قصة وابتسمت بقلم هانم عبد الرحيم
قصة وابتسمت بقلم هانم عبد الرحيم
_هيا يا ابنتي، عريسك في انتظارك
_وهل يتوجب عليّ الجلوس معه يا أمي؟
_أعرف أنكِ لا تريدينه.
_نعم ، لا أريده ولا أوافق عليه.
_أصبح من المفترض أن تجلسي معه وتجدي سببًا للرفض أمام والدك.
_والدي يناديني ، ماذا أفعل؟
_هيا يا ابنتي، هيا، هما في انتظارك
__________________________________________
تدخل العروس إلى غرفة الجلوس حاملة مشروب الضيافة وتلقي السلام على والدها ويوسف المحاسب المتقدم لخطبتها (يوسف شاب وسيم يرتدي بذلة رمادية ذو لحية خفيفة والعطر الذي يضعه يملأ الغرفة ويشجعها على الجلوس مبدأيًا).
_السلام عليكم
_وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته ، تعالي يا ابنتي اجلسي بجانبي، هذه ابنتى يا يوسف الطبيبة مريم.
_ما شاء اللّٰه ، بداية مبشرة هي مريم وأنا يوسف، ربنا يوفقنا إن شاء اللّٰه.
_إن شاء اللّٰه يا ابني ، تعالي يا أم مريم أريدك في أمرٍ ما.
_من الواضح أنهم تركونا لنتحدث، أنا يا مريم اسمى يوسف الاحمدي لدي مكتب محاسبة أمام عيادتك ولقد أعجبت بك من أول يوم قمتي بتأجير العيادة منذ ثلاث سنوات.
_ ولكني لم أراك قبل الآن ولو صدفة.
_ فقط لأني لم تكن عندي الشجاعة الكافية لأقابلك، أو أتحدث معك بدون حجاب.
_ تضع يدها على شعرها وتهندمه؛ ولماذا جئت الآن؟
_فقط كنت أعطيك فرصة لترتديه من نفسك، وأعطى المهندس ياسر صديقك الفرصة في القدوم لخطبتك، ولكن لم يحدث شيئًا منهما.
_ أنت تعرف ياسر أيضًا؟
_ أنا أعرف عنك الكثير، يامريم، أعرف حبك للسوشي والقهوة والسينما… أعرف الكثير.
_ تعرف علاقتي بياسر ومازلت تريد أن تتزوجني؟
_ انتظرت ثلاث سنوات... كنت اعتقد أنه جاد ولكنه غير ذلك؛ دعينا منه الآن وننظر للحجاب ما رأيك به؟
_ أنا متعلمة والمرأة المتعلمة ليس من الضروري لها الحجاب حتى لا يقيدها في عملها.
_ وهل الحجاب يمنعك من العمل... لا، هناك طبيبات كثر يرتدين الحجاب.
_ الحجاب حرية شخصية وليس بالفرض
_ الكاذبون لا يريدون الحرية للمرأة وإنما يريدون حرية الوصول إليها ؛ مضى ثلاث سنوات ولم يأت صاحبك لخطبتك، لماذا؟... لأنه يتمتع بجمالك خارج المنزل كل يوم ولا يوجد داع للخطبة.
_ كيف تقول لي هذا؟
_ كنت أغار عليكي كل يوم وأنا أراكِ وهو منتظرك أمام عيادتك، يا مريم، فكري بالأمر ...فكري بمن يريد لك العفة والستر والزواج، ومن يتسلى بك ويستمتع بجمالك فقط...
كان الرجل قديمًا لا يبيع الحصان الذي تركب عليه زوجته، وإذا مرض كان يذبحه لكي لا يركب عليه رجل آخر من شدة غيرته عليها .
أقول لكِ إذا دخلتي مطعم وقدمت إليكِ عدة أطباق منهم واحد مغطى ولا تعرفين مكوناته.. ماذا تختارين؟
ستعتقدين ان المغطى هو الأحلى .. أعلم هذا ؛ هكذا الحجاب يستر ولا يفضح ، يزيد المرأة جمالاً فوق جمالها ،ويزيد محبة خالقها لها...
أقول لكِ يا عزيزتي حين ترتدي ملابسك وتستعدي للخروج قفي وصلي بها ركعتين وإن لم تخجلي من الوقوف بها أمام خالقك أخرجي بها من المنزل...
فكري بالأمر وأنا سأكمل انتظاري بعد الثلاث سنوات ولا أملّ أبدًا...
___________________________________________
بعد نهاية المقابلة دخلت الأم على ابنتها الغرفة وجدتها شاردة فقد كانت تفكر في كل ما قال يوسف لها وتستعيد كل كلماته وتتذكر نظراته المليئة بالحب الذي اضمره في قلبه ثلاث سنوات ، وكيف أنها لم تلتفت إليه كل هذه الفترة .
_ مريم
_مريم يا حبيبتى ...
_أمي .. نعم يا أمي
_ ما رأيك يامريم؟ والدك يريد أن يعرف ما نتيجة المقابلة.
_ اتركيني يا أمي لأفكر بعض الوقت.
_ خذي وقتك وصلي الاستخارة وأرجو اللّٰه أن يوفقك لما يحب ويرضى...
_ ارتدت ملابس الصلاة وصلّتْ ركعتين وبعدها نظرت للمرآة وابتسمت....
قصة قصيرة بعنوان 👇
☺️ وابتسمت☺️
للكاتبة/
#هانم_عبد_الرحيم_ أبوزهرة
تعليقات
إرسال تعليق