القائمة الرئيسية

الصفحات

نوفيلا زهرةفي مهب الريح الفصل الأول بقلم مروه حمدي

نوفيلا زهرةفي مهب الريح الفصل الأول بقلم مروه حمدي 
نوفيلا زهرةفي مهب الريح الفصل الأول بقلم مروه حمدي

نوفيلا زهرةفي مهب الريح البارت الأول  

زهرةفي مهب الريح 

مخير كنت أم مسير ففى كلا الأحوال انت من ستجنى ثمار أختيارك. 


تقف مترددة وهى تنظر لذلك الباب المفتوح، لا تصدق، تتسارع دقات قلبها بخو.ف وهل.ع أضعاف مضاعفة عما كانت. 

ابتلعت ريقها بصعوبة وهى تحاول أن تخطو باتجاه الباب  لتقف قدمها بالهواء وقد أنقبضت ملامحها برهبه واضحة لتعيدها إلى موضعها من جديد؛ متسائلة. 

_معقولة! يكون صدفة؟! ولا يكون قاصدها، ممكن يكون واقف بعيد بيراقبنى، مستنينى يشوف هعمل أيه، اختبار جديد وطريقة جديدة للعقا.ب. 


أغلقت عينيها بق.هر، تزاحمت الدموع بمقلتيها، لتفتح أعينها وهى تنظر إلى الباب المفتوح أمنيتها بحسرة، خو.ف يكبل قدميها يمنعها من تحقيق حلمها بالاونه الأخيرة، وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها وعيناها لا تحيد عن الباب، تنتظره،تعلم إنه فى مكان ما، مرت ثوانى أصبحت دقائق مرت عليها كدهور، ولم يظهر، جفت الدموع فجاءة وعيناها لا تبتعد عن غايتها، مرت دقيقة أخرى ثم اثنين نظرت للباب بتفكير، تعلمه جيدا، لم يكن الصبر من خصاله ابدا. 


ابتلعت ريقها من جديد تبلل به حلقها الجاف، تجاهد فى رفع قدمها المثبتة بالأرض أسفلها وتحريكها بلا فائدة، التفت برأسها للخلف، تتطلع إلى الحوائط والأركان، عادت الدموع من جديد وهى ترى حالها بإحداها متقوقعه بها تارة وتاره أخرى تحتمى بها وهى تأخذ نصيبها من عقا.به وعقا.ب الدنيا لها. 


هزت رأسها برفض متمته بصوت هامس...لا، لا، لا. 

ليتعالى الصوت بعدها لصر.خات عالية و قد أطلق ما رأت لقدميها العنان تسابق الريح كغريق يبحث عن طوق نجاه، تخرج من ذلك القفص، صار.خة بو.جع يخيل لمن يسمعه بأن احبالها الصوتية قد قطعت حتما من شدته. 

لا، لا، مش هقدر مش قادرة خلاص ، تعبت ، كفاية كفايه. 

لا تعلم كيف وصلت امام بوابة ذلك القفص، لتغمض عينيها بسرعة وهى تضع يدها على وجهها من أشعة الشمس التى لفحتها، ضحكت بمرارة ودموع لا تنضب من أسفل جفونها المغلقة وهى تستشعر تلك الحرارة تدفئ جسدها البارد. 

يبدو أنه حقيقى وليس احد تلك الأحلام التى كانت تنسجها بصحوتها، إزاحت  يديها بعد إن اعتادت على الضوء، تنظر حولها بأمل أنتعش بقلبها المرتجف، لتركض بسرعة تزامنا مع دقات قلبها الهلعة ، تحاول الإبتعاد عن ذلك المكان بقدر الإمكان. 


وعلى الجهة الأخرى يقود سيارته متجها إلى عمله، ليقف أمام أحدى  محطات البنزين على الطريق، يدخل يده بجيب بنطاله حتى يخرج جذلانه، تلمست أنامله بمفتاح منزله، أتسعت عيناه برعب وهو يستعيد أحداث ما فعله منذ استيقاظه، ليركض عائدا إلى سيارته بسرعة وخلفه العامل وهو ينادي. 

"الحساب يا بيه الحساب يا بيه" 

يخرج الأموال من جذلانه بدون وعى لذك اللاحق به، يصعد إلى سيارته، ليرجع الاخر إلى الخلف بسرعه وهو يراه ينطلق سريعا، ينظر فى اثره باستغراب ثم لتلك النقود بيده، متسائلا: 

" وده ماله ده كمان، وايه ده كله، يالا اهو رزق العيال" 

يضعها بجيبه عائدا مرة أخرى إلى عمله، بينما الاخر يقود سيارته بسرعة جنونية، تكاد الأ تلمس الأرض اسفلها، يضر.ب على المقود بكف يده بغ/ضب متوعدا: 

غب/ى، غب/ى، أزاى ما أخدتش بالى! أزاى نسيت اقفل الباب، أزاى، والله لو ال فى دماغى حصل ورجلك عتبت بره الباب خطوة واحدة بس ل همسكالك فى ايدك يا بنت ال*ك*ب. 


أقترب من منزله، ليقف بمنتصف الطريق فجاءة وقد احتكت دواليب سيارته بالأرض مصدره صوت عالى، غطى على صوت السبا.ب والصيا.ح من السائقين خلفه فلقد كاد يتسبب بحدوث أكثر من حاد.ث لتوقفه هذا. 


بينما هو بعالم أخر وقد أظلمت عيناه بغض/ب قاتم، يمسك بالمقود يحركه بالاتجاه الاخربقوة، وصوت أنفاسه العالية هى فقط كل ماتخرج عنه، لا يستمع إلى وصفهم له بالجنو.ن وقد ابتعد الجميع من أمامه فاسحين له الطريق خو.فا على حياتهم. 


عيناه كالصقر، يسير خلفها وهى تركض غير واعية به، يتأملها وهى تركض بهيئتها تلك والغض/ب يتفاقم بداخله اتجاها أكثر وأكثر لو رأت نظراته لها الآن لما.تت رع/با فى الحال. 


عينه عليها ويد على المقود والأخرى يقبضها دافعا بها داخل فمه يخرج بها بعضا من غض/به، كان يمكنه الوقوف أمامها والامساك بها ولكنه لم يفعل هامسا لنفسه بشر. 

"وراكى، لما اشوف الهانم ناوية على ايه" 


وقفت تلتقط أنفاسها وهى تميل بجزعها تستند بيديها على ركبتيها،  هدأت أنفاسها المتلاحقة وأنتظمت دقات قلبها، ترفع رأسها وهى تنظر لتلك البناية باللون الرمادي على بعد مبنى واحد منها، أغرقت عيناها بالدموع والحنين لأيام مضت يفتك بها، صُمت أذنها عن تهامس الجيران عليها وسؤالهم لها عن حالها وأين كانت طوال هذة المدة؟ وما بها ولما تبدو هكذا؟ 


فقط صوت ضحكاتها وهى تخرج من ذلك الباب الحديدى وقد غطت معظمه أوراق اللبلاب ، تمسك بيد أباها  تتجه إلى مدرستها ، لعبها مع أخاها وابناء الجيران امام البناية وصوت والدتها بالشرفة تتبادل الحديث مع الجارة، همست بإشتياق وقلب خا.ئف يبحث عن الأمان. 

"بابا" 


"والنبى ايه؟ دلوقت افتكرتى ابوكي، شكلك نسيتي يا حبيبتى وانا بقا هفكرك كويس اوى" 

قالها بتوعد وهو يراها تقف على مقربه من منزل أباها، يهم بالهبوط وجلبها إلى داخل السيارة فيكفى دراما إلى هذا الحد، كما أنه لا يستطيع الانتظار حتى يذيقها نتيجة فعلتها تلك. 


ضيق بين عيناه وهو يراقبها ترتد تلك الخطوة التى أتخذتها للخلف، ليبتسم معلقا بسخرية وهو يعود لمكانه من جديد ويده على المقود يعصره بتحفز. 

" اخيرا الهانم فاقت وعرفت ان مالهاش غيرى" 

بينما هى بعالم أخر يتأكل فيه الندم قلبها، ما أن همت بالحركة باتجاهه منزل أباها حتى تردد صدى ذكرى قريبة بأذنيها تسرى داخل جسدها كصا.عقة كهربائية. 


"الباب ده لو خرجتى منه عمره ما يتفتح قدامك تانى" لتعود للخلف مرة أخرى وعيناها لا تحيد عن الباب تتمنى فقط لو يعود الزمن إلى الوراء لتلك اللحظة، التى رحلت بها، تصفع نفسها لعلها تفيق من ذلك الوهم، وما نفع كلمة لو الان؟ 


أحتضنت نفسها بذراعيها، تتطلب الدفء وهى تشعر بالبرودة تنخر بعظامها فى وضح النهار، دارت بعينيها حولها بتيه، لا تعرف إلى أين الميسر. 


وقعت عيناها على بنايه أخرى، تبتعد عن بنايه والدها بمبنيين بالجهة المقابلة له، تعلقت أنظارها بها وهناك صراع داخلها. 

-ازاى قدرتى تفكرى فيه تانى. 

_ما فيش قدامى غيره، هو ال هيساعدني ويحمينى. 

_وال عملتيه فيه؟! 

أغمضت عينيها بخذى متمتمه. 

_طول عمره رجل ومش هيرد حد احتاج فيوم لمساعده وخصوصا وحدة ست مهما كانت مين. 

أسرعت بخطاها باتجاه تلك البناية وقد تخطت بنايه أباها والاخر يسير خلفها بسيارته بهدوء بدون إصدار أى صوت، يحيك لها بمخيلته آلاف من الطرق لتأديبها من وجهه نظره وإفراغ غض/به من جهة أخرى يهمس بوعيد. 

"لو ال فى بالى صح وكنت ريحاله، قسما بالله لخليكى تتمنى المو.ت ولا تطوليه" 


بينما هى هدأت حركتها وثقلت قدمها وهى تقف على مقربه من باب البناية بقلب تتقاذف به الدقات وهى ترى تلك الفراشة وهى تقفز بسعادة بزيها المدرسى، لم تشعر بنفسها وهى تسير نحوها مسلوبة الارادة فقط تلك الغريزة التى استيقظت بداخلها هى التى تحركها، فتحت يداها لها وهى تنظر بأعين دامعة تقطر محبه، نظرات حديثه على تلك الصغيرة ولم تعهدها منها قبلا، لتنكمش وهى تقف إلى جوار أباها تمسك به بقوه خا.ئفة منها. 


سكي.ن أصاب قلبها وهى تعيد ذراعيها إلى جانبها ودموعها تهبط على وجنتيها بلا توقف وعيناها لا تحيد عن ابنتها بحسرة. 

صوت يهمس بإسمها بقلق حقيقى عرفت صاحبه فورا. 

_زهرة! 

تحركت برأسها باتجاهه لتتلاقى الأعين بحديث يتحول فيه بكاءها الصامت إلى نحيب وأخذت شهقاتها تعلو شيئا فشيئا ليزداد ر.عب تلك الصغيرة من صوتها وهيئتها المناقضة لها تماما،  أرتمت بحضن من تجاورها مناديه عليها بإستغاثة. 

"ماما" 

أخذتها بين ذراعيها تهدهدها وتطمئنها وعيناها لا تحيد عن تلك الواقفة بقبالتها، تتابع بترقب، تقرأ نظرات عينيه وما تظهره  من مكنون قلبه وتتمنى بقلب عاشق ألا تكون قد أخطئت فى قراءتها. 

بينما تلك الزهرة رفرف قلبها بداخلها عند سماعها لذلك اللقب "ماما" لتنظر لها سريعا باسطه لذراعيها من أجلها، لتخرج شهقة عالية مكتومة من قلبها وهى ترى إبنتها تتوسط أحضان أخرى براحة واطمئنان، لتعود ذراعيها بجانبها من جديد. 

تنادى على إبنتها بصوت متقطع متأ.لم حز.ين فى محاولة بائسة منها للحصول على دفء حضن صغيرتها. 

"رووقا، اانا انا ال ماما يا حبيبتى، تعال تعال فى حضن ماما" 

تحول قلقه عليها إلى سخريه لاذعه بعد استماعه لحديثها ذاك، يهم بالرد عليها كما يجب ، لتوقفه يد وضعت على كتفه، رفع رأسه لتلك الواقفة جواره بعدما رفعت الصغيرة من على الأرض تحملها، نظرت له بعينيها ورجاء واضح بهما بالا يفعل، أشارت له بعينيها عليها هامسه. 

"مش وقته، انت مش شايف هى عاملة أزاى!" 

بالفعل حالتها كانت مذ.رية، كما إنها بدون حجاب، و بكاء.ها الغير طبيعى بالمرة، فتح عينه بصد.مه وهو الآن يدرك إنها تقف أمامه بثيابها المنزلية. 


ليعيد سؤاله مرة أخرى بريبة وقلق. 

" أنتى كويسة" 

هزت رأسها بتلقائية تجيبه نافيه وهى تتطلع له ولتلك التى تجاوره حاملة ابنتها الصغيرة بإحضانها. 

ليسألها من جديد وقد بلغ قلقه عليها مبلغه والكثير من الأفكار السوداء تدور بعقله. 

" ايه ال حصل معاكى، فهمينى، وانتى عاملة كده ليه؟" 

نظرت لها الأخرى والشفقة واضحة بعينيها مما جعلها تغمض عينيها تحاول القبض  على دموعها بلا قائدة، تستمع لحديثها بقلب ممز.ق. 

"نطلع فوق يا على ونخليها ترتاح وبعدها نسألها فى ايه" 

_" بعتذر منكم يا جماعة خلوها مرة تانية، علشان متأخر شوية، وماتقلقوش عليها هى بس كانت عايزة تشوف رقية، مش اكتر. 


كان هذا الصوت قادم من خلفها جعلها تتصنم بمكانها كتمثال لا تقوى على الحركة، عينيها متسعة بر.عب لم يخفى على ذلك المراقب لما يحدث وقد تأكد الآن إن هناك أمر مريبا يحدث. 


حاوطت يده خصرها بتملك، فى رسالة واضحة لذلك الواقف أمامه بأنها له هو وهو فقط، بينما الاخر فى الحقيقة لم يبالى به كثيرا  بقدر قلقه على هيئتها التى لم يخطر على باله يوما ان يراها بها. 


يده المحاوطة لها تضغط على خصرها تؤ.لمها، أجبرتها على رفع نظرها له، لتقابلها نظراته الجحيميه وقد قرأت بهما وعيده لها بالهلاك ببراعه. 


بينما هو أكمل دوره للأخير، أدارها بالاتجاه الاخر عائدا لسيارته ولا يزال يحيطها، ليأتى إلى مسامعه صوت أنثوى. 

"يا أستاذ، وبنتها ال عايزة تشوفها" 

يشير بيده الأخرى فى الهواء بعدم إهتمام دون أن يلتفت لها: وقت تانى وقت تانى. 

تلتفت برأسها خفية عنه وهى تلتفت للوراء، برجاء ان يخرجوها من براثين ما هى مقبله عليه، تتطلع للأمام مرة أخرى بعدما قرصها بخصرها هامسا لها بشر... 

"أعدلى رأسك بدل ما أعدلهالك قدام بنتك بطريقتى" 

ترتجف وهى تصعد للسيارة بعدما فتح لها الباب بدرامية ليغلقه بعد صعودها بعن.ف لم يستطع السيطرة عليه، جعلها تتتفض بمكانها، ليتجه هو للصعود من الجهة الأخرى، منطلقا من ذلك المكان بسرعه. 


ينظر فى أثرها بحيرة وقلق شاركته به من تجاوره. 

"على،  على، على يا ابنى" 

صوت متوجه لهم أخرجهم من شرودهم.. 

على: حج حسين! 

حج حسين بقلب اب: هى زهرة جات هنا؟ 

هز رأسه له بنعم بصمت. 

_هى كانت عاملة ازاى كويسة؟ مالها، جاتني جاره بتقولى إنها شافتها واقفة فى الشارع وحالتها صعبه، ما فهمتش منها حاجة. 

ليكمل وهو يحدث نفسه بصوت مسموع...طب ما طلعتش عندى ليه؟ 

أغمض عينيه حزينا عليها: لسه زى ما هى مخها صغير فاكرة انى هقفل بابى فى وشها. 

نظر على لها يسألها بعينه ماذا يفعل؟ ماذا يجيب ذلك الاب المسكين؟ 

تهم بالحديث ليوقفها صوت تلك الصغيرة وقد تولت هى المهمة. 

رقية: زهرة جات وشعرها كان منكوش وعينيها حمرا وايدها فيها تعاوير كتير وبتبكى بصوت عالى يا جدو خو.فتني وبعدين جه الرجل ال خدها قبل كده ومشى خدها تانى ومشى. 

أنقبض قلبه وقد رسم عقله اى حال وصلت له بنته، ليرفع عينه يسأله بقلب ملتاع: وسبتها تمشى معاه وهى بالحالة دى؟! 

على وهو يطلق زفير عالى:  ماليش انى امنعه. 

حج حسين بقله حيلة : أعمل إيه بس يا ربى، أروح فين، انا معرفش ليها طريق من يومها ولا هى ساكنة فين حتى. 

"حضرتك ممكن تلحقهم هو لسه متحرك مالهوش دقايق، بسرعة روح معاه يا على" 

على بدهشة: هند! 

تضع يدها على كتفه: دى أم بنتك. 

على: بس... 

تقاطعه بسرعة ومحتاجه مساعدتك وواضح أنها كانت جاية ومحتاجه حماية، بصراحة شكل الرجل وطريقته خو.فتني اوى، الحقها يا على . 

لم يدرى بنفسه وهو يقبل أعلى رأسها هامسا لها لأول مرة بتلك الكلمة التى زلزلت يسارها بعن/ف. 

"بحبك" 

أغمضت عينيها تجيبه" هستناك" 

ابتسم بخفه: خدى البنت على فوق بلاش مدرسة انهارده  واقفلوا على نفسكم. 

يوجه حديثه لذلك الواقف يضر.ب كف بالاخر لا يزال يحدث نفسه بر.عب على إبنته التى أرقت لياليه بأفعالها: حج حسين ، حج حسين. 

رفع نظره له بضياع: ليمسك على بيده متحركا من المكان: يالا بينا نلحقها. 

صعدا إلى سيارته المتواضعة المصفوفة بجانب البناية خارجين من حيز المكان. 

ليوقفه صوت أحدهم وهو ينادي ويسرع خلفهم بعد إن مروا من أمامه. 

احمد بلهاث: بابا فى ايه؟ وحضرتك مع على رايح فين. 

حج حسين باعين دامعة: زهرة. 

احمد وقد تناسى كل شئ ليسال بقلب اخ: مالها؟ 

على: مش وقته اركب وهفهمك بسرعة يالا. 


تنظر فى اثرهم وهى تتمتم: ربنا يستر لحسن الرجل ال معاها ده شكله مش ناوى على خير ابدا، يالا بينا يا روقا نطلع يا قلب ماما. 

رقية: هى زهرة مالها؟ 

هند: تعبانة شوية، ادعى ربنا يقف معاها حبيبتى. 

رقية: يارب. 


عقب صعوده للسيارة، أنتبه للطريق بصمت حتى خرج من ذلك المكان، وهى تجلس بر.عب وكل خليه بجسدها تنتفض، تعلم إنه لن يأخر عذا.بها،  وصمته هذا يخفى خلفه جح/يم ينتظرها، حرر خو.فها لسانها لتنطق باسمه بصوت متقطع راجى لمحاولة لاستجداءه .... 

"عاا د ل" 

وليتها ما فعلت، أجابها وهو يمسك برأسها من الخلف يضر.ب بعنف بمقدمة السيارة، يرفعها بعدها وهو لا يزال يقبض على خصلات شعرها بين يديه،  غير مبالى بخيط الدما.ء النازف من رأسها يغطى على عينيها هامسا لها بفحيح... 

"صوتك ده ما أسمعهوش" 

أفلتها بعن.ف من بين يديه ليرتطم رأسها بزجاج الباب ، تستند عليه والرؤية أصبحت مشوشة  لها، تستمع له وقد تحول فحيحه الى صر.خات هزت أذنيها، يعدد لها أخطاءها وعقاب كل واحده منهن جعلها ترتجف بمكانها. 


أكمل بهيستريا وقد فقد عقله على الأخير... 

جاتلك الجرأه تخرجى وتجرى فى الشارع وال رايح وال جاى يتفرج عليكى بشكلك ده وفى الاخر ريحاله يا زب*ا*ل*ة 

على ذكره انقبض القلب وهى تتذكره كيف كان يقف وبجواره تلك التى تحمل إبنتها وقد أتخذت مكانها بقلوبهم بعد إن تركته هى بإرادتها، بدأت هيئتهم لها كحلم جميل زوج وزوجة وابنه صغيرة، اختلطت دموعها بدما.ئها الجارية على وجنتيها، تنظر له بعينها النصف مغمضة وهو يتمتم،  يتوعد يصيح وتعلم إنه سيكون رحيما اذا فعل ما توعد لها به فقط.... 


كيف بدلت ذلك الحلم بالكا.بوس القابع إلى جوازهرة فى مهب الريح 


البارت الاول 


مخير كنت أم مسير ففى كلا الأحوال انت من ستجنى ثمار أختيارك. 


تقف مترددة وهى تنظر لذلك الباب المفتوح، لا تصدق، تتسارع دقات قلبها بخو.ف وهل.ع أضعاف مضاعفة عما كانت. 

ابتلعت ريقها بصعوبة وهى تحاول أن تخطو باتجاه الباب  لتقف قدمها بالهواء وقد أنقبضت ملامحها برهبه واضحة لتعيدها إلى موضعها من جديد؛ متسائلة. 

_معقولة! يكون صدفة؟! ولا يكون قاصدها، ممكن يكون واقف بعيد بيراقبنى، مستنينى يشوف هعمل أيه، اختبار جديد وطريقة جديدة للعقا.ب. 


أغلقت عينيها بق.هر، تزاحمت الدموع بمقلتيها، لتفتح أعينها وهى تنظر إلى الباب المفتوح أمنيتها بحسرة، خو.ف يكبل قدميها يمنعها من تحقيق حلمها بالاونه الأخيرة، وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها وعيناها لا تحيد عن الباب، تنتظره،تعلم إنه فى مكان ما، مرت ثوانى أصبحت دقائق مرت عليها كدهور، ولم يظهر، جفت الدموع فجاءة وعيناها لا تبتعد عن غايتها، مرت دقيقة أخرى ثم اثنين نظرت للباب بتفكير، تعلمه جيدا، لم يكن الصبر من خصاله ابدا. 


ابتلعت ريقها من جديد تبلل به حلقها الجاف، تجاهد فى رفع قدمها المثبتة بالأرض أسفلها وتحريكها بلا فائدة، التفت برأسها للخلف، تتطلع إلى الحوائط والأركان، عادت الدموع من جديد وهى ترى حالها بإحداها متقوقعه بها تارة وتاره أخرى تحتمى بها وهى تأخذ نصيبها من عقا.به وعقا.ب الدنيا لها. 


هزت رأسها برفض متمته بصوت هامس...لا، لا، لا. 

ليتعالى الصوت بعدها لصر.خات عالية و قد أطلق ما رأت لقدميها العنان تسابق الريح كغريق يبحث عن طوق نجاه، تخرج من ذلك القفص، صار.خة بو.جع يخيل لمن يسمعه بأن احبالها الصوتية قد قطعت حتما من شدته. 

لا، لا، مش هقدر مش قادرة خلاص ، تعبت ، كفاية كفايه. 

لا تعلم كيف وصلت امام بوابة ذلك القفص، لتغمض عينيها بسرعة وهى تضع يدها على وجهها من أشعة الشمس التى لفحتها، ضحكت بمرارة ودموع لا تنضب من أسفل جفونها المغلقة وهى تستشعر تلك الحرارة تدفئ جسدها البارد. 

يبدو أنه حقيقى وليس احد تلك الأحلام التى كانت تنسجها بصحوتها، إزاحت  يديها بعد إن اعتادت على الضوء، تنظر حولها بأمل أنتعش بقلبها المرتجف، لتركض بسرعة تزامنا مع دقات قلبها الهلعة ، تحاول الإبتعاد عن ذلك المكان بقدر الإمكان. 


وعلى الجهة الأخرى يقود سيارته متجها إلى عمله، ليقف أمام أحدى  محطات البنزين على الطريق، يدخل يده بجيب بنطاله حتى يخرج جذلانه، تلمست أنامله بمفتاح منزله، أتسعت عيناه برعب وهو يستعيد أحداث ما فعله منذ استيقاظه، ليركض عائدا إلى سيارته بسرعة وخلفه العامل وهو ينادي. 

"الحساب يا بيه الحساب يا بيه" 

يخرج الأموال من جذلانه بدون وعى لذك اللاحق به، يصعد إلى سيارته، ليرجع الاخر إلى الخلف بسرعه وهو يراه ينطلق سريعا، ينظر فى اثره باستغراب ثم لتلك النقود بيده، متسائلا: 

" وده ماله ده كمان، وايه ده كله، يالا اهو رزق العيال" 

يضعها بجيبه عائدا مرة أخرى إلى عمله، بينما الاخر يقود سيارته بسرعة جنونية، تكاد الأ تلمس الأرض اسفلها، يضر.ب على المقود بكف يده بغ/ضب متوعدا: 

غب/ى، غب/ى، أزاى ما أخدتش بالى! أزاى نسيت اقفل الباب، أزاى، والله لو ال فى دماغى حصل ورجلك عتبت بره الباب خطوة واحدة بس ل همسكالك فى ايدك يا بنت ال*ك*ب. 


أقترب من منزله، ليقف بمنتصف الطريق فجاءة وقد احتكت دواليب سيارته بالأرض مصدره صوت عالى، غطى على صوت السبا.ب والصيا.ح من السائقين خلفه فلقد كاد يتسبب بحدوث أكثر من حاد.ث لتوقفه هذا. 


بينما هو بعالم أخر وقد أظلمت عيناه بغض/ب قاتم، يمسك بالمقود يحركه بالاتجاه الاخربقوة، وصوت أنفاسه العالية هى فقط كل ماتخرج عنه، لا يستمع إلى وصفهم له بالجنو.ن وقد ابتعد الجميع من أمامه فاسحين له الطريق خو.فا على حياتهم. 


عيناه كالصقر، يسير خلفها وهى تركض غير واعية به، يتأملها وهى تركض بهيئتها تلك والغض/ب يتفاقم بداخله اتجاها أكثر وأكثر لو رأت نظراته لها الآن لما.تت رع/با فى الحال. 


عينه عليها ويد على المقود والأخرى يقبضها دافعا بها داخل فمه يخرج بها بعضا من غض/به، كان يمكنه الوقوف أمامها والامساك بها ولكنه لم يفعل هامسا لنفسه بشر. 

"وراكى، لما اشوف الهانم ناوية على ايه" 


وقفت تلتقط أنفاسها وهى تميل بجزعها تستند بيديها على ركبتيها،  هدأت أنفاسها المتلاحقة وأنتظمت دقات قلبها، ترفع رأسها وهى تنظر لتلك البناية باللون الرمادي على بعد مبنى واحد منها، أغرقت عيناها بالدموع والحنين لأيام مضت يفتك بها، صُمت أذنها عن تهامس الجيران عليها وسؤالهم لها عن حالها وأين كانت طوال هذة المدة؟ وما بها ولما تبدو هكذا؟ 


فقط صوت ضحكاتها وهى تخرج من ذلك الباب الحديدى وقد غطت معظمه أوراق اللبلاب ، تمسك بيد أباها  تتجه إلى مدرستها ، لعبها مع أخاها وابناء الجيران امام البناية وصوت والدتها بالشرفة تتبادل الحديث مع الجارة، همست بإشتياق وقلب خا.ئف يبحث عن الأمان. 

"بابا" 


"والنبى ايه؟ دلوقت افتكرتى ابوكي، شكلك نسيتي يا حبيبتى وانا بقا هفكرك كويس اوى" 

قالها بتوعد وهو يراها تقف على مقربه من منزل أباها، يهم بالهبوط وجلبها إلى داخل السيارة فيكفى دراما إلى هذا الحد، كما أنه لا يستطيع الانتظار حتى يذيقها نتيجة فعلتها تلك. 


ضيق بين عيناه وهو يراقبها ترتد تلك الخطوة التى أتخذتها للخلف، ليبتسم معلقا بسخرية وهو يعود لمكانه من جديد ويده على المقود يعصره بتحفز. 

" اخيرا الهانم فاقت وعرفت ان مالهاش غيرى" 

بينما هى بعالم أخر يتأكل فيه الندم قلبها، ما أن همت بالحركة باتجاهه منزل أباها حتى تردد صدى ذكرى قريبة بأذنيها تسرى داخل جسدها كصا.عقة كهربائية. 


"الباب ده لو خرجتى منه عمره ما يتفتح قدامك تانى" لتعود للخلف مرة أخرى وعيناها لا تحيد عن الباب تتمنى فقط لو يعود الزمن إلى الوراء لتلك اللحظة، التى رحلت بها، تصفع نفسها لعلها تفيق من ذلك الوهم، وما نفع كلمة لو الان؟ 


أحتضنت نفسها بذراعيها، تتطلب الدفء وهى تشعر بالبرودة تنخر بعظامها فى وضح النهار، دارت بعينيها حولها بتيه، لا تعرف إلى أين الميسر. 


وقعت عيناها على بنايه أخرى، تبتعد عن بنايه والدها بمبنيين بالجهة المقابلة له، تعلقت أنظارها بها وهناك صراع داخلها. 

-ازاى قدرتى تفكرى فيه تانى. 

_ما فيش قدامى غيره، هو ال هيساعدني ويحمينى. 

_وال عملتيه فيه؟! 

أغمضت عينيها بخذى متمتمه. 

_طول عمره رجل ومش هيرد حد احتاج فيوم لمساعده وخصوصا وحدة ست مهما كانت مين. 

أسرعت بخطاها باتجاه تلك البناية وقد تخطت بنايه أباها والاخر يسير خلفها بسيارته بهدوء بدون إصدار أى صوت، يحيك لها بمخيلته آلاف من الطرق لتأديبها من وجهه نظره وإفراغ غض/به من جهة أخرى يهمس بوعيد. 

"لو ال فى بالى صح وكنت ريحاله، قسما بالله لخليكى تتمنى المو.ت ولا تطوليه" 


بينما هى هدأت حركتها وثقلت قدمها وهى تقف على مقربه من باب البناية بقلب تتقاذف به الدقات وهى ترى تلك الفراشة وهى تقفز بسعادة بزيها المدرسى، لم تشعر بنفسها وهى تسير نحوها مسلوبة الارادة فقط تلك الغريزة التى استيقظت بداخلها هى التى تحركها، فتحت يداها لها وهى تنظر بأعين دامعة تقطر محبه، نظرات حديثه على تلك الصغيرة ولم تعهدها منها قبلا، لتنكمش وهى تقف إلى جوار أباها تمسك به بقوه خا.ئفة منها. 


سكي.ن أصاب قلبها وهى تعيد ذراعيها إلى جانبها ودموعها تهبط على وجنتيها بلا توقف وعيناها لا تحيد عن ابنتها بحسرة. 

صوت يهمس بإسمها بقلق حقيقى عرفت صاحبه فورا. 

_زهرة! 

تحركت برأسها باتجاهه لتتلاقى الأعين بحديث يتحول فيه بكاءها الصامت إلى نحيب وأخذت شهقاتها تعلو شيئا فشيئا ليزداد ر.عب تلك الصغيرة من صوتها وهيئتها المناقضة لها تماما،  أرتمت بحضن من تجاورها مناديه عليها بإستغاثة. 

"ماما" 

أخذتها بين ذراعيها تهدهدها وتطمئنها وعيناها لا تحيد عن تلك الواقفة بقبالتها، تتابع بترقب، تقرأ نظرات عينيه وما تظهره  من مكنون قلبه وتتمنى بقلب عاشق ألا تكون قد أخطئت فى قراءتها. 

بينما تلك الزهرة رفرف قلبها بداخلها عند سماعها لذلك اللقب "ماما" لتنظر لها سريعا باسطه لذراعيها من أجلها، لتخرج شهقة عالية مكتومة من قلبها وهى ترى إبنتها تتوسط أحضان أخرى براحة واطمئنان، لتعود ذراعيها بجانبها من جديد. 

تنادى على إبنتها بصوت متقطع متأ.لم حز.ين فى محاولة بائسة منها للحصول على دفء حضن صغيرتها. 

"رووقا، اانا انا ال ماما يا حبيبتى، تعال تعال فى حضن ماما" 

تحول قلقه عليها إلى سخريه لاذعه بعد استماعه لحديثها ذاك، يهم بالرد عليها كما يجب ، لتوقفه يد وضعت على كتفه، رفع رأسه لتلك الواقفة جواره بعدما رفعت الصغيرة من على الأرض تحملها، نظرت له بعينيها ورجاء واضح بهما بالا يفعل، أشارت له بعينيها عليها هامسه. 

"مش وقته، انت مش شايف هى عاملة أزاى!" 

بالفعل حالتها كانت مذ.رية، كما إنها بدون حجاب، و بكاء.ها الغير طبيعى بالمرة، فتح عينه بصد.مه وهو الآن يدرك إنها تقف أمامه بثيابها المنزلية. 


ليعيد سؤاله مرة أخرى بريبة وقلق. 

" أنتى كويسة" 

هزت رأسها بتلقائية تجيبه نافيه وهى تتطلع له ولتلك التى تجاوره حاملة ابنتها الصغيرة بإحضانها. 

ليسألها من جديد وقد بلغ قلقه عليها مبلغه والكثير من الأفكار السوداء تدور بعقله. 

" ايه ال حصل معاكى، فهمينى، وانتى عاملة كده ليه؟" 

نظرت لها الأخرى والشفقة واضحة بعينيها مما جعلها تغمض عينيها تحاول القبض  على دموعها بلا قائدة، تستمع لحديثها بقلب ممز.ق. 

"نطلع فوق يا على ونخليها ترتاح وبعدها نسألها فى ايه" 

_" بعتذر منكم يا جماعة خلوها مرة تانية، علشان متأخر شوية، وماتقلقوش عليها هى بس كانت عايزة تشوف رقية، مش اكتر. 


كان هذا الصوت قادم من خلفها جعلها تتصنم بمكانها كتمثال لا تقوى على الحركة، عينيها متسعة بر.عب لم يخفى على ذلك المراقب لما يحدث وقد تأكد الآن إن هناك أمر مريبا يحدث. 


حاوطت يده خصرها بتملك، فى رسالة واضحة لذلك الواقف أمامه بأنها له هو وهو فقط، بينما الاخر فى الحقيقة لم يبالى به كثيرا  بقدر قلقه على هيئتها التى لم يخطر على باله يوما ان يراها بها. 


يده المحاوطة لها تضغط على خصرها تؤ.لمها، أجبرتها على رفع نظرها له، لتقابلها نظراته الجحيميه وقد قرأت بهما وعيده لها بالهلاك ببراعه. 


بينما هو أكمل دوره للأخير، أدارها بالاتجاه الاخر عائدا لسيارته ولا يزال يحيطها، ليأتى إلى مسامعه صوت أنثوى. 

"يا أستاذ، وبنتها ال عايزة تشوفها" 

يشير بيده الأخرى فى الهواء بعدم إهتمام دون أن يلتفت لها: وقت تانى وقت تانى. 

تلتفت برأسها خفية عنه وهى تلتفت للوراء، برجاء ان يخرجوها من براثين ما هى مقبله عليه، تتطلع للأمام مرة أخرى بعدما قرصها بخصرها هامسا لها بشر... 

"أعدلى رأسك بدل ما أعدلهالك قدام بنتك بطريقتى" 

ترتجف وهى تصعد للسيارة بعدما فتح لها الباب بدرامية ليغلقه بعد صعودها بعن.ف لم يستطع السيطرة عليه، جعلها تتتفض بمكانها، ليتجه هو للصعود من الجهة الأخرى، منطلقا من ذلك المكان بسرعه. 


ينظر فى أثرها بحيرة وقلق شاركته به من تجاوره. 

"على،  على، على يا ابنى" 

صوت متوجه لهم أخرجهم من شرودهم.. 

على: حج حسين! 

حج حسين بقلب اب: هى زهرة جات هنا؟ 

هز رأسه له بنعم بصمت. 

_هى كانت عاملة ازاى كويسة؟ مالها، جاتني جاره بتقولى إنها شافتها واقفة فى الشارع وحالتها صعبه، ما فهمتش منها حاجة. 

ليكمل وهو يحدث نفسه بصوت مسموع...طب ما طلعتش عندى ليه؟ 

أغمض عينيه حزينا عليها: لسه زى ما هى مخها صغير فاكرة انى هقفل بابى فى وشها. 

نظر على لها يسألها بعينه ماذا يفعل؟ ماذا يجيب ذلك الاب المسكين؟ 

تهم بالحديث ليوقفها صوت تلك الصغيرة وقد تولت هى المهمة. 

رقية: زهرة جات وشعرها كان منكوش وعينيها حمرا وايدها فيها تعاوير كتير وبتبكى بصوت عالى يا جدو خو.فتني وبعدين جه الرجل ال خدها قبل كده ومشى خدها تانى ومشى. 

أنقبض قلبه وقد رسم عقله اى حال وصلت له بنته، ليرفع عينه يسأله بقلب ملتاع: وسبتها تمشى معاه وهى بالحالة دى؟! 

على وهو يطلق زفير عالى:  ماليش انى امنعه. 

حج حسين بقله حيلة : أعمل إيه بس يا ربى، أروح فين، انا معرفش ليها طريق من يومها ولا هى ساكنة فين حتى. 

"حضرتك ممكن تلحقهم هو لسه متحرك مالهوش دقايق، بسرعة روح معاه يا على" 

على بدهشة: هند! 

تضع يدها على كتفه: دى أم بنتك. 

على: بس... 

تقاطعه بسرعة ومحتاجه مساعدتك وواضح أنها كانت جاية ومحتاجه حماية، بصراحة شكل الرجل وطريقته خو.فتني اوى، الحقها يا على . 

لم يدرى بنفسه وهو يقبل أعلى رأسها هامسا لها لأول مرة بتلك الكلمة التى زلزلت يسارها بعن/ف. 

"بحبك" 

أغمضت عينيها تجيبه" هستناك" 

ابتسم بخفه: خدى البنت على فوق بلاش مدرسة انهارده  واقفلوا على نفسكم. 

يوجه حديثه لذلك الواقف يضر.ب كف بالاخر لا يزال يحدث نفسه بر.عب على إبنته التى أرقت لياليه بأفعالها: حج حسين ، حج حسين. 

رفع نظره له بضياع: ليمسك على بيده متحركا من المكان: يالا بينا نلحقها. 

صعدا إلى سيارته المتواضعة المصفوفة بجانب البناية خارجين من حيز المكان. 

ليوقفه صوت أحدهم وهو ينادي ويسرع خلفهم بعد إن مروا من أمامه. 

احمد بلهاث: بابا فى ايه؟ وحضرتك مع على رايح فين. 

حج حسين باعين دامعة: زهرة. 

احمد وقد تناسى كل شئ ليسال بقلب اخ: مالها؟ 

على: مش وقته اركب وهفهمك بسرعة يالا. 


تنظر فى اثرهم وهى تتمتم: ربنا يستر لحسن الرجل ال معاها ده شكله مش ناوى على خير ابدا، يالا بينا يا روقا نطلع يا قلب ماما. 

رقية: هى زهرة مالها؟ 

هند: تعبانة شوية، ادعى ربنا يقف معاها حبيبتى. 

رقية: يارب. 


عقب صعوده للسيارة، أنتبه للطريق بصمت حتى خرج من ذلك المكان، وهى تجلس بر.عب وكل خليه بجسدها تنتفض، تعلم إنه لن يأخر عذا.بها،  وصمته هذا يخفى خلفه جح/يم ينتظرها، حرر خو.فها لسانها لتنطق باسمه بصوت متقطع راجى لمحاولة لاستجداءه .... 

"عاا د ل" 

وليتها ما فعلت، أجابها وهو يمسك برأسها من الخلف يضر.ب بعنف بمقدمة السيارة، يرفعها بعدها وهو لا يزال يقبض على خصلات شعرها بين يديه،  غير مبالى بخيط الدما.ء النازف من رأسها يغطى على عينيها هامسا لها بفحيح... 

"صوتك ده ما أسمعهوش" 

أفلتها بعن.ف من بين يديه ليرتطم رأسها بزجاج الباب ، تستند عليه والرؤية أصبحت مشوشة  لها، تستمع له وقد تحول فحيحه الى صر.خات هزت أذنيها، يعدد لها أخطاءها وعقاب كل واحده منهن جعلها ترتجف بمكانها. 


أكمل بهيستريا وقد فقد عقله على الأخير... 

جاتلك الجرأه تخرجى وتجرى فى الشارع وال رايح وال جاى يتفرج عليكى بشكلك ده وفى الاخر ريحاله يا زب*ا*ل*ة 

على ذكره انقبض القلب وهى تتذكره كيف كان يقف وبجواره تلك التى تحمل إبنتها وقد أتخذت مكانها بقلوبهم بعد إن تركته هى بإرادتها، بدأت هيئتهم لها كحلم جميل زوج وزوجة وابنه صغيرة، اختلطت دموعها بدما.ئها الجارية على وجنتيها، تنظر له بعينها النصف مغمضة وهو يتمتم،  يتوعد يصيح وتعلم إنه سيكون رحيما اذا فعل ما توعد لها به فقط.... 


كيف بدلت ذلك الحلم بالكا.بوس القابع إلى جوارها الآن،  كم سؤال طرحه عقلها على قلبها لتغمض عينيها وهى تستند  على الزجاج وقد صمت أذنها عن سماع صوته، تشرد بأيام أتت ذكراها كأجابه لها عن سؤالها.رها الآن،  كم سؤال طرحه عقلها على قلبها لتغمض عينيها وهى تستند  على الزجاج وقد صمت أذنها عن سماع صوته، تشرد بأيام أتت ذكراها كأجابه لها عن سؤالها.

لقراءه وتحميل نوفيلا زهرة في مهب الريح الفصل الثاني من هنا 👇

  1. الفصل الثاني 

لقراءه وتحميل نوفيلا زهرةفي مهب الريح كامله هنا 👇👇

  1. زهرة في مهب الريح 

للتواصل 👇👇👇😘

يُمكنك الانضمام لقناتنا على التليجرام

  1. الانضمام

يمكنك الانضمام لجروب علي التلجرام 

او الانضمام علي جروب الفيس بوك 

  1.  الانضمام

تعليقات

التنقل السريع