روايه تشيلليزونا الفصل الثامن عشر بقلم ايمان صالح
رواية تشيلليزونا البارت الثامن عشر
روايه تشيلليزونا الفصل الثامن عشر
خرجا يركلان وهي تشعر بقمة النصر والرجل هرول معها كالطفل وكأنهم أطفالا صغار.
زينات تهرب كطفلة صغيرة خطفت قطعة من الحلوى ثم رآها صاحب المتجر، تهرب وهي تبتسم لأول مرةٍ ثم تلي الإبتسامة هأهأتٌ من قلبها وشعرها المسترسل لامعاَ في ضوء القمر كأنها تزينه بحباتٍ من اللؤلؤ المنثور يهفو في الهواء الطلق لتسحر من ينظر لها وهي في تلك الحالة، مازالو يهربون حتي امسك ذلك الرجل بيدها ومن دون ان تشعر تشبثت بيده بقوة وأكملو الطريق سوية يهرولون ثم بدأت تلهث من الجري فتوقفت فجأة وهي تعبة وقالت له وهي تلتقط أنفاسها بشدة.
زينات: آه، توقف قليلا، قلبي يكاد ينشطر لنصفين أتعبني الجري.
_لينظر لها يزن نظرات المعجب بها قائلا لها:
(ألست صغيرة علي التعب من الهرولة ياآنستي؟
زينات: قهقهت بصوت لتتضع يدها علي فمها حينما سمعت كلمة آنسه وقالت، آنسة؟! توالت الضحكات، ليتني آنسة،إنوكنت آنسة لكنت في منزلي في مِصْر.
يزن: لا أفهم حديثك؟ أءنت متزوجة؟!
زينات: كنت، كنت متزوجة والآن أنا أرملة.
يزن: نظر لها بإستغراب وهو يسألها، ماهي حكايتك يازونا؟! أليس إسمك زونا أم تشي، تشي ماذا؟!
زينات: زونا، نادني بزونا تشيلليزونا إسم البطاقة، أما زونا فهو المقرب لقلبي، حكايتي حكاية تروى في الحكايات ياسيد يزن، ليست كألف ليلة وليلة، وليست كالأفلام السينمائية، لكنها مثلُ مسلسل درامي حزين، ولاأعلمُ ماهي نهايته، حقاً لاأعلم.
يزن: مازال ينظر لها وقال، ولكنك لازلت لغزاً وأريد حله، أين ذهب زوجك وكيف توفى؟!.
زينات: أشارت بيدها بقبضةٍ لأصابعها ثم بستطهما قائلة بيأس، فقط مات، من دون أن يودعني حتى، وتلألأت الدمعات في عينها وقالت وهي تتنهد، أنا سأذهب لأحدث معالم حتي أطمئن عليها لكي أرى ماذا فعلت بملهاها الشرطة، سلام.
ذهبت وتركتهُ وهي تبكي وتتحدث ولا تستطيع السيطرة على مشاعرها الجياشة ناحية تلك السيرة، أزالت دموعها وهي تقول، وماذا بعد ياعبيده؟! وكأنني وقعت في ثقبٌ زمني، كلما خرجتُ منه يجذبني لداخلهُ ثانيةً، ألن تصبح مجرد ذكرى حينما أسمعها أحزن فقط وأتحكم بمشاعري؟! آهٍ ياعِمران، إشتقت ألي ضمك يابني وتنفس رائحتك، سارت وقد عادت أحزانها المختبأة بالظهور ثانية.
في نفس اللحظة!
هاتفها في حقيبة صغيرة أخرجته لترد وكانت معالم هي من تتصل لترد عليها.
زينات: بصوتٍ حزين ومنكسر، ألو يامعالم؟! هل انت بخير ياحبيبتي؟ أنا آتيةٌ إليك أنا بخير لا تقلقي.
(بعد لحظات كانت قد وصلت للملهى وقابلت معالم،
_في الداخل حيث دار الحديث بينهن،
معالم: لا لقد جائت الشرطة وأنا حللت الموقف، قلت لهم أنه هو من بدأ بإفتعال المشاكل ثم بعدها قلت لهم انني متسامحة فيما حدث، فذهبوا بدون أخذه وذهب الرجل بعد اخذ تعهد عليه بعدم القدوم الى هنا.
زينات: هذا جيد جداً، طمأنتي قلبي.
معالم: ماذا فعل لك حتي تضربيه؟!
زينات: تنظر لها، ليست المسألة تحتاج لشرحٍ ياشديدة الفطنة، لقد كان يغازلني في البداية مجرد غزل وتطور الأمر معه للمس بالأيدي، وتحرش، وكيف لزونا ان تتقبل ذلك!
معالم: ضحكت، آه ياويلي! لقد وقع في المرأة الخطأ، يستحق مافعلته، ماهرة، وماذا فعلت مع يزن؟ وأين ذهب؟
زينات: لاأعلم، لقد تركته وذهبت، هل ستذهبين معي أم ستنامين في منزلك؟!
معالم: أنتِ تعلمين مايمنعني من أن أبات معك، أنها بلاچينا، باتت تخاف من الجلوس بمفردها.
زينات: آه، من الجيد أنها ذهبت من عندي، لم تكن لتجد أحدٍ يجلسُ معها، إذاً ساذهب ياصديقتي، ألقاك قريباً.
_قامت لتسير لتجد ذلك المدعو يزن يدلف من الباب ناظراً لها وهي خرجت من حيث دلف.
_ليحدثها قائلا:
يزن: الي اين؟ أين ستذهبين؟ أريد التحدث معكي قليلا.
_داعبت شعرها ثم قالت:
_آ، أنا ذاهبة للمنزل، شكرا لك علي مساعدتي اليوم لقد تعبتك معي آسفة علي الذهاب فعندي عمل غداً.
يزن: على الرحب والسعة، هل اوصلك لمنزلك؟
زينات: قاطعته، لالا لاتتعب نفسك أنا ذاهبة، وذهبت تاركة إياهم في ذلك المكان ثم توجهت ألي بيتها.
بعد أن وصلت لمنزلها أخرجت ثياب زوجها وولدها وإرتدت ملابس نومها ووضعت الملابس الأخرى بين أحضانها وغضت في نومٍ عميق.
(يقال أننا في عالم أحلامنا أذا أخذنا نفكر في شخص ما حتى لو كان غائباً أومتوفياً! سيأتي إلينا وكانت زينات تؤمن جداً بتلك الفكرة التي من الممكن أن تكون حقيقية ومن الممكن أن تكون مجرد فكرة، بعد أن غطت في نومها والثياب بين أحضانها فتحت أعينها وأنصتت في أهتمام لصوت طفلٍ في الخارج في بهو بيتها، زينات نهضت لتكتشف لمن هذا الصوت؟!
_تقف ناظرة في إندهاش لما تراةُ أمام عينها، إنه طفل صغير يدور حول منضدة الصالون، يلعب الطفل ويقهقه بصوتٍ عال لتحذو نحوه وكلما إقتربت يبتعد هو، كلما خطت خطوة يبتعد هو، حتي دلف الي مكان بعيد وأخذت تدلف وراءة تناديه قائلة.
زينات: ياهذا؟! من انت؟ ماذا أتى بك إلى هنا؟
_ليستدر لها الصبي متبسماً تنظر في وجهه وتقول بصوت منخفض فيعلو تدريجياً، إنه هو ، إنه ولدي عمران، عمرآن، ياعمران؟ فقط قف وانتظر يابني، توقف الفتى وإبتسم لها بحب وإرتمي بين أحضانها وأخذ يحضنها بقوة ثم أشار بسببابتهِ ناحية غرفةٍ أخرى فنظرت تجاة ما اشار!؟ لتجد من يقف مبتسماً سعيداً وينظر لها وللصبي، وجه صبوح مبتسم في بهجة تطمئن القلوب، أخذت زينات تنظر له ثم أنزلت الفتى أرضاً وقالت في تعجّب، عبيده؟! حبيبي؟! قلبي الغائب المتحطم، جرت عليه ثم أرتمت بين أحضانه وقالت بشوق.
_عبيده، أفتقدتك بشده، آه ياحبيبي؟! أعدت لتبقى معي للأبد؟ قل أنه صحيح، قل ذلك.
_ليرد عليها وهو يبتسم:-
_لاياعزيزتي، أنا الآن في مكان أفضل مما أنت فيه بكثير، لا تقلقي علي.
_لتقل بحزن بالغ:-
_أءنت جئت لتغادر ثانية؟! أنا سئمتُ من وحدتي أقسم على ذلك، انا أحارب بمفردي وأنت غائبٌ عني، فقط طمإن قلبي وقل لي أنك باق.
عبيده:-لا أستطيع البقاء يازونتي، جئت لكي أقول لكِ أنك تحرزين أهدافاً نحو ماتريدين، أنا معك وأراقبك في كل مكان، لقد إقتربت من إنهاء تارنا، إستمري يازونتي أنا معك دائماً.
قامت من نومها علي تقبيله لها وشعورها بأحضانه وأنفاسه وكأنه بجوارها تماماً وحتي أنها وجدت المنزل به بعض الأغراض المنقولة من مكانها، لعب عمران خارج غرفته فأخذتها واخذت تحتضنها بقوة وهي تبكي شوقاً لأحبتها وإفترشت الأرض بفراش بسيط جوار اللعب ونامت حتى الصباح.
_في الصباح:
كالعادة ذهبت لعملها في همةٍ ونشاط وكانت في غاية السعادة حتي أتاها إتصالا هاتفيا عكر صفوها.
هاتفها يدق بأتصال لترد،
زينات: ألو؟! حبيبتي! كيف حالك؟
معالم: أنا بخير يازينات، وأنت كيف حالك؟
زينات: في خير حال وأنت؟ ماذا بك؟ أشعر أن صوتك ليس جيداً ماذا بك!
معالم: في الحقيقة يازينات! لست بخير، هناك خبرٌ سئ سمعت به وسيحزنك للغاية، هل أقول؟
زينات: ماذا تحملين؟ هاتِ ماعندك يابنيتي؟!
_لتصمت معالم ثم تقول في إضطراب:
_آ، إنه آندريه، لقد خرج من محبسهِ صباح اليوم.
زينات: ماذا؟! من أين علمت بذلك!
معالم: أنا لاأعلم حقاً من أينَ علمت بلاچينا، لكنهم تقريباً خرجوا جميعاً من تلك القضية.
زينات: بإستفهام؛ يعني؟
معالم: يعني هذا أن ألمادو من المؤكد في الخارج وليس مسجوناً
زينات:-لاأعلم حقيقة الأمر ولكن كيف خرجوا من تلك القضية؟
معالم: من المحتمل أنهم خرجوا بكفالة أو قام بإستأجار محامٍ جيد ليخرجه بأية ثغرة قانونية.
زينات: وما المشكلة يامعالم؟ ياأهلا به.
معالم: امم، لست أفهم مابرأسك لكن، على مايبدو ان بها برنامج تسيرُ عليه.
زينات: وماذا قالت لك بلاچينا علي في هذا الأمر؟
معالم: لقد طلبت مني ألا أخبرك.
زينات: إذا، أنت لم تخبريني بشئ مفهوم؟
معالم: مفهوم مفهوم لقد فهمتك، هيا سأنتظرك ليلا.
زينات: معالم! من المهم ألا يعلم حقيقة مابيننا، لاتجعليها تخبره.
معالم: ولكن كيف سأفعل ذلك؟ هذا صعب.
زينات: فكري معي كيف نوقف حديثها.
معالم: لاأعلم حقاً ولكن سأحاول التفكير في طريقة للسيطرة علي لسانها لكي لاتقل شيئاً..
زينات: أءقول لك شيئاً؟ لا تشغلي بالك بها، فقط أتركيها يامعالم ولن تتحدث، لاتحدثيها بشئ أتركيها وكفى.
معالم: أءنت متأكدة؟
زينات: نعم، بلاچينا إمرأة عجوز وطيبة لاتستحق أن نهددها بشئ أو نجعلها تحزن بسببنا.
معالم: إذن مثلما تريدين، على راحتك، سلام.
_بعد أيام عدة،
(في مبنى غريب مجهول، إمرأة تجلس على مقعداً مغممة الوجة مربوطة الفم، يقف أمامها شخصاً آخر غير واضح الملامح، يرتدي بذة تغطي كل جسدة وفي لحظة أعطى للمرأة حقنة مخدرة لتذهب عن الوعي، ثم أضاء بعض الإنارة الصاخبة وبدأت الدماء تلوث البذة المغطية لجسدة.
وأخذت حياة الجميع تدور كأنها دائرة، تذهب زينات لعملها ولا تعود إلا ليلا، ومعالم كذلك ملتهية في عملها وكأنهن في دوامة.
_بعد أسبوع:
(زينات ومعالم سوية في الملهى تتحدثان:
زينات: ألم تأتي بلاچينا بعد؟
معالم: لا لم تأت وأنا قلقة عليها ولا أعلم ماذا يدور هناك.
زينات: إذا دقي على ألمادو لو كنت تعلمين له رقماً جديداً.
معالم نظرت لها بتعجب قائلة:
_أءنت مجنونة يازينات؟! ألست خائفة من أن يعلم أين أماكننا ويأتي إليك ويقتلك؟
زينات: لايهمني ماذا سيفعل! المهم أن نجد العجوز، فهي مثلُ أمهاتنا ولايجوز ان تترك هكذا.
معالم: هزت رأسها في رفض، لا لن اتصل ولن أُعطي إهتماما، ولنتفترض أنها قتلت منه مثلا! أنحملها نحن؟
زينات: ماتلك الندالة والخسة ياإمرأة؟ قطع صوت دقات الهاتف حديثها لتمسك معالم به وتقول لها،
معالم: تفضلي، زادو عشاقك واحداً، لن ننتهي من تلك القصص يازونا هانم.
زينات: من بالهاتف؟
معالم: إنهُ يزن الولهان، تفضلي، لتقوم زينات بلي رقبتها في إعتراض ونتظر بجانبها وإلتقطت منها الهاتف.
زينات: خيرا ياسيد يزن؟ ماذا تريد؟
يزن: في صدمة تهته قائلا، أء، لماذا تحدثيني هكذا؟ هل أنت متضايقة؟
زينات: لا لستُ متضايقة أبداً، كلَ يوم تتصل بي هنا وهنا! هل أنت لديك فراغ لهذه الدرجة؟!
يزن: ماذا حدث؟! هل أنا رخيص لهذه الدرجة؟
زينات: إسمع أنا لست متفرغة لهذا الحديث، معالم معك تفضل.
نظرت لها معالم وأخذت الهاتف منها وحدثتهُ في خجل.
معالم: آ، يزن أنا آسفة هي مضغوطة فقط.
يزن: آسف يامعالم، أنا فقط أحرجت نفسي وضألت من حجمي، الى اللقاء.
_ أغلق الهاتف وأخذ قرار بعدم الأتصال بهم مجددا.
( بعد مرور الأيام من بحثهم عن بلاچينا!
_ليست موجودة، ولم يصلو لها:
_بحثو عنها في كل مكان وكأنها مخياطاً في كومة قش، دون أن يجدوها.
زينات: وماذا بعد؟ ألن نصل لشئ عن تلك المرأة؟ ألم تبحثي عنها في المنزل؟!
معالم: كيف نبحث عنها في المنزل؟ هي ليست موجودة في المنزل أنا متأكدة من ذلك.
زينات: إذا هلمي لنبحث عنها في بيتك.
وذهبن للمنزل وبحثو في كل مكان ولم يعثرو عليها،
معالم: أين ذهبت تلك المرأة؟ عجباً!
زينات: لقد توقفت رأسي عن التفكير، تري أين ممكن أن تكون أختفت وياترى هل هي عنده أم لا!
وفجأة بالأعلي أخذوا يسمعون صوت صدمة قوية ونظرن لبعضهن ثم هرولو إلي الأعلى ودخلو الغرفة ليتفاجئو بتلك المرأة مستلقية علي فراشها وليست في عالم البشر!
بعد حوالي نصف الساعة إستطاعت زينات أن تعيدُ لها وعيها وبلاچينا جالسة أمامهم وكأنها مصدومة من شئ ما ولم تعد تتحدث بشكلٍ طبيعي، بدأت تحاول التحدث لكنها لاتستطيع أن تخرج الكلمات بشكلٍ طبيعي.
في تعجبٍ تنظر لها الفتيات ويحاولن التحدث معها.
معالم: حبيبتي من فعل بك ذلك؟ هل هو ألمادو؟
زينات: هل آذاك؟ ماذا فعل بك؟ تحدثي يابلاچينا؟! لقد قلنا لك لاتذهبي له وأنت لم تستمعي لحديثنا.
بدأت تحرك بلاچينا رأسها تحاول نفي مايقولون، لكنها لاتخرج الكلمات ولا الأحرف بشكلٍ كامل.
بلاچينا: آ، لا لم آسا، آ.
زينات: هي لاتستطيع التحدث، هرعت إلي ورقة وقلم وأتت بهم لها محدثة إياها، إكتبي يابلاچينا، حتي لو كتابة غير صحيحة، سنفهمها.
(نظرت لها بلاچينا وبالفعل بدأت تكتب التي تريد قوله وكتبت بطريقة عشوائية وغير صحيحة بعض الشئ لاهنا ليست متعلمة تعليم مكتمل، أو بمعنى صحيح بالكاد تكتب بعض الكلمات وبدأت.
لقد خطفت من المطار، لاأعلم كيف ولا أعلم من فعلها لكنني أخذت بشكلٍ لاافهمه، بطريقة غامضة وأنا أجلسُ منتظرة الطائرة وجدت سيارة بها عدة أشخاص، وكأنهم يرتدون بذات واقية من شئ ما، قامو برش شئ ما في الهواء، إعتقدت أنهم من عمال المطار المسؤولون عن التعقيم وما شابه تلك الأمور، وبعد أن رشو ذلك الغاز او ذلك الشئ في الهواء! شعرت برأسي تترنح ثم غاب وعيي قليلا وبعدها لم أشعر بشئ ألا وهم يحاولون إفاقتي ثم حملوني ووضعوني في سيارة أو ماشابة وبعدها لم أشعر بشئ ولم أرى شئ، لاأعلم لاأعلم ماذا حدث.
زينات: سأبلغ الشرطة بما حدث وقامت لتتجه ناحية الهاتف لتمنعها بلاچينا بأشارة من يدها ثم سحبت ورقة وكتبت.
لالا لاتبلغي الشرطة! إن كان هو ألمادو وفعل ذلك فسيقتلنا جميعاً، لاتخبروا الشرطة أرجوكم.
معالم وجهها يعتليها الرعب تنتفضُ من الخوف لاتريد أن تبلغ الشرطة بشئ.
زينات: إهدئي يابلاچينا لاتخافي هكذا، إحتضنتها وقامت بتهدأتها قليلا، لتخبط معالم بكفوفها في حالة تعجّب وتقول لزينات متسائلة.
معالم: ماذا يحدث يازينات؟! ما الغموض الذي نعيشه هذا؟! أنا لست مستوعبة مايحدث.
زينات: ولاأنا، اقسم انني لست افقه شيئاً، هناك أحد يريد منعها من التحدث في شئ ما، من هو ياترى؟!
_رمقتها معالم بنظرة تعني أستغراب وتساؤل ولم تتحدث.
زينات: ماتلك النظرة! لا لاتنظرين لي هكذا أنا كنت معك ليلا ونهاراً في عملي أنسيتي؟
معالم: صحيح حقاً، لم أنسى انت كنت معي ليلا وفي عملك نهاراً وانا أيضا كنت أمارس عملي في الليل وآتي للنوم نهارا ونحن لم نراها منذ ان قالت ذاهبة.
_قلب سفر بلاچينا بيومين_
(هي تتحدث في الهاتف،
بلاچينا: نعم؟ من معي؟ من؟ آندريه! بفرحه، هاة حبيب قلبي أيها المحتال، ضحكت بشدة، هل أنت على مايرام؟
_ليرد عليها آندريه قائلا،
_لست بخير ياخالتي بلاچينا، أنا في قمة التعب.
بلاچينا: لماذا يارجل؟ اقصد لماذا ياآندرو؟ ماذا حدث لك؟ هل هناك اخبار عن ألمادو؟!
صمت آندريه قليلا وكأنه يحدث شخص ما وقال لها
_نعم، هناك اخبارٌ عنه.
بلاچينا: متلهفة، أحقاً؟ أخبرني ماذا حل به؟ هل خرج؟ هل يأكل؟ هل يشرب؟ فقط أخبرني!
إندريه: نعم نعم هو بخير ولكنه اخبرني أنه يريدك أن تخدميه خدمة إنسانية.
بلاچينا: بحماسة، أية خدمة، أنا تحت أمره، هل الأمرُ مادي؟ أتحتاجون لنقود؟
ليقهقه آندريه ويلتقط ألمادو الهاتف محدثها مباشرة
_كيف حالك أيتها الخائنة؟ ابهذه السهولة خنتني؟
_إهتز صوتها وإرتجفت قائلة؛
(أنا أنا خنتك؟ لقد ظللت في المستودع لمدة تزيد عن شهرين كاملين بدون ماءٍ ولا طعامٍ ولا حتي ضوء كنت اقتات علي الطعام الفاسد الذي تبقى ورائكم جميعاً ، إلي ان أتت زيء،
قاطعها بسرعة:
_زي ماذا؟! أكملي ياإمرأة ماذا حدث.
بلاچينا: زء زء، زينات هي من أنقذتني من الجوع والموت والعطش وأيضاً التشرد.
ألمادو: هل باعت زينات المستودع واخذت نقوده لنفسها؟!
بلاچينا: صمتت ثم قالت، لاأعلم شيئاً عن هذا يابني، لاأعلم.
ألمادو: أوتعلمين؟! أذا كنت تعلمين شيئاً وتخفيه عني فسأقتلك معها.
بلاچينا: مرتجفة، مع من فيهن؟ معالم أم!
ألمادو: بسخرية، ياللعظمة! لقد وضعت يدي علي الصنبور الذي سيوصلنا لهن الإثنتان، أخبريني ياامرأة أين انتن الثلاثة وألا ساعلم بمكانكن وآتي لكن ووقتها ستقتلي معهن.
بلاچينا: ياألمادو ارجوك إهدأ قليلا فقط تريث، أنت تحتاجُ ألي إيضاح الكثير من الأمور يابني، وأنا! أنا سآتي إليك بنفسي ولكن فقط أخبرني بمكانك حتى آتي إليك فأنا فعلا أحتاجُ التحدثِ معك.
ألمادو: ستعلمين بمكاننا وستخبرينا بمكانك هل تلك الشقة التي تعيشين فيها هي تلك التي ملك معالم كما هي ام غيرت الشقة؟
بلاچينا: لا لا مثلما هي لم تغيرها قط، معالم لم تفعل شيئاً علي فكرة هي مثلما هي.
المادو: وأين زينات؟ أتعيش معكن؟
بلاچينا: لا لاهي بعيدة عنا ولكن لا أعلم أء
_قاطعها قائلا:
_مازلت تكذبين وهذا واضح على صوتك، إسمعي، إفعلي ماسأمليه عليك بالحرف أوتفهمين؟
إزدردت ريقها قائلة:
_ماذا تريدني أن افعل يابني؟ ماتقوله سينفذ بالحرف الواحد.
ألمادو: أنت الآن ستخبريهم بخروج الجميع من السجن وأنك تشتافين إلينا وستأتين حتى تزوريني مفهوم! فقط نفذي ماقلته لك وغداً سأوافيكي ببقية الأخبار.
بلاچينا: مفهوم مفهوم، سأفعل، أغلق الخط في وجهها وتركها تحدث روحها في خوف ورعدة ولا تعلم ماذا تفعل.
_ياإلهي! ماذا فعلت لكي يحدث لي كلُ ذلك؟ أبعد تلك السنوات التي قضيتها مع أولئك النسوة وأحسنو ضيافتي وأكثروا في الإحسانِ إلي! أخونهن وأعض اليد التي إمتدت لي بالخير؟ أم أستمع لحديثه وأنفذه وخصوصاً أنه هددني بالقتل أنا وهن سوية؟! ما العمل ياربي؟!
وأخذت تفكر بعمق كيف تتصرفُ في تلك الحالة حتي قررت أنها ستفعل ماأمرها به خوفاً منه.
في ذلك اليوم الذي حدثت فيه المشاجرة في الملهى الليلي بعدما تركتها زينات وذهبت لمنزلها، ومعالم أيضاً ذهبت لمنزلها لتصدمها بلاچينا بذلك الخبر، فأستقبلتها بوجهٍ عبوسٍ ورسائل تأنيب.
في صالة الشقة بلاچينا تجلس واضعة يدها على شدقها كالمشردات وسألتها الأخرى.
معالم: بتعجب، ماذا بك ياأمرأة؟ ولم تجلسين هكذا؟ ماذا حدث لك يابلاچينا؟ ماذا دهاك؟
بلاچينا: إنه قدري، قدري الذي لااعلم اين اذهب منه لاأعلم!
معالم: ما هذا كله ماذا بك؟ هل ينقصك شئ؟ لك طلبٌ لم آت به لك؟
بلاچينا: لا، لم تفعلي بالعكس، الموضوع ليس له علاقة بك أبداً بل، صمتت ثم قالت، بل بألمادو.
معالم: ماذا به ألمادو؟! ألم ننته من تلكم السيرة العطرة؟
بلاچينا: إنتهينا ولم ننتهي.
معالم: ماذا به ذلك البلوى؟
بلاچينا: لقد خرج من محبسه، وهم مشردون في الشوارع،سأذهب لهم يافتاة،لن أستطيع تركهِ بمفرده.
معالم:في دهشة،ياللمصيبة التي حلت علينا!كيف خرج بتلك السهولة؟!ألن نتتهي منه ابداً؟
بلاچينا:لاأعلم ياحبة القلب،أنا فقط سأذهب أليهم وإسمعي!لاتخبري زينات أرجوك.
معالم: وكيف أفعلُ ذلك؟ أنت تعلمين أننا صديقتان مقربتان ولاأخفي عنها شيئاً وبالتأكيد سأقول لها، لاأستطيع ألا أخبرها آسفة
( وعلى الفور إتصلت بها معالم في تلك اللحظة وحدثت بينهم المحادثة السابقة:
زينات: في خير حال وأنت؟ ماذا بك؟ أشعر أن صوتك ليس جيداً ماذا بك!
معالم: في الحقيقة يازينات! لست بخير، هناك خبرٌ سئ سمعت به وسيحزنك للغاية، هل أقول؟
زينات: ماذا تحملين؟ هاتِ ماعندك يابنيتي؟!
_لتصمت معالم ثم تقول في إضطراب:
_آ، إنه آندريه، لقد خرج من محبسهِ صباح اليوم.
زينات: ماذا؟! من أين علمت بذلك!
معالم: أنا لاأعلم حقاً من أينَ علمت بلاچينا، لكنهم تقريباً خرجوا جميعاً من تلك القضية.
زينات: بإستفهام؛ يعني؟
معالم: يعني هذا أن ألمادو من المؤكد في الخارج وليس مسجوناً
زينات:-لاأعلم حقيقة الأمر ولكن كيف خرجوا من تلك القضية؟
معالم: من المحتمل أنهم خرجوا بكفالة أو قام بإستأجار محامٍ جيد ليخرجه بأية ثغرة قانونية.
زينات: وما المشكلة يامعالم؟ ياأهلا به.
معالم: امم، لست أفهم مابرأسك لكن، على مايبدو ان بها برنامج تسيرُ عليه.
زينات: وماذا قالت لك بلاچينا علي في هذا الأمر؟
معالم: لقد طلبت مني ألا أخبرك.
زينات: إذا، أنت لم تخبريني بشئ مفهوم؟
معالم: مفهوم مفهوم لقد فهمتك، هيا سأنتظرك ليلا.
زينات: معالم! من المهم ألا يعلم حقيقة مابيننا، لاتجعليها تخبره.
معالم: ولكن كيف سأفعل ذلك؟ هذا صعب.
زينات: فكري معي كيف نوقف حديثها.
معالم: لاأعلم حقاً ولكن سأحاول التفكير في طريقة للسيطرة علي لسانها لكي لاتقل شيئاً..
زينات: أءقول لك شيئاً؟ لا تشغلي بالك بها، فقط أتركيها يامعالم ولن تتحدث، لاتحدثيها بشئ أتركيها وكفى.
معالم: أءنت متأكدة؟
زينات: نعم، بلاچينا إمرأة عجوز وطيبة لاتستحق أن نهددها بشئ أو نجعلها تحزن بسببنا.
معالم: إذن مثلما تريدين، على راحتك، سلام.
أخذت زينات تفكر تلك الليلة ولم تنم من التفكير، أخذت تسير ذهاباً وإيابا وهي تفكر في صمت وتحدث روحها قائلة
كيف ستحل تلك المشكلة؟!
بإخراس بلاچينا وعدم جعلها تتحدث؟ وكيف أقوم بعملٍ تلك الخطوة؟ آه فعلا الحل هو الذهاب لها غداً قبل أن أذهب للعيادة وأتحدث معها ألا تخبرهُ بشئ عنا، سأحاول فعل كل مافي وسعي لأنفذ ذلك.
(في صباح اليوم التالي!
ذهبت زينات لمنزل معالم وبلاچينا قبل عملها لتتحدث معها ووجدتها تتحدث في الهاتف، وكانت المفاجأة صادمة لزينات حين سمعتها تتفق مع ألمادو وتحدثه:
_وهل بخلت عليك بأية خبر؟ نعم هو العنوان التي أعطته لك، نعم، لالا أستطيع التحدث هنا، ألست سآتي لك؟ حينما آتي لك سأخبرك بكل شئ، لاتقلق ياألمادو، ولكن أخبرك أن معالم لم تفعل شيئاً، أسُ المصائبِ هي تلك المرأة الملعونة زينات، حسناً حسناً موعدنا بعد عدة ايام.
زينات سمعت كل حديث تلك المرأة التي أحسنت لها ولم تكن متوقعه أن تسمع تلك المحادثة منها أبداً، خرجت زينات من المنزل دون ان تشعر بها بلاچينا وفي رأسها مئة ألف فكرة لتعالج بها تلك الصدمة الجديدة، ولكن الصدمة تلك المرة في المرأة التي كانت تحتسبها مكان أُمها.
اخذت زينات تحذو حذوها نحو الطريق وهي تقول بصوت عالٍ، تستحقين ماسيحدث لك يابلاچينا، تستحقين ماسيحدث.
ذهبت زينات لعملها ومارست كلُ مهامها وأنجزت ماتريد إنجازه ثم ذهبت لمنزلها وأخذت تتصل بعض الإتصالات الهاتفية ليلا،
زينات: ألو؟ مستر براين؟ أهلا يارجل، أجتاجُ إلي بعضُ المعدات من عندك، عندي عملية هامة في الغد وأحتاج للتعقيم وللتعطير وبعض المقتنيات أممكن إستعارتهم! لتقهقه قائلة بعد ضحكاتها، ياعمري أشكرك بشدة شديدة، نعم سأنهي تلك المهمة الصعبة وآتي أليك ليلا لكي نجلس سوية او أعزمك على مشروب في مقهى صديقتي إتفقنا؟ اوكي مع السلامة.
أغلقت الهاتف وشردت للبعيد ببالها ثم قالت،
_لن أقتلك ياإمرأة فقط سأعلمك درساً لاتنسيه قط.
_بالعودة ليوم العثور علي بلاچينا!
لازالت الفتاتان متعجبتان مماحدث ولا يعلمن من الفاعل السئ،
أصبحت بلاچينا لا تقدر على التحدث مع أحد إلا بالكتابة وشعرت كل من تقلق من حديثها مع ألمادو بالأمان التام، ومرت الأيام عليهن جميعاً وتأقلمت بلاچينا على الوضع الجديد قليلا وهي لاتشك بأحدٍ منهن وبدأت زينات تعاملها بمنتهي الرقة والرفق بل وتقف باكية على ماحدث لها.
وبعد أيام!
دق جرس بيتهن لتهرول معالم لتفتح الباب، وإذ بها تجد ألمادو أمام وجهها لتصدم صدمة عمرها وتيبست في مكانها لاتستطيع التحرك، ثم نطقت بتوتر وتلعثم في الحديث.
معالم: أء، ألمادو؟! أهلا يارجل، تفضل زينات! إنه هو بل هم، ألمادو وآندريه.
لتخرج زينات من الداخل وكأنها تمثل مشهداً سينمائياً، أتت تجري وحين رأتهُ وقفت ثم قالت.
_ألمادو؟ حبيبي ومقلة عيني! اقبلت عليه وأخذته بين أحضانها بشدة وترقرقت دموع أعينها وكأنها البحور وأكملت حديثها، ألمادو الحبيب، تفضل متى خرجت من محبسك؟!
ليحتضنها ألمادو هو الآخر وكأنهُ عثر على كنزه المفقود!
ألمادو: يعتصرها بين أحضانه قائلا آهٍ ياإمراة! أفتقدتك بشدة، لم لم تأت ولا مرة واحدة لزيارتي؟!
زينات: أنا خرجت بحثاً عن معالم بملابس السجن يارجل،لقد تعثر حالي بعد خروجي من السجن كثيراً.
ألمادو: لماذا أبتعت المستودع يازينات؟ بعته وأخذتِ حقه، لم فعلتي ذلك؟
زينات: أنا؟ كذب! هذا كذب ياعزيزي، أنا لم افعل، لقد خرجت من السجن وعملت مع معالم ليل نهار حتى أدرس وأكمل حلمي، ومن ثم عملت طيلة أعوام حتى دبرتُ مبلغاً لشراء تلك العيادة وأنت تعلم أن بيتي وحياتي معهم هنا.
ألمادو: وذلك البيت؟! بيت عبيده، لمَ تعيشين فيه؟
زينات: ترترت ثم قالت، آ كانت معي مفاتيحه في تلك الحقيبة القديمة، المهم يارجل، هل ستأخذني في ضوضاء؟! تعال لأطعمك خير الطعام وأشهى الأكلات التي نحبها، هيا، معالم تنظر لها في دهشة من تنظيمها للأفعال الكاذبة ولم تتفوة بحرفٍ واحد.
(بعد أن أعدت له أشهى الاطعمة هو وآندريه، وأكرما ضيافتهما،
زينات: علام تنوي يازوجي؟! هل ستبقى معنا هنا؟ أم ستعود إلي تشيلي ثانية؟!
ألمادو:بل أنت من ستعودين معي لتشيلي، بالحق؟ أين ولدي؟ أليس هنا؟!
_لتنظر له زينات في صدمة ولاتعرف ماذا تقول له، لتلحقه القول
معالم: آهِ ياعزيزي! لاتذكرها بما حدث، رفعت يدها للسماء، عوض عليهما ياربي، إرزقهما من جديد.
(نظرت لها زينات ونظرت للأرض ثم إصطنعت البكاء قائلة،
_يعوضني الله عن طفلي الإثنان، لقد أُجْهِضت في السجن، أنت تعلم معاملة السجون كيف هي تَعِبه ومؤلمه وصغيري لم يتحمل ماعانيته فذهب، ليعوض علينا الله ياعزيزي.
_ سأل عن بلاچينا لترد عليه معالم في لهفة.
معالم: ألا تعلم بما حدث لها؟ لقد قام أحدٍ ما بإخطافها ومن ثم حدثت لها حادثة مخيفة، لقد كنا نظن، آ، أنه أنت من فعلت بها ذلك.
_ليتعجب ألمادو قائلا:
(أنا؟ أنا لم أرها من الأساس،
معالم: نظرت لزينات وقالت، غريب! لكنها قالت أنها ستسافر إليك وبالفعل سافرت، ولا نعلمُ شئ مما حدث بعد ذلك.
ألمادو: أين هي أريد أن أراها؟!
زينات: تعال، تعال لتراها،
_ وذهبت به لأعلى وما أن دخل علي العجوز حتى أرتعبت وأخذت ترتجف وتصرخ غير قادرة على التحدث ولكن ما بها من ذعرٍ يقول أنه هو من فعلً بها تلك الفعلة.
ألمادو: ينظر لها ولا يفقه شيئاً، ماذابها؟ أنا لم أفعل لها شيئاً!
زينات: ألم تفعل شيئاً أمتأكدٌ من ذلك؟ ألم تتلقى منك إتصالات هاتفية أو أيه مكالمات مخيفة؟
ألمادو: نظر لها قائلا، ليست لتلك الدرجة فقط بعض التحذيرات.
زينات: إذاً أتركها ولننزل للأسفل، الن نذهبَ سويةَ الى منزلنا؟! أريد أن اختلي بك يازوجي العزيز، ليقف مندهشاً من حديثها
ألمادو: أتريدني حقاً؟ لقد إشتقت أليك وأريدك، لكن معي ذلك البلوى يرافقني منذ خروجي من السجن.
زينات: لاتبالي به، سأتصرف معه، سأجعله يذهب ولن يأتي ألا عندما نريده، وأخذت تنادي على معالم،
_معالم! يامعالم؟
معالم: نعم يازينات؟ ماذا تريدين؟
زينات: لم أنتِ متضايقةٌ هكذا؟! هل نذهب لمنزلي؟
معالم: صراحة يازينات؟ نعم أنت تعلمين أن شلة المقهى والملهى تأتي لنمرح قليلا، وأنت لك منزل، فلتأخذي ضيوفك حتى لاأخسرُ ضيوفي.
ألمادو: نحن آسفون يامعالم، أتينا من دون أن نخبر أحد وإفتعلنا أزمة لكم، سنرحل.
زينات: إلى أين ياعزيزي؟ هناك منزلك وهنا منزلك لكن الغرباء غيرُ مرحبٍ بهم بيننا.
_لينظر آندريه في حرج قائلا،
(على مايبدو أن الحديث لي، سأذهب ياسيدي، معك هاتفي إن أردتني إتصل بي برنة واحدة كما تعلم.
ألمادو: إذهب ياآندريه وأنا سأنهي بعض الأمور الهامة وأحدثك عند قراري الأخير وستعلم وقتها هل سنبقى أم سنعود.
آندريه: أجل ياسيدي، سوف أنتظرُ منك إتصال، وذهب وتركهُ في منزل معالم.
(لتقم زينات بالترحاب به بحفوة ثانية وتقول له:
_هيا ياعزيزي لكي نذهب لمنزلنا، همست له في أذنه فإبتسم لها ثم أمسك بخصلات شعرها ثم قبلها علي وجتنها وقال،
_إن كنت تشتاقين قيراطاً! أنا أشتاقُ فدانا، هيا بنا لنكون بمفردنا؟
زينات: هيابنا لنكن بمفردنا ياحبة القلب، وبسرعة البرق إستعدت للرحيل من منزل رفيقتها ومعها ألمادو الذي على ماتبدو أنها إشتاقت أليه كثيراً، وبعد بضعة دقائق، وصلت لمنزلها الذي تحبه كثيراً، لتحتفي به داخل منزلها، فدخل بكل أمان، ودخلت وغلقت الأبواب بأقفال الأمان خاصتها.
ألمادو يقف مندهشاً من عظمة المنزل التي تقتن فيه، ينظر يمينه ويساره في تأمل وتعظيم لما يراه من أناقة المنزل، ودخلت زينات للداخل وتخرج بعد قليلِ من الوقت مرتدية قميصُ نومٍ فاخر الأناقة، وفي يدها عربة صغيرة تحمل عليها بعض المشروبات الكحولية، لينبهر بمظهرها وأخذت المرأة تصبَ لهُ كأساً ليحتسيه قائلة بصوت شاعري!
زينات: إحتسي ياروحي،إحتسي ذلك الكأس ليدفئ جسدك قليلا، فأمامنا ليلة شاقة سنعمل فيها بكدٍ حتى
لقراءة أو تحميل رواية ماسه_حياتي الفصل التاسع عشر من هنا 👇
لقراءه وتحميل الرواية كامله هنا 👇👇
للتواصل 👇👇👇😘
يُمكنك الانضمام لقناتنا على التليجرام
تعليقات
إرسال تعليق