داخلي يتحدث بقلم الكاتبة شهد شهبو
داخلي يتحدث
من داخل سجني النفسي، من داخل غرفتي، تشكوني نفسي وتذرف الدموع، يبدو كأنني خذلتها مرة أخرى، فكلما تكلمت معها وكلما تعاهدنا على التغير؛ وبعد أول موقف أراها تنزوي مقهورة من عهودي الخادعة، أنا حقا أريد التغير ولكن لا أستطيع، يؤسفني أن أرى روحى تحترق ونفسي تهزم ولكن...
_ولكن ما؟! لما تخشين من هم نسخاً مختلفة منك؟! لما لا تواجهين؟!
= أخشى الناس، نعم أعاني من رهاب البشر، لا أستطيع التعامل معهم، خوفي يهزمني في كل موقف رغم السيناريوهات العديدة التي تكتبينها بعد كل عهد وقبل كل خروج من الغرفة.
_وما السبب؟
داخلي يتحدث بقلم الكاتبة شهد شهبو
= يا لكثرة الأسباب، ألتعرض للتنمر من أبويك هين؟ أتغير صديقتك بسبب سؤالك عن كل خطوة تخطينها بشيء عادى؟ أتمر عليك همسات أقاربك _عن مدى انعزالك بعد كل مرة تعزمين فيها على التغير _مرور الكرام؟ لا... لا فكل موقف كان ينهش جزءا من ذاتى ومنك فلم تحزني الآن، اعلم أنى أخشى الناس ولكن لما الناس لا تخشى علىّ؟!.
لنتوقف بالوقت ونقاطع الحديث ولنعلم أن بداية التحرر من أي سجن وحل شتى المشكلات هو المواجهة، عليك بالمواجه وتحديد الأسباب، عليك أن تتخطى إذا كان ما أنت فيه بسبب شيء من طفولتك، لأنك إذا استمريت في البكاء على الماضي؛ فستبكي على الحاضر والمستقبل، فالعديد من الحديث الصامت مع نفسك يكون بسبب الخوف أو التردد؛ وبالتالي لا تتقدم، وتضيع فرصاً رائعة، أو تعاني من الانطوائية وغيرها، فما رهاب البشر إلا مثال.
داخلي يتحدث بقلم الكاتبة شهد شهبو
علينا فقط تحديد المشكلة، والاعتراف بها، ومواجهتها، ومعرفة الأسباب، علينا المحاولة للتخلص منها وحلها.
فما نتيجة الخوف من المواجهة إلا أنك ستصبح شخصاً كل ما يفعله هو البكاء على اللبن المسكوب.
عزيزي القارئ:
واجه، أدرس، اتخذ قراراً، وتقدم ، أدرس قراراتك جيدا فتكون كل قراراتك فيما يرضى الله وما لا يودي بك إلى الهلاك، استفد من خبرات الآخرين واعرف ارآء أصحاب الثقة في القرار، فإن لم تستفد بمعلومه فستعرف وجهة نظر غير التابعة لك مما يزيد خبرتك وتوسعك فكريا، ولا تندم؛ ففي كل قرار خاطئ درس يحميك من آلاف القرارات الخاطئة التالية، وفي النهاية تقدم ولا تخف فالخوف يمنع الحياة.
بقلم/ شهد شهبو
تعليقات
إرسال تعليق