كارما في مكتبها وسمحت لها السكرتاريه بالدخول لمكتب كارما
وعندما رأت كارما هذه السيده العجوز فا راودها الفضول عن سبب مجيء هذه السيده اللي هنا فما هو هذا السبب
فقد طلبت كارما من هذه السيده بالجلوس
السيده العجوز: لقد سمعت عنكِ جيداً فا انا هنا لاطلب منك المساعده
لقد قتلت ابنتي من ٣ سنوات مضت وهذا المجرم مازال فالسجن ولم يتم الحكم عليه حتى الان فهذا ليس عادلاً ابداً
كارما : بالتأكيد انا هنا لمساعدتك وسوف اذهب غداً للمحكمه للإطلاع على القضيه ولأخذ نسخه من ملف القضيه
السيده العجوز: انا واثقه بأنكِ سوف تأخذين حق ابنتي
كارما لاتدري من اين اتت هذه الثقه ولكن اخبرتها بأنها سوف تكون مخلصه لهذه الثقه
وفي اليوم التالي عندما ذهبت كارما للمحكمه
ولكن عندما اخذت كارما ملف القضيه وفي اول ورقه لمحتها عيناها وهي تنظر الى صوره المجرم لترى صوره يونس فقد احمر وجهها من الصدمه ودمعت عيناها فهي سوف تكون ضده فا كيف تتصرف في هذا الموقف لقد كانت مشتته وغارسه في مشاعرها فهي تتصرف دائما بمشاعرها ولكن في هذا الموقف قادتها مشاعرها للدفاع عن الضحيه
اخذت كارما نسخه من ملف القضيه وذهبت بها الى مكتبها لتكمل عملها ولتكون في محل ثقه السيده العجوز
وفي اول جلسه في المحكمه وعندما دخلت كارما ورآت وجه يونس العابس وراء القضبان وقد دُهش يونس عندما لمح اعينها فلم يعد يصدق وجودها وانها ضده
_وعندما بدأت الجلسه فقد تحدث كارما ودافعت عن الضحيه بكل ما بداخلها وقد تم تأجيل الجلسه لموعد اخر
وفي اليوم الاخر طلبت جومانه من كارما ان يتقابلوا لان كارما دائماً منشغله في عملها ومنذ فتره وهم لم يتقابلوا
جومانه وهي تحتضن كارما لاول مره منذ ٦ اشهر
جومانه : اين انتي يا صديقتي
كارما: انتي تعلمين انني منشغله فالعمل هذه الفتره
جومانه: انتي دائما فالعمل ولكن لماذا هذه الفتره منشغله عني لهذه الدرجه
كارما: سوف احكي لكى كل شيء
_جلسوا الاصدقاء سوياً وهم يتناولون كوب القهوه المفضل لهم وجومانه تستمع لكارما بكل اذانٍ صاغيه وهي في دهشه عمى تقوله كارما
جومانه مقاطعه لحديث كارما: هل ما افكر به صحيح !!!
كارما: انا اعلم ما بداخلك ويؤسفني ان اقول لك بأنه صحيح
جومانه بذهول: هل مازلتِ تحبينه ؟
كارما: فلم يذهب عشقه من داخلي ابداً
جومانه : افعلي مايقوله لك قلبك
كارما: انا لست ادري
هل افعل ما يقوله قلبي ام عقلي !!
جومانه: انتي دائماً تذهبين وراء قلبك فلا تغيري من ذاتك ولكن تأكدي من داخلك انكى لن تندمي على قراراتك هذه
كارما: حسناً
_وفي اخر جلسه فالمحكمه فا حديث كارما سوف يحكم على يونس لاخر حياته
بدأت كارما فالجلسه ودارت المناقشه بينها وبين محامٍ يونس
وعندها ضرب القاضي بعصاته قائلاً حكمت المحكمه
وفي هذه اللحظه دق قلب كارما ليكاد يخرج من مكانه
ونظر يونس بعيونه وكأنه يرسل لها رساله لعيونها قائلاً فيها
أيعذب المُحب حبيبه !!
ثم اكمل القاضي حديثه قائلا: حكمت المحكمه حضورياً بالاعدام شنقاً
_ اننشرت الضوضاء داخل المحكمه فهناك من يبكي فرحا للضحيه التي اتخذ حقها
وهناك من يبكي حزناً على فراق يونس
ولكن ابكت عيون كارما لشعورها بالانتصار على عشقها
نعم لقد انتصرت كارما على حبها ففي هذه القصه انتصر الحق على الحُب فلم يعد الحب كافياً فالحق والامان هم من يجعلوا للحب هيبهً
_وفي يوم الاعدام ذهبت كارما وطلبت مقابله المتهم لاخر مره في حياته
وعندما دخلت كارما ورأت يونس بالبدله الحمراء ووجه المشيب رغم صغر سنه وشعره الغير مصفف وعيناه الذي احمراً كلون بدلته
وهاهي كارما متجهه ليونس وهي تحاول امساك دمعتها ولكنها صمدت لما يكفي من الوقت وحان الان اخراج كل ما بداخلها لأخر مره
غرقت عيناها بالدموع ونظرت لعيون يونس قائلا له : انا هنا لأرى حبي منهزماً
يونس بصوتِ مكسور: الم تثقي فيا ؟
كارما:ولم اكن لأثق بك،
اذا صافحتني،
خشيت ان تسرق اصابعي
يونس وهو يحاول ان يخض البصر عنها كي لا تربكه ولكن عندما مرت دموعها من امامه تحول كل حواسه الى بصر
وقال لها: عيناي في عيناكِ رغم كل انهزامي امامك وكسرتي ولكن عشقي لكِ هو من جعلني اقولها لكِ
انا احبك واحبك بعدد كلمات الكون وسوف اظل احبك حتى بعد موتي وحبي لكِ هو من جعلني اشعر بذاتي واشعر بوجود قلبي بعد ان فقدت الامل بوجوده داخلي
كارما: انا لم اكن ابحث في علاقتنا عن خلوها من المشاكل ولا ورديتها الابديه،
وانما الامان الذي حين يحل اختلاف او خلاف لم تخشَ فيه انتهاء الود ولا انقطاع الوصل ولا فجر الخصومه
فحبيبك ليس من احببته، وانما من امنته.
فا لقد كان كلماتها قاسيه عليه فقد ابكته بدل الدموعُ دماءً
وقال لها : ان كنتِ تحبينني او احبتيني فا سامحيني وظلي حبيني فحبك هو من سيبقيني حياً رغُم موتي
كارما: عشقي لكَ هو من سامحك وسأظل احبك وستظل تلاحقني اينما كنت فهواء طيفك لم يغيب عني للحظه
_ اقترب يونس من وجهها لعدم قدرته على امساك يديها بسبب يديه المحكمه بالغلق
واختلطت انفاسهم ببعض ليقبلها قبله الوداع
فهذه القبله ظلت تشعر بها حتى بعد وفاته
ورائحتها التي مثل الياسمين لم تتغيب عن قبر يونس
فسوف يظل هذا الحُب خالداً للأبد ولم يعجز الموت لأن يمحيه🖤
تعليقات
إرسال تعليق