اللا إنجابية والقانون للدكتور ماجد هاشم كيلاني
اللا إنجابية والقانون
تأليف د. ماجد هاشم كيلاني
مفهوم اللا إنجابية :
اللا إنجابية Antinatalism هي : عدم الإنجاب الطوعي ، أو عدم الإنجاب الإختياري ، وعكسها : الإنجابية أو حب الإنجاب أو الرغبة في الإنجاب والتناسل .
خصائص اللا إنجابية :
تتسم اللا انجابية بأنها حركة : 1) فلسفية : ذات أسس ونظريات فلسفية ، 2) تشاؤمية : تقوم على كراهية الحياة وتعطي قيمة سلبية للحياة ، 3) عدمية : ترى أن الإنسان آت من العدم وذاهب إلى العدم وبالتالي أفضل لنا وله ألا يأتي ، 4) استثنائية : عكس الطبيعة البشرية ، لأن طبيعة الإنسان - بوصفه حيوان ناطق - إنجابية ، حيث يحب الإنسان الإختلاط ( لأنه إجتماعي بطبعه ) و التناسل والتكاثر إبقاءً لنسله وتكويناً لأسرة ، 5) تشددية : فكر غليظ منغلق متشدد إلى حد كبير إذا ما تم قياسه على النسل ، فهناك الفكر المتشدد : هو اللا إنجابية ( رفض النسل أو منع النسل ) ، وهناك الفكر الأوسط المعتدل : تحديد النسل أو تحسين النسل ( منهجية التناسل ) ، وهناك الفكر المتسيب : الإنجابية ( عشوائية أو غوغائية التناسل ) .
اللا إنجابية والأخلاق :
وتمثل اللا إنجابية عند اللإنجابيين : حركة أخلاقية لأن الشخص يحترم رغبة نسله فلا يجبره على المجيء للحياة وتحمل آلامها دون إختياره ، وتمثل عند الإنجابيين : حركة لا أخلاقية تقوم على الأنانية النفعية حيث يعيش الإنسان لنفسه فقط ، لذاته ولملذاته ، فما استحق أن يولد من عاش لنفسه ، وغالباً ما ينظر الشخص اللا إنجابي إلى والديه نظرة تشاؤمية عدائية غالباً لأنهما السبب في دخوله للحياة ومن ثم معاناته فيها بالآلام ورحيله عنها بالوفاة ، ويرتبط الفكر اللإ إنجابي ببعض الظواهر النفسية مثل : كراهية ورفض ( الأطفال – الأمومة – الأبوة )..
اللا إنجابية والقانون للدكتور ماجد هاشم كيلاني
اللا إنجابية والعقم وحركات تحديد النسل :
يُلاحظ أن العقم واللا إنجابية يشتركان في عدم الإنجاب ، ولكن العقم childless يعني عدم الإنجاب إجباراً ( حالة طبيعية بيولوجية )، بينما اللا إنجاب Childfree يعني عدم الإنجاب إختياراً ( كفكرة فلسفية )، كما يُلاحظ أنه توجد علاقة بين الفكر اللا إنجابي وحركات تحديد النسل، فكلاهما يحد من عملية التكاثر في المجتمع .
اللا إنجابية والنسوية :
توجد علاقة بين الفكر اللا إنجابي وحركات النسوية ، فاللا إنجابية تعزز من مفاهيم النسوية حيث تعتمد المرأة على نفسها وتعيش بمفردها وترفض المنزل والزواج والإنجاب والأمومة تخلصاً من الرجل وسلطاته الذكورية وبلاويه السوداء.
اللا إنجابية والأديان الإبراهيمية والقانون :
وتتعارض اللا إنجابية مع الأديان الإبراهيمية ، فكل الأديان الإبراهيمية تنادي بالإنجاب والتناسل وحب الأطفال ، كما تتعارض مع القانون لأن مباديء القانون تُشتق غالبا من الأديان الإبراهيمية مثل الاسلام في الدول الإسلامية ، والمسيحية في الدول المسيحية ، ولأن القانون منتج إجتماعي لابد وأن يهدف إلى خدمة الجماعة الإنسانية ( المصلحة العامة ) ، وأهم خدمة للجماعة الإنسانية بقاءها ، وبقاءها يستلزم التوالد والإنجاب والتكاثر ، فقد يوجد قانون يحد من الإنجاب ( قوانين تنظيم أو تحديد النسل ) حفاظا على مصلحة الجماعة العامة مثل القوانين التي تخدم منع الحمل وتنظيم الخصوبة وتنظيم الأسرة وتحديد النسل كما هو الحال بالنسبة لـ سياسة الطفل الواحد في الصين ، ومشروع قانون تنظيم النسل في مصر ، ولا يُتصور وجود قانون يمنع الإنجاب .
اللا إنجابية والديانة البوذية :
يلاحظ أن اللا إنجابية لا تتعارض مع الديانة البوذية ، فتعاليم بوذا جاءت تتفق مع هذا الفكر حيث يقول بوذا : " الرجل يُحضر الأطفال مسّببا لهم وله التقدم في السن والشيخوخة والموت فلو فكّر لوهلة وأدرك حجم المُعاناة التّي سيزيدها بتصرفه لكان قد امتنع عن الإنجاب وبذلك يوقف دورة الشيخوخة والموت" .
اللا إنجابية والقانون للدكتور ماجد هاشم كيلاني
لا إنجابيون عرب :
للمزيد يرجى زيارة هذا الرابط :
https://www.youtube.com/watch?v=-YncPgIEPMw
تعليقات
إرسال تعليق