نوفيلا حماتي قنبلة ذرية بقلم فريدة احمد احتفاليه الاقلام الذهبية
جروب المجد للقصص والروايات
حماتي قنبلة ذرية الجزء الاول
نوفيلا حماتي قنبلة ذرية بقلم فريدة احمد احتفاليه الاقلام الذهبية
في أوضة "يزن"
واقفة أمه تحقن فيه بغل وتقوله:
_مبروك يا أخرة صبري، مراتك أتقدم لها عريس أنهاردة يا زينة الرجال.
"يزن" أتنفض واقف من على سريره وبرق لأمه بصدمه، عوجت بقها وهي بتقوله:
_ياما حذرتك من الأشكال دي يابني وأخرتها أهي، مراتك هتتجوز عليك ولا هتعبرك يا "يزن" يابني.
"فلاش باك"
جوه شقه "صفيه" قاعدة "صفيه" على الكرسي الهزاز بتاع حماتها، بتغل في روحها وهي بتسمع من "سمر" مرات أبنها الوسطاني "ياسر" وهي بتقولها بخبث:
_زي ما بقولك كده ياما، البت متلونه على الأخر وكل شويه تقوله تعالى نخرج، تعالى نتفسح، في فيلم جديد في السيما، والله ياما البت الصفرا دي هتخرب بيت "يزن"، اللي بيشقى بيه طول النهار الحلوة عايزاه يصرفه عليها، فهمتي بقى هو بيتأخر عليكي في المصروف ليه، عشان بيصرفه على البرنسيسة بتاعته.
ردت "شهد" مرات "يوسف" الأبن الكبير وهي بتتمقز بشفايفها:
_وده ياختي كله سمعتيه وأنتي طالعه تشوفي السجاد على السطح ولا وقفتي تتصنتي عليهم، أه ما أنا عارفاكي يا بنت سعدية الجزارة، دايما تلمعي أوكر من خلف الأبواب المغلقة.
وقفت "سمر" وأيدها في وسطها، قالت لــ"شهد" بحمقه:
_ليه ياختي كنتي شيفاني برمي وداني على بابك، ولا كت جيت للحجه وقلت لها أنك عماله توزي جوزك عشان يطعلك المصيف مع أمك بعد العيد.
برقت لها "سمر" ووقفت لها، صرخت فيها ونسيت وجود "صفيه" حماتها:
_لاء بقى، دا أنتي عايشة وسطينا وأنا معرفش، أسمعي يا ست "سمر" أنا ياختي مش سلفتك "إيلن" الهبله دي اللى بتفقعي فيها كل أسفين والتاني، أنتي تقفي عوج وتتكلمي عدل معايا، أنا هنا القديمة، وأوعي تفكري تعملي شغل السوس بتاعك دا عليا أنا.
"سمر" ولعت منها، بس شغلت دماغها، وقفت جمب "صفيه" ونزلت الدمعتين وهي بتقول لها بتمثيل:
_شفتي ياما، شفتي بعينك مرات إبنك بتعمل فيا إيه؟ كل ده عشان خايفه على مصلحة "يزن"، شفتي أنا بتبهدل إزاي في وجودك.
وقفت "صفيه" وهي بتبص لــ"شهد" نظرات ناريه، قالت لها بزعيق:
_إيه يا "شهد" نسيتي أني قاعده معاكوا ولا إيه؟ هتمسكوا في بعض أدامي يا نسوان هم، طب والله، والله كمان مره، لو ما أتعدلتوش أنتوا الأتنين لأخلي رجلتكم تتجوز عليكم، آه ياختي منك ليها، هو أنا مجوزه عيالي عشان نسونهم يقرفوني ولا يخدموني، يلا ياختي منك ليها على المطبخ، عايزه الأكل يخلص قبل ما الحج يرجع، يلا جاتكم الهم ووجع القلب.
سابتهم وخرجت من باب الشقه، "سمر" بصت لــ"شهد" ورقصت لها حواجبها تغيظها، "شهد" مسكت مخدة الأنترية وحدفتها في وشها.
"في شقة يزن"
الجرس رن كتير، خرجت "إيلن" من المطبخ وهي بتجري، لقت "يزن" جوزها بيفتح الباب، سمعته بيقول بوش بشوش:
_أهلاً صباح الصباح يا "صفصف"، إيه جايه تصبحي عليا قبل ما أنزل، ما أنا كنت هعدي عليكي يا قلبي أنا.
"صفيه" وشها جاب ميت لون، مكنتش تعرف أن إبنها لسه في شقته، دخلت وهي بتقوله بتمثيل:
_آه يا حبيبي جيت أشوفك، ما أنت محسسني أن محدش أتجوز إلا أنت، بقالك تلت شهور مقضيها عسل مع مراتك وناسي أمك خالص، لا عدت بتعدي عليا وأنت طالع ولا نازل، ولا عدت بتتصل بيا قبل ما ترجع تسألني عايزه حاجه، خلاص نسيت أمك حبيبتك، والعروسه الجديدة خدت مكانها في قلبك.
"إيلن" ردت بسرعة وهي مبتسمه:
_طبعاً لاء يا طنط، مين يقدر يأخد مكانك في قلب واحد من ولادك، هو بس تلاقيه بينسى أصله بيرجع همدان من شغله أوي وبيدخل ينام حتى من غير عشى.
"صفيه" برقت لها وظهر غضب ربنا عليه، قالت لها بحده:
_لا يا شيخة، وأنا أقول إبني خاسس وعدمان من يوم ما أتجوز، آه تلاقيكي مجوعاه وبتأكليه آكل صحي من بتوع مامي وبابي، لاء يا ست "إي إي" أنتي، الشغل بتاع أمك ده ما يمشيش على إبني، أنا إبني يتغذي وياكل ويشرب زي ما كان بيأكل وهو في بيتي، ولا تحبي أخليه يفطر ويتغدى ويتعشى عندي.
"إيلن" وشها أتخطف من هبة حماتها فيها، قالت لها بتوتر:
_ليه بس يا طنط بتقولي كده، هو أنا كنت قصرت معاه في إيه بس؟
"يزن" عشان ينهي الموقف، قال لــمراته بمرح:
_ما ترديش يا "إيلي"، أنتي تقولي لــ"صفصف" حاضر وبس، أنتي تأكليني عشروميت مره في اليوم ولا تحبي أقطع الأكل هنا وأكل من إيد مامي ست الحبايب يا حنينه.
ضحكت "صفيه" على هزار إبنها اللي متعودة عليه، "يزن" باس إيد أمه، وراح على مراته باس دماغها وما أهتمش بنظرة القلق على وشها، قال لأمه وهو رايح على باب شقته:
_أنا نازل شغلي يا "صفصف" وأوعدك هتصل عليكي وأنا راجع وأجيب لك أحلى بسبوسة من عند عم مدحت، وهشوفك لو محتاجه حاجه كمان، هو أنا ليا بركه إلا أنتي يا أحلى "صفصف".
طبطبت "صفيه" على كتفه وودعته على الباب، لفت ملقتش "إيلن"، دخلت وراها المطبخ زي الإعصار، لقتها واقفه على الحوض تغسل باقي المواعين.
حطت إيدها في وسطها وقالت لها بغضب وآمر:
_سيبي يا بت اللي في إيدك ده وأنزلي أدامي على شقتي، ساعدي ياختي سلايفك ولا حد قالك أنهم خدامين عندك.
أستغربت "إيلن" من هجومها الغريب ده عليها، قالت لها بحيره:
_ليه بس يا طنط بتقولي كده؟ ولازمته إيه الهجوم دا عليا، أنا كنت قصرت معاكي في إيه بس؟
_في إيه؟ ليه يا حبيبتي أنتي مش شايفه نفسك يا بت؟ من يوم الجوازة الهباب دي وأنتي واخده إبني مني ومن عيلته كلها، ما بقتش أشوفه غير بالصدفة، وحضرتك عايشه دور البرنسيسه محدش بيشوف خلقتك دي أبداً،
بس من هنا ورايح، كل يوم هتنزلي بعد جوزك ما ينزل، وتشوفي طلبات بيتي أنا الأول زي ما سلايفك بيعملوا، آه يا حلوه أنا معنديش خيار وفقوس، أنا مجوزه عيالي عشان أنا اللي أخدم نفسي برضو.
هنا أتضايقت "إيلن" وقررت أنها ما تسكتش تاني، قالت لها بعصبية:
_وأنا يا طنط ما أتجوزتش "يزن" عشان أخدم عيلته، أنا أتجوزته عشان أسس عيله معاه، وحضرتك لو محتاجه حد يشتغل عندك، يبقى تخلي ولادك يجيبوا لك شغاله، أنا مش خدامه عند حد.
قالت لها كده وخرجت من المطبخ متعصبه، "صفيه" وشها أحمر لدرجة أنها بقت عامله زي المحمومه، نزلت
على شقتها وقعدت على الكرسي الهزاز وعيطت، علت صوتها عشان الكل يسمعها.
خرجت "سمر" و"شهد" ورا بعضهم يجروا، لقوها قاعدة على الكرسي وعماله تندب:
_آه ياني على اللي جرا لي، آه ياني، بقى أنا الست "صفيه" اللي الكل بيعمل لها ألف حساب، تيجي حته بت تهزقني عشان بت ناس أغنيا.
"شهد" بصت لحماتها وأتمقزت بشفايفها كالعاده عشان فاهمة حماتها كويس أوي، جريت "سمر" قعدت على ركبتها أدام حماتها وسألتها بلهفه:
_مين دي ياما اللي عملت فيكي كده وأنا أطلع أجيبها من شعرها.
"شهد" شافت أن "سمر" بتصطاد في الميه العكره عشان تكسب ود حماتها وتبقى على الجحر، جريت هي كمان بعد ما فهمت الفوله، قالت لحماتها:
_أوعى تكون البت المايعه بتاعة الجامعة الأمريكية دي، طب واللهي لأطلع أجيبها لك تحت رجلك.
جريت "شهد" ع الباب بسرعة، شهقت "سمر" وقامت جري تلحقها، قال يعني بيتسابقو مين تجيب حق حماتها الأول، ضحكت "صفيه" وحطت رجل على رجل وقالت بصوت شيطاني:
_أنا هعلمكم الآدب يا شويه نسوان كسر، حسره عليا مفيش واحد في ولادي أتجوز واحده عدلة ولا بتفهم، عيني عليا وعلى بختي.
رن جرس الباب في اللحظة دي، دخلت ست في سن "صفيه" تقريباً، أسمها "فتحيه"، جارت "صفيه" وصاحبتها من زمان.
"في شقة يزن"
خبط جامد على باب الشقة، أتنفضت "إيلن" وهي بتطبق الغسيل في أوضة نومها، جريت على الصالة وفتحت لقتهم سلايفها وعلى وشهم غضب ربنا، سألتهم بقلق:
_في إيه؟ بتخبطوا كده ليه؟ الدنيا بتولع ولا إيه؟
"سمر" قالت لها بزعيق:
_تولع على دماغك يا حلوة، بقى يا بت صفرا يا تربية السرايا الصفرا أنتي، تعلى صوتك على أما وتخليها تتقهر، ليه ياختي؟ ماورهاش كناين ياكلوا الصخر، تعالى أطلعي لي هنا.
مدت إيدها تمسك شعرها، "إيلن" زقتها، قالت لهم بنرفزه:
_أنتوا إيه جاين تعملوا عليا "ريا وسكينة" هنا في بيتي، لا يا حلوه أنتي وهيه، لو فاكرين أني طريه ولا هبله، تبقوا أنتوا اللي هبل، وبعدين أنتوا زعلانين ليه، عايزين أنتوا تخدموها، أخدموها، إنما أنا ما بخدمش حد.
شهد:
_ليه يا ست "إيلن" أنتي، حد قالك أننا خادمين عند حد.
إيلن:
_يبقى تقولي لحماتك بقى مش ليا.
سمر:
_آه ياختي إحنا خدامين عندها، أومال هي جوزتك إبنها ليه.
شهد:
_أتكلمي عن نفسك يا ست "سمر"، أنا ياختي بعمل بمزاجي محدش جابرني.
إيلن:
_وده اللي انا قولته والله، ما أجرمتش يعني.
سمر:
_بس يا بت أنتي ما تظطيش في الظيطه، وأنتي يا ست "شهد"، يعني إيه بمزاجك ياختي، كلنا هنا تحت رجلها.
شهد:
_جاك كسر رجلك ياختي، أنا مابقعدش تحت رجل حد، أنا شلتها بطولي سنين وسنين، أنا القديمة، وأنتي وست "إيلن" المفروض تشلوها وتخدمونا،ولا أنتوا عاوزين تعيشوا برنسيسات وأخدمكم أنتوا كمان.
صوتهم علي على بعض، شبطوا سوا، وكانت ليله ما يعلم بيها إلا الله، غضبت "إيلن" وراحت على بيت أهلها في مصر الجديدة، قعدت في الصالون مع أسرتها وهي بتعيط.
أمها:
_والله يا "إيلي" إحنا حذرناكي وقلنا لك قبل كده أن الناس دي ما تنفعناش.
أبوها:
_حتى لو يا "سالي"، دا مش معناه أنهم يمسكوا فيها، عيب دي قلة حيا، إزاي الست "صفيه العمري" دي تقبل كده.
الأم:
_أكيد هيه حماتها الست الشرنيه دي هيه اللي سلطت سلايفها عليها.
والدها:
_إيا كان يعني، برضو هي مش هترجع للناس دي تاني، ولا هتدخل بيتهم برجلها، جوزها لو بيحبها هيأخد حقها وكمان يجيب لها سكن بعيد عن عيلته.
الأن:
_بص يا حامد، يجيب لها سكن، ما يجبش أنا محدش من الرمه دول هيعيش في فيلتي، بنتك لو حابه تنفصل عنه، تسيبه وترجع هنا، إنما مش هترجع بيه، أنت سامع.
أتجادل الأب والأم وهي قاعده مقهورة على حالها، قامت زعقت فيهم بعياط:
_كفايا بقـــــــى، أنا غايره على أوضتي ومش عايزه إي حاجه.
"في بيت صفيه"
"يزن" قاعد زعلان بعد ما سمع من أمه وحريم أخواته، حاول يتصل على مراته لكنها ما بتردش، أتفاجأ بــ"ياسر" أخوه داخل له البلكونه وبيقوله:
_أمك عماله تنادي لك يا عم أنت، تعالى كلمها.
"يزن" مسك إيد أخوه وقاله:
_أنت تصدق أن مراتي تعمل كده يا "ياسر".
ياسر:
_أومال يعني أمك هتكدب يا "يزن"، سبق وقلنا لك أن الناس دول مش زينا، وأنت برضو ركبت دماغك وخدتها، وأخرتها الهانم بتاعتك هزقت أمك يا "يزن"، أمنا إحنا تتبهدل من بت زي دي.
"يزن" غضب فجأة، هو بيعشق أمه وطول عمره دلوع العيله بسببها، قرر أنه يصدق أمه ومايعبرش مراته، خرج ورا أخوه عشان يراضيها.
"في اوضة إيلن"
فدوى صاحبتها جت لها وقعدت تحقن فيها وتقولها:
_يا عبيطة الناس دي ما ينفعش معاهم كلامك المنحنح ده، كان لازم تفضلي قاعدة على قلبهم وتغيظي العقربة حماتك مش تمشي وتسلمي من أول معركة ليكي في بيتهم.
إيلن بزعل:
_معركة إيه بس يا فدوى هو أنا في حرب ولا إيه! عاماً أنا هفضل في بيت بابا لحد ما "يزن" يجي لي يعتذر لي، غير كده مش هرجع بيته تاني.
فدوى:
_تبقي عبيطة لو فاكرة أنه هيزعل أمه عشانك، دي أكيد طلعتك أنتي اللي غلطانة وأكيد سلايفك شهدوا معاها ضدك، انتي لازم تتصلي بيه وتوضحي له الصورة وإلا هتفضلي قاعدة مقهورة كده طول الوقت.
"إيلن" بنرفزه:
_خلاص يا فدوى، طظ فيه وف أمه، أنا مش هذل نفسي عشان حد.
عدت الأيام و"إيلن" في بيت أبوها وجوزها معبرهاش، أتصلت بيها "فدوى" تواسيها وتأنبها:
_مش قولت لك أنك أنتي اللي هتخسري.
إيلن:
-أنتي بتكلميني تقطميني وتبكتيني ولا هتقولي لي أعمل إيه؟
فدوى:
_يعني لو قلت تعملي إيه هتسمعي كلام أختك المرة دي.
إيلن:
_بطلي طريقتك البيئة دي وأتكلمي على طول، اعمل إيه يا فالحه؟
فدوى بضحك:
-طب خلاص أهدي، أنا يا ستي هتصل بــ"يزن" وأفهمه أنك عيانه أوي وشكلك حامل، وأنتي بقى تعاتبيه لما يجي لك وتجيبها من قاصرها وتلايميها مع حماتك طالما هيه عقربة أوي كده، وتشتري لها هدية غالية عشان تكسبي ودها، وشوفي وقتها بقى معزتك هتكبر عند جوزك إزاي ومش هيصدق عنك كلمة بعد كده أبداً.
"فدوى" نفذت الخطة وفعلاً "يزن" راح على فيلا أهل مراته وسمع كلمتين حلوين من أهلها، طلع يشوفها وفي أوضتها دخل لها، لقاها قاعدة على الكرسي ساكته ووشها أصفر من الحزن.
يزن:
_بقى كده يا "إيلن"، هنت عليكي تسبيني كل ده وما ترجعيش بيتك.
"إيلن" بزعل:
_أنت اللي ما سألتش عني، شكلك ما صدقت إني سيبتهالك.
يزن:
_طب حقك عليا أنا، ممكن بقى تتنازلي وتتكرمي وترجعي تنوري بيتك وقلبي.
عملت زعلانه وقالت له:
_لاء يا "يزن"، أنت طنتشتني كتير ودلوقتي فاكر إنك أول ما تقولي تعالي نرجع بيتنا، هقوم أتكفى وأرجع معاك، لاء، وبعدين أنا زعلانه من مامتك وسلايفي دول--
قاطعها بجديه:
_بصي يا طإيلن" لازم تعرفي أن كل بيوت العائلات اللي زي بيتنا بيحصل فيهم مشاكل ياما، بس عندك شهد وسمر أهم، ياما زعلوا من ماما وعمرهم ما أتكلموا معاها زيك كده، بصي بقى، لو فعلاً بتحبيني وباقيه عليا، أتحملي عصبية ماما شويه، وبعدين هيه مش هتعيش لنا العمر كله يعني، هما كمان خمسين سبعين سنه كده ونرتاح منها.
غصب عنها ضحكت وقالت له:
_خلاص سماح المرة دي، وكمان عشان أثبت لك حسن نيتي وأني بعتبرها زي مامتي، أنا هشتري لها هديه حلوة.
يزن بفرحه:
_حبيبة قلبي أنا يا ناس، والله وحشتيني موووت.
"في بيت صفيه"
يزن:
-خلاص يا "صفصف"، صافي يا لبن، أهي "إيلن" وعدتني أنها تسمع كلامك وما تزعلكيش تاني أبداً، يلا يا "إيلي" تعالي بوسي إيد ست الكل.
"إيلن" اتغاظت منه، لكنها قررت تسمع كلام "فدوى" وتكسب ود حماتها.
إيلن:
_خلاص يا طنط، حقك عليا، ولازم تعرفي أني بنتك وأنتي أمي، وأني مقدرش على زعلك أبداً.
"صفيه" بتقميز:
_طبعاً يا حبيبتي بنتي أومال، كلكم هنا بناتي.
"سمر" غمزت "شهد" وقالت لها بشويش:
_شايفة الحربايه الصفرا بتعمل إيه؟ قال جابت لها خاتم دهب ترشيها بيه، الهانم فاكرة عشان ماهي بت ناس غنيه، هتقدر تكسب قلب "صفيه" بس أنا أهو وأنتي اهو لو مكنت خلتها ترمكيه في وشها.
شهد:
_عارفه ياختي ما أنتي أصفر منها وقلبك أسود.
سمر:
_قصدك إيه يا ست "شهد" هانم، ليه ياختي كت صفرت ولا خضرت عليكي في إيه؟
شهد:
_بعت أنتي اتمسي وقولي يا مسا، انا ياختي طالعه لجوزي، بلا صفرتي بلا حمرتي، غوري كده سلايف هم بصحيح.
عدت الليلة على خير وفي اليوم التاني في شقة "صفيه"
سمر:
_ماما، مش ناويه تفرشي التلبيسة الحمرا اللي جبتها لك في عيد الأم اللي فات، دي لما أتفرشت في رمضان الكل أتهبل عليها وسألني جبتها لك منين، فاكره.
ردت "شهد" بغل:
_هو ياختي مفيش غير التلبيسه بتاعتك، ما أنا جبت لها ستاير أورجنزا أمي عملتهم بإيدها، وماما مش عايزه تفرشهم دلوقتي وشيلاهم، أجي أنا وأزن عليها كل شويه تفرشهم، إيه الشغل بتاعك ده.
سمر:
_مالك يا ست "شهد" أنا بكلم ماما، إيه اللي حرقك أنتي، أنا بس بفكرها بهديتي لأحسن الخاتم التعبان اللي في إيدها ده ينسيها أن بناتها جابوا لها اللي أجمل منه بكتير.
"صفيه" قامت وزعقت فيهم:
_ما تبطلوا زعيق بقى ع الصبح، يلا يا أختي منك ليها عشان نشوف اللي ورانا.
سمر بصفار:
_والست "إيلن" مش هتنزل تساعدنا ولا يا ماما هي كلت عقلك بالخاتم ده وبعدين يا حجه مش أنتي صوابعك بتتهري من الخواتم، أشمعنى الخاتم ده لابساه وشكلك حباه أوي كده؟
شهد:
_سمر عندها حق المرة دي يا ماما، الخاتم ده هيورم لك إيدك وبعدين شكله صغير ع صباعك، أقلعيه وشليه قبل ما إيدك تلتهب وتسهرك طول الليل زي المرة اللي فاتت ولا نسيتي.
سمر:
_عندك حق والله يا شهد يا حبيبتي، تلاقي الحربايه دي جابته صغير بالعند عشان تأخدها منها بعد كده وتقولها هغيرهولك وتضرب عليه عواف، آه ما أنا عارفه الأشكال دي كويس.
"إيلن" كانت ع باب الشقه وسامعه كل الحوار، سمعت حماتها بتقول لــ"شهد":
_عندكو حق، خدي يا "شهد" الخاتم ده حطيه في علبته وشليه في دولابي، وأنتي يا "سمر" أطلعي صحيها، قولي لها تنزل الضهر هيأذن والبرنسيسة لسه نايمه.
فرحت "سمر" عشان قلبت صفيه على "إيلن" تاني، جت تفتح الباب لقيت "إيلن" على السلم وبتقرب من شقة "صفيه"
"سمر" حطت إيدها في وسطها وقالت له بتعويج:
_حمدلله بالسلامة ياختي، إيه نايمه نومة أهل الكهف، يلا يا حلوه ورانا شغل كتير.
إيلن في سرها:
_اللهم طولك يا روح، أنا مش فاهمة الست دي عايزة إيه بالظبط، أنا أحسن حاجه أمسك أعصابي وأنفض لها، خليني أشوف أخرتها معاهم إيه.
تجاهلت "سمر" ودخلت شقة حماتها، راحت عليها باست رأسها وقالت لها:
_صباح الخير يا طنط، معلش أتاخرت عليكي أصل كنت بعمل لك صينية كيكه بس إيه من اللي قلبك يحبها.
صفيه:
_لاء ياختي متشكره، مش عايزه منك حاجه.
إيلن بزعل:
_ليه بس كده يا طنط؟ أنا بعملها حلوه أوي، ولا أنا زعلتك في حاجه وأنا مش واخده بالي؟!
شهد:
_أما عندها السكر يا مدام، وما بتكترش في الحلويات.
سمر:
_آه ما أنتي لو بتسألي ولا كان يهمك أصلاً يا برنسيسه كنتي عرفتي إيه اللي أما بتحبه وإيه الممنوع عليها.
صفيه:
_يلا كفايه رغي، اليوم طار بسبب دلعكم أنتو التلاته، يلا كل واحده تشوف هتعمل إيه وأنا نازله عند أم عبده.
سمر قعدت على كرسي صفيه وحطت رجل ع رجل وقالت لــ"إيلن" بتعالي:
_يلا يا حلوه، شغل المطبخ عليكي أنهارده، أنا ضهري مقطوم لوحده من غسيل السجاد.
شهد:
_بطلي دلع يا ست سمر، خلينا نخلص قبل أما ما تطلع.
إيلن:
_بصي بقى منك ليها، أنا مش شغاله عندكم عشان تأمروني، أنا هنا عشان أساعدكم مش عشان كل واحده فيكم تتأمر عليا شويه.
شهد:
_أنا ما وجهتلكيش كلام يا بت يا مايعه أنتي وبعدين أنا لو عايزه أشغلك، هشغلك وهتعملي كل اللي هقولك عليه يا حلوه، أنا هنا القديمة ومرات الكبير، يعني أنا بدل صفيه في غيابها، بس أنا ماليش مزاج، فاهمه يا بنت الأكابر، يلا شوفوا أشغالكم أحسن لكم أنتوا الأتنين.
سمر:
_ما تقفي عوج وتتكلمي عدل يا بنت حفيظه الخياطه ولا تحبي أوريكي بنت الجزاره هتعمل فيكي إيه، وأنتي يا بنت حرامي البورصة، هتتعدلي أنتي كمان ولا أعرفك مقامك.
إيلن:
_وبعدين معاكم أنتوا الأتنين بقى.
وفجأة قامت الخناقة بينهم ومسكوا في بعض، طلعت "صفيه" على صريخهم اللي وصل للشارع وكانت ليله ما يعلم بيها إلا الله.
"في شقة إيلن"
إيلن:
_هما اللي أبتدوا يا "يزن".
يزن:
_أنا ما يهمنيش الرغي ده يا إيلي، أنا سبق وقلت لك أتعاملي معاهم أحسن من كده، المفروض أنكم عيله واحده، عمرك شفتي بنات العيله يمسكوا في شعور بعض.
إيلن:
_بس يا "يزن" هما بيعاملوني وحش خالص، وانا ما أتعودتش أن حد يتأمر عليا بقى.
يزن:
_أووووف بقى، دي مابقتش عيشة، كل يوم خناق، كل يوم أجي على زعيق وشكاوي، دي مش عيشه يا "إيلن".
سابها ودخل أوضته وقفل ع نفسه، فكرت "إيلن" مع نفسها:
_وبعدين بقى، يعني حتى "يزن" مش عايز يسمع لين أنا كده مش هعرف أعيش معاهم أبداً.
فكرت مع نفسها عشان تلاقي طريقة تتعامل بيها مع سلايفها وحماتها.
قررت "إيلن" أنها تعاملهم بمعاملتهم، بدأت تفقع أسافين في سلايفها عشان يتخانقوا مع أجوازتهم زي ما عملوا لها مشكلة مع جوزها.
خلت شهد بتعصر الغسيل وتزهره وراحت قالت لها:
_يا ست "شهد" إبنك عمال ينعر من الشارع، ما تروحي تشوفيه عايز إيه؟
شهد:
_ما تتلمي يا بت أنتي، أبني أنا ينعر، ليه هو أسمه "إي إي" ولا إيه؟
بصت لها بقرف وسابت الغسيل وراحت على الشباك، أستغلت "إيلن" الفرصه وحطت لها لون بدل الزهرة الزرقا.
راحت على المطبخ وغرقت الرز بالسكر وهو بيستوي، خلصت ورجعت تطبق هدوم حماتها في أوضتها.
صفيه:
_خلصتي يا ست "إيلن" ولا لسه، هنقعد اليوم كله في تطبيق الهدمتين دول.
إيلن:
_لاء يا طنط، أنا قربت أخلص أهو.
صفيه:
_طب خلصي وطلعي لي العباية السودا أم ظنط نبيتي.
_حاضر يا طنط.
خرجت صفيه وهي بتب لها ببرود، قامت "إيلن" وحطت لها بودرة هرش في العباية.
خلصت اللي وراها وطلعت شقتها بحجه أنها عندها غسيل هي كمان، وبعد ساعه، سمعت صريخ وزعيق من شقة حماتها، فرحت وقالت لنفسها بأنتصار:
_يسسسس، عشان تعرفوا أنتوا بتلعبوا مع مين يا شويه نساوين.
ضحكت وهي مستغربه من نفسها، بس ما أهتمتش، وراحت تخلص شغل بيتها.
نوفيلا حماتي قنبلة ذرية بقلم فريدة احمد الفصل الثاني
احتفاليه الاقلام الذهبية
حماتي قنبلة ذرية "الحلقه2"
"في شقة سمر"
سمر بتقول لــ"ياسر" جوزها بغل:
-والله يا ياسر زي ما بقولك كده، البت الصفرا مرات اخوك دي هي اللي فقعت الأسفين دا فيا، البت عايزه أمك تكرهني وتبقى هي اللي ع الحجر ياخويا.
ياسر:
_بصي يا "سمر"، شغل السلايف دا أنا ما بحبوش، أنا راجع من شغلي على قرف ووجع دماغ، اصطفي مع أمي وسلايفك وخرجيني من حواراتك دي.
سمر:
_بقى كده يا ياسر، دا بدل ما تقولي إنك هتديها على دماغها عشان عملت فيا المغرز ده.
ياسر:
_وأنا لأخر مرة هقولها لك يا سمر، بطلي شغل الجزارين بتاع أمك ده، هتفضلي تزني وتعملي حوارت مع سلايفك هيبقى خراب بيتك أنتي قبليهم، فاهمة.
سابها ودخل أوضته، وقفت سمر تتنطط من الغيظ وتقول لنفسها:
_بقى كده، ماشي يا ياسر، أنا هعرفك مين اللي هتعمر فيها ومين اللي هيتخرب بيتها، أصبري عليا يا ست "إيلن"، وحياتك لأعرفك مين هي بت الجزاره.
"في بيت صفيه"
عدت الإيام و"إيلن" ما رحمتش حد من مقالبها، بس بدأ الكل يشك فيها، وفي ليلة جمعت صفيه حريم ولادها في شقتها مع ولادها "يوسف، ياسر، ويزن"
وجوزها كمان كان موجود، وقفتهم إنتباه أدامها وقالت لهم بزعيق:
_أسمعوني بقى أنتوا التلاته، أنا صبرت عليكم كتير أوي أوي، زأنتوا مش عايزين تتعدلوا مع بعض، كل يوم مشاكل وزعيق وقرف منكم أنتوا التلاته.
قاطعتها "سمر" وهي بتبص لــ"إيلن" وتقول بغل:
_والله يا أما إحنا بقالنا سنين عايشين مع بعض، شوفي مين الغريبة اللي دخلت وسطنا وقلبت دماغنا كلنا.
شهد:
_أنا قرفت أنا كمان من القصص الحمضانه دي، أنا عارفه كويس من الحربايه اللي بتعمل فيا المغارز دي كويس ولحد دلوقتي حاطه جزمه في بقي وساكته، إنما توصل لمد الإيد، لاء دي مش هقبلها أبداً.
إيلن:
_أنتي قصدك إيه يا ست شهد؟ وليه بتبصي لي أنا؟
سمر:
_قصدك إيه يا شهد؟ هي كمان مدت المشلولة إيدها على حاجة أما!
إيلن بزعيق:
_أخرسي، اخرسوا كلكم، إزاي تتجرأو وتتهموني أنا، أنتوا ناسين أنا أبقى مين وبنت مين؟
شهد:
_لاء ياختي محدش ناسي، وبعدين هي بت الشمال هتطلع جنوب، أكيد هتطلع لأبوها، ما هو لو ما طلعش لأبوه هيقولوا منين جابوه؟
سمر:
_لاء، لاء، لاء، أصبروا كده أما أفهم بدل ما أنا عامله زي الأطرش في الزفه، البت دي خدت إيه بالظبط؟
صفيه:
_شايفين يا خيبة أملي نسوانكم بيعملوا إيه؟ أنا كل يوم في القرف ده، حاسه إني عايشه مع عصابه ريا وسكينه وكل يوم واحده بتعمل في سلايفها مغارز وتلبسهم في بعض، وأخرتها واحده فيهم تمد إيدها على دهبي.
سمر:
_يالهـــــــــــــــوي يا أما، بتتكلمي جد، أكيد اللي أتاخد هو الخاتم الأخير.
أبو يوسف:
_بجد الله يكون في عونك يا أم يوسف، دا أنتوا حريم وش ووجع دماغ بصحيح.
إيلن:
_أنتي بتقولي إيه يا طنط؟ حد خد خاتمك اللي أنا جبتهولك هديه، طب إزاي؟ وليه؟ وأمتى؟
"صفيه" زعقت في وشها وهي بتقول لها:
_أنا هنا اللي بسأل يا حلوه، واحده فيكم ناقصه ربايه، إيدها أتمدت في دولابي وخدت دهبي، بس بدل ما تأخد اللي جابته، خدت أسورة أمي معاها، والأحسن لكم أنكم تتكلموا أنتوا التلاته عشان محدش غيركم أنتوا بيدخل أوضتي.
"إيلن" قلبها أنقبض، ما غفلتش جملة حماتها لما قالت "بدل ما تأخد اللي جابته"
معنى كده أنها بتتهمها هي، لكنها ما فتحتش بقها، برقت لجوزها اللي قاعد يتفرج عليها وهي بتتهان وساكت، كانت هتموت وتنفجر في العياط، لكنها رفضت تضعف قصادهم وتشمتهم فيها.
شهد:
_أنطقوا أنتوا الأتنين بقى، مين فيكم دخلت أوضة أما أمبارح وفتحت دولابها.
سمر:
_أنتي أتجننتي ولا إيه يا بنت الخياطه أنتي؟ بقى أنا سمر فاروق، بنت أكبر سماسرة الحي، وبنت الجزاره معالي على سن ورمح، همد إيدي على حته خاتم صفيح وأسورة من العصر الحجري.
صفيه:
_سمــــــر، اتعدلي في كلامك أحسن لك.
سمر:
_يوه، يقطعني يا أما، والله ما قصدت، المهم إني تخرجوني برا حسبتكم دي، انا طول عمري بت العز وأكل الوز وعمري ما بصيت للي في إيد غيري أبداً.
شهد:
_والله إحنا عارفين يا سمر هانم أصل وفصل جناب أهلك، والكلام مش ليكي.
إيلن بصت لهم كلهم والدموع على وشها وقالت:
_والله، يعني ست سمر طلعت في الأخر بنت ناس وعينها مليانه، وشهد هانم هي اللي متوليه التحقيق عن حماتي اللي هي أصلاً الضحيه هنا، يبقى كده مفيش غير متهمه واحده هنا صح، أنا، كلكم شايفين أني أنا اللي طولت إيدي على حاجه حماتي، ما ترد يا "يزن" عليهم، أنت هتفضل تتفرج عليا وأنا بتبهدل من عيلتك كده كتير.
"صفيه" سبقت قبل ما "يزن" يتدخل والحوار يخلص وقالت:
-لاء يا بنتي لاسمح الله، محدش بيتهمك، بس كل واحده بتقول اللي عندها وفي الأخر الحقيقة هتظهر.
"إيلن حطت إيدها في وسطها وسألتها وهي بتمسح دموعها وتسألها بغضب:
_ودي هتظهر إزاي بقى إن شاء الله؟
خرجت "صفيه" من ورا ضهرها سكينة مطبخ كبيرة، شهقوا البنات كلهم ووشهم أصفر، رفعتها "صفيه" وقالت:
_حاجه بسيطة أوي، هعمل لكم "الشيمة"، هسحن السكينة دي على البوتجاز وكل واحدة فيكم هتحطها على لسانها، والكدابة بس هي اللي هتتحرق، أبويا دايما كان بيعملها مع حريمه الأربعة لما كانوا يكدبوا عليه، ها إيه رأيكم بقى؟
إيلن برقت لها وصرخت في وشها:
_أنتي أتجننتي يا ست أنتي ولا إيه؟ سكينة إيه اللي عايزه تسخنيها وعايزاني أحطها على لساني؟ وإزاي مش هتحرقني يعني؟ أنا مستحيل أعمل كده.
سمر بشماته قالت لها:
_وخايفه من إيه يا ست "إيلن"؟ لو أنتي صح مش واخده حاجه إيه اللي هيخوفك؟ وبعدين الطريقة دي معروفة أوي بين العرب وفي حتت كتير في الصعيد.
شهد:
_واللهي اللي هترفض تبقى هي اللي خدت حاجة أما.
"إيلن" طفح كيلها، صرخت فيهم كلهم:
_أما إنكم صح كلكم شوية جهله وجايين من ورا الجاموسة، أنا مستحيل أعمل كده، ومش عايزين تصدقوني أولعوا كلكم.
يزن قام وقف قصدها ورزعها على خلقتها، قال لها:
_بقى كده يا ست "إيلن"، تغلطي فينا كلنا وتطلعينا شوية بهايم وأنتي الست المتعلمة بنت الناس وسطنا، يعني أنتي اللي خدتي حاجة أمي وكمان بتغلطي فيها أدامي وتزعقي لها، لاء يا "إيلن" انا ما أسمحلكيش تعاملي أهلي كده.
ردت عليه بحرقه:
_وأنا ما أقبلش أعيش مع دلدول بتاع أمه، طلقني يا "يزن".
يزن:
_ومين قالك أني هقبل أعيشك على ذمتي بعد ما أنكشفتي على حقيقتك وبعد ما كلمتي أمي كده أدامي، أنتي طالق يا "إيلن"، صحيح ما شابه أباه ما ظلم.
"إيلن" بصت لهم كلهم بقلب مكسور، عيطت وطلعت تجري من بيتهم وهي على أخرها.
بعد كام، فضلت "إيلن" في أوضتها حابسه نفسها، أمها اتصلت على فدوى جابتها عشان تخرجها من حابستها دي.
فدوى:
-لاء يا "إيلن" انتي غلطانه.
إيلن:
_لاء مش غلطانه يا "فدوى"، المثل بيقولك العين بالعين والبادئ أظلم، وهما اللي أبتدوا معايا لما أتعاملوا معايا على أني عدوتهم مش مرات إبن البيت ده، وكمان سلبية "يزن" معايا طول الوقت، ياما شاف بعينه وسمع بودنه كلام أمه وسلايفي معايا، وعمره ما أتدخل، أنا عمري ما فرقت مع "يزن" يا فدوى ومش ندمانه على قراري.
"فدوى" قعدت جمبها تواسيها وتطبطب عليها وتقولها بزعل:
-طب يا حبيبتي لما أنتي عملتي اللي شفتي أنه صح، ليه زعلانه أو ومقهورة كده؟ ليه ما حاولتيش تخرجي وترجعي لحياتك الطبيعية تاني.
إيلن:
_عمري ما هرجع لحياتي أبداً، هدوني يا "فدوي"، كسروا قلبي، انا عمري ما هسامحهم أبداً، حقي عند ربنا واللي عند ربنا ما بيضيعش أبداً.
"إيلن" صعب عليها نفسها أوي، عيطت بحرقة وخلت "فدوى" تعيط على عياطها، لكنها تمالكت نفسها وقالت لها:
_هو أنتي لسه بتحبيه يا "إيلن"؟
مسحت "إيلن" وشها وسألتها بصدمة:
_إيه؟ بتقولي إيه يا "فدوى؟
_بسألك هو أنتي لسه بتحبيه؟ عايزه ترجعي له تاني؟!
"إيلن" كرامتها وجعتها، قالت لها بتكبر:
_دا من عاشر المستحيلات يا "فدوى"، انا المرة اللي فاتت سمعت كلامك ورجعت له وأدي النتيجة، أديني قاعدة زي اليتمى حاطه إيدي على خدي وتلاقيهم دلوقتي بيحتفلوا باللي حصل لي، لاء يا "فدوى" أنسي الموضوع ده، لو بتحبيني بجد يبقى ما تطلبيش مني أتنازل تاني.
_ومين قالك إنك هتتنازلي ولا أنا هسمح لك تتنازلي أصلاً، أنا بس بسألك يعني، لو لسه عايزاه، أنا ممكن أرجعك ليه وهخليه هو اللي يجي لك وهو راكع ويقولك أرجعي لي.
تنحت لها "إيلن" وهي مش مستوعبه كلامها، أتعدلت في قعدتها وسألتها:
_بتكلمي بجد؟ طب إزاي يا "فدوى"؟
كحت "فدوى بتريقه وعدلت هدومها وهي بتقف وقالت لها بفخر:
_أحـــــم، بصفتي المحامية الشخصية لمجموعة شركات السيلاوي والمحامية الخاصة بحضرتك، هروح لهم وأبلغهم أن حضرتك رافعه قضية نفقة ومؤخر صدأ؛ بما أنه هو اللي طلقك وكل الأضرار وقعت عليكي وأنه ما أدكيش حقك القانوني لأنه أستغل ضعفك وطلقك غيابي من غير ما تتنازلي له رسمي عن كل مستحقاتك، بس مش هي دي التركايه، أنا هبلغ حماتك الوقور، أن مرات إبنها هتتجوز وعايزه حقها عشان هتشتري فيلا جديدة في التجمع وعايزة توضبها قبل ما عدتها تخلص، عشان تتجوز بسرعة.
في أوضة "يزن"
واقفة أمه تحقن فيه بغل وتقوله:
_مبروك يا أخرة صبري، مراتك أتقدم لها عريس أنهاردة يا زينة الرجال.
"يزن" أتنفض واقف من على سريره وبرق لأمه بصدمه، عوجت بقها وهي بتقوله:
_ياما حذرتك من الأشكال دي يابني وأخرتها أهي، مراتك هتتجوز عليك ولا هتعبرك يا "يزن" يابني.
نوفيلا حماتي قنبلة ذرية بقلم فريدة احمد الفصل الثالث
احتفاليه الاقلام الذهبية
"في أوضة يزن"
اتنفض "يزن من على سريره وهو بيبرق لأمه ويسألها:
_أنتي بتقولي إيه ياما؟ مين اللي قالك الكلام ده؟ إزاي يعني هتتجوز؟
صفيه:
_أهو يا حبيبي ده اللي حصل، الست هانم بعتت لك المحامية بتاعتها عشان تعرفك أنها رفعت عليك قضية نفقة ومؤخر صدا وهتخرب بيتك يابني، مش سبق وحذرتك من الناس دي، أشرب بقى يا قلب أمك.
يزن بزعيق:
_مستحيل، دا أنا هخرب بيتهم كلهم، أنا قايم رايح لها حالاً.
أمه مسكت إيده وقالت له بخبث:
_لاء يا "يزن" أوعى تعمل كده يابني، أنا أتصلت بخالك محسن ما أنت عارف أن مفيش أشطر منه في القصص بتاعة المحاميين دي وهو قالي لو قدر يثبت أن مراته كانت ولامؤاخذه ست مش تمام، وقتها مش هيدفع لها قرش ساغ وكمان ممكن يحبسها وتأخد لها فيها سبع سنين ولا حاجه.
_أنتي بتقولي إيه ياما؟ عايزاني أتبلى على مراتي بالكدب عشان ما أدفعلهاش حقها.
_جاتك كسر حقك ياخويا، أنت عارف هي هتأخد منك كا/، دي هتبيعنا اللي ورانا واللي قدامنا، ما أنت بخيبتك رحت كتبت ع نفسك مؤخر صدأ 300 ألف جنيه زي ما أشترط الحيله أبوها.
"يزن" أفتكر اليوم ده كويس وقعد تاني ع سريره وقال لأمه:
_برضو ياما، حتى ولو، إزاي أتبلى عليها وأذيها بالشكل ده.
صفيه بزعيق:
_أسمع يا "يزن" أنت هتعمل كده وغصب عنك، أنا هكلم جوز خالتك وهو أمين شرطه وهخليه يعمل لك محضر بتاريخ قديم أنك أشتكيت مراتك عشان رجعت بيتك لقيتها مع بتاع الغاز ولا الزباله ولا مع أي كلب وأنت بقى بدل ما تخلص عليها رحت طلقتها وعملت فيها محضر وبكده هي هتطلع أدام القاضي والناس كلها أنها ست واطيه وبجحه وأنت هتطلع الضحيه ومش هتأخد منها ولا جنيه ومش بعيد أخلي خالك يطالب بتعويض عن الأذى النفسي اللي حصل لك منها وأبوها عشان الفضايح هيدفع وهو زي الجزمة.
"يزن" بص لأمه بقلة حيله، ومقدرش يعارضها رغم أنه كره الفكره، لكنه مجبر.
بعد شهر وشويه، جه إخطار لفيلا "إيلن"، المسكينة وقعت من طولها لما سمعت الخبر، في المستشفى.
فدوى:
_سامحيني يا "إيلي" والله ما كنت أعرف أنهم عالم زباله أوي كده وهيعملوا فيكي كده.
إيلن وهي منهارة من العياط:
_شفتي عملوا فيا إيه يا "فدوى"، جوزي وأهله طلعوني ست رخيصة عشان طالبت بحقي منهم، فعلاً بابا وماما كان عندهم حق من الأول وأنا أستاهل، أنا أستاهل عشان ما سمعتش كلام أهلي.
أبو "إيلن" سأل فدوى بقلق:
_مش وقت عتاب وندم يا بنتي، المهم دلوقتي يا فدوى أنا اطلع بنتي من المصيبة دي إزاي؟ أنا مش هسمح لهم يأخدوا بنتي مني ولا يتهموها زور.
فدوى بعد تفكير، قالت بزعل:
_والله يا عمي مالهاش حل، مفيش غير أننا نجبر "يزن" يعترف أن كل دا إدعاء وكدب، لازم نسجل له عشان ما ينكرش في المحكمة.
أم "إيلن":
_والكلب ده مستحيل يعمل كده، ولا أمه هتسمح له بدا، دا أنا حاولت أكلمه عشان اسأله ليه عمل كده؟ ردت الحربايه أمه وهبت فيا خلتني مش عارفه أرد عليها.
الأب:
_طب وبعدين يا ولاد، إيه الحل دلوقتي.
"في شقة صفيه"
العيله كلها متجمعة بينموا على اللي هيحصل في المحكمة بعد شهرين من دلوقتي.
شهد:
_لاء يا سمر حرام عليكي ما تقوليش عليها كده.
سمر بغل:
_حرمت عليها عيشتها، بس ياختي، أنتي زعلانه عليها ولا إي يا ست "شهد"ز
شهد:
_مش قصة زعل، بس هي ما تستاهلش أننا نطلعها ست رخيصة ومش تمام عشان عملت فينا شوية مقالب يعني، دا ما يرضيش ربنا، أنا عندي بنت وما أقبلش أن يتقال عليها كده أبداً.
أبو يوسف:
_عندك حق والله يا "شهد"، أنا كمان مش راضيني أننا نعمل كده في بنت ناس.
"صفيه" برقت له، أضطر يخرس، بصت لــ"شهد" وقالت لها:
_بقولك إيه يا بنت "حفيطه" أنا ياختي ما بظلمش حد، البت دي دخولها بيتنا كان قدم شوؤم من الأول وأنا ما بحبش البنات المعرقبين، وأتلمي بقى ولمي دورك معايا أحسن لك.
"سمر" غمزت "شهد" وقالت لها:
_ما خلاص يا ست "شهد" هي ياختي خدت جزاءها، هي أصلاً صفرا وخسارة في "يزن"، بكره ماما تجوزه ست ستها.
شهد:
_آه عندك حق، ولما ست ستها دي تتعوج علينا نقوم نلبسها مصيبة هي كمان ونطلها ست زباله ونطردها من البيت بفضيحه صح.
وقفت "صفيه" وهي بتزعق في "شهد" بغضب:
_شهـــــــــــد، لمي دورك أحسن لك.
شهد:
_وهتعملي إيه ياما لو ما سكتش؟ أسمعي بقى انا فاض بيا، وبصراحة أنا مش هعترف بحاجه في المحكمة، وهقول الحقيقة.
صفيه:
_والله، طب ورينا يا بنت "حفيظه" هتعملي كده إزاي؟
شهد:
_هتعملي إيه يا أم يوسف؟ هتطلعيني أنا كمان شوشو وبدورها على قفا جوزي.
يوسف جوزها قام زعق فيها، أتصدمت من عملتها، قالها بغضب:
_أخرسي يا "شهد" وأتكلمي مع أمي كويس وإلا هتحصلي مرات أخويا.
شهد:
_ومين قالك أصلاً أني هقعد ساعه واحده تاني في بيتكم، البيت دا خلاص معدش له أمان، يعني الواحده تدخل بيتكم معززه مكرمه، تطلعوا عين أهلها وأمك تبهدلها ليل نهار وتفقعوا فيها آسافين لو أعترضت ولا قالت أنها تعبت وفي الأخر تطلعوها ست شمال وتخرجوها من بيتكم بفضيحه، لاء يا "يوسف"، أنا مش قاعدة لك فيها، وحسبي الله ونعم الوكيل فيكم.
قعدت "صفيه" وحطت رجل ع التانية وقالت لها بغطرسه:
_هتطلعي من هنا بجلابيتك، لا هتأخدي قشايه ولا دهبك، ولا حتى عيل من عيالك، زي ما دخلتي بطولك هتطلعي بطولك من هنا، أنتي سامعه.
"شهد" أتصدمت من كلامها، بصت لجوزها اللي فضل ساكت، قالت لحماتها بصدمة:
_أنتي بتقولي إيه يا صفيه؟ يعني هتقبلي على نفسك شقى أمي، دي جايبه لي جهاز معدي ال200 ألف جنيه، تعبت فيه أقساط وقروض وجمعيات، هتقبليه على نفسك.
محدش رد عليها، دعت عليهم وهي بتعيط ولفت تخرج من بيتهم وهي منهارة، لكن أتفاجأت بباب الشقة بيرزع عليهم.
وقفوا كلهم مصدومين، جريت "سمر" فتحت الباب ولقيت أمها في وشها، دخلت أمها وقعدت على أقرب كرسي وهي بتقول بأنفعال:
_شوفتوا المصيبة اللي حطت على دماغنا كلنا.
صفيه:
_خير يا أم سمر، مصيبة إي دي ياختي؟ اللي جايه ترميها في خلقتنا ع الصبح كده.
أم سمر:
_مصيبة يا أم يوسف، قال الحي هيشيل كل العماير اللي ع الدائري عشان هيوسعوه، وهيدوا كل عيله مالكه بيت ولا عماره ولا شقه 100 ألف أو شقه.
الكل تنح لها، أبو يوسف سألها بصدمة:
_أنتي بتقولي إيه يا ست أم سمر؟ جبتي الكلام ده منين؟
أم سمر:
_الموظفين في الشارع ياخويا ومعاهم حكومة الدنيا وطالبين من كل صاحب ملك يطلع إثبات ملكيته للبيت أو الشقه والعماره.
سمر:
_أما مصيبه بصحيح، بس مش يمكن دا أحسن ياما.
الكل برق لها، صفيه بصت لها بغل وصرخت فيها:
_إيه هو اللي أحسن يا بنت الجزاره أنتي، قصدك إيه، ما صدقتي أنك هأخدي شقه ليكي ولجوزك لوحدكم يعني.
"شهد" بصت لهم ورفعت حواجبها بشماته، لكن "أم سمرط زعقت فيهم وصدمتهم وهي بتقول لهم:
_بس يا ست "صفيه" انتي وهي، شقة إيه ياختي اللي بتتكلمي عليها؟ بقولك لكل صاحب ملك شقه يا فلوس، شوية ملاليم ما يجيبوش أوضه وصاله، والشقق اللي هيسلموها للناس، شقق صغيره أوي ياختي ما تشيلش راجل بمراته وعيلين أتنين.
صفيه:
_إيه العبط ده، ومين قالهم أننا هنوافق على كده.
أم سمر:
_هما ياختي مش جايين يأخدوا رأيك، دول جايين بأمر من رئيس الحي وهيشيلوا كل العماير اللي على الصفين، بس مش هي دي المصيبه يا صفيه.
صفيه بزعيق:
_وإيه كمان يا قدم الشؤوم زي بنتك.
أم سمر:
_أنا ياختي، الله يسامحك، المصيبة ياختي أن بيتي مالوش أوراق ملكيه، جدي كان واخد الأرض وضع يد من العرب اللي كانوا عايشين في المنطقة زمان وكل اللي خده ورق مضروب مالوش أساس.
الكل تنح لها، "صفيه" عوجب بقها وقالت ببرود:
_والله، طب ياختي الله يكون في عونك يا وش السعد، بس ياختي دي مشكلتك أنتي، مالنا إحنا بتقولي لنا عليها ليه؟ ولا تكونيش بترمي كعب إنك تعيشي معانا في الشقق اللي هنأخدها.
"أم سمر" تنحت لها وصرخت فيها:
_أنتي يا وليه أنتي ما بتفهميش، شقق إيه ياختي، أنتوا المفروض هتأخدوا على العمارة دي كلها شقه واحده، بس حتى دي مش هتأخدوها، عشان حماكي الكبير جد أبو يوسف، حاله من حالنا، خد أرض من العرب وبنى عليها من غير تراخيص، يعني هتترموا معايا في الشارع يا روح الروح، ما تقولها يابو يوسف أنت واقف زي الصنم ليه كده؟
الكل أتصدم، أترعب من الكلام، صفيه هزت جوزها وصرخت فيه:
_الست دي بتقول إيه يا محمد، يعني أنت معيشني في بيت مالوش ورق حكومي بقالك 35 سنه، يعني العماره دي مالهاش أوراق ملكيه مسجلة، نهار اسوح ومنيل، يعني هترمي أنا وعيالي في الشارع.
"شهد" بصت لــ"سمر" بشماته وقالت لها:
_شفتي يا ست "سمر" حماتك المحترمة، أول ما فكرت، فكرت في نفسها وعيالها، ما جابتش سيرتك ولا سيرة عيالك ولا عيالي، كل همها نفسها، أسمعي يا صفيه، أنا همشي وأرجع لبيت أمي وهرفع على إبنك قضيه، هطالب بعيالي، ونفقة ليا وليهم وسكن، وهخرب بيته أكتر ماهو هيتخرب، وهروح لــ"إيلن" أقولها الحقيقة، وإنك عرفتي أن فتحية جارتك هي اللي سرقتك وأنتي لبستيها هي السرقة، هخليها هي وأهلها يخربوا بيتكم لو هيبقى لكم بيت من هنا لوقتها، صحيح يمهل ولا يهمل.
"في فيلا إيلن"
بعد حوالي أسبوعين من خناقة "شهد" في بيت "صفيه"، قررت "شهد" أنها تزور "إيلن" وتقولها على الحقيقة خصوصاً بعد ما عرفت من جارتهم في الحته أن مرات "يزن" حامل و"صفيه" حرجت على جوزها يعرف "يزن" إبنه.
أبو إيلن:
_لا حول ولا قوة إلا بالله صحيح، مين كان يصدق أن دا بيحصل بجد.
إيلن:
_معقولة يا بابا! طب ليه الحكومة هتهد بيوت الناس بالشكل ده؟
أبو إيلن:
_أنا فعلاً سمعت عن الموضوع ده من فترة، بس مكنتش أعرف أنهم بدأو في تنفيذه بالفعل.
إيلن:
_بس دا حرام يا بابا، كده في ناس كتير أوي هتتشرد يا عيني.
سالي والده إيلن:
_لا حرام ولا حاجه، دول ناس عايشين بقالهم قرون ببلاش، بنو بيوتهم على أرض مش من حقهم ودلوقتي بيدفعوا التمن، احسن يستاهلوا.
إيلن:
_لاء يا ماما حرام، بلاش نشمت في الناس، هو كل واحد بيأخد جزاءه صح، بس في ناس كتير هتتأذي.
والد إيلن:
-خلاص يا جماعه، فكونا بقى من القصص دي، الحكومة أدرى بمصلحة الناس، المهم إحنا دلوقتي لازم نعرف هنعمل إيه في القضيه اللي بعد أيام دي، ما تعرفيش يا شهد يا بنتي، إذا كانت الست الشرانيه دي هتتنازل عن القضية ولا هيكملوا فيها.
سالي:
_لازم طبعاً تتنازل، خصوصاً بعد ما بعتنا لهم أن "إيلن" حامل ومش هينفع يسبوها تتبهدل في المحاكم بوضعها ده.
إيلن بزعل:
_وأنتوا غلطوا لما عرفتوهم من ورايا، طب أديكم بلغتوهم إني حامل، كان حد أتصل ولا عبرنا، ولا حتى يزن فكر يجي يطمن عليا ويعرف وضع إبنه في بطني.
زعلت "إيلن" وعينها رغرغت بالدموع، لكن "شهد" وقفت وقالت لهم:
_طب يا جماعة أنا كده عملت اللي عليا وبلغتكم بكل حاجه، وزي ما قلت لكم دليل براءة "إيلن" مع الست فاطمة، هي اللي شافت الخاتم في إيد الست "فتحية" وبلغت "صفيه"، والست دي بتاعه ربنا وأنا قلت لها تشهد معاكم وهي وافقت، أنا أديتكم رقمها وهي منتظره إتصالكم، تؤمروني بحاجه تانيه.
سالي:
_لاء يا بنتي، وطبعاً بشكرك على دفاعك لبنتي قصاد الناس دي وإنك عرفتيني باللي حصل، بجد إحنا مدينوين ليكي طول عمرنا.
شهد:
_لا دين ولا حاجه يا طنط، "إيلن" وأنا في بينا عيش ملح بعيداً عن الخلافات وكمان هيكون في بينا دم ولحم، عامة ربنا يقدم اللي فيه الخير، أستأذنكم أنا.
قامت "إيلن" مسكت لإيدها وقالت لها بصدق:
_شهد أنا مديونه لك بالأعتذار، بجد مكنتش أعرف إنك كويسه كده، أنا ظلمتك لما حاولت أعمل لك مشاكل مع حماتك وجوزك، صدقيني أنا ندمانه لأني معرفتكيش بجد، أنا حقيقي خسرتك.
شهد:
_بطلي أفوره يا "إيلن"، مفيش لا خساره ولا دياولوا، إحنا عيله وهنفضل عيله، لا "صفيه" ولا عيالها هيقدروا يفرقونا، غحنا عيالنا هتجمعنا دايماً وأنا بعد طلاقي من "يوسف" مش هكون لراجل غيره، أنا بالرغم من كل ده لسه بحبه وهفضل أحبه ومحدش هيأخد مكانه في قلبي ولا في حياتي أبداً.
أبتسمت "إيلن" بمراره، فهمت "شهد" أن حال "إيلن" من خالها بس كبرياءها اللي مانعها تطلع اللي في قلبها، كملت "شهد" وقالت بغيظ:
_حتى الصفرا بنت الجزاره بعد ما "ياسر" طلقها لما حصلت خناقة بين أمه وحماته في اليوم المنيل ده، برضو هتفضل معانا ومننا، هي أتحايلت عليا تيجي لك معايا بس أنا رفضت وقلت أنك شايلة ومعبأه منها أوي، بس الحقيقة هي أننا هنفضل عيله حتى لو ما عدناش سلايف ولا إيه يا سلفتي الدلوعة.
ضحكت "إيلن" وحضنتها وهي بتعيط، حست أنها خسرت كتير لكنها كسبت في نفس الوقت.
"في شقة أخت صفيه"
قاعده صفيه مع جوزها وعيالها في الأوضه اللي قدرت أختها تفضيها لهم عقبال ما جوزها يقدر يدبر لهم بيت يلمهم.
صفيه:
_مفيش حل تاني يا محمد، هو ده الحل الوحيد.
رد محمد جوزها أبو يوسف وهو متعصب عليها بجد لأول مرة في حياته:
_أنتي بتخرفي تقولي إيه يا ست أنتي؟ إيه خلاص بقينا حاقدين إستغلاليين، بقى عايزة إبنك يبتز أبوها وإلا نحبس له بنته، لاء يا صفيه بقى لاء، أقفي عوج وأتكلمي عدل، أنا مش هتاجر بعيالي أبداً.
"صفيه" بزعيق:
_تتاجر إيه يا راجل يا أهبل أنت، دا حقنا، دا أبسط حاجه نأخدها من الجوازه دي، أديك أهو شايفنا أترمينا في الشارع وأختي مستأزه من وجودنا بس مش قادرة تقولها، بس يا أبو يوسف اللي مكسوف أنهارده بكره يزهق ويقولها جهراً، هتستنى إيه تاني يا محمد، هتستنى لما نترمي كلنا في الشارع ولا إيه؟ وأوعى تفتكر إني نسيت عملتك انت وأهلك زمان وأنكم السبب في اللي إحنا فيه ده.
أتكسف "أبو يوسف" لكنه وقف وقالها:
_أنا مش هلومك على كلامك ده وعلى كل تصرفاتك يا "صفيه"، ماهو طالما سمح لمراته أنها تركبه وتسوق المركب مره، مايرجعش يلوم إلا نفسه، وأنا سبتك طايحه من زمان وأدي النتيجة، ظهرتي ع حقيقتك يا بنت إسماعيل الفولي، بعد ما خربتي بيت عيالك التلاته وقعدتيهم جمبك زي البيت الوقف، عايزه كمان تسرقي طليقة إبنك، وأخرتها بتتهميني أنا وأهلي على فشلك والوضع اللي بقينا فيه يا ست صفيه، بس اللي لازم تعرفيه، أن اللي إحنا فيه ده مش غلطة أهلي دا غنتقام ربنا مني عشان سبتك تأذي بنات الناس واللي حاسب ع المشاريب هما عيالي، وأنتي لسه بتندبي يا صفيه، مش هقولك غير لله الأمر من قبل ومن بعد.
"صفيه" بصت لولادها الرجاله اللي كل واحد فيهم ظاهر الهم والغم على وشه، حست لأول مره أن قلبها وجعها، بس ما بقتش عارفه تتصرف إزاي، حست أنها بتغرق لأول مرة ومش لاقيه بر النجاة.
"في المحكمة"
أتجنبت "إيلن" أنها تبص لــ"يزن" وهي واقفه في قفص الإتهام عشان ما تضعفش وتنهار قصاد الناس، لكنها ما قدرتش تقاوم رغبتها في أنها تخطف نظرة واحدة وتشوفه، لكنها أتصدمت لما لقيته متغير أوي.
وشه وجمسه خس أوي، دقنه طولت ولا كأنه ميت له ميت، قلبها نغزها أوي، لمحت كمان سلايفها في قاعة المحكمة، لكنها ما عرفتش تكلم واحدة فيهم، عينها جت على "صفيه" اللي كانت قاعدة جمب المحامي ووشها أصفر.
"إيلن" رجعت وشها بسرعة قبل ما تشوفها "صفيه" وتحرق دمها ببصات الشماتة بتاعتها، لفت وشها للقاضي، وبعد ما المحامين كل واحد قدم دفاعه، ظهر إن دفاع "إيلن" ضعيف وشهادة الست "فاطمة ما أثرتش في إتهام "يزن" لمراته بالخيانة.
وقف القاضي الجلسة للمداولة، قربت "فدوى" من "إيلن" وقالت لها بزعل:
_أنا أسفه أوي يا "إيلن"، مكنتش أعرف أنهم قوموا محامي عقر أوي كده وهيلبسك القضية والجريمة بالشكل ده.
إيلن:
_إيه اسوء حكم هأخده يا "فدوى"؟
"فدوى" بصت في الأرض ومقدرتش تتكلم، فهمت "إيلن" أنها هتلبس في الحيطة، لو مكنتش بالفعل لبست خلاص، غصب عنها دموعها نزلت وبصت لحماتها وقالت لها بصوت عالي خلى كل اللي في القاعة يبص لها بشفقة:
_على فكرة أنا مسامحكي يا طنط "صفيه"، يمكن أنا اللي غلطت معاكي في الأول، بس كنت منتظره منك تعرفيني غلطي وتعاتبيني، كنت فاكرة أنك هتعتبريني بنتك مش عدوة دخلت بيتك وعايزة تبعد إبنك عنك، بس أنا هلتمس لك العذر عشان أنا هبقى أم، وحاسه أن أي حد هيقرب على إبني اللي لسه بيتكون في بطني، هأكله بسناني،
بس اللي واجعني أوي أنه هيتولد في السجن وسط المجرمين، صعبان عليا أنه يتظلم بالشكل ده وهو ما أذنبش في حاجه، والله يا ماما أنا مكنتش أقصد أزعل حد فيكم، حقكم عليا كلكم، بس إبني ذنبه إيه يتولد ويلاقي أمه محبوسه في تهمه زي دي، والله أنا بريئة وربنا شاهد عليا، بس أنا مسماحكوا، مسامحكوا كلكم.
وقعت المسكينة على ركبتها وهي منهارة من العياط، وقف "يزن" يبرق لأمه وهو مش مصدق، سألها بصدمة:
_إيلن حامل ياما؟ مراتي حامل وأنتي كنتي عارفه، طب ليه، طب ليه ما قولتليش، ليه دمرتي حياتي يا أمي؟ يعني أنا دلوقتي أقول الحقيقة عشان أخرج مراتي اللي عمرها ما هتسامحني ولا هترجع لي وأتسبب في حبسك أنتي، ولا أحبس مراتي وأتحرم من إبني اللي حتى مش هشوفه وهو جاي ع الدنيا، قولي لي أعمل إيه ياما؟ حد يقولي أعمل إيه يا ناس، يارب حلها من عندك يارب.
قعد "يزن" وهو بيعيط زي الطفل الصغير، دخل القاضي في اللحظة دي وأمر الحاجب الكل بالهدوء، قعد القاضي ونطق أسم "إيلن" وتهمتها ولسه هينطق الحكم، وقفت "صفيه" وصرخت:
_لاء يا سيادة القاضي، لاء بالله عليك، أوعى تنطق الكلمة اللي هتدمر عيلتي كلها، الست دي مظلومة، انا الغلطانه يا حضرة القاضي، أنا أفتريت علىمرات إبني، لاء، على حريم ولادي كلهم،
أنا المذنبة مش هيه، لو عايزين تحبسوا حد، أحبسوني أنا وخرجوها، أنا أفتريت عليها عشان أفرقها عن إبني، أنا غيرت من مرات إبني، أنا ضعيت عيالي بأنانيتي يا حضرة القاضي، أحبسوني أنا، حاسبوني أنا، خلصوا ذنبي وردوا لها حقها مني أنا.
عيطت "صفيه" وحن قلبها أخيراً، قالت الحقيقة كلها، أمر القاضي بسجنها 24 ساعة بتهمة الإدعاء الكاذب وإزعاج السلطات، أتنازلت "إيلن" عن حقها وأتحبست "صفيه" يوم كامل في القسم.
"أدام قسم الشرطة"
خرجت "صفيه" استناها جوزها وعيالها، وفجأة وقفت عربية فخمة أدامهم قبل ما يطلعوا ع الطريق يركبوا، نزل من العربية "إيلن، سمر، وشهد"
أتصدمت "صفيه" وجوزها وولادها، قربت "إيلن" من "صفيه" وحضنتها فجأة، أتصدم الكل من عملتها، مسكت "إيلن" إيد "صفيه" وقالت لها:
_المرة دي بقى صافي يا لبن بجد، أنا مش محتاجه منك إعتذار لا أنا ولا بناتك، كلنا عيله واحدة يا ماما وأنا جايه دلوقتي عشان أخدكم كلكم ونعيش في بيتنا الجديد، بابا هو اللي طلب مني أخدكم على فيلتنا في العاشر، وطلبت منه أننا ندفع له إيجار كل شهر عشان محدش فينا يحس أنه عايش في بيت غريب أو أننا عايشين عند حد، كلنا هنعيش تحت سقف واحد لكن كــعيله بجد المرة دي، إيه رأيك بقى يا "صفصف"؟
"صفيه" عيطت، حضنت "إيلن" وشاورت للبنات وخدتهم التلاته في حضنها وهي بتقول:
_وأنا أوعدكم يا بنات أني هكون أمكم مش حماتكم، واللي حصل ده خلاني أتعلم منكم درس عمري، ووعد مني أننا هنكون عيله بجد، ومش هسمح لأي حد أنه يفرق بينا ولا هسمح للغيرة والحقد يدخلوا بيتنا تاني.
"صفيه" خدت "إيلن" سلمتها ل"يزن" وخدت "شهد" سلمتها" لــ"يوسف" و"سمر" لــ"ياسر"، خدتهم كلهم وطلعوا ع أقرب مأذون ومنه على بيتهم الجديد.
أتعلم الكل أهم درس في الحياة، أن الحياة الزوجية لازم تقوم على الود والرحمة بين كل أفراد العيلة وأن العيلة هي الحصن اللي كل واحد فيها بيتحامي فيه وجواه، عاشت "عيله صفيه" في ود، حب، وإحترام وعاشوا السلايف أخوات، وحماتهم الأم التانيه ليهم، وبقت حكايتهم يتحاكي بيها الناس ويتعلموا منهم أن الحب والود في العيله هما الأساس اللي هيربي أجيال ويعمر بيوت.
تمت
تعليقات
إرسال تعليق