روايه تشيلليزونا الفصل الرابع عشر بقلم ايمان صالح
رواية تشيلليزونا البارت الرابع عشر
روايه تشيلليزونا الفصل الرابع عشر
قهقهت لتخرق كلماتها رأسه كما الرصاصات.
رمقته بنظرة حاقدة لها معانٍ كثيرة إلى أن خرج، وفجأة سمعت أصواتاً فوضوية تأتي من الداخل ثم أسرعت لتري ماذا يحدث.
زينات: ماهذا؟! ما الذي يحدث؟ أصواتكم مرتفعة، لانريد هنا ضوضاء لنا جيران يَسّمَعونَ أخبارنا بتلصص، أتُريدون أن نُفضَحَ جميعا؟ ماذا تريدون؟ لم هذه الضجة؟
_صاح بها الجميع ومنهم من بدأ بالصراخ عليها، الجميعُ في هوجائية،
(ماذا نفعل هنا؟ نحن أتينا علي عمل، أين السيد المحتاج للعمال؟ إلا واحدةٍ منهم هي من قالت لها وهي تتأمل في وجهها وتبكي.
_ماالذي يحدث ياسيدتي؟ أية عمل؟ أنا هنا لأجل أن أتزوج من ذلك الرجل الذي أحببته، أممكن أن توضحي لي؟
_لتقهقه زينات وتلتفت يميناً قائلة بسخريه:
_ياألهي!؟ اللعنة عليك يافرناندو، ضحية جديدة من ضحاياه، ماذا سافعلُ انا؟
_لتضع يداها علي منكبيها تواسيها:
عزيزتي! أنت هنا للعمل ليس ألا، لايوجد زواجٌ او ماشابه، أشارت بسببابتها واكملت، وهذا الذي أتي بك إلي هُنا! إنه مجرد شخصٌ محتال كاذب، يبيع الفتيات للأعمال القذرة مقابل النقود يافتاتي، لكن علي أية حال! لاتقلقي ستعتادين علي ذلك المكان بعد أيامٍ قليلة، ومن الممكن ان تكوني مفضلة السيد ألمادو.
_لتصرخ الفتاه قائلة بصدمة:
_مؤكدٌ أنك بعقلك لوسةٌ او جنون، أنا هنا لأتزوج ذلك الرجل الوسيم، وأخذت تهرول لخارج المستودع تحذو حذوها نحو المخرج، في نفس اللحظة زينات تحاول منعها من الخروج لأنها علي علمٌ بما سيفعلوه مرتزقة ألمادو بها علي الفور، بالفعل لم نجح في اللحاق بها، فقد لحقتها أولا رصاصاتٍ إحدى القناصة لتلقي علي الأرض ساكنة دون حِراك، لتصرخ زينات ومعالم في آن واحدٍ.
_لماذا؟ لماذا يامعدومين الإنسانية والضمير، لماذا لم تغلقوا الأبواب وتمنعوها من الخروج فقط؟
_أخذت معالم تبكي علي الفتاة التي حملوها وكأن هؤلاءالرجال مبرمجون كالأجهزة المحمولة علي القنص وأخفاء الجثث، هم حقاً مرتزقة.
_حينما رأي القادمون ماحدث إلتزمو الصمت جميعاً وأصبحو مشدوهين للأحداث بشدة، لتقف زينات في المنتصف وتحدثهم في إشارة من يدها لما يحدث من حولها وقالت:
(أترون؟! أترون مايحدثُ هنا حين مخالفةِ القوانين أو الخروج عن كََنَفِ ألمادو؟! من يعصي الأوامرُ هُنا يُقتَل قنصاًُ، سالت الدموع من عيناها كالأنهار حين اعتصرت القلادة بيديها مكملةً حديثها، يقتل ولا يبقى لأهله منهُ إلا ذكري أو صورة أو كلمات ترنُ في أذن محبيه لآخر العمر، أفهمتم أم لا؟
إنصرف الجميع من امامها ودُفِنَت جثة الفتاة بعيداً وكأن شيئاً لم يكن.
_ودخلت زينات إلي مهجعها الجديد بعيداً عن أولئك الجدد لتنفرط دموعها كعقد اللؤلؤ وهي تتذكر عبيده ودفاعه عنها من ألمادو، بعد قليل لحقتها معالم وهي حزينة هي الأخري.
معالم: قُتِلَتِ الفتاة!؟ هكذا! بمعيار ناري؟! إلى متى؟ ألى متى سنظلُ هنا؟ أنا هنا لأجلك علي فكرة وأنت تعلمين ذلك.
زينات:بضيق وتنهيده، إرحلي أذاً يامعالم، لن تكوني اغلي عندي ممن رحلو! إرحلي ياعزيزتي.
معالم: بدهشة، أهكذا؟ أنا أرحل؟ ولست أغلي ممن رحلو؟ شكراً جزيلا ياعزيزتي، سأذهب بحق، وقامت لتهم بعيداً فتمسكت زينات بيدها وقالت لها بهدوء
زينات: ليس لدي الآن غيرك يامعالم وأنت تعلمين هذا، أنت الظهر والسند الذي أمتلكه، أنت رفيقتي في كلِ ماهو قادم.
معالم: نعم نعم، إضحكي علي قلبي الطيب وعقلي الناسي للأسى.
زينات: قسماً بالذي يعز ويذل، مانطق لساني غير الحق لما أكن لكي.
معالم: ياإلهي! لقد تفاجأت بحلو حديثك، تالله أنت أطيبُ قلبٍ عرفته، المهم ياعزيزتي، هناك مهمة جديدة من مهمات ألمادو، وهذه هي فرصتنا في تنفيذ هدفنا، نريد أن ننهي قصة تلك العصابة الأسطورية بتلك المهمة دون علم أحد من هنا.
زينات: هل أخبرتِ بلاچينا بشئ؟
معالم: رمقتها قائلة، هل جُنَ عقلي؟ اعلظ أنها أن علمت ستخبره بكل شئ ونذهبُ نحن في مصيبة ليس مهم.
زينات: لماذا هي تخاف عليه هكذا؟ أنت قلتي لي أن له قصةً طويلة، ماهي حكايته!؟
معالم: يا عزيزتي ستقلبين مواجعي وذكرياتي القديمة! لكن ساقص لك ماهي حكايته، أتريدين أن ابدأ بحكايتي أنا أولا وكيف أتيتُ ألي هنا أم بقصته هو!؟
زينات: قُصْي مايحلو لك، المهم أن نلتهي في الحديث حتي أنسى همومي.
معالم: إذا سأقص عليك قصته هو وطفولته،
قالت لي بلاچينا انه طفلا شََّبَ في بيئةٍ منحلة الاوساط، الأب كان سكيراً متسللا لأي منزل تطئهُ اقدامه، يدخله ليفعل به وبأهله مايفعل وهو لايبالي، ثم يترك أهل البيت بعدهُ يعانون من كارثه، من أؤلئك الذين دخلِ ذلك الرجل بيوتهم! هي أُم ألمادو كانت أمه تدعى ليزا، دخل الرجل لمهجعها بتسلُلٍ في الليل وفعل مافعله معها وهي تشعر به وكان علي هواها، وكانها كانت تعلم بهويةِ ذلك الرجل، وبعد أشهر بسيطة من فعلتهِ! ظهرت عليها البشرى، وكان أسوأ يوم في حياتها كلياً، حين علمت أن خطيئتها! جلبت لها طفلا من الحرام.
لم يكن ذنبهُ هو بل ذنب أمه، هي من أهملته، ولم تهمله فقط، بل حين علمت بحملها به، حاولت أن تزهق روحه وهو جنين لكن الله شاء أن يبقي، وبعد أن علمت بصعوبةِ إزهاقهِ أخفت الأمر ألي ان وُلِدَ في السر، وبعد أن ولد؛ أخذتهُ وذهبت لتلقيه لأبيه وكأنهُ غرضاً لايلزمها ولاتريده،بل وكانت الطامةُ الكبرى أن ذلك الأب أنكر اساساً ماحدث، ونعتها بالعاهرة، كان يعلم حقيقتها من الأساس، إنها بائعة هوى في الأساس، لذلك كانت تريد التخلص منه، بائعات الهوى لايستحب أن يكن لهن اطفال، فهم عائقٌ في عملهم،
زينات: ضحكت، يعني أُمهُ كانت غانية، وأبيهِ سكيراً أنكره، هل سيكون مستقبلا طياراً! لا، إنكشف الأمر أمامي الآن
معالم: لم تتوقف حكايتهُ هنا، بل بقايا المآسي تأتي، منذ ولادته بدأت أمه تنفر منه وتعامله أسوأ المعاملة، معاملة بإزدراء وإهمال، دائماً ملقي في الشارع بدون رعاية، ملابسه متسخه لايأكل رائحته كريهة دائماً جائعاً، متروك مع أطفال الشوارع ليلاقي مصيرهم، وفي يومٍ وهو جائع وقف ينظر لبعض المتسولين ناداه ليأتي لتناول الطعام وأخذه ليأكل وبدأ الآخر بأخذ مايريد منه، قام بإغتصابه وهو في السادسةِ مثلا، لك أن تتخيلي طفل في هذا العمر منذ ستون عاما او أكثر، جائع ومشرد يعتبر بلا أم وليس له أب، إفْتَرسَ الطفلُ ذلك الوغد بدون دراية منهُ ماذا يُفعل به وبعد أن أمتلئت معدته وشبع، ذهب لأمه وهو بهذه الحالة.
زينات: و!؟ ماذا بعد؟
معالم: تصرفت الأم بغباء أكثر من ذي قبل، أخذت تضربه وتعنفهُ بدلا من أن تعالجه وتنفق عليه حتي يشفى، جعلت من هذا الطفلُ وحشاً صغيراً، أخذ يقلد مافُعِلَ به تماماً في أي طفل يراه، أتخذ من العنف منهجاً ومن الإغتصاب مسلكاً، بدأ يشب علي هذا ولم تصلح أمه منه ولو بالمحاولة، بل فرحت به لأنه كان قد بدأ يظهر كأبرز عنصرٍ إجرامي في منطقتهم بأكملها، لكن مالم يكن علي بال الأم حدث، بدأ يسألها عن ابيه كأي غلامٍ في عمره.
زينات: وبماذا كانت تجيبه؟ أكملي.
معالم: كانت تقول له أنه توفى، صدقها ولم يكذبها، ولم يكن لذلك الوقت يعلم بحقيقتها وبعملها.
زينات: حقاً؟ وكيف علم؟ أكملي.
لتقل معالم: كانت الطامة الكبري علي رأسهِ ورأسها أنه رآها مع أحد الرجال في المنزل، فأخذ يسألها، من هو، ضلت تكذب عليه وتقول له حبيب ومرة أخري صديق ألي أن أعترفت له بأنها بائعة هوى تتاجر بجسدها من أجل كسب لقمة العيش، بغضها كثيراً بسبب معرفته حقيقتها، بدأ يرفض عملها ويعمل هو ذلك العمل الذي يتقنه، السرقه وتعنيف الأشخاص وسلبهم أموالهم.
زينات: طبعا، هذا ماهو بارعٌ فيه.
معالم: لم يبرع في ذلك فقط عزيزتي، بل فعل الأسوء في الخفاء
زينات: ماهو؟ أتبقي شئ سئ أسوأ مما يفعل ليفعل؟
معالم: هدهدت رأسها بأسف، نعم نعم هناك ماهو أسوأ.
زينات: أءنت صنبور يامعالم؟ يخرخر بالحكي؟ قولي ماعندك بسرعة.
معالم: ألمادو ياصديقتي بدأ بجلب الأطفال الصغار وممارسة مايريد معهم هو ومجموعة من المرضى النفسيين مثله، ومن كانو ينتهو منه! يفرغوا أعضائه ويبتاعونه كبضاعةٍ ثمينة.
زينات: لطمت خداها، ياإلهي رحمتك، تعنين أنه بدأ بالتجارة بالأطفال الصغار! ياويلي!؟ هذا يستحق الحرق حياً يامعالم.
معالم: ليس هو بمفرده من يستحقُ الحرقُ، بل الأب والأم ايضاً، عموماً هو نفذ تلك المهمة بيده فيهما الإثنين ظناً منه أنهم يستحقون.
زينات: ماذا؟ هل قتل أهله!؟ ألم تقل له أمه أن ابيه قد مات؟ كيف قتله؟ ولماذا قتل أمه؟!
معالم: تلك هي الكحايةُ الثانية، كان ألمادو في عالمهِ إلي أن عشق تلك الفتاة.
زينات: فتاة؟ أية فتاة! عَشِقِ؟ أيةَ عِشْق؟ أبعد كل ذلك!؟ هو يعرف الحب!؟ لا مستحيل طبعاً، هذا مثل رالڤ اللعبه، خلق ليدمر.
معالم: والغريب أنه أحبها بل عشقها، وهي رفضته بعد ماعلمت عنهُ كل شئ، حقيقته، عمله، أمه وأبيه، مصائبه، كان من الطبيعي أن ترفضهُ.
زينات: قصة عشق؟ قصي ياشهرزاد، فأنا تسليت كثيرا بتلك القصة.
معالم: أحبسي أنفاسك، ستعرفين ما السبب في عقدته منك وحبه لك في نفس الوقت.
زينات: ياالهي! تشوقت كثيراً لمعرفة البقية، أكملي.
معالم: كانت فتاة عشرينية تعمل طبيبة في إحدي المصحات، رآها فجذبتهُ كثيراً بالرغم من أن ميوله لم تكن واضحة كثيراً إلا أنه كان لأول مرة يجذبُ لفتاة، أخفي حقيقتهُ عنها تماماً وتعامل معها علي أنه شخصاً آخر، كانت جميلة ومرحه، وتمتلك إسماً غريباً، كانت تُدعىٰ (تشيلليزونا).
زينات: تشي ماذا!؟
معالم: تشيلليزونا يازينات، إسم غريب حقاً لكنه كان يحمل قصة حياتها كاملة، فتاة عاشت نصف طفولتها في ولاية تشيلي والنصف الآخر في أريزونا، سماها الأب هذا الاسم لأنه كان يعشق الولايتين، وبعد أن أنهت دراستها في أريزونا، عادت للعمل في تشيلي إلي أن إلتقت به، كانت هي الإنسان الوحيد الذي حرك مشاعرهُ.
زينات: نعم وأنت تقولين أني اشبهها، ماوجه الشبه!
معالم: وجه الشبه أنها الوحيدة التي أحبها من قلبه، ثم ردعته وأوقفته عند حده حين علمت حقيقة هويته، كانت طبيبة، سمراء، ذو قلب طيب مثلك ولاتحب الشر، وتردعه، علمته الكثير من الطيبة وغيرت فيه الكثير، بدأ السئ بالتحسن، وبدأت الأخلاق تتبدل، إلي أن ظهر أبيه بعد أن كان بالنسبة له متوفياً،
زينات: يا للهول!؟ وماذا أعاده هو الآخر!؟
معالم: عاد لأنه كان في حالة مرضية مرزية ولم يجد معيل له، ألقي بهمه علي كاهل تلك المرأة التي قالت له خذ إبنك، وخصوصاً حينما سمع بسيط إبنه وأنه يمتلك النقود، لم يكن يعلم أنه لايعلم عنه شيئاً.
زينات: ياويلُ أمه منه! ماذا فعل حين علم؟
معالم: لاشئ، كاد أن يقتلهم الإثنين، ولم يتقبل بسهولة، وبدأ يضربها ويضربه حتي أنه كان سيلقي بهم في الشوارع لينهشوا أحياءا علي الطرقات، لكن ماطلبتهُ منه تشيلليزونا وقتها هو ماأوقفه عن أفعالهِ بهم، وتلك كانت نقطة التحول الأخرى في حياته.
زينات: لماذا؟ ماذا حدث أكملي.
معالم: طلبت منه تشيلليزونا أن تقابل أهله، وقتها! شعر أنه في ورطة كبيرة.
ألمادو أمام أمهِ وأبيه يحدثهم،
_أفهمتم ياكتل اللحم المتفعن أنتم؟ ماذا ستفعلون؟
(ليرد عليه إثنين كهلين:
_فهمنا يابني فهمنا لكن دون إساءة نرجوك، ليقل الرجل منهم،
-لم أعد أتحمل تعنيفي ولا ضربي يابني، حينما تأتي سأجلس صامتا ولن أتحدث .
ألمادو: وهكذا! لا أريد منكم شيئا غير الصمت، الصمت إلي أن تأتي وتذهب، وأشار لهم بإصبعه إشارة للصمت،
إلى أن حل يوم قدومها وكان معداً لكل شئ حتي يمر يومه بسلام ولايكشف أمام فتاته،لكن يومها حلت عليه الكارثة
_يوم قدوم تشيلليزونا _
_كلُ شئ معد كما جهز له، لكن تلك الفتاة لم تكن جاهلة للأسف، حين رأت الحي الذي يقتنه علمت بكذبه وكذب كل ماقاله،وبدأت تبتعد عنه،
_في إحدي الشوارع التي كانت تحمل بترابها أثار أقدامهم وسيرهم الكثيرفيها!
تشيلليزونا: كذب في كذب، كل حديثك كذب،ماهويتك؟ لماذا أنت كاذبٌ هكذا! ماذا ستستفيد من خداعي يارجل؟! لقد أنكشفت وأصبحتُ أخشاك قسماً.
ألمادو: حرامٌ عليك ياتشيلليزونا، قسماً أنا أحبك ولستُ كاذباً في عشقي لك أنك الوحيدة في حياتي الصادقة والنظيفة الطاهرة، ألن تطهريني يافتاتي؟
تشيلليزونا: أءطهرك وأُدنسُ أركاني؟ لا أستطيع، أسفة، كل أسبابي أنت تعلمها، لقد سألت عنك في الخفاء وعلمت ماهيتك الحقيقية، ويكفي هذا، أنت شخص لطيف ولكن لست مناسباً لي، أنت مناسباًلمن هم مثلك،فتيات الهوى وشاكلتهم، لكن أنا؟ لقد تقدم لي طبيب ووافقت عليه وسأتزوجه، لاتعد لمقابلتي ثانية وإلا أبلغت الشرطة عنك وعن عائلتك المشينة غير المشرفة، والآن إذهب.
_ تركته تشيلليزونا في منتصف الطريق وذهبت بعيداً عنه ولم تلتفت ورائها،لكن دموع الفراق كانت تشق قنوات في وجهها، لم ترد تلك القوية أن يرى دموعها عليه، أنه في نظرها كاذبٌ غير لائق لها ولا لمستواها الإجتماعي، بالرغم من أن قلبها ينبض بحب الشخص الذي ظهر أمامها! ألا أنها دعست علي قلبها بقدمها قبالة العقل والمنطق، وبالرغم من ذلك لم تكن تعلم تلك الجوانب الخفية السيئة الأخري عنه.
_بعدما إختفت عن نظره ترجل ببطئ يفكرُ في حديثها، وأخذ يقول.
ألمادو: أنهم هم السبب، تخلصي منهم يعني تخلصي من الكثير من الفوضى العارمة في حياتي، نعم هذا هو الصواب.
وبدا متجهاً لمنزله، لكنه إتجه ألي مكان ما وفي يده جالوناً ذهب به فارغاً وعاد به ممتلئاً بسائل أرزق اللون مائل للشفافية وذهب مسرعافي إتجاه العودة للمنزل،
_في المنزل الذي به أمه وأبيه، الأب مريضٌ لايتحرك بسبب مرضه، الأم في الداخل تمارس ماتمارسهُ عادة مع أحدهم، إلي أن سمعت بقرعِ نعالهِ أرضاً فقفز للخارج من كان معها في فراشها،
أمسك ألمادو بجالون الوقود الممتلئ في يده ثم والأم ملتهية في مخبأة سوأتها سكب عليها مايقرب من ليترين بنزين، ووقف يحدثها.
ألمادو لأمهِ: أيتها البغي!؟ هذا ماتبرعين في فعله، أتعلمين شيئاً!؟
أنتِ غير نظيفة دائماً وتحتاجين لمطهر يطهر قذاراتك، وهذا هو المطهر، وفجأة ألقي عليها عوداً من الثقاب لتشب النار ممسكة بها ووقف بكل إنسجامٍ وفرحة يشاهد مايحدث دون تألم ولم يخرج من الغرفة حتي تمامٍ إشتعالها.
_بعد أن إنتهي منها خرج لأبيه الذي كان في الخارج يجلس عادة علي فراشٍ ملقاةٍ له علي ركن من الأرض، نظر له نظرة إشمئزاز وأخذ يدير رأسه بحركات غريبه ويتأمله قائلا له:
_سحقاً لأشباهك من الرجال؟! يأتون بأي إمرأة تمام الإتيان ثم يتركونها تلاقي مصيرها بطفلٍ غير شرعي لايبالون بمستقبلهم، ماذنبي أنا!؟ كل ذنبٍ إقترفته أنني ولد غير شرعي، لهذا السبب تتركني تلك العاهرة التي أشتعلت بالداخل ليهتك عرضي أحدهم كما قالت لي خالتي بلاچينا! وأصبح منبوذاً لايحبني أحد، لم أكن أريد العيش في هذا المجتمع المنحط، وأنتم من أنشأتموه، لذلك سأنهيه بموتكم أنتما الأثنان، وداعاً ياأبتِ،
(وبدأ يسكب عليه هو الآخر تلك المادة المشتعلة وذلك العجوز ساكناً بمحله لاينطق بكلمة واحده فقط رأي ألمادو البول يسيل آتيا أليه من أتجاه الرجل ليتضايق قائلا:
_ياللقرف؟ صفعه بشده، أليس ذلك خطأ في حق رجل أشيب مثلك!؟ وألقي عليه عود الثقاب ليشتعل الرجل أما عينه وفر ألمادو تاركاً المنزل كله لتلتهمه النار بمحتواه، وفي نظره! تخلص من أسباب منشأه بهذا المستوي الإجتماعي.
(صمتت معالم بعد ان قصت معظم ماحُكِي لها من حكاية ألمادو بعد أن تعبت من التحدث.
زينات: جففت دموعها من رحلة بكاء قد أقلعت منذ سماعها بقصته مع حبيبته التي رفضته وصولا لما فعله بأبيه وأمه وقالت،
يعني ألمادو ضحية في الأصل من ضحايا المجتمع المنحرف! لذلك يفعل كلُ مايفعله، واأسفا عليه! ذلك الموضوع بطياته وملابساته الكثيرة ليس له حلا في نظري، ماذا تقترحين!؟
معالم: أتعتقدين ان هناك حل مع شخص قد حدثت له كل تلك المأساوات من الصغر؟
زينات: لايوجد حلٌ سلمي، فهي مثل الشطرنج، مغلقة، بل مصفدةٌ بالأقفال، ليس هناك حل غير قنبلة تنسف الواقع حتي نتخلص جميعاً من تلك القيود الخانقه التي علي أعناقنا.
لقراءة أو تحميل رواية ماسه_حياتي الفصل الخامس عشر من هنا 👇
لقراءه وتحميل الرواية كامله هنا 👇👇
للتواصل 👇👇👇😘
يُمكنك الانضمام لقناتنا على التليجرام
تعليقات
إرسال تعليق