نوفيلا زهرةفي مهب الريح الفصل الخامس بقلم مروه حمدي
نوفيلا زهرةفي مهب الريح البارت الخامس
زهرةفي مهب الريح
لا تعى بنفسها وهى تدك بقبضة يدها الصغيرة على صدرها بقوى هاوية تتمتم بكلمات لم تصل لمسامع الجالس إلى جوارها
" ما تروحيش ما تروحيش فوقى فوقى ، غب/ية غب/ية هضيعى ارجعى "
أنفلتت منه ضحكة صغيرة ساخرة عليها معلقا.
"كل الشو ال بتعمليه ده مش هيشفعلك ولا هيقلل من ال مستنيكى يا زهرة"
بينما هى بعالم أخر ينهش الند.م به قلبها واحداث ذلك اليوم تعود لها من جديد كصف.عة تحذرها بألا تلقى اللوم على احد سواها هى فقط.
تزفر بضيق وهى تمسك بالهاتف تنتظر اجابته وهى تهاتفه للمرة الثانية على التوالي، حتى اتاها الرد.
زهرة: ايه ده كله يا على، كنت فين برن من بدرى.
على بصوت متعب: والله يا زهرة التليفون كان بعيد وبالعافية قمت وجبته علشان ارد ولولا انى مخصص ليكى رنه ماكنت قمت ولا اهتميت.
زهرة: للدرجة دى دور البرد شديد.
على: بصراحه هو مش بس البرد.
زهرة: هو انت مخبئ عليا حاجه.
على: انا نزلت الشغل.
زهرة: نزلت الكافية وانت تعبان احنا مش قولنا ترتاح.
على: الراجل كتر خيره مستحملنى فمحبتش اتقل عليه وبعدين بعد الدواء ال قولتى عليه حسيت نفسى احسن.
زهرة: ازاى احسن وانت مش قادر تقوم من مكانك حتى.
على: ما هوو.
زهرة عائدة لحاجبيها: ما هو ايه؟
على : مياة سخنة نزلت على رجلى امبارح حرقتنى.
زهرة : وبعدين.
على: روحت للمستشفى واهو من امبارح فى البيت مخرجتش لا كافية ولا سنتر واهو على السرير .
زهرة: مش كنت تخلى بالك من نفسك يا على.
على: النصيب يا زهرة يالا الحمدلله.
زهرة: سلامتك الف سلامة، حد معاك يراعيك.
على بحسرة: مين يا زهرة ما انتى عارفة ال فيها.
زهرة: خلى بالك من نفسك.
على: حاضر.
أغلقت معه الهاتف شاردة، فاليوم لم تأتى كلا من عاليا ولا زينب والمحاضرة الوحيدة لليوم ألغيت ولا رغبة لها بالعودة لمنزل الامو.ات الان، زفرت بضيق وهى تتحرك للعودة.
بعد وقت قليل وعلى اول شارع لفت نظرها السكون المحيط بالمنطقة، نظرت إلى ساعة يدها وجدتها العاشرة صباحا، كلا بعمله الان، ساقتها قدمها وهى تجرها بملل لتقف أمام بوابه منزلها، رفعت رأسها لأعلى تجد نوافذهم مغلقة، ولا يوجد أحد بأى شرفة من الشرفات، ابتسامة ما.كرة لاحت على وجهها وهى تحيد بنظرها عن المنزل إلى الطريق مرة أخرى لتسرع بخطواتها نحو تلك البناية التى تليهم بأمتار، التقطت أنفاسها ورفعت رأسها لأعلى تتذكر وقتها حديثه.
" ساكن فى أوضة على السطوح"
صعدت السلالم بسرعة وخفة حتى لا يشعر بها احدهم، وكل تفكيرها أنها ستفاجئه بقدومها ليستشعر قلقها عليه، وانها حقا تهتم لربما تجرأ بعدها واتخذت علاقتهم منحنى اخر غير ذلك المنحنى الرتيب الحذر حتى فى الكلمات التى تخرج من فاهه.
وصلت إلى السطح وقد لفت نظرها مدى نظافته وترتيبه، وقعت عيناها على الغرفة الوحيدة به، هندمت وضع ملابسها واتجهت لها، طرقت على الباب الموارب بخفه، ليصل لها صوته.
على: مين؟
لم ترد، لتبتسم وهى تدلف من الباب.
زهرة: انا.
على بدهشة: زهرة؟!!
زهرة وهى تغلق الباب بعدما تأكدت من عدم وجود احد بالسطح مرة أخرى.
"زهرة، مفاجأة وحشة الف وارجع تانى"
على: مقصدش بس ازاى يعنى احم جيتى.
قالها وهو يحاول النهوض من على الفراش، لتتجه له زهرة بسرعة تمسكه من كتفه تعيده مرة اخرى، تحدثه برقه.
" توتو اقعد أرتاح هو انا جايه اتعبك ولا ايه"
تكمل حديثها بعدما عاد براسه للخلف، وهى لا تزال ممسكة بكتفه، تتعمد الاقتراب منه وهى تعيد وضع الوساده خلف رأسه يصل لها صوت ابتلاعه لريقه، تراه يغمض عينيه بقوة لتبستم لنفسها فمن الواضح أن تأثيرها قوى عليه وللغاية.
جلست على مقربة منه تنظر له بعيون ناعسة" ينفع اعرف ال انت فيه ومكنش معاك وخصوصا انى عارفة انك لوحدك ومحدش جنبك"
سعد قلبه بحديثها كثيرا ظهر اثره على وجهه وهو يبتسم لها" حقيقى يا زهرة انا مهم عندك اوى كده"
زهرة بدلال مفرط " يعنى يا على لو مش مهم كنت جيت لحد هنا اشوفك محتاج حاجة، ولا كنت كلمتك كل الوقت ده"
نظرت حولها
" بس ايه الشطارة دى الأوضة زى الفل"
على: الوحدة علمتنى حجات كتير.
نظرت له برقة متابعة وهى تسير بغنج تتطلع حولها.
" تعرف كان نفسى من بدرى اشوف اوضتك"
عقدت حاجبيها تلتف له وهى تشير على الطعام على المائدة المعلب.
" انت ما كلتش حاجه ولا ايه"
اجابها بإيماءة من رأسه.
لتنظر له بتذمر طفولتها مصطنع جعل قلبه يقفز بداخله من فرط مشاعره.
" ينفع كده؟ خلاص هسخن الاكل وتاكل قدامى، اوكى"
مرة اخرى إجابه بإيماءة من رأسه.
لتبستم له برقه هدمت اخر ذرة ثبات لديه، ليظل نظره معلق بها حتى انتهت وتقدمت منه تضعها على قدمها وهى تجلس جواره.
يالا بقا افتح بقك.
على بدهشة: هتأكلينى؟
زهرة وهى تهز رأسها بابتسامة صغيرة.
بس الجرح فى رجلى وو.
قاطعته زهرة وهى تضع المعلقة بفمه تحدثه بهمس.
"بس انا حابه تاكل من ايدى يا على، مش عارفة حاسة انى كده هكون مرتاحة أو مطمئنة انك على الأقل اكلت وخلى بالك هتخلص ال قدامك ده كله"
حسنا يا سادة مشاعر إهتمام وحب افتقدها منذ رحيل والديه وبالأخص والدته، لم يشعر بنفسه وهو يحتضن يدها بيده لتسرى تلك الشعرية بجسدها وقد ارتجف قلبها بداخلها تنظر إلى يدها مشدوهه محدثه نفسه واخيرا، اخيرا عرفت كيف هو الشعور عندما يحتضن أحدهم كف حبييته، بلعت ريقها بصعوبة وهى تراه يقرب يدها من فمه وهو مغمض العينين وهناك دمعة صغيرة هبطت على يدها تزامنا مع تلك القبله التى طبعت عليها لتخرج شهقة صغيرة مكتومة منها، لا تصدق انها تعيش تلك اللحظات التى تمنتها معه هو مع على، توترت من هول تلك المشاعر التى عصفت بها لتهتز ساقها بتوتر كما هى عادتها لتختل تلك الصنية الموضوعة على قدمها تشهق بأ.لم وقد سقط محتواها عليها وبالاخص ذلك الحساء الساخن.
شهقتها تلك اخرجته من تلك الحالة التى عصفت به، ليرى ما حدث لينحنى من مجلسه بسرعة مقتربا منها يزيح من عليها بيده يسمح على ساقيها، لتهدأ حركتها وتتخدر اعصابها من ذلك القرب، تتذكر احد تلك المشاهد والبطل قريب من معشوقته بهذا الشكل تتذكر وصف عاليا لها وهى تكن فى مثل هذة الموقف مع كريم.
طال صمتها ليرفع نظره بسرعة يسألها بقلق.
" أنتى كويسة"
بطر حديثه وهو يجدها شاردة به صافنه بوجهه قريب للغاية منها، مرت ثوانى ام دقائق اتصلت بها الأعين وفقط أنفاس ساخنه تخرج منهما.
لتقترب هى منه برأسها تضع يدها على كتفيه، وعيناها لا تفك حصار عينيه ليقترب هو منها كالمغيب لتكن تلك أول قبلة تحظى بها، بادلته إياها من جديد بشوق تستكشف كيف يكون مذاقها.
بينما هو بعالم أخر فتاة أحلامه بين يديه، وهو الشاب الذى لم يقترب من احداهن قبلا لتاتى هى برقتها وبراءتها تخطف قلبه وتهدم حصونه، ليتمادى دون وعى وهى لا تمانع لتاتى تلك اللحظة التى خرجت منها شهقة صغيرة متألمة جعلتها تفيق على حالها لتتسع عيناها بصد.مة من وضعها لتضر.ب تلك الجملة بعقلها وقد اخبرتها بها عاليا سابقا
"كله بيتصلح وبيرجع زى الاول"
لتبتسم بظفر وتقرر الاستمتاع بتلك اللحظات التى شاهدتها وارقتها ليال طوال.
بعد وقت أعادت من وضع الغطاء على جسدها البارد مولية ظهرها له تبتسم بإنتشاء بينما على الجانب الأخر ينظر لها بند.م وصوت أوشك على البكاء.
_ انا اسف يا زهرة انا اسف، مش عارف انا عملت كده ازاى، الشيطا.ن كان اقوى منى، سامحينى استغلتيت طيبتك وبراءتك.
استمعت له ببلاهه، لتحرك فمها بالاتجاهين سخرية منه، ليس هذا ما يحدث، بل يسقيها البطل كأس عشقه مرة تلو الأخرى متغزلا بها، لتعتدل فى جلستها تنظر أرضا تجاريه بحديثه.
" هو ده جزائى يا على، انى وثقت فيك وحبيت اكون جنبك فى حالتك دى، تعمل فيا كده تستغل حبى وثقتى وتضيعنى بالشكل ده"
_انا بحبك ومش هتخلى عنك وانا مستعد أصلح غلطى.
زهرة وهى تقف ترتدى ملابسها بسرعة بتهرب منه.
" ال حصل عمره ما هيتصلح يا خسارة يا خسارة يا على"
_ زهرة اسمعينى بس.
_ اسمع ايه أرجوك انا مش مستعدة اسمع حاجه دلوقت خالص، انا ضعت ضعت
قالتها وفرت هاربة من أمامه حاول اللحاق بها لم يستطع من ألم ساقه كما لا يزال عا.ريا، ليجلس على الفراش ينظر لبقعة الد.ماء أمامه ليمسك الشرشف يضعه على وجهه يبكى بند.م، ليصدح صوت أذان الظهر، يتنهد بحز.ن وهو يطوى الشرشف بعناية يضعه بعدها بالخزانة، متوجها إلى دورة المياة بصعوبه، يقف تحت المياة الباردة لعلها تخفف قليلا من نار الذنب التى تأكل قلبه.
بينما هى عقب خروجها من تلك البناية مررت بنظرها على الطريق قبل أن تخرج لتنتظر ثوان حتى مرور أحدهم من أمامها لتخرج مسرعة إلى منزلها.
تدلف من الباب وهى تدندن متجهه إلى غرفتها يوقفها صوت والدتها.
الام: غريبة يعنى راجعة بدرى انهاردة.
زهرة بسخرية:لا هو الغريبة سؤالك بصراحك ما كنا بطلنا الأسئلة دى.
الام: قصدك ايه
زهرة: ابدا ما تاخديش فى بالك، محاضرة وخلصت وجيت على طول ها ارجع تأنى لو وجودى هيزعجكم.
الام: لا بس وطئ صوتك علشان اخوكى بيذاكر وبلاش تغنى.
زهرة وهى تتجه لغرفتها: عُلم.
الام فى اثرها: فى حاجة متغيرة فيكى يا بت بطنى.
بينما تلك الزهرة عقب دخولها أخذت تدور حول نفسها بسعادة تجلس على الفراش وهى تضع يدها على فمها تتذكر طعم تلك القبلة، تتنهد بشوق وهى تتذكر ما حدث بعدها.
تتمتم بعدما أخذت ملابس نظيفة متجه إلى الحمام.
" ما كانش قادر ياجل تأنيب الضمير شوية"
فى ركن منزوى يجلس يقرأ بكتاب الله وعيناه تفيض بها الدموع وصوت شهقات متتالية هى كل ما يصدر عنه، يد ربطت على كتفه، رفع رأسه لصاحبها وهو يجلس إلى جوارها بصعوبة لكبر سنه وحالته الصحية ليعاونه على بسرعة.
_تعيش يا على يا بنى.
نظر ذلك الرجل ذو الوجه البشوش له، والآخر صامت لا يقوى على رفع عينه من على الأرض.
_ من الظهر وانت هنا كل ما ادخل اصلى ألاقيك واهو العشاء قرب وانت لسه قاعد، مالك يا بنى فى ايه؟
_ما فيش ياحج كامل اتوحشت الغالين بس، ولو على الشغل فأنا راجع من بكرة.
_مش عيب عليك كلامك ده يا على، على العموم انا عارف ال بيك.
رفع اعينه المتسعة المذكورة له بر.عب ليهز رأسه بالايجاب يحيد عنه بنظره لمسبحة يده يحرك حباتها بين يديه، انا وبصلى الظهر كنت واقف جنبك وخدت بالى من بكائك استنيت لما الناس تخرج واسالك،انت لوحدك قعدت فضفضت مع ربك على ذنبك وعرفت قد ايه كنت صيدة سهلة للشيطا.ن، اضايقت منك واتصد.مت فيك وخرجت من غير ولا كلمة، لكن لما رجعت وانا شايفك وانت على نفس الحالة قلبي حس انك حقيقى ندمان وزرعة ابوك لسه موجوده فعلشان كده هنصحك روح يا بنى لابوها واعترفله واطلبها منه وماتنامش الليل إلا وهى على ذمتك.
على بخزى: تفتكر بظروفى دى هيوافق.
الحج كامل: تفتكر يا بنى فى ظرفه دا قدامه حل تانى يالا بينا وانا جاى معاك مش هسيبك لوحدك.
يمسك على بيده حتى يقبلها، يسحبها الآخر بسرعة.
حج كامل: عيب عليك يابنى انتى زيك زى شريف ابنى الله يرحمه يالا بينا يا بنى يالا وبالمرة نادى على عمك محسن المأذون هو جوه يجئ معانا ما فيش وقت ده عرض وشرف والله اعلم حال البنت المسكينه دى ايه دلوقت.
" ولما اقوله اه يقولى هو لا يجر.حنى واقوله اه..... "
تتراقص باحترافية على وقع تلك النغمات المنخفضة الصوت التى تصدح من هاتفها المحمول بسعادة لم تشعر بجرس الباب ولا بما يحمل خلفه من عاصفة.
حج حسين والدها يقف أمام الباب بإستغراب للواقفين وقد تعرف على اثنين منهم ويجهل هوية ذلك الشاب على الرغم من أن وجهه مألوف بالنسبة له.
حج كامل بعدما حاول السيطرة على صد.مته عندما عرف هوية الفتاة فقلد كان يكذ.ب احساسه منذ دلوفهم لتلك البناية ولكن الآن ووالدها يقف أمامه فلا مجال للشك.
حج كامل بتنهيدة: مش هتقولنا نتفضل ولا ايه يا حج حسين.
حج حسين: حقك عليا فى دى يا حج كامل وانت يا حج محسن اتفضلوا.
محسن وهو يميل على كامل: هو فى ايه يا حج واحنا هنا ليه؟
كامل بهمس بعدين هتعرف.
ليعلى صوته وهو يتحدث إلى حسين: بالاذن منك فى الأول كنت عايزك انا وعلى فى كلمة على انفراد يا حسين يا خويا.
نظر له كلا من محسن وحسين بإستغراب ليشير لمحسن بالجلوس على المائدة ويشير إلى الباقين إلى غرفة الصالون تاركين المأذون خلفهم يضرب يد بالأخرى.
" ولما هما هيتوشوشوا جايبنى ليه، وليه قالولى هات الدفتر معاك"
بغرفة الصالون.
حسين بقلق: فى ايه يا كامل حاسس ان فى حاجة وحاجه كبيرة كمان.
كامل بعد تنهيدة عميقة نظر لحسين: اسمعنى يا حسين وامسك نفسك كويس وأعرف ان كل حاجة ولها حل بإذن الله.
هز رأسه بصمت وقد تحفزت كل خلية بجسده بتوجس.
ليطلعه الآخر على الأمر وتلك الكار.ثة التى حلت عليه بأقل التفاصيل، ليقم فزعا من مجلسه غير مصدق لما يقال يصفع علي على وجهه بكل قوته، يصر.خ بغير وعى.
"كد.ب كد.ب زهرة ما تعملش كده ما تعملش كده فى ابوها"
يخرج من غرفة الصالون إلى غرفة ابنته كإعصار، يفتح الباب فجاءة ليقف مصعو.ق وهو يراها ترقص غير واعية بما يدور من حولها ليمسكها من كتفها، تفز.ع هى من هيئة والدها وتلك العينان الغا.ضبة.
الاب: انتى تعرفى شاب اسمه على.
عيناه ذائغة وجاحظة ناظرة لاسفل ووجه شاحب اجابته، ليغمض عينيه بحسره ، يفتحهما على وسعهما وهو يطبق على عنقها بيده الاخرى: متسائلا.
الكلام ال قاله صح، انتى حطيتى راسى فى الطين وسلمتى نفسك ليه يا بت الك*ل*ب.
احمر وجهها وجحظت عيناها، كادت على وشك ان تلفظ انفاسها تحت يديه لولا يد على التى انقذتها، لترتمى على الأرض تلتقط أنفاسها بصعوبه وعلى باب الغرفة تقف أمها مصعوقة مما سمعت.
على: الغلطة غلطتى وانا هصلحها، زهرة مالهاش ذنب فى حاجة.
اخذ يتنفس بغض.ب ناظرا لها بكر.ه ووالدتها تذرف الدموع بق/هر.
حسين: يبقى هنكتب الكتاب دلوقت يالا.
نظرت فى اثرهم بصدمه تهمس بصوت مسموع: لا مش عايزة اتجوزه مش دلوقت لا.
سمعتها والدتها التى أغلقت باب الغرفة سريعا متوجهه لها تكيل لها الضر.بات على أنحاء جسدها بغ.ل وق/هر وحزن وكس/رة.
" مش عايزة ايه يا فا* جرة ، اومال روحتيله ليه، يا خسارة تربيتى فيكى، يا خسارة ياريتك كنت مو.تى قبل اليوم ده"
خرجت من الغرفة واغلقت عليها بالمفتاح، تنظر إلى غرفة ابنها الآخر تحمد ربها على تواجده بالدرس بهذا الوقت.
بينما زهرة بالداخل زحفت على الأرض بصعوبة حتى اقتربت من الفراش، رفعت تفسها بصعوبه تلتقط هاتفها تتصل على مستشارتها عاليا تخبرها بما يجب عليها فعله.
عاليا: هاى زهرة اخبارك.
زهرة ببكاء وصوت متأ.لم: الحقينى يا عاليا.
عاليا: مالك.
زهرة: انا فى نصيبه.
عاليا بفرحة لم تقوى على إخفائها: بالراحة كده وقوليلى فى ايه.
قصت عليها كل شئ غير واعية بتلك التى تسجل لها المكالمة.
زهرة: انا مش عايزة اتجوز دلوقت، لسه حاجات كتير معشتهاش، وده طلع ولا نزل قهوجي.
نظرت عاليا للهاتف بحاجب مرفوع معلقه داخلها
" لا ده انتى عيارك فلت بقا ولما هو قهوجي روحتيله ليه يا خضرة"
عاليا: وانا هعمل أيه بس يا زهرة، انتى بتقولى جايبين المأذون لوقدرتى تقولى لا قولى دى حياتك ومحدش هيغص.بك على حاجة انتى مش عايزاها.
صوت خطوات أقدام أمام باب الغرفة،أغلقت الهاتف بسرعة تنظر للباب بترقب حتى فتح ودخل والدها بالدفتر يأمرها بالتوقيع نظرت له بر.عب ولم تمد يدها لتحيد بنظرها إلى والدتها الواقفة خلفه وهى تخرج سكي.ن مطبخ من بين ثنايا ملابسها بتحذير واضح لتلتقط القلم بسرعة، تمضى، ليبصق عليها والدها ويخرج بعدها .
والدتها: منك لله ضيعتى فرحتى ال استنيتها طول عمرى.
خرجت واغلقت الباب خلفها تاركين إياها ملقاة على الفراش ولا يدور بعقلها سوا شئ واحد أنها أصبحت زوجه لعامل قهوة.
مر الوقت وانتهى المأذون من الإجراءات وخرج بسرعة من المكان.
كامل فى محاولة لتلطيف الاجواء: على راجل يا حسين وصدقنى هيحميها ويصونها.
حسين: خدها وامشى مش طايق اشوفه واشوفها.
كامل بتفهم: هات مراتك يا على ويالا بينا.
على: لا.
حج كامل بعدم فهم: لا ايه.
على بثبات: مش هاخدها.
هنا وقع قلب حسين بين قدميه لينظر له بخو.ف نطق به صوت كامل المتسائل: ليه يا على، ناوى على ايه؟
على وهو يبلع ريقه نظر ال حسين الجالس على المقعد لايقوى على الحركة، رأف قلبه لحال هذا الاب ليجثى على ركبته أمامه، متحدثا.
" حج حسين زهرة هخدها عروسة من هنا، انا محوش قرشين، على جنب هعملها فرح صغير على قدى هنا فى الحته واجبلها فستان زيها زى اى بنت،هدور على شقة صغيرة تكفينا احنا الاتنين سوا، وسامحني الشبكة هتكون دبلة على قد ظروفى "
نظر له حسين نظرة حزينة شاكرة، ليبتسم كامل وهو يربط على كتفه،
"والشقة عندى يا على فى مستأجر خرج وانت أولى من اى حد واهو فى نفس المنطقة وجنب أهلها."
هنا أغمض كلا من ابويها أعينهم وقد انهمرت منها الدموع، ليكمل كامل
" وال قولته ده كله يخلص فى كم يوم، فالدخلة اخر الاسبوع ، ايه قولك يا على وانت ياحسين"
على: وانا من ايدك دى لايدك دى.
حسين: وانا عاد ليا كلمة يا كامل.
كامل : بنتك اتجوزت يعنى تدب صوابعك فى عين الطخين، يالا يام العروسة بنتك اتكتب كتابها، سمعينا زغروطة، علشان محدش يشك من الجيران.
وهنا عند ذكر الجيران خرجت إلى الشرفة مسرعة ترسم ابتسامة مصطنعة تطلق الزغاريط الفرحة، يسألها الجميع عن السبب تخبرهم بكتب كتاب زهرة، وعندما يسأل أحدهم عن سر هذا الاستعجال يكن السبب: الفتى مجتهد ورجل يعتمد عليه وخير شئ للفتاة هو بيت زوجها حتى اخاها الذى قدم وفؤجى بالأمر أخبر بنفس السبب علاوة أن العريس متقدم منذ فترة ولم يرغبوا بإخباره و تصريف ذهنه عن المذاكرة.
بينما بمكان اخر وعقب انتهاء تلك المكالمة، تستمع عاليا للتسجيل مرة أخرى بسعادة وهى تقف بغرفة منزلها لم تعى لذلك الواقف خلفها وقد استمع الى المكالمة المسجلة أيضا، اقترب منها يرى ماذا تنوى ان تفعل يراها تحدد جميع جهات اتصالها حتى ترسل ذلك التسجيل وقبل الضغط على زر إرسال اوقفها صوته.
" اوعى تعملى كده"
التفت له بسرعة..
_كريم، انت جيت امتى؟
_من بدرى وانتى مشغولة مع صحبتك.
_ما تقولش صحبتى.
_ده اكيد بعد ال كنتي هتعمليه.
_تستاهل، لازم تدوق من نفس الكأس ال شربته انا واهلى من غير ذنب بس الفرق هنا أنها اذنبت وفضيحة اكبر.
_واهو ربنا سترها من عنده، ما تفضحيهاش انتى.
_صدقنى دى ما تستهلش غير الفضيحة، الولد عايز يصلح والخاطية مش عاجبها متخيل!
_تجيلها بعيد عننا.
_انت مش فاهم ولا عارف انا حاسة بايه.
_لا فاهم علشان عشته معاكم لحظه بلحظه ياعاليا، خرجيها من تفكيرك وكفاية أنه بسبب ال حصل انا وانتى لاقينا بعض انسيها وخليكي احسن منها وصدقينى بال سمعته صحبتك دى هى اكبر عد.وة لنفسها وحكايتها مش هتخلص هنا فبلاش تكونى انتى ،سبيها لغلطها الجاى، علشان خاطرى يا عاليا.
اطرقت برأسها لاسفل تنهدت بعمق لتمسك بهاتفها من جديد تحت نظراته المترقبة، لتقم بحذف المقطع من هاتفها ناظرة له بابتسامة.
"وخاطرك غالى اوى عندى يا كريم"
"بحبك"
"انا اكتر"
مرالاسبوع سريعا وزهرة حبيسة بغرفتها يدخل لها الطعام ويغلق عليها من جديد وقد اوفى على بوعده فستان بسيط بمعاونه والدتها اثاث بسيط للشقة ودبلة صغيرة وفرح أمام البنايه،تجلس هى جواره بنقم صامته إلى أبعد الحدود، اتت زينب لتباركها.
زينب بهمس انا مش فاهمه حاجة يا زهرة كتب كتاب وجواز فاجئة ولا كوافير ولا فرح فى قاعة هو فى ايه؟
زهرة بابتسامة صفرا: فى نصيب.
ابتعدت عنها زينب بتوجس وهى تعود إلى مقعدها جوار والدتها بعدما شعرت بعدم رغبة زهرة بالحديث.
كذلك اتت عاليا التى بمجرد دخولها علت الهمسات حولها للمباركة دون التطرق إلى اى موضوع وجوارها كريم الذى استغل وجود معظم اهل الحى ليقف على المنصة معرفا عن نفسه بأنه خطيب عاليا ويدعو الجميع إلى حفل عقد قيرانهم.
لتتحول همهماتهم إلى مباركات حتى من زينب استقبلتها عاليا شاكرة وجود كريم بحياتها.لتقرر القيام بعمل شئ يمكن أن يصلح ما أخطأت به مع زهرة لتتوجه لها وهى ترى وجهها العابس تميل على أذنها: هو دلوقت جوزك حلالك عيشى معاه كل ال كان نفسك تعيشيه اتمنيتيه يا زهرة سيبى نفسك تحققى ال حلمتى بيه وعلى شاب وسيم وبيحبك، قالتها وهبطت من على المنصة تتبأطا ذراع كريم مغادرة لذلك الحفل وقد انتهى بعدها بقليل.
تقف بمنتصف تلك الشقة المتواضعة بسخط لم تختر اى شئ من محتوياتها، يد أمسكت بيدها الصغيرة نظرت له يقبلها برقة.
على: انا عارف ان ده أقل بكتير من ال تستحقيه،بس ده وضع مؤقت بسبب الظرف ال كنا فيه، ربنا يقدرنى حبيبتي واسعدك واعوضك عن كل ال فات.
همساته قبلته مع حديث عاليا لها جعل عقلها وقلبها يلين له، لتبحر معه فى تلك البحور التى غابت بها معه مرة واحده قبلا ولم ترتوى، لتعش معه بسعادة حقيقية العشق كما رغبت، سينما ، مطعم ويومين بالإسكندرية ولكن لكل شئ نهاية، اتت الامتحانات نهاية العام، وعاد على إلى عمله مرة أخرى ليجتمع بزهرة يوميا بعد المغرب كانت تضايق كثيرا من عمله بالمقهى ولكنها كانت تخبر حالها بأنه وضع مؤقت وسينتهى كما قال سابقا.
فى أخر يوم بالامتحانات اغمى عليها بالجامعة، لتكتشف أنها حامل بالشهر الاول سعد على كثيرا وكذلك أهلها ليكن هذا الخبر هو الخيط الذى أعاد وصلها بعائلتها مرة اخرى، مسؤولية جديدة وضعت على كاهل زوجها، ليعمل حتى وقت منتصف الليل كل يوم لتوفير مصاريف الولادة واحتياجات المولود الجديد.
بينما عاليا بعد انتهاء هذا العام انتقلت الى جامعه أخرى بالمحافظة التى انتقل لها كريم بعمله بعد زواجهم، كذلك بحكم الارتباط ابتعدت كلا من زهرة وزينب عن بعضهما كذلك الخصال الجديدة التي امتلكتها زهرة ، تلك الاسوار التى حاوطت بها نفسها جعلت العلاقة بينهم هشة سطحية.
بسبب الحمل قضت عامها الثانى بالمنزل، لا تخرج الا للمحاضرات المهمة فقط والامتحانات بينما على يذهب اربع ايام للمركز التعليمى ويأخذ بالمقهى فترتى عمل، مما جعلها غا.ضبة ناقمة للغاية فهو يأتى متعب وينام كالقت.يل، لتعود مرة أخرى لتلك المسلسلات والمواقع من جديد، ليفيض بها الشوق له صنعت العشاء وزينت الطاولة بعناية هيئت نفسها على أكمل وجه، ليفاجا بها هكذا لينجذب لها كالفراشة التى تنجذب للنار فتحر.قها.
بعد وقت استلقى جوارها بتعب فلقد كان اليوم شاقا على حق بينما هى نظرت له وغض.بها تفاقم حسنا ليس هذا هو على زوجها، لم تعتد عليه هكذا لتمرر الموضوع هذا اليوم فلربما هو متعب حقا.
ولكن تكرر الأمر مرة واخرى وإخرى لتنفجر به بإحد المرات غير سامحه له بالهروب إلى النوم ككل مرة.
زهرة: دى ما بقتش عيشة دى، انا محبو.سة هنا بين أربع حيطان، لا بخرج ولا بتفسح ولا كلمه حلو حتى واخر ليل راجع مهدود مش عايز غير تنام قت.يل للصبح وبس.
على بعدم تصديق: انتى بتقولى ايه، انتى مش حاسة بيا انا راجل واقف على رجليا علشان بس اقدر اكفيكى من عيشة لتعليم لحمل انا ما بنامش ولا باكل زى البندامين زى الطو.ر ال فى الساقية من اول ما يصحى لحد ما ينام.
وزهرة: انت ضحكت عليا يا على قولتلى ان اخر السنه هتفتح سنتر مع زميلك بمجرد ما تخلص امتحانات واهو السنة خلصت ودخلنا فى غيرها ولا عملت حاجة من ال قولتها.
على بضحكة ساخرة متأ.لمة: والفرح والشقة و الدبلة والمصيف ال فى اسكندرية تفتكرى ده كله من فين.
صمتت لم تعرف كيف تجيب كيف تخرج ذلك الغض.ب بداخلها لا ترى سبب يمكن أن تفتعل من أجله مشكلة وتتركه وترحل فلقد سئمت تلك الحياة كما أنه أكد لها ستصبح زوجه عامل قهوة إلى الأبد.
نظر لها بحسرة وتركها ورحل بينما هى جلست تعيد حساباتها لو رحلت لأهلها كيف تخبرهم بمشكلتها الحقيقية معه، وإذا تركته ماذا ستفعل بتلك الطفلة بإحشاءها، كما أن والدتها ستضيق عليها الخنا.ق فهى لا تترك مناسبة الا وتقرعها على فعلتها القديمة فبالتاكيد لو عادت ستعامل كسجينه ، على فرصتها الوحيدة لإكمال دراستها والعمل ووقتها يمكن أن تستقل بحياتها كما تريد.
انتظرته حتى عاد لوقت متأخر، اندهش من وجودها مستيقظة ليتجاهلها عابرا إلى الغرفة لتدخل خلفه وبدلالها واللعب على وتر حبه لها، تبخر غض.به منها.
مرت الأيام حتى وضعت زهرة تلك الطفلة التى كانت الفرحة الحقيقية لعلى ولاسرتها، اسماها على رقيه على اسم والدته ليصبح الوضع كالتالى، تذهب زهرة إلى جامعتها تاركة الطفلة مع والدتها، وعندما تعود تأخذها حتى يأتى على وتتركها له وتنام، اهتمت اكثر بدراستها فغض.بها من وضعها وسخطها عليه لا يهدئ بل يتفاقم مع الوقت كما أنها تخبئ عن الجميع مهنة زوجها التى تخجل منها وبشدة حتى زينب ابتعدت عنها نهائيا.
مرت الأعوام وتخرجت زهرة من جامعتها بمعدل جيدجدا واستطاعت عن طريق معارف لوالدها أن تجد عمل بأحد الشركات ولقد كان على له اعتراض وحيد بأن ابنتها تحتاج إلى رعايتها ولكنها اقنعته بأن والدتها ستهتم بها والا يقف بطريق تحقيق حلمها ليرضخ لها.
ضوء قوى جعلها تغمض عيناها من شدته تستمع إلى تلك التهد.يدات التى لا تنضب، تنظر بطرف عينها له وهى تبتسم بسخريه وهى تتذكر ذلك اليوم الذى تتمنى الان وبشدة لو انه لم يأتى.
دلفت من باب ذلك المبنى بسرعة فلقد تأخرت على اول يوم عمل لها لتصطدم بأحدهم، لم تبالى بالنظر له ومعرفة هويته بقدر قلقها من التأخر باليوم الأول لتتركه وترحل دون اعتذار تاركه اياه ينظر باثرها بحاجب مرفوع.
أخذتها السكرتيرة إلى القسم الذى ستعمل به ، لتتعرف على زملائها بالعمل حتى وصلت لرئيس القسم، لا تعرف لما ولكنها تشعر أنها رأته سابقا.
بينما هو نظر لها بتقيم لم تتسنى له الفرصة لرؤيتها عن قرب بعدما اصطدمت به.
السكرتيرة: اعرفكم أستاذ عادل رئيس القسم ودى مدام زهرة الموظفة الجديدة معاكم.
مد يده لمصافحتها وعيناه مسلطة على خاصتها لتمد يدها هى الاخرى وقد اثرتها تلك الدمعة
لقراءه وتحميل نوفيلا زهرة في مهب الريح الفصل السادس من هنا 👇
لقراءه وتحميل نوفيلا زهرةفي مهب الريح كامله هنا 👇👇
للتواصل 👇👇👇😘
يُمكنك الانضمام لقناتنا على التليجرام
تعليقات
إرسال تعليق