نوفيلا زهرةفي مهب الريح الفصل الرابع بقلم مروه حمدي
نوفيلا زهرةفي مهب الريح البارت الرابع
زهرةفي مهب الريح
لكزة مؤ.لمة بكتفها اخرجتها من شرودها، استمعت لتأنيبه وبراكين غض/به التى لا تنطفئ بصمت متاحشية النظر له حتى لا تثير غض/به أكثر ولكن ذكره لهذا الاسم جعل كل خلية بجسدها تصر.خ بندم وحسرة وهى تقبض على فمها بصعوبة حتى لا تنفلت إحدى تلك الصر.خات فتعجل من عذ.ابها.
عادل بغض/ب جحيمى : ريحاله، ايه حنيتى ليه، مش هو ده على الخروف ولا نسيتى، دلوقت بقا فى نظرك رجل وهيحميكى منى ادينى اخدتك من قدامه ولا قدر يفتح بقه.
أغلقت عيناها من جديد، وقد انسابت دموعها التى حفرت مجراها بقسو.ة على وجنتيها، تهمس بداخلها..
" على طول عمره رجل، انا ال مكنتش أستاهل واحد زيه، اه لو الزمن يرجع بيا تانى"
دوامة عصفت برأسها لتعود بها إلى الخلف تستند على ظهر الكرسى خلفها وعيناها غائمة بمكان اخر ووقت مضى.
عادت إلى غرفتها غا.ضبة حانقة من تصرفات أهلها بحقها، كيف يفعلون بها شيئا كهذا؟
زهرة وهى تتحدث لحالها بعص/بية: يعنى بيجينى عرسان زى اى بنت زى زينب حتى وبيرفضوها مع نفسهم من غير ما اعرف، حتى حق ان احس انى مرغوبة حرموه عليا لا وكمان لو شايفين ان العريس مناسب هيوافقوا عليه من غير حتى ما ياخدوا رأى!
ايه الحياة دى، انا مش هقدر أكمل حياتى كده.
******
فى الجامعة كانت تجلس وحيدة لأول مرة بدون رفيقتها تجلس على العشب، أصابها بعض من الضجر، أخذت تجول بعينيها حولها، ابتسامه حالمة رسمت على وجهها وهى تتابع ذلك الثنائى من بعيد، أخذت تراقب يد تلك الفتاة وهى تلتف باصابعها حول كف الفتى بجوارها، لتستقر بالنهاية داخله.
لم تشعر بنفسها وهى تفعل مثلها تزامنا معها حتى استقرت يدها بكف يدها الأخرى.
نكست رأسها لاسفل وهى تتنهد بعمق.
"الحب حلو مش كده"
كان هذا صوت عاليا المتابعة منذ مدة.
" ما اعرفش، إذا كان حلو ولا"
عاليا وهى تجلس جوارها" فايتك كتير، امال فين النص التانى بتاعك مش واقفالك غفر يعنى"
زهرة بضيق" زينب غايبة انهاردة، وبعدين ايه وقفالك غفر دى كمان"
عاليا بخب.ث وهى تراها فرصة لا يجب أن تفلت من بين ايديها" مش عايزاكى تزعلى يا زهرة، اصل كل الدفعة عارفة ان زينب عاملة عليكى حظر تجوال"
زهرة بح.ده" لا طبعا ما فيش الكلام ده، انا مش عيلة ومحتاجة حد يحرسنى"
عاليا" انا بقولك ال الكل ملاحظة"
صمتت زهرة وهى ترى نفسها بالفعل تتشبث بها كطفلة مذعو.رة تتعلق بأمها.
ملامحها المنزعجة عيناها الشاردة، راقوا لتلك المراقبة كثيرا، اكدوا لها انها على الطريق الصحيح فيما نوت.
عاليا بمك/ر: خلاص فكك رووقى.
ارجعت رأسها إلى الخلف لستند على الشجرة بظهرها تنظر لها بحالمية مزيفة متابعة: خلينا فى موضعنا الحب حلو.
زهرة ببعض الحز.ن: صدقينى ما اعرفش.
عاليا: بس انا اعرف.
زهرة وقد انتبهت بكل حماسها لتنظر لها بلهفة تسالها: قوليلى.
عاليا: ايه.
زهرة: حلو.
_احلى حاجة فى الدنيا.
_عامل أزاى؟
_زى ال طاير فى السماء، عارفة احساس انك تاكلي ايس كريم فى عز الثلج هو ده الحب.
زهرة بانجذاب وفضول لحديثها: وايه كمان.
عاليا وهى تشير على ذلك الثنائى بطرف عينيها: عارفة اللحظة ال يدك بتدفئ فى ايد حبيبك، رجفه بتمشى فى عروقك لحد ما توصل للقلب بعدها بتحسى بدفء وان الأمان كله فى اللمسة دى.
زهرة بحالمية: وايه كمان.
عاليا أخذت تتغزل بالعشق ووصفه بمعسول الكلمات لم يأخذها اى رأفة أو رحمة بقلب تلك الزهرة الأخضر التى تركته يتلهف للمزيد.
زهرة دون أن تعى لكلماتها: تعرفى ان الحب ال وصفتيه احلى بكتير من ال بنشوفه فى التركى والهندي.
عاليا بضحكة ساخرة انعقد لها حاجبى تلك الزهرة: هههههههههههه ده اسمه لعب عيال يا ماما.
زهرة باندفاع: بس البطل لما باا.
صمتت ولم تكمل ليصل لعاليا طرف الخيط لتغمزها بعينيها : برضه لعب عيال، عندك واتس اب؟
زهرة تحرك رأسها بلا.
هاتى تليفونك وتعالى جنبى شكلك خيبة خالص.
جلست تشاهدها وهى تحمل التطبيق وشرحت لها طريقة التعامل معه.
عاليا: والنهارده يا ستى استنى منى لينك بالليل هبعته منه هتعرفى الفرق بين ال كنتى بتتفرجى عليه وفكراه حب وبين الرومانسية الحقيقية والعشق.
زهرة: ممكن اسالك سؤال عن حاجه بقالها مده محيرانى ومش قادرة اتكلم مع حد فيها وحاسة انك انتى ال هتفدينى.
_اممم، اسالى.
_أنتى مش خا.يفة؟
_من ايه؟
_من احمم يعنى انتى احم فهمانى، الولد ال كان معاكى يوم المطعم ودايما بيوصلك الكلية وبتروحى معاه، ده مين هو مش اخوكى لانى اعرف اخوكى ، بس يا ترى قريبك؟
_تو، ولا قريبى، ده حبيبى ....قالتها ببطء شديد وكأنها تتذوق طعم الكلمة بفمها تتلذذ بها، لتثير جوع تلك المستمعة وقد نجحت.
_ببساطة بتقوليها كده؟
_هعقدها ليه؟
_مش خا.يفة من كلام الناس؟
_الناس على طول بتتكلم سواء بالصح أو بالكد.ب ...
قالت جملتها الأخيرة بقهر اخفته سريعا متابعه.
_بس انا هفهمك علشان انتى حبييتى وصعبان عليا حالتك دى،
قوليلى يا زهرة غير الولد ده بتشوفينى بتكلم مع اى ولد بطريقة غير ال حبيبتك زينب بتتكلم بيها مع اى زميل فى الدفعة.
هزت زهرة رأسها نافية.
عاليا متابعة: انا مش ماشية على حل شعرى علشان اتكلم مع ده ويبقى ليا علاقة بده، لا يا زهرة الإنسان بس ال انجذب ليه واحس ان في بينا مشاعر إهتمام اعجاب مشترك ويكون شاب كويس ليه ماديش لنفسى ولنفسه فرصة نتعرف على بعض نقرب من بعض نفهم بعض ولو ارتحنا ناخد خطوة جد فى حياتنا ونرتبط، مش ارتبط بواحد عميان بعد قعدة فى الصالون يحاول يظهر نفسه انه الملاك ال ماشى على الأرض وبعدين اشرب انا المر بعد الجواز، اومال حالات الطلاق الكتير دى كلها سببها ايه.
زهرة تمام بحسرة: حتى القعدة دى انا ماليش حق فيها.
عاليا :علي صوتك مش سمعاكى.
زهرة بحرج: بس يعنى ان ال بشوفه بين الولاد والبنات احم زى الاتنين دوول، يعنى احم فاهمنيى.
عاليا: اه بصى يا حبيبتى زى ما قولتلك فى الأول ارتياح كلام بسيط مش على طول ايدى فى ايده تتشبك، دوول بيبقوا وصلوا مع بعض لدرجة كبيرة من الثقة، انتى عارفة رغم انى وسط اهلى الا ان الوحدة بتقت/لنى، ببقى ساعات كتيرة محتاجة لحضن يحسننى بالامان، مش بلاقيه غير فى حضن كريم.
زهرة بصدمة: انتى بتسيبيه يحضنك يا عاليا.
عاليا: يا بنتى كريم وانا وصلنا لدرجة إننا بنفهم بعض من غير ما نتكلم، اصلك مش عارفة كريم ده بيعمل علشانى ايه.
_ايه!
بنبرة هامسة رقيقة وأعين غائمة أخذت تقص عليها مواقف فاقت تلك المشاهد التى راتها على حاسوبها بين الابطال، لتدرك ان الحياة الواقعية يمكن أن تكون أفضل بكثير.
قامت من مجلسها تمسك بحقيبتها وقد فاض بها الشوق: انا مروحة يا عاليا.
_استنى انا جاية معاكى، كريم زمانه جه.
هزت رأسها بلا تعليق صارت إلى جوارها حتى وصلا إلى البوابه ترى ذلك الكريم الذى اعتدل بوقفته فور رايته لهم لتتحرك هى بسرعة باتجاهه بابتسامة تاركه زهرة خلفها تنظر فى أثرها، تلاقها هو بابتسامة ونظرة حانية ، تشابكت الأيدي ليصعد بها إلى سيارته تاركين تلك الشاردة تنظر لما خلفته السيارة من غبار بتمنى، وهناك من يراقبها من مرأة السيارة بأعين كالثعلب.
كريم: ها يا حبيبتى نتغدا الاول ولا نروح الاتيليه الاول.
عاليا وهى تعيد ارتداء خاتم خطبتها بخفة قبل أن يلاحظها كريم.
عاليا: الاتيلية طبعا علشان الميعاد مع البنوته ال هتظبط الفستان.
كريم: خلاص استقريتى على الدهبى، يعنى ايه حبك فى اللون ده ، فستان قراءة الفاتحة دهبى ، فستان الخطوبة دهبى وكمان فستان كتب الكتاب دهبى.
عاليا: تنكر ان الفستان حلو اوى اوى.
كريم وهو يمسك يدها يهم بتقبيلها: انتى ال محلياه يا قلبى.
سحبت عاليا يدها سريعا: كريم قولنا ايه اكتر من مسك ايدين ما فيش مفهوم.
كريم بغمزة: هانت كم يوم يا جميل.
عاليا: حتى ولو لما ابقى فى بيتك يا بن خالتي.
كريم وهو يمسك بهاتفه بعدما صدحت رناته: أمك بتتصل اهيه.
عاليا باستتنكار: أمك.
كريم بضحكه وهو يجيب: ايوه يا خالتي، أنتوا هناك خلاص قربنا نوصل يالا سلام سلام.
بعد غلق هاتفه"مستعجلة اوى عفاف، دى راحت من غيرنا على هناك هى وامى"
عاليا بغرور مصطنع: يعنى انت ال مش مستعجل.
كريم: انا الود ودى اطير على الماذون يا عاليا.
عاليا بتاثر: بجد يا كريم، والموضوع القديم مش مضايقك.
كريم بتفهم: دى مراهقة وانتى اتفهمتى غلط وقتها ومحدش ساعتها اداكى فرصة تبرري بالعكس انتى اتظل.متى فى الموضوع ده.
عاليا: ربنا يخليك ليا يارب انت عوض ربنا ليا...لتكمل داخلها وحقى هعرف اخده من ال ظل.مونى كويس اوى، لتشرد فى ذلك اليوم عندما اوقفها ذلك الفتى من مدرسة البنين المجاورة لمدرستهم، يعبر لها عن حبه لتضطر للوقوف والاستماع له حتى يقف عن ملاحقتها واخباره بطريقة مهذبة بأنها لا تفكر بمثل هذة الأمور الان، لسوء حظها تراها زهرة وترحل قبل أن تستمع لها، وباليوم التالى أصبحت علكة بأفواه اهل الحى بأنها تصادق الفتيان حتى اضطروا للرحيل وترك منزلهم.
مسحت تلك الدمعة سريعا متوعده لحالها بإكمال ما بدأت.
وصلت على أول الشارع الخاص بهم شاردة في حديث عاليا وموقف والديها وما سمعت وحتى حديث زينب لم تنتبه لتلك السيارة القادمه باتجاها، لتجد نفسها مسحوبه من ذراعها إلى جانب الطريق.
" آنسة زهرة، فى حد يمشى فى نص الطريق سرحان كده"
رفعت رأسها لمحدثها، لتقابلها أعين سوداء لامعه بشعر اسود ووجهه خمرى تمردت عيناها لتمر على كافة جسده تستكسفه، فلقد كان متوسط الطول متناسق إلى حد كبير، مررت ببصرها على يديه الممسكة بها مقارب منها لهذا الحد الذى لم يقترب منها رجلا قبلا سوا والدها، لتتعالى الدقات بقلبها وهى تستشعر ذلك الدفء المحيط بها، تسترجع حديث عاليا عن الدفء والأمان، لتنهتد بحالمية متسائلة بينها وبين نفسها اذا كان الشعور بالقرب من رجل كيف هو مذاق احضانه، خرجت من شرودها على سؤاله القلق وقد أعاده مرة أخرى بعدما لم يتلقى منها اى رد.
_انت كويسة؟
_زهرة وهى تنظر إلى يديه، تهز رأسها بالايجاب، ليترك يدها مسرعا معتذرا.
_نظرت له بعيناها تبحث عن تلك النظرة التى رأتها باعين ذلك الكريم لعاليا: هو حضرتك تعرفنى.
يهز رأسه بالايجاب وقد سمح لنفسه بالنظر لعيناها التى اثرته منذ زمن لا يصدق إنه يحدثها: اه، انا على شغال هنا فى الكافية من سنة بس انتى ال مكنتيش واخده بالك منى.
ابتسمت ابتسامة صغيرة وشكرته وهى راحلة فلقد طال وقوفها وتغشى من والدتها اذا رأتها مصادفة من الشرفة، ولكن هذا لم يمنع التفافة من الحين والاخر للخلف تنظر له لترفع حاجبيها بدهشه وهى تراه لا يزال واقفا بمكانه لا يبتعد عنها بعينه.
دخلت من البوابة تهمس لنفسها" هعد لعشرة زى البطلة بتاعه امبارح لو لقيته لسه واقف يبقى معجب بيا،١٢٣٤.. اطرقت برأسها كالبلهاء من البوابة لتجده لا يزال واقفا لتبتسم بسرعة لتتحرك يدها بشكل تلقائى من فرط سعادتها تشير له ليبادلها هو الاخر بدهشة ممزوجة بالفرحة وقد نال اخيرا على إهتمامها.
ذهبت مباشرة إلى غرفتها فكعادتهم بالاونه الأخيرة الاب بعمله والأم بالمطبخ تحضر طعام الغداء الذى يفضله ابنها بعدما ساد المنزل الصمت الا من النفس حتى لا ينزعج ذلك الطالب الثانوى وهو يشق طريقه للمستقبل، ابتسمت بسخرية لا تتذكر أنها حازت على كل هذا الاهتمام بالعام الماضى.
بعد وقت تجلس على مكتبها الصغير تراجع محاضراتها لليوم فالدراسة هى سبيلها الوحيد للخروج من قوقعتها تلك، وضعت الهاتف على اذنها تجيب المكالمة الواردة لها.
زهرة بمرح جديد عليها: صحبى ال ناسيني.
زينب: والنيعمة ما أقدر.
زهرة: ال شاغلك عنى.
زينب: هيييح الحليوة ال هيبقى خطيبى.
زهرة : يا سلام على الحلو لما تبهدله الأيام، اخترتي الشبكة خلاص؟
زينب: اه واسكتى الواد حسن ده طلع عسل اوى اوى.
زهرة : اشمعنا.
أخذت تقص عليها لطفه معاملته الرقيقة تفهمه لها ولذوقها صعب الارضاء.
زهرة ببعض الضيق الذى لا تعرف مصدره: على فكرة انا كمان كنت عايزة اقولك حاجة.
زينب: كلي آذان صاغية.
أخذت تقص عليها حادث السيارة وانها كانت على وشك الاصطدام بها لولا ذلك الشاب على، وصفت لها طريقة انقاذه لها بهيام وهى تمسك إحدى خصلات شعرها تلفها على اصبعها، ليخرجها من تلك الحالة صوت ضحكات زينب وقد أزعجتها وبشده.
زهرة: ممكن اعرف ايه ال بيضحك.
زينب: على حظ الواد يعينى، ده ليه سنه من اول ما جه الحته وهو عينه عليكى يا ولداه معدب يادميل، وانتى حتى اسمه ما تعرفهوش.
زهرة: وانتى ازاى ما تقوليلي حاجة زى كده؟
زينب بعدم إهتمام: ما هو اكيد يا زهرة مش هنركز مع كل واحد سبلينا سبلتين ونحنح بعنيه.
زهرة بضيق: طيب اقفلى يا زينب ماما بتنادى، سلام.
أغلقت المكالمة قبل أن تسمع الرد وقد تضايقت من صديقتها كثيرا، لما لم تخبرها؟ هل شعرت بالغيرة منها لان هناك من يهتم بها؟ هل استكثرت عليها الشعور بالاهتمام والحب من إحدهم؟ هل كانت عاليا محقة فقد أولت زينب لنفسها مهمة حراستها ونصبت نفسها كولى أمر لها؟!
صوت رسالة على تطبيق الواتساب أخرجها من شرودها .
زهرة: دى رسالة من عاليا اكيد رابط المسلسل المكسيكى ال قالت عليه بس ايه ال كتباه فى الرسالة التانية ده.
"ده رابط الحلقة الأصلية مش المدبلجة الرخمة بس ما تقلقيش مترجم انجلش وانتى شاطرة فيه وهستنى رايك فيه بكرة"
زهرة لما نشوف ال بعتاه يا عاليا.
بينما على الجانب الأخر وعقب إرسالها لتلك الرسالة أخذت تبتسم بخبث لشاشة الهاتف هامسه.
نار الشوق واللهفة ال ولدها الفضول ناقصها زقة من الرغبة علشان امك تدوق من نفس الكأس ال دوقته لأمى.
************
أظلمت غرفتها ودثرت حالها وحاسوبها بالغطاء، بدأت الحلقة امامها، اعجبها تتر البداية وقد راقها هيئة الابطال كثيرا، بدأت الحلقة، لقد كان مسلسلا رومانسي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، نست حالها وهى تعيش تلك المواقف بعقلها، عيناها ثابته مع الأحداث لم تشعر بالوقت وقد شاهدت ما يقارب العشر حلقات متتالية، همسات الابطال طريقتهم فى الحديث بتلك النعومة والجرعة التى فاقت عقلها، حتى أتى ذلك المشهد عندما اختلى البطل بحبيبته توقعت ان ينتهى الأمر بقبله وبعدها ياتى مشهد رياح تضر.ب النافذة أو فوران اناء القهوة أو شى مثل هذا ولكن هذا لم يحدث ما رأته أمامها كان مشهد واضح صريح التقطت أدق تفاصيله باحترافيه جعلت وجهها يشحب ويدها ترتعش من البرودة التى كست جسدها ومع ذلك لم تتحرك عينيها المتسعة من على الشاشة أمامها تبتلع ريقها بصعوبة وقد على صوت دقات قلبها.
انتهت الحلقة وانتهت طاقتها، لتغلق الحاسوب تغمض عينيها بارهاق وما رأته منذ قليل يعاد بمخيلتها مرة تلو الأخرى مخلفا بداخلها اصضراب لا تعرفه مشاعر لم تفهمها وهى تتخيل نفسها تلك الحبيبة.
أشرقت شمس يوم جديد وتلك الحائرة بأمرها للمرة الثانية تذهب بمفردها بدون صديقتها، لتقابلها تلك العاليا بابتسامة.
نظرت لوجهها الشاحب عيناها المرهقة، علمت ان خطتها تسير على النهج الذى ترغب به.
عاليا: ها عجبك.
زهرة: ده جرئ اوى يا عاليا انتى متأكده انك اتفرجتى عليه، ده فى حاجات صعبة اوى اوى.
عاليا: يا بنتى طبعا اتفرجت عليه، وبعدين اكتر من كده وبيحصل بين العشاق.
زهرة: عايزة تقولى أن ممكن بنت تعمل زى ما البطلة عملت مع حبيبها مع ولد قبل الجواز؟
عاليا: اه عادى، مش بتحبو وهتتجوزوا.
زهرة: ولو ما خطبهاش ولا اتجوزها.
عاليا وهى ترفع كتفيها بلا إهتمام: كله بيتصلح دلوقت وبيرجع زى الأول.
زهرة بدون فهم: يعنى ايه.
عاليا: الاول البودى جارد بتاعك فين؟
زهرة: قصدك مين، زينب؟
عاليا: اها ، مش شيفاه حواليكى يعنى!
زهرة: مشغولة خطوبتها اخر الاسبوع، عقبالك.
عاليا: مش دلوقت خالص لسه انا وكريم بندرس بعض الاول.
زهرة: مش هتكملى كلامك؟
عاليا بمك.ر : بخصوص ايه؟
زهرة: ال بيرجع زى الاول وبيتصلح.
عاليا: ااه، طاب تعالى تعالى ده موضوع طويل.
قالتها وهى تحيطها بكتفها تسير بها وقد قررت استغلال تلك الفرصة بعدم وجود زينب جوارها لتدق مسمار اخر فى نعش أخلاقها الرفيعة التى لطالما تباهت بها والدتها، تخبرها عن ما يحدث من تجاوزات بين الفتيات والشباب وتللك العيادات التى تعيد للفتاة ما فقدته تحت مسمى الحب، تزين لعيناها الشاردة الرذ.يلة، تحلل لقلبها المشتاق الرغبة وتمهد الطريق لعقلها بالتفكير دون ندم أو خو.ف.
مر الاسبوع سريعا لم تخلو اذن زهرة من معسول حديث عاليا ومواقفها التى تسردها عليها مستغلة عدم وجود حارستها وكذلك زينب التى تقص بعفوية ما يحدث بينها وبين خطيبها لها في كل مكالمتهم الهاتفية. وحدتها التى باتت رفيقتها بمجرد دخولها لمنزلها الهادئ هدوء الاموا.ت، ليكن حاسوبها وفترة منتصف الليل بعد انتهاء دروسها هو سبيلها للترويح عن نفسها وعيش تلك اللحظات التى تسمعها وتشاهدها.
اقنعت والدتها بصعوبة للذهاب إلى خطبة زينب على وعد بعدم التأخر وان تكون بالمنزل الساعة الثامنة، فوجئت بوجود على هناك، لم تخطى عيناها نظرته المعجبه بها، تقدم منها وقد تشجع قليلا فمن ذلك اليوم عند مرورها من امام الكافيه تبادله نفس النظرات بل إنه يكاد يجزم أنها احيانا تقف تبحث عنه بعيناها عندما يتأخر قليلا فى الخروج لرؤيتها.
وقف إلى جوارها على مسافة خطوة متحدث بهمس حتى لا يلفت الانتباه: ازيك يا آنسة زهرة.
زهرة: الحمدلله..
لم تستطع السيطرة على فضولها لتساله هو انت هنا بتعمل ايه؟
على بابتسامه وهو يشعر بأنها تفسح له المجال لفتح الحديث معها: العريس يبقى صحبى.
زهرة : العروسة صحبتى.
على: عارف.
زهرة وهى تنظر بطرف عينيها: وياترى عارف ايه كمان.
على : حاجات كتير مستنى الوقت والفرصة انى اقولهالك.
زهرة: وده كله من امتى؟
على: من اول مرة شفتك فيها وانتى راجعة من مدرستك.
زهرة: امممم شكله موضوع كبير.
على : انا والله غرضى شريف ومحتاج اتكلم معاكى اعرفك فيها على نفسى وعلى ظروفى لو تسمحي قبل اى حاجه علشان ما اتعرضتش لإحراج بعد كده.
هزت رأسها له بالايجاب بالموافقة وقد اتفقت معه على وعد باللقاء بعد جامعتها بالغد بأحد المقاهى المفتوحة على النيل، لترحل بعدها من جانبه حتى لا تلفت الانتباه.
*******
انتهت اخر حلقة من ذلك المسلسل بزفاف البطلين وقد عرضت ليلة الزفاف كاملة أمام عينيها، لتشعر بالسخونه تسرى بجسدها، أخذت تتحرك بغرفتها ذهابا وايابا ولكم رغبت بالنزول تحت المياة بالحمام لعلها تطفئ تلك النار التى اشتعلت بها ولكنها خا.فت لربما شعرت بها والدتها وسالتها لما تستحم بذلك الوقت؟
جلست على الفراش وقد قررت إعطاء نفسها ولعلى فرصة فاربما كان هو المنشود هو من سيشعرها بأهميتها من سيعاملها كجوهرة كما اخبرتها زينب عن الطريقة التى يتعامل بها حسن معها ، من سيشعرها بانوثتها كما يفعل كريم مع عاليا من سيغدق عليها بحبه واهتمامه ودفء احضانه كما يفعل ابطالها.
لتنام لأول مرة منذ دلوفها للجامعة قريرة العين متشوقة للغد.
" هى زينب ما جتش انهاردة تانى"
كان هذا صوت عاليا القادم من خلفها.
زهرة: تعبانه طول الاسبوع لف وسهرت امبارح متأخر.
عاليا: اكيد مع خطيبها معزمتنيش الند.لة.
زهرة وهى تمسكها بيدها تتحرك بها بعيدا عن تجمع الطلاب.
_سيبك من الكلام ده دلوقت، المهم انا كنت عايزة اخد رايك فى حاجة وبدور عليكى من الصبح.
عاليا بفضول: قولى سمعاكى.
قصت عليها كل ما يخص ذلك العلى دون ذكر إنه جارهم الجديد وقد أتى بعد رحيلها.
عاليا: برافو عليكى يا زهرة هو ده القرار الصح، لازم انتى ال تقررى لحياتك مين يناسبك ومين لا دى حياتك انتى بتاعتك انتى وهتعيشيها مرة واحدة، ها هيجى ياخدك من هنا؟
_لا هنتقابل بره.
عاليا بإحباط فلقد كانت ترغب بجعل زملائهم يرونها برفقة احد الشباب ولكن اخفت خذلانها بسرعة فما وصلت له زهرة الان بدايه نهايتها.
_بس هنصحك نصيحه كأخت وصاحبه يا زهرة بلاش زينب تعرف عن الولد ده حاجة، كمان بلاش نتكلم قدامها علشان ما تضايقيش بالكلام وممكن تعملك مشاكل مع والدتك ال زى زينب دى عندها حب تملك مش عايزاكى تصاحبى حد غيرها ولا حد يعيش زى ما هى عايشة مع خطيبها ومقضياها.
زهرة وتهز رأسها بتيه وشرود: عندك حق، حتى انا فكرت فى كده فعلا.
لم تعى لنظرات الشماته التى تطل من مرافتها وهى تنعتها بالغبا.ء بداخلها.
أتى الموعد المتفق عليه ذهبت بلهفة حيث مكان موعدهما، اتسعت عيناها بسعادة وهى تراه يقف خارجا ينتظرها، وقفت تراقبه من على بعد وهو ينظر إلى ساعه يده من الحين للآخر يتطلع إلى الطريق من حوله بارتباك واضح على معالمه، حتى التقت عيناه بها، ليتجه لها مسرعا بلهفة لم تغفلها بل راقتها كثيرا.
على : كنت خا.يف ما تجيش.
زهرة: انا وعدتك انى اسمعك.
على: بس اكيد مش في الطريق كده وال رايح وال جاى يتفرج علينا ولا ايه.
هزت رأسها له ليشير لها بالسير أمامه، لتفعل وهى تتمنى لو يسير إلى جوارها ولكنه كان خلفها.
قبل أن تجلس على الطاولة قام بسحب الكرسى لها، لتبتسم ابتسامة صغيرة وقد اعجبها تصرفه، قام باستدعاء النادل ليسألها ماذا تريد؟
بعد وضع النادل للمشروبات أمامهم ورحيله، خيم الصمت لثوان حتى قطعته زهرة باستعجال.
زهرة: انا مستنية اسمع.
على: مستعجله.
زهرة: مش هينفع اتأخر عليهم فى البيت.
ابتسم بتفهم فهو يعلم أنها من أسرة متشددة وهذا ما جذبه لها من البداية أخلاقها بجانب جمالها الطفولى البرئ، اخذ نفس عميق، يتطلع إلى أسفل .
انا أسمى على ٢٤سنه والدى ووالدتى متوفين، كان المفروض مخلص جامعة بس والدتى تعبت قبل وفاتها وكان لازم اسيب الدراسة فترة اشتغل لأجل علاجها، عمى عرض عليا اعيش معاهم فى البلد مع أولاده بعد وفاة اهلى، رفضت وجيت على مصر سكنت فى اوضه فوق السطوح فى العمارة ال بعدكم بحيث اكون قريب من شغلى ومن دراستى، ال رجعت كملتها وانا فى آخرة سنه حاليا فى كلية آداب قسم تاريخ، بشتغل فى سنتر بتاع واحد زميلي بدرس تاريخ يومين فى الاسبوع وباقى الايام فى الكافية وصاحب الكافية هو هو صاحب البيت ومعرفة قديمة مع والدى الله يرحمه والرجل بيحاول يساعدني على قد ما يقدر، بإذن ألله بعد ما اخلص كنت محوش قرشين هدخل بيهم مشروع سنتر مع واحد صاحبى، فدى ظروفى لو تقبلى بيها هتقدم لوالدك بقلب جامد.
حسنا غرفة بالسطوح وعامل كافية لا يزال طالب، لن يقبل به والدها ابدا، لقد سمعته باذنها تلك الليلة وهو يرفض من هو أفضل منه بكثير، تنهدت بحز.ن يبدو شاب جيدا ان أخبرته ان أباها لن يقبل حتى هى لا تظن ان هذا الوضع سيناسبها من الأساس سيختفى من حياتها وستضيع تلك الفرصة التى اتت لها حتى تعيش ما تحلم به ويؤرقها، لتماطله هذا العام ولترى اذا حقا استطاع تنفيذ ما ينوى، تكن درسته جيدا وتفهمت طباعه كما اخبرتها عاليا لربما وقتها انفصلا بهدوء بعدها .
وضعت يدها على الطاولة تنظر داخل عينيه وهى تقلد تلك البطلة تخبره بنبرة رقيقة: انا موافقة عليك وعلى ظروفك يا على، بس بابا اخا.ف تتقدم دلوقت ويرفضك.
على: بس انتى موافقة.
زهرة: مقدرش أقف فى وش بابا.
على بحز.ن :والعمل؟!
زهرة: نستنى السنة دى لحد ما تخلص وتكون نفسك بعدها تتقدم بقلب جامد وانا فى ظهرك.
على: هتستنينى؟
زهرة بنبرة استهزاء لم يشعر بها على تعيد عليه حديث والدها تلك الليلة التى سمعته يلقيه على مسامع والدتها.
"لسه صغيرة وفى أولى جامعة "
على: هتستنينى؟
زهرة وقد قربت يدها من يده بدون ان تلمسها وعيناها تأثر عينيه : هستناك.
كانت دعوة صريحة منها له لمسك يدها ولكنه لم يفعل، زفرت بضيق تتصنع الابتسام وقد تذكرت تلك الجملة التى أخبرتها بها زينب سابقا
"الفتى لا يتعدى الحدود مع الفتاة إلا إذا تعدت هى إحداها اولا"
زفرت لنفسها بتروي فالأيام قادمة.
توالت الأيام وعادت زينب الى دراستها ولكن بشكل غير منتظم لتحضيراتها لها ولعشها ، لتكن الأيام التى تتخلف فيها اجازة لزهرة من حياتها، تتحدث الى مستشارتها عاليا تقابل على وقد توطدت علاقتهما معا يذهبان للمقاهى، مراكب نيليه سينما، يحفزها تشجيع عاليا و تغنى زينب عن خطيبها وتلك المقاطع التى أصبحت تبحث عنها بنفسها دون الحاجة إلى أن يرسل لها احد رابط لمواقع ما، تعيش مع على الحب العذرى بكل معانيه الا انه لم يمسك يدها قط وكان هذا يضايقها وبشده فمن وجهة نظرها حبه لها بتلك الطريقة ليس كاملا، ليس هو ذلك الحب الذى رأته وسمعت عنه وشاهدته على حاسوبها حتى أتى ذلك اليوم وقد تغيرت حياتها بالكامل.
لقراءه وتحميل نوفيلا زهرة في مهب الريح الفصل الخامس من هنا 👇
لقراءه وتحميل نوفيلا زهرةفي مهب الريح كامله هنا 👇👇
للتواصل 👇👇👇😘
يُمكنك الانضمام لقناتنا على التليجرام
تعليقات
إرسال تعليق