سكريبت العقد بقلم إيمان صالح

العُقد..
سكريبت العقد كامله إيمان صالح
بقلم إيمان صالح
سكريبت العقد
فيه ناس مهووسة بالنت،طول الليل والنهار تلاقيهم قاعدين عليه ومش بيروحوا في حته غير في إيدهم التليفونات بيتسلو فيه ومتعتهم في التليفونات ، وفيه ناس تانية مهووسة بالفسح والخروجات، متعتها في إنها تخرج وتتفسح وتغير جو وتتبسط وماينفعش يعدوا يوم غير لما يخرجوا، وفيه ناس بتموت في الحفلات والنوادي والشوبينج، كل يوم في حفلة وكل يوم في نادي وده برنامج يومهم ، كمان فيه ناس مهووسة بالأكل، بيحبوا ياكلوا كتير ومتعتهم في كدة، وفيه ناس تانية برده مهووسة بالأكسيسوريز والمجوهرات والمقتنيات الملكية، اللي بتبقى موجودة في القصور والمزادات العلنية..
وأنا واحد من الناس دي ، بحب جداً أشتري المجوهرات والإكسسوارات، بس مش أي إكسسوارات بتشدني، لأ الحاجات الغريبة والنادرة، يجذبني جداً الإكسسوارات الحريمية المرصعة بالألماظ،زي توك الشعر وبِنَسُه مثلا، كنت مُقتني منهم أتنين لحبيبتي، كانت لما بتحطهم في، شعرها كان وشها كله بينور وكأن الشمس بتطلع بس عشان تنور وشها ، ومثلا زي صندل مرصع بحبات الألماظ كان ملك لملكه من الملكات وتكريماً لمراتي حبيبتي وحباً ليها جبتهولها من مزاد علني، وحجات كتير كانت بتقابلني وأجيبها، سواءاً لنفسي أو لمراتي، لحد ماكنت في يوم في مزاد، وشفت أجمل وأغرب عقد في الحياة كلها،، العقد اللي دخل قلبي وعقلي وقررت بسرعة أني لازم آخده بأي تمن، حتى لو كلفني الأمر إيه، لو بثروتي كلها هاخده يعني هاخده، وفعلا بدأ المزاد وبدأت الناس تتلف حوالين العقد، وناس كتير كانت موجودة، بس بتاع المزاد اللي واقف بينادي ومانسبهوش لأي أسرة من الأسر المالكة مثلا، بس إزاي؟! هو شكله يقول أنه بتاع ملكة أو أميرة، أزاي بقى ماجبش أصله ولا فصله!
آه بتسئلوا أنا عرفت إزاي؟!أعرفكم بنفسي،أنا "جواد العلي"
أو "جواد بن علي " أنتمي لعيلة من العائلات الأرستقراط والعائلات المالكة في إحدى الدول العربية، لكني بعشق مصر جداً أنا وعيلتي وسبنا الدولة اللي كنا فيها وعشنا في مصر، وطبعاً وضعنا المادي بالظبط زي حياة الأمراء اللي أنا من نسلهم، عشان كده بحب أي شئ احس فيه بالفخامة والأرستقراطية والعراقة وبالتالي كان لازم أضم العقد النادر دة لمجموعة أملاكي أنا وزوجتي الحبيبة
والمهم إنه شكله ساحرني وشاددني بزيادة وقلت هاخده يعني هاخده، اللي هتلبسه مش أحسن من حبيبتي المفضلة، مراتي ورفيقة دربي..
إشتغل المزاد ودار وبدأ منادي المزاد ينادي " ألا أونه، آلا دوي، آلا تري" كل اللي بيحب حاجة مفضله وبيميل ليها أخدها بعد ماوصل للسعر اللي يناسبه، وجه وقت المزايدة على عقدي المفضل، وقايضت عليه بكل ماأملك من مال سايل معايا حالياً ، وفي الآخر خدته خدته وأنا مبسوط جداً لأني إمتلكته،وياريتني ماخدته لأني مش عارف أشكر،ربنا أنه بعتهولي عشان يكشفلي حقايق كتير،ولا أزعل عشاناللي خسرته بسببه!
العقد واللي طبعاً شكله هو اللي سحرني وخلاني عيني هتطلع عليه عبارة عن عقد خمس أدوار من اللؤلؤ أو حبات تشبه اللؤلؤ، لأ اللؤلؤ لونه أبيض أو فضي أو بنفسجيّة، لكن دة لونه أحمر لون العقيق الأحمر الغامق أميل للنبيتي القافل، حباته بالرغم من لونها القاتم لكنها شفافه وتشد العين وكأنها مصنوعه من الزجاج الأحمر ، العقد أغلبه أو تلات أرباعه باللون النبيتي أو الأحمر القاتم وفيه منه كذا حبايه باللون الإسود ، وكذا حباية لونها أبيض لكن الأبيض فيه أكتر شويه من الإسود، وكأن مهندس ديكورات هو اللي صممه..
خدت العقد ورحت على حبيبتي اللي كنت معودها على عيشة تشبه عيشة الملكات، وساعة ماشافت العقد أنبهرت وطارت من الفرحة والسعادة، وقالتلي:
_يااه ياحبيبي! العقد الرائع دة ليا أنا؟ مش معقول بجد، دة كتير عليا ياجواد!
_مافيش حاجة تكتر عليكي ياحبيبتي، ياملكة قلبي وعشقي..
_دة حلو، حلو قوي ياجواد، هو أنا هاخده ليا زي كل المجوهرات بتاعتي؟!
بصيتلها بأستعجاب وكل وشي ضحك وقلتلها:
_هههه، أمال مين هياخده يعني أنا ولا إيه؟
بصيتلي وقالتلي:
_بس دة ياحبيبي، ده كتير قوي قوي، أنا كتير عليا اللي أنت بتعمله معايه بجد..
_مافيش حاجة تكتر عليكي يافاتنة المعز..
_ههههه، لأ فاتنة الجواد ياجوادي وفرسي العربي الأصيل..
_المهم أنه من جواد وكل حاجة في ملك جواد تبعك وبتاعتك..
وبدأت أفتحه و أحاول ألبسهولها والغريب إن القفل بتاعه كان على شكل جسم واحدة ست، حاولنا نفتحه ومش راضي يتفتح، هو فيه إيه؟! بدأت اتعصب وقلتلها:
_أيه دة هو فيه إيه؟ أنا جايبه وتصوري مافكرتش أعرف بيتفتح أزاي؟
_أستنى كدة أنا هجرب..
وبدأت تفصصه حته حته لحد ماضغطت على مكان فيه على رقبة الست اللي هي القفل بتاعه وراح فاتح معاها وبسرعة أتحول اللون الابيض للون الدم القرمزي أو الغامق، العقد كله بقى بنفس الشكل، خدته من إيدها ولبستهولها وقفل على رقبتها وبدأت تبص في المراية وهي معجبة جداً بيه، وقالت بفرحه:
_الله ياجواد! ده في منتهى الشياكة والرقي، أنت لقيته فين ده؟ أنا مش هقلعه من رقبتي أبداً..
_عجبك ياروحي؟ لما شفته حسيت أنه أتعمل عشان أنتي اللي تلبسيه..
_ربنا يخليك ليا ياجواد، متحرمش منك ابداً انا هفضل على طول لابساه ومحافظة عليه، بس، بس أنا ملاحظة فيه بحاجة غريبة هو أول مافتحته لونه أتغير وبدأ يتحول كله بالأحمر القاتم ليه!
_مش عارف بصراحة وأزاي التقنيه دي معمولة فيه أصلا، بس سر غرابته دة مخليني حبيته أكتر، المهم ياآيات، إيه ياروحي هنفضل نتكلم عالعقد على طول؟ مش هتحطولنا الغداء ولا أيه؟ ماتيلا أنا واقع من الجوع..
_بس كدة ياروح آيات؟ حاضر من عنيا الأتنين، يادادا؟ يادادا؟ حضريلنا السفرة يلا..
_حاضر ياستي..
ورحنا على جناح الأكل او المكان الخاص بالأكل وهو بعيد شوية عن الركن بتاع النوم وقعدنا عشان ناكل بعد الدادا ماحطت السفرة، وبدأنا ناخد غدانا وبدأت آيات يبان وشها وكأنها بتتخنق شوية بشوية ، وبدأت تكح كحة قليله..
_مالك ياروحي؟ ليه وشك بيحمر جامد ومرة واحدة يفك؟
_مش عارفة ياجواد، حاسة أني بتخنق ماعرفش ليه..
وبدأت تمسك العقد وكإنها بتحاول تتفلفص منه أو تبعد زنقته على رقبتها بصوابعها، قمت من مكاني وحاولت اهويه شويه بدل الماسكة اللي ماسكها دي عليها لكنها فجأة قالتلي:
_خلاص ياحبيبي أقعد متخافش، أنا شوية وهفكه خالص أصلا،هو ممكن عشان أنا لسه لابساه اول مرة وأول مرة ألبس عقد ويطول وكدة يعني ممكن ..
_طيب تمام، كلي طيب..
وبدأنا ناكل إحنا الأتنين وشوية في شوية فكت وبقت عادي خالص وبدأت آكل وأنا مطمن ومبتسم ليها ومبسوط..
وعدت الأيام بضحكتها الجميلة اللي بتحلي أيامي كانت بالنسبالي بالعالم كله، لكن بعد كده، اللي حصل ليا وليها! كان صدمة عمري، صدمة معرفتش أفوق منها، والأغرب أني لسه بعاني لحد الآن ..
شهر، شهر كامل ومراتي إتبدلت لإنسانة تانية تماماً عن اللي أنا أعرفها وأقل حاجة تحصل بيننا مشكلة ونتخانق، على طول متعصبه وفي حالة صعبة جداً ولما كنت باجي أسألها مالك كانت بتتعصب أكتر، أغلب الاوقات كان على طول العقد ضاغط على رقبتها، كنت حاسس بعصبيتها بس مش عارف أعمل إيه، وفي يوم من الأيام وفجأة وبدون مقدمات بدأت تكلم نفسها، من غير سبب، ولما بدأت أسألها أنتي بتكلمي مين كان دة ردها:
وقتها، كنت معدي على أوضة اللبس الخاصة بيها اللي حاطة فيها كل لبسها وجزمها وميكب بتاعها وكل حاجة تخصها كانت في الاوضة دي، كانت واقفة قدام المراية ولمحتها وأنا معدي وقفت بالراحة أسمع بتكلم مين، بس سمعتها بتتكلم لغة ماتعرفهاش، كانت بتتكلم بالألمانية، كنت هتجنن ووقفت برة عالباب أسمع لقيت صوتها متنرفزة وهي بتتكلم وفجأة زقيت الباب اللي كان مفتوح ودخلت وقلتلها:
_بتكلمي مين ياآيات؟ صوتك عالي ليه كدة!
فجأة أتلفتت وبصتلي ولقيتها بتعيط..
_مش بكلم حد، مافيش حاجة ياجواد أنا كويسة..
وبدأت تمسك تاني رقبتها وحسيت إن العقد بيشد على رقبتها جامد، قلتلها:
_بيبي هو العقد دة من ساعة ماجه وهو معصبك، ممكن أقلعهولك؟ ينفع نشيله ونشوف أيه هيجرى؟
قالتلي بلهفة:
_ياريت ياريت ياجواد شيله من على رقبتي، دة هيموتني من الوجع..
_أوكي، بالراحة بس أهدي وأنا هحاول بكل الطرق..
_أوكي ياحبيبي أرجوك بسرعة..
حاولت بكل الطرق، بس فشلت، العقد وكأنه جزء من جلدها وماسك فيها بشكل عنيد، مش عاوز يطلع، ولا عارف أفك المَسَك أو القفل بتاعه، وقتها أتعصبت جداً وأنا واقف محتس مش عارف اعمل ايه..
_يووه! مش راضي خالص يتفك ولا يتحرك..
_خلاص، سيبه، سيبه..
_متأكدة؟
_أيوة، أنا هنزل بكرة للجواهرجي بتاعي وأخليه يشيله من على رقبتي بأي شكل من الأشكال..
_ماشي ياروحي، يلا بينا بقى عشان ننزل تحت شوية نقعد مع بعض، بس أرجوكي من غير مشاكل يعني.
وفجأة إتحولت اللحظة اللي بحاول أخليها لحظة كويسة لخناقة تانية مابيننا..
_مشاكل أزاي يعني؟ ممكن توضحلي الكلام ده معناه أيه ؟
_معناه إيه في إيه؟ معناه إني كل ماجي أكلمك تعملي مشكله من تفاهات هو فيه أيه؟
_أنا بعمل تفاهات؟ تصدق انك بقيت إنسان لايطاق بالمرة؟ من فضلك طلقني..
_نعم؟! أطلقك إزاي يعني؟ إنتي مستوعبة إنتي بتقولي إيه؟
_أيوة وعايزة أتطلق..
أنا مش رادد عليكي حالياً، أنا هسيبك تهدي وهطلع خالص من هنا، بالليل تكوني هديتي أو بكرة، بعد اذنك..
وسبتها ومشيت وأنا في قمة غضبي والليلة اللي كنت بقول هنقضيها كويسة قضيتها وأنا بعيد عنها، وفضلت أستناها تتصل بيا تقولي إنها هديت أو تعالى وأرجع، لكن ماتكلمتش ولا قالت أي حاجة كويسة، وفضلت يومها قاعد مع مجموعة من أصحابي لحد الصبح، وأستقصدت ماروحش غير تاني يوم، لكني لما روحت، لقيت أكبر مفاجأة ومصيبة سودة مستنياني...
الصبح دخلت على أوضت نومنا ودورت عليها لكنها مكانتش موجودة ودة طبعاً عصبني جداً، حتى الفرشة باين عليها أنها مانامتش عليها طول الليل، خدت بعضي وطلعت أجري على أوضة اللبس عشان أشوفها هي فين وبتعمل إيه، ولما وصلت لباب الأوضة، كان بابها متوارب ومفيش أي حاجة تدل على إن فيه حد جوة، زقيت الباب واحدة واحدة، عشان أشوف أبشع منظر ممكن أكون شفته في حياتي، آيات واقعة في الأرض من طولها وقبتها مدبوحة أو مشقوقة نصين عن بعض، ودمها كله سايل في الأرض وكأنها عايمة في بركة دم ، والعقد اللي مكنش عاوز يتفك أصلا، مفروطه حباته في الأرض وكل حاجة منه في ناحية، ساعة ماشفت المنظر قدامي حطيت أيدي على بقي وكنت هرجع وطلعت بسرعة أجري بعيد وكل اللى فى دماغي أتصل بدكتور يشوف نبضها توقف ولا لا، وبسرعة ندهت البواب والناس اللي شغالين عندنا في البيت وأتصلت بالشرطة، الشرطة اللي قالت ووصفت موتتها بالأنتحار بعد يوم طويل وهم بيحققوا ..
لكن أنا الوحيد اللى كنت شايف إن فيه ورا موتتها، فيه سر مختفي في موت آيات، مراتي وحبيبتي دي يستحيل تكون إنتحرت، أولا لأنها شخصية بتحب الحياة جداً وروحها مش هينه عليها للدرجادي، وثانياً مافيش سبب مقنع يخليها تنتحر أصلا، أحنا في حياة متكاملة بشكل تام ومش تفكيرها أبداً ولا يمكن تكون فكرت في كدة..
أيام عدت عليا وأنا قاعد لوحدي وبفكر في حياتي بعدها، ملل وخنقة ومافيش أي حاجة جديدة وفي يوم من الأيام وأنا قاعد جبت العقد اللي كنت لميته وحطيته في علبه من علب الإكسسوارات بتاعت آيات وطلعته تاني وقعدت ألمسه بإيدي، وكإني بلمس آخر حاجة كانت معاها يوم الحادثة، لكن لقيت أغرب مايمكن تصديقه، العقد اللي كان كله مفروط في الأرض وململم في علبه صغيرة، رجع كله تاني وكأنه ماكنش مقطوع أصلا، وبدأت أمسك العقد كله في إيدي وأقلب فيه شمال ويمين وأنا بكلمه وقلت بصوت واطي كدة:
_ياترى أنت إيه حكايتك! وإيه اللي وقعك في طريقي بس؟
وفضلت أقلب في العقد وببص عالقفل أو المسك بتاعه لقيته مكتوب عليه حروف كلمة بالألمانية "إنليتش أمارتيا" كلمة إنليتش أو أنليش بالألمانية معناها شبيهه، يعني كدة الكلمة معناها "شبيهة أماريتا"؟! أماريتا دة إسم ألماني بس أنا ماعرفش مين أماريتا دي أصلا، والكلمة دي ظهرت إمتى؟
بس أنا لازم أعرف مين أماريتا دي، ولا أعرف إيه قصة العقد دة، مش هينفع أفضل كدة، وقتها قررت أخرج تاني بره البيت عشان أعرف اي حاجة عن العقد دة، ومرة واحدة قررت أروح للمكان اللي جبته منه، المكان اللي كان فيه المزاد، وبدأت أسال هناك عن الراجل بتاع المزاد واللي عرفوني إنه من وقتها مبقاش بيروح كتير وأدوني عنوان لبيته، ورحت لهناك وبدأت ادور على بيته لحد ماوصلتله، لكن الغريب أنه ساعة ماشافني حاول يتدارى مني ويتوهني، بس في الآخر وصلتله ودار بيننا الحديث دة..
_إنت، هاااي؟ إنت بتهرب ليه؟ إستنى..
ساعة ماشافني شد باب بيته وطلع يجري بعيد في حركة غريبة وطلعت أجري وراه ولحقته ووقفته عشان اعرف ايه سبب هروبه دة..
_أنت بتهرب مني ليه فهمني؟
_أنا مش بهرب منك، أنت اللي حد ماعرفهوش وبيجري ورايه وجاي يخبط على بيتي ، إنت مين وعاوز مني إيه؟
_ياسلااام؟ بقى إنت مش فاكرني؟ أنا اللي إشتريت العقد منك في المزاد، العقد غريب الأطوار دة، أفتكرتني ولا لأ؟
_وأنا هفتكر مين ولا مين بس؟ أنا بيعدي عليا ناس اصناف وألوان، واكيد مش فاكر، هو فيه حاجة حصلت؟
_حاجة حصلت؟ أيوة فيه ولازم اعرف اصل العقد دة فين، لأني بصراحة ومن الآخر لو ماعرفتش أصل العقد دة، هضطر أبلغ عنك، العقد دة عمل لي مشاكل كتيره، وانت بسبب عرضك له في المزاد أتسببت في موت مراتي، عرفت بقى العقد دة اتسببلي في أيه؟
ضحك عامل المزاد جامد جداً وقال لي بكل هدوء:
_ههههه، تبلغ عني؟ تبلغ عني بتهمة أيه بقى ياأستاذ؟ عامل بيشوف عمله؟ ومراتك مين اللي عقد موتها؟ إنت فاهم انت بتتكلم في إيه؟ عموماً أنا ماليش دعوة بحاجة والمزاد دة فيه ناس أشتغلت عليه عشان يطلع لكم بالصورة دي وبالبضايع اللي أتقايضتوا عليها دي، وتقدر وقتها ترجع للشركة المنفذة للمزاد وتسألهم العقد دة بتاع مين! بس كدة وتكون إتحلت..
_بس أنت مش فاهمني، أنا مراتي أنتحرت ودة شئ مش ممكن يحصل خالص في العادي لأن مراتي شخصيةمسالمة ، عشان كده أنا بس عاوز أعرف إيه بالظبط السبب واراء أنتحارها المفاجئ اللي ماتمش غير لما لبست العقد..
_وإيه علاقة اللي بيحصل بالعقد؟
_هو الشئ الوحيد اللي جديد في حياتنا إحنا الاتنين،ومفيش أي تغيير تاني حصل لنا غيره،فاعشان كدة بسألك ..
_ تمام، عموماً أنا مش هستفيد حاجة أن قلتلك هو أصله منين، ولا هستفيد حاجة لو خبيت بردة، أنا كدة كدة ماليش دعوة ، أنا هقولك على معلومات عن العقد، وهعرفك ممكن تعرف عنه أكتر إزاي، بس المهم إني ماليش دعوة بأي حاجة سواء كانت خطرة أو شخصية، مفهوم؟
_خلاص أتفقنا ، بس ياريت يكون كل كلامك معايه فيه صدق عشان أنا همشي وراء كلامك بالحرف..
_والله جرب ومش هتخسر..
_تمام، أديني هجرب وهشوف فيه إيه معلومات عنه؟
_ياسيدي أنا معرفش عنه أي حاجة أكتر من إني وأنا ماشي في شارع من الشوارع لقيت واحد ماسك صندوق شكله ملفت ومختلف، جه عند مقلب زبالة وإتأكد أن مافيش حد حواليه ورمى الصندوق ومشي، أنا إندهشت وقتها وسألت نفسي هو ده بيرمي إيه؟ ورحت لحد الصندوق بعد ما إختفى الشخص خالص وأخدته وطلعت أجري وأنا فرحان جداً لأني حاسس أني لقيت كنز، وبعدين خدته وقررت أعرضه في المزاد وأبيعه وآخد حقه، ونجحت في كدة بالرغم من المخاطرة اللي عملتها، بس كله يهون مقابل التمن اللي خدته من وراه..
_آاااه، وأنا بقى ممكن أقولك إني هطلع دلوقتي على الشركة أو الهيئة اللي عملت المزاد وأفضح العامل المجرم اللي فتح مزاد على حاجة مش من الاملاك المعلنة وأنت عارف ان فيه سجنك طبعاً صح ولا لأ؟
_لا لأ، أرجوك بلاش الطريقة دي معايا، أنا هعملك اللي إنت عاوزة بس قول انت عاوز إيه بالظبط؟بكفاية اللي حصل لي من وقتها
_عاوز أعرف العقد دة بتاع مين ووراه إيه، هتفيدني ولا لأ؟ وايه اللي حصل لك؟
_أءء، أنا معرفش أي حاجة أكتر من إن الصندوق بتاعه موجود معايا، أنا اصلا يوم ماخدته وطلعته للمزاد رميته في السندرة عندي ومن ساعتها وفيه حجات كتيره غلط بتحصللي في بيتي ومعرفش سببها والله..
_أيوة حجات زي إيه بقى! إنطق احسنلك..
بدأت أمسكه وكأني هضربه أو هخنقه وبدأ يتكلم بخوف:
_إء هقول والله بس سيبني،
_إتكلم بقى دوختني..
_بئ، بشوف أشخاص غريبة في البيت ماعرفهمش، معرفش مين دول من وقت ماجبته بس.
_حد منهم بيكلمك؟ خلص..
_لأ لأ، بس هو راجل بس اللي بيظهر وعلى طول غضبان وبيبصلي بغضب، وساعات بيضحك وساعات كأنه بيكلم حد، أنا مش فاهم حاجة ولا عارف إيه اللي بيجرالي لدرجة أني كنت قربت أقول على نفسي مجنون..
_تعالى معايا وريني فين الصندوق دة، تعالى معايا يلا..
وبدأت أشده من هدومه وأنا متوتر وعاوز أوصل للصندوق ده بأي شكل، وبعد ماوصلنا بيته وأول مادخلت، سمعت صوت صيحة أو صرخة، وكأنها جاية من زمن بعيد وفي نفس الوقت سمعت صوت جلجلة ضحكة لراجل على مايبدو،
ووقفت أسأله:
_مين اللي معاك في بيتك دة؟! أنت بتستدرجني عشان تعمل فيا حاجة أنت وحد تاني معاك مش كدة؟
_ياربي؟ مش أنت اللي جاي برجليك ولا أنا اللي جبتك غصب عنك؟ أنا معرفكش أولا عشان أعمل فيك كدة، ثانياً أنا معييش حد هنا في البيت دة، أنا عايش هنا لوحدي، ثالثاً أتفضل من هنا عشان أطلعلك الصندوق، الصندوق في المكان دة..
وبدأ يشاور على مكان له أوضة دخل جابه وطلع ووقفت ابصله؛
_هو دة؟
_أيوة هو دة، إتفضل، تقدر دلوقتي تاخده وتطلع من هنا، وأنا غلطان من البداية إني طلعته من غير الصندوق..
خدت منه الصندوق وبصيت له بكل غضب وخدت بعضي ومشيت على البيت، والغريب أني لما دخلت بالصندوق البيت سمعت نفس الصرخة أو الصيحة اللي سمعتها في بيت الراجل ده، وكأن في حد من زمن بعيد جوة الصندوق دة وبيتفاعل مع الأماكن اللي بيدخلها، بدأت أحط الصندوق عن إيدي بعد مادخلت أوضتي ودورت عالعُقد وجبته جنب الصندوق وبدأت أفتح الصندوق وأبص في محتواه، كان من جوة عبارة عن علبة خشب أكبر من كف الإيد منحوت عليها إسم أماريتا بخط غريب ، الصندوق مبطن من جوة ببطانة نبيتي قاتم نفس لون حبات العقد، ببص في باب الصندوق لقيت فيه زجاجه فاضية حوالي تلاتين مللي، زي ميكون فيها أثر لسائل ناشف لونه بني وجنب الزجاجة فيه مكان لرسالة أو ورقة خدت الورقة من المكان المخصص لها وبدأت أفتحها وكانت ورقة شبه ورق البرديات بتاعت زمان، وفتحتها بس مالقيتش فيها غير هما كلمتين اتنين، بس للأسف برده مافهمتهمش، لكن الكتابة دي شبه الألمانيّة شوية بس مش عارف هي فعلا ولا لأ، فيه حروف كتيرة متاكلة ومش فاهم هي إيه برغم علمي اللغة الألمانيّة بس مش متأكد هي اللي قدامي فعلا أو لأ، وفكرت بصوت عالي وجه في مخي اول حد ممكن يساعدني في الموضوع اللي قدامي دة، وهي صديقتي القديمة والعزيزة عليا جداً ولاء،
ولاء شخص كدة خدوم ومحبوب وتفوقت في دراستها في اللغة الألمانية لحد ماسافرت منح لألمانيا، ورجعت على مصر وأشتغلت أمين إتحاد واحدة من أعرق المكتبات الالمانية في مصر وفيها كتب ألمانية في كل المجالات، كتب دينية مترجمة بالألماني، كتب عن العلوم، حتى الكتب عن السحر والرعب والارواح الشريرة كانت موجودة عندها، وأول ماجت في بالي على طول رحتلها جري، والحقيقة إني رحت لها فجأة كمان مكنش فيه وقت حتى آخد منها ميعاد،
وهناك أول ماشافتني:
_حبيبي، جواد وحشتني قوي..
وقفت وسلمت علي وحضنتني جامد ودار بيننا الحديث؛
_فينك من شهور كتيرة مختفي ليه؟ وآيات كمان عاملة أيه؟ معلش أنا كنت الفترة اللي فاتت في قمة الأنشغال والله مش عارفه اسأل عليكم، طمنني عنكم..
_قصدك طمنني عنك، خلاص مبقاش فيه عنكو ياولاء، بقيت لوحدي..
حطت أيدها على بقها في أندهاش وحواجبها أترفعت لفوق وقالتلي:
_معقولة إنفصلتم؟! لا مش ممكن..
_ياريتنا كنا إنفصلنا..
بصتلي:
_امال أيه اللي حصل؟
_إنتحرت ياولاء، تخيلي؟ تخيلي آيات اللي كنت عايش وياها في جنة تنتحر وتسيبني وبدون سبب كمان؟!
_لا لا مش معقول! آيات كانت بتحب الحياة جداً وشخصية مرحة ولذيذة، إزاي وإمتى؟ أيات حبيبتي..
وبدأت تعيط ومقدرتش تسيطر على نفسها لأنهم كانو أصحاب وليهم ذكريات كتيرة مع بعض، بس بدأت انا أستغل لحظة سكوتها وأتكلم،
_بصي ياولاء، آيات فيه حاجة وراء إنتحارها، وأنا لازم اعرف أيه السر، ياريتني ماجبته ولا أقتنيته..
مسحت دموعها بإستغراب وبدأت تبصلي وهي بتقولي:
_هو إيه ده ياجواد؟ مالك يابني ماتتكلم على طول! بقى أغيب عنكم كام شهر ألاقي المسكينة ماتت وإنت جاي تتكلم بالألغاز؟ فيه إيه؟
مديت أيدي في جيب الچاكيت اللي لابسه وطلعت الصندوق اللي داخل بالعافية في جيبي وبدأت أفتحه قدامها وطلعت العقد وأنا بقولها:
_الحكاية أبتدت بده، دة ياولاء، هو اللي وداني وراء الشمس..
بتحاول تمسك من أيدي العقد وهي معجبة بيه وبسرعة بعدته عنها وانا بحذرها،
_لا لا، بلاش ياولاء أرجوكي، بلاش لحد مانعرف اللي في دماغي صح ولا لأ، لاحسن لو كان اللي في دماغي صح! أنتي كمان مصيرك هيبقى مصيرها..
_أنا مش فاهمه حاجة، ماتتكلم يابني، أنت جبت التحفة دة منين إحكيلي؟
_أيواااه، جبته منين! الحكاية أبتدت لما جبته من مزاد، إنتي عارفة العادة اللي فيا اللي مش عارف أبطلها، المهم إنه عجبني جداً في مزاد وقلت أجيبه لمراتي حبيبتي، وفعلا خدتهولها، ومن يوم بقى مالبسته وحطيته على رقبتها وهي بقت واحدة تانية، مشاكل من أتفه الأسباب، زعيق وخلافات على كل شئ، كل دة كان سهل لكن أول حاجة حصلت أنها قالتلي أن العقد دة خانقها بعد مالبسته، والغريب أنه كان مقفول الأول ومعرفتش أفتحه، وهي اللي فتحته بأيدها يعني القفل بتاعه مارضيش يفتح غير معاها متخيله؟! وفجأة بعد ماحاولنا بطرق كتير نشيله عن رقبتها ومانفعش بقيت اسمعها بتكلم ناس بتكلم ناس في الشقة وأحنا الأتنين بس اللي فيها احنا والشغالين متخيلة؟
_ياااه؟ وكل ده وسكتت؟ طب ماخدتهاش لدكتور ليه في ساعتها يشوفها؟ ممكن تكون كانت نفسياً مش تمام.
_وتفتكري دي فاتتني؟ انا كلمت دكتور فعلا وحكيتله بعض الحجات من غير ماهي تعرف وقالي أجيبها في خلال أسبوع، بس أنا اصلا مالحقتش ياولاء.
_طب وأيه اللي حصل تاني؟
_اللي حصل إنها ماتت، يوم وفاتها كان عجيب، دخلت لقيتها واقعة في خزنة اللبس بتاعتها اللي إنتي عارفاها والعقد مفروط كله على الأرض وهي غرقانة في دمها ورقبتها مقطوعة قطع من عند المقتل ، بس لامني عرفت أيه اللي حصل ولا مني فهمت هي عملت كدة ليه وإزاي وأمتى، وبعد ماقعدت كتير أفكر، لقيت إن مراتي اللي معاشرها بقالي سنين يستحيل تعمل كدة وعشان كدة قعدت ادور ايه الجديد اللي جد في حياتنا ومكنش فيه جديد خالص غيره..
_وبعدين ياجواد؟ عملت إيه بعد ماوصلت للتفكير دة؟
_مافيش، فكرت وأول حاجة جت في بالي إني اروح لمكان المزاد وأقابل الراجل بتاع المزاد وأنا متأكد انه يعرف عنه معلومات كتير، وبعد ماوصلتله إداني الصندوق دة بالورقة دي، وأنا بقى مش فاهم الورقة دي..
وبدأت أديها الورقة في إيدها وأخدتها مني وبدأت تفردها وتقول:
_إيه الورقة اللي شكلها غريب دي؟ إنت جايب الحجات دي منين يا جواد؟
بدأت تبص في الصندوق يمين وشمال وقالت بتعجب:
_أماريتا؟ أماريتا مين؟
_مش عارف بقى وهتجن عشان أعرف، الورقة دي بالعقد والصندوق دول وراهم سر رهيب..
_طيب طيب، تعالى نشوف دي الأول، تعالى..
وخدتني ودخلت لجوة وهنا بدأت أستفسر:
_هو، إنتي رايحة فين ياولاء؟
_هندخل جوه هنا، الورقة دي فيها حروف ضايعة، هنحطها على ضوء أخضر كدة في أوضة البانوراما بيعكس شكل الحروف الضايعة وبيبينها في الضلمة بسهولة..
_ياسلام ودي سهلة تتعرف كدة دي؟
_ايوة يابني أي كتابة مكتوبة على ورق بينعكس ظلها في الضلام وبيبان مع الضوء الأخضر ..
_أنا مش فاهم حاجة والله..
_دلوقتي هتفهم ياجواد لما تخش ونشغل النور هتفهم، تعالى..
ودخلت وقفلت الباب وطفت النور الرئيسي وشغلت نور أخضر باهت كدة وفعلا بدأت تبان الحروف الممسوحه مع الضوء عن طريق أثرهم القديم المطبوع في الورقة، ووقفت مندهش وبدأت هي تقرأ وتقول:
_ "شبيهة أماريتا "، فك الشفرة أولا لتعرف السر، شء، إيه دة؟ دي رسايل دي ولا أيه؟ شبيهة أماريتا مين وشفرة إيه وسر إيه؟
_مش عارف حاجة ولا فاهم ومش هعرف اقعد من غير ماأفهم..
وبدأت اطلع العقد ورجعت أصوات الأنفعالات اللي بسمعها لما بطلع العقد ترجع تاني وفضلنا نبص لبعض أنا وولاء
_سامعه الاصوات اللي أنا سامعها دي؟
هزت راسها بإيجاب:
_ أيوة وبقولك إيه؟ خد صندوقك وعقدك ولم الحاجة كلها عندك وأنا هجيلك بالليل نشوف الموضوع ده إيه حكايته، بس المهم دلوقتي سيبني أخلص شغلي عشان مديري مايطردنيش..
_خلاص أوكي وآسف على إزعاجك، هستناكي بالليل وإوعي ماتجيش أرجوكي..
وسبتها ومشيت وروحت على بيتي وكأني مروح مع حد وواخده ورايح عالبيت هناك، الأصوات مش عاوزه تبطل، لحد ماوصلت للبيت ودخلت وحطيت الصندوق عالسفرة وكأني بالظبط أتجننت، وفعلا بدأت أكلم الصندوق بطريقة عجيبة..
_إنت مين والعقد دة بتاع مين؟ أنا عارف إنك سامعني كويس رد عليا ، إنت مين ولا أيه تطلع؟ وعاوز مني إيه وخدتها مني ليه؟ مرة واحدة وكأني بتفرج على فيلم أجنبي وبسرعة إتفتح الصندوق بقوة من غير ما آجي جنبه
وبدأ يطلع دخان من الصندوق،ومرة واحدةالدخان أتشكل بالألوان وكأني بتفرج على صورة واقع إفتراضي بتتحرك قدامي،وبدأ راجل شكله غريب ومخيف بدرجة فظيعة وبصلي جامد وبدأ يقول:
_آيات شبيهة أماريتا، آيات شبيهة أماريتا..
بدأت أرد عليه بالألمانية بهبل وأنا هتجن فعلا:
_شبيهتها أزاي يعني فهمني؟ وفجأة الجرس بتاع الباب رن والصورة اللي كانت قدامي وقعت على الترابيزة وكأني كنت مثلا بتفرج على نموذج واقع أفتراضي بس متشكل من الرمل أو التراب، بصيت للمنظر على الترابيزة وأتوجهت لباب بيتي وأنا بقول:
_ودة وقته يعني؟! مين اللي جايلي دلوقتي؟
جريت عالباب وفتحت ولقيتها أم آيات الله يرحمها
_طنت! أهلا إتفضلي، أدخلي..
_هدخل طبعاً أمال هفضل واقفه؟ أنا عاوزة ألم حاجة بنتي ياسيدي بعد اذنك..
_حاجة بنتك إنهي ياطنت؟
_هدومها ومجوهراتها وكل دة، كل دة يلزمني دة من ريحتها ولازم آخده،هتخليهم عندك لأيه؟لما تيجي واحدةغيرها تاخدهم؟ حاجة بنتي تلزمني فيهم ريحتها..
_هو أنا ملزوم إني اديكي حاجة مراتي؟ بصي أنا ممكن اديكي حاجة ولا إتنين تحتفظي بيهم من حاجتها، لكن كل الحاجة لأ طبعاً..
بصتلي حماتي بعصبية وبدأت تتكلم بعجرفة:
_مش كفاية يعني، مش كفاية إنها أنتحرت بسببك؟ دخلني أوضتها نلم شوية هدوم وآخدهم..
ومشيت وهي بتعيط ودخلت الأوضة وبدأت تلم الهدوم وتتدور تحط الهدوم في الشنطة وهي بتنقل الهدوم وقعت ورقة عالأرض كانت في الهدوم من غير ماتاخد بالها وبسرعة بدات ألحقها وأقولها:
_آااا، بقولك ايه كفاية كدة، ماتنقليش حاجة تاني، أنا هلم الباقي، خلاص كدة..
بدأت تبصلي ورزعت الشنطة بعصبية وقفلت عاللي اخدته وطلعت طبعاً وهي بتبرطم، والمهم إني قدرت أنجح في أنها تطلع من غير ماتاخد بالها من الورقة اللي وقعت وبعد ماطلعت وطيت في الارض وخدت الورقة وفتحتها، وكانت فيها بالنسبالي حاجة مش مفهومة،الورقة كانت عبارة عن إيصال تسديد مصروفات لمدرسة داخلية، مدرسة إنترناشيونال، والسؤال اللي سيطر على دماغي وقتها، ياترى دة بتاع مين الأيصال دة ؟ده عليه إسمها هي الموقع على الوصل،طب دي دافعة لمين مصاريف مدرسة وإحنا ماعندناش أطفال؟
الدنيا بدأت تتسدد في وشي أكتر وبدأ الوصل دة يفتح في راسي ميت سؤال تاني،كل اللي بيحصل ده حصل في خلال ثواني وحماتي بره بتفتح باب البيت، وهي طالعة قابلت عالباب ولاء اللي كانت بترفع أيدها ولسة هترن الجرس، لقت حماتي في وشها وساعة ماشافتها بصت لها من فوق لتحت وبصت ليا انا كمان وقالتلي:
_هي حصلت؟ تبقى بنتي لسة ميته ودمها مابردش وتيجي واحدة تخش البيت مكانها؟ حرام عليك ياأخي دي ماكملتش حاجة! حسبي الله ونعم الوكيل فيك..
ودخلت ولاء وهي بتبصلها مستغربة وقالتلي وهي بتضحك:
_مالها دي؟ مش دي طنت أم آيات؟ هي إيه مش واخدة بالها مني ولا إيه؟
_يابنتي هي شافتك ألا مرتين؟ خشي خشي أنا مش فايق لعمايلها وبعدين انا من ساعة ما آيات ماتت وانا عايش في لغز كبير قوي ولازم احله..
_بمناسبة اللغز، أنا جبت اللآب توب بتاعي معايه عشان ندور في الألمانية براحتنا ونعرف مين هي اماريتا اللي محفور إسمها عالصندوق دي، انا متشوقة جداً اعرف هي مين..
وفجأة وإحنا بنتكلم، النور قطع وبدأت أسمع صرخات شديدة من فوق ومرة واحدة طلعت تجري ولاء لفوق وجريت وراها ووصلنا لباب الخزنة بتاعت الهدوم ووقفت تشاور عالباب..
_الصوت من هنا، الصوت جاي من هنا ياجواد،
فتحت الباب بسرعة ودخلت وأندهشت..
_مش سمعت الصوت معايه ولا أنا بتخيل ولا إيه؟!
_أديني سمعت زي ماسمعتي وبقالي من ساعة ماماتت وأنا في الحالة دي، بس بحاول أكدب وداني، المرة المليون أطلع على نفس الاصوات دي والآقي مفيش حد موجود،هتجن ياولاء..
ومرة واحدة وإحنا بنتكلم باب الخزنة إتهبد في وشنا جامد جداً وبدأنا نسمع صوت حد بيتكلم بسرعة بسرعة بسرعة وبدأ الباب بتفتح لوحده سِنه بسنه وبصينا من ورا الباب وشفنا آيات واقفة بتبص لفوق وعنيها مقلوبة وجسمها كله متشنج وبيتهز ومرة واحدة مسكت العقد بإيدها الشمال وفضلت تشد فيه لورا رقبتها تشده عالآخر، لحد مابدأ الخيط أو المادة اللي مصنوع منها العقد تتسلل الجلد واللحم برقبتها وهي مكملة شد لحد ماوصت لعضم الرقبة وأنفصلت راسها عن جسمها وإنفرط العقد في الأرض ووقعت هي والعقد وراسها..
وقتها وصلنا لمرحلة وكأننا مجانين ومش عارفين اللي شفناه دة حقيقة ولا تخيل! وفي لحظة رجعت الخزنة عادية خالص بدون أي حركة جوة..
وبدأت ولاء تسألني:
_لااا،الموضوع يجنن فعلا،ممكن، ممكن تكون روح آيات لبست الخزنة بتاعت اللبس مش كدة؟ ماهو متقوليش إن اللي شفناه دة طبيعي ياجواد!
_روح؟ روحها إزاي؟ انا مش عارف حاجه، بس أنا ببص لحاجة أبعد وهي العقد دة، أنا متأكد إن فيه حاجة غامضة وهتكشفهالنا أي معلومة عنه حتى لو بالصدفة ومقدرش أقول ان اللي شفناه حالا هو اللي حصل لأن ده جنان طبعاً..
_طب هاته كدة وأفتحه تاني..
_أهو..
_هات وريني كدة وريني، بسم الله..
بدأت تقلب في الصندوق يمين وشمال وتبص في كل الجوانب بتاعته وحطت إيدها وكأنها بتفحص البطانة النبيتي وفجأة مرة واحدة بتشوف البطانة دي ثابته ولا بتتحرك وبتشد طرف من الطروف راحت طالعة معاها في أيدها،وبدأت تسحب فيها لحد ماأكتشفت إن البطانة دي طرف لباقي البطانة جوة متنيه في قلب الصندوق أو متطبقة بشكل عجيب وغريب وكأنها جيب سحري ومتشال فيه كتاب والطبقة النبيتي اللي من بره دي كانت الصفحة الأولى، بصت لي مرة واحدة وقالتلي:
_أيه دة بقى؟! دة فيه سرداب سري متشال فيه بقية القماشة ولا أيه؟! وبدأنا نطلع القماشة دي ونبص فيها، لكنها كانت مكتوبة بلغة غريبة شوية وقالت ولاء:
_دي لغة سريانية على يهودية! حاجة غريبة قوي، الموضوع محتاج مننا بحث..
_سريانية؟ مش دي لغة الجن؟
_وممكن يكون مش جن بس، ممكن يكون فيه حاجة أخطر من كدة..
_الموضوع كدة دخل مننا في حجات مش مفهومة،ماتفهميني لو فاهمةحاجة.
_ هفهمك حالا، بس ثواني كدة بس،
وبدأت تفتح اللآب وتكتب كلام غريب أنا نفسي مافهمتوش وكل شوية تفرد القماش وتبص فيه وتكتب على جوجل وأنا قاعد باصص وساكت وسألتني:
_فيه هنا إسم غير أماريتا،فيه أسم راجل،تعرف حد إسمه لايون أنطوان؟
_لأ طبعاً ماعرفوش مين دة؟
_ثواني، ده تقريباً اللي صنع الصندوق دة ثانية واحدة كدة!
بدأت تبحث عن الإسم على جوجل وظهرلها ناس كتيرة بالأسم دة لحد ماظهر عنوان قدامها بالتفصيل "لايون انطوان وحبيبته أماريتا، وصرخت:
_أهو عالنت..
بدأت تضغط عالعنوان وطلعلها كلام مختصر عن الحكاية وسألتها:
_إيه الكلام محتواه ايه؟ فهميني!
_اللي مكتوب إنه ساحر ألماني من سحرة السحر الأسود والعالم السفلي، حبيبته وزوجته أماريتا كان مخلص جداً في حبها لحد ما حس منها بالخيانة، ووقتها قرر ينتقم منها وسر أنتقامه في صندوق صغير محدش يعرف سره لأنه أختفى بعد موت لايون انطوان نفسه،مكتوب كمان إنه موت نفسه،أو إختفى مرة واحدة ومحدش يعرف عنه أي شئ ..
_ ياااحلااوة؟! أنتي كدة عرفتينا اللي فيها يعني والحكاية إيه؟ ماهي زادت غموض أكتر..
_إستنى بس، يعني ايه شبيهة أماريتا؟ الجملة دي محيراني، يعني واحدة شبهها في الشكل؟ ولا الطبع! مقصود بيها أيه؟
_ماتنسيش اللي قدامك، الخريطة القماش، أنا متأكد لو ترجمتيها هتحلي باقي اللغز..
_اللي مكتوب فيها مش كتير ياجواد، عموماً أنا قربت أخلص ترجمتها كلها، أصبر بس شوية، أهوو الحمد لله كدة هعرف اترجمها..
_بص ياسيدي المكتوب بالحرف بيحكي عن قصة ساحر ألماني، عايش مع حبيبته وأم ولده أماريتا، كان بيجيبلها كل حاجة تحلم بيها وماتحلمش،كان بيحبها بجنون، لكنه من ناحية تانية كان غرقان في عالم الجن والسحر الإسود والشياطين، وبعد فترات كتيرة هلاوس بتجيله بإن مراته خاينة ومكنش بيصدق إنها خاينة، وكان بيقول لنفسه أن دول أتباعه من العالم السفلي اللي عاوزين يدمروا حياته عشان يخلوه تحت طوعهم أكتر ومكنش بيصدقهم لحد مافي يوم، حصل اللي حصل وإتأكد إن الهلاوس دي مش هلوسة، لأ دي حقيقة ويومها شاف حبيبته واقفه مع صديقه تحت شباك البيت وبسرعة تبادلوا مع بعض القبل على الخد وسابها صديقه ومشي وسابه في حيرة وإستغراب من الموقف اللي حصل،
مرة واحدة وآلاء بتتكلم لقيت الصندوق اللي كان محطوط جنبنا رجع تاني يدخن كأنه هيولع وبدأ الدخان يتشكل قدامنا ويمثل كل حاجة وشفنا قدامنا اللي حصل..
أماريتا بعد ما ودعت صاحب جوزها، دخلت واتعاملت مع جوزها عادي وكأنها ماعملتش حاجة غريبة، ووقف لايون يبصلها ويتكلم معاها ولا كأن فيه حاجة،وبدأ يقولها:
_مشي خلاص؟!
_أيوة خلاص،لطيف قوي بولي،طول مانتا مشغول بيحاول يعوضنا عن غيابك، فيه حد بيعمل كدة؟
_لأ مفيش طبعاً، هو لطيف طبعاً مش هو صديقي برده؟لازم هيبقى لطيف معايا ومع أسرتي وخصوصاً أني طول فترات انشغالي عنكم كنت بوصيه عليكم، أوك حبيبتي، يلا بقى خلينا نشوف هنعمل ايه، خدي الولد وروحي..
_هو انت برده هتفضل تحت في المعمل لحد النوم وتفضل مش عارفة عنك حاجة؟
_أنا بشتغل وشغلي معتمد على قعدتي تحت في المعمل، دي كمان فيها إعتراض؟
_لأ لا خلاص انا ماشية، انا همشي خالص..
سابته وخرجت وهي مرتبكة وخدت إبنها معاها، وكأنها شكت إنه حس بحاجة،
وهنا أتدخلت ولاء وشدتني من دراعي وانا واقف سرحان وقالتلي بصوت واطي :
_بقولك أيه؟ جت في دماغي فكرة كويسة جداً..
قلتلها:
_إيه هي قولي بسرعة!
_الصندوق دة باللي جواه متفاعل ويانا، أنا حاسة ان كل حاجة هنفهمها من هنا، تيجي نسأل عن الي حصل بالتفصيل يمكن يصور لنا الباقي؟
_نفس أحساسي وعشان كدة مركز، شكل أماريتا دي كانت بتخون لايون دة مع صاحبه المقرب، بس مش عارف ايه علاقة دة بمراتي انا؟!
بصت لي جامد وبدأت تقولي بإستغراب:
_كله هيبان ياجواد المهم نعرف الباقي..
ومرة واحدة بص ناحيتنا لايون انطوان ووقع الرماد كله كومه عالترابيزة، وهنا إتنرفزنا جداً..
_يوووة؟! أنقطع الإتصال كدة وخلاص؟
_متخافش أنا لازم أترجم اللي مكتوب عالقماش دة بالكامل أيه،
وبدأت تبحث تاني عالنت وبعد محاولات كتيرة وتعب أكتر ترجمنا الكلام اللي موجود عالقماش واللي وصلنا لإن نص الحكاية هنا عالقماش ونصها مكتوب عالزجاجة بالحبر السري وبدأنا نترجم اللي حصل أنا وولاء وبدأت توضحلي اللي حصل..
_لايون بادئ كلامه ببداية لاتبشر بخير..
_بادئ بإيه ياولاء؟ اتكلمي على طول لأني مبقاش فيا خلاص مش عاوز أعمل أي حاجة غير إني اعرف القصة بالظبط..
_حاضر حاضر، بص ياسيدي، هو بدأ بجملة غريبة قال فيها ان الجن طلعوا أئمن معاه من البشر، تقريباً اللي كشفله خيانة أماريتا هم مش الشك وبس، أيوة أهو كاتب بيقول:
وبدأت تتكلم الكلام على لسان لايون:
_البشر، أسوء المخلوقات على وجه الأرض، البشر هم مصدر الخيانة، لما قالولي أنها بتخونني ماصدقتش وفضلت اقول لنفسي انهم عاوزيني أقتلها بسبب الشك عشان ياخدوا اللي فاضل من اهتمامي، أيوة الجن زينا بيتضايقوا لو أنت معودهم على الإهتمام وهيطمعوا في الزيادة من الأهتمام، يعني لو اهتميت بغيرهم هيعملوا اقصى محاولات يبعدوك عن الحاجة دي، لكني لما فكرتهم غيرانين طلعت غلطان، هم كانوا بيبلغوني بالحقيقة..
أنا لايون انطوان، باحث وعالم، كنت مهتم بأمور الطبيعة،الطبيعة اللي وصلتني إن فيه مخلوقات عظيمة معانا عالأرض، وزاد إهتمامي أكتر كل مابتعمق في البحث عن المخلوقات دي، ووصلت بالعلم والبحث لإني سخرت أحد المخلوقات دي وجندتها لخدمتي، مش هقولكم عملت أيه ولا دفعت تمن ايه مقابل، بس أنا عملت المستحيلات عشان أقدر أتواصل وأبقى مع المخلوقات دي بالشكل دة وكأني أبوهم الروحي، أنا كنت لهم الجسد اللي بيتخفوا ويتشكلوا فيه عالأرض وهما بقوا ليا ملهميني ومعلميني السحر الأسود والسفلي، وفضلت معاهم سنين، لحد ما أماريتا خلفت الولد اللي كنت مفكرة أبني، وحكايتي أبتدت من وقتها، من سنة ماخلفت الولد، وكانو بيعرفوني إنه مش إبني بس ماكنتش طبعاً مصدق، والشك كبر في دماغي، قعدت سنين عالشك دة، والمصيبة إنهم عرفوني كمان بخيانتها لي مع صديق عمري، وبدأت أدور وراهم، والنهاردة بس أتأكدت من صحة كلامهم، أماريتا اللي حبيتها حب العالم كله والجن كان بيغير منها عليا! طلعت إنسانة خاينة، والخيانة مع صديق عمري،الصديق اللي كنت وقت إنشغالي بقوله يخلي باله منها،أتاريني كنت بعمله سكة لخيانتي معاها، أنا هعرفكم انا عرفت أزاي..
فترة شكي بدأت يوم ماشفتها وهم واقفين بيتكلموا، وبدأت بعدها أركز معاها عن الأول وبدأت اراقبها ولسة الخدام بتوعي بيبلغوني بإن خيانتها مستمرّة، وبالرغم من كدة كنت بتصرف عادي خالص، لحد مافيوم طلبت مني إذن الخروج ووافقت بسرعة على طلبها وخرجت ومشيت وراها، لحد ماإكتشفت أنها وصلت لبيت بولي، وكان لازم وقتها أدخل وأتأكد بنفسي عشان ماظلمهاش،
وبدأت أكلم خدامي:
_أنتم واثقين إنها حالة خيانة ولا حالة صداقة؟
بلغتهم ردوا:
_مش صداقة، علاقة..
_حالا لازم ندخل، يلزمني عين منكم جوة..
بسرعة أتبرع واحد منهم وسارع بالدخول، غمضت عيني وبسرعة كشفولي مكان ابقى شايف كل اللي بيحصل جوة، وبدأ يوريني كل اللي بيحصل، فتحت وشفت خيانتي بعيني وانا واقف زي المجرمين بره، اللي بيحصل قدامي اقوى مني وبسرعة من غير تفكير بدأت أخبط، أتأخر بولي جوة شوية وبعدين فتح وهو مرتبك، لكن كان عندي ثبات أنفعالي، وقلتله وقتها:
_مالك يابولي؟ شكلي جيت في وقت مش مناسب مش كدة؟ فيه أيه إنت معاك حد؟
بولي بأرتباك:
_إءء، حد؟ زي مين يعني؟
وقفت ومسكته من الروب المبهدل وملبوس بسرعة وقلتله بهدوء:
_شكلك معاك واحدة، اندهها نتعرف عليها..
_اووه يالايون مش هينفع تعرفها دي ست من عائلة مرموقة وو.
قاطعته:
_وإيه؟! ومتجوزة مش كدة؟!
طلعت أجري على فوق عشان الآقيها فوق ولما سمعت صوتي قربت بدأت تزق الباب بعزمها، لكني فتحته بإيدي وإتنترت أتخبطت في الحيط وبدأت تقولي:
_أف افهمني بس يالايون ده، ده..
_دة أيه ياخاينة انتي وهو؟ أنا قصرت في إيه معاكي؟ وأنت؟ لييه!؟
فضلت أقول لييه وعنيا بتقفل وحسيت بحاجة في أيدي وكأني برفعها لفوق وبنزلها لتحت وبقبض عليها بعزم قوتي، فضلت نص ساعة عالحالة دي وفتحت لقيته بولي اللي في إيدي، خنقته لحد ماطلع أنفاسه الأخيرة وجه وقتها الدور عليها هي، وهي بعد ماشافت منظر بولي في أيدي صابتها حالة بله وجنون، وفضلت تقولي:
_أنا ماليش دعوة معملتش حاجة، مافيش حاجه..
لكني سألتها سؤال وبعدها كملت اللي بعمله:
_ابني ولا ابنه؟ أنطقي؟!
مردتش، مالقيتش حاجة امسكها منها ساعتها غير العقد اللي كنت جايبهولها هدية في عيد ميلادها وبدأت امسكها منه وأسحب على رقبتها وأضغط أضغط لحد مانطقت في الأخر ونفسها الاخير بيطلع وقالت:
_ابنه، ابب، ن، ه..
سكتت الأنفاس بس ماسكتتش أنا وأنا بخنق لسه فيها بالعقد اللي كنت عاملهولها مخصوص عند جواهرجي كهدية مني ليها السنة اللي فاتت، فضلت أخنق فيها لحد ما جلدها ولحم رقبتها اتشق قدامي ووقعت مفصولة الراس عن الجسم وبدأ دمها يسيل عالأرض وقعدت ألمه في زجاجه فاضية وأنا بعيط، لميت العقد وخدت دمها واتباعي قاموا بالباقي، لكني ماكتفيتش بكدة، كان لازم أحرق جثثهم هم الأتنين، وفعلا حرقت جثتهم بمساعدة أتباعي وخدت الرماد ودمها وروحت على البيت وزي ماإتخلصت منهم! أتخلصت من الولد، وبدأت أفكر في حاجة تفضل ذكرى للخيانة دي، وبسرعة فكرت في أني معايا دمها ورماد جثثهم والعقد الهدية، وقررت وقتها إني لازم أعمل شئ عقاب لأي ست خاينة، وخدت الرماد والدم عجنتهم ببعض وخدت العقد القديم سيحت اللي قدرت عليه منه وحطيته على المواد اللي بقت عجين قدامي والباقي أستخدمته فيه برده، لكني وأنا بعجن المكونات رميت فيه أنا وخدامي أقوى سحر وتعويذة سحرية، قررت باللي عملته فيه ان أي واحدة خاينة لجوزها أو حبيبها تلبسه لازم تموت بنفس الموته ، وعشان كدة لازم أرواح كل اللي خانوني أو أثر أي حاجة منهم تبقى فيه، بدأت اعجن وأشكل حبات العقد على شكل اللآلئ، لحد ماطلعت أجمل للألئ ملموسة بالإيد، وبدأت أجيب اللي فضل من الدم بتاعها وكملت اللي عملته، أما عن الصندوق! فاكل اللي عملته إني طلبت صندوق اسطوري منهم، وعملوهولي بالشكل الرائع دة، أما عن التصميم للعقد فا الخمس أدوار دول هما عدد سنين خيانتها ليا والحبات البيضاء عدد سنين حياتنا الحلوة مع بعض، والأسود عدد الأيام اللي إكتشفت فيها خيانتها، أما عن قراري الأخير، فاأنا قررت مش هعيش في عالم البشر أكتر من كدة، لا أنا ولا الطفل اللي مالوش ذنب في كدبهم،أحسنلي أعيش روح متعلقة في عقد تقوي اللعنة على أي خاينة أحسن ماأعيش ونفس الموقف يتكرر تاني معايه أو مع أي راجل تاني...
وسكتت ولاء ورجعت أسألها:
_هاه ياولاء؟ اللي حصل بعدها إيه؟
_ولا حاجة، قرر يكون روح على أنه يعيش ويقابل خاينات تانيين،إنت عارف دة معناه ايه ياجواد؟
سكتت ووطت راسها في الأرض ورديت بكسوف:
_إن آيات خانتني مش كدة؟
_بكل أسف، آه..
_آه؟ يعني أنا كمان كنت ضحية لواحدة خاينة؟! أنا مش هحكم من كلام زي دة أنا لازم أبحث عن الحقيقة، هي كدة كدة ماتت خلاص فاعشان صورتها ماتتشوهش في عيني لازم أعرف دة حقيقة ولا لأ...
بعد ست شهور..
تطلع الحقيقة بخيانتها ليا، عرفت الحقيقة بعد مارحت المدرسة اللي كان مكتوب عليها إسمها في الإيصال وعرفت إن دي بنتها، بنتها من واحد كانت قالتلي انه قريبها، خانتني في فترة كنا بعاد فيها عن بعض، قعدت بعيد عنها لمدة سنه وفيها تمت خيانتي، الغريب ان امها طلعت عارفة بكل حاجة وكان الموضوع بينهم عادي، طبعاً حزني وكسرتي حالياً مش قادر اعبر عنه، أنا عن العقد فاقررت إني أسلمه لهيئة الآثار كشئ نادر وأثري وبلغتهم بخطروته وبدورهم أخدوه وحطوه في متحف للمقتنيات اللي فيها أرواح شريرة أو كانت بتستخدم في أعمال شعوذة، وفضلت وحيد أحسنلي من وجودي مع واحدة خاينة تاني...
تمت...
لقراءه وتحميل سكريبت القاتل الأزرق كامله
تعليقات
إرسال تعليق