القائمة الرئيسية

الصفحات

سكريبت مساكن الأرياف بقلم الكاتبة إبتسام رشاد

 ابتسام رشاد


سكريبت مساكن الأرياف بقلم الكاتبة إبتسام رشاد 

سكريبت مساكن الأرياف بقلم الكاتبة إبتسام رشاد


سكريبت مساكن الأرياف  إبتسام رشاد 

 بقلم الكاتبة إبتسام رشاد 


القصه الأولى


انا فارس عندي 18 سنة بدرس في تانية ثانوي قدرت أحوش لحد ما جبت مكنة، موتسكل يعني... جبته علشان اقضي بيه مشاويري، وواحدة واحدة بقيت اشتغل بيه عامل ديليفري، لمطعم سمك، بوصل الطلبات وباخد مبلغ حلو من المطعم وتيبس كمان من الزباين. 


كنت بروح أوصل أوردرات لأماكن بعيده، ده غير ان انا اصلا ببقى واخد وردية ليلية، لأني بكون في المدرسه الصبح، بصراحه كنت بخاف من الشوارع الضلمة واوقات كنت بدي الأوردر لزميلي يوصله، علشان مااروحش انا الأماكن المقطوعة دي. 


وفي ليلة بعد ما وصلت طلبين، كان في ضغط عمل فالليلة دي، سلموني من المطبخ أوردر كبير أوي، أخدت العنوان من موظف الكاشير وسلمته حساب الأوردرات اللي قبل كده، ببص في العنوان لقيته مش تبع منطقة التوزيع بتاعي، قولتله: 


_  المكان ده انا معرفوش ولا روحته قبل كده، سلمه لحد غيري. 


_ كل زمايلك عندهم شغل، وده طلب كبير والزبون مستعجل. 


وصفلي العنوان، أخدت الأوردر وروحت أخدت ساعة ونص لحد ما وصلت الشارع اللي فيه العنوان، كان الشارع كله ضلمه، تقريباً الكهربة مقطوعة في الشارع ده، حتى اني مكنتش شايف أرقام الأبراج، وقفت وقولت بصوت مسموع: 


_ وانا هعرف ازاي برج رقم 46 في الضلمة دي. 


والأغرب من كده، المنطقة دي هادية أوي، مكنتش سامع غير صوت قطة، اترددت قبل ما أدخل الشارع ده، أخدت نفس عميق واتشجعت ودخلت.... دخلت وانا بتلفت علشان أقدر أشوف أرقام الأبراج، لمحت القطة بتتحرك على سور بلكونة شقة في الدور التاني. 


مشيت في الشارع شويه كمان، لحد ما شوفت شقه في الدور الرابع، لمباتها منوره، استغربت جدا!!  


قولت اشمعنا الشقة دي اللي الكهربة عندهم شغاله، قربت من البرج اللي فيه الشقة دي، ولمحت رقم البرج من خلال نور كشاف الموتوسكل بتاعي، فرحت لما وصلت لبرج 46 والشقة في الدور الرابع، يعني هي دي شقة الزبون، قولت هطلع اسلمه الأوردر واخد الحساب وامشي من الشارع الضلمة ده. 


وقفت الموتوسكل وشغلت فلاش الموبايل، وانا طالع السلم، والأوردر في ايدي حسيت بحاجة غريبة مكنتش متطمن، مكنش في حد في مدخل العمارة، ده غير ان الباب اتقفل ورايا وانا داخل بطريقة غريبة، كأن حد خبطة جامد. 


 وكمان انا مش سامع اي صوت... صوت الهدوء مُخيف، طلعت الدور الأول سمعت صوت صرخة بنت صغيرة، الصوت جاي من السطوح في اللحظة دي انا خوفت أوي، وكنت هرجع واهرب من المكان ده. 


وياريتني رجعت، لأن اللي حصلى في عمارة 46 مش ممكن انساه أبداً، كملت وطلعت الدور التاني، كان فيه لمبة عالسلم، فضلت تنور وتطفي يجي تلت مرات، في اللحظة دي شوفت بنت صغيرة شعرها نازل على وشها، وواقفه عالسلم وبتبصلي، لما اللمبة طفت فضلت انور بفلاش الموبايل مكان ما البنت كانت واقفة، وانا بقول: 


_ فيه حد هنا، حد يرد ياخونا. 


ملقتش حد، المكان هادي جداً، وريحته غريبة كأن محدش دخله من شهور ويمكن سنين، انا اتجاهلت اللي حصل، وقرر انجز واسلم الأوردر، واخلص علشان امشي من المكان ده. 


طلعت الدور التالت والي مايختلفش كتير عن اللي قبله، نفس الهدوء والضلمة، كملت وأخيراً وصلت الدور الرابع ، روحت ناحية الشقة اللي لمباتها منورة، وكمان الباب كان مفتوح، لسه هرن الجرس، حسيت بحد عدى من ورايا وطلع السلم، اتلفتت وانا بقول: 


_ فيه حد هنا؟ مين هنا؟ 


بصراحه وقتها كنت مرعوب من الضلمه والهدوء الغريب ده، حتى الشقة دي كمان مفيش أي صوت يوحي ان جواها حد، في وسط الرعب اللي كنت حاسس بيه اتشجعت ورنيت جرس الشقة، رغم ان الباب مفتح، ومش شايف حد جوه. 


رنيت الجرس تاني لقيت باب الشقه اترزع في وشي، كأن حد قفله بغيظ، اتخضيت من صوت خبطت الباب اللي أنا ماشوفتش حد وراه. 

رنيت جرس الشقة مره تانية، كان صوت الجرس واطي اوي زي ما يكون جرس قديم، المرة دي لقيت لمبات الشقة اتطفت، خبطت عالباب جامد، كل اللي في دماغي حد يرد عليا، علشان أسلم الأوردر وأمشي، خبطت عالباب تاني، بردو محدش رد. 


نزلت درجتين سلم على أساس همشي وخلاص مش هوصل الأوردر، سمعت صوت باب الشقة اتفتح وهو بيزيق، اتلفتت لقيت واحدة ست عجوزة خرجت من الشقة، قالتلي: 


_ شقة الأستاذ "زياد" هناك، اللي قصادنا دي.

 

ودخلت شقتها ورزعت الباب جامد زي المرة اللي فاتت، رجعت ومشيت ناحية شقة الأستاذ "زياد" صاحب الأوردر... كل ده وانا بتحرك على نور فلاش الموبايل، روحت وضغطت أرن الجرس، لكن الجرس مكنش شغال اصلا. 


لكن لما قربت من باب الشقة سمعت صوت بنت صغيرة بتلعب وبتضحك وفيه راجل بيلعب معاها، استنتجت انه باباها، كان صوتهم واطي اوي، رغم ان الشقة كلها ضلمة مفيش اي نور جاي منها، الشقة توحي بإنها شقة مهجورة، مش الشقة دي بس ده المنطقة كلها كده. 


خبطت عالباب، سمعت صوت حد بيمشي وهيفتح الباب، فعلاً الباب اتفتح وهو بيزيق، كأنه باب قديم، أو بقالو زمان ما اتفتحش، بس الشقة كانت ضلمة، مكنتش شايف مين اللي فتح الباب. 


اللي فتح الباب دخل لجوه وقالي:


_  ادخل... 


مسمعتش غير الكلمة، وصوته مكنش واضح، بس، انا سامع خطواته لما مشي لجوه، وكمان صوت البنت اللي بتلعب لسه واصلني، مترددتش ودخلت وانا بقول: 


_ اتفضل الأوردر يا استاذ "زياد"... هي الشقة ضلمة كده ليه؟ 


صوت البنت اتقطع، محدش رد عليا، حركت فلاش الموبايل في الشقة، موبايلي عمل صوت انذار انخفاض البطارية، في وسط الهدوء الصوت كان عالي جدا، كررت كلامي، وصوتي بيترعش: 


_ استاذ زياد... اتفضل الأوردر. 


مكنش فيه حد بيرد، رفعت الفلاش وببص ناحية الصالة، لقيت نفس البنت الصغيرة اللي شوفتها وانا طالع في الدور التاني، رجعت لورا، بس باب الشقه اتقفل قبل ما اخرج، كنت خايف أوي ومرعوب وفي نفس الوقت كنت موجه فلاش الموبايل ناحية البنت الي واقفه في الصالة، لقيت راجل طويل واقف جنبها، جسمي قشعر، بلعت ريقي وانا مرعوب. 


لقيتهم بيقربوا مني، رميت الأوردر عالأرض وجريت بحاول اخرج من الشقة، انا مشوفتش وش الراجل بس شكل البنت مُريب مش طبيعي. 


حاولت أفتح الباب لكن مكنش بيفتح معايا، لقيتهم قربوا مني، جريت ناحية البلكونة، شوفت عالأرض دم ناشف كتير أوي، بلاط البلكونة كله دم، هنا فهمت ان الشقة دي مسكونة، وواضح ان الشقة اتقتل فيها قتيل، كنت خلاص هنط من البلكونة، موبايلي أدى انذار تاني للشحن، بعدها بثواني الموبايل فصل، سمعت خطواتهم جاية ناحيتي فالبلكونه. 


فاللحظة دي حسيت ان كل الطرق اتقفلت قدامي، بس بقيت اقرى قرآن في سري واترجى ربنا يخرجني من هنا بخير، لحظات ولقيت صوت خطوات الرجلين اختفى، وسمعت صوت باب الشقة بيتفتح، جريت بسرعة وخرجت من الشقة، وانا مش قادر أخد نفسي، جريت نزلت عالسلم، اتكعبلت وانا نازل فالضلمة بحاول اشغل موبايلي، واخيرا وصلت الدور الأرضي. 


كان باب العمارة مقفول، فضلت احاول افتح القفل ملوش مفتاح كان معصلج معايا، واخيرا قدرت افتحه، وخرجت من العمارة، وانا بنهج وجسمي بيترعش. 


ركبت الموتوسيكل بتاعي ومشيت رجعت البيت، وسبت الشغل بعد ما اتخصم مني حساب الأوردر اللي وصلته للشقة إياها، انا عمري ما هنسى اللي حصلي في الليلة دي أبداً. 


القصة التانية»»» الخاتم الموروث


وانا صغيرة سمعت ان روح الميت بترجع بعد موته بأربعين يوم وممكن تنتقم من اللي أذاها في الدنيا، وتاخد حقها من الي ظلمها، كنت بسمع ان الأرواح بتظهر تاني زي الجن والعفاريت، ومابنقدرش نشوفها ولا نسمعها، بس مكنتش بصدق الكلام ده. 


وانا اللي حصلي معايا بسبب غلط ارتكبته في حق انسان ميت، كسرت وصية الميت، واتعديت على حُرمة الأموات، علشان شوية فلوس... انا اللي عشت تجربة انتقام الأرواح، وانا بتكلم دلوقتي وانا ندمانة على الي عملته، انا ازاي الشيطان وسوسلي بكده، انا حكايتي بدأت في يوم وفاة جدتي. 


انا "أمل" عندي تلاتين سنه ورثت خاتم عن جدتي الله يرحمها، جدتي ماتت من سنه فالحقيقة جدتي كانت عاوزة تدي الخاتم ده لبنتها، عمتي "سعاد"، لكن في اليوم اللي جدتي ماتت فيه، اتسحبت ودخلت عليها الأوضة قبل ما تيجي المغسلة، وقبل ما يجيبوا الكفن. 


وقبل ما ينتشر خبر موتها، انا اتسحبت ودخلت عليها وقلعتها الخاتم اللي كانت لابساه. 


 الخاتم ده من احسن وأغلى أنواع الدهب ده غير طرازه القديم اللي يزود تمنه اضعاف، الخاتم ده تحفه يتحط في متحف، جدتي كانت ورثاه عن اُمها، اللي ورثته عن أُمها وكل وحده منهم كانت بتسلمه لبنتها، الخاتم ده بيتميز بتصميم فرعوني، المهم كان الدور على عمتي "سعاد" انها تورثة.



لكن انا الطمع سيطر على تفكيري، انا فاكرة اللحظة دي كويس وعمري ما هنسى لما دخلت على جدتي وانا بسحب الخاتم من صباع جدتي، وهي ميتة على سريرها، فاللحظه دي الملاية نزلت عن وش جدتي وفتحت عنيها وبرقت لي، صرخت وفكرت انها لسه عايشه، في اللحظة دي دخلت المغسلة (الست اللي بتغسل الميتين) ولقت جدتي مبرقة عنيها للسقف، المغسلة غمضت لها عنيها، وقالتلي: 


_ مش كان واجب حد يغمضلها عنيها، ده الميت له حُرمته. 


مركزتش على كلامها وخبيت الخاتم في جيبي وخرجت من الأوضة، جدتي اتغسلت واتكفنت، وعمتي جات تسألني عن الخاتم، قولتلها: 


_ ابويا باع الخاتم علشان جدتي كانت بتاخد علاج، والعلاج كان غالي أوي. 


عمتي مصدقتش، بس سكتت وماجبتش سيرة الخاتم ده تاني، وانا خبيت الخاتم علشان اقدر ابيعه بعد شهر ولا اتنين وبكده محدش يعرف عنه حاجه.


وبالليل خلص العزا ودخلت أوضتي وخبيت الخاتم في وسط مرتبة سريري، مع الدهب اللي طلعت بيه من جوازتي التانية، ونمت مكملتش ساعة وصحيت مفزوعة على صوت جدتي وهي بتنده لي، صحيت لقيتني بقول: 


_ مين... مين بينده. 


انا متأكدة ان الصوت اللي سمعته ده كان صوت جدتي، خرجت من أوضتي ملقتش حد كان الكل نايمين... دخلت أوضتي تاني وطفيت النور علشان انام، شوفت جدتي واقفة ورا باب أوضتي، وبتبص في ايدها الشمال، وهي كانت بتلبس الخاتم في ايدها الشمال، خوفت ونورت اللمبة من الكوبس اللي جمب السرير، ملقتش حاجه.


بس الموبايل رن، دي عمتي سعاد قالتلي: 


_ انا سبت في أوضتك هدوم المرحومة جدتك، ابقي ابعتيهم لأي ست غلبانه، وأهو منها صدقة على روح جدتك. 


 اتخضيت وقومت من مكاني ادور عالهدوم بتاعت جدتي، لقيتهم فالدولاب، جسمي قشعر  أخدت الهدوم دي ووديتهم في أوضة الغسيل. 


رجعت أنام ومنظر جدتي وهي ميتة مش مفارق خيالي، مقدرتش انام وفضلت طول الليل صاحيه خرجت الخاتم وحطيته في اصباعي وانا بفكر في جدتي وليه كانت حريصة على ان الخاتم يروح لبنتها. 


مغمضليش عين طول الليل من كتر التفكير وياريت وصلت لحاجة مفيده. 


جيت آخرج الخاتم من صباعي، خرجته بألم وبصعوبة، وكمان ساب علامة حرق على اصباعي كأن إصباعي اتحرق بالنار، لفيت صباعي بشاش جروح، وخبيت الخاتم تاني. 

ونزلت علشان اقف في عزاء الستات علشان عندنا العزاء بيستمر لتلات أيام، وجات عمتي ولاحظت الشاش اللي عالجرح، شكت فيا، وقالتلي: 


_  ماله صباعك يا "أمل"؟  


_ اتلسعت امبارح وانا وافقه فالمطبخ. 


عمتي مصدقتنيش، بس سكتت علشان الناس اللي في العزا... لكن لما طلعت أوضتي عمتي جات وقالتلي: 



_ تعرفي يا "أمل" الخاتم بتاع جدتك مكنش ينفع يتباع مهما حصل، لأن الخاتم عليه لعنة، ولازم يتورث من بنت لأمها، الخاتم له حكاية كبيرة انتي صغيرة متعرفيهاش. 


_ غصب عننا بعناه، وكمان جدتي هي اللي طلبت. 


انا معرفش ايه حكاية الخاتم، وعمتي مش مصدقاني، بس بدأت أصدق ان الخاتم عليه لعنة بصيت للحرق اللي على إيدي، ده أكبر دليل على ان الخاتم ده مش خاتم عادي. 


روحت بسرعة خرجت الخاتم من وسط المرتبة، لقيت ان شكل زخرفته اتغيرت شوية، انا متأكدة  ان الخطوط اللي عليه اتغيرت، خرجت موبايلي وصورته أربع خمس صور، وخبيته تاني. 


ولما قارنت الصور بصور قديمة لجدتي والخاتم في ايدها، لاحظت ان الخطوط بتاعته اتغيرت فعلا، وقتها اترعبت وفضلت أفكر في كلام عمتي عن لعنة الخاتم، استنيت لحد ما الناس مشيت وقعدت مع عمتي وطلبت منها بطريقة غير مباشرة تحكي لي عن الخاتم، قالتلي: 


_ الخاتم ده يا أمل لقته جدتنا من أكتر من 100 سنه ولبسته ووقتها ظهرت جنيه، وطلبت من جدتنا انها تسلمه لبنتها، ويفضل الخاتم تورثه بنت عن أمها، وإلا الجنية هتموت وكمان الجنية هتفضل تتابع الخاتم، واللي يغير مسيرة الخاتم هيدفع التمن غالي، وجدتك هي تالت واحده تلبسه، وكان دورها تسلمهولي. 


اترعبت من كلام عمتي وسبتها ومشيت وانا بفكر وبقلب الكلام في دماغي، وفالأخر قررت أعدي عزاء اليوم التالت وابيعه علطول واخلص منه، وبكده محدش يعرف يمسك عليا حاجه. 


عمتي كانت عارفة ان الخاتم معايا، دخلت أوضتي انام علشان لازم اصحى بدري علشان أقف في عزاء اليوم التالت، فردت جسمي عالسرير وكنت خلاص هروح في النوم، حسيت كأن فيه حد نايم جنبي، ببص لقيت جدتي جمبي، اتخضيت وصرخت جامد، وقُمت بسرعة نورت اللمبة، لكن ملقتش غير جلابية جدتي اللي ماتت وهي لبساها. 


اتجمعوا اخواتي وعمتي والكل اتجمع لما سمع صوت صريخي، مبقتش عارفه اقولهم ايه كنت بشاور عالسرير، وانا بقول: 


_ كانت هنا... كانت نايمة جمبي. 


اختي قالتلي: 


_ جدتك ماتت ادعي لها بالرحمة. 


واخدت عباية جدتي وخرجت وكلهم فكروا ان انا بعمل كده علشان حزينة على جدتي. 


قعدت عالسرير وانا بحسس على الخاتم، بعدين خرجته وفضلت أبصله، طبعاً مرديتش أحط في صباعي تاني، فضلت مسكاه في ايدي وببصله، نفسي أعرف سره، وفي نفس الوقت انا مكنتش عارفه ليه جدتي محكتليش أبداً عن سر الخاتم ده هي بس كانت بتقول انها هتديه لعمتي "سعاد" من بعدها وبس كده.


روحت فالنوم والخاتم في ايدي حلمت ان جدتي واقفه قدامي وبتقولي: 


_ رجعي الخاتم يا "امل" 


وكررت الكلام اكتر من مره، صحيت لقيت الخاتم سببلي حرق صعب اوي في ايدي، رميته بعيد، وفضلت ابص للجرح واعيط بجنون، في اللحظة دي سمعت صوت همس في ودني وقالي: 


_ رجعي الخاتم يكمل مسيرته... وإلا هتموتي محروقة. 


اللي سمعته كان صوت بنت... كنت مرعوبة ومنهارة من العياط، نزلت تحت بسرعة مسكت عمتي من ايدها واخدتها على اوضتي، وقولتلها: 


_ انا اللي أخدت الخاتم. 


وحكيت لعمتي كل اللي حصل معايا واديتلها الخاتم، عمتي أخدته وسامحتني لكن انا لسه الحرق سايبلي علامة، كل ما ابصلها أندم 100 مره عاللي عملته، بس بعد ما عمتي أخدت الخاتم، رجعت حياتي لطبيعتها، تلات أيام حياتي اتقلبت فيهم بس خلاص اتعلمت ابطل طمع.  

القصة التالتة 


اللي يقول انا مبخفش من الموت، يبقى كداب، هو نفسه البني آدم اللي يقول أنا مستعد أواجه الموت، الموت له رهبه، قدر ومكتوب علينا كلنا، وزي ما قال ربنا في كتابه العزيز «كل نفس ذائقة الموت» . 


اعرفكم بنفسي انا عم "خيري"، المعروف بإسم "خيري الكفان" عندي 45 سنة، طلعت معاش مبكر من خمس سنين كنت عامل في مصنع تعبئة وتغليف على قد حالي، قبضت المعاش بتاعي وفتحت في بيتي محل عطارة، وجمب العطارة بقيت اجيب أكفان الميتين وابيعها.


كنت بعملها بطريقة معينه حاجه كده زي اللي بتقولوا عليها باكدج، وكل عبوة غير التانية، ماهو كفن الراجل غير كفن الست غير كفن العيل الصغير. 


كنت بجهز الكفن من دول على حسب الطلب، كنت بحضر مع كل كفن صابونة وازازة عطر زيادة، وبقيت معروف فالبلد والكل بقى بيتعامل معايا، وأوقات كنت بحضر غسل الميت علشان ألبسه الكفن بنفسي ده لو الميت راجل، وفي يوم جاتلي واحدة ست عجوزة يجي عندها سبعين سنة، وقالتي: 


_ ازيك يا "خيري" انا خالتك "ام محمد" انا يا ابني رجلي والقبر وجيت اخد الكفن بتاعي بنفسي، جهزهولي لحد ما اجيبلك الفلوس واعدي عليك آخر اليوم. 


الست مشيت، وانا حضرتلها الكفن... حضرته وانا مستغرب، معقوله الست دي شاغله نفسها بالكفن كده ليه... وهي معروف انها ست بخيله ومش بيهون عليها تجيب الأكل حتى! ودلوقتي هتجيب الكفن، وبعد ساعتين كده لقيتها جات تاخد الكفن ومعاها ولد صغير يجي سبع سنين كده الولد ده يبقى ابن بنتها، اديتها الكفن وأدتني الفلوس وزيادة كمان. 


بصراحه انا كنت شاكك في الست دي، لأن مش طبيعي انها تيجي بنفسها تاخد كفن، وتبقى مستعجلة عليه بالشكل ده، كبرت دماغي وقولت يمكن علشان الست كبرت بقت بتدور على آخرتها، وبتفكر في الموت. 


بس الغريب ان تاني يوم جات نفس الست وطلبت مني كفن تاني، وقالتلي: 


_ أصل الكفن اللي أخدته امبارح لقيت قماشته قديمة، وماينفعش. 


قولتلها: 


_ هاتيه واغيرهولك، بدل ما تاخدي واحد تاني. 


_ لا، لا... انا هاخد واحد جديد. 


وسابتلي الفلوس، وهي ماشيه قالت: 


_ هعدي عليك أخده، زي امبارح. 

 


انا كده بقيت اشك فيها اكتر، ومش مصدق الحِجة اللي قالتهالي، وبقى عندي فضول أعرف هي بتعمل ايه بالأكفان اللي بتاخدها مني، استنيت لحد ما جات أخدت الكفن الي طلبته مني الصبح، كنت عاوز اراقبها واتأكد ان الست دي مش بتعمل حاجه كده ولا كده بالأكفان اللي بتاخدها، بس قولت مليش دعوة خليني في أكل عيشي. 


لكن الموضوع اتكرر تالت يوم بحجة انها هتتبرع بالكفن لحد تاني، ولما جات تاخد الكفن عالمغرب، اديتلها الكفن وقفلت محل العطارة ومشيت وراها من غير ما تحس، الست رغم انها عجوزة بس فيها صحه، فضلت ماشية لحد ما وصلت بيت قديم ومهجور في قرية جمبنا، ودخلت، طبعا مقدرتش أدخل وراها.


 وبعد يجي عشر دقايق كده خرجت، ومشيت والكفن مش معاها، فكرت يترا البيت ده في حد "ام محمد" ادتله الكفن؟ ولا يمكن تكون الست دي كبرت وخرفت ومش عارفه نفسها بتعمل ايه؟ 


فضلت  واقف قدام البيت المهجور ده حتى البيت الباب بتاعه هلكان ومتكسر... والبيت نفسه قرب يقع من كتر ما هو قديم، مكنتش سامع اي صوت جاي من البيت ده وكمان كل الناس عارفه ان المنطقة دي مسكونه، ومحدش بيجي هنا خالص، تحديدًا من بعد غياب الشمس. 


منكرش ان انا كنت خايف وانا واقف قدام البيت، بس كنت هتجنن واعرف الست دي جابت الكفن لمين هنا، وجات لوحدها في المكان المسكون ده. 


فكرت ادخل البيت بس الدنيا ضلمت وانا مش متطمن للمكان ده، علشان كده مشيت، ولما بعدت عن البيت، شوفت من ضوء نار مولعة جوه البيت، شوفتها من الشباك كانت واضحة اوي؛ لأن الشباك مكسور اصلا. 


اليوم اللي بعده الست "ام محمد" جاتلي العطارة، وقالتلي: 


_ اسمع يا "خيري" انا عاوزه تلات أكفان واحد لراجل، وواحد لست، وواحد لعيل صغير. 



استغربت اوي من طلباه، بس مناقشتهاش في حاجه، وقولتلها:


_حاضر


ودفعتلي حساب ضعف حساب طلبها، كان عندي زبون شاهد الصفقة، بعد ما الست مشيت ضحك وقال: 


_ العجوزة دي مسعجلة عالكفن اوي وكمان عاوزه بدل الواحد تلاته. 


_ امبارح جات اخدت مني كفن وودته البيت المهجور في القرية اللي جمبينا. 


قالي: 


_ دي يبقى بترح للراجل العراف اللي بيقولو عليه، اصل من كام يوم جه راجل دجال وسكن في البيت ده، وكل اللي عنده مشكلة بيروحله وبقولوا عليه واصل وصاحب كرامات. 


اقتنعت بكلام الزبون اصل يعني بيت زي ده مايسكنوش إلا واحد دجال وبتاع عفاريت، ولسه السؤال اللي بيدور في دماغي، وهو ليه ام محمد بتاخد أكفان كل يوم تسلمها للراجل ده. 


قولت هروح البيت ده بالنهار، اشوف ايه اللي بيحصل فالبيت، وبجد فيه واحد عراف ولا لا، روحت المنطقة دي بالنهار، ودخلت البيت ده وانا بتسحب علشان لو فيه حد جوه مايحسش بوجودي، البيت من جوه معفن اوي وريحته وحشه والأرض كلها زبالة وقرف والفيران بتسرح هنا وهنا. 


دخلت لجوه كمان لقيت حيط (حائط)، شكله كان حيط عالي ووقع، كان على سور الحيط جمجمه راس انسان الجمجمه كانت بكل تفاصيها سليمه، ولها اسنان طويله، انا ملمستهاش، كنت قرفان منها ومن المكان كله. 


فضولي اخدني وطلعت السلم الي كان بيتهز تحتي وانا طالع عليه، ركبت فوق لقيت المكان كله هياكل عضم بشرية حقيقي، وكمان كان فيه أكفان قديمة متقطعة، ومعمول منها شرايط، والشرايط متربطه في بعضها، اتعملت على شكل عُقد... عُقد ورا بعضها، معرفش ايه الهدف من ده كله لما قربت منها ريحتها قلبت معدتي.  


وكمان كان فيه حطب عالأرض، يظهر ان مكنش فيه حد فالبيت ده غيري، كل الحاجات الي شوفتها دي فهمت منها ان الي سكن البيت ده فعلاً دجال او ساحر، لفت انتباهي كفن عالأرض عليه نقش بدم، انا مفهمتش النقش ده بيدل على ايه، بس أكيد دي طلاسم سحر، سحبت الكفن المنقوش بالدم، لقيت مكتوب عليه اسم "منار" والأسم متكرر اكتر من مرة. 


طبعاً انا معرفش مين "منار" المقصوده، بس أخدت الكفن ده تحديدًا، وأخدت الشرايط المتعقده في بعضها ومشيت من غير ما حد يشوفني. 


رجعت عالمحل بتاعي، وعالعصر كده جات الست "ام محمد " وأخدت الأكفان اللي طلبتها الصبح ومشيت، اتصلت بشيخ الجامع وطلبت منه يجيلي المحل بسرعة، اخدته وروحنا عالبيت المهجور، وانا في الطريق حكيتله اللي حصل من أول ما الست بدأت تاخد من عندي أكفان، وقولتله: 


_ الساحر ده أكيد سبب أذي لناس كتير. 


الشيخ: 


_ اللي يستخدم أكفان الأموات مايجيش من وراه غير الأذى والضرر... المهم بس متكونش الست "ام محمد" متورطة معاه في حاجه. 


وصلنا البيت وشوفنا النار مولعه في الدور التاني، دخلنا لقينا الدجال ده قاعد عالأرض قدام النار وحواليه الأكفان القديمه وإزازه فيها دم، وحجات غريبة بيستخدمها في السحر، ولقينا عنده الأكفان اللي جابتهاله "أم محمد"، البيت كان ضلمه، ولما دخلنا عليه وشافنا، خرج يجري بسرعة وهرب، في اللحظة دي اتأكدنا أنا وشيخ الجامع ان الراجل ده دجال ونصاب. 



جمعنا كل الأكفان اللي لقيناها ورميناها في النار واتحرقت كُلها، وعضم الميتين جمعناه تاني يوم ودفناه من جديد، وشيخ الجامع اتكلم في خطبة الجمعه وحذر الناس من الدجل والسحر. 


الموضوع انتهى لكن انا لحد دلوقتي مش عارف هو ليه كان بيحتاج أكفان جديده، مسكتش روحت سألت الست "ام محمد"، قالتلي:  


_ معرفش هو كان بيطلبها مني وبيطلب مني حاجات تانية وبيديني فلوس كتير، وانا بالنسبالي كانت شغلانه سهله.


انا لسه لحد دلوقتي ببيع أكفان، وكل يوم بسمع حكايات غريبة، وفي الناهيه الكفن مابيغلاش على حد، كلنا هنلبسه. 


القصة الرابعة 


لما تسيب حيوانك الأليف وتسافر سنين وترجع وتلاقيه مستنيك، فاللحظه دي هتحس انك ندل اوي علشان سبته، لكن الكارثة لما تعرف ان حيوانك ده جواه جن. 


انا احمد عندي 22 سنه، هحكي لكو حكايتي وتجربتي مع الجن، زمان وانا صغير سافرنا انا وماما واختي لبابا فالكويت وقفلنا بيتنا، حتى قطتي مأخدتهاش، كنت لسه صغير، سافرنا 3 سنين، ورجعنا لبيتنا، رجعنا وانا عندي 10 سنه، الغريبة من أول ما فتحت امي الباب لقيت قطتي واقفه ورا الباب، كأنها مستنياني أرجع لها، شلتها بسرعة وانا فرحان اني لقيتها واخيرا رجعتلها، شلتها وانا مبسوط، وقولت لماما: 


_ لقيت قطتي يا ماما 


_ نزلها عالأرض وسيبها دي أكيد مش نضيفه. 


سبتها ودخلت اشوف بيتنا بعد غياب سنين، كان التراب مغطي كل حاجه، والبيت ريحته مكمكمه من القفله، دخلت جوه كانت الطُرقة مضلمه كأن نور الشمس مابيوصلهاش من لما سارفا، امي ظبطت لنا أوضة كلنا علشان نبات فيها لحد الصبح، ماما قالت: 


_ هنبات الليلة دي وبكرة هكون روقت البيت كله. 


قولتلها: 


_ ماما متعرفيش قطتي راحت فين؟


_ لا، ويله روح نام. 


الليله دي نمت جمب "داليا" أختي، وكان باب الأوضة مفتوح، مكنش جايلي نوم وفضلت صاحي، وتقريبًا عالساعة 12 كده، والدنيا ضلمة لقيت قطتي جات وواقفة على باب الأوضة وبتبصلي وبتبرقلي، كنت حاسس كأن عنيها بتنور، معملتش اي صوت هي واقفه كأنها بتراقبنا. 


خوفت منها وفضلت أنده لماما، لكن ماما مسمعتنيش، وحتى داليا أختي مرضيتش تصحى، القطه لسه بتبرقلي ومتحركتش من مكانها، مش قادر أشيل عيني من عليها، وفضلت كده يجي ساعة، حاولت أتجاهلها، معرفتش.  


بدأت تقرب مني وهي بتبرقلي، غميت عنيا علشان ماأبُصلهاش، فتحت ببص ملقيتهاش، بس حسيت إنها دخلت تحت السرير. 


نزلت دماغي وببص تحت السرير لقيتها قاعدة وبتبرقلي، رجعت تحت البطانيه، وغطيت وشي علشان ماابُصلهاش، وبعد وقت قدرت أنام، والصبح... كل ما قطتي تقرب مني ببعدها عني كنت خايف منها اوي، حتى ماما لاحظت كده وسألتي: 


_ مالك يا احمد مش بتلعب مع قطتك ليه؟ 



قربت من ماما ووشوشتها في ودنها وحكيتلها كل الي شوفته بالليل، وان القطه مكنتش طبيعية، وفي نفس اللحظة، القطه طلعت عالطرابيزة وكانت بتبرقلي زي ما كانت بتعمل بالليل، استخبيت في ماما، ماما راحت تمسك القطة، بمجرد ما امي مدت ايدها عالقطة، القطة خربشت ماما جامد وجريت، ماما بتعيط وايدها بتنزف دم، مش معقول الجرح ده بسبب خربشة قطة. 


كلنا لاحظنا ان القطة دي مش طبيعية، ماما قالت: 


_ القطة دي لازم تمشي من هنا. 


في اللحظة دي جات رياح قوية من الشباك اللي خرجت منه القطة، الرياح وقعت الطرابيزة عالأرض. 


ماما حضرت لنا العشا، قعدنا ناكل، والقطة جت، داليا قالت: 


_ تلاقيها جعانه... هحط لها أكل. 


القطة استخبت تحت الكنبة، وداليا وطت تحطلها الأكل، فجأة داليا صرخت ووقعت لورا، ماما جريت تشوفها مالها. 


داليا وهي منهارة من العياط قالت: 


_ القطة وشها وش شيطان، دي مش قطة دي عفريته. 


امي حطت ايدها على دماغ داليا وفضلت تقرا قرآن، بعدها ماما حذرتنا من القطة دي، وقالت: 


_ أوعو حد يلمس القطة دي ولا يقرب منها. 


قعدنا نتفرج عالتلفزيون، انا وداليا كنا مرعوبين، رغم ان ماما قفلت الشباك بعد ما القطة خرجت، لكن كنا خايفين بردو دي ممكن ترجع. 


ولما جينا ننام طلبنا من ماما تيجي تنام معانا علشان نبقى متطمنين. 


بالليل وانا نايم جمب ماما، كنت نايم على ضهري، وحسيت بدبابيس بتتغرز في صدري، فتحت عنيا لقيت القطة واقفه على صدري بالظبط وبتبرقلي بعنيها، فاللحظه دي كنت مرعوب جداً، صرخت بعلو صوتي، في صرختي القطة نطة من الشباك ومشيت، ماما صحيت مفزوعة على صوت صرختي وهي بتقولي: 


_ مالك يا احمد، ايه اللي حصل؟ 


مكنتش قادر انطق، بس كنت بشاورلها ناحية الشباك، امي راحت قفلت الشباك وقالت: 


_ هو مين اللي فتح الشباك، دا انا قفلته قبل ما ننام. 

حكيت لأمي اللي حصل، وتاني يوم الصبح ماما شغلت قرآن واتصلت بخالتي وحكت لها، بعدها القطة جات بمجرد ما شوفتها جريت على ماما وقولت لها: 


_ القطة رجعت... القطة رجعت يا ماما. 


ماما وقفت تبص عالقطة، وقالتلها: 


_ ابعدي عننا، سبينا في حالنا. 


الغريب ان القطة مشيت فعلا، بعد شوية جالنا راجل كبير في السن، عرفت انه شيخ وخالتي هي اللي بعتته، الشيخ سأل ماما: 


_ ايه اللي حصل عندكو؟ احكيلي كل حاجه من أول ما رجعتي انتي والولاد. 


ماما حكتله كل حاجه، بعدها قعد يقرأ قرآن، ومشي بعد ساعة، وبالليل ماما قفلت الباب والشبابيك كلها ودخلتنا أوضتنا وعملت كل حاجه علشان القطة متدخلش، وبالليل خرجت من اوضتي علشان اروح الحمام، لقيت القطة واقفه عالطرابيزة اللي في الصاله.


 خوفت أوي وندهت لماما، بس ماما مسمعتش صوتي، كنت واقف متنح وببصلها، فجأة لمبة الصالة فضلت تنور وتطفي لوحدها اكتر من مرة من غير سبب، ندهت لماما تاني بس مردتش، جيت ارجع الأوضة علشان استخبى في ماما، باب الأوضة اتقفل في وشي، فضلت أخبط عالباب واصرخ بس مكنش حد سامعني،كنت صغير وقتها، مكنتش عارف اواجه ازاي حاجه زي دي. 


كنت مُنهار من العياط وانا باصص للقطة، لقيتها نزلت من عالطرابيزة، وبتقرب مني وجايه ناحيتي خوفت منها ورجعت لورا وانا ببصلها وهي جايه عليا، فضلت ارجع لورا لحد ما وصلت المطبخ والبيت كله ضلمه، بس القطة عنيها بتشع نار، فضلت ارجع لحد ما وقعت في حفره غويطة أوي، وده كل اللي فاكره. 


لأني لما فوقت لقيتني في سريري، وماما واختي داليا جمبي والشيخ كمان كان قاعد جمبي وبيقرأ قرآن، الشيخ قالي: 


_ يا احمد انته حافظ قرآن؟


_ اه، كنت بحفظ مع بابا. 


_ اقرأ القرآن اللي انته حافظه يا حبيبي. 


فعلاً بقيت أقرأ قرآن في سري، بعد شويه الشيخ مشي، وجات خالتي، اخدت ماما علشان يتكلموا مع بعض، بس انا كنت سامع خالتي وهي بتقول لأمي: 


_ بعد ما سافرتي وسبتي البيت، الناس كانت بتقول ان البيت اتسكن بالجن والعفاريت، ربنا يحفظنا، وانتي رجعتي سكنتي فيه تاني بالبساطه دي. 


_ يعني ايه؟! يعني البيت بقى مسكون، اومال هنعيش فين؟ 


_ الصح انك تجيبي شيخ ولا حد بيفهم، يرقي لك البيت ويولع بخور يعملك حاجه تطرد الجن اللي سكن البيت في غيابك. 


امي مكانتش مقتنعة بكلام خالتي وطنشت الموضوع، بس بقت تقرأ قرآن بنفسها طول اليوم، وكانت حريصة جداً علينا وعلى صحتنا، وبالليل، اختي داليا سمعت صوت بيخبط عالباب جامد، وخرجت علشان تشوف مين اللي بيخبط رغم ان امي مسمعتش صوت الخبط ده، بس انا سمعته وصحيت وكنت ماسك باب الأوضةعلشان ميتقفلش مني زي المرة اللي فاتت، لقيت داليا بتقرب من الباب بخوف وهي بتقول: 


_ مين... مين جاييلنا دلوقتي؟ 


مكنش حد بيرد بس، وبردو مبقاش فيه حد بيخبط، داليا قالت: 


_ غريبة! ده حتى الباب كان بيخبط جامد. 


بعدين فتحت الباب، لقينا القطة دخلت، انا ودليا اترعبنا وجرينا نصحي ماما، وفي نفس الوقت القطة كانت عمالة تلف فالبيت، ولما ماما صحيت، شافتها وكانت خايفة هي كمان زينا، اللي قدامها ده عفريت... مش حاجه سهلة، دي حاجه توقع القلب. 


امي دخلت جابت ازازة ماية وبدأت ترش منها عالقطة، لما الماية نزلت على جسم القطة، لقينا القطه بتتألم بصوت عالي كأنه صوت عيل صغير بيعيط، فجأة لقينا القطة بتحاول تهرب، وفعلا قدرت تخرج من البيت، وبعد كده مرجعتش تاني، ولما سألت ماما علشان اعرف ازاي قدرت تخلصنا من القطة وشرها


ماما قالت: 


_ الشيخ هو اللي أدالي إزازة الماية دي، وهو اللي قالي استخدمها ازاي؟ 


وفعلا قدرنا نخلص من القطة، ومن شر الجن اللي سكن جواها، ورجعت الحياة لطبيعتها من تاني.  

القصة الخامسة


انا أُم تعبت وكَبرت وربيت، وأخرتي أترمي الرميه دي، وده أخرة اللي بناخده من عيالنا بعد ما نربيهم ونكبرهم، ونعمل منهم رجالة علشان نتسند عليهم... بعد ده كله بيرمونا ولا بيسألوا فينا، بس الدنيا دواره ومسيرهم يشربوا من نفس الكاس. 


انا الحاجه "نعمة" ام ابراهيم، انا ست كبيرة عديت الخمسين، وصحتي مش زي الأول، انا الليلة دي أول ليلة ليا في البيت ده، البيت ده ابني اتأجرهولي علشان اسكن فيه لوحدي، اصل مرات ابني مش حابه وجودي معاهم فالبيت، سمعتها وهي بتقول لإبني اللي هو جوزها: 


_ اسمع يا "ابراهيم" يا إما تودي امك دي دار مسنين، يا إما تشوفلها مكان تاني تقعدها فيه... انا مبقتش طايقاها. 


وابني سمع كلام مراته، وجابني هنا وقبل ما يمشي قالي: 


_ يا امي انا هجيلك كل يوم وهجيبلك كل طلباتك، وهنا البيت ده اكبر من شقتي والمكان هادي وهتتبسطي هنا اوي. 


قالي الكلمتين دول وسابني ومشي، وانا طلعت اوضة نومي فالدور التاني ما هو البيت دورين، قعدت قدام المراية، وانا بفكر ازاي ابني قدر يتأجر بيت بالجمال ده ومفروش كمان. 



فضلت ابص في المراية، واحسس على تجاعيد وشي، من كُتر الهدوء كنت سامعة دقات عقارب الساعة، الشباك كان مفتوح لمحت حد ماسك كشاف، وشكله كان بيدور على حاجه واقعه منه، قربت من الشباك، ولقيت الشخص ده بيحدف حاجة في البحيره اللي جمب البيت، هي ترعه واسعه فبنقول عليها بحيره. 


الراجل ده فضل واقف شويه وفضل يبص عليا وانا فالشباك وبعدين مشي، الدنيا ضلمه ومكنتش شايفه كل حاجه كويس، رجعت لسريري علشان أنام، كنت مدايقة اوي لأني لوحدي، نمت وصحيت بعد نص الليل على خبط جامد عالباب وصوت صريخ بنت بتستغيث بأي حد ينقذها، قُمت من سريري ونزلت السلم. 



فالأول اترددت افتح الباب ولا لا، لكن صريخ البنت قطع قلبي، فتحت لها، كانت منهارة وبتعيط، قالتلي: 


_ الحقيني، بابا وماما غرقوا في المايه، العربية غرقت بيهم، تعالي خرجيهم، انا خايفه يموتوا، تعالي معايا شوفيهم. 


البنت مرضيتش تدخل البيت، ووقفت قدامي البيت وهي بتعيط وبتقولي تعالي أخدت عصايتي الي بتسند عليها وكشاف نور كان متعلق عالحيط، ومشيت ورا البنت والدنيا ضلمة ضلمه والبنت سبقاني ولسه بتعيط، وبتقولي: 


_ تعالي... تعالي. 


وصوتها بيبعد، وانا ماشيه وراها، صوت البنت بقى واطي أوي ومبقتش قادره اسمعها، لحد ما صوتها اختفى ولقيتني واقفه قدام البحيره، والمايه كانت عاليه اوي، كنت شايفه انعاس صورتي فالماية ولما دققت شوية شوفت وش البنت الي كانت بتستغيث بيا من شويه، وهي مفتحه عنيها وبتبرقلي، اتفزعت ورجعت لورا وانا مرعوبه، فضلت اتسند على عصايتي ومشيت لحد ما رجعت البيت وانا خايفة ضغطي ارتفع. 


رجعت لأوضتي وفضلت اتصل بإبراهيم ابني، لكن مردش عليا، فضلت صاحيه لحد الصبح وانا ببص من الشباك، غريبة حتى ان المكان مقطوع ومفيش ولا عربية عدت من هنا.  


الصبح ابراهيم جه، وقالي: 


_ ايه يا ماما، ما انتي كويسة اهو، اومال اتصلتي بيا يجي عشرين مره ليه.

 

حكيتله اللي حصل، مصدقنيش... جاله تليفون من مراته سمعته وهو بيقولها: 


_ امي باينلها كبرت وخرفت بقت تشوف حجات مش موجوده. 


جه وباس على دماغي وقالي: 


_ يا ماما متفتحيش لحد، انتي قاعده لوحدك ومتأمنيش لحاجة، وبلاش تخرجي لأي سبب. 


خلص كلامه وسابني ومشي تاني، وانا قعدت افكر معقوله ممكن يكون اللي شوفته امبارح ده تهيوئات، بس انا متأكدة من اللي شوفته. 


فضلت طول اليوم استنى ابراهيم على امل انه يجيلي، مكنتش طايقة اقعد فالبيت ده، كنت هطلب منه يجي ياخدني لأي مكان تاني، كنت خايفه يجي عليا الليل وانا فالبيت ده، كنت بشوف عربيات بتعدي عالجسر الي قصاد البيت. 


فكرت اخرج وأوقف عربية تاخدني من هنا، طول اليوم وانا مش على طبيعتي، مش قادره اقعد فالبيت ده، وعالمغرب كده كنت ببص من الشباك، وشوفت راجل جاي من بعيد مشي، فضلت مرقباه لحد ما قرب، وكان ماسك في ايده حاجه، تقريباً كيس زباله، انا افتكرت هيئته، هو هو الراجل اللي شوفته امبارح، ندهتله من الشباك وقولته: 


_ انته تعالى هنا؟


شاورتله وسمعني، حسيته خاف مني، رغم ان انا كمان كنت خايفة منه، خايفه يطلع جن زي اللي شوفته امبارح، او يطلع ان انا فعلا كبرت وبيجيلي تهيئوات، لقيته وقف مكانه، رغم اني بشاورله علشان يجي، نزلت وروحت ناحيته، لقيته اتطمنلي وجاي عليا. 


قبل ما اتكلم، سألني: 


_ انتي ساكنه فالبيت ده؟ 


_ اه، سكنت امبارح. 


_ المكان هنا مش أمان، ليه تسكني فالمكان ده بالذات؟ انتي متعرفيش اللي حصل هنا من خمس سنين ولا ايه؟ ده من وقتها ومحدش بيقرب من المنطقه دي. 


لأني مكنتش قادره اقف مشيت ناحية البيت، وانا بقوله: 


_ انا من ساعت ما جيت وانا بشوف حجات غريبة. 


مرضاش يدخل بس قالي: 


_ يا حجه اهل البيت ده الراجل ومراته وبنتهم ماتوا غراقنين فالترعة دي من خمس سنين، غرقوا بعربيتهم ومن لما ماتوا وأرواحهم بتظهر في المنطقه، وبيطفشوا اي حد يسكن البيت، احسنلك تمشي من هنا بسرعة. 


الراجل مشي بس الكلام الي قالهولي خوفني اكتر، كده انا عرفت ازاي ابني قدر يتأجر بيت زي ده، دخلت وقفلت الباب وقررت ان مش هخرج من البيت خالص، قعدت اتفرج عالتلفزيون، سمعت صوت عياط تقريباً نفس صوت البنت اللي جاتلي امبارح وكمان صوت ماية الترعة، بتضرب في بعضها، زي موج البحر. 


كنت مرعوبة وخايفة اوي، ضغطي ارتفع من الخوف، اتصلت بإبراهيم وحكيتله قال: 


_ يا ماما نامي دلوقتي ومتقلقيش، بكره الصبح هكون عندك. 


وقفل المكالمة في وشي، سمعت صوت عربية واقفه قدام البيت، طلعت فوق ابص من الشباك ملقتش حاجه، بالعكس الهدوء مسيطر عالمكان كله، فاللحظه دي اقتنعت ان اللي بيحصلي ده تخاريف لأني كبرت فالسن. 


رجعت لسريري انام وانا حزينه اوي وخايفة، لكن اللي حصل بعد كده أثبت لي ان اللي بيحصلي ده مش تخاريف، نمت ولما جات الساعة اتنين سمعت الباب بيخبط جامد، زي امبارح بالظبط، وفي نفس الوقت كمان، بصيت من الشباك شوفت عربيه عطلانه عالجسر ويظهر ان فيها ستات فكرتهم محتاجين مساعدة، نزلت وقررت افتح الباب واساعدهم. 


لقيت واحده ست في سن أولادي بتعيط وطلبت مني اساعدها بتقول ان بنتها بتموت، اترددت قبل ما اخطي خطوه بره البيت، انا كنت ممرضه قبل ما اسوي معاشي واقدر اساعدها، دافع الإنسانيه خلاني خرجت وراها، مشيت ورا صوتها فالضلمة كنت فاكره هتاخدني عند العربية العطلانه، لكن معرفش ازاي مشيت ورا الصوت لحد ما لقتني واقفة على حافة الترعه بالظبط، كأن الدنيا لفت بيا. 


صوت الست اللي بتطلب اساعدها جاي من وسط المايه، اتخضيت لما لقيتني واقفة على حافة الترعه، ببص للمايه وانا جسمي بيترعش، وطبعا بحكم سني، انا حركتي بطيئة، في خلال ثواني شوفت ايد خرجت من المايه ومسكتني من رجلي وبدأت تسحبني للمايه وانا بعافر وبحاول اقاوم وانا بصرخ، شوفت الراجلين اللي واقفين عند العربيه العطلانه سمعوا صريخي وجايين يساعدوني. 


الإيد كانت ماسكة رجل جامد وبتسحبني، وانا مريضة ضغط وسكر، قلبي مستحملش واغمى عليا، فوقت فالمستشفى، لقيت ابني جمبي وبيتأسفلي، وعرفت ان ابني كان متأجر البيت بمبلغ صغير، وعرفت كمان ان الراجلين اللي كانت عربيتهم متعطله هما اللي أنقذوني... وانا دلوقتي رجعت لبيتي وبيت ابني، اه بيت صغير لكن جواه ونس أمان. 


القصة السادسة الأخيرة


كتاب شمس المعارف الكبرى، مين مننا مسمعش عن كتاب شمس المعارف او قرأ عنه، عامتا كلنا سمعنا عن السحر وأنواعه، وسمعنا عن الأذى الي بيسببه الشيطان في حيات الإنسان، وكمان ياما سمعنا عن أضرار السحر، والشر اللي بينتج عنه. 


انا خالد محرر صحفي عندي 27 سنه، عندي شغف الاطلاع والقراءة، دايما بحب اتعلم واكتسب خبرات جديدة، رغم التطور والانترنت الي وفرلنا كل حاجه حوالينا، انا لسه مهتم بالكتب الورقية، بحس ان باخد المعلومة من مصدرها، دايما بروح مكتبات ومعارض وندوات ثقافية وبهتم بكل حاجه تخص القراءة والعلم. 



المهم في الفترة الأخيرة لفت انتباهي كتاب معين كنت بتصفح جوجل وظهر قدامي الكتاب ده، ايوا هوا كتاب شمس المعارف، بالنسبالي كنت اول مرة اسمع عن الكتاب ده، رغم اني بقرا كتير، ده انا عندي مكتبة كاملة فالبيت وعمري ما سمعت عن الكتاب ده. 


فضلت اعمل سيرش عنه كتير واسجل بيانات عن الكتاب ده، رغم اني مش بحب الكتب الي تصنيفها رعب، بحس ان الرعب اتفرج عليه كفيلم او مسلسل، لكن اقراها كلام مكتوب، مش هحس انه ممتع، بيبقى ناقص كتير، المهم معرفش ايه المميز في الكتاب ده، بس كلام الناس فالكومنتات عالفيس اه خوفني بس خلى عندي فضول اقرى الكتاب ده واعرف عنه اكتر. 


بعد سيرش كتير ومعلومات جمعتها، استنتجت ان الكتاب حقيقي وبيحتوي على تعاويذ حقيقية، وكله سحر واعمال واستدعاء للجن والشياطين وممكن من خلاله الانسان يسخر جن يخدموه، وينفذوا أوامره، بصراحه بقى عندي فضول ادخل الكتاب ده مكتبتي، واقراه كله... منكرش ان اللي سمعته وقريته عن الكتاب خلى جسم قشعر، لكن ده فضولي زاد ناحية الكتاب. 


وفي ليلة رجعت اتصفح واجمع معلومات عن الكتاب، وانا بقالي اسبوع عالحال ده، كل يوم اعمل سيرش عنه واجمع معلومات، كنت قاعد في مكتبي سمعت صوت باب الحمام بيتفتح وبيزيق بطريقة مش طبيعية، انا اصلا عايش لوحدي فالشقة، استغربت وقُمت اشوف فيه ايه، لقيت باب الحمام مفتوح وسجادة الصالة ملموم يجي نصها، فردتها برجلي، ببص لقيت عالأرض حبة رماد، زي عُقب السيجارة، وانا أصلا مابدخنش، طنشت وفردت السجادة وقفلت باب الحمام، ورجعت أقرأ تاني عن الكتاب. 


وانا بقرا استنتجت ان فيه معلومة فالكتاب بتقول (وجود بقعة رماد على أرضية المنزل بلا سبب دليل على تسلل الجن إلى بيتك)، انا قريت المعلومة دي وقلبي وقع في رجليا، نطيت من مكاني وقعدت اخبط عالطرابيزه... مش قادر استوعب، خرجت للصالة ورفعت السجادة لقيت حبة الرماد موجودة فعلاً. 


قولت لا مش ممكن تلاقي السجادة مش نضيفه انا اصلا فين وفين لما بنضف الشقة، وده تفسير منطقي، ضحكت وقولت:


_ جن ايه وبتاع ايه. 


المهم محرمتش ورجعت اقرى تاني عن شمس المعارف، المصيبة بقى لما عرفت ان الي بيهتم بالكتاب زيي كده، بيبدأ الجن يتودد إليه، وبيقربو منه كمان، زقيت اللابتوب بعدته عني علشان مرجعش اقرى عن الكتاب تاني. 


سمعت صوت جاي من المطبخ... كان صوت كركبة وكوبيات بتتكسر، روحت جري، ملقتش حاجه مكسوره، بس لفت انتباهي حجات متبدله مكان حاجات، طنشت الموضوع ودخلت انام. 


نمت، بس صحيت الصبح على كابوس يساتر يارب كويس انه كان كابوس مش حقيقة، روحت شغلي ولما خلصت، روحت لعم "عباس" صاحب اقدم مكتبة فيكي يا بلد، دخلته وبعد السلامات، سألته عن كتاب شمس المعارف، قالي: 


_ يا استاذ خالد ملقتش غير الكتاب ده وتسأل عنه، عالعموم ريح نفسك، الكتاب الحقيقي النسخة الأصليه منه ملهاش وجود، وكل النسخ الي موجوده منه قليله جداً ومش أصلية والكلام اللي فيها مش حقيقي، وانصحك متشغلش نفسك بنوعية الكتب دي.


قولتله: 

 

_ طمنت قلبي يا عم عباس. 


وحكيتله عالي حصلي امبارح وضحكنا، وانا مروح أخدت منه تلات روايات رعب ومشيت، ودي كانت اول مره اجيب كتب رعب. 


دخلت شقتي بنور النور، مفيش ولا لمبة راضيه تنور، نزلت جبت لمبتين جداد وندهت لكهربائي المنطقة جه ركبهم لي، اتعشيت وكعادتي قعدت أقرى عن نفس الكتاب، فكرت هو مين قرأ الكتاب ده قبل كده، عملت سيرش لقيت ان كل اللي قرأوا الكتاب ده ماتوا، وكمان ماتوا في ظروف غامضة، وماتوا بطرق غير طبيعية. 


بقيت خايف من الكتاب وفي نفس الوقت عندي فضول أعرف عنه اكتر، روحت حطيت التلات روايات الرعب على رف عندي وانا بحطهم وقع على الأرض كتاب من كتبي وطيت اجيبه اتفاجئت ان جواه ورقة، فتحتها كان مكتوب عليها بدم اسود، كان مكتوب ( إن بحثت عنه ستصل... كُن حذر... لا تفعل) 


استغربت اوي من الرساله دي، اللي فهمت معناها متأخر، لكن ده معناه ان الرسالة دي جات من الجن، فصلت اتلفت حواليا فالشقة كلها وانا مرعوب والرساله في ايدي، روحت بسرعة شغلت قرآن، اتصلت بعم عباس وحكيتله كل حاجه قالي: 


_ احرق الورقة دي ومتعرضهاش على حد، وكفايه بلاش منها الكتب دي انته مش قدها. 


مكنتش عارف ازاي ابطل بحث عن الكتاب ده تحديدا اومال هلاقي حل منين وايه تفسير الرسالة دي وانا مش عارف اركز بسبب اللي بيحصلي، مش لاقي تفسير لكل ده، ولا عارف اتصرف ازاي، كنت بتحرك فالشقة وانا حاسس بحد بيراقبني . 


رجعت اعمل سيرش تاني، لقيت بوست بيقول انك لو أدمنت الكتاب ده وبقى عندك شغف توصل له، هيوصلك الكتاب بسهوله، مكنتش فاهم اي حاجه، ملقتش طريق تخلصني من لعنة الكتاب، ملقتش حاجه، وناني يوم روحت لعم عباس ومعاي الرسالة، اتفاجئت من عم عباس وهو بيقولي: 


_ انا عندي نسخة من الكتاب ده يا استاذ خالد. 


اتخضيت وقولتله: 


_ ازاي؟ وازاي محتفظ بها هنا. 


_ علشان اللعنه اللي عليا بسبب تلزمني اسله لحد تاني، واحتفظت بيه علشان انا مش عاوز اسبب ضرر لحد. 


_ وايه اللي حصلك خلاك تقرر تحتفظ بكتاب زي ده. 



_ لقيته هنا في المكتبه، والفضول اخدني وقريت منه صفحتين اتنين. 


مكنتش مصدق الكلام اللي بيقولوا عم عباس، عملت سيرش علشان اعرف ازاي اخلص من حاجه زي دي، لكن المصيبة ملقتش طريقة تخلصنا منه، وكل الطرق ليها نتايج عكسية، حتى عم عباس رفض يخليني اشوفه أو ألمسه. 


وحذرني منه، لكن ازاي الكتاب ده بالقوة دي وكأن الي كتبه من الجن والشياطين، انا مسكتش وقررت احرق الكتاب واللي يحصل يحصل، بمجرد بس ما فكرت في الفكرة، حصل حريق كبير في شقتي، حريق سببه مجهول، الحمدلله طلعت من الحريق ده بس خسرت العفش وكل حاجة الشقة. 


روحت قعدت عند عم عباس في المكتبه، كنت طول الوقت وانا بدور عالكتاب من غير ما عم عباس يعرف، بس ملقتش للكتاب آثر ... وعم عباس مجبش سيرة الكتاب تاني. 


وانا كمان قررت اركز في شغلي وحرمت أقرأ او أتفرج على اي حاجه رعب.

تعليقات

التنقل السريع