القائمة الرئيسية

الصفحات

سلسله لا تخافوا ولكن احذروا طعنة غدر بقلم مروة حمدي احتفاليه الاقلام الذهبية

سلسله لا تخافوا ولكن احذروا طعنة غدر بقلم مروة حمدي احتفاليه الاقلام الذهبية 

سلسله لا تخافوا ولكن احذروا طعنة غدر بقلم مروة حمدي احتفاليه الاقلام الذهبية


سلسله لا تخافوا ولكن احذروا

 طعنة غدر بقلم مروة حمدي

 احتفاليه الاقلام الذهبية 

جروب المجد للقصص والروايات 

 سلسلة " لا تخافوا ولكن احذروا"

سلسله لا تخافوا ولكن احذروا طعنة غدر بقلم مروة حمدي احتفاليه الاقلام الذهبية


جزء ١" طعنة غدر"

بقلم مروة حمدى 

تململت فى فراشها اثر تلك الأصوات العالية التى تصل إلى مسامعها من الخارج، لتتحدث بتذمر وهى تحرك يدها بعشوائية فى الهواء

هشش، هشش،  ايه الدوشة ال على الصبح بدرى دى يا ماما، عايزة أنام.

لم تكد تنهى جملتها ليصدح صوت هاتفها بالارجاء، لتتلقفه من جوارها على عجاله تقم بغلقه دون أن ترى على الاقل هوية المتصل متمتمه.

_ناقصاك انت كمان أصله.

قالتها وهى تضع الوسادة على رأسها، حتى يمكنها إكمال نومها بهدوء لم تمر ثانية واحده ليفتح باب غرفتها بشده وأعصار مدوى يدلف منه يرفعها من خصلات شعرها التى أحكم القبض عليها جاعلا إياها تقف قبالته يصرخ بها بغضب: وكمان جايلك نفس تنامى يا ح*ق*** بعد ما خليتى سيرتنا على كل لسان.

اعقب حديثه بصفعة مدوية على وجهها التف على اثره للجهة الاخرى.

لتصرخ والدته به والتى دلفت خلفه، تحاول ازاحه يده عن راس شقيقته التى يطالعها بنظرات غاضبة مخيفة أسرت الرعب بجسد تلك الصغيرة التى تبادله إياها بخوف وصدمه   لا تفهم شيئا حتى الآن، ولما يطالعها اخاها الحنون بتلك النظرات القاتلة ولم صفعها من الأساس وهو الذى لم يفعلها يوما ولو على سبيل المزاح.

الام: شيل ايدك من على اختك يا خالد، حرام عليك يا بنى أختك مظلومة. 

خالد: هى ولا مش هى يا أمى.

نظرت الأم باستجداء للأب الواقف أمام باب الغرفة بأعين دامعه ووجهه كبر على عمره عشرات السنوات وقد انحنى ظهره فجاءة: ما تتكلم يا حج على.

حج على: اتكلم اقول ايه لله الأمر من قبل ومن بعد.

الأم: يا بنى تلاقيه سوء فهم او حد ابن حرام عامل فيها مقلب.

خالد وهو يهزها بعنف: وايه ال يخلى حد ينتقم من بنت بالطريقة دى الا واذا كامت عملاله نصيبه .

الام: يا بنى نفهم منها الاول.

خالد: وانا لسه هستنى لما افهم يا أمى ال زى دى موتها أكرم ليها ولينا.

اتسعت عيناها  على الأخير وقد ربطت بعض الأمور بعقلها بأن هناك خطب ما خاص بها يعتبر كارثة اقترفتها هى بالتأكيد عن غير قصد، لتمسك بيد اخاها الممسكة بفروة رأسها التى أوشكت ان تقتلع بيده متجاهلة المها والم وجهها تدافع عن نفسها عن ذنب لا تعرف ماهيته حتى الآن.

_انا معرفش حضرتك بتتكلم عن ايه يا ابيه؟ وصدقني لو فى اى غلط انا عملته فأنا مكنتش اقصد حقك عليا والله غلطة ومش هتتكرر تانى، انا اسفة انا اسفة. 

ختمت حديثها بدموع نابعه من خوفها وحسرتها شاركتها إياها والدتها التى بكت على اى حال سيؤل مصير عائلتها كنزها وذخرها للزمان .

خالد بنبرة متألمة ساخرة: اسفة؟! عادى كده؟ اسفة على ايه ولا ايه؟ على ابوكى ال مش هيقدر يرفع رأسه تانى وسط الناس بعد ما سيرتنا بقت على كل لسان، على فضيحتنا فى كل حته على العار ال ركبتهولنا للممات. 

علا بصراخ واستجداء وهى تكاد تفقد عقلها: حد يفهمني انا عملت ايه لده كله؟ 

خالد وهو يخرج هاتفه بيده الحره من جيبه يفتحه شاشته يعبث به لثوانى ثم يضعه امامها مقربا وجهها من شاشته.

خالد وهو يجز على أسنانه: انتى دى ولا مش انتى؟ انطقى؟

بلعت ريقها برعب وقد اصفر وجهها كمن سكب عليه لون اصفر  هوى قلبها أرضا عيناها تكاد تخرج من مقلتيها وقد شلتها الصدمة عن الحديث ، أمسكت الهاتف بكلتا يديها عينيها مثبته على شاشته لا يرمش لها جفن وقد افلتها خالد من يديه يحدثها برجاء وتمنى: قولى ان ده كدب، قولى ان دى مش انتى وانها واحده غيرك قولى ان الفيديو ده متفبرك قولى اى حاجه غير ان دى إنتى.

حادت بعينيها عن الهاتف ناظرة لأخاها بأعين فارقتها الحياة وقد ارتعشت كل خليه بجسدها ليسقط منها الهاتف على الفراش: دى انا والفيديو ده حقيقى.

انهت جملتها واستجابت لتلك الدوامة السوداء التى سحبتها لتهوى على الفراش اسفلها تزامنا مع سقوط والدها ارضا، لتصرخ الام برعب تقف فى المنتصف ما بين زوجها وابنتها ودموعها لا تتوقف وهى تصك على وجنتيها بقهر وخوف، ليتجه خالد إلى والده المسجى على الأرض، حمله وادخله إلى غرفته حاول افاقته ولكنه لم يستجيب ليهبط سريعا لإحضار الطبيب .


طرقات عالية متتالية على الباب جعلتها تقم من مجلسها بتذمر وتوعد لذلك الطارق وهى تتمتم بسخط: ما تصبر ياللى على الباب انت بتخبط ولا بتطبل هى الدنيا هتطير ! وجاي فى اهم مشهد فى الحلقة مكنتش قادر تصبر شوية يا ساتر والله لو فى الاخر طلعتوا انتوا  يا جيران الهم يا اولاد هند لأكون....

فتحت الباب عقب اخر كلمة لتتوقف عن الحديث تشهق بفرحة وعيناها تتسع من السعادة تهمس باسمه: قاااسم.

فتح ذراعيه لها: وحشتينى يا أمى.

ألقت بنفسها بيت ذراعيه وهى تبكى ليحتضنها وهو يربط على ظهرها كطفل صغير.

نعمات: وحشتنى وحشتنى يا نور عينى.

قاسم : واهو رجعتلك يا ست الكل ومش هفارق حضنك ابدا.

الام وهى تخرج من احضانه بفرحه غير مصدقة: والنبى مش هتسافر تانى؟

قاسم وهو يدخلها وهو خلفها مغلقا الباب: لا يا أمى، الحمد لله كفاية اوى سبع سنين غربة ربنا كرمني واخدت الدكتوراة و اشتغلت فيهم فى اكبر المستشفيات اكتسبت فيهم خبرة كافية تخليني ارجع بلدى وافيد أهلها بال قدرت اوصله.

الام: دعيالك دايما يابن بطنى يا رافع راسى يعلى مراكبك كمان وكمان يارب.

قاسم وهو يمسح على معدته المسطحة: وحشنى اكلك اوى يا ست الكل.

الام: يا ضنايا يابنى، حالا احلى أكل من تحت  ايدى ليك، بس المفروض كنت قولت انك جاى يا نور عينى كان اخوك ولا أبوك استقبلوك فى المطار وكنت حضرتلك كل الاكل ال بتحبه.

قالتها وهى تدلف إلى المطبخ على عجاله.

قاسم: كنت عايز اعملها لكم  مفاجئة .

ليجلس على الاريكة التى كانت تجلس عليها والدتها يضحك بخفه  يعلى بصوته: سبع سنين مشيت ورجعت وانتى لسه بتتفرجى على نفس المسلسل " لن اعيش فى جلباب أبى" مزهقتيش يا أمى؟!

الام من الداخل : انهاردة فرح بهيرة. 

أطلق لضحكاته العنان لينظر إلى الشاشة أمامه وهو يهز رأسه بقله حيلة، لفت انظاره الهدوء المخيم على المكان على غير العادة،  نظر إلى ساعة يده وجدها الواحدة ظهرا .

قاسم: آمال البيت هس هس كده ليه فين البت رحاب والواد فتحى  وبابا مش المفروض معاش يعنى قاعد جنبك زى ما كنتى بتحلمى يا نعنع راح فين؟

صمتت لا تعرف ماذا تقول له، آثار صمتها الغير معتاد منها ريبته، ليلحق بها إلى المطبخ نظر لها بحيرة وهى تحادث نفسها بهمس.

نعمات: اقوله ولا ما اقولوش، ما هو كده ولا كده هيعرف، بس الواد لسه جاى من سفر هغم نفسه على حاجة زى كده حتى يرتاح الاول، منك لله يا بعيدة.

"تقوليلى ايه يا أمى"

فزعت فى مكانها لتبصق داخل ملابسها متمته: بسم الله الرحمن الرحيم كده برضه يا قاسم تخضنى كده يا ابنى.

قاسم: فى ايه يا أمى رحاب كويسة؟ فتحى وابويا كويسين؟!

نعمات وهى تكبر فى الهواء: الحمدلله مشاء الله عليهم بخير وزى الفل بس بس.

قاسم: ما تقلقنيش يا أمى قوليلى فى ايه؟

نعمات: عمك ومقصوفة الرقبة بنته هما ال  مش كويسين.

قاسم وهو عاقد لحاجبيه: عمى وعلا؟ مالهم؟ تعبانين ولا ايه؟ ولو كده انتى مروحتيش معاهم ليه؟

نعمات وهى تترك ما بيدها: اصلى لو روحت هشمت فخلينى فى بيتى احسن.

قاسم: تشمتى؟ ليه؟ ما تقوليلى يا أمى وفهمينى فى ايه؟

نعمات وهى تخرج هانفها وقد قامت بفتحه ووضعته بين يديه: دى حاجات ما تتقلش يا قلب أمك، تتشاف.

حاد بنظراته المتسائلة عنها إلى ما بين ايديا لتفتح اعينه على وسعها وهى يرى فتاة إلى حد كبير تشبه ابنه عمه علا اذا لم تكن هى تتمايل وتتراقص باحترافية على أحد المقاطع.

لينظر إلى والدته: معقول، دى علا؟

نعمات وهى تهز براسها: ايوه هى هباب البرك، صحينا الصبح لاقينا الفيديو ده مبعوت لينا وللجيران وجيران الجيران كمان.

قاسم بداخله: اكيد فى حاجه غلط، معقول؟ علا؟!

اغمض بعينيه لبرهه ثم فتحهم وأعاد النظر الى والدته: بابا هناك دلوقت؟

نعمات: ايوه ، اصل عمك مستحملش فقام وقع من طوله والبنت السهونه عاملة فيها مجنونه وقال ايه جالها انهيار عصبى.

قاسم وهو يوليها ظهره: انا رايح بيت عمى.

نعمات: استنى مش هتاكل الاول.

قاسم وهو ينظر لها بلوم وعتب: تفتكرى ده ظرف ينفع اقعد واكل فيه براحتى يا أمى؟!

ما هم بالتحرك خطوة حتى وقف وتابع حديثه: المفروض كنتى روحتى يا أمى الظرف ال فيه بيت عمى يمسنا كلنا محدش بيشمت فى روحه ولا ايه؟

هم بالتحرك لتوقفه هى: استنى انا جاية معاك.

قاسم :اتفضلى البسى هستناك.

نعمات: وهو الاسدال قصر فى ايه؟ ده بيتهم العمارة ال جنبنا. قالتها وهى ترفع اسدالها عن الاريكة ترتديه على عجاله تسير خلفه.

فى منزل الحج على الوضع إلى حد ما جنائزى، يجلس بغرفة المعيشة كلا من خالد وعمه وابن عمه ورحاب ووالدته بالداخل تساعد الطبيب، صمت قاتل مخيم على المكان، قطعه صوت جرس الباب ، لم يهتم خالد من الأساس لينظر حج كمال إلى ابنته رحاب يشير لها بفتحه، اؤمات براسها، فتحت الباب لتجد اخاها يقف قبالتها والى جواره والدتها.

رحاب بغير تصديق: أبيه قاسم!

ابتسم لها ابتسامه صغيرة لتلقى نفسها بين ذراعيه ودموعها تسيل على وجنتيها.

الاب من الداخل: مين يا رحاب؟

"انا يا والدى" 

بالبداية لم يصدق أذنيه عندما تناهى إلى آذانه صوت ابنه الغائب، ولكن نظرات ابنه فتحى المثبته خلفه جعلته يميل برأسه بقلب مشتاق، ليبتسم ابتسامه صغيرة بفرحة على رجوع بكريه امتزجت بحزنه على الظرف الذى تمر به العائلة لينطق بلهفة: قاسم ابنى.

اقترب منه سريعا يقبل يده ليربط الآخر على ظهره: شفت ال حصلنا يا قاسم.

فتحى بعصبية: واحنا مالنا.

نظر له قاسم سريعا باستهجان ليبلع فتحى ريقه بخوف من نظرات أخيه الأكبر.

قاسم: ازيك يا فتحى.

فتحى وهو يقترب منه يهم باحتضانه: حمد الله على السلامة.

اوقفه قاسم باشارة من يده: مش وقته يا فتحى.

جلس إلى جوار خالد الجالس على الاريكة مثنى الجزع يسند وجهه على مرفقيه وعينه تاره  مسلطه على باب غرفة والده الغائب عن الوعي والطبيب لديه منذ فترة وتارة على غرفة أخته بجوارها التى وبالرغم من حقنة المهدئ التى أحذتها لا تزال تستيقظ كل بضع دقائق تصرخ وتعود للنوم من جديد.

وضع يده على كتفه يهزه: خالد.

رفع نظره ببطء من على الغرفة لذاك الجالس إلى جواره، لمعت عيناه بالدموع لرؤيته لرفيق طفولته وصباه ابن عمه اخاه الجالس الى جواره، اخرج حروف اسمه بصوت متحشرج: ق ا سم.

لم يمهله وقت لياخذه بين ذراعيه، ليطلق الاخر لدموعه العنان.

قاسم: أهدى يا خالد.

خالد: بابا ، علا.

قاسم وهو يخرجه من بين ذراعيه: هتتحل كل حاجه وليها حل.

خالد بتيه: ازاى؟ ازاى؟

هم قاسم بالتحدث ليقاطعهم صوت فتح الباب وخروج الطبيب وخلفه عديلة، هرعوا إليه.

خالد: دكتور محسن طمئنى ارجوك، بابا حالته ايه؟

الطبيب باسف: هو فاق دلوقت، دى كانت بوادر جلطة بس الحمدلله لحقناها.

تنفس الجميع الصعداء ليكمل الطبيب: الحج على رفض يتنقل المستشفي ياريت تقنعوه هناك هيتلقى رعاية لازمه هيحتاج لها الساعات ال جايه لأنها هتكون حرجه ممكن تحصل انتكاسة فى اى وقت وبالأخص عامل الحالة النفسية والجو هنا مش مناسب بالمرة وبالذات بسبب ال ام احم اقصد الفيديو. 

حركت نعمات شفتيها بالاتجاهين متمته بهمس: يختتتى حتى الدكتور ال بيجى العيادة يومين فى الاسبوع وصله الفيديو.

قاسم: هنحاول معاه يا دكتور ولو أصر كلنا هنكون حواليه نهتم بيه ونراعاه. 

الطبيب بإماءة من رأسه: الف سلامة عليه وحمد الله بسلامتك يا دكتور قاسم.

قاسم وهو يسير الى جواره: شكرا لحضرتك يا دكتور.

بفزع فتحت عيناها الدامية تنظر حولها بهلع لتجد نفسها وحيدة بالغرفة تحاول إخراج صوتها تنادى عليهم، تهمس بصوت مبحوح ماما خالد بابا خالد خالد.

تحاملت على حالها لتقف من على الفراش بوهن تستند على ما يقابلها حتى امسكت بمقبض الباب وهى لا تزال تهمس: اسمعونى، لازم تسمعوني.

توجهت الانظار نحو باب الغرفة التى فتحت، لتطل عليهم تدور بعيناها على وجوهوهم التى تباينت ملامحها من حزن برود احتقار.اعتصر الالم قلبها وهى ترى والدتها تحيد بنظراتها عنها تدفن وجهها فى صدر اخاها وعيناه ترسل لها آلاف السهام من اللوم والعتاب وخيبة الألم.

انعقد حاجبيها وارتسم الخوف جليا على ملامحها وهى تعاود النظر لهم من جديد بصوت مبحوح: بابا فين؟

لا رد سوا اغماض اخاها لعينيه وقد تحررت الدموع منها اخيرا.

لتعيد السؤال من جديد بقلب منتفض فزع: بابا فين؟

تولت زوجه عمها الإجابة عليها هذة المرة لتجاوبها ببغض وكره واضح بنبرة صوتها: ابوكى مستحملش النصيبه وقع من طوله وكان هتنزل عليه جلطة من تحت رأسك لولا أن ربنا ستر

 لتكمل بتهكم :يا ست الدكتورة.

علا: بابا كان هتجيله جلطه بسببى انا ! انا!

نعمات: شوف البت، صحيح يعملوها ويخيلوا.

علا بتهته تنفى حديثها: انا انا معملتش حاجه معملتش حاجه.

فتحى باستهجان: ال فى الفيديو دى انتى ولا مش انتى؟

علا وهى مغمضة العينين: ايوه انا بس.

علت صوت شهقات والدتها عند اقرارها من جديد بانها هى بالفعل ولم تحاول حتى الإنكار  ولو بالكذب، لتصيبها نوبه من نوبات الربو وهى تشعر بالاختناق علت صوت أنفاسها التى تحاول التقاطها بصعوبه.

خالد برعب: ماما، اهدئ اهدئ.

قالها وهو يجلسها على أقرب كرسى، اقتربت منها علا بهلع ليوقفها اخاها باشارة من يده ونظرات جحيميه لو كانت تقتل لأردتها فى الحال، بحث بين جيوب رداءها عن بخاخها فهى لا يفارقها حتى وجده ليضعه سريعا بفمها ورحاب تمسك بيدها تبكى بحزن خوف تستجديها: مرأت  عمى امسكى نفسك والنبى ما تخوفناش عليكى انتى كمان.

علا برجاء: ماما، انا..

فتحى: انتى ايه؟ لسه ليكى عين تتكلمى.

علا بصراخ: يا ناس اسمعونى.

خالد بعصبية: مش عايز اسمع صوتك.

"بس انا عايز اسمع يا خالد"

كان هذا صوت قاسم عندما استمع لجملتها الأخيرة عند عودته بعد إحضار الأدوية التى أوصى بها الطبيب.

دارت بوجهها باتجاهه ببطء وأعينها تتسع شيئا فشيئا بصدمه لتهمس  بأسمه بدون وعى: قاسم.

قاسم مقتربا منها منحها بسمة صغيرة مطمئنة كعادته السابقة يحدثها بنبرة حانية : قولى يا علا كل ال عندك انا سامعك..

صمتت مغمضة العينين بقلب ملكوم تستشعر يده التى تربط على كفها تحتضنه بحماية معهوده منه معها.

خالد: ايا كان ال هتقوله مظلومة او مذنبة معدش ليه لزوم خلاص اى كلام يتقال مالهوش اى لزمه.

قاسم بنفى: بالعكس يا خالد انا واثق أنها ضحية لعبة دنيئة ولازم نسمع منها علشان نفهم ونعرف مين ال عمل فيها وفينا كده.

ليشجعها قاسم على الحديث وهو يربط على يدها: اتكلمى يا علا قولى.

علا بخزى: انا ال فى الفيديو يا قاسم بس والله مش زى ما انتوا فاهمين.

قاسم وهو لا يزال على هدوئه فهمينا انتى.

بلعت ريقها بصعوبه وهى لا تقوى على رفع عيناها من الأرض: ممكن اشوف الفيديو.

نظر قاسم إلى والدته التى احضرت الهاتف له بعد تشغيل ذاك المقطع ليعطيه لها.

أمسكت به تشاهده باعين صامته دموعها لا تنضب لفت نظرها شئ ما به همت بالحديث ليوقفها تعليق زوجه عمها: انت لسه هتتفرجى.

اغمضت عينيها تستجمع شتاتها لترفع الهاتف بوجوهم : انا اه رقصت بس ال انتوا مش شيفينه او ال محدش حاول فيكم أنه يشوفه انا برقص وسط بنات وان ال قاعدين وظهرهم للكاميرا ال كان كل همها تصورنى انا وبس ومتظهرش بنت تانية غيرى كانوا بنات.

زوجه عمها : يعنى فرقت فى ايه؟ تلاقيكى كنتى فى فرح ولا حفلة ولا خروجه قولتى لما اطرى القعدة.

علا: المكان ال كنت فيه بنتك كانت معايا فيه.

زوجه عمها بانفعال: احترمى نفسك يا قليلة الرباية بنتى متربية كويس مش بتروح حته انا معرفهاش ولو كانت راحت معاكى مكان زى ده اكيد كانت هتقولى ومن الأساس مكنتش هتروح.

علا: بس هى كانت معايا ورقصت كمان بس زى ما قولتلكم الكاميرا كان كل همها تصورنى انا وبس.

خرج عمها عن صمته بانفعال: انا لو كنت ساكت فده خوف منى على اخويا ومش عايز ازود عليه بس ده ما يخليكش تدخلى بنتى فى ال قر ف ده علشان تبرئ نفسك.

قاسم: علا، انتوا كنتوا فين،؟

فتحى بعصبية: انت هتصدق كلام وحده رخ**** زى دى.

أمسكه خالد من تلابيب قميصه بغريزة فطرية يهم بكلمه لتمسك زوجه عمها يده تخلص ابنها وهو ينظر لقبضة ابن عمه برعب: ياخويا روح اتشطر على ال رامية بلاها على غيرها.

قاسم: امى سبع سنين غربة اتعلمت فيهم أن اسمع كل الأطراف للاخر واحكم بعدين.

قاسم وهو ينظر إلى أخته التى تفرك يدها بتوتر: صح الكلام ده يا رحاب.

رحاب وهى تقطف النظرات لذويها تاره ولابنه عمها تاره تهز راسها: ايوه يا أبيه .

والدتها نعمات وهى تصك على صدرها بيدها: يا نصيبتى.

علا بانهاك: ومش هى بس تقريبا كنا كلنا بترقص سوا.

خالد وقاسم بنفس الوقت: انتوا مين؟

علا: بنات الجيران كانوا معانا.

عمها بدون فهم : يعنى كنتوا فى فرح؟

علا وهى تنظر إلى رحاب ثم إلى زوجه عمها تتحدث بتهكم: هى بنتك كانت معزومة فى فرح امبارح.

"جاوبي يا علا ريحى قلبى"

التفت إلى الخلف على صوت والدها المتعب  لتهرول له لتمسك بيده تقبلها وهى تعتذر منه: انا اسفة انا اسفة انا اسفة بس والله مظلومة مظلومة.

خالد وهو يسرع اليه: قومت من على سريرك ليه يا بابا وانت تعبان.

والده: سبنى اسمع منها يا خالد سبنى افهم اعرف بنتى خانتني وخانت تربيتى ليها ولا لا.

علا بدفاع عن نفسها أمام ابيها: بابا انا مكنتش فى فرح ولا حفلة وحد صورنى ، انا معملتهاش وانا صغيرة هعملها دلوقت ، انتوا لو بص لو ركزتوا ثانية وحده بس هتشوفوا معدات رياضية وأجهزة ورايا .

فتح كل واحد منهم شاشة الفيديو الخاص به ليتأكد،  لتكمل هى بحسرة وهى ترى ثقتهم الواهية بحديثها لتستقر نظرها عليه وهو يناظرها هى لا سواها يهز رأسه لها بتشجيع حتى تكمل حديثها، كأنما اختفى كل شئ من حولها ولم يتبقى سواه، لتكمل.

_من فترة وزى ما كلكم عارفين فى جيم فتح اول الشارع وفى مدربه خاصة بالسيدات وانا ورحاب ومعظم بنات الشارع عاملين اشتراك فيه، امبارح كان عندنا تدريب، فضلنا نص ساعة مستنين والكابتن مجتش دخلت الموظفة وقالت إن الكابتن بتعتذر عن التاخير حصل ظرف طارئ وان قدامها كمان ساعة علشان توصل.

فتحى: ايه اللفة دى  دخله ايه ده بالموضوع؟

قاسم بحده دون أن تحيد عيناه عنها: اسكت يا فتحى خليها تتكلم براحتها.

وبنبرة مخالفة تماما وجه حديثها لها: كملى يا علا انا سامعك.

البنات اقترحوا اننا نهيس شويه نضيع وقت بدل الزهق من القعدة، وحده اقترحت ان فى عروسة معانا فرحها قرب وعايزين نفرحها.

زوجه عمها: ليكنش قصدك على آلاء بت فتحيه.

هزت لها رأسها بتأييد.

وبدوا البنات يطبلوا على اى حاجه قدامهم ارض حيط ويغنوا وآلاء بقت فى النص واحنا حواليها بقت تضحك ومن فرحتها بقت بتتمايل يمين وشمال وتنط بقينا نضحك عليها واحنا لسه بنغنى ليها فضلت تسحب فينا وحده وتطلب مننا نرقص معاها واهو تتعلم حركة من اى وحده فينا على حسب كلامها.

ووقتها كلنا بقينا نرقص سوا معاها انا رحاب وباقى البنات.

هنا نظر قاسم إلى أخته لتؤيد الأخرى حديثها: ايوه حصل كلنا رقصنا مع بعض مش بس علا.

خالد بعصبية: وساكته من بدرى.

والدتها : يعنى ما قولتليش يا رحاب على الحكاية دى لما رجعتى وسالتك اتاخرتى ليه؟

رحاب: قولت لحضرتك ان الكابتن اتاخرت بس الهزار والضحك مع البنات مش حاجه مستأهله انى احكيها.

قاسم وكأنه قرأ أفكار خالد ليتحدث : وانتى لما شفتى الفيديو ما قولتيش ليه ان هى كانت معاكى وانكم كلكم كنتوا سوا؟!

رحاب: الصدمة وقفت دماغى ماشفتش قدامى غير فيديو لعلا وهى بترقص وبعدين اذا كان محدش فيكم خد لباله انها فى جيم عايزنى اركز انا أزاى؟

خالد: الكلام ال علا قالته ده حصل؟

هزت رأسها رحاب بإيجاب.

اغمضت علا عينيها بقهر من سؤاله الهذا الحد لا يثق بها!

ليأتى سؤاله التالى كطعنة سددت بمنتصف قلبها...

خالد:..

سلسله لا تخافوا ولكن احذروا الفصل الثاني 

 طعنة غدر بقلم مروة حمدي احتفاليه الاقلام الذهبية 

الجزء الثاني 

إذا تلقيت طعنة في ظهرك فهي خيانة قد تؤلمك، لكن حين تلتفت خلفك وتجده أقرب الناس إليك، هذا الشعور ينزع الروح من الجسد، ولا أعتقد أن هناك كلمات في قاموس اللغة قادرة على وصف قسوة هذا الاحساس، فلا يعرفه إلا من تجرع المرارة من كأسه" ملاك نورى"

صمت الجميع بترقب فى انتظار تلك الإجابة الإ هى فلم تهتم ايا كان ما ستخبرهم به فلقد مزقها سؤال أخيها وانتهى الأمر.

خالد بعدما طال صمت رحاب، يعيده بنفاذ صبر: رحاب انطقى اللبس ال علا لبساه فى الفيديو هو هو ال كانت بيه معاكم فى الجيم.

حاولت إخراج صوتها تجيبه ولكنها فشلت ومع اصراره على معرفة الإجابة رفعت عيناها بدون وعى عند ذكره اسمه  لعلا لترى الأخرى تنظر لها بأعين دامعة وصمت ليختفى كل شئ من حولها فقط علا وعيناها أمامها ، هزت رأسها بايجاب وبصوت متحشرج باك: ايوه يا خالد هو نفس اللبس وفعلا امبارح فى الجيم كلنا رقصنا مش بس علا حتى اانا.

علا وعيناها لا تفقد اتصالها برحاب وقد وجهت لها عيناهاحديث صامت لم يستمع له سواها.

علا: الحق مش طالبه منك غير الحقيقة وال حصل يارحاب.

خالد: بس علا هى لوحدها فى الفيديو؟

رحاب وهى تغمض عينيها وقد انسابت دموعها: القااصدغالب وعلا كانت المقصودة ، كلنا رقصنا بس علا اكتر وحده فينا متمكنة وزى ما انتوا عارفين عادتها وهى صغيرة لما بترقص بتنسى نفسها فوقفنا نتفرج ونسقف وهنا هى اتصورت ووو

آآآآآآه.

صف*ع*ة مدوية تلقتها على وجنتها لتفتح اعينها سريعا وهى تضع يدها موضعها بألم لتنتفض بداخلها من تلك النظرات التى تقف قبالتها وصوت حاد أسرى الرعب بأوصالها وهو ينطق بما يشبه الفحيح: وليكى عين توقفى قدامنا وانتى بكل بجاحة بتقولى انك كنتى بترقصى فى مكان عام زى ده!

الام وهى تخبئ ابنتها داخل احضانها بعيد عن بطش اخاها: جرا ايه يا فتحى ماهى قالتلك كلهم رقصوا مش هى بس وبعدين شوية بنات وبيفرحوا لصحبتهم وبيهيسوا سوا حصل ايه يعنى لده كله؟

نظرت لها ام علا عديلة  باستنكار وكأنها تخبرها الان فقط ابنتك لم تخطئ وماذا عن ابنتى التى لم تفعل اكثر مما فعلته هى؟

قاسم بملامح واجمة وهو ينظر لرحاب نظرات قرأت بها العتاب بوضوح: وهو ينفع يا أمى يرقصوا فى مكان عام زى ده؟ ممكن اى حد يدخل عليهم من العاملين على الاقل مخافوش من كاميرات المراقبة؟

رحاب بسرعة نافية: الأيام ال بنروحها بتكون مخصصة للسيدات مافيش رجل بيكون فى المكان كله ستات بدايه من الاستقبال للنظافة وحتى الكاميرات بتكون شغالة بس مكان تدريب لا بتوقف.

خالد وقد أنتبه لشئ ما: وانتى واثقة ازاى انها بتوقف؟ وبعدين مش ممكن يكون الفيديو ال متسرب ده من الكاميرات دى نفسها.

إجابة قاسم وهو يهز رأسه نافيا: لا طريقة التصوير وجوده الفيديو موضحه اوى أنه أتصور بتليفون وحديث كمان مش من كامير مراقبة.

علا بتعب: ده كان من ضمن المميزات ال أعلنوا عنها فى يوم الافتتاح ان قسم السيدات ليه خصوصية كاملة واحنا مأكدين عليهم عند الاشتراك وكمان بنت صاحب المكان صاحبتنا وبتكون معانا وهى محجبة وبتغير هدومها  هناك على عكسى انا ورحاب بنكون لابسين لبس التدريب تحت الهدوم فأكيد مش هتعمل كده لو فى شك واحد فى الميه عندها ان الكاميرات شغالة.

خالد: يبقى وحده من ال كانت معاكم هى ال صورت.

قاسم: صح مالهاش تفسير غيركده.

علا: صورت؟ وحده من ال معانا؟!!!

صمتت قليلا وهى تعقد حاجبيها بتفكير: التليفون، طب ازاى؟

قاسم : بتفكرى فى ايه يا علا؟

علا وهى تنظر لهم بحيرة: مين ال هتكون صورت وو لا واحده كان معاها الفون بتاعها!

الجميع ماعدا رحاب التى تولت هى مهمة التوضيح لهم : اااايه؟

رحاب بصوت مهتز تتمسك بملابس والدتها: بسبب الخصوصية وعلشان كل وحده تاخد راحتها لربما وحده تحب تصور نفسها وتظهر معاها صورة بنت تانية صدفة  او يحصل زى ال لحصل لعلا ووحده تصور وحده من غير موافقتها فعلشان كده قبل ما ندخل للقاعة بنسلم الفون فى الاستقبال.

ام رحاب بغباء: وافترضوا التليفونات اتلغبطت.

رحاب وهى تهز رأسها بنفى: لا ياماما بتبقى فيه دولايب صغيرة من بره كنظام أمانات وكل وحده ليها دلاب رقمه زى رقم الدولاب ال جوه ال  بتحط فيه هدومها.

قاسم وهو يشد على يد علا: تقدرى تفتكرى مين ال مسلمتش الفون بتاعها.

علا: صعب.

قاسم: علشان خاطرى حاولى تفتكرى اى حاجه ولو صغيرة اكيد هتوصلنا للى عملت كده.

رحاب : زى مافالتلك صعب يا ابيه؟

خالد بعصبية: ايه ؟ هو انتوا كتير اوى كده لدرجه مش فاكرين مين سلمت ومين لا؟!

علا وقد عادت دموعها للهطول بمرارة تتقطر من فاها: عشر بنات بس صعب وحده متسلمش الفون بتاعها.

قاسم: وضحى يا علا.

علا: المكان ده فيه قواعد مشددة واحنا اعتبرناها مميزات، لما بندخل من البوابه بيكون فيه مكتب استقبال وعلى آخره فى الزاوية باب يدخلك لجوا وعلشان ندخل جوا لازم تثبت نفسك فى حضور اليوم وتسلم فون بتاعك الاول.

رحاب:ده حقيقى يا أبيه.

خالد وهو يشد خصلات شعره يكاد ينتزعهم بين يديه: يعنى ايه شيطان، عفريت طلع من تحت الارض صورك.

قاسم بعقلانية: ما تقلقش هنوصل للى عملها بس قبل اى حاجه لازم نتأكد من الجيم الاول ونشوف الكاميرات.

رحاب: ماهى بتكون مقفولة يا أبيه.

قاسم: دى ال جوه قاعة التدريب لكن ال بره لا.

خالد: قصدك ممكن تكون وحده غفلت الموظفة،

قاسم: او الموظفة نفسها.

علا: قولت لحضرتك صعب وحتى العمال تلفوناتهم بتتسلم. 

قاسم بابتسامة مطمئنة: لازم اروح واتأكد وعايزك تطمئنى هتتحل يا رحاب وهعرف مين ال عملها ووقتها هيكون حسابه معايا، يالا بينا يا خالد.

نظر إلى أخاه الجالس : مش هتيجى معانا يا فتحى.

فتحى: لا انا هفضل هنا لربما الجماعة يحتاجوا حاجه.

نظر له قاسم ورحل دون إضافة اى تعليق.

مر الوقت ببطء قاتل، تجلس على فراشها وهى تضم نفسها بذراعيها تشعر كأنها عارية جسدها ينتفض دون إرادة منها باعين شاخصة تنظر  للفراغ بعكس تلك الأعين التى تتابعها بندم وحزن، مع زيادة انتفاضة جسدها اقتربت منها بحذر تحاول أن تضمها إليها.

علا بصراخ: لا، ابعدى عنى.

رحاب: انا عارفة انك زعلانه منى يا علا حقك عليا متزعليش منى انا اسفة.

دارت برأسها تجاهها تعاتبها بنظراتها لتغمض الاخرى عيناها لا تقوى على مواجتها لتكمل بخزى: اسفة كان المفروض اتكلم انطق اول ما شفت الفيديو بس الصدمة شلت تفكيرى، سامحينى يا علا سامحينى.

علا: مبقاش يفرق يا رحاب قولتى دلوقتى قولتى قبل كده مابقاش يقرق.

رحاب: علا انا....

قاطعتها تلك الأصوات العالية القادمة من أسفل لتعقد حاجبيها بضيق تحاول فهم بعض كلماتها بالأخص بعد سماعها لاسم ابنه عمها، لتشهق بصدمة تضع يدها على فمها والأخرى على صدرها وقد ارتجف قلبها بخوف اثر ما ميزته أذنيها لتلتفت ببطء إلى علا والتى يبدو من ملامحها أنها استمعت هى الأخرى لتهمس بيأس : انا الموت راحه ليا..

رحاب وهى تهرول لها مسرعة: ماتقوليش كده يا علا.

علا: علا خلاص انتهت.

اكملت بصراخ: انا خلاص انفضحت فضحت ابويا واخويا وعمى وأولاده، انا فضحتكوا كلكوا يا رحاب.

رحاب ببكاء: كل حاجه ليها حل ما تخافيش. 

علا وهى تزيح دموع عينيها بظهر يدها بعنف: عندك حق وأنا عارفة حل مشكلتى.

قالت آخر كلمة وهى تقف من جلستها وعيناها مثبته على وجهه معينه. 

لا تعرف لما شعرت رحاب بالخوف عليها تلك اللحظه لتمسك بكف يدها تمنعها من مواصلة السير: انتى رايحة فين.

علا: هروحلهم.

رحاب: اعتبريهم هوا عيال فاسدة ماتعبرهمش ولا تردى عليهم من الأساس.

علا: ومين قالك انى كنت هرد عليهم.

رحاب بتوجس وهى تبلع ريقها بصعوبة: اومال كنتى هتعملى ايه؟!

علا: هنزلهم.

رحاب وهى تبتلع ريقها: من الشباك.

علا وهى تنظر للشباك يأعين ذائغة: حل مشكلتى.

شهقة مكتومة صدرت عن رحاب عندما توصل عقلها لمعنى حديث ابنه عمها، لتقف أمامها سريعا كحائل بينها وبين ماتنوى. 

رحاب وهى تحرك يدها فى الهواء برفض: لا مش هسمح ليكى تعملى كده، حرام عليكى نفسك حرام عليكى اهلك.

علا ببكاء مرير: ماهو علشان خاطرهم.

رحاب: حرام عليكى توجعيهم عليكى وتكسريهم هما عارفين انك مظلومة.

علا وهى تشير للخارج مع تعالى الاصوات: بس دول لا.

رحاب: ولا ليهم اى لزمة دول شوية عيال صيع خالد وقاسم هيقفلهم.

علا: وباقى الناس.

رحاب: الناس كلها عارفة مين هى علا وايه أخلاقها وبعدين انتى مكنتيش عارفة انك بتتصورى غيرك بيكون عارف وفرحان وهو بينزلها بنفسه على النت علشان كم لايك ولا متابعة.

وضعت يدها على أذنيها وهى تستمع إلى تلك التعليقات الجارحة تكاد تصم أصوات أصحابها أذنيها.

_مش قادرة مش قادرة كفاية كفاية 

رحاب وهى تهم بغلق الشباك :مصيرهم يزهقوا وينسوا.

تعلقت يداها بالهوا وهى تستمع لذاك الصوت مدت رأسها إلى الأمام حتى تتأكد من هوية صاحبه، ابتسامة شقت وجهها وهى تشير باصبعها لأسفل تدير رأسها إلى داخل الغرفة من جديد تهم بالحديث لتعقد حاجبيها بحيرة وهى تنظر إلى مكان ابنه عمها الفارغ، انتفضت فى وقفتها وهى تستمع لذلك الهمس بجانبها.

_قاسم.

رحاب بصدمة: انتى هنا محستش بيك انا.

صمتت وهى تراها بواد اخر تنظر إلى أسفل وقد تجمدت الدموع بعيناها وهى ترفع راسها تزامنا مع حديثه تنظر إلى مايشير، لتربط بيدها على ظهرها دون إرادة منها واعين سابحة فى الفراغ: ما تخافيش كل حاجه هتبقى كويسة.

بينما قبل وقت قليل وأثناء عودة خالد وقاسم من مركز الألعاب الرياضية.

خالد وهو يضرب كف بالاخر: انا كنت رايح وعندى شك ان ال عمل كده حد من ال بيشتغل هناك بس كل الكلام ال البنات قالوه طلع صح مفيش بنت دخلت الا بعد ما اتسلم تليفونها وحتى العاملات بيستخدم تليفون الجيم الارضى والكاميرات فى الصالة بتوقف عن العمل، وعلا أكدت أنها كانت فى الجسم وتصورت منه ورحاب أكدت على كلامها والمعدات ال ظهرت والحيطا ال ورا منها هى هى ال ظاهرة فى الفيديو، يبقى ايه مين ال عملها مين؟ 

قاسم بشرود: يمكن كان عندى انا كمان ذرة شك زيك فى اصحاب المكان او حد من ال بيشتغل فيه بس الجماعة كانوا متعاونين اى حاجه طلبنا نشوفها متاخروش علينا سوا مراقبة كاميرا او اننا ندخل الصالة نتأكد بنفسنا فبكده انا متأكد انهم مش منهم ال متأكد منه ومش عارف تم ازاى وسط الإجراءات المشددة دى ان ...

وقف عن الحركة والكلام وهو يرى مجموعه من المراهقين تقف أسفل البناية التى يسكن بها عمه وكلًا منهم يحمل هاتفه بيده يدندن معه بصوت عالى على نغمات نفس المقطع يتمايل بخصره بحركات هوجاء مع تعليقاتهم الجريئة.

اشتعل به الغضب وفقد السيطرة على أعصابه  بعدما أصبحت تعليقاتهم اكثر جرئة ووقاحة ليتجه لهم بسرعة خاطفة امسك باحدهم بغتته يفاجاه بصفعة مدوية على وجهه سقط على أثرها على الأرض تزامنا مع سقوط احد رفقائه بعد تلك الكلمة التى سددها له خالد.

ليبلع رفيقهما ريقهما بصعوبة ينظران لتلك الازوج من العيون المخيفة برعب يعودون بظهرهما خطوة إلى الخلف واعينهم تتنقل باهتزاز بين هذا وذاك وبين الاثنين المسجين على الأرض بلا حراك ما ان هما بالتحرك وطلق ساقيهما للريح،  ليمسك كلا من خالد وقاسم بواحد منهم.

قاسم: على فين؟ لسه الرقصة مخلصتش.

خالد وهو يهز من بيده بعنف: بقا انت يا حته عيل ابن امبارح يطلع منك كله ده؟!

يالهووووووى، سيل ابنى يا خالد، انت جاى تتشطر على الواد الحيلة، كان من باب اولى تربى اختك وتعمل عليها راجل براحتك.

رفع نظر خالد نظره لأعلى لتلك التى تتحدث من نافذتها يهم بالرد عليها.

ليوقفه قاسم باشارة من يده وعيناه لا تحيد عنها لتبتلع باقى كلماتها بجوفها وهى تستمع إلى وصلة من التقريع لم تخطئ صاحبتها بكلمه.

_شوف شوف مين ال بيتكلم، صحيح العيب ما يطلعش غير من اهل العيب، عارفة انا كان فى بالى ان الصرصعة دى من هند وكنت ناوية اديلها ال فيه النصيب بس تطبع منك انتى، شوف ياخى البجاحة.

شايفة يا عديلة ياما قولتلك ده صنف دون ما بيطمرش فيه وانتى تقولى لا ام حسين حبييتى عشرة عمر اختى ال ما جبتها أمى،  اهو طلع عندى حق والعرق الواطى ال فبها نط وظهر اهو.

_الا ما تحترمى نفسك وحسنى ملافظك يا نعمات.

_لا اوقفى عدل واتكلمى عدل اه انا مش عديلة انا نعمات، ال محتاج يحتاج يتحسن أخلاقه هو الصايع ابنك بتاع فيديو كيف تلف السيجارة من ورا الستارة.

_انا ابنى صبى رجل ماعلوش كلام الدور والباقى على بنتكم وال الكل اتفرج على هز وسطها.

_اه اتفرجوا بس ماهى بنت اخوكى ال طالة فوقى هزت هى كمان .

_انتى بتقولى ايه يا ست أنتى انتوا هتلقحوا فضيحتكم علينا.

_لا اسمع يل راجل انت..

_ماااما.

قاطعها قاسم بحده من الاسفل مكملا.

مش من قيمتك ولا قيمتنا تردى عليهم، بس انا بقا عندى كلمتين.

على بصوته متابعا وهو يمر بعينيه على الجميع فلقد خرجوا على اثر الشجار : بنتى عمى غلطها الوحيد انها مدتنش خوانها وقالت انا وسط بنات حتتى وجيرانى ال متربية معاهم ورقصت بغرحة لصحبتها وجارتها آلاء العروسة زى ما كل بناتكم ال كانوا موجودين رقصوا.

صح يا آلاء؟

ساد الصمت على حديثه وانتقلت الاعين الى تلك التى اخفضت بصرها الى اسفل هزت راسها بتأكيد.

قاسم : حلو اقدامكم وقدام بناتكم ال واقفة سامعينى وشايفينى: مش هقولكم غير حاجه واحده بنتى عمى اتغدر بيها وكان ممكن ال حصلها يحصل لواحده منكم وهى ال تتصور لان الفيديو ال اتبعت ليكم اتصور من تليفون واحده كانت معاكم مش من حد غريب واهو بقولكم ال عملت كده قدامها ٢٤ ساعة تعترف على نفسها وتقر بذنبها وال عملته قدام علا وأهلها ووقتها علا هى ال تقرر تجيب حقها منها ازاى  ده بس علشان حق الجيرة ال انتوا مراعتهاش بس هنقول ايه كل واحد واصله والفيديو ده انا هعرف شغلى فيه، وإلا تانى يوم  بلاغ فى المباحث الإلكترونية ومنها هنعرف هى مين وهتتجاب ومش بس كده ده بعدها همشيها قانونى وتبقى تقابلنى لو شافت الاسفلت ل ١٥  سنة قدام من قواضى تشهير وابتزاز وسب وقذف هى وال ساعدها وال ..

جز على أسنانه وهو يمسك الفتى الذى بين يديه من مؤخرة رأسهم أمامهم يهزه بقوة وعنف: اسمع منه كلمه واحده تعيب فى حق بنتى عمى فاهمين  بس بعد ما اعلمه الادب ال اهله نسيوا يعلمهوله، انا راجل جاى من سفر وفاضيلكم فكل واحد يحترم نفسه ويخليه فى حاله علشان لو حطيته فى دماغى وفتشت وراه قسما بربى ما هخليه يعرف يمشى فى الشارع وهو رافع رأسه حتى الفيديو هيتمسح وبايدى واخره يونين تلاته وهيتنسى وهيطلع فيديو جديد الناس تتلقى فيه بس الواطى الخاين ال بيغدر بغيره مابيتنسيش.

رفع نظره لتلك التى تتابعه من أعلى متابعا:بنت عمى  الدكتورة علا خط أحمر لأى حد  ، ال غدرت وخانت قانونى هجيبها، بمعرفتى هجيبها وانا حبابيى كتير، هى ٢٤ ساعة بس وبعدها اللهم بلغت، القى الفتى من بين يديه عقب اخر كلمه.

يالا بينا يا خالد.

صمت مخيم على المكان كلا ينظر إلى ابنته التى تجواره، ينظر لها وهناك سؤال واحد فقط اتفق عليه الجميع يعجز اللسان عن نطقه : هل هى انتى؟ وتلك النظرات المنكسرة التى لا تقوى على الحديث او مواجهة أعين ذويها تزيد من شعورهم بالقلق الخوف والرعب من القادم.

نعمات بعد رحيل قاسم: اسم الله عليه ربنا يحرسه،قادر ويعملها ويعمل ابوها واظن انتوا عارفين قاسم كويس وكان بيساعدك ازاى فى بلاويكم يالا يا عديلة مالهاش لزوم الوقفة احنا نقعد ونحط رجل على رجل وحق بنتك هيجى لحد عندك وقاسم نسى يقول نطلب تعويض كمان يالا يا اختى ما تزعليش نفسك احمد ربنا انه كشفلك العرر اب حواليكى يختى.

أغلقت باب الشرفة تاركه أعين مضطربة تناظر أخرى تقف قبالتها تتهرب منها وهناك سؤال واحد توجه لها: ما العمل الان؟

لتفر الأخرى من الإجابة إلى الداخل.

ليهمس صاحب الأولى لنفسه: مش هقع لوحدى.

وزوج أخر شارد بالفراغ لم ينتبه على دخول الجميع، فقط ذاك التهديد يصدح بأذنى صاحبها لتنقبض عضلات معدته بخوف وكلمه واحده تتردد داخله دون صوت: ياليت.

"اهلا اهلا، حمد الله على السلامة"

_الله يسلمك يا محمد.

_اخبارك واخبار والدتك ايه؟

_دى ليل نهار كل ما تقوم وتتحرك من حته لحظه مافيش غير الدعا ليك.

قاسم بابتسامة: انا معملتش حاجه يا محمد والدتك فى مقام والدتى.

محمد بعرفان: ازاى يا قاسم وانك تتابع معاها تحاليل وفحوصات ومع الدكتور المتابع ليها وكمان تبعت الملف بتاعها لدكتور تانى من طرفك وتتابع خط سير  العمليه بنفسك لحظه بلحظه بالفيديو كونفرس والحقن ال كانت بتحتاجها وصعب نلاقيها هنا وانت بتبعتها وو.

قاسم مقاطعا: بس يا عم ايه ده كله، احنا اخوات واصحاب وعلشان كده جاي ليم فى خدمة انت الوحيد ال تقدر عليها.

محمد: برقبتى يا قاسم.

قاسم: الاول احب اعرفك على خالد ابن عمى وده يا خالد البشمهندس محمد صاحبى وحبيبى.

هز راسه خالد مرحبا.

ليفاجئه محمد باحتضانه مداعبا: يا عم التعارف يكون كده، مالك مهموم كده ليه.

قاسم وهو يجلس على الكرسى خلفه: ما هو ده ال انا جايلك عشانه.

محمد بجديه: تحت امرك.

مر الوقت ببطء على الجميع.

ومحمد أمام شاشه حاسوبه المحمول عيناه مسلطه عليها بتركيز ويداه تعمل بسرعه شديده.

يميل خالد على قاسم: تفتكر هيقدر يعمل حاجه؟

قاسم بشبح ابتسامة: محمد مهندس إلكترونيات عبقري ما تقلقش.

على وهو يحرك رأسه فى الاتجاهين يمد يديه فى الهواء بعد مرور ساعتين وهو على هذة الوضعية، التف لهم بجسده: افتحوا تليفوناتكم وشوفوا كده

فتح خالد هانفه بسرعة كلما ضغط على مقطع الفيديو ذاك لتشغيله يظهر أمامه ملف غير صالح بلع ريقه اكثر وهو يكرر الأمر اكثر من مرة وفى كل مرة لا يفلح. 

محمد:جرب كمان فى بحث النت.

فعل خالد كما قال: ليضحك وهو لا يجد له اى اثر على اى موقع

رفع نظره له باعين سعيده: كله هيبقى نفس الوضع كده؟

محمد بثقه: عيب عليك الفيديو اتمسح حتى من على الجهاز اللى اتبعت منه ولا عملت احلى واجب مع صاحبه.

خالد : عملت ايه .

محمد: بعتله فيرس محترم خلهوله ابيض ياورد حد عارف بلاوي ايه مخزنها عليه ولا بيعمل بيها ايه؟

خالد وهو يحتضنه ويقبله من وجنته: تسلم ايدك.

قاسم: كلمهم فى البيت وفرحهم يا خالد أنه اتحذف قاعدين على أعصابهم واهو حاجه تفرحهم.

خالد يهز رأسه بتاكييد يبتعد عنهم بضع خطوات يوليهم ظهره وهو يضع الهاتف على اذنه.

ليظر قاسم إلى محمد متحدث بصوت هادى: انا بقا عايز اعرف الجهاز ال اتبعت منه.

محمد وهو يضع ورقه قام بتدوينها بين يديه بسرعة حتى لا يلاحظ خالد: ده العنوان ال اتشير منه الفيديو ورقم التليفون الاساسى ال اتبعت منه الفيديو

قاسم : يعنى ايه؟

محمد بتنهيده: يعنى الفيديو أتصور بتليفون ومنه اتبعت لتليفون ومنه للكمبيوتر  ال اتشير منه على المواقع .

قاسم وهو يبلع ريقه خائف من القادم ولا يعلم لما: عرفت مين صاحب الرقم؟

على ينظر للجهة الاخرى يهز رأسه.

قاسم : مين؟

محمد: عندك فى الورقة.

خالد بعد انتهاءه من المكالمة: ها تقدر تعرف مين ال عملها؟

محمد وهو ينظر إلى قاسم الصامت، رقم التليفون ال اتبعت منه مع قاسم.

قاسم وهو يفتح الورقة بين يديه ينظر لها يقرأ ذاك العنوان مرة ورا الأخرى، ذاك الاسم المخطوط جانب الرقم، اخذ نفس عميقا وهو يكورها بين يديه.

يالا بينا يا خالد.

خالد بدون فهم: على فين؟

قاسم: نجيب حق علا.

قالها راحلا بسرعه وخلفه خالد ومحمدينظر بأثرهم : الله يكون قى عونك يا قاسم.

سلسله لا تخافوا ولكن احذروا

سلسله لا تخافوا ولكن احذروا طعنة غدر بقلم مروة حمدي احتفاليه الاقلام الذهبية


 طعنة غدر الفصل الثالث ولاخير 

 بقلم مروة حمدي احتفاليه الاقلام الذهبية 

طعنه غدر 

الجزء الثالث

*******

يقف أمام متجره وعيناه مسلطه على تلك البنايه حاله كحال معظم قاطنى الحى حتى ولم يظهروا هذا؟ فالفضول يفتك بهم لمعرفة تلك التى ستذهب لتعترف بجرمها؟ امسك هاتفه وضعه على اذنه فى انتظار الرد ودلف إلى الداخل.

لم يتلقى اجابه الا بعد عده مرات .

الطرف الاخر:الو

_ايه مكنتش عايز ترد.

الطرف الاخر:ايه انت مش شايف الدنيا حواليا عاملة ازاى.

_يا سلام  مفكرتش والدنيا معايا  انا هتبقى عاملة ازاى بعد كلام قاسم 

_الطرف الاخر:متخفش مش هيعمل حاجه.

_لا يقدر ويقدر اى حد لو قدم بلاغ فى المباحث الإلكترونية بسهولة هيوصلولى وانا قولتلك الكلام ده وقتها وانت أكدت عليا ان الموضوع مش هتخليه يوصل لكده.

الطرف الأخر: مكنتش عارف ان قاسم جاى والا كنت أجلته خالص.

_العمل ايه دلوقت ؟

الطرف الاخر: مش عارف اتصرف ازاى؟

_لا تقدر تلم الموضوع قاسم مستنى البنت ال صورت تعترف على نفسها وقتها مش هيبلغ ، خليها تكلمه وتقوله انها غلطانه وندمانه وهو مش هيهون عليه الفضايح تكتر حواليكم وهيسكت وهيسكت الموضوع. 

الطرف الاخر: مافيش بنت صورت.

_انت هتستعبطنى، اومال الفيديو ده وصلك ازاى، لا لو ناوى تخلع انسى مش هلبسها لوحدى.

يهم بالرد عليه ليستمع إلى صوت تلك الزغاريط ليضع يده على الهاتف يطرق السمع يبتسم براحه، يعيد الهاتف على اذنه.

_لا هتلبسها ولا هلبسها خلاص الفيديوهات اتمسحت.

_ااااااايه، ده كده نصيبه اكبر ال يقدر يمسح الفيديوهات يقدر يوصلى بسهولة.

الطرف الاخر براحه: ماليش فيه، حتى الفيديو ال بعتهولك من عندى ونشرته اتمسح زيه زى اى فيديو مافيش عليا حاجه. 

_ كنت شاكك فيك من الاول ما هو ال يغدر بلحمه ودمه يغدر بأى حد على العموم انا بعتلك شوية صور للاخت ال مصورتش الفيديو اخد رايك فيهم قبل ما اركبهم على فيديو على مزاجى انا المرة دى لو محلتش الموضوع بعيد غنى رفع نظره عن الهاتف ليقول له: وصلوله واتس اهم حتى شوف كده.

الطرف الاخر : رفعه عن أذنه، يفتح التطبيق بسرعه يتصفح هاتفه: ليطلق سبه نابيه: اه يا ابن *****، انت وصلت لصور اختى ازاى؟

_بذمتك مش عيب لما تقولى كده، على العموم هكرت الفون بارسالة واتس فى نفس اليوم ال انت بعت فيه الفيديو قولت أمن نفسى وكان عندى حق .

_الطرف الاخر: انت تعمل في اختى انا كده فاتت صاحبك وعشرة عمرك كده.

_ده على اساس انك بتبيع سبح، مانت قبلى عملتها فى علا فماتلومنيش.واخر كلام ابعدنى عن الموضوع بدل ما هاخد  معايا فى الرجلين وافضح اختك بالمرة واهو من أعمالكم واه قبل ما اقفل ابقى نبه عليها تخف تصوير شويه ، دى لو لبست توكه فى شعرها تتصور افترض التليفون ضاع اتهكر انت عارف ولاد الحرام كتير.

_الطرف الاخر: اه يابن ال***

_مقبولة منك، سلام يا صاحبى.

اغلق المكالمة جلس على مكتبه يفتح حاسوبه يتمتم لنفسه بشر: المرة ال فاتت عملت ال انت كنت عايزه والمرة دى لو مخرجتنى زى مورطتنى لاهعملها تانى وعلى مزاجى وكده كده حبس بحبس.

تصبب جبينه عرقاً وهو يحاول الولوج إلى ذاك المقطع بلا فائدة، ليتاكد من حديثه بان قاسم بالفعل استطاع حذف تلك المقاطع حاول المرور إلى حسابه لتظهر رسالة بمنتصف الشاشة بلغة غير مفهومة وقد فقد السيطرة على الحاسوب وهو يرى الكثير من النوافذ تفتح وتغلق والعديد من الرسائل التحذيريه تفتح وتغلق وقد امتلئت بها الشاشة، استغرق الأمر دقيقة لتصير الشاشة أمامه سودا ، فتح عينيه على وسعهما برعب، يحاول إعادة تشغيله من جديد، هوى قلبه بين قدميه وقد أصبح الحاسوب ما هو إلا قطعه من الحديد امامه.

باصبع مرتجفة امتدت يده إلى هاتفه وبصوت مهزوز: انا لسه محتفظ بكل حاجه هنا، حتى لو فيرسلى الجهاز صورها كلها هنا.

ما اصاب حاسوبه اصاب هاتفه ليمسكه بغضب يلقى به على. الأرض وهو يسب ويلعن.

توتو عيب كده يا بو سمره.

التف ببطء ناحيه باب المتجر ليجد كلا من خالد وقاسم يقفان يسدان الطريق ونظراتهم  لا تبشر بالخير.

سمير وهو يحاول الثبات: اهلا اهلا يادكتور قاسم حمدلله بالسلامة.

قاسم وهو يزيح يده الممدوة باتجاهه: سبع سنين والمحل بتاعك هو هو لا غيرت ولا زودت عليه حاجه.

سمير وهو يعيد يده إلى موضعها: ما انت عارف المسئولية ال عليا وايراد المحل يدوب رايح على جهاز اخواتى.

هو خالد بيقفل المحل ليه؟

خالد: وال انت عملته فى اختى ترضى حد يعمله فى حد منهم؟

سمير: انا معملتش حاجة.

لكمة بالانف تراجع على أثرها للخلف وقد تناثرت الدماء على قميصه ليوافيه خالد بضربه فى معدته وهو يصيح به: انت انت يل سمير تغدر بينا ياخى كنت راعى حق الجيرة ال بينا.

اعقب حديثه بضربه بقدمه على رأسه جعلته يفقد توازني لتتراخى قدميه، ينظر إلى قاسم بملامح لا تفسر: لما ال منها غدر بيها منتظر منى ايه وانا حيالله جيرانكم.

خالد بتوعد: حسابه عندى.

قاسم: لا يا خالد انا سبتلك سمير لكن الك**التانى ده بتاعى.

وخف ايدك عليه عايزين نسلمه للحكومه سليم.

سمير برعب: ابوس ايدك يا خالد ابوس ايدك يا قاسم: انا فى رقبتى أمى وإخواتي هيتبهدلوا من بعدى.

خالد: واختى وفضيحتها مفكرتش فيها.

سمير بدموع الندم: غصب عنى، ليه عليا فلوس وجاني بالتليفون وعليه الفيديو مكنتش مصدق ال هو بيطلبه منى وفى البداية قولت لا انا ماليش فى الليله دى، انا ابيع تليفون مسروق اهكر اكونت عيل من صحابنا علشان اعلم عليه لكن اعمل كده فى بنت حتتى لا وقتها قالى انت مش هتعمل حاجه غبر انك تبعته لأهل الحارة بحكم ان كل ارقامهم عندى وبس وفى المقابل هيدينى الكمبيالة ال عليا  وان هو هيحل الموضوع ومش هيوصله لمحضر ولا للشكوى.

ولما سألته غرضك من ده كله ايه؟ قالى دخ يخصني انا وبس، لكن وعهد الله ما انا ال نشرته على النت انا اه بعته لكن مانشرتوش حد من ال وصله هو ال عملها، ابوس ايدك يا خالد انا ماليش دعوة انا بس بعت لا فكرت ولا خططت ولا صورت.

خالد: اه يا كلا*

قالها وهو يهم بضربه مرة أخرى ليمسكه قاسم من يده: سيبه يا خالد ما توسخش ايدك اكتر من كده ليه روقه.

سحبه قاسم وخرج من المتجر ليميل صاحب المحل المجاور له على جاره: تفتكر قاسم وخالد كانوا بيعملوا ايه جوه عند الواد سمير وقافلين الباب.

جاره بهمس: يمكن بيسالوه يوصلوا للى عملها ازاى ماهو بتاع موبيلات وكمبيوترات ودى شغلنته، وبلاش نتكلم فى الموضوع ده لحد يسمعنا يقولهم ونتاخد فى الرجلين خلينا جنب الحيط ربنا يسترها علينا وعلى ولايانا.

جاره: على قولك.

بينما فى منزل الحج على الجميع صامت وكلا بواد يشغله وعلا تجلس إلى جوار والدتها التى تمسك بيدها تنظران إلى الباب فى انتظار تلك التى ستاتى للإقرار بذنبها، قلبها يؤلمها لا تتخيل ان واحده من رفيقات طفولتها ومراهقتها من نشأت وترعرت معهم قد غدرت بها لا تعلم ما ستفعله عندما تعلم من هى؟

نعمات بتنهيده وهى تنظر لهم ثم إلى ابنتها بملامح وجهه الشاحبه تهمس لنفسها: طول عمرك قلبك رقيق يا رحاب يا بنتى.

نظرت إلى ابنها فتحى الصامت وهو يفرك جبينه بيده وهاتفه يصدح مرة تلو الاخرى : مكنتش اعرف انك بتحبها اوى كده يا فتحى .

رفعت ضوتها: رد يا بنى يمكن يكون حاجه ضرورى.

هز رأسه وهو ياخذ الهاتف متوجها إلى الشرفه.

نعمات وهى تربط على يد عديله لتناظرها الاخرى بدموع امتلئت بها الأعين: حقك عليا يا عديله وانتى كمان يا علا يابنتى، انا لو كنت جيت عليكى فده من زعلى منك بسبب رفضك من الجواز من الولا فتحى وكنت فاكرة انك اتصورتى بخاطرك زى ما البنات بيعملوا اليومين دول ماكنتش فاهمه الحقيقة فين؟ حقك عليا يابنتى انا لما فكرت مع نفسى قولت كان ممكن بنتى تكون مكانك وقتها انا مكنتش هبقى عارفة حالى عامل ازاى؟!

شهقت رحاب ببكاء على حديث والدتها.

لتعقب عديله: حسبى الله ونعم الوكيل يا نعمات ف ال أذت بنتى وغدرت بيها.

رن هاتف الحج على ، ليرفعه : خالد بيرن.

عديلة : رد بسرعة يا بو خالد وافتح السماعة يكون وصلوا لحاجه.

هز رأسه ليجيب على المحادثة يسرعه: الو ايوه يا خالد يا بنى.

خالد من الجهة الاخرى: الفيديوهات كلها انحذفت يا بابا ، الفيديو الزفت ده اتشال نهائى افتحوا تليفوناتكم كده. 

فعل الجميع مثلما قال ليتاكدوا بالفعل من حديثه، لتصدح زغاريط نعمات بالمكان بسعادة حقيقية وعديله تضم ابنتها وهى تبكى.

بينما الحج على يضع يده على صدره وهو يحمد ربه.

عديله : غمه وانزاحت.

نظرت حولها: هو لسه فتحى مخلصش مكالمة، لما ابشره واغيظ فى جيران الهم .

سارت باتجاه الشرفه :ولا يا فتحى تعال يا ولا افرح معانا.

تسمرت امام باب الشرفه وهى تستمع لحديث ابنها وأخذت تربط بين الأمور ببعضها لتختفى الابتسامة من على وجهها وحل محلها الحسرة وخيبة الامل بينما فتحى عقب اغلاق المكالمه اخذ يضرب على حافة الشرفه بيده، مرر يده داخل خصلات شعره يجذبها بعنف: اعمل ايه دلوقت بس؟

انا ال هعمل يا فتحى.

التفت ببطء خلفه ليجد والدته تقف وملامحها لا تدل سوا على شئ واحد، انها استمعت لكل شئ.

فتحى : ماما.

نعمات : هششش تعالى بسكوت مش عايزين نفرح الجيران علينا اكتر من كده.

فتحى : انتى فاهمة غلط.

نعمات وهى تضع اصبعها على فمها باشارة للصمت وبيدها شارت له بالتقدم، ليفعل مثلما قالت بهدوء وبطء وبمجرد ان خطى بقدمه خارج الشرفة لتغلق هى الباب خلفه.

فتحى بهمس لها من الخلف: لما نروح البيت انا هشرحلك كل حاجه.

نعمات وهى تميل لاسفل تلتقط شئً ما ثم اعتدلت بمقابلته وعلى حين غره قامت بضربه بخفها على رأسه صارخه به: وانت لسه هستنى.

أخذت تضربه بكل ما اوتت من قوه بخفها بأى مكان تستطيع الوصول إليه وهو يحاول الدفاع عن نفسه وتفادى ضرباتها.

فتحى: يا ماما انا معملتش حاجه، انتى فاهمة غلط.

نعمات بغضب: ولسه ليك عين تكدب.

اجتمع على صوتهم البقية، ليتفاجؤا بما يحدث، يحاول زوجها تخليص ابنه من بين يديها: انت اتجننتى يا نعمات بتضربى راجل أطول منك بالشبشب ده انتى معملتهاش وهو صغير.

نعمات وهى تحاول الوصول له من خلف زوجها: يارتنى كنت عملتها مكنش هبب ال هببه ده.

زوجها: وهو كان عمل ايه لده كله؟

نعمات : اسأل المحروس ال نزل راسنا كلنا فى الأرض عملت ايه؟

استغل فرصه انشغال والدته مع والده للهروب من بين أيديهم يهم بفتح باب الشقة ليفتح فجاءة ويجدد أمامه. كلا من قاسم وخالد.

لم يمهله قاسم فرصة يمسكه من تلابيب قميصه: على فين.

فتحى: انا معملتش حاجه.

قاسم وهو يلكمه: عملت كده ليه؟

فتحى: بقولك معملتش حاجه.

قاسم: وهو يضربه ولسه ليك عين تقاوح .

فتحى بإصرار: انا ماعملتش حاجه.

رحاب: لا عملنا يا فتحى عملنا.

علا: انتى يا رحاب انتى.

هزت رأسها بخزى: انا ال صورتك يا علا.

نعمات وهى تهوى على المقعد خلفها: يا خيبتى فى اولادى يانصيبتى السودا الواد والبت ياربى.

الاب بعصبية: حالا تقولى كل حاجه عملتوا كده ازاى وليه؟

رحاب : اول امبارح جانى فتحى الأوضة وقعد معايا شويه وقالى اد ايه ان تعب وزهق من رفض علا ليه وأنه محتاج يعمل اى حاجه يخليها هى  ال تجرى وراه مش هو ال يجرى وراها وان طلب مساعدتى فى ده ولما سألته حاجه زى ايه؟ قالى مثلا صورة ليها بهدوم البيت أو حتى فيديو يتبعت لها من رقم مجهول وهى تخاف وقتها وتلجأ ليه يساعدها وهنا هويتجوزها بغرض ان بيصون اسم عمه وبنته واداني تليفون اخليه معايا استنى فرصة مناسبة واصورها بيه واديهوله.

تأتى يوم خبيته فى جيب الترنج ال بروح بيه الجيم ولبست عليهم الهدوم وروحنا انا وهى وسلمت التليفون بتاعى ودخلنا جوه وغيرنا هدومنا وسمعت آلاء بتتكلم أنها نفسها تتعلم الرقص وأنها مش عارفة هتعمل ايه فى فرحها، فديتهم ظهرى بعد ما سمعنا كلام العاملة عن تأخير الكابتن واقترحت اننا نهيس للعروسة ومع الزهق والملل البنات رحبوا من غير ما يركزوا مين ال قالت وفضلنا نهيس وسحبت الاء من ايدها تقوم ترقص واحنا حواليها وهى لوحدها فضلت تهبل وبقت تمسك ايد كل وحده تقولها علميني حركة لحد ما وصلت لعلا وانا فى اللحظة دى اداريت ورا جهاز وطلعت الفون والبنات قاعدين على الأرض بيصقفوا ليها وهى مغمضة عنيها ناسيه نفسها وقولت هو ده الوقت المناسب صورتها دقيقتين وشلته بسرعه ورجعت قعدت جنبهم اسقف علشان محدش ياخد باله من حاجه، ولما رجعنا البيت جانى فتحى الاوضه وسالنى لو كنت قدرت  اصور اى حاجه فى البدايه خفت واترددت اقله لحد ما خليته يحلف ان الموضوع مش هيكبر بينهم هما الاتنين، فديته التليفون وتانى يوم الصبح انفاجئت بالفيديو ال اتبعتالى من رقم مجهول قولت يمكن فتحى بيجرب ويدوب خرجت الصالة لاقيت ماما بتتفرج على نفس الفيديو وهى بتولول والبنات بقوا يرنوا عليا عايزين يعرفوا هى دى بجد علا ولا لا وانا والله كنت مصدومه ان فتحى ضحك عليا وفضحها بالشكل ده.

قاسم وهو يضربه بغل: ليه؟ عملت كده ليه؟ مش هى دى علا ال ياما فضلت توصفلى حبك ليها وان حلم عمرك تتجوزها عملت فيها كده ليه؟ ده انا بسببك كتمت حبى ليها جوايا وقبلت المنحه واتغربت علشان اقدر انسى وامهدلك الطريق ليها.

نظر له الجميع باعين متسعه من ذاك الاعتراف ما عدا فتحى وهو يحاول الاعتدال يمسح الدماء من على فمه.

وما كملتش جميلك ليه واستنيت كم يوم كمان.

نعمات: انت كنت عارف ان اخوك بيحبها؟!

فتحى: وهى كمان كانت عايزاه ومستنياه وبسببه كانت بترفضنى فى كى مرة اومال انا عملت ده كله ليه؟

بعت الفيديو لسمير وطلبت منه يبعته للجيران علشان وقتها عينها تتكسر وتتذل ووقتها لما اطلب اتجوزها علشان اسكت كلام حواليها متقدرش تقول لا وكنت متأكد من ان عمى هيحاول يلم الموضوع منغير شوشرة وفضايح سوا هو ولا خالد بس حاجتين مكنتش عامل حسابهم ان حد يرفعه على النت وان البيه يشرف.

قاسم وهو يلكمه: اه يا حيواا**ن.

وقع على الأرض اسفل قدمى والده ليزيحه الأخير بعيدا عنه كقمامة: اه يا كل* تعمل كده فى بنتك عمك عرضك واسمك وشرفك.

علا بدموع وهى تقف أمام رحاب: فتحى من يومه قلبه اسود انانى صحيح انا كنت اتخيل منه اى حاجه الا انه يعمل كده بس انتى عملتى كده ليه ليه يا رحاب ده انتى مش بس بنت عمى ده انتى اختى وصحبتى.

رحاب: مش هقولك غيره منك وأننا دايما فى مقارنه سوا مين الاحلى مين الاهدئ مين الشاطرة مع ان حاجه جوايا كانت بتزقنى انا أوافق على كلامه لمجرد بس انى احس انى احسن منك ولو فى حاجه واحده بس مش هو ده السبب.

علا وهى تهزها بعنف: عملتى كده ليه؟

رحاب بصراخ وهى تشير باصبعها: علشانه.

نظرت علا إلى ما تشير : خالد، اخويا.

خالد : انا !

رحاب: خالد اخوكى ال بتنفذى وصية مامتك وانتى بتدوريله على عروسة حلوة هادئة مؤدبة أخلاقها كويسه من صحابك وياسين خالص ان ليكى بنت عم قايمة نايمه صاحيه بعمله حاجه غير انى بفكر فيه لا وبكل جبروت تسالينى ايه رايك فى فلانه طب ايه رايك فى علانه.

علا: وانا اعرف منين انتى عمرك ما صارحتينى بمشاعرك دى.

خالد: طول عمرى بشوفك اختى الصغيرة يا رحاب ما افتكرش انى فى مرة لمحت لحاجه او عشمتك بحاجه.

رحاب : بس على الاقل  تقولى تعرض عليا تشوف رأى حتى من باب انى أولى من الغريب.

علا: وهو ده السبب ال خليكى تعملى فيا كده. 

رحاب : لا،بس .

نعمات : ما تنطقى ايه ال خلاكى عملتى كده.

رحاب: انتى يا ماما.

نعمات بشهقة وصدمه: انا!

رحاب: دايما تقوليلى لو علا اتجوزت فتحى هتخلص بابا يفاتح عمى بجوازى من خالد تكون جوازة بدل محدش فيها احسن من حد وزى ما بنتهم عندنا مطمئنين عليها انتى كمان تطمئنى عليا مع خالد لان عمره ما هيفكر يزعلني وهيعمل حساب لعمه واخته ال فى بيتنا.

فلما جه فتحى وقالى  على ال عايزه منى بس مكنتش اعرف ان هينشره بالشكل ده لاقتها فرصة هو بيحبها ومتمسك بيها ويسعدها وفى نفس الوقت هيقربنى من خالد.

الاب : شايفة ياما قولتلك بلاش كلامك ده قدام البنت اهو مليتى دماغها وادى النتيجه،  عليه العوض ومنه العوض فى عيالى .

نعمات وهى تقف أمام فتحى : انت كنت عايز تكسرها وتذلها علشان تتجوزها بس لا مش هنولهالك يا فتحى.

نظرت إلى علا وهى تمسك بيدها: يا بنتى انا محققولك انا ال معرفتش اربى عيالى خدى حقك بالطريقة ال تريحك يا بنتى، بلغى يا بنتى ده حقك يمكن الحكومة تعمل ال مقدرناش عليه ازا وابوه.

الحج على والد علا: ما حدش هيبلغ يا ام قاسم، هنفضح نفسنا بزيادة موضوع علا يونين وهيتنسى لكن لو اتعرف ان ابن عمها هو ال نشر بعد ما بنت عمها ال هى اختها صورتها هتبقى فضيحة ولبانه على كل لسان والعار هيركبنا لاخر العمر.

خالد: والحل ايه؟

الاب: هنقول ان البنت ال عملت كده جات واعتذرت والفيديو اتمسح  وأننا مش هنكشف سرها وكم يوم وكله هينسى وبعد كلام قاسم محدش هيقدر يفتح بقه قدامنا بكلمه .

خالد: بس من ورانا يا بابا.

الاب : الناس ما بتبطلش كلام لحد ما يلاقوا حاجه ويتلهوا فيها.

_انا مش عارف اقولك ايه يا اخويا انا محققولك انت وعيالك.

اسمعنى يا فتحى مفاتيح المحل ال سبتهولك تديره وخلاك اتفرعنت وشايف نفسك ياما هنا ياما هناك دلوقتى تطلعها وانا ال هرجع اديره عاجبك تشتغل فيه زيك زى اى عامل كان بها مش عاجبك شوفلك شغلانه بعيد عنى والشقه ال محضرهالك تتجوز فيها، تنساها ولو عايزها تدفع تمنها واى اكل هتطفحه فى البيت هتدفع تمنه بكفاياك دلع

فتحى: بابا.

الاب: اهو ده ال عندى يا كده يا تغور ومشفش وشك تانى.

اما انتى يا محترمة يا تربية امك حتى لو خالد طلبك للجواز انا عمرى ما هوافق.

خالد بمقاطعه: مع احترامي ليك يا عمى انا بعد ال عملته ده حتى لو كنت بفكر فيها فأنا عمرى ما هقدر آمن لها  على نفسى وبيتى واهلى بعد ال عملته.

اغمضت عيناها بندم ودموع عيناها لا تتوقف من تصريحه وقد جاء كطعنه لروحها.

والدها بخزى: حقك يا بنى ومحدش يقدر يلومك، نعمات.

نعمات: نعم.

_ابن اختك ال كام أتقدم وال الهانم معجبهاش واتريقت عليه وقالت عليه اهبل اتصلى غليها ويلغيها اننا موافقين.

نعمات: حاضر بس هى.

الاب مقاطعا: ولا تقدر تفتح بقها اصلا الواد طيب وغلبان خسارة فيها.

قاسم: بعد اذنك يا بابا بعد اذنك يا عمى انا بطلب منك ايد علا.

الحج على وهو ينظر إلى أخاه وهو يربط على يده بابتسامة: انا معنديش مانع المهم رأيها هى.

نعمات: وابقى يا علا وكده نقطع لسان اى كلب يجيب سيرتك.

رفعت نظرها لوالدتها واخاها: رأت علامات القبول على وجههم.

اغمضت عينيها وهى تلتقط أنفاسها تعتصر بداخلها احلام مراهقتها حول فارس أحلامها، من اتخذته قدوة ومثل أعلى وسارت على خطأه حتى حصلت على لقب طبيب مثله، من كانت ترفض لأجله الخاطبون بما فيهم أخاه،سكاكين تطعنها بضراوة وهى تغلق على قلبها تفسح المجال للعقل فل اتخاذ ذاك القرار فما عاشته الساعات الماضية غير منظرها لكثير من الأمور. 

طال صمتها ليخرجها من دوامة تفكيرها صوته المنتدى باسمها. 

قاسم: علا.

فتحت عيناها ولسانها يجيبه : لا.

قاسم وهو يبتلع ريقه: لا ايه يا علا.

علا: مش موافقة.

صمت الجميع لم يتخيل احد أن يكون هذا هو ردها بعد ما حدث وبعد تصريح قاسم بحبه لها وتأكيد فتحى بحبها له ولم تنفى هى هذا.

استجمع قاسم شتات نفسه ليسالها: ممكن اعرف ليه لا يا علا؟ صدقينى يا علا لو فاكرة أنى اتقدمت بسبب المشكلة ال حصلت وعلشان زى ما همت قالوا فلا، انا اتقدمت علشان بحبك ومن زمان بس بسبب مشاعر ناحيتك وال صارحنى بيها وأنه اقربلك منى فى السن بعدت ورجعت وكنت ناوى أتقدم ليكى بعد ما رفضتى فتحى لخامس مرة وعدى سنه ما كررش طلبه ولا جاب سيرة الموضوع 

علا : اهو ده بالظبط السبب يا قاسم.

قاسم: يعنى ايه؟

علا: انت مع نفسك قررت انى الافضل ليا فى السن فتحى مع ان ال بينى وبينك تمن سنين وفضلت اخوك على نفسك حتى من غير ما تسألني تاخد رأى تعرف حقيقة مشاعرى سوا ليك او ليه ورجعت لما حسيت انه فقد فيا الامل طب لو انا سمعت لقلبى ووافقت قولى حياتنا سوا هتكون ازاى ؟ أنت بطبعك غيور يا قاسم انت مستحملتش تشوفني مخطوبه لاخوك وهربت ورجعت لما حسيت انه شالني من دماغه واتأكد أنه مش موافقة عليه طب بعد ال عمله علشان يضمن موافقتى على الجواز منه شكل حياتى انا وانت هيكون ازاى وانت فى كل ثانية هتفتكر عملته يمكن اكتر منى ، انتوا اخوات مصيركم هتتصافوا قولى لو صدف واتجمعت معاه فى مكان وقتها انت هتتصرف ازاى؟ كل كلمة كل نظرة هتفسرها بعين الغيرة والشك.

بعدين انت ما اتمسكتش بيا من البدايه يا قاسم كل قرار اخدته لوحدك  حبك ضعيف اوى بالنسبالى ده لو اعتبرت انه حب ممكن يكون أعجاب تعود من ناحيتك على انبهار من ناحيتي وفوق كل ده وده انا معملتش نصيبه هيستر عليا فيها ابن عمى.

قاسم: انا عارف انك مجروحة دلوقت وان التوقيت مش مناسب، خدى وقتك يا علا وانا هستناكِ.

علا: قاسم كل حاجة بقت واضحه  اخدنا وقت طويل واحنا قافلين نفسنا خلينا نحرر مشاعرنا من أحلام الماضى ، نبص لبكرة ونتخيل احلام جديدة ولو لينا نصيب هنتجمع صدقنى.

قاسم: وانا معاكى فى كل خطوة فى ظهرك حتى لو مش كزوج كأخ وابن عم.

علا بابتسامة : وده انا متأكده منه.

******

بعد مرور عامين على تلك الاحداث.

تتهادى بفستانها الأبيض وذاك التاج الموضوع فوق رأسها كملكه وهى تتبأطا ذراعه من جهة اليمين رفعت رأسها له ليبادلها بابتسامه اعادتها إلى الوراء بعد مرور اسبوع على كشف الحقيقة كيف أتى الى منزلها وطلب منها الإنضمام إلى فريقه الطبى بأحد اكبر المشافي الطبية بالمدينه بعدما أوكل لها مديره هذة المهمه، كيف كان سند لها منذ أن خطت قدماها خارج البناية برفقة اخاها، لتجده يقف بالأسفل بانتظارهم، لتميل برأسها جهة اليسار باتجاه اخاها وهى تتبأطا ذراعه من الجهة الاخرى ضحكت وهى تتذكر تقدم قاسم منها وقتها وبحركه مسرحية جعلت إبتسامة تفلت منها تباطا ذراعها من الجهة الاخرى،  كيف سارا بها أمام الحى بأكمله ودعوات والدتها من الأعلى تشيعها مع تباهى زوجه عمها بها وبابنه وهى تخبر الجيران عن عملهم بأكبر مشافى البلده.

انتقلت برأسها لذاك الواقف فى نهاية الممشى المزين بأوراق الزهور بحلته السوداء وابتسامته التى تشق وجهه لتقف فى مقابلته وسحب كلا من خالد وقاسم ذراعه يمسك بيدها يقدمها له، ليمسك يدها الاثنتين يقربها منه

قاسم /خالد: مش هنوصيك عليها يا محمد.

_فى قلبى وعنيا.

قالها وهويقبل كلتا يديها لتتبأطها ذراعه يسير بها اتجاه المنصة وعيناها لا تفارقها: ابتسم بشرودوهو يتذكر اول مرة رأها بها بالمشفى لمعاينة قدم والدته عندما علمت بقدوم قاسم ورغبتها فى رؤيته كيف استطاع التعرف عليها من الوهلة الاولى أنها هى فتاة الفيديو ذاك الفيديو الذى عمل على اخفاءه من الوجود، كم كانت هادئة راقية جميلة تعددت اللقاءات والصدف واصبحت لا تفارق مخيلته تتمايل ببراعة على دقات قلبه.

ابتسم عندما تذكر ذاك اليوم عندما ذهب إلى مكتبها بالمشفى واخبرها بحقيقة مشاعره وأنه يرغب بالتقدم لطلبها اذا لك تمانع.

كيف هزت رأسها بالايجاب ووجنتيها تشتعل من الخجل ليخرج سريعا من مكتبها مقتحما على قاسم مكتبه يطلب منه أن يأخذ له موعد مع عمه.

عاد من ذكرياته ناظرا لها بحب همست به شفتاه: بحبك.

لتضحك بخجل وهى تنظر إلى أسفل تدارى عشقا باحت به عيناها.

بينما على أحد المقاعد تجلس إلى جوار زوجها تحمل طفلها الرضيع بين يديها تهدهده تختطف النظرات لابن عمها وهو يجلس إلى جوار خطيبته كيف يتحدثان معا بانسجام لا تجده مع زوجها تلك الضحكات التى تخرج منهم تصف مقدار سعادتهم، تلك السعادة التى لا تعرف لها سبيل نظرت باتجاه ابنه عمها وعلامات الحب واضحه على عريسها وعلى وجهها هى الأخرى، لتتذكر كيف كانت حالها يوم زفافها كمن تساق إلى موتها، لقد خسرت حبها احترام عائلتها والاهم رفيقتها وهذا كان جزاءؤها.

بينما عديلة ونعمان  مع والدة محمد يتلقون المباركات كن المعازيم لتتشير نعمات على ابنها قاسم الذى أتى لها سريعا.

قاسم : نعم يا أمى فى حاجه.

نعمات : لسه البوفيه بدرى على ما يفتح جهزت لمراتك الطبق ده تنقنق فيه، ادهولها بسرعه دى حامل ومحتاجه غذاء.

اخذ منها الطبق بعدما قبل رأسها: ربنا ما يحرمنا منك يا ست الكل.

سار باتجاه زوجته يتذكر تلك الفتاة المشاغبة الفوضوية التى تختلف عنه كثيرا فى الطباع ولولا ذكاءها ومهاراتها بعملها لم سمح لها بالانضمام لفريقه، لم يعرف متى وكيف تسللت إلى قلبه حتى ملكته بطريقتها الخاصة.

جلس جوارها، وهو يضع اول لقمه بفمها: حماتك بتقولك نقنقى محتاجه غذاء. 

نهى وهى تمضغ الطعام باستمتاع: الحمى الحنينه رزق. 

بينما على باب القاعة يجلس الحج على جوار اخيه: مش كان حضر فتحى وخلاص موضوع قديم واهى البت اتجوزت.

اخاه: فتحى عامل زى الطور شغال فى ساقيه صبح وليل مع العشا بيكون واقع من طوله من التعب انا مطلع عينه فى البيت والشغل مبعده عن اى حاجه تخص العيلة علشان يعرف قيمة ان يكون ليه اهل وعزوة وان ال عمله غلط كبير فى حق الكل.

الحج على: ربنا يصلح الحال.

_يارب يا اخويا 

محمد مقاطعا: انا بقول كده كفاية اوى ونشطب على كده.

الحج على : يابنى ده انتوا مالكمش نص ساعه قاعدين ده البوفيه لسه مفتحش.

محمد: افتحوه انتم وانا مسامح

أنهى حديثه مسرعا باتجاه عروسه حتى ياخذها ويرحل.

الحج على : اللاه شفت سحب البت وجرى بيها من وسطنا ازاى

أخوه بضحكه : ماتدقش  ربنا يهنيهم. 

الحج على: يارب

بالخارج: بالراحة يا مجنون انا ملحقتش اسلم على اهلى. 

محمد وهو يغلق باب السيارة خلفها: والله ما كان ينفع استنى لحظه سنه خطوبه لففتينى حوالين نفسى.

علا : عاجبك ولا.

محمد : هنشوف الموضوع ده لما نروح.

لينطلق بسيارته تاركين أعين تنظر باثرهم بندم وحسرة تجر اذيال الخيبة تعود ادراجها من حيث جاءت حتى لا يراه أحدهم وهو الممنوع من اى تجمع خاص بعائلته وبالأخص اى شئ متعلق بها هى.



تمت .

تعليقات

التنقل السريع